رواية أحببت غامضه الفصل الثالث والثلاثون
قام مسرعا من مقعده وجرى ناحية جميلة بقلق التى حاولت منعه كثيرا ولكنه دخل المرحاض وقام برفعها قائلا بخوف _ تعالى هنروح المستشفى ..
قالت جميلة باطمئنان _ مالوش لزوم يا فهد انا كويسة بس يمكن شوية برد ..
قالها بنبرة امرة لا تقبل النقاش _ يالا يا جميلة ..
حاولت توضيح الوضع له وتذكيره بان نانى تلاحظ ولكن ما كان يستحوز على تفكيره هو ان مكيدة نانى نجحت فلم يهتم لا للخطة ولا حتى لعفاف التى كانت ترتعش خوفا ..
بل رفع جميلة وجرى مسرعا الى سيارته وادخلها وركب وانطلق مسرعا الى اقرب مشفى غير مبالى بمناداه نادين او نبيلة ..
كانت نانى تشتعل غضبا يبدو ان فهد خدعها ولما كل هذا القلق ...ولكن الاهم ماذا حدث لجميلة ...هل من الممكن ان تكون هذه الخادمة وضعت السم فى طعامها ..
تسحبت وذهبت فى اتجاه غرفة هذه الخادمة ودخلت واغلقتها قائلة _ انتى حطيتى السم فى اكلها ؟
قالت الخادمة بخوف _ انا دايما بحطه يا هانم ومافيش فايده معرفش ازاى ...المفروض اصلا الاعراض تكون بانت عليها من زمان ... بس الاعراض مش انها تتقيأ لاء المفروض يحصلها هبوط مفاجئ .. يمكن تكون خدت برد ... لكن مش السم لاء
قالت نانى بمكر _يبقى ده مش السم ....بس ده فهد رد فعله غريب اوى .... انا مش فاهمة حاجة ..
تركتها وخرجت متجهة الى غرفتها واغلقتها جيدااا وقامت بالاتصال على والدتها واخبرتها بكل شئ كاملا ..
فقالت سوزان بدهاء _ لتكون حامل يا نانى ..
انصدمت نانى وقالت بغضب _ ايييه ...حامل ؟ ... ازاى ...لاء طبعا ....ده انا اقتلها هى واللى فى بطنها ..
قالت سوزان بخبث _ اهدى كدة واوعى تقربلها ....دى لو طلعت حامل فهد مش هيسامح اى حد يتعرضلها ....خلى بالك يا نانى .
قالت نانى بحقد _ ماشي ...سلام دلوقتى لما اشوف هعمل ايه ..
_________
وصل فهد المشفى فى وقت قياسي فهو مازال معتقداا ان جميلة تناولت سماا ...
نزل مسرعا واتجه ناحيتها وحملها وسط دهشتها قائلة _ فهد نزلنى انا بقيت كويسة اهو ...انت بتعمل ليه كدة .
لم يرد عليها و دخل المشفى وهو حاملها وندا احد الاطباء الذي اتى مسرعا يستاءل _ خير مالها ..
كان هذا الطبيب الذي اجرى العملية لوالدتها من قبل والذي ايضا اعجب بجميلة ولكنه لم يصرح بمشاعره لها ..
نظر لها وفهد يحملها فتذكرها قائلا _ انسة جميلة مالك سلامتك ..
نظر له فهد وهو حاملها قائلا بغيرة _ انت تعرفها منين .
قال الطبيب بحرج _ احم ...انسة جميلة كانت هنا مع والدتها من فترة وانا عملتلها العملية وحضرتك تقريبا فهد بيه صح .
قال فهد الذي نسى لما هو اتى واحتضن جميلة اكثر بتملك وغيرة قائلا _ اه انا فهد بيه ودى المدام جميلة مراتى ..
قال الطبيب بحرج فقد خاب ظنه _ احم ...انا متأسف ...طب خير المدام مالها اتفضل دخلها غرفة الفحص وانا هكشف عليها ..
قال فهد بغضب له _ لا ريح نفسك انت وقولى على مكان دكتورة متخصصة بسرعة ..
اومأ الطبيب قائلا باستغراب من وقاحته _ تمام اتفضل دخلها وانا هنادى دكتورة ملك ..
ادخلها فهد وجاءت الطبيبة وعاينتها تحت نظرات فهد القلق قائلا _ دكتورة هى مالها ....قامت من ع الاكل بسرعة وتقيأت ده سببه ايه لو سمحتى ....ارجوكى يا دكتور ممكن تعملى كل التحاليل اللازمة بس علشان اطمن ..
قالت الطبيبة بابتسامة مهدءة _ فهد بيه لو سمحت اهدى ... حضرتك انا اصلا مش عارفة اكشف عليها ....الوضع بسيط جدااا وفعلا هنعمل تحليل بسيط وانشاءلله خير ..
اومأ لها فهد ونادت الطبيبة للممرضة التى اتت واخذت عينة تحليل من جميلة وذهبت لتعاينه ..
جلس فهد بجانب جميلة ينتظر النتيجة فوجدها تبتسم بخبث فتساءل قائلا _ انتى بتضحكى ليه دلوقتى ؟..
نظرت له بحب قائلة _ اه طبعا بضحك ....انت مشفتش نفسك عملت ايه ...
قال متساءلا _ عملت ايه بقى انشاءلله ؟ .
قالت جميلة بتروى _ الاول قلبت الدنيا فى القصر على حاجة مش مستاهلة وخليت نانى خدت بالها من معاملتك ليا بعد ما حظرتنى من كدة ..... وبعد كدة صممت تشتالنى وانا اصلا كويسة هما شوية برد على معدتى .... وبعد كدة نسيت احنا هنا ليه وكنت عايز تمسك فى الدكتور ولو مكنتش شايلنى كنت ضربته ... ودلوقتى بسبب قلقك مش سايب الدكتورة تشوف شغلها ...ايه يا فهد مش للدرجادى ..
نظر لها بحب وخوف قائلا _ اه بتحول لمجنون وغبي لو بس حسيت ان ممكن يحصلك حاجة ... مش مهم نانى تولع ...والدكتور فعلا كنت هضربه معاكى حق ....ازاى يقولك انسة وانا شايلك متخلف ده ولا ايه .... وبعدين لازم اقلق لانى اكتر واحد عارف نانى ممكن تعمل ايه ..
المهم دلوقتى اطمن عليكى وبعد كدة انا هعرف اتصرف معاها ...
تحسست وجنته بيدها بحب قائلة _ انا كويسة يا حبيبي متقلقش ... طول مانت جنبي هكون بخير ..
قاطع حديثهم دخول الطبيبة ومعها نتيجة الفحص قائلة بابتسامة _ زى ما توقعت يا فهد بيه ....مبروك المدام حامل ...
نظر فهد لجميلة ثم الى الطبيبة قائلا بغباء ممزوج بدهشة _ مدام مين ..
قالت الطبيبة بابتسامة _ هههه المدام جميلة يا فهد بيه حامل فى الاسبوع الخامس ودى اعراض الحمل زى الدوخة والغثيان والتقيؤ يعنى طبيعي اللى حصل ده وهيحصل تانى على فكرة علشان متقلقش ..
قال فهد الذي مازال لم يستوعب بعد _ ايوة يعنى طلع عندها ايه ..
كانت جميلة فى حال اخر تماما ...كانت فرحتها لا تساعى ارضا ولا سماءا ...هى تحمل فى احشاؤها قطعة صغيرة من فهد ... هذا ما كانت تتمناه واراد الله ان يحقق لها امنيتها .... فلم تبالى بغباء فهد الذي سقط عليه عندما سمع الخبر ولم تشعر به بل كانت فى عالمها الوردى مع جنينها الصغير ..
نطقت الطبيبة بنفاذ صبر قائلة _ لااااا جميلة هانم .... شوفى حل واقنعيه انك حامل عن اذنكوا ..
خرجت الطبيبة وفهد مازال لا يستوعب الامر هو ظل ينتظر هذا الحلم سنوات وعندما لم يكن يتوقعه يأتى هكذا فجأة ...
نادته جميلة قائلة بفرحة شديدة _ فهد تعالى ...
ذهب اليها وهو كالمغيب فأخذت يده ووضعتها على بطنها قائلة بحب _ فهد هنا ابننا او بنتنا .... هنا حتة منك يا فهد ... امنيتنا اتحققت ...
جلس بجوارها على الفراش يتحسس بيده بطنها ولم ينطق بحرف ...ظل يمشي يده يتأكد من حديثهم ومن وجود طفله حقاا وبعد فترة من الاستيعاب نطق قائلا _ يعنى انا هبقى اب ..
ابتسمت له جميلة بحب قائلة وهى تهز راسها _ احلى اب فى الدنيا كلها ...
وفجأة كانت داخل احضانه يحتضنها بقوة ويبكى بقوة اكبر على هذا الامر العظيم الذي وهبه الله اياه ...اخيرا تحقق اكبر احلامه واهمهم ....اخيرا سيصبح لديه طفلا من من احبها بصدق وعشقها وفضل روحها على روحه ...
كانت جميلة تبكى بفرحة ايضا قائلة وهى تحاول تهدأته _ فهد ...حبيبي ...متبكيش ... ربنا كريم يا فهد ...
قام من حضنها وسجد ارضا سجدة شكر وعرفان لله الذي وهبه هذه النعمة ...
وقف بعدها وجلس قائلا _ جميلة ....جميلتى .... انا خلاص مبقتش عايز حاجة من الدنيا بعد كدة ... انا هعيش باقى حياتى ليكى ولابنى او لبنتى .... مش عايز احارب لا نانى ولا غيرها ... كفاية انهم يبعدوا عننا .... انا دلوقتى فى اكتر لحظة سعادة فى حياتى كلها ...علشان كدة يا جميلة انا هعمل اى شئ علشان تكونى بخير .... بس مبدأيا لازم ابعدك عن القصر ....لحد ما ابعد نانى ....هديلها كل اللى هى عيزاه المهم تسبنا فى حالنا ... انا هوديكى الشرقية يومين عند اهلك .... لازم اءمنك كويس جداااا لانى مش ضامن هتتصرف ازاى لو عرفت ... هو صعب عليا انك تبعدى عنى بعد كدة .... بس المهم تكونى بخير وبس ..
قالت جميلة بتساؤل _ معقول يا فهد ...هى ممكن تكون بالشر ده ..
تنهد فهد قائلا _ ايوة يا جميلة هى اخطر من ما تتخيلى ... هى عملت اللى لا يمكن اسامحها عليه ...وسهل جدااا ادخلها السجن بس عايز امسك اللى شغال لحسابها الاول واعرف هو مين ... مش ممكن اخاطر باى حاجة ...
قالت جميلة بقلق _ انا كدة خوفت يا فهد ... معقول فى حد بالشر ده ..
قال وهو يحتضنها مجددا يبث فيها الامان _ اوعى تخافى وانا موجود .....كدة يبقى انا ماليش لزمة ... اوعدك انى احميكى وافديكى بروحى انتى وابنى او بنتى ..
بعد فترة قليلة خرج فهد وجميلة من المشفى وهاتف عفاف وطلب منها ان تحضر حقيبة جميلة وبها بعض الملابس والاغراض التى سوف تحتاجها لقضاء يومين عند جدها ...
وبالفعل احضرت عفاف الحقيبة وارسلتها مع السائق لفهد الذي انتظره فى مكان قريب ثم اخذها واتجه الى الشرقية حيث منزل جد جميلة ...
هاتفت جميلة نادين وطمأنتها على حالها وانها سوف تذهب الى منزل عمها يومين لانها اشتاقت لهم مثلما اخبرها فهد وطلبت منها ان تطمئن السيدة نبيلة وتسلم عليها ..
وصل فهد بعد فترة الى الشرقية وقد حل الليل على المكان ..
نزل ونزلت جميلة وتوجه الى الباب وطرقه ففتح له محمد قائلا ترحاب فهو علم مسبقا بمجيئهم _ يا اهلا يا اهلا يا فهد ....جميلة حبيبتى وحشتيني ...اتفضلوا اتفضلوا .
دخلوا جميعا الى غرفة الاستقبال واستقبلتهم زهرة بفرحة كبيرة واشتياق الى جميلة ...
كانت جميلة سعيدة باستقبالهم ورؤيتهم وما زاد فرحتها ودهشتها هو حضور جدها على عكاز يمشي باتجاهها وهو يبتسم بحب قائلا _ جميلة .
ذهبت له قائلة بدهشة _ جدوو ... انت بتمشي ؟
قال محمد بفرحة _ اه يا جميلة جدك رجع يمشي تانى من بعد كلامك معاه ....وكان رافض اننا نقولك لانه كان عايز يعملهالك مفاجأة .
قال فهد بود _ حمدالله على سلامتك يا حاج علام ...
طب يا جماعة انا مضطر استأذن انا .... وزى ما فهمتك يا حاج محمد ...جميلة فى امانتك انت ومدام زهرة وانا واثق انك هتحطها فى عنيك .... كلها يومين والدنيا هتظبط بس اهم حاجة تخلى بالك منها ومن البيبي ...
قالت زهرة بفرحة _ اطمن يا بنى دى فى عنيا ...واللى هيفكر يقربلها هيلاقينى فى وشه ....المهم انت تضبط امورك وترجعلها بالسلامة ...
اومأ فهد لهم وودعهم جميعا الا جميلة الذي لم يرد ان يودعها وخرج مسرعا وركب سيارته عائدا الى القاهرة ...
قضت جميلة الوقت بين حنان جدها الذي لم يتركها ابدااا واشتياق زهرة ومحمد لها ...
ذهبت للنوم بعدما تناولوا العشاء سويا وبعدما ادت فرضها ودعت الله ان يوقف فهد الى الصواب والخير ويحفظه ويحفظ طفلهم من كائد الحاقدين ..
وصل فهد الى القصر فجرااا ودخل وجد الجميع نائم فصعد الى جناحه وجد نانى مازالت مستيقظة تزرع الغرفة ذهابا وايابا وعندما راته ذهبت له قائلة بغضب _ فهد ممكن افهم فيه ايه .... والهانم مالها ..
قال فهد وهو يبدو عليه التعب والهدوء _ نانى انا بجد تعبان ومحتاج انام ...الصبح هعرفك كل حاجة ...
قالت نانى ولم تتمالك نفسها _ يبقى انت كنت بتخدعنى وبتضحك عليا .... يبقى اكيد انت وهى متفقين سوا ...
قال فهد بمكر وملامح حزينة _ جميلة حامل يا نانى .... طلعت حامل ... وللاسف انا مكنتش عايز يحصل كدة منها .... علشان كدة انا ودتها عند اهلها واتفقت معاهم ان بعد ما تولد اخد ابنى واديلهم المبلغ اللى يطلبوه .... بس اهم حاجة يبعدوا عنى ...وهما وافقوا ..
قال نانى بصدمة _ حامل ؟ حامل ازاى .... وهى وافقت تتخلى عن ابنها ....معقول ؟
قال فهد بذكاء _ فى الاول كانت رافضة تماما .... بس لما سمعت المبلغ اللى هدفعه وافقت .... وكدة اثبتتلى ان الفلوس اهم عندها من كل شئ ... المهم دلوقتى عندى لما ابنى يتولد اخده منها واكتبه باسمك .... هتقدرى يا نانى وتساعدينى ولا هترفضي ان ابن واحدة تانية يتكتب باسمك ..
جلست نانى تفكر بصمت وراس حية ثم قالت _ موافقة يا فهد ...
فى اليوم التالى بعدما غادر فهد القصر وذهب الى شركته استيقظت نانى واخذت هاتفها ثم هاتفت هذا الشخص قائلة _ اسمعنى كويس يا قنصل ...عندنا مهمة وانت اللى هتقدر تعملها .... فيه واحدة عايزة اخلص منها ...هى كانت تحت عينى وكنت فعلا هخلص منها بس للاسف بعدت عن القصر ...
قال الاخر متساءلا _ مين هى وفين ..
قالت نانى بحقد وابتسامة شيطانية _ جميلة ... هى عند جدها اللى كنت جبته قبل كدة من الشرقية ... عيزاك تجبهالى فى المكان القديم بتاعنا ....وانا اللى هخلص عليها ....انت بس تخطفها وخلى بالك هى حامل ...يعنى تخدرها وتجبهالى وانا هتصرف معاها ...
قال الاخر بشر _ ماشي ...بس الاحسن ميكونش المكان القديم ... هشوفلك مكان مناسب فى الشرقية وتيجي هناك هيكون ءأمن واحسن بعيد عن جوزك ... قلتى ايه ..
فكرت لدقايق ثم قالت _ موافقة ...بلغنى بالمكان وانا هستناك هناك ..... بس مطولش فى الموضوع عايزة انتهى بسرعة ..
اغلقت الخط وهاتفت والدتها قائلة _ مامى ...عيزاكى معايا فى مهمة .... انا كلمت القنصل واتفقت معاه يخطف جميله ..
قالت سوزان بتساؤل _ ويخطفها ليه ....هى مرجعتش القصر بعد اللى حصل .
قالت نانى _ لاء طلع عندك حق ...طلعت حامل وفهد وداها عند اهلها وبيقولى انه هيستنى لما تولد وياخد منها ابنه ويديها فلوس ...بس انا مش مصدقة الكلام ده ... انا قلت للقنصل يخطفها ويوديها مكان هيقولنا عليه ....وانتى هتكونى معايا لان المكان هيكون فى الشرقية علشان يبقى بعيد عن عيون فهد .... ونخلص منها هناك والقنصل يدارى الوضع ولا من شاف ولا من درى ..
وافقت سوزان على خطة ابنتها الشيطانية فهى من اوصلتها لهذا الوضع بسبب بث الكره والحقد داخلها ..
اغلقت نانى وهى تضحك بشر قائلة _ هههه .... اخر حاجة هعملها علشان اوصلك يا فهد ...
كان فهد فى شركته يستمع لهذا الحوار هو ومعاذ الذي كان متسع العينين ..
اما فهد كانت نظراته جحيمية قائلا بغضب وتوعد بالهلاك _ انتى اللى صحيتى الفهد يا نانى ... اتحملى بقى .