رواية حياتي البائسة الفصل الثالث 3 بقلم اسماء مصطفي


رواية حياتي البائسة الفصل الثالث بقلم اسماء مصطفي

 سرحت مع الجو، البحر موجه هادي والسما صافية، القمر مكتمل وشكله جميل


بدأت دموعي تنزل وعيطت بحرقة وانا بتقول بصوت متقطع


_ يارب اقف جنبي انا مليش حد، مش عارفة اروح فين، مش معايا اي حاجه ليا، ولا فلوس ولا هدوم ومكان، مش معايا اي حاجه، وتعبانه ومعنديش طاقة، اقف جنبي يارب واسندني


سكت وانا لسه بعيط، حاسه بتعب ووهن، في نغزة في قلبي، واحساس الوحده بيتملك مني ويتعبني، حاسه باليأس محاوطني من كل مكان


كان قلبي يدق دقًا حدَ الألم


‏"لقد عزّت علي مشاعري، و لم أعد 

‏راغبًا بأن يلمسني أحدٌ بعد الآن"


حست بحد بيقعد جنبها وكان مروان، بصتله وبعدين رجعت بصت قدامها للبحر وبدأت تكلمه وقالت بصوت واطي


_ شكرًا... شكرًا انكوا وقفتوا معايا وانقذتوني


ابتسملها وقال بهدوء


_ دا واجبنا على فكرة احنا معملناش حاجه نتشكر عليها ولو عايزه تشكري حد اشكري ربك لاننا مكناش هنمشي من الطريق دا بس واحد من صحابنا قال انه اقصر عشان نروح بيوتنا عشان كانوا محتاجين يرتاحوا بس، اشكري ربك انه جعلنا سبب لطريقك


سكت شوية وبعدين طلع تليفونه وقال وهو بيتصل على حد


_ الشباب قالبين عليكي الدنيا، ازاي تمشي من غير ما نعرف، احنا قولنا اننا هنا اهلك، والدكتور دا هنحاسبه عشان قولنا مينفعش تخرجي غير وحد مننا معاكِ


_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ايوه يا أحمد لقيتها، احنا على البحر، قريبين من المكان اللي بنقعد فيه، خليه ييجي


عدوا خمس دقايق اتكلم مروان فيهم شوية مع همس بيحاول يخفف عنها لحد ما وصل براء


اتكلم مروان وهو بيقوم من مكانه وسابهم لوحدهم 


_ استاذن انا وابقى بلغني يا براء


هز براء راسه بمعنى تمام وبعدين قعد جنبها بهدوء وفضل شويه وهم ساكتين، فقرر يكسر هو الصمت واتكلم بتفهم


_ عارف ان حالتك مش كويسة ونفسيتك وحشة اوي دلوقتي بس انا اقدر اساعدك تعيشي عادي، تقبلي اساعدك


بصلته لثواني وانا بفكر ازاي فيه ناس بتساعد ناس تانية كدا عادي من غير مقابل، كنت مستغربة هل فيه كدا ولا دا العادي وانا بس نشأت في عيله بتكرهني عشان كدا مستغربة


قولت بهدوء 


_ هتساعدني ازاي يا أستاذ براء


_ اولاً شيلي الألقاب واعتبريني اخوكِ، ثانيًا انا عندي شقتين، وحده بتاعتي اللي هتجوز فيها مستقبلاً والتانية عايش فيها مع اختي ووالدتي وبابا متوفي، هساعدك انك تعيشي مع اختي ووالدتي وانا هقعد في شقتي 


غمضت عيوني بشك وقولت


_ ودا من غير مقابل


رد عليا وهو بيهز كتافه بلا مبالاة وقال


_ عادي انا حبيت اساعدك، دا غير ان والدتي لما عرفتها وافقت ومعندهاش مانع، هي ست طيبة وهتعاملك كويس متخافيش

وياريت متقوليش الكلام العبيط اللي بنسمعه في المسلسلات وانا موافقه بس بشرط هشتغل وادفع فلوس اقامتي عشان مش هوافق ومحدش هيوافق


ابتسمت بخفة وقولتله


_ انا موافقة انا حقيقي معنديش مكان ولا حد اروحله


ابتسم هو وقام مدلي ايده وهو بيقول


_ حيث كدا يلا على البيت عشان الحاجة عاملالك ورق عنب، مش عارف انتِ بتحبيه ولا بس هتحبيه من اديها


وقفت وحطيت ايدي على صدري وقولتله بهدوء وبسمة صغيرة


_ شكرًا لمساعدتك بس انا مش بمسك ايد حد غريب عني ولا بسلم وفي الحقيقة انا محجبة بس مش معايا هدوم وبالنسبة لورق العنب انا بحبه وهحبه اكتر لأنه معمول في بيت طيب 


حسيت بلمعة في عنيه لما قولت كلامي فا سحب ايده وحطها على صدره ونزل عنيه للأرض وقال بابتسامة بسيطة


_ ربنا يبارك فيكِ ويثبتك، همشي وامشي ورايا عشان نروح البيت، هو قريب من هنا على فكرة


روحت معاه واستقبلتني امه واخته وكانوا ناس طيبين وحبيت اوي اكون وسطيهم، كلنا كلنا مع بعض وهو قعد شوية معانا وبعدين راح شقته، جت اخته وخدتني من ايدي وقالتلي بحماس


_ تعالي اوريكي الاوضة بتاعتك، هي اوضة براء بس خلاص بقت بتاعتك، عارفة من زمان وانا نفسي يكون عندي اخت بس محصلش نصيب لكن ماما وبراء بصراحة معوضيني عن اي احساس فقدته في الدنيا


سكتت شوية وبعدين اتكلمت بتوتر وقالت


_ همس، ممكن نبقى صحاب؟ 


بصتلها ثواني بتركيز... كانت هادية اوي، شبه براء، عيونه العسلي وبشرته البيضه، شعره الاسود الناعم، محترمة وباين انها فرفوشة

خدت نفس وقولتلها بابتسامة صغيره وانا بحضنها فجأة، مش عارفه حضنتها ليه بس حسيت اني محتاجه لحضنها اوي


_ اكيد هنكون صحاب، يا ذكرى، واخوات كمان


بادلتني الحضن وبعدها سابتني ومشيت، قعدت على سريري وحضنت نفسي بنفسي وسيبت العنان لدموعي

بدأت اعيط وافتكر حياتي اللي فاتت، كلها صعبة ووحشة، عمري ما لقيت حد يحبني ويخاف عليا، بابا كان بيكرهني عشان جيت بنت ودايمًا يقولي، ليلي الأسود وماما!! ماما ماكانتش تقدر تتكلم وتدافع عني، كانت بتشوفني بتضرب واتذل قدامها ومش بتعمل حاجه بتقف تتفرج عليا وبعد ما بابا يخلص تطبطب عليا وبس! 


فضلت افكر ودموعي تنزل لحد ما روحت في النوم، صحيت تاني يوم على خبط على بابا الاوضه بتاعتي، كنت حاسه اني مش قادره اقوم، جسمي واجعني ومكسر، رجليا مش شايلاني وراسي مصدعة من كتر العياط


اتحاملت على نفسي وقومت فتحت الباب، كانت والدة براء اسمها لبنى، اتكلمت بابتسامة هادية ووش بشوش


_ صباح الخير، الفطار جاهز يا حبيبتي يلا عشان ناكل ومفيش مجال للمعارضة، لازم تاكلي انتِ تعبانه ولسه متعافيتيش كويس، يلا يا همس


طلعت كانت حضرت الفطار وبراء وذكرى كانوا مستنين، سلمت عليهم وقعدت جنب ذكرى، بدأت اكل بتعب وبعد شوية وقت قولت بهدوء


_ تسلم ايدك يا ماما لبنى، الأكل طعمه حلو


_ بالهنا والشفا على قلبك يا حبيبتي 


بصيت ناحية براء وقولتله


_ انا عايزه اشتغل و


قاطعني وقال بحدة خفيفة


_ اعتقد احنا اتكلمنا في الموضوع دا وانتِ مسؤولة مني زيك زي ذكرى


خلصنا كلنا اكل وبعدها براء نزل شغله وانا ذكرى وماما لبنى قعدنا مع بعض واتعرفنا على بعض اكتر، بصراحه عيلة هادية وجميله، عيلة مطلعة ابناء سويين نفسيًا يقدروا يعيشوا حياتهم زي اي بني ادم طبيعي، للحظة اتمنيت من قلبي لو كنت فرد من العيلة دي، اتمنيت اكون معاهم دايمًا


بالليل جهزت نفسي انا وذكرى بعد ما عطتني هدوم من عندها ونزلنا اتمشينا على البحر شوية، قضينا شوية وقت حلوين مع بعض وبدأت اندمج معاها ومع الأجواء حواليا، عرفت انها بتحب مروان صاحب براء وهو كمان بيحبها، اتقدملها اكتر من مره بس براء رفضه 


عدت الايام بحلوها ومرها والنهاردة بقالي سنة ونص مع عيلتي اللي متكونة من اربع افراد، انا وذكرى وبراء وماما لبنى، دايمًا بيعاملوني حلو اوي وعلى اني فرد اساسي من الاسرة لا غنى عنه، ويمكن دا حببني فيهم اكتر وزود الترابط ما بينا


بالليل جهزت نفسي ونزلت انا وذكرى كالعادة نتمشى شوية على البحر، وفي وسط ما احنا ماشيين لقيت اللي بيشدني بعنف من ايدي وهو بيقول بصوت كله غضب وتملك


_ اخيرًا لقيتك... بقالي سنة ونص بدور عليكِ في كل حتة


كان دا حازم، جيراني في الجيزة، بيحبني واتقدملي اكتر من مره وانا رفضته لانه شاب طايش، مش كويس، ومش مسؤول


حاولت ذكرى تبعده عني لكنه كان معاه سكينة حطها على رقبتي وهددها، بدأت الناس تتلم وكله خايف يقرب عشان ميعملش فيا حاجه


جسمي بدأ يترعش والتوتر يتملك مني، بدأت افتكر ذكرياتي البشعة مع بابا لما كان بيعلم علامات على جسمي بالموس، بدأت افتكر كل الذكريات اللي بحاول اتعافى منها


عضيت ايده عشان افلت منه ونجحت، لكن عشان الحلو مبيكملش السكينة طالتني ووقعت على الأرض، غمضت عيوني واستسلمت واخر حاجه سمعتها صوت ذكرى وهي بتحضني وبتصرخ باسمي


_ همس، همس انتِ كويسة فوقي ... همس! 

الفصل الرابع من هنا


Knight of novels
Knight of novels
تعليقات