![]() |
رواية حياتي البائسة الفصل الثاني بقلم اسماء مصطفي
_ ايه اللي حصل دا، البنت ماتت
_ انت مستني ايه يلا نمشي بسرعة قبل ما حد يشوفنا
قبل ما يتحركوا نزل مجموعة شباب من عربيتين ولما شافوا الوضع جريوا وراهم يمسكوهم وفيه شاب منهم قعد جنبها على الأرض وهو بيحاول يوقف النزيف ومش عارف يعمل ايه، صرخ بصوت عالي وهو بيقول بقلق
_ تعالوا ساعدوني البنت بتموت
اتنين من صحابه ساعدوه ودخلوها العربية والباقيين مسكوا الشابين واللي ساعدهم اكتر انهم كانوا سكرانين فا قدروا يمسكوهم بسهولة، ركبوا العربية التانية وراحوا على القسم، والعربية اللي فيها البنت راحت المستشفى
وصلوا المستشفى ودخلت العمليات وفيه واحد من صحابهم دكتور جراحه دخل العمليات معاها
بعد ساعة طلع فسأله الشاب اللي راحلها أول واحد وقال بقلق
_ هي كويسة يا أحمد، ايه اللي حصلها
اتكلم أحمد بتعب وقال
_ الوقعة كانت صعبة يا براء وعملتلها نزيف، الحمدلله قدرنا نوقفه لكن محتاجين ننقلها دم بسرعة، فصيلتها (-O)، يارب بس تعدي الـ 24 ساعة الجايين على خير
اتكلم الشاب التالت وهو بيقول بتذكر
_ مصطفى ومروان عندهم نفس الفصيلة، يقدروا يتبرعولها، معتقدش اننا ممكن نلاقي كمية متوفرة، الأحسن يتبرعولها
اتكلم أحمد وقال باستغراب
_ طيب كويس انا نسيت، بس هم راحوا فين
رد هادي وقال
_ رحيم خدهم وراح بيهم القسم وزمان ابوه دلوقتي راحلهم، هرن عليهم ييجوا
بعد شوية وقت جم الشباب واتبرعوا بدم، فاتكلم رحيم وقال
_ هي هتفوق امتى يا أحمد، بابا قال انها لما تفوق هييجوا يستجوبوها عشان الشابين اللي مسكناهم دول ياخدوا جزاتهم
اتكلم أحمد وقال بهدوء
_ مش عارف لسه بس هي مش هتعوق بإذن الله، المهم انا همشي عايز ارتاح بقالي يومين بايت في المستشفى
اتكلم مصطفى وقال
_ وانا كمان مراتي لوحدها في البيت مش هينفع نتأخر أكتر من كدا يلا يا هادي زمان مراتك عاملالك استجواب، وحضرت الباشا رحيم يلا على عندك سفر بكره
اتكلم مروان وقال بتفكير
_ طيب البنت اللي جبناها دي هتفضل كدا لوحدها، وعايزين نعرف هتفوق امتى
رد عليه براء وقال بهدوء
_ انا هقعد معاها مش هينفع نسيبها لوحدها، شكلها معندهاش حد، وانت روح عندنا قول لأمي واختي وفهمهم الموضوع وانا هتصل عليهم بس عقبال ما اشحن تلفوني
سابوا براء معاها ومشيوا، حب يدخلها يتطمن عليها لكن الدكتور المسؤول عن حالتها منعه، استنى بره
تاني يوم الصبح الدكتور بلغه انها فاقت، دخلها وكانت نايمة على السرير بتعب ووهن، دموعها نازلة على خدها بغزارة بصمت تام
قعد براء على كرسي جنبها وقال في محاولة للتخفيف عنها
_ ممكن تهدي؟ صحتك مش كويسة وتعبانة لازم ترتاحي
مردتش عليه وكإنه مش موجود وهي في عالم غير العالم، بتفتكر امبارح اليوم كان صعب ازاي واللي مرت بيه وانتهى بإيه
اتنهد هو وقام من مكانه ونزل من المستشفى اشترالها عصير وبسكوت
رجع لقاها على نفس وضعها، قعد وخد نفس وبدأ يتكلم وقال
_ ممكن تهدي بس عشان نقدر نساعدك؟
ردت عليه بسؤال واحد وهي بتحاول تقوم
_ انا فين، في محافظة ايه
ساعدها تقوم لكنه استغرب من سؤالها فقال باستنكار
_ انتِ مش عارفه محافظتك ايه؟!
ردت عليه بصوت ضعيف وهي بتقول
_ انا من الجيزة
اتصدم لكنه مخدش وقت واتكلم وقال
_ احنا في الاسكندرية دلوقتي
غمضت هي عنيها بضعف ودموعها بدأت تنزل، فرجع سألها وقال
_ طيب انا وصحابي جبناك المستشفى والحمدلله ربنا سترها معاكِ، والشابين اللي كانوا موجودين هم في القسم دلوقتي بس محتاجين ياخدوا معلومات منك ويعملوا معاكِ استجواب، متخافيش الامور بسيطة والدنيا هتعدي، ممكن بس تحكيلي ايه اللي حصل
بدأت تحكيله كل اللي حصل معاها بعد وصولها الاسكندريه وهجوم الشابين عليها، بعد ما خلصت اتكلم هو وقال
_ طيب انتِ جيتي هنا ازاي وليه، اقصد يعني شكلك ملكيش حد
ردت والدموع بتتجمع في عنيها وقالت بصوت مرتجف
_ دي حاجه خاصة مش حابه احكيها ولا اتكلم فيها، بس انا حقيقي معرفش حد هنا ومليش حد
اتفهم حالتها بعدها سألها
_ طيب اسمك ايه
_ همس
ابتسم وقال
_ اسمك حلو يا همس، انا براء، اتشرفت بمعرفتك
اتفضلي كلي، انا مش جايب اكل اصلا دا عصاير عشان تعوضي الدم اللي خسرتيه، كلي عشان تقدري تكملي وتقفي الايام الجاية
خدت منه العصير والبسكوت وبدأت تاكل بحزن وهم
بعد ساعتين جه ظابط ودخل لهمس في وجود براء ورحيم وبدأ يستجوبها وبعد ما خلص معاها اتكلم وقال
_ تمام كدا انا عرفت كل حاجه وخدت كل اللي يفيدنا وهم مش هيخرجوا منها عشان كمان كانوا سكرانين اتطمنوا بإذن الله خير
مشيوا الشباب وكل واحد بدأ يشوف شغله
بالليل راحوا المستشفى يتطمنوا عليها ويشوفوا هيقدروا يساعدوها ازاي
دخل أحمد أوضتها لكنه اتفاجأ انها مش موجودة، طلع بسرعة وكان براء وصل وبيقرب منه هو مروان، اتكلم أحمد وقال
_ همس مش جوه، مش موجودة، مش عارف فين
