رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سارة مجدي


 رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الثاني والثلاثون

كان يستمع إلى كلمات خديجه بتركيز شديد واهتمام أن ما تقوله عن ولده يقلق ... يعلم أن فرق السن بينه وبين أبنائه كبير ولكن هذه إرادة الله صمتت تنظر إليه ليتنهد بصوت عالى واعتدل في جلسته يفكر وهو يذكر الله حتى يهتدى للصواب

أقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وقالت

- مريم قالت أنك تتكلم معاه الأول ... ولو حسيت أن في مشكله كبيره نشوف دكتور أمراض نفسيه للأطفال

ظل ينظر إليها قليلاً ثم هز رأسه بنعم .

وقف على قدميه وخرج من الغرفه ... طرق باب غرفة محمود وسمع صوته ياذن له بالدخول

ففتح الباب ليقف محمود سريعاً قائلاً بأدب

بابا ... حضرتك مش محتاج تستأذن علشان تدخل .

ليبتسم له عادل وهو يقول

كل واحد فينا لازم يحترم خصوصية إللى حواليه وهو صحيح أنت ابنى بس لازم أحترم خصوصيتك .

ليبتسم محمود ويجلس بجانب والده الذي جلس على طرف السرير .

نظر عادل إلى ولده طويلاً ثم قال

طمني عليك يا حبيبي

ليبتسم الشاب الصغير وهو يقول

- الحمد لله يا بابا أنا كويس .

ليهز عادل رأسه بنعم ثم قال

كنت عايزك معايا في مشوار ممكن .

ليقول محمود سريعاً

- طبعاً يا بابا تحت أمرك

ليربت عادل على كتف صغيره وهو يقول

ده مش أمر يا محمود ده طلب وممكن ترفض

ليهز الشاب الصغير رأسه وهو يقول

لا يا بابا حضرتك تطلب وأنا أنفذ ... وتأمر ويبقى على رقبتي .

ليضم عادل ابنه بقوه وهو يقول

- أنا محتاج أتكلم معاك كتير ... بكره تكون جاهز على الساعه خامسه

ليهز الصغير رأسه بنعم

خرج من غرفة ابنه وهو يشعر أن ولده قد كبر ولابد من أن يصادقه ويتقرب منه

22222

مر اليوم عليه بقلق وخديجه أيضاً كانت تشعر بالخوف خرج عادل صباحا ومر على مريم ليطمئن عليها ويرى وجهة نظرها في الموضوع فهى خارج القصه وممكن أن تكون لها تصور يفيده في التعامل ... فبعد كلام خديجه معه أمس عن خوفها أن تكون هي سبب تلك الحاله لدى محمود ... فهو بطبعه حساس وقريب منها ... ومن الممكن أن يكون قد لاحظ حالاتها في بعض الأحيان التي كانت تشعر فيها بالغيره ... ولحظات غضبها منه ومن مريم

جالس أمامها يحمل الهم أقتربت منه وقالت

متقلقش يا عادل ... الحل في إيدك أنت وخديجه محمود مبقاش صغير .. وسهل يفهم وكل الأمور تتوضحله .. ولو مقدرتوش في داكاتره أمراض نفسيه أطفال يقدروا يسعدونا

تنهد بصوت عالى ثم قال

- أنا خايف بجد يا مريم .... مش عايز أكون سبب في دمار نفسية ولادي .... بجد خايف

تنهدت بصوت عالى ثم قالت

- لو أنا أزمة محمود مشكله

ليقاطعها

متکملیش يا مريم لا أنا ولا أنت غلطنا .. أحنا كنا حلم زمان إللى كان مكتوب أنه يتحقق يمكن ظلمت خديجه بس كمان أنا أديتها فرصة الأختيار ... لكن يا مريم أنا مكنش ينفع متجوز كيش .

صمت لثوانى ثم قال

- النهارده هتكلم معاه ونشوف أيه المشكله بالظبط

دخلت من المطبخ تشعر بالغراب والاندهاش من سيأتي إليها في ذلك الوقت وضعت حجابها فوق رأسها على بجامتها المحتشمه حضرت الباب ليزداد اندهاشها وهي تجد أيمن القبض مستند على باب البيت بأبتسامته التي تخطف قلبها ويرفع كيس كبير أمامها لتنظر له باندهاش فقالت

نفسي أفطر معاكم ... فجبت فول وطعميه وبتنجان مخلل أيه يستهلوا بوقك

وضع أصبعه على كتفها وححاها جانبا وهو يدلف لداخل الشقه

بابا وماما صحيوا ولا لسه

كل هذا وهي واقفه عند الباب تنظر له بزهول جلس على كرسي طاولة الطعام وهو ينظر إليها بأبتسامه مشاغبه توقف منه وهي على زوهولها وجلست أمامه قعله

- هو أنت هنا بجد وجيب فول وطعميه وبتنجان مخلل أنا بتخيل صح

ليقرص طرف أصبعها لتصرخ صرخه صغيره وهي تمسك أصبعها ليضحك بصوت عالى ثم قال

يلا قومی صحى بابا وماما علشان نفطر سوى .

وقفت سريعاً وهي على نفس زهولها

خرج والدها ليرحب به بابتسامه مرحبه وهو يقول

- صباح الخير يا ابنى .. وحشتني والله

ليقف أيمن سريعاً مرحباً به وجلس من جديد وهو يقول

وأنتم كمان .. علشان كده از عجتكم وجيت بدرى علشان أفطر معاكم

كانت الجلسه مرحه وحميميه جداً .. كان أيمن يتعامل بطبيعته وبطريقه مريحه جداً لملك .. كان يأكل بشهيه كبيره لم تشعر وهو يأكل من ذلك الأكل الشعبي أنه رجل غنى ولديه ملايين

كان يتابع نظراتها له ولكنه كان يتعامل بهدوء وتريث

وهو قد شعر بأنه اقترب خطوه منها بتلك الحركه .. شكر السيد خالد بداخله بشده

جالس أمامه ينظر إليه بحب ابوى خالص و اهتمام كبير

كان الشاب الصغير يشرب العصير وهو ينظر حوله يتأمل سفح النيل الجميل فقال عادل بهدوء كبدايه حديث

طمنى عليك يا محمود أنت وأخواتك عاملين أيه

ليبتسم محمود وهو يقول

- أنا خلصت كل الكتب إللى حضرتك جبتهالي .. كمان رسمت کام رسمه كده عايز أخد رأى حضرتك فيهم

ليقول عادل بفخر

هتكون مهندس ممتاز یا محمود .

ليخفض الصغير رأسه بخجل ثم أكمل قائلاً

- محمد ملتزم فى تمارينه وشكله كده ناوى على البطوله السنادي

أما مريم بقى فا شكلها كده هتبقى فنانه تشکیلیه عظيمه .

ليبتسم عادل وصمت الصغير فقال عادل باستفهام

- كمل

ليرفع محمود كتفيه قائلاً

خلاص يا بابا .. هقول أيه تاني

ليقول عادل

طيب وأختك الصغيره متكلمتش عنها ليه ولا أنت مش حاسس أنها أختك

ليتوتر الصغير قليلاً ثم قال

- لا يا بابا أختى طبعاً بس هي لسه صغیره یعنی مفیش حاجه أقولها عليها

ليضع عادل يده على الطاوله وهو يقول

- أنت مش بتحب خديجه الصغيره يا محمود

ظل الشاب الصغير ينظر لوالده ثم قال

- أنا يا بابا بحبها وهي أختى الصغيره بس بس

ليقول عادل

- بس أيه يا محمود

ليقول الصغير

يا بابا أنا مش فاهم حضرتك أتجوزت على ماما ليه .. ليه يكون ليك زوجه تانيه ويكون ليا أخت من الأب بس .

هز عادل قال

بص يا محمود أنت راجل وهتفهم إللى هقوله .. جوازي من مريم مش تقليل من مامتك في حاجه ... أنا لما أتجوزت خديجه أتجوزتها بالأمر من جدك .. أنا وقتها كنت بحب مريم .. بس مريم كانت متجوزه من أبو مهيره ....وبعد أنا ما أتجوزت خديجه لقيتها طيبه وحنينه حضن كبير دافى عشت فيه خمس سنين كاملين وقتها ولدتك كان عندها مشاكل ومبتخلفش وبتاخد علاج والله ولا فكرت أتجوز عليها ولا أنى حتى أطلقها ...وبعد فتره مريم أطلقت من جوزها بعد عذاب سنين وعاشت سنه مع عمى لى السنه دى كنت بطمن عليها من بعيد لبعيد ... رغم

فى السنه دى كنت بطمن عليها من بعيد لبعيد ... رغم شوقي ليها أنا أنسان وقلبى مش في أيدى ... وقلبى عمره ما بطل يحبها بس كمان مكنتش عايز أجرح والدتك وبعد سنه عمى مات ومريم بقت لوحدها في الدنيا منهاره بمعنى الكلمه بنتها بعيد عنها .. مطلقه وأبوها سندها كمان راح .... أتقدمتلها رفضت ... أتقدمتلها تاني رفضت في ثالث مره قالت لازم تستأذن مراتك ولو هي وافقت أنا هوافق فعلا روحت لخديجه وحكتلها وقتها غضبت وثارت ... توقفت .. لكن بعد شوية وقت لقتها جايه تقولى أنها موافقه بس عندها شرط أنها تروح لمريم وتبلغها بنفسها

وقتها مكنتش فاهم بس بعد كده عرفت أنها قالتها أنها بتحبنى جداً وعلشان كده هي موافقه بس عمرها ما هتقبلها ولا هتسمحلها أنها تاخدنى منها .... لقيت مريم بتقولى أن هيكون ما بنا كتب كتاب بس .. واني مقدرش أتعامل معاها أنها مراتى ... وقالت أنها مش هتقدر تعيش حياتها من غير ما تعرف مصير بنتها أيه .... وفضلنا كده عشرين سنه فيهم ربنا رزقني بيك أنت وأخواتك .... ولما لقينا مهيره ورجعت لمريم حجتها بطلت في نفس الوقت إللى والدتك عرفت أنى بكده ظالم لمريم وإن ربنا هيحاسبنى على عدم معاملتى ليها كزوجه حقيقيه وهقابله يوم الموقف العظيم نصى مايل ... أمك بالنسبه ليا حياه ... حلوه ومره .. عمري كله ... حضن وأمان حب حقیقی ناضج وكبير بعيش معاها حال العشاق بكل الأشكال مريم حب الصبا والشباب ... وهم وأنا محتاجين نكون مع بعض .... فهمتنی یا محمود

كان الشاب الصغير يبكى وهو يقول

أيوه يا بابا فهمت .... فهمت أن حضرتك بتحب ماما بجد ومتقدرش تتخلى عنها ولا تبعد ... فهمت أن خديجه الصغيرة أختى زيها زى مريم .... وأنا أخوها الكبير سندها .

يبتسم عادل وهو يقول بأبتسامه فخوره

- أنت عندك كام سنه يا واد

ليضحك محمود وهو يقول

- هكمل 14 سنه

ليقول عادل وهو يربِت على يد ابنه الموضوعه على

الطاوله

- عايز أجوزك بقا أنت بقيت راجل

ليضحك محمود بصوت عالى ثم قال

لا یا سی بابا .. لما أبقى مهندس الأول أبقى أتجوز علشان أكون قد المسؤليه ماما قالتلي كده

ليهز عادل رأسه قائلاً

- وماما معاها حق ... طيب بقولك أيه

لينظر له محمود باهتمام ليقول

أيه رأيك نروح نجيب هدايا للكل لأنهم أكيد ممكن يولعوا فينا لما نروح .

ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول

- هنبقى نكته وأحنا بنولع

ليضحك عادل هو الآخر وهو يقول

- طيب يلا ياخويا ..... قال نكته قال .

ليضحك الصغير وهو يقول

- أنا آسف يا بابا بس بجد هيبقى شكلنا نكته وهما بيولعوا فينا علشان خرجنا سوا .

ليضع عادل يده حول كتف ابنه وهو يقول

والله عندك حق .. بس عايزين نكررها كتير بقى بس نبقى نجيب أخوك معانا

ليهز الصغير رأسه بنعم وهو يسير بجانب والده بسعاده .

كان حذيفه جالسا بجانبها ويضع يده أعلى معدتها البارزه بشكل صغير .. ويضع رأسه أيضا ومع كل حركه من البيبي يبتسم بسعاده كانت هي تضع يدها على رأسه تحرك يدها بين خصلات شعره وهي تقول

لو ولد نفسى يبقى شبهك لون عنيك وشعرك ناعم نفس ملامحك .

لينظر لها بوضوح وإبتسامه عاشقه

- طبعاً لازم يطلع شبهى أنت عايزه لو ولد يطلع شبك أنت ومنعرفش نلم النبات من حوليه من حلوته صح .

لتضحك بصوت عالى وهي تقول

- الله يبقى شعره أصفر وعيونه ملونه .. ده يبقى

شاب من أخر حاجه على فكره

صمت قليلاً ثم قال

- لقطيها منى أمتى دى .

لتنظر له باستفهام فيقول

- لزمة على فكره ... أمتى علقت على لسانك

لتبتسم له بوضوح وهي تقول

- لما كنت بقولك مش فاهمه حاجات في المدرسه كنت ديماً بتقولها .. وأنا كنت ببقى قاعده قدامك أرد كل كلامك بيني وبين نفسى لحد ما بقيت أنا كمان بقولها بأستمرار

يبتسم بحب وهو يقول

- ده أنا كنت أعمى بقى ... إزاى مخدتش بالى من حبك ليا ... إزاى قلبى اللى كان دايب في هواكي .. محسش بیکی وبحبك ... غبى أنا صح

لتهز رأسها بنعم وهي تأكد

- صح

ليضرب كتفها بقوه للتألم ولكنها ظلت تضحك حتى صرخت صرخه صغيره ليضع يده سريعاً على معدتها ويشعر بحركه طفله القويه .

ليقول وهو ينظر لها

ابني حبيبي بياخد بتاری ... بس يا حبيبي براحه على ماما دى حبيبتي برضو .

2222222

مرت أيام وشهور ... كانت مهيره تتعامل بحب شديد وحنان فياض مع أطفالها .... كان سفيان يلاحظ تصرفاتها معهم ... دلالها ....

كانت تعوض كل حنان حرمت منه وهي صغيره

كانت تضع الصغير بالفراش ليقترب منها من الخلف يقبلها وهو يقول

وحشتینی یا قلب سفیان

لتبتسم وهي تضع يدها على يده التي تتلف حول خسرها

وانت كمان يا روح وعمر مهيره

يبتسم وهو يقبل جانب عنقها وقال

- اااااااااه ... اااااه یا مهیره أنا مش مستحمل أنت بقيتي بتجري في دمي معششه في كل حتة في جسمي هحبك أكثر من كده أيه ... وأنت عينى ونبض قلبي وروحي ونفسي

أغمضت عينيها لثوانى ثم التفتت إليه، وضعت يدها حول عنقه وهي تقول

- أنا وأنت بقينا روح واحده في جسدين .... وربنا رزقنا بأحلى حاجه في الدنيا طفلين منى ومنك ... حبي وحبك

ليضمها بقوه ثم أنحنى ليحملها وهو يتعمق في قبلاته حول عنقها ووجنتيها حتى وصل إلى شفتيها وإلى السرير أيضاً التبادله شغفه بشغف أكبر ... ومنها تبادله قبلته بقبله ومتطلبه أسعدته وجعلته يشعر بالسعاده تملئ جسده كله .

أجابه قائلاً

- أيه يا ابني هو.

لم يكمل كلامه بسبب صراخ حذيفه ليبتعد سريعًا عن مهيره التي تنظر إليه بقلق

ليغلق الهاتف ونظر لها بقلق شديد وقال

جودي بتولد .

ليقف سريعًا وهي الأخرى ... وارتدت مازرها وهي تخرج له ملابسه وذهب هو ليأخذ حمام سريع وخرج وجد ملابسه جاهزه وحذائه وجوربه ليبتسم من اهتمامها به

كان يرتدى ملابسه ليجدها تدخل إليه وبيدها كوب عصير

أشرب ده علشان متتعبش. أنا أسفه مش هقدر أجي معاك واسيب الولاد .

ليقبل أعلى رأسها وهو يقول

- أكيد فاهم يا حبيبتي

أبقى رد عليا لما أرن عليك .

كاد أن يخرج من الغرفه فقالت

- ماما نوال عرفت

ليقول وهو يتوجه إلى الباب

- حذيفه قالها .. وهي مستنياني

انظر لها بيده وخرج وأغلق الباب خلفه لتستند هي على الباب وهي تدعوا لجودى ... ألقت نظره على صغيرها ثم دلفت إلى الحمام .


تعليقات