رواية انين الروح الفصل الثاني 2 بقلم الست ورد

 

رواية انين الروح الفصل الثاني بقلم الست ورد


نظفت المكان وايدي اتجرحت 
بس مهتمتش وظبطت الدنيا وخلصت غسيل
دخلت أخدت شاور حلو
وحطيت سكين كير
ولبست دريس عسول
وحطيت ميكب خفيف
وعملتلي فشار
وفتحت الشاشه أتفرج ع فيلم أجنبي كان عسول أوي

لما جه الإعلان فتحت التليفون
وقعدت أقلّب ع الفيس
لقيت بوست لدكتور نفسي بيتكلم عن حاله
وحسيت كأنه بيتكلم عني أنا
اترددت كتير
أحجز ولا لأ
بس بعد الكثير والكثير من التفكير
حجزت
وأول جلسه هتكون الأسبوع الجاي
هو اقترح تبقى أول جلسه أونلاين
بس أنا رفضت
مش هاخد راحتي

القعدة في البيت لوحدي
من أوحش الحاجات اللي ممكن تحصل لأي أنسان عموما
زي ما بيحصلي كل يوم

"ورد.. عاوز أتكلم معاكي في موضوع"

كنت مركزة في الفيلم
"استنى الإعلان يجي يا عبد الرحمن.. الكلام مش هيطير"

كلمته وأنا مش باصه عليه
مركزة في الشاشه
حسيت بنبره صوته فيها حده

"ورد بصيلي"

"أوف يا عبد الرحمن"
قولتها وأنا ببصله
وكملت كلامي
"ها.. قول"

"أنا هسافر شهر"

"وهتسيبني لوحدي؟"

بان عليه التردد وهو بيتكلم
كان عايز يشرح
بس أنا ابتسمت ابتسامة وجع

"آه صح.. أنا ناسيه إنك سايبني أصلًا من زمان.. جوزي بالاسم بس.. هتسافر إمتى؟"

"بكره الصبح"

أخدت نفس وأنا بضحك ضحكه باينه فيها القهر
"ياه.. بكره! وكنت ناوي تقولّي بعد ما تسافر؟.. على العموم ربنا يوفقك"
قولت الكلمتين وأنا بقوم
جوايا كنت عاوزه أصرخ
كنت عاوزه أعيط وأرقع بالصوت

ليه الرجاله كده؟
ليه مش واخدين الرسول قدوه في حياتهم؟

الست ملتزمه بجوزها وببيتها وبأولادها
طب وهي فين من اهتمامه؟
فاكرين الراجل لو ساعد مراته في البيت يبقى عيب!
طب ما الرسول ﷺ كان بيساعد زوجاته
ولا عمره زعلهم ولا كسر بخاطرهم

بس هما بعيد.. بعيد أوي
هما فين من الحته دي؟
ولا احنا علشان مش زي زوجاته ﷺ
بنطلع أسرارنا برّه البيت
وفي لحظه غصب ممكن نعمل أي حاجه مينفعش نعملها

طب واللي عندها ولاد؟
مسؤولة عن تربيتهم
ومسؤولة عن جوزها
ومسؤولة عن بيتها
وجوزها بعيد كل البعد عن انه حتي يسمعها

يمكن علشان لاغيه الجانب الديني من اهتماماتها
ويمكن ابتلاء من ربنا بيختبر بيه قوّة تحملها
مع إنه عارف قد إيه هي قويه
وعلشان كده ابتلاها

طب يمكن هي عملت ذنب كبير أو صغير في حياتها
ومتابتش عنه
فعايشه العقاب ده
بس برضه..
هي مأهمله نفسها

دماغي قعدت توديني وتجيبني
أسئلة كتير..
ولا إجابة لولا واحده
لأن ببساطه..
إحنا مش عارفين إحنا عاوزين إيه

صحيت الصبح على صوته وهو بيصحيني

"فيه إيه يا عبد الرحمن؟"

"قومي بس"

قمت وأنا مش فاهمه هو عاوز إيه
لقيته فاتح دراعاته
بصيتله باستغراب

"تعالي"

هو لو قاصد يجرحني
مش هيعمل كده
بصيتله بحزن
ومقدرتش أتحرك
بس هو قرب مني
وضمني لحضنه

جوايا كان فيه صوت بيقوللي ضميه
وصوت تاني بيقول هو السبب في كل اللي انتي فيه
بس سمعت للصوت الأولاني
وضميته

من غير ما أحس
دموعي نزلت
وهو كان بيشدد حضنه عليا

شعور الطمأنينه والراحه
شعور الأمان اللي مفتقداه من زمان
رجعلي في لحظه
أول من من سنين اتحضن
بس كان حلو.. حلو أوي

بعد ما بُعد عني
رجع شعور الوحده تاني
رجع صعب..
صعب لدرجه مش عايزه حد يعيشها

"متخافيش.. هكلمك كل شويه وأطمن عليكي
وخلي بالك من نفسك.. روحك أمانه آمنتك عايها لحد ما أرجع"

كان بيقول الكلام وهو بيمسح دموعي
دموع نزلت كتير بسببه
قهر وخوف ووحده كلهم كان هو السبب فيهم

هزيت راسي
وغُصه ماليه حلقي
جوايا عاوزاه يمشي عشان أعيط براحتي
وبردو مش عاوزاه يمشي.. هفتقده

رحل فأخذ معه آخرَ أنفاسي.
تركَني مرّاتٍ لا تُحصى ولا تُعدُّ.
كلُّ عودةٍ منهٍ تَخدعني بأملٍ زائف.
ثمّ يغادرُ ويتركُ فيّ جرحَ غيابٍ جديد.
وأمّا هذهِ المرّةِ فالصمتُ أعمقُ من قبل.
قهرٌ يسكنُ الضلوعَ، وذكراهُ وحدها تبقيني.

تعليقات