رواية أحببتك مرتين الفصل الثاني بقلم رزان عزالدين
ابعدي عن زين، هو السبب انك تفقدي الذاكرة...
فضلت متنحة في الرسالة حوالي دقيقة
ازاي زين يبقي السبب اني افقد الذاكرة؟؟
بعتله:
-انت مين؟!
-لو عرفتي انا مين مش هترضي تصدقي اي حاجة بقولها
-انجز وهصدق
-انا محمود
-وانت يامحمود عرفت منين ان زين السبب؟!
-زين قال لمامتك تروح تجيبلكوا حاجة عشان يشتتها وبعدين زقك من علي السور
-وايه اللي يأكدلي كلامك؟
-هبعتلك الشاتات اللي كان بيقولي فيها انه عايز يقـ*تلك وانا افتكرته بيهزر بس للأسف طلع مريض
مرت ثواني عدت عليا كأنها ساعات من كتر توتري،
وللأسف بعت شاتات فعلا انا اتصدمت منها،
رسايل من زين لمحمود بتعبر قد ايه هو بيكرهني ونفسه يقتلني...ليه؟
اللي فهمته انه عايز يقتلني علشان غيران مني.
بس ممكن الغيرة توصل لكده؟
لأ...السؤال الصح؛ ممكن زين يعمل كده؟
كدبت محمود وقولتله ان الشاتات دي ممكن تبقي فيك، بس هو بعتلي مكالمة متسجلة ليه هو وزين، وكان صوت زين فعلا!!
قعدت اعيط، جسمي بدأ يترعش
مش مصدقه ان زين ممكن يعمل كده بعد ما...بعد ما حبيته!!
-بصي ياحور، انا عارف انك اكيد مصدومة بس دي الحقيقة للأسف
وكمان زين كان بيحاول يبعدك عني عشان مقولكيش الحقيقة.
انا وزين كنا قريبين من بعض ياحور واتخانقنا من حوالي شهر قبل ما تفقدي الذاكرة بسبب تفكيره ده.
انا آسف اني سيبت ده يحصلك ياحور بس صدقيني انا مش هسيبك وهرجعلك
كل اللي طالبه منك دلوقتي تساعديني وتصدقيني عشان زين يتقبض عليه، موافقة؟
قرأت الرسالة ودموعي زادت، مش عارفة اعمل ايه ومش مصدقة اي حاجة، والمشكلة اني حتي مش فاكرة، بس المكالمة دي اثبتت كلام محمود للأسف
-موافقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لا اله الا الله وحده لا شريك له"
صحيت اليوم اللي بعده بعد مانمت ساعات قليلة جدا من كتر العياط.
صحيت وانا جسمي تقيل وعيني وارمة، بس اقنعت نفسي ان ده القرار الصح، وطلعت من الاوضة بخطوات تقيلة
-صباح الخير ياحبيبتـ...
ايه ده يا حور عيونك مالها؟!
-مافيش ياماما ده بس علشان سهرت امبارح علي الرسمة ومانمتش كويس
-طيب ياحبيبتي، البسي الازدال بقا عشان زمان زين هيصحي وهييجي
جسمي كهرب لما قالت اسم زين، حسيت بكره واشمئزاز رهيب، بس هزيت راسي ودخلت الاوضة لبست الازدال، واول ما طلعت...
"طق طق طق طق"
فتحت الباب، كان هو
اول ما فتحت ابتسم ابتسامة عريضة وانا بالمقابل بصيتله من فوق لتحت، ابتسامته اختفت تدريجيا وبعدين سألني:
-بصالي كده ليه؟
-مافيش، أنجز وادخل
بصلي باستغراب ودخل
-عاملة ايه ياخالتو
-بخير ياحبيبي، تعالي اقعد افطر
يلا ياحور
قعدت وانا ساكته في حين ان ماما وزين كانوا بيرغوا، كنت بفكر في امبارح، جزء مني مش مصدق والجزء التاني مصدق
بس المكالمة اللي متسجلة كل ما افتكرها احسن اني كنت مغلفة، قبل ما افقد الذاكرة...وبعد
"تن"
-عاملة ايه دلوقتي ياحبيبتي
كان محمود، زفرت ومسكت التليفون ورديت:
-بطل تقولي حبيبتي دي انا مش حبيبة حد يعجل
-ماشي
بعدين بعت:
-انا بجمع كل الشاتات والمكالمات عشان اعمل محضر
-تمام
-حور ممكن طلب
-ايه
-انا هتقدملك، القرار هيبقي واقف عندك، اتمني توافقي
بعدين بعت رسالة تانية:
-انا عارف انك فكراني وحش بس صدقيني انا مش كده
اكيد كلام زين لغبط عقلك، بس عموما انا هقولك الحقيقة
انا وانتِ كنا بنحب بعض ياحور بس زين وقع مابينا وقال حاجات انا معملتهاش، وللأسف انتِ صدقتي وانا عمري ما بطلت أحبك
ثقي فيا، و وافقي
اتلغبطت، مش عارفه اعمل ايه، بس اكتفيت اني ابعت:
-هفكر واقولك
-خدي راحتك يجميلة
سيبت التليفون وانا سرحانه
اثق فيه؟
بس زين حذرني منه
طلعت مني ضحكة تلقائية وكملت في نفسي
نفس زين اللي حذرني منه، كان زين اللي بيتمني موتي
انا مابقتش عارفة اعمل ايه يولادال...
-حووور!!
فوقت علي صوته بينادي عليا، رفعت راسي وبصيتله منغير ما اتكلم فقال:
-مبتاكليش ليه
-ماليش نفس
بصلي بتركيز وقال:
-مالك ياحور؟
-ماليش
-انجزي!
زاعقت فيه:
-قولتلك ماليش!!
وقومت دخلت اوضتي وقفلت علي نفسي، ورنيت علي سارة اينعم مش هقولها اي حاجة بس هي اللي بتهون عليا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لا حول ولا قوه الا بالله"
دخلت اوضتها ورزعت الباب وراها، اتصدمت من تصرفها
بصيت لخالتي باندهاش وقولتلها:
-مخها لسع؟
هزت كتافها بمعني "معرفش"
فانا خلصت اكلي بسرعة وروحت شقتي عشان اغير وانزل الشغل.
لبست البدلة ونزلت
كان بالي مشغول بيها، مش قادر افهم سبب تصرفتها دي وحسيت ان في حاجة مش طبيعية
-زين بقولك ايه
كان آسر صاحبي، اقرب واحد ليا، فانا بصيتله وسألته:
-ارغي
-مالك؟
-ماليش
-اخلص
حكيتله كل حاجة، فهو فضل ساكت شوية وقالي:
-خلي بالك يازين انا مش مطمن، ممكن يكون حد لعب في عقلها
-مين يعني؟
-مش عارف بس خلي بالك
خرج من المكتب وانا رجعت لشرودي تاني
خلصنا الاجتماع وروّحت بعد يوم طويل متعب، طلعت علي السلم وقبل ما افتح باب شقتي سمعت صوت زعيق من شقة خالتي
اتخضيت وخبطت عليهم بسرعة
خالتي فتحت وهي لسة بتزاعق وبتقول:
-انتِ اتجننتي يا حور؟!
-في ايه ياخالتو؟؟
-شوف الأستاذة، محمود متقدملها وهي موافقة
قولتلها بصدمة:
-نعم!!!!
ردت حور بزعيق:
-اعتقد ان دي حاجة متخصكوش
انا اللي هتجوز مش انتوا!!
-حور انتِ واعية باللي بتقوليه؟؟
-اه، عندك مشكلة؟!
اتنرفزت وصوتي علي:
-اه ياحور وعندي مشاكل كتير،
محمود مش كويس وكمان...
قاطعتني:
-ماتتكلمش عليه!!
حتي لو شايف فيه العبر سيبني انا اكتشفه بنفسي
-يا حور محمود...
-اسكت بقاااا!!
-انتِ بتحبيه؟!!
-اه!
-امتي وازاي؟!!
-ميخصكش
فضلت ساكت وانا مش مصدق اي حاجة، قلبي اتكسر مليون حته، مقدرتش اقولها غير جملة واحده:
-اللي تشوفيه ياحور
قالت خالتي بصدمة:
-انت هتسيبها يازين!!
بصيت لخالتي وعيوني اتملت دموع:
-اه، ده قرارها هي
محمود هيجي يتقدم امتي؟
قالت حور بسرعة:
-بكرا، جاي بكرا!
بصيتلها وهزيت راسي ومشيت
دخلت شقتي ورميت نفسي علي السرير
فضلت متنح في السقف وساكت
ساكت...
ساكت...
فجأة انهارت عياط، ايدي بدأت تترعش وبقيت اخد نفسي بالعافية وسط العياط
افتكرت كلام آسر، وحسيت ان فعلاً في حاجة غلط
انا بحب حور من وانا في ابتدائي وخالتي عارفة
بس مستنيها تكبر شوية علشان هي لسه في تانية جامعة ومش عايز اعطلها عن دراستها.
بس الوقت راح
وذكرياتي معاها نسيِتها...
وحبت غيري...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد"
عدي اسبوع اتقل من الحجر
ودلوقتي؟
انا في خطوبتها علي محمود...
واقف ببص عليها من بعيد وهي قاعده بطلّه جميلة علي الكوشة جنبه
كان المفروض ابقي انا!
كان المفروض ابقي انا مكانه!!
انا اللي بلبسها الدبلة وانا اللي بتضحكلي!!
افتكرت اليوم اللي محمود جيه واتقدملها فيه
@فلاش باك
-بس كده يازين، رأيك ايه؟
قالها محمود وعلي وشه ابتسامة خبيثة
اتنهدت وقولت بصوت مكسور:
-الرأي للعروسة، موافقة ياحور؟
-اه
بصيتلها بحزن وبعدين وجهت نظري لمحمود وقولتله:
-حافظ عليها
-في عنيا
-لو عملتلها حاجة هخزقـ*لك عيونك اللي فرحان بيها دي
@باك
اصوات الزغاريط بدأت تعلي حواليا، وفجأة...عيني جت في عينها، مجرد ثواني رجعتلي ذكريات من حوالي 16 سنة.
عيني دمعت غصب عني فمسحتها بسرعة وخرجت من القاعة.
خرجت وسيبت حلمي جواها...
سيبت حور...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الحمد لله"
عدي اربع شهور كأنهم اربع سنين
من ساعة ما اتخطبت لمحمود وانا مرجعتش زي الأول
مابقاش فيا طاقة اعمل اي حاجة
يومي بقا عبارة عن تأدية واجب، اصحي اكل واحط اكل للولي وادخل اوضتي اصلي وانام، وطول الوقت بتجاهل زين ومابقتش قادرة اتقبل فكرة وجوده في حياتي بأي شكل من الأشكال.
بقيت اكرهه كل يوم اكتر من اليوم اللي قبله...او ده اللي وهمت نفسي بيه
الحقيقة اني كنت لسة بحبه، بس بحارب قلبي عشان عارفة ان النهاية مكتوبة...
هو في السجن
وانا مع محمود، اللي طول الأربع شهور دول ماحبيتهوش بالغلط حتي.
بس كنت ماشية علي مقوله "الحب بيجي بعد الجواز"...او لما ترجعلي الذاكرة
الفترة دي محمود كان بيجمع كل الشاتات اللي زين كان بيكلمه فيها والمكالمات عشان يسلمها للشرطة ويعمل محضر
لغاية ما اليوم جيه اخيرا
-حور انا رايح دلوقتي القسم
-تمام طمني
-حاضر ياحبيبتي
شتمته في سري بسبب كلمة حبيبتي دي وسيبت التليفون وانا قلبي بيدق بسرعة وخايفة جدا
-حور يلا عشان تاكلي
-حاضر ياماما
طلعت والسفره كان مافيهاش غير ماما، لأن زين من يوم الخطوبة بطل يجي عندنا وبقا يتعذر بأي حاجة
كلت بصمت ودخلت الأوضة
بصيت لنفسي في المرايا وخدت نفس عميق، وقولت
"انا صح"
ونمت، صحيت اليوم اللي بعده وخرجت اغسل وشي و وانا راجعه الاوضة ماما قالتلي:
-زين جاي ياحور البسي الازدال
-حاضر
دخلت لبست الازدال وصليت وفضلت مستنية
بعد نص ساعة الباب خبط وماما فتحت، كان هو اكيد
-كده يا زين تختفي فجأة
-معلش ياخالتو مضغوط شوية
بعدين بصلي:
-ازيك ياحور؟
-الحمدلله
قعد وانا وماما قعدنا معاه، بعد شوية ماما دخلت المطبخ تعمل عصير وفضلنا لوحدنا
-محمود عامل ايه معاكِ؟
-كويس
-مدايقك؟
-لأ، بيعاملني كويس جدا
-امم، انتِ مقتنعة بمحمود؟
بصيتله باستغراب وقولتله:
-تقصد ايه؟
-اقصد مفتكرتيش اي حاجة تخصه؟
-لأ
هز راسه وسكت
نفسي اعرف ايه الحاجة اللي عايزيني افتكرها تخص محمود؟!
"طق طق طق"
زين قام فتح الباب وتنح شوية
بعدين قال بابتسامة مصطنعة:
-خش
كان محمود
كان المفروض اتحرج عشان لابسة ازدال وشكلي زي الزفت واقوم اجري علي الاوضة اغير زي البنات والكلام ده، بس انا فضلت قاعده ووشي خالي من التعابير، وماكنتش طايقاه ولا طايقة نفسي
دخل محمود وعلي وشه ابتسامة عجزت افهمها وكان ماسك بوكيه ورد في ايده
دخل وقعد علي الكنبة اللي انا قاعدة عليها وحط الورد علي الطرابيزة، وزين بيبص عليه بريبة بعدين قعد
-عاملة ايه ياحور
-الحمدلله، انت عامل ايه
-الحمدلله ياحبيبتي
زين كان بيهزر رجله وعروقه بارزة من كتر العصبية؟
ليه؟
يمكن عشان مكانش موافق على محمود
محمود كان بيبصلي بطريقة وترتني، بعدين ميل علي ودني وهمس:
-ايام ونبقي في بيت واحد، وايام وزين هيبقي ورا القضبان
قلبي اتقبض، ده اللي انا مستنياه بس مش عارفة ليه اتدايقت
حاسة ان في حلقة ناقصة
في حاجة مش كاملة
-طب اوعي كده وبطل تلزيق
ماما خرجت من المطبخ وهي شايلة صنية العصير، بعدين بصت لمحمود وقالت:
-انت جيت ليه؟
محمود فرد ضهره علي الكنبة وربع ايده بعدين قال بسخرية:
-ايه السؤال ده ياحماتي، بدال ما تقوليلي نورت؟
ماما بصيتله بقرف بعدين ابتسمت:
-نورت يا...محمود
خمنت انها شتمته في سرها
مش عارفة ايه سبب كرههم لي
ومش عارفة ايه السبب اللي مخليني مش مستلطفاه
عدت ساعتين وزين فضل قاعد معانا مرضيش يقوم لغاية ما محمود يمشي
اول ما محمود خرج من باب الشقة راح زين قفله في وشه
-في ايه يازين بتفقل في وشه ليه؟؟
-اخرسي
-انت اتجننت؟؟
فضل يقرب مني براحه وعنيه بتطلع شرار وقال وهو بيجز علي سنانه:
-اعتبريني اتجننت
واللي عايزك تعرفيه ان الخطوبة دي مش هتكمل، بمزاجك او غصب عنك
ضهري لزق في الحيطة، قولتله وانا بحاول صوتي مايتهزش:
-انت متقدرش تجبرني علي حاجة
-اقدر، واقرب فرصة تسمحلي اني امـ*وته، همـ*وته ومش هتردد لحظة ياحور
-انت بجد مريض!!!
زاعق في وشي اللي كان قريب جدا من وشه:
-انتِ اللي مغفله!!!
انتِ حتي مش سيبالي فرصة افكرك ان محمود...
زقيته بعيد عني وزاعقت في بجنون:
-ابعد عني وعن محمود!!!
وبصيت لماما اللي كانت بتتفرج علينا ودخلت اوضتي جري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"استغفر الله العظيم و اتوب اليه"
عدت ايام وانا حابس نفسي في الشقة ومش بنزل الشغل، بقيت بشتغل من البيت
بقيت لإما قاعد علي السرير وببص للسقف، لإما باكل بالعافية، لإما بشتغل
فقدت الأمل ان حور تفتكر حاجة، وانا بصراحة مش ناوي اتكسر تاني
كنت قاعد في يوم بشتغل لقيت حد بعتلي رسالة، كانت خالتي بتقولي اتغدي معاهم
حاولت اتعذر بأي حاجة بس هي اصرت فوافقت
عدت ساعات وقومت لبست اسود في اسود وخطبت، خالتي فتحتلي
قعدت معاها نتكلم شوية بعدين حطت الأكل هي وحور وقعدنا ناكل، كنت بتجنب اني ابص لحور علي قدر الامكان
"طق طق طق"
قومت فتحت الباب وكانوا ظباط، استغربت واتخضيت في وقت واحد
لغاية ما قال حد منهم:
-حضرتك زين محمد؟
-اه، في حاجة؟
-مطلوب القبض عليك
اتصدمت
-لييه؟؟
ظهر صوتها مكتوم ومهزوز من ورايا:
-لأن ده اللي كان المفروض يحصل من بدري يازين!!