رواية مع وقف التنفيذ الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم دعاء عبدالرحمن


 رواية مع وقف التنفيذ الفصل التاسع والعشرون 

صرخت دنیا في وجه وائل وصاحت بعصبية شديدة :
يعني ايه مش لاقيه.. هيكون راح فين.. اختفى يعنى
تبادل معها الصراخ وأخذ يصبح بانهيار :
بقولك اختفى.. اختفى .. لا تليفون ولا مكتب.. ومعرفش بيته... عاوزاني اعمل ايه اضرب الودع ولا افتح الكوتشينه
جلست و دفنت رأسها بين كفيها وهي تنوح وتبكى ثم تنهضت وتدور حول نفسها في المكان
هائمة على وجهها وهي تقول بهيستيرية :
يعني أيه .. وقعنا في المصيبة دى وسابنا وخلع .. ده احنا قدامنا أقل من شهر والتحقيقات تبدأ معانا وساعتها هنتحيس على ذمة التحقيق وبا عالم متطلع ثاني ولا لاء ....
التفتت إليه صارخة يجنون :
ما ترد عليا با بنی آدم هتعمل ايه
أنجه نحوها ودفعها من كتفها وهو يصيح :
معرفش معرفش ... ياريتني ما كنت سمعت كلامه.. ياريتني ماكنت بصيت الفلوس القضية
أديني متحبس معاكي ومستقبلي هيضيع
نظرت له يذهول وهي تقول غاضبة :
طب ليه عمل كده ليه ... كان قصده أيه من كده.. ياخد الفلوس ويحبس فارس ويضيع
مستقبلى ويحيسني وخلاص .. طب ليه
ضرب وائل قبضته في الجدار وهو يقول بخزي :
هو انت لوحدك ؟ ... منا كمان ضيعلى مستقبلى و هيحبسني بسببه .. قالي ملكش دعوة.. أنا هوقف الظابط عند حده ومش هيروح المحكمة وطلع بيضحك علينا ... زي ما يكون كان قاصد يعمل فينا كده من الأول وكان بيلاعبنا بصوابعه في عرايس الخشب .. يخلينا نروح نتفق مع سكرتير النيابة وتدفعله الفلوس وهو بعيد ويخاليني اروح للظابط اساومه هو الشهود وهو بعيد
ضرب الجدار بقبضته مرة تلو مرة وهو يهتف حائقاً :
غبى .. أنا غبى.. كان لازم أخد بالي
تقدمت نحو الباب وفتحته يعنف وهي تصرخ فيه :
أطلع بره يا وش النحس ... أطلع بره
خرج وهو ينظر إليها نظرات محتقرة بإزدراء فصنعت الباب خلفه بقوة وأخذت تتنفس بصعوبة وهي تفرك يديها بتوتر وخوف
كادت أم فارس أن تتابع حديثها مع ظهرة لولا أن سمعت طرقات أخرى على باب الشقة ... عدلت مهرة من جلستها بينما اتجهت أم فارس لتنظر من الطارق ... فتحت الباب فوجدت شاب لم تره من قبل، ولكنه ابتسم وقال باحترام :
السلام عليكم يا حجة
نظرت إليه يتسائل وهي تقول :
- وعليكم السلام يابني
قال باهتمام :
من دى شقة الدكتور فارس سيف الدين
قالت وهي تومي برأسها
أيوا يابني هيا
مديده لها بخطاب قائلا :
الجواب ده للأستاذ فارس
وقبل أن تتكلم قال بسرعة :
أنا عارف أنه مش موجود دلوقتي بس لو سمحتى الجواب ده مهم جدا من فضلك تحاولي توصليه ليه بأي طريقه عن أذنك
حاولت أن توقفه ولكنه لم يعطيها الفرصة وهبط درجات السلم سريعاً, أغلقت الباب وهي تقلب الخطاب بين يديها بدهنة متسائلة :
ياترى من مين الجواب ده
نهضت مهرة وتوجهت إليها وهي تنظر إلى الخطاب بين يدها وقالت :
من مين الجواب ده يا ماما
معرفش يا بنتي بس بيقولي اني لازم أوصله الفارس ضروري
قالت كلمتها وهي تفتحه وتقول :
لما تشوف في ايه ده كمان
حاولت أن تدقق النظر فيه ولكن الخط كان صغيرا فلم تستطع أن تقرأه بوضوح فدفعته المهرة
وهي تقول :
خدى اقربهولي يا مهرة لحسن الخط صغير أوى
أخذته فهرة من يدها ونظرت فيه وبدأت في القراءة بصوت مسموع :
عزیزی دکتور فارس.. مش مهم تعرف أنا مين ... المهم اني عندى معلومات مهمة جدا ليك .. أنا
مش عارف انت اتخدعت بسهولة كده ازاى. لكن اذا أحب اشيل الغمامة دي من على عينك واقولك أن مراتك بعد أبوها مات على طول راحت لباسم مكتبه بعد ما حطت لأمها منوم
لم تستطع مهرة القراءة شهقت وهي تضع يدها على فمها .. حتتها أم فارس على المتابعة وهي تمسكها من ذراعها وتقول بجدية :
كامل مع مهرة سكتي ليه
تلعثمت مهرة وهي لا تعرف ماذا تفعل فقالت :
ماما الجواب ده مش لازم يوصل الفارس أبدا
شدت أم فارس على ذراعها وقالت بتصميم :
هنكملي ولا آنده حد ثاني يكملهولی
أعادت مهرة قراءة الخطاب في تردد وبصوت مضطرب .... بينما أخذ وجه أم فارس يمتقع وهي تحدق في الفراغ حتى أنهت مهرة قراءته فرفعت وجهها إلى أم فارس وريتت على كتفها قائلة :
ماما الله يخاليكي أهدى شوية.. أنت الضغط بيعلى عندك بسرعة
المعت الدموع في عينيها وهي تقول :
یا حبیبی یابني .. وكنت كاتم في نفسك كل ده وساكت... طب ليه يا فارس سكت ليه
نظرت لها مهرة بعدم فهم وقالت متسائلة :
يعنى ايه الكلام ده هو فارس كان عارف
عقدت حاجيبها وهي تقول غير مصدقة :
كل تصرفاته بعد ما رجعوا من اسكندرية كانت بتقول أنهم مش كويسين مع بعض .. مع أنهم مكانش لسه بقالهم أسبوع متجوزين جديد .. وهو شكله كان كأنه شايل هم كبير أوى ومش
عارف یا حبیب امه يتكلم مع حد .
دمعت عينيها وهي تقول بناثر :
آثاريه مكنش عاوز يفضحها ... تقوم في الآخر تعمل فيه كده ... بقى يسترها ويخبي سرها وفي الآخر تبهدل البهدلة دى وكل ده علشان كانت طمعانة في القضية وفلوسها .
وضعت مهرة الخطاب بجوارها و نفت ذراعيها حول ذراع أم فارس وأسندت رأسها على كتفها
وقد الزلقت دمعتين من عينيها في صمت .. ثم قالت :
مش لازم يشوف الجواب ده يا ماما ... أحنا لازم نقطعه.. ده ممكن ينهور ويعمل فيها حاجة
قالت كلمتها ومدت يدها للخطاب وقبضت عليه في راحتها بقوة وتهضت لتلقى به في القمامة.
ولكن أم فارس أوقفتها وجذبت الخطاب منها وقالت بتصميم :
مش هنسترها تانى.. لا اذا ولا ابنى خلاص ... لازم يشوف الجواب ولازم تاخد جزائها علشان ناري تبرد شوية.. وانا عارفة انه مش هياذي نفسه.. بس كفاية انه يبرد ناره شوية ويعرف اللي
حواليه عملوا فيه كده ليه .
مسحت مهرة دموعها براحتيها عندما سمعت رنين هاتف المنزل وتوجهت لتجيب المتصل وهي تقوا :
السلام عليكم
أتاها صوتاً محملاً بالفرحة واللهفة .. صوتاً كان ولا يزال محملاً بالحنان الجارف دائما .. سقطت السماعة من يدها المرتعشة على أثر المفاجأة الغير متوقعة عندما سمعته يقول بشوق :
- مهرة ؟
النقطت السماعة سريعاً ووضعتها على أذنها غير مصدقة وام فارس تنظر إليها متعجبة منها ولكن دهشتها زالت و قفزت فرحاً من مكانها عندما سمعتها تقول بأنفاس متقطعة :
- فارس 5
أخذت أم فارس سماعة الهاتف من يدها ووضعتها على أذنها تمسكها بيدها الاثنتين في شوق
ولهفة وهي تقول :
فارس .. ابني.. انت بتتكلم منين
وضعت قهرة يدها على صدرها وهي تشعر أن قلبها سيقفز من مكانه فرحا واحتقن وجهها بشدة
وهي تستمع لأم فارس تقول من بين دموعها :
یعنی انت طلعت یا فارس ... يجد يا بني طلعت.. طب انت فين
تم أخذت تقبل السماعة وهي تبكي قائلة :
بسرعة يا فارس.. بسرعة .. نفسى اخدك في حضنی یابنی وحشتنی اوی
أنهى فارس المكالمة وهو يمسح دموعه ويد الدكتور حمدي تربط على كيفه قائلا بمرح :
ايه ده.. هو انت لسه شوفت حاجة ... أومال لما تروح بقى هتعمل ايه
ثم مد يده بالهاتف إلى بلال قائلاً :
يالا خد انت كمان التليفون وكلم والدتك وبلغها أنك خرجت
أبتسم بلال واستنشق الهواء النقي خارج جدران المعتقل حتى أمثلأ صدره به ثم زفر بهدوء وقال :
لا يا دكتور معلش .. أنا عاوز اعملهم مفاجأة
ضحك الدكتور حمدي وهو يقول :
حرام عليك يلاقوك قدامهم كده فجأة
ضحك فارس ثم قال :
طول عمره بتاع مقالب يا دكتور.. هو كده من زمان
ضحك ثلاثتهم وهم يستقلون سيارة الدكتور حمدي في طريقهم إلى منازلهم كان الدكتور حمدى يقود السيارة وهو ينظر إلى فارس الجالس بجواره نظرات خاطفة ورأسه يدور لا يعلم ماذا يفعل ... لابد أن يخيره بأمر زوجته التي قدمت ضده بلاغ وزجت به في معتقلات الأهوال تلك ظلماً، ولكن هل يخبره الآن أم ماذا .... قطع فارس عليه تفكيره وقال متسائلا :
معرفتش يا دكتور مين اللي عمل فينا كده ؟
التفت إليه الدكتور حمدي ثم أعاد النظر للطريق وقد حسم أمره ثم قال :
فارس ... لازم تعرف الدنيا دى كلها فيها الكويس وفيها الوحش فيها اللى بيعمل خير لوجه الله من غير سبب وفيها برضة اللى بيادى الناس من غير سبب ولو الأذيه جاتلك من اقرب الناس ليك أوعى تزعل نفسك ... واعرف ان ربنا بيكشفلك اللي حواليك علشان متفضلش عايش موهوم
ومخدوع فيهم ....
استدار فارس بجسده إليه ونظر للخلف إلى حيث بلال النقت نظراتهما في تساؤل صامت قطعه فارس وهو يلتفت إلى الدكتور حمدي قائلا :
الكلام ده معناه ان حضرتك عرفت مين
أوما الدكتور حمدي برأسه وهو يقول :
أيوا عرفت .... يس كنت محتار اقولك دلوقتي ولا لما نروح بيتك وترتاح شويه من اللي شفته اعتدل بلال في جلسته وقد شعر أن الدكتور حمدي يقصد شخصا قريب جدا من فارس بينما
قال فارس سريعاً :
أنا أو دكتور قولي مين
أضطرب صوت الدكتور حمدي وهو يقول ببطء :
مراتك دنيا
اتسعت عيني فارس هلعاً ونظر إلى بلال الذي لم تكن الصدمة عليه أقل من فارس ... حدقا في
بعضهما البعض بينما هتف فارس :
دنيا مراتي ... أزاى و ليه ... حضرتك متأكد يا دكتور متأكد انها مراتي اللي عملت فيا كده
ظهر الأسف على وجه الدكتور حمدى وهو يقول بإشفاق :
هو ده اللى انا عرفته.. ولعلمك محدش هيقدر يجاوب على سؤالك ... إلا انت بس .. أنت بس
اللي ممكن تقولنا ليه هي عملت كده
اعتدل فارس في جلسته مصدوماً واستند بظهره إلى مقعده وقد احتقن وجهه غضباً وحلقاً
وضرب باب السيارة بقبضته بقوة وهو يهتف :
- سؤال أيه اللي اجاوب عليه ... هو في حاجة بين راجل ومراته مهما كانت تخاليها تعمل كده فيه
... ليه يا دنيا تعملي فيا كده ليه ده انا ....
بتر كلمته وابتلعها قبل أن يكملها ... كان سيقول :
ده انا سترتك ومرضتش افضحك ... ولكن فروسيته المعهودة أيت ذلك .... ريت بلال على كتفه من الخلف ثم قال :
أستنى يا فارس لما تقابلها وتتكلم معاها بهدوء... أحنا لسه مش عارفين حاجة.. أستنى لما
تسمعلها الأول
التفت إليه فارس غاضباً وهو يقول :
هتقولي ايه يا بلال ... هتقولي يافت على وعن صحابي ليه ... ليه
ريت على كتفه مرة أخرى وهو يدعوه للهدوء مرة أخرى وأن ينتظر حتى يسمع منها حتى هذا فارس بعض الشيء وصمت غضبه خارجياً ولكن قلبه كان مشتعلاً .. كيف تفعل فيه ذلك بعد كل ما فعله من أجلها .
أقتربت سيارة الدكتور حمدى من منزل بلال الذي شعر بنشوة وانتشاء حينما لاح جانب المنزل من بعيد فقال سريعاً :
كفاية هنا يا دكتور معلش تعبناك معانا
أبتسم الدكتور حمدي بوقار وقال ضاحكاً:
تعب أيه بس هو انا اللي اتعلقت .....
قال كلمته وضحك بينما انفجر بلال ضاحكاً ثم قال :
- بعد اللي شوفته في المعتقل ده بیتهيالی مقیش مصری متعلقش
ضحكا الاثنان بينما كان فارس واجماً شارداً في عالمه الخاص ... ترجل بلال من السيارة والحلى باتجاه فارس وضع يده على كتفه قائلا :
الهدوء هو اللي هيعرفك السبب مش الغضب... أهدى وتوكل على الله
اوما له فارس برأسه بينما شرع الدكتور حمدي في الانطلاق بالسيارة إلى حيث منزل فارس
صعد بلال درج منزله بهدوء ومر بجوار باب المركز الخاص به و نظر نظرة في الخفاء متعجبا .. المركز خاوى ولكنه مفتوح وكأنه يعمل وكأنه لم يغلق يوماً, وفي هذه اللحظة شعر يمن يضع يده على كتفه من الخلف قائلا بخشونة :
- مين حضرتك
التفت إليه بلال وابتسم في وجه الممرض المساعد له في المركز والذي ما أن رأه حتى كاد أن يهتف متفاجأ باسمه لولا أن وضع بلال يده على فمه وكممه حتى هذا ثم رفع يده عنه وهو
بشير له بالصمت ... هتف المساعد بسعادة:
رجعت من السفر أمتى وأيه المفاجأة الحلوة دي
أبتسم بلال وهو يجيبه بصوت خفيض :
الله يسلمك .. ها أخبار المركز أيه.
رفع المساعد كتفيه وهو يقول :
حضرتك مشيت من غير ما تقولى.. وطبعا الناس ابتدت تضايق من سفرك المفاجي ... قفلنا شوية بس زوجة حضرتك فتحته تالى ورجعنا كلمنا الناس وبلغناهم أن سبب سفرك كان ضروري ومسألة حياة أو موت ... والناس تفهمت الوضع وبلغناهم اننا هنتصل بيهم ثاني لما
المركز يرجع يشتغل
ظهرت البشاشة على وجه بلال مقدراً لمجهود زوجته في الحفاظ على سمعته كطبيب فلم تكن عبير تطمح في أن ينتظره المرضى، فالمرض لا يمكن الصبر عليه, ولكن كل طموحها كان في الحفاظ على سمعته كطبيب حتى لا تتأثر بهذا الاختفاء المفاجيء والتقطاعه عن متابعة
المرضى .... التفت إلى مساعده وقال متسائلا:
والت كنت فاتح ليه دلوقتي
قال المساعد :
مش انا دي زوجة حضرتك .. وانا كنت نازل اشترى شوية حاجات كده للمركز
رفع بلال حاجبيه قائلا:
يعني هی خود دلوقتي ؟
أوما المساعد برأسه ثم قال :
قالتلي اجيب الحاجات دى.. ولما ارجع هي هتمشى على طول
أخذ بلال الأشياء من يد المساعد وقال :
خلاص امتى انت ... النهاردة أجازة بمناسبة رجوعي
كانت عبير تجلس على مقعده خلف مكتبه وهي تقلب أوراقه وتحاول فهم ما بها برغم صعوبتها ... شعرت بمقبض الباب يفتح فعقدت جبينها وأنزلت النقاب على وجهها ونهضت واقفة بتوتر ... عقدت جبينها بقوة وهي لا تعلم أنها سترى أحب الوجوه إليها على الأطلاق ... فتح الباب ولكن أحداً لم يدخل ولكنها سمعت صوته يقول :
خايف ادخل فجأة تتخضي
صرحت عبير ووضعت يدها على فمها وجرت باتجاه الباب وفتحته بلهفة لتنظر إليه وإلى ابتسامتة التي زينة وجهه وابتلعت ريقها وهي تحدق به غیر مصدقة أنه يقف أمامها .. لم تمضى عليها توان حتى دارت رأسها وسقطت مكانها ولكنها لم تفقد الوعي .... حملها بلال وأغلق الباب خلفه بقدمه وتوجه بها إلى مقعد الكشف الكبير ووضعها برفق ورفع النقاب عن وجهها
وهو يقول بلوعة :
- عبير.. أنت كويسة ؟
نظرت إليه بعيون دامعة وهي تقول بوهن :
أنت بجد ولا حلم ؟
ابتسم وهو يمسح على وجنتها ويمرر أنامله على وجهها وهو يقول هامساً :
بجد يا حبيبتي ... أنا طلعت النهاردة وقلت أعملكم مفاجأة بس اظاهر الى غلط
وضعت يدها على وجهه تتحسسه باضطراب وهي مازالت غير مصدقة وتقول :
يعنى انا مش بحلم ....
قالت كلمتها وبدأت في بكاء مرير ولفت ذراعيها حول رقبته وعالقته بقوة وهي تتشممه وتبكي وتنتفض وتقول هاتفة :
يارب مكنش بحلم ... يارب تكون حقيقي يا بلال يارب تكون رجعتلی یا حبیبی
ضمها إليه بقوة وهو يمسح على ظهرها برقة وقد اغرورقت عيناه بالدموع من فرط تأثره بكلماتها وهو يقول مطمئناً :
أطمنى يا حبيبتي.. أنا هنا والله.. أنا بجد ... أطمتى .... وحشتيني وحشتيني أوى
رفعت رأسها من صدره ونظرت إليه مرة أخرى وهى تمسك بوجهه بين راحتيها وقالت :
شفت الولاد وماما ولا لسه
هز رأسه نفياً وهو يقول مبتسماً :
أنا لما عرفت انك هنا مقدرتش أروح في حته ثانية.. دخلتلك على طول
انتبهت عبير وهي تقول :
هو الممرض بره ؟
هز رأسه نفيا مرة أخرى وتلمس وجنتها وهو يتأملها قائلاً بشوق :
- متقلقيش .. أنا مشيته وقفلت باب المركز من جوه ... يعني أحنا لوحدنا دلوقتي
نظرت له وابتسمت بحب فقال بمرح :
فاكرة الكرسى ده لما قعدتي عليه أول مرة وكنت خايفة أحسن اكشف عليكي
ضحكت وهي تحيط عنقه بيدها قائلة :
- فاكرة
نهض من مقعده وجلس جوارها قائلا بخفوت :
هي رجلك عاملة أيه دلوقتي ؟!
ضحكت عبير برقة وحب وشوق كبير ... ها قد استعادت الزهرة عبيرها وشذاها الخلاب وكأنها
عادت للحياة من جديد بلمسة من بستانيها الخبير لتتفتح وتزدهر على ألحان قلبه وهو يسقيها بعذب كلماته التي ينتقيها دائما لها، كما يتلمس البستاني زهوره بحب واهتمام ورقة ..... وضمير.
هتفت أم فارس وهي توجه كلامها لأم يحيى قائلة :
- يالا بسرعة يا ام يحيى زمانهم على وصول
وضعت أم يحيى القدر على النار وهي تقول :
مش كانوا يلغونا من بدري كنا عاملنا أصناف كثير
مسحت قهرة العرق من جبيتها بظهر يدها وهي تقول بحماس:
كده خلاص الرز كمان خلص .....
قالت أم يحيى الشهرة :
تصدقی یا بت يا شهرة.. أول مرة أعرف أنك يتعرفي تطبخي
قالت أم فارس معاتبة :
و متعرفي متين متخاليناش تتكلم بقى
ضحكت مهرة وهى تضع قبلة صغيرة على وجنة أم فارس قائلة :
خلاص بقى المسامح كريم
غيرت أم يحيى مجرى الحديث قائلة :
أنا حاسة ان الأكل ده مش كفاية
قالت مهرة مبتسمة وهي تقطع خضروات السلطة :
اصلا الدكتور فارس لما بيكون مبسوط مش بياكل كثير علشان كده متتعبيش نفسك المهم
بس السلطة جنب الأكل علشان بيحبها أوى
توجهت أم يحيى خارج المطبخ وهي تقول :
أنا سامعة دوشة تحت .. هروح اشوف خنافة دي ولا أيه
خرجت أم يحيى بينما انتفض قلب مهرة وهي تقول يخفوت :
- شكلهم وصلوا
نظرت لها أم فارس متسائلة بينما خرجت مهرة تهرول متوجهة إلى غرفة أم فارس وبدلت ملابسها التي كانت ترتديها في المنزل وارتدت ملابسها ووضعت الحجاب على رأسها وخرجت مسرعة إلى المطبخ فلم تجد أم فارس وسمعت صوتها وصوت والدتها أني من الشرفة فخرجت إليهما سريعاً وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة والابتسامة الواسعة مرتسمة على شفتيها وقد أيقنت أنه قد جاء .. وقفت بجوارهما في الشرفة لتنظر إلى جيرانهم وأهل شارعهم البسيط وهم ملتفون حوله والدكتور حمدى يقف بجواره مبتسماً وسعيدا بهذا الحب الذي يحظى به فارس من الجميع .... شعرت أن قلبها سيخرج من صدرها ويقفز من الشرفة إليه وضعت يدها على صدرها تمنعه وتصده عن الجنون واحمر وجهها بشدة وتسللت الدموع من مقلتيها رغما عنها مختلطة بابتسامتها التي ملأت وجهها .....
رفع فارس وجهه للشرفة وهو يحاول تخطى الجميع بصعوبة ليستطيع أن يرى والدته التي كانت تهتف باسمه وتدعوه للصعود بسرعة .. كانت تلك النظرة كفيلة أن يراها ولو ليوان ويرى تعابير وجهها ودموعها .. تراجعت مهرة خطوة للوراء وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة وشعرت أنها لن تستطيع أن تحتمل هذا اللقاء .....
خرجت من الشرفة تجرى إلى باب الشقة فتحته وصعدت مسرعة وهي تسمع وقع أقدامه على السلم يصعد بسرعة أكبر من التي تصعد هي بها, ولكن خوفها من لقاءه جعلها تسرع أكثر حتى وصلت لباب شفتها ... اختفت بعيدة عن السلم واستمعت لوقع أقدامه وهو يقترب من شقته
ويتبعه الدكتور حمدي - وسمعت والدته وهي تبكي وتهتف باسمه .
عائقته والدته بلهفة وحنان وضمته إلى صدرها بقوة وهي تبكى ... جعل يمسح على راسها
وظهرها وهو يقول :
وحشتيني أوى يا أمي .
دخل شقته وهو يلف ذراعه حول كيفها وهو يقول الدكتور حمدي :
اتفضل يا دكتور أتفضل
تم نظر إلى أم يحيى التي كانت تقول بفرحة :
ألف حمد لله على سلامتك يا دكتور
ابتسم فارس وهو يومى، برأسه قائلا:
الله يسلمك يا ست أم يحيى
تجولت عيناه في المكان سريعاً ... كان يتوقع أن يراها ولكنها غير موجودة .. تحول بنظرة إلى المطبخ فربما تكون هناك, وهنا قالت والدته وهي تضيق عينيها بمكر :
بتدور على حد ؟
التقت برأسه إليها وقال متلعثماً :
ها لالا مفيش ... أنا بس هموت من الجوع وحشنى أكلك أوى يا ماما
قالت وهي تشير لعينيها :
من عليا يا حبيبي
سمه أم يحيى وهي تقول موجهة كلامها لأم فارس :
هي البت قهرة مش كانت واقفة معانا في البلكونة... أختفت فين البت دي فجأة
قالت أم فارس مبتسمة :
- شكلها طلعت فوق
ظلت شهرة واقفة أعلى الدرج أمام باب شقتها لا تعرف ماذا تفعل ، تخاف من مواجهته أن ينظر إليها بعد الخاطرة التي كتبتها على ظهر الصورة وأرسلتها إليه قاصدة أن تخفف عنه
وتلهمه الحل وهدوء النفس في حالة معرفته بما فعلت زوجته به .
رفع فارس وجهه بعد أن انتهى من قراءة الخطاب الذي قدمته إليه والدته بعد انصراف الدكتور حمدي وأم يحيى وكان وجهه محتقناً بشدة وصدره يعلو ويهبط بجنون الآن فقط علم لماذا ! . هب واقفاً واتجه نحو الباب بغضب شديد, حاولت والدته منعه ولكنها لم تستطع .. اتجه إلى بيتها في غضب شديد وبمجرد أن اقترب أخرج سلسلة مفاتيحه الخاصة لسوء حظ دنيا كان مازال محتفظ بمفتاح شقتها منذ أن كان معها هناك بعد وفاة والدتها ... وبدون مقدمات فتحالباب ودخل فلم يجد إلا الهدوء والسكون ... دار في الشقة سريعاً وقسمات وجهه تنطق ضيقا وغضبا قلم يجدها دخل غرفتها مرة أخرى وأخرج ملابسها من الخزانة بعصبية وقذف بها في كل مكان باحثا عن أي شيء آخر يدينها ... أمثلات أركان غرفتها بملابسها وانقلبت الغرفة رأساً على عقب .. وأخذ مقعد وجلس ينتظرها والشرر يتطاير من عينيه ... مرت ساعة من الوقت وإذا به يسمع المفتاح يدور في الباب من الخارج فعلم أنها قد حضرت أخيراً ... فتحت دنيا الباب. بارهاق واضح ووضعت بعض الأطعمة التي أحضرتها على الطاونة ثم توجهت إلى غرفة نومها التبدل ملابسها ولكنها تسمرت مكانها بمجرد أن فتحت الباب لتجد ملابسها مبعثرة في كل مكان حدقت في الغرفة لبرهة قبل أن تشعر بيد تمتد إليها من خلف الباب لتجذبها من شعرها بقوة وتطرحها أرضاً ... سقطت دنيا على الأرض وهي تصرخ ولكن صرختها تحاشت في حلقها عندما نظرت إلى وجه مهاجمها .. وقالت بفزع :
- فارس !
تقدم نحوها وعينيه ينبعث منها الشرر والغضب، تراجعت للخلف وكأن لسعات غضبه تطولها فتحرقها ... نظر لها باحتفار ورفع يده وصفعها بقوة على وجهها وهو يهتف بها :
- حقيييرة
وقعت على المقعد الصغير وقبل أن تنهض تقدم منها بسرعة وقبض على شعرها بقوة وهو ينظر إليها يتقزز واشمئزاز قائلا بصوت مخيف :
قبلتي تتجوزيني ليه لما انت مش عاوزاني من الأول .. روحتى لباسم علشان يخلصك مني ها
صرخت من قبضته التي تعرق شعرها وهو يهزها منه يهتف متابعاً :
وتضحكي عليا وتقوليلي سواق تاکسی خطفتی واغتصبني .. وكمان عملتي عملية علشان تخدعيني أكثر.. لولا أن ربنا كشفك وعمليتك بافت .... وبعد ما سترت عليكي و مفضحتگیش
تسجنيني انا واصحابي علشان القضية يا حقيرة ....
دفعها بقوة إلى الفراش وهى تصرخ وتنظر إليه بفزع حاولت أن تتشبث بالفراش لتنهض ولكنه جذبها إليه ووضع يده حول رقبتها وهو يحدق بها بنظرات لم تراها منه أو من غيره طيلة حياتها ... نظرات قميتة ... وسمعت صوته التي كان يأتي من بئر سحيق وهو يقول بصوت أرعبها :
كتب عاوزاهم يقتلوني في أمن الدولة وتخلصى مني ؟ .. كنت مستعجلة على الفلوس أوى كده بتحبي الدنيا أوى كدة ... طالما يتحبيها كده ... أنا بقى محرمك منها ودلوقتي .. حالاً .... وبدأ يقبض على رقبتها بقبضته يقول وهي تنتفض بين يديه وتحدق به مذعورة وقد احتقن وجهها وبدأت دماء الحياة تفارقه ... وشعرت أنها ستموت في هذه اللحظة وتنتهى ...
ولكن فجاة شعرت أن الدماء بدأت تعود إليها من جديد والهواء يعانق رئتيها وشعرت بارتخاء أصابعه حول رقبتها ونظرت إليه وهو يقول لها :
أنت خسارة فيكي الواحد يضيع نفسه علشانك ...
وارتطمت وجنتها بصفعة أخرى وصرخ فيها قائلا:
بس مش هطلقك واريحك... خاليكي مرمية هنا علشان وقت ما يجيلي مزاجي وأعوز اقتلك ابقى عارف طريقك
بصق عليها ونظر إليها باحتقار وغادر المكان وهو يشعر بالتقزز والنفور وأغلق الباب خلفه بقوة أرعبتها وانتقض لها جسدها الذي لم يعد يستطع أن يتحمل كل هذا الرعب والخوف والفزع. أغمضت عينيها وابتلعت ريقها وهي ترتعش وبدأت في بكاء هيستيري ... كانت تريد كل شيء فتقدت كل شيء حتى حياتها كادت أن تفقدها ... في لحظة غضب
عاد إلى منزله مساءا وهو يشعر أنه قد فقد جميع قواه وبذل مجهوداً نفسياً مضنيا .. هبت والدته منتفضة واتجهت إليه متلهفة وقالت :
کده با فارس تعمل كده فيا انا كنت هموت من الخوف عليك
تنفس بعمق تم ربط على كتفها مطمئناً وهو يقول بإرهاق:
معلش يا أمي أنا اسف كان جوايا شحنة وعاوز اطلعها في مكانها اللي يستها لها
نظرت إليه متفحصة بقلق وهي تتسائل :
روحتلها مش كده ؟ عملت فيها حاجة ؟
هز رأسه نفيا وهو يقول بابتسامة واهنة :
- متخافيش عليا.. أنا فشيت علي فيها وخلاص.. هو أنا مجنون أضيع نفسي في واحدة زي دي
أخذته من يده كالأطفال وذهبت به إلى غرفته وأجلسته إلى فراشه قائلة :
نام شوية طيب .. شكلك تعبان أوى ده انت حتى مستريختش من ساعة ما رجعت
خرجت و تركته بهوی بجسده المنهك فوق فراشه وهو يفكر في زوجته وما فعلته به منذ أول يوم زواجهما وحتى هذه اللحظة ويتسائل عن سبب واحد فعله معها جعلها تنكر كل شيء وتقذف به خلف ظهرها وتخطوا في طريقها على جنته بهذا الشكل القبيح .. فلم يجد شيء إلا دنائتها .. فالشخص الدني، لا يؤثر فيه معروف ولا يستقيح فتكراً ...
لقد أخطاء منذ اللحظة الأولى عندما قبل الارتباط بقناة مثلها، لم يعطى بالا وهو يقرر الارتباط بها لحديث النبي صل الله عليه وسلم أظفر بذات الدين تربت يداك.....
وكانت هذه هي النتيجة غطى الطمع عينيها ولم تجد ديناً يردعها فما كان منها إلا الخيانة .... أغمض عينيه في سكون وهو يشعر فيهما يألم شديد وكأن نغزات شوك شديدة تنغزه من كثرة الإرهاق والتعب والجهد, ورغم أنها الليلة الأولى التي سينامها على فراشه بعد كل ما مر به إلا أنه لم يرتاح ، وظلت رأسه تدور حتى سقط في نوم عميق فجأة وكان النوم بتر قد أسقط فيه رغما عنه على حين غره
في الصباح استيقظ على صوت رنين الهاتف فنهض وهو يشعر بألم في عظامه شديد ... نهض بتاكسل وتناقل وعندما فتح الباب سمع والدته تتحدث في الهاتف قائلة :
لاء لسه مصحيش ... يابنتي أطمنى ليه القلق اللى انت فيه ده ... قلتلك امبارح أنه جه كويس ودخل نام ... لاء متخافيش لو كان حصل حاجة كان هيبان علیه یعنی ....... طيب ماشي خلاص .. مع السلامة
أنهت المكالمة واستدارت لتجده يقف بجوار باب غرفته عاقداً ذراعيه أمام صدره والابتسامة
كانت بتطمن عليها مش كده ؟
ابتسمت والدته يمكر وهي تقول بلامبالاة :
هي مين دي قصدك مين
اقترب منها وقبل وجنتها وهو يقول بمرح :
مش عارفة مين يا ست أم فارس.
ضحكت وهي تنجه للمطبخ فدخل خلفها وهو يقول بأصرار :
ممكن بقى تحكيلي كل حاجة مكنتش واخد بالي منها
ألفت عليه نظرة وهي تعد الأفطار ثم قالت :
وانا مالي أسأل صاحبة الشأن
تنهد بقوة وهو يقول :
اسالها ازای بس مش هينفع اكلمها أصلا
وضعت والدته طبقين في يديه تم أخذت بقية الأطباق وخرجت من المطبخ وهو يتبعها
وقالت :
والله لو دخلت البيت من بابه هينفع تكلمها ونص كمان
جلس على المقعد خلف المائدة وهو يقول مراوعاً:
- أنت شايفة كده يعنى ؟
نظرت له نظرة جانبية وضربته على كتفه وهي تقول :
يا واد بطل تتلائم عليا ... ده انت عاوزها النهاردة قبل بكره
ضحك وهو يمسك يدها التي ضربته بها وقبلها ثم قال :
هو انا معرفش أهزر معاكى شوية يا حجة.. علطول فقساني كده
أبتسمت في سعادة وقالت :
تحب احدد لك معاد أمتى
أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامها على المائدة قائلا:
- وقتی
نظرت إلى الهاتف تم نظرت إليه بدهشة وقالت :
أنت بتكلم جد يا واد
أخذ الهاتف وضغط رقم منزلها وأعطاها الهاتف وهو يوميء برأسه أي .. نعم
أخذت الهاتف مبتسمة بدهشة من تصرفاته الصبيانية وكأنها ترى ولدها لأول مرة !
أخبرتها يطلب فارس وقالت لها :
نظرت أم يحيى إلى شهرة التي كانت تفرك يديها بتوتر بالغ وقد احمرت وجنتيها بشدة بعد أن
یعنی مردتیش عليا يا مهرة.. أوعى تكوني مستغربة زبي انا وابوكي
لم تستطع أن ترفع وجهها, كان الخبر كفيل بأن يفقدها وعيها ويلجم لسانها ... ها هو حبيب العمر يتقدم طالباً الزواج منها ثاني يوم الحررة من الأسر وكانه لم يكن في أسر السجون فقط ... هزتها
أمها من كتفها وهي تقول :
بابنتي ردی علی ابوگی
رفعت مهرة رأسها إلى والدها الذي قال :
هتعملى فيها مكسوفة.. ما تردى على طولها اقوله أيه.. موافقة ولا رافضة
همهمت في خفوت فلم يسمعها أحد منهما .... هتف والدها بصوت عالى انتفضت له وهو يقول :
- متعلى صوتك
جلست والدتها بجوارها وهي تقول :
حبيبتي ... المرة دى مش هنجيرك على حاجة.. أنت حره متخافيش.. أنا عارفة انه أكبر منك
بعشر سنين واكثر وانت بتعتبريه زي اخوكي الكبير ............
قاطعتها مهرة فجاة وهي تقول بسرعة :
- موافقة
804
جرب بريميوم
فارس أنت بتهزر ولا يتكلم جدا
ضحك فارس وهو يجيب عمرو عبر الهاتف النقال :
هي الحاجات دي فيها هزار يا عبيط اخوانك انت ... طبعا يتكلم جد
قال عمرو بمرح :
أصل مش معقول ... أنت عارف انت أكبر منها بكام سنة ولا ناسي .... طب وهي وافقت ازای
تتحتج فارس وهو يقول :
وأيه المشكلة .. مش فاهم
تنهد عمرو وقال :
طب وهي قالتلك أيه .. وافقت على أساس أيه يعنى
أبتسم فارس ابتسامة واسعة وهو يقول :
بيني وبينك انا كنت هموت واشوفها واتكلم معاها .. لما طلعت عندهم في البيت لما كنت يتفق مع والدها على التفاصيل بس هي بقى مرضيتش تخرج وامها قالتلي انها لو خرجت دلوقتي
هيغمى عليها من الكسوف
ضحك مرة أخرى وهو يقول :
حتى لما اتلككت وقلتلهم طيب لو هي عاوزة تسألني على حاجة هتعمل أيه .. وانا لو عاوز اسالها على حاجة هعمل ايه .... مامتها دخلت كلمتها وخرجت تقولى ... بتقولك لو عاوز تسألها على حاجة قول تماما ... وماما متقولي وانا هرد عليك عن طريقها .. وانا مش عاوزه اسأله على حاجة علشان انا عارفة كل حاجة
ضحك عمرو ضحكات رنانة وقال :
للدرجة دي مكسوفة منك .. سبحان مغير الأحوال .... قولى بقى الخطوبة أمتى كده
رفع فارس حاجبيه وقال :
- خطوبة ايه يا عم الحاج .. هو انا بتاع خطوبة ... تفتكر يعنى لسه هخطب بقى وأغض البصر وكده ... وبعدين هي كمان بقت تكسف منى اوى وأنا عاوز أخاليها تاخد عليا شوية .. أحنا اتفقنا
على كتب الكتاب على طول
عمرو
طب قولى أمتى بقى علشان أجي احضر
فارس :
كنا هنخاليها الخميس بس علشان سيادتك بقى هنخاليها الجمعة
قال عمر و مداعبا :
تصدق يا فارس انا عمري ما شوفتك كده أبداً ... حتى في جوازتك الأولى مكنتش فرحان أوى
كده للدرجة دي بتحبها
زهر فارس بقوة محاولاً أخراج جميع انفعالاته وقال :
يحبها آيه يا أخي.. أنا مش لاقي كلمة توصف احساسي بيها .. أنا لما بلال كلمني في السجن و نبهني.. حسيت بعدها انى عاوز أكسر حيطان الزنزانة وأخرج أشوفها .. كان نفسي اشوفها أوى یا عمرو... ساعتها حسيت بالسجن فعلا كان هو ده سجنى الحقيقي ... أنا مش عارف انا ازاي
مخدتش بالي العمر ده كله

تعليقات