رواية ذكرى ويوسف الفصل الثاني 2 بقلم سلمي بسيوني


 رواية ذكرى ويوسف الفصل الثاني 

_صباح الفل عليكوا يا بشمهندسين! 
قلع نضارة الشمس وهو بيضحك
عينه في عيني، بييبتسم بشوق، ابتسامة حفظاها كأني شيفاه يوسف ابن العشرين سنة.
يوسف هنا؟ عيني مبتكدبش، رجع من السفر إمتىٰ؟ وأيه إلي جابه هنا !!
مصطفىٰ أول ما شافه راح يسلم عليه بود، واضح إن بينهم سابق معرفة، الكل قرب ورحب بيه وسلم عليه، بيرد عليهم ويتكلم معاهم وعينه معايا أنا، الكل أخد باله، كنت عايزة الأرض تنشق وتبلعني أو أطلع أجري ومكلمهوش بس رجلي كانت مكلبشة في الأرض، مش فاهمة أيه اللبخة دي!!
 سلم عليهم كلهم وقرب مني فزغدتني إسراء في جنبي وهمستلي
_فوقي! 

_وحشتيني.
رفعت عيني لعينه ورجعت خصلة لشعري ورا ودني، عينه اتحركت مع إيدي لحد ما رجعت لوشي، كان بيبصلي كأنه بيتأكد إن كل حاجة زي ما هي، إني لسه حبيبته إلي يعرفها، قال بابتسامة كانت وحشاني: 
_طولتي شعرك! 
غمضت عيني للحظة وفوّقت نفسي فتحتهم بإبتسامة حلوة ورديت عليه وأنا بشاور على الورق بتاع مشروعه.
_وأنت حققت حلمك، ألف مبروك! 
سحبت شنطتي بإيد مرتبكة من على الترابيزة وأنا بقول بصوت عالي
_بعد اذنكم يا جماعة صدعت شوية من الشمس، محتاجة أرتاح.
اسراء مشيت ورايا بخطوات سريعة وهي بتقول: 
_نشوفكم على العشاء.

_عيطي يا موكوسة عيطي.
_كان واضح عليه أوي؟ 
_عنيه كانت بتحضنك.
_يادي الفضيحة.
_دا واقع من الدور العاشر
زغزغتني وهي بتضحك وبتسألني:
_وشوشك قالك أيه ها، قولي قولي!
_يخربيت زنك يا شيخة.
زعقت من فضولها
_ما تقولي بقى!
حطيت إيدي على شعري
_علق على شعري، أني سيبته يطول، مكانش بيحبه طويل، كنت على طول بقصه عشانه، هو كمان أتغير، دقنه طولت، مكانش بيطولها كدا خالص.
_هو واقع من العاشر وأنتِ من العشرين.
قلدتني وهي بتقول
_فالحة بس تقوليلي...أنا مبحبهوش يا إسراء، دا اسمه إحترام يا أسراء، أتلهي يا أختي.
عيطت بتذمر وأنا بقولها:
_أسكتي يا نيلة أنتِ أشوف هخرج من الموقف الزفت دا إزاي! 
ضحكت على شكلي وعلقت 
_حسيت أني في بداية الموسم التاني من مسلسل تركي، والبطل والبطلة بيتقابلوا بعد سنين.
ضحكت ورديت عليها: 
_وأنا كمان، حسيت نفسي في مشهد كليشيه من مسلسل تركي، لما البطل والبطلة يشوفوا بعض بعد فراق طويل وتقعد تفتكر ذكرياتها معاه وتعيط
_عشان كدا عملتي كات قبل ما المشهد يكمل وطلعتي تجري.
قلت بتكبر: 
_أيه رأيك في أدائي؟
_زفت.
_طب أنتِ بتعيطي ليه دلوقتي؟
_عشان مبحبش المسلسلات التركي. 

_أنت أيه إلي رجعك يا بشمهندس، روح نفذ مشروعك في أي حتة تانية بعيد عن هنا 
سكتت شوية، لا لا مش مبظبوط، أتحركت قدام المراية تاني وأنا بحاول أظبط الكلام.
_أنا مش هشتغل في المشروع دا، من فضلك شوف أي حد من الزملاء يشتغل معاك فيه أو تغير الشركة.
لا، محتاجة أكون راسية أكتر من كدا 
أتنهدت وقعدت على الكرسي بزهق من المحاولة سمعت صوت خبط على الباب قمت أفتح كانت إسراء
_أوعا، يا حلاوتك في الأسود، عايزة تندميه ولا أيه؟ 
_أندمه أيه، الفستان عادي جدًا.
كان فستان أسود نص كُم، رفعت شعري لفوق كحكة وسيبت خصلتين ينزلوا على وشي. 
_شكلك تحفة عامة، جاهزة ننزل؟ 
بلعت ريقي وخبيت قلقي
_أيوا يلا.
خدت تليفوني وشنطتي ونزلت معاها 
قبل ما ندخل المطعم قابلنا أيمن على الباب، كان متعصب وبيبصلي بغرابة
_مين يوسف دا يا ذكرىٰ؟
دي هربت منه خالص!! 
إسراء أتعصبت منه كانت هترد بس شاورتلها تدخل حركت راسها بلاء فطمنتها 
_إدخلي يا إسراء وأنا جاية وراكِ.
دخلت بتردد فبصيتله
_مين يوسف بقىٰ، أنا شفته بيبصلك إزاي، شفت ...
قاطعته بغضب مخزناه من مدة
_أنت مجنون! هو أنا عشان أنا ساكتة على أسلوبك معايا ومش عايزة أخرب بيتك تفتكر نفسك ليك مكان في حياتي ولا ليك كلمة عليا !
_يا ذكرىٰ..
شوحت بإيدي في وشه وقولت بعصبية: 
_ أنت إزاي تتكلم معايا كدا، مين إداك الحق تسأل سؤال زي دا ولا تتكلم معايا في حياتي الشخصية من أصله!! 
لآخر مرة هقولك تحفظ الألقاب والحدود، وإلا وأقسم بالله هفضحك قدام دينا و قدام الشركة كلها.
سيبته واقف مكانه ودخلت أنا كانت دينا بتاكل فشاورتلها وأنا بقول:
_قومي يا دينا شوفي جوزك بينادي عليكِ، بصت لي بإستغراب وقامت من مكانها تطلع لبرا، فقعدت جنب إسراء وأنا باخد نَفس من إرهاقي، عايزة أيمن يختفي من الدنيا، نفسي يمشي من حياتي.
_أنتِ كويسة؟ 
_محتاجة قهوة وكله هيبقى تمام.
ابتسمت وطبطبت عليا.
قمت من السفرة وروحت عند الباريستا
_دابل اسبريسو من فضلك.
حرك راسه وبدأ يعملها كنت واقفة مستنية لحد ما تفاجأت بصوته ورايا
_أي الصدفة الحلوة دي، لابسين نفس اللون!
 أستاذ يوسف الكاريزما زي ما توقعت لبس أسود، لاء وعامل نفسه عبيط! 
قلت وأنا بحاول مبتسمش
_صدفة فعلا.
_صدفة جدًا، عاملة أيه؟
_الحمدلله بخير، أنت رجعت إمتىٰ؟
_لسة مبقاليش يومين في مصر.
سكت شوية وبصلي وعيونه بتلمع 
_سيبت حاجة في نصها كان لازم أرجع أكملها.
عينه في عيني، فهمته، وفهم أني فهمته، ابتسمت ابتسامة خطفته وأنا باخد قهوتي من الباريستا
_المشروع أكيد.
ضحك بتسليه و بصلي وأنا بناوله العصير إلي طلبه
_المشروع آه.
_ملقتش غير شركتنا بقىٰ تكمل فيها إلي مكملش؟ 
_صدفة بقىٰ هنقول أيه!
_صدفك كترت ها.
_ربنا يزيدها الصدف إلي تخطف القلب دي.
حاولت أداري ابتسامتي وأنا بقرب ناحية السفرة بس كانت محاولة فاشلة.
 شفت إسراء ابتسمت أول ما شافتنا جنب بعض، قعدت جنبها وقعد هو قدامي.
_ متغيرتيش، مبطلتيش تحبي القهوة.
ومبطلتش أحبك قلتها في قلبي وخبيتها عليه لما قلتله: 
_إلي يهجر القهوة خسران.
_طب وإلي القهوة تهجره؟ 
_القهوة مش غدارة، بس قعدتها على النار كتير تبوظها وتحرقها.
إسراء إتدخلت فجأة وهي بتقطع أكلها بعشوائية
_قهوة أيه دي إلي غدارة وحدوا الله في قلبكم، أنتوا مجربتوش بن العميد؟ 
ضحك وبصلي
_مين دي؟ 
ردت إسراء قبلي
_إسراء محسن، بشمهندسة قد الدنيا، صانعة محتوى على فيس بوك، حسي الفكاهي مفيش منه دا بلس أني صاحبة جدعة جدًا أسأل ذكرىٰ.

هزيت راسي وأنا بضحك، بعترف بحقيقة كلامها، إسراء مفيش في جدعنتها، ولا طيبة قلبها، لما بدأنا ناكل زغدتني في جنبي
_ماتشينج غير متفق عليه دا ولا أيه؟
 كانت بتشاورلي بعينيها على يوسف، كان لابس قميص أسود على بنطلون جينز.
ابتسمت وأفتكرت حاجة، الفضول كان هينط من عينها
_أنطقي!! 
ضحكت وأنا بوشوشها 
_هو عارف أن لما بتكون حاجة ملغبطاني أو موتراني بلبس أسود، فراح لبس أسود.
أخدت نفس وكملت وأنا ببتسم
_كأنه بيقولي أنا عارف إنك قلقانة وحاسس بيكِ.
سقفت فجأة وهي بتضحك
_الله يا عبدلله.
الكل سكت وبصلها فهلكت على نفسي من الضحك وردت هي على نظراتهم 
_كل واحد في طبقه يا حبايبي بطلوا تطفل.
رد عليها مصطفى
_تطفل أيه؟ أنتِ فاضلك شوية وتطلعيلي في الطبق يا إسراء
_أنت بالذات خليك في طبقك مش كفاية بتنزلنا في عز الشمس زي الرحالة.
شاورت عليا
_البنت يا عيني الشمس أثرت عليها ومستحملتش.

_الشمس؟ 
كان يوسف قالها وهو بيبتسم فرديت عليه 
_الشمس آه، كانت قاسية النهاردة أوي.
قالت إسراء بهزار: 
_الشمس كانت كاريزما أوي النهاردة 
خبطتها في رجلها فاتعدلت
_كانت حامية جدًا البنت كانت معرضة لضربة شمس لقدر الله.
رد عليها مصطفى:
_متقىقيش يا ست إسراء، الإجتماع بكرا هيكون متأخر شوية.
_ربنا يسترك.
القعدة كانت لذيذة بإستثناء الكلام إلي كنّا بنرمي بعض بيه، وأكتر حاجة ريحتني إن أيمن مرجعش، أختفى هو ومراته فجأة، فضلنا قاعدين لحد ما طلب نتكلم لوحدنا، قلقت، خفت، توترت؟ كوكتيل مشاعر.
.
.

_ها عملتي معاه أيه؟
_زعقت فيه وقولتله: 
_لا المشروع دا مش هشتغل عليه روح شوف أي شركة تانية أو حد تاني يساعدك فيه، قراري واضح ومش هرجع فيه.
_وبعدين؟
_قالي المشروع دا أنتِ أكتر واحدة حفظاه ودارسة تفاصيله بابتسمت
 قالي قصدت الشركة دي عشان أنتِ شغالة فيها فقلبي رق
قالي مقدرش أثق في حد غيرك نخيت 
قالي عايزك تشرفي على تنفيذه عشان تكملي إلي بدأناه فقلبي رفرف.
قالي دا مشروعنا وحلمنا من زمانن فـ
_أكيد محضنتيهوش صح.
_لا مش للدرجادي! 
_وحياة أمك! ما هو دا إلي ناقص.

_صباح الخير يا زوزو فكرتي في كلامنا؟ 
متدلعنيش! بتدلعني ليه أنت.
_مبدأيًا اسمي ذكرى، مش عشان سمحتلك تقول ذكرى من غير ألقاب هتظيط فيها.
_وبعدين يا قلبي كملي؟
وشي إحمر وأنا بصاله، وعملت نفسي مسمعتش حاجة 
_فكرت آه، هكمل المشروع، مش عشان أي حاجة غير العشرة مش أكتر، متفكرش في أي حاجة تانية، وزي ما قلتلك، حافظ على إحترامك معايا على ما نخلص الشغل.
حرك راسه ببراءة شديدة، وديع يا ناس مفيش في أدبه، وأخلاقه، مصطفي كان جنبنا شوية فنادىٰ عليه ويوسف راحله، غمضت عيني بعد ما بعد وأنا ببتسم بحنين على أسلوبه إلي كان واحشني.
_صباح الفل يا زوز
_أي النوم دا كله يا سوسو ناموسيتك كحلي ولا أيه؟ 
_لا وحياتك كان فيه واحدة مستلمة ودني رغي إمبارح فكراها مايك فضلت صاحية معاها للصبح.
_أيه دا مين البنت المتعبة دي! 
_واحدة أول حرف من اسمها ذكرى.
ضحكت وأنا بحضنها فبعدت وناولتني القهوة
_جبتلك معايا اسبريسو عالله نفوق ونخلص شغل بقى ونمشي من الصحراء دي. 
أخدتها من إيديها 
_كنت محتاجاها جدًا، تسلم إيدك يا سوسو.

_صباح الخير يا ذكرىٰ، جبتلك معايا فطار.
بصيتله بعدم إستيعاب! أيه البجاحة دي!!
زعقت فيه بدون وعي
_أنا مش قلتلك تبعد عني بقى! أي القرف دا !!
يوسف سمع، قرب بإستغراب عايز يفهم فيه أيه؟
_خير يا ذكرىٰ، حد بيضايقك؟ 
رد عليه أيمن بكل البجاحة إلي في الدنيا
_لا مفيش حد بيضايقها ! 
_أنت أسمك ذكرى؟ حد وجهلك كلام؟
أتأفف وقال:
_أنا جايب لذكرى فطار مش أكتر.
_وأنا مطلبتش منك أي حاجة!
حط يوسف إيده على كتف أيمن وضغط عليه فظهروا الألم والعصبية على وش أيمن ويوسف بيقول بإبتسامة: 
_فطار؟ يا حبيبي! وريني كدا جايب ايه.
قلع نضارة الشمس وأخد منه الطبق
فتح الساندوتشات وقلب فيها 
بعدها حط إيده على كتفه تاني بنفس الطريقة
_بص يا حبيبي، ذكرىٰ مبتحبش اللانشون.
ولا بتحب البيض بالبسطرمة، فَدول بقى تاخدهم وتقعد على جنب تنقنق فيهم كدا لحد ما نبدأ شغل، أتفقنا؟ 
_أو يديهم لمراته.
إسراء قالتها فجأة، فيوسف عينه وسعت 
_يا ما شاء الله وكمان متجوز! 
قرصة في دراعه وهو باصصله 
_فطرت المدام بقىٰ ولا هتشتغل على لحم بطنها.
كان هيرد عليه والغل مالي وشه فقاطعه يوسف قبل ما يتكلم.
_لا دا إحنا نروح نفطرها بقى وتعرفني عليها يا حلو أنت.
عيني وسعت وأنا شيفاه واخده وماشي بعيد، دينا جنبنا هنا، هو اخده ورايح على فين؟ 
_تفتكري هيعمل فيه أيه؟ 
_مش عارفة، ومش فارق معايا، هم وإنزاح من على قلبي، يارب يروح في ستين داهية.
_ ربنا يخليه والله راجل، الزبالة دا كان عايز حد يربيه. 
بعدها بشوية من أختفاء الأتنين يوسف رجع ومعاه أوردر فطار لينا كلنا، لما سألته عليه قالي:
_مش عايز أسمع سيرة الزفارة دي تاني.
_زفارة؟
_البسطرمة مبتحبيهاش ...عشان زفرة.
ناولني طبق
_دا أومليت مفيهوش بسطرمة، بالهنا والشفا يلا.
إسراء كانت جنبي بتضحك
_طب والله الراجل دا تمام ومية مية.
طول اليوم بنشتغل، وأيمن مظهرش تاني، ودي كانت أكتر حاجة مريحة في الحياة، حسيت أني بشتغل من غير ما أحس أني متقيدة وفي عيون مريضة بتراقبني، يوسف نجح يحسسني بالأمان، زي زمان بالظبط.
بليل على العشاء القعدة كانت لطيفة، يوسف مبيبطلش ينكش فيا و إسراء خفة دمها بتضحكنا كلنا زي العادة، لحد ما يوسف جاله تليفون وقام طلع عند الشط يرد عليه، عنيا كانت متابعاه، لحد ما شفته قفل التليفون وقعد على الكرسي بياخد نفسه بالعافية، قلبي وقع في رجلي، قمت روحت عنده بسرعة حالته اتطورت، يوسف عنده ربو، أول ما وصلت عنده كان بيشهق ويتخنق كأنه بيغرق، ومش قادر ياخد نفسه.
قلتله بسرعة وأنا بجري للسفرة تاني.
_يوسف إهدى، إهدي هجيب البخاخة وأجي بسرعة متقلقش.
طلعت البخاخة من شنطتي بسرعة وهم بيسألوني فيه أيه لما أتخضوا من شكلي، أخدتها 
وجريت عنده بسرعة وأغلبهم جه ورايا، حطيت طرفها في بقه وضغط عليها ٣ مرات بخوف، ثواني وبدأ يتنفس ويهدى، أخدت نفس طويل كأني أنا إلي كنت بتخنق.
_أنت ...بقيت كويس! 
_كويس الحمدلله كويس.
الكل سلم عليه واتمناله الشفاء ورجعوا لمكانهم تاني، أخدت نفس طويل وأنا بحمد ربنا، لسه بتر عب، رغم أن دا طبيعي من أيام جوازنا، بس عمري ما أتعودت، كل مرة كنت بخاف كدا، كل مرة بجري بالشكل دا.
قطع أفكاري وقال وهو مبتسم بإنهاك.
_البخاخة معاكِ!
مكنتش جاهزة أرد على كلامه كنت بتهته زي العيال الصغيرة 
_دا عشان ...عشان.
مسك إيدي إلي كانت بتتحرك بعشوائية كأنها بتدور إجابة معايا:
_عشان لسه بتحبيني.
عيني دمعت:
_بس..
_مفيش بس، أنتِ بتحبيني وأنا بموت فيكِ، لازمته أيه البعد لحد حالا؟
قلت بصوت بيترعش
_لازمته إن حصل مشاكل كتير أوي ولسه هتحصل.
_طول ما إحنا مع بعض هنقدر ...
قاطعته والدموع عرفت مكان خدي
_هنقدر نقف في وش كل حاجة، دا إلي قلناه زمان على فكرة، وجه الفراق كسر الكلام دا كله.
_يا ذكرىٰ..
_عشان خاطري أقفل الموضوع دا دلوقتي وقوم أرتاح أنت تعبان، وأنا كمان محتاجة أنام.

هربت من قدامه وأنا بمسح دموعي، قولت لمصطفى يطلعه أوضته ويطمن عليه، وهربت أنا على أوضتي، الهروب كل مرة بيكون سهل، المرة دي صعب ليه؟ 
كنت قاعدة طول الليل بفكر دماغي مش سيباني في حالي، قلت لإسراء تيجي تقعد معايا جت فعلا، بس نص ساعة وراحت في النوم، مش فاهمة معندهاش سرير في أوضتها ولا أيه!!
_إسراء، قومي أقعدي معايا.
_يا ذكرىٰ أتخمدي بقى يا ذكرىٰ، وسيبيني أنام هو شقى بالنهار وبالليل.
خبطها بالمخدة 
_نامي يا زفتة نامي.
لبست وخدت مفتاح العربية بتاعتها معايا وقبل ما أنزل قولتلها:
_على فكرة أنا خدت مفتاح العربية.
ردت بصوت نعسان
_خدي يا قلبي إلي تاخديه براحتك.

ضحكت على صوتها وأنا نازلة، لفيت شوية بالعربية لحد ما ركنت على شط بحبه قريب من الفندق، قلعت الجزمة في العربية ولمست الرملة برجلي وأنا باخد نفس أخرج فيه كل قلقي، كنت محتاجة أرتاح، وأخد هدنة من أفكاري.
بعدت عن العربية وقعدت قدام الشط على الرمله، غمضت عيني وأنا سامعة صوت البحر والهدوء لحد ما سمعت صوته
_القمر قاعد لوحده ليه؟ 
لفيت وقمت من مكاني بسرعة 
_أيمن؟!!
_آه أيمن أيه شفتي عفريت! 
كان شارب، مش مظبوط كلامه غريب ونظراته تخوف، كنت مرعوبة، حاولت مبينش دا في صوتي وأنا بقوله:
_أرجع الفندق يا أيمن وأبعد عندي، أرجع لمراتك.
_أنا مبحبهاش، أنا بحبك أنتِ.
كنت بتحرك بهدوء عشان أوصل للعربية وهو بيكمل كلام ويقرب عليا 
_بس أنتِ بتحبيه هو ...هو في أيه زيادة عني.
صوته علي وبقى عنيف، طلعت أجري على العربية وجري ورايا وهو بيصرخ بغضب
_ولا هو حلو ليه ووحش ليا.
دخلت العربية وقفلت عليا اللوك وأنا بحاول أدورها وهو بيرزع على الإزاز، كنت مرعوبة وبترعش والعربية مش عايزة تدور شتمت إسراء وعربيتها والأيام إلي عرفتها فيها وأنا بصرخ في العربية تدور كأنها سمعاني، طلعت تليفوني بسرعة وأتصلت على يوسف، مأخدش وقت ورد عليا أتفزع لما سمع صوتي وأنا بصرخ 
_إلحقني يا يوسف إلحقني، أيمن هنا، هيكسر عليا العربية.
سألني بسرعة أنا فين وقلتله وأنا بعيط عرفني أنه نزل وطلب أفضل معاه على الخط، أيمن كام مجنون، فضل يرزع على الشباك وفي لحظة واحدة صرخت برعب وأنا شيفاه بيكسره.
كسر الشباك عليا، وصوت يوسف طالع من التليفون بيزعق برعب.
_ذكرىٰ!!
القدر بيلعب لعبته ويوصلنا لنقطة صعب الهروب منها، المرة دي سلبيتي لبستني في حيط، رمتني في حرب مش عارفة هطلع منها كسبانة ولا لاء.

تعليقات