رواية شيخ قلبي الفصل الواحد والثلاثون
وقف امام غرفتها بانفاس متقاطعة و عين ملهوفه على رأيتها أزاح الجميع بيده ليتخطاهم و يدلف
ليجدها متكورة على نفسها وتبكي بصمت بعدما حطمت جميع أثاث الغرقه و بداها متاثرة بجرح عميق ينزف
ركض إليها يرعب وامسكها من أخوبها رغم اعتراضهم لاكنه ابي السماع لهم مسح على شعرها وهو يهتف باسمها يقلق ويعود يمسح على شعرها بيد مرتعشة
تقدم خالد وحاول أن يمسكها منه ولاكنه أعترض بغضب قائلا " ابعد و اياك تلمسها انتوا السبب في اللي هي فيه فاطمة مريضة ومش حمل أي ضغط و دلوقتي لو سمحتوا سبوني معاها انا معرف اهديها
تقدم على يغضب و رفع شقيقته و هي منهارة ببكاء و فاقدة الوعي عن ما حولها بقط تبكي و ترتعش بخوف وضعها فوق الفراش بحزن وعاد ليتحدث بغضب مع مصطفى و زين الذي كان
يقف يشاهد
بصمت و جسده متخشب فقط دموعه المتحررة
أكثر شي صعب هو رأي من تحب يتألم و ينزف وانا غير قدرة على فعل شي بل و انت السبب انت الذي قتلت حبك بيدك بسكين باردة و تتركة ينازع خلفك
تقدم على من زين بغضب ودفعه قائلا " اننا لسه واقف هنا يتعمل اي هه " رفع اصبع يداه امام وجهه بتهديد وهو يتحدث والآخر متجمد مكانه وكانه غير واعي لما حوله " اطلع برا یا زین و اللي أقسم بالله هنسي كل حاجة و اقتلك بيدي دلوقتي و ياريت ما تخلنيش اشوف وشك ابدااا
بعد كده
تراجع إلى الوراء بخطوات هاربة و هو يشعر بذل والعار و الاشمئزاز من نفسه
عاد على يوجه كلامه المصطفى بعدما ذهب زين
علي بغضب " وانتا متشكرين ومستغنين علي خدماتك لو سمحت اتفضل امشي بس قبل ما نمشي طلق فاطمة و نقض و يدار ما دخلك شر
مصطفى بهدوء عكس غصب شقيقها " وأنا مش مطلقها
تقدم علي بغضب و امسك مصطفى من ثيابه وهو يهتف بغضب قائلا " اسمع لو شوفت الوش المحترم بتاعي الأول و فاكر اني هسيبك تلعب ب فاطمة براحتك تبقي غلطان انا بس دلوقتي تأكدت من هدفك خليت فاطمة تعلق بيك علشان تتقبلك غصب عننا و من بعيد تكون انتا و أخوك مخططين لده من الاول اصلا و ديني يا مصطفى السفك انت وهو من علي وجه الأرض
التزم مصطفى الصمت معه و لم يرد لانه لا يحب الجدل مع تلك عقليات بل وجهه كلامه لوالدتها التي كانت تحتضنها والخوف واضح على وجهها تقدم مصطفى و جلس بجوار فاطمة وتحدث مع والدتها قائلا " انا عايز أوضح لكي حاجة بس انا عمري ما استغليت فاطمة ولو عايز انتقم زي ما فاكرين مش هنتقم من ست انا يقولك انتي الكلام ده علشان التي الوحيده اللي ينفع ابرر لها علشان انتي الوحيده اللي شايف الخوف والحزن عليها بجد لا خوفك خوف فضيحة ولا
انفعالك هيكون حماشه کدایه
انتي الوحيدة اللي شايف خوفك تابع علي خوفك علي بنتك
فاطمة كانت تعالج علاج نفسي من غير ما تعرف
تقي في وخليني معاها وحدنا نص ساعة بس وأنا هتكلم معاها لو سمحتي نظرت والدة فاطمة في عيناه لتجدها تشع موثوقًا و كلها رجاء أن تنقبل طلبة
وقفت وتوجهت من علي و خالد و طلبت منهم الخروج لاكنهم رفضوا "
خالد " انتي بتقولي ايه يا ماما عيزانه نخرج علشان يرجع يملأ دماغها من ثاني و يعلب عليها لا انا مش هخرج وهو لو مطلعش دلوقتي محدش يلومني علي اللي هعملوا
علي " اطلع من حياة اختي علي كده يا مصطفى و شكرا ليك لحد هذا طلقها ولي متطلبه انا معمله لك
شوف انت عايز ايه وانا تحت أمرك فلوس شغل و ده طبعا لو كان فعلا كلامك صحيح انما جوازك
من فاطمة مستحيل عندي اجوزها لزين ولا اسف يعني في الكلام ولا انها تاخذ واحد اين حرام مش معروف اصله اننا نفسك لو كانت مكاني ما كنتش هتقبل
لم يرد مصطفى على كلامه أو في الحقيقة بما يرد
هو يعرف هذا الرد من مده طويلة سوا منهم أو من غيرهم لا حد سيعطي ابنته لولد غير شرعي مثله
كلمة قالها "على" يعطيها لزين الذي ترحها واحد منها اغلى ما تملك وبسبب غلطته ادخلها في مرض نفسي ولا يعطيها لشيخ حماها وأحبها دون مقابل
انها صورة المجتمع الكاذبة يا سادة قف هنا وتامل وفكرة قليلا
(منذ فترة استوقفتني تلك الصورة القاسية ولكم ان تتخيلوا ألم مصطفى في كل لحظة قال عليه ابن غير شرعي وکم مصطفى في المجتمع. نظروا إلى مجتمع يصنع الجهل والالم بيده هذه الصورة الحقيقية لطفل رضيع كتب على صدره
كلمة لقيط وهو لم يخرج الدنيا بعد)
رخت والدّة فاطمة ابنها ان يتوقف بعدما شاهدت الحزن في عين مصطفى دون أن يتألم و
امام غرفته فاطمة في الخارج بعدما ذهبت
تكلمت بغضب من أولادها " حرام عليكم انتوا ايه انت وهو وانت يا علي يا كبيرهم وانا اللي بقول عليكم اعقل الكل طيب أخووك متهور وعارفين وانت
بدل ما تشكر الولد شغال ابن حرام اين حرام ايه اننا وهو انتوا فاكرين اللي انتوا فيه ده جدعنا منكم ده فضل ربنا عليكم وقدرة ونفس القدر ده خلاه من غير أب الولد بيتكلم بكل احترام ما غلطش في حد حتي وهو ماشاء الله عليه طول بعرض يعني لا ناقص ايد ولا رجل عنكم وقادر يرد الغلط بغلط بس ده لو دل يدل على اخلاقه العاليه واحترامه لنفسها قبل أي حد
ابتسم خالد بسخرية " والله ما حد طيب غيرك من نشوف البيه بس بعد كده ينسي يشوفها نظر على بغضب الخالد قوي " ما تفكرش ناسي موضعك بس علشان يدووب راجع وما خلصتش
ما المشاكل دورك جاي انهى كلامه وذهب بغضب
في الداخل
امك مصطفى مصحف كان في الغرفة ثم بدأ يقراء
قرآن وبمرر يداه علي رأس فاطمة حتى شعر أن جسدها ارتحه قليلا و بدأت عضلات وجهها
تسترخي
و بدأت تفوق قليلا أغلق مصطفى المصحف و اخذ يهتف باسمها " فاطمة سمعاني انا هنا ما
تخافيش
الفتح عيونها جاي وهي تهتف باسمه بصوت بكاد يخرج من شدة البكاء " مصطفى مصطفى
ما مخيف
مصطفى بحنان " انا جنبك تخافيش
فاطمة ببكاء " انا خايفه يا مصطفى عايزة اخرج من هنا متى عايزة القعد في الاوضه دي لالا مش عايزة اقعد في البيت اصلا و مش عايزة الطفل عايزة امشي من هنا حاسه نفسي مخنوقة
امسك علية اسعاف اوليه من جوارها و امسك يدها
و اخذ بضم لها جرحها وهو يحدثها " ليه عملت في نفسك كده جرحك كبير
فاطمة بحزن " كبير بس مش أكبر من اللي هنا
و إشارة إلى قليها
اكملت با حراج " ممكن اسألك سؤال
مصطفى " متأكد الفضلي
انت مطلقني
توقف عما يفعل و رفع نظره إليها لبري الحزن في عيونها لبرد " مش وقته السؤال ده دلوقتي
فاطمة بحزن " لو طلقتني هيخلوني اتجوز زين غصب علي
رد مصطفى بقلق من رد فعلها " مافيش حد يقدر يصبك على حاجة
ردت فاطمة بضعف و تغب لا هيغصبوا علشان الطفل
جوبها مصطفى مؤكد " لا ما هو ملفيش طفل
اتسعت عيناها بصدمة و تواني تستوعب ما يقول " ان... انتا بتقول ايه مش حامل ازاي انتا بتهزر صح طيب العلاج اللي كنت باخدوا و نورا قالت حامل وهي دكتورة انا عملت اختبار
هنا و طلع حمل
انت هتجنني يا مصطفى
تحدث مصطفى تمامًا كي تفهم "علاج مكنش علاج علشان انتي حامل كان علاج نفسي
لو انتي حامل مكنتش هتجوزك علشان لا يجوز
من أول يوم شوفتك فيه لما قلتي حامل ما شافتش حمل وقالت يمكن بس مش واضح معاها
سيئة جدًا وقتها انا كنت متابع حالتك منهم بس من بعيد
بعد روحتي عندهم و كنتي تعبانه جدًا و كنتي بتقومي من النوم تصرخي و حالتك النفسية
وقتها خليت نورا تعرض عليكي تروحي لدكتور وانتي رفضتي بس انتي كنتي تعبانه و بحاجة الدكتور قررت اروح انا للدكتور و يتابع حالتك منى
المهم لما جيت اتجوزك علشان تفضلي في بيتي لحد ما تحسنت خليت نورا تعمل لكي تخليل حمل دم
و عملت بس انتي مشيتي علطول و اخدت انا التحليل وكنت رايح للدكتور بس وقتها الدكتور رفض اقولك كان عايزك تقبل نفسك بكل حاجة حتى الحمل تكوني متصالحة معاه و عادي و وضعك
انا معرفش ايه المفيد في ده بس عملت زي ما قلي
انهي كلامه على ابتسامه من فاطمة
نظر لها باستغراب "أنت فرحانه متوقعتش الصراحة
ان ده يكون رد فعلك
فاطمة براحة " وهذل ليه
مصطفى " علي الاقل اني حبيت عليكي
ابتسمت فاطمة رغم الوجع الذي يشعر به قائلًا " ايه يا شيخ اننا عايزني ازعل منك وخلاص
نظر مصطفى في عينيها وتكلم وهو يتأملها قائلًا
لا انا مش عايزك تزعلى ابدا عايزك تبداي حياتك صح
مع شخص صح و ترجعي دراستك ثاني و تنسي الماضي بني فيه وتبدأي حياة جديدة بانسانه جديدة
و عايزك تنسي اسمين علشان تعرفي تكملي حياتك صح ( زين " و مصطفى ) عايزك قوية و تخطي كل التعب والألم يتول الشهور دول امسحي الفترة دي من ذاكرتك خالص و ابدا صح
هبطت دموعها بقهر اذن هذا آخر طريقها معه كيف أن تنساه وهو روحها و قلبها
استدرات بوجهها إلى الجهة الأخرى تخفي دموعها عنه
نظر إلى جوارها كان يوجد هاتف امسك به ق ق بتعاك
هرت برأسها وهي تجفف دموعها بنعم
فاتحة و كتب به رقم هاتفه ق ق لها " ده رقمي لو احتجتي مني حاجة انا تحت أمرك وما تعيطيش
مد لها الهاتف لتمسكه منه بيد مرتعشة وتنظر في الرقم ثم تدون عليه اسم
(شيخ قلبي)