رواية بنات الملا الفصل الثالث والثلاثون بقلم رغد الموالي
لاأعرف سبب إنتمائي لليل أو حبي لهُ
إنه يشبه شيء في داخلي لربما قلبي المُتعب.!
الجو كان بارد قليلاً لربما الوحدة والخوف هي من جعلته يشعر بالبرد
كان يتمشى بخطوات بطيئة واضعاً يديه في جيبه تَجذب الأرض عينيه
ثم أن نسمات الهواء الباردة تسلل لبيبان قلبه الموجوع تداهمهُ فتبعثر أوراقهُ وتترك بيبانه خاوية
كان الحسرة التي ترافقه بين نفس وأخر هي متنفس لما يمر به...
هل كانت ليلة إتخاذ القرار؟ أم تذكير بحياته الماضية وماحلّ على عائلته؟ أم كلاهما؟
تمشى حتى وصل قرب منزلها تبسم بخيبة
هل قلبهُ الذي اتى به إلى هنا أم قدماه حفظت الطريق؟
جلس لنصف الليل في مكانه المعتاد لكن لم يكن يوم الثلاثاء أو الجمعة إنهما اليومان المتفقان للقاء القلوب جلس وشريط ذكرياته يمر
ثم أخذ سيجارةً وهو مستلقي على تلك المصطبة التي بناها أحد الجيران، رُصت من طابوق عليها الإسمنت الناعم الذي أعطاها مظهر المصطبة للإستراحة
قد مرّت عليه ذكرياته في الطفولة حينما كان طفلاً لايتجاوز السابعة او الثامنة من عمره ولربما أصغر من ذلك لكن كان يتذكر طفولته قليلاً
في نفسه ذلك البيت في ظل أمه وأبيه وأخيه آزر وآنس
أم آزر... هاي اليوم شلون دولمة سويتلكم تخبل يلا بسم الله نقلبها
نعمان ( أبوهم) ... الله..... الله.... الريحة تخبل عاشت إيدج ياأم جهالي ياأم نفس الطيبة
آزر... بابا أني ماأحب الدولمة
نعمان... تخبل ياروح أبوك انت
دهاك هاي تذوقها للبصل الاجع والحامض
آزر... لا لا مااكل
آسر... بابا أني أريد أني
نعمان... فدوة اروح لشهوبي الصغير أني ولك بكلشي تشبها ههههه
آسر... عمو شهاب خل يولي ماأحاجي
نعمان... ليش شمسويلك؟
آسر... كتله صعدني وياك على الدراجة مايقبل يكلي
أنت بعدك طفل، كتله لااااااااا، أني رجال وطلعت عضلاتي
بابا يلزمها ويضحك عليه يكلي وينها ولك عضلاتك عبالك سفنجه مو عضلات
نعمان... يتشاقه وياك
آسر... بدموع... لا بابا لااااااا كله يصعدنييييي
فتح الباب شهاب ومد راسه هاااااا شتميت ريحة دولمه
نعمان... ولك ليش ممصعده لآسر على الدراجة
دخل وسد الباب وراه... وتكلم... جاهل هذا شنو وأصعده
آسر... بدموع وصار يربت بقبضة إيده على أبوه... يابه كله، يكلي جاهل
نعمان... شهاب حتخلي عقلك وي الجهال نوب
شهاب... يگلي أني رجال، كتله أنت طفل يگلي لا رجال
نعمان... ابيييي، وشنو هسة
شهاب... يعترف ويگول أني جاهل وصغير يلا اصعده
آسر ... ماااا، واني رجال وأصعد لدراجتك مو بكيفك
شهاب... لعد بكيف منو؟
آسر... بكفي أني
شهاب... ماكو دكول اني جاهل اصعدك، مادكول لو شتسوي ماأصعدك
آسر... بابااااااااااااااااااا
شهاب... بضحك يلا يلا بس خل نتغدة هسة ولك
ثم تعود به ذاكرته إلى حيث الآن...
آسر... شلون هيج بهذه السرعة انطفى كلشي، كأنه البارحة
اااااااخ يالحادثة الي طشرت الكل
باوع لشباكهم وتكلّم... أخ لو مو بيت جدج ياقوت
شجاني وعلقت گلبي بيچ
ماهمَّ بيت جدج، عمامج، أبوچ سبب وجعي وألمي
تيتمت بسببهم، وأمي تركتنه بسببهم واخوي دخل السجن بسبب أختچ وأني هنا بسببچ
ورغم كل هذا أني أحبچ مو كادر أشيل فكرة وحدة تدخل حياتي غيرچ
باوع للسماء وتكلم بحيره... شسوي ياربي ساعدني ماعندي غيرك
أنا گلبي تعلق بهل البنية والوصول الها صعب
لاكادر انساها واعيش وارتاح، ولاكادر أتزوجها
جر نفس ونهض من مكانه لما سمع صوت القرآن في الجامع، أذان الفجر قرّب
تمشى وكان يصغي للقرآن فرّنت في إذنه تلك الأية... بسم الله الرحمن الرحيم ... ( وماتلك بيمينك ياموسى)
تسائل مابينه وبين نفسه... الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء ليش سأل موسى وكاله وماتلك بيمينك ياموسى
إستغرب من الآية، ومالكالها جواب فأكمل طريقه
حتى وصل البيت وغرفته تحديداً فغطّ بنوم عميق
كانت الأيام تتوالى وصمت مريب ياقوت وماس تركا الدراسة
عبد المجيب ماكان من النوع الي يضغط على بناته في قرارتهم أو لربما الأمر طبيعي كان في تلك السنوات
أن يتركن البنات الدراسة بإنتضار عريس مناسب
درة كانت الوحيدة التي رافقتها الأيام تبتسم وهي تتصفح كتبها وتقرأ، وتتذكر بمواقفها مع صديقاتها
إن مدرسة صانعات الأمل بعد البؤس كما سميّنها هم
خلقت لها حياة جديدة، بل أعادت لها شغف الحياة
نظرت لنفسها ذات يوم أمام المرآة وقالت... أني شلون حبيت واحد مثل رائد... يعني في وقتها شلون جنت أفكر وشنو جان ببالي هه
شكد جنت فطيرة وبكلشي أصدك
لا وهو يعني مايستحق كل هذاك الإنبهار الي شفته بي
سبحان من أطفئ إنبهاره بعيوني، وخلاه مجرد شخص عادي
حياته سائت بعد وفاة إبنه بل حتى علاقته مع زوجته شيع في المنطقة أنها تُشرف على الطلاق بسبب إتهامها بالإهمال والتقصير
حياته اصبحت عبارة عن جيش وحزن بل حتى في ايام إستراحته هو في الجيش أصبح لايطيق البيت ولاحياته
حاله أصبح يُشفق له، لربما يرق له قلب تلك الفتاة التي كسرها ذات يوم، لكن ما فعله ليس بقليل
ولربما هي تستحق تلك الكسرة نحن لاننسى أنها قد دخلت في علاقة غير شرعية وإن كانت خالية من الأفعال المحرمة، فمن نسى الله وكرر فعلته مرارا وتكرارا دون ندم ستكون عاقبته ذرف الدموع لامحال
من اطاع العبد وعصى ربه ماذا يتوقع؟
من جهة أخرى هي لم تهتم بسمعة أبيها بين الناس
فكيف للإنسان أن يكون بلا عقلٍ لهذه الدرجة
هل أساء لها أهلها ذات يوم؟
هل قصرو معها في الحب والحنان؟ لقد كانت كثيرة الدلال بين خواتها فما الذي يؤدي بالفتاة ان تسمح لنفسها أن تكون ألعوبةً بيد الشيطان؟
إن القلب لينبض والروح تريد وليس بمقدورنا أن نتحكم بقلوبنا
لكن بمقدورنا أن نتحكم بأفعالنا !
لربما يخبىء القدر لرائد شيء جميل أيضاً... هو قد تلقى جزاءه كما اخذت جزائها هي
علينا أن يكونا مدركيّن بسوء فعلتهما....!
جواهر... بإبتسامة... درة... أحسج هواي أرتاحت نفسيتج من صرتي تداومين
درة.. اي.... هواي
احس حياة جديدة صارت الي
جواهر... الحمدلله إذ لطف بحالچ وأعطاچ القوة والإرادة
درة... الحمدلله.... لكن
جواهر... شنو
درة... لكن دوم أفكر بلي صار بيني وبين رائد
جواهر... هذه الفترة لازم تمحيها من ذاكرتج تنسيها للأبد
درة... هو بكيفي
جواهر... لعد شنو؟ هااااا يادرة أنتي لازم تتناسين الي صار وياچ وتعتبري درس، نقطة انطلاق
درة... لو ماأعتبرته درس ماكان اني اليوم دخلت مدرسة واصريت أكمل دراستي صدكيني ياجواهر اوعدج وعد راح اكون فخر الكم تفتخرون بيه كدام هاي الناس
جواهر... وهذا الي اريده منج حبيبتي
درة... قبل شوية سمعت علاوي يبچي شبي؟
جواهر... هيج ضوجني
درة... سمعته يكلچ أشتريلي ليش اني ماعندي
جواهر... هااااا.... ا ا ا ا
درة... شبيج جواهر شبي علاوي يبچي
جواهر... يبچي يريد بايسكل، ثم نظرت للارض خجلاً... يعني أني منين اجيب أبويه گوه ساد العيشة يادرة
درة... وتخلي يباوع على ابن الجيران
جواهر... وشبديه يادرة لا أني عندي راتب ولاشغله ولا وضعنه يتحمل مو زين أبويه الله طول بعمره وخلاه خيمه على روسنه
والا شوفة عينج لا عمامهم يجون ويتفكدوهم يگولون شمحتاجين مامحتاجين ولا بيبيتهم
درة... مع الأسف وجان هاشم ليل نهار يركض لاأهله
جواهر... هو حنين جان وگلبه طيب يگلي شمايسوون يبقون اهلي وهذا كله اختبار من الله
يعني تخيلي يادرة امه شكد طلعت ويا طلعات مو حلوه يكلي جواهر اني لو احسبلها لأمي مواقف جان هسه مااحاجيها للموت بس جزء من الاختبارات امك وابوك الله سبحانه وتعالى يختبرني بوالدتي ويشوفني شلون حرد تعاملها وياي
اني مو من حقي احاسبها او استخدم أساليب اكون عاق حتى احفظ كرامتي او كبريائي انا اتعامل بما يرضي الله والله سبحانه وتعالى اذا كانو الام والاب مو زينين وي اولادهم هو يحاسبهم احنه مو من حقنه نحاسبهم
ماهي كلمة (أف) الله يحاسب عليها فكيف بغير امور
بوقتها تمنيت لو عندي هذا النور والبصيرة الي عند هاشم
مو كل شخص الله أنار بصيرته يادره
كنت دائماً أكوله هاشم الله اختارك ويحبك فأنار بصيرتك
دائماً ادعيله بالرحمه وأدعيله بالمغفره
درة... تشتاقيله؟
جواهر.... ماكو يوم مرّ عليه ماشتقتله، ماكو ليله ماخليت راسي بيها على المخدة ماتذكرته هو ببالي ليل نهار مايفاركني
تعرفين يا دره مرات أكعد أحجي وي روحي وأتخيله هو يمي ويشاركني الراي ويسولف وياي
اول ايام كلت راح اموت اني ماراح اعيش بعده
تعبت وانكسرت والدنيا وگفت بعيوني وبليله من الليالي نمت جنت هواي باچيه اجاني بالحلم
گلي ليش هيج جواهر
ليش داتأذيني
كتله داشتاقلك مداأئذيك
كلي داتأذيني... اني مرتاح انتي داتشوفيني ميت بس اني عايش اني حتى هذا الجسد الي بالقبر هو مو الي هو للارض اني من حقي بس الروح وروحي مرتاحه حييييل يمي ورد ونهر واصدقاء قديمين اعرفهم وجيران
جواهر جهالي محتاجين ام قوية مايردون وحدة تبچي ليل نهار وتقفها للدنيا
عيشي جواهر وعيشيهم لجهالي وخليني اني مرتاح
من گعدت من النوم استغربت هالشي كان حلم لو حقيقه حسيته يمي اني هذا مو حلم بس ماكو شي ملموس
زين شلون
بعديييين يلا استوعبت حلم او رؤيا لان هي صادقه
هنا اني قررت اتغير
ارتاحيت بعد ماشفته هيج بالحلم كلش ارتاحيت وصار عندي شغف اكوم وأكعد
هاي الحياة تلقنك درس قاسي بس تقويك حيل تقويك
درة... الله يرحمه لهاشم... ترك ذكرياته الطيبة
إن الموت حق لكنه أصعب الحقوق التي يرفض الانسان تسليمها
فطبيعي !
الإنسان كائن ضعيف، إنه يخاف الموت ويخاف ان يفقد أحبته
ويخاف أن تصبح ايامه الجميلة ذكرى يتحسر عليها
فما أشبه جواهر ب آسر الذي هو الأخر يتذكر أيامه الجميلة دوماً ويحبسها في داخله
كان القرار في ترك البيت قد سيطر على قناعته خصوصا وأنه تكلم مع اخيه آزر في السجن...
آسر... اني قررت اعوف البيت وأأجر بيت الي وأخلي بي أثاث واخطبها لبنت الملا
آزر... هسه صرت تفكر صح عفيه
آسر... بس خاف أبوها ماينطيها
آزر... تاخذها غصب
آسر... شلون يعني
آزر... افضحها بالمنطقة واكللهم عندي علاقه بيها واخلي ابوها يسمع ساعتها هو يجي يتوسل بيك حتى تتزوجها
آسر... كل عقلك تحجي، واذا قت،لها
آزر... لا بنته ميسويها
آسر... ههههه أسكت بابا، اني مامستعد اجازف بيها أبد
آزر... انت ليش متقوي علاقتك بالملا، أنت مو دكول هو يحبلي طرف ودوم يسولف وياي
آسر... اي
آزر... خلص روحله دوم للمحل وسولف وياه ورتب لسالفتك وسالفتي هم
آسر... استحي منه، انت لو تشوفه شلون هادىء ومثقف
آزر... آسر تريد البنية لو لا
آسر... اكيد
آزر... خلاص روح للملا من اليوم ودك ناعم يمه وخل يحبلك طرف حتى من تخطبها ميرفضك
آسر... برأيك هذا انسب حل
آزر... اي شتسوي ياعيني
من يومها كثرت ترددات آسر لمحل الملا تارة كان يساعده في ترتيب قصص وروايات عراقية كرار صلاح مواد العطارة وتارة كان يتعلم فوائدها الملا كان يشرح له بكل سعة صدر
مرة لما كان يشرحله أذن الظهر
فسمع الآذان
... راح اروح للجامع اصلي تجي وياي
أجابه آسر متفاجأ وخجل في الوقت نفسه... هاااا
أصلي!
... أنت ماتصلي؟
... لا أصلي. بس. يعني. مو بالجامع
وارتسم ابتسامة مصطنعه
فتمشى عبد المجيب وتمشى خلفه آسر وراحو للجامع
وصلّو هنالك
كان إمام الجامع يُصلي عند إنتهاء الصلاة أدرك آسر تقصيره مع الله
وأخذ يتكلم مابينه وبين نفسه
هذه اول مرة احد يرشدني للصلاة، زين مابينت اني ماأصلي وعرف الملا كان ماقبلني اكون زوج لبنته
بس هاي اول خطوة حتى يبدي يغير كل نظرته عني
وراح يكول مايشبه عمامه واخوه وينطيني بنته
كان يتكلم وينظر لعبد المجيب الذي كان منشغل بالدعاء وبدون تفكير تكلم آسر عمي أدعيلي
التفت إله شنو أدعيلك
تكلم بتأمل... ادعيلي أتزوج... أ. أ... أني أحب وحدة واتمنى الله يجعلها من نصيبي و
و
واريدك تدعيلي
باوعله وكأنه فهّم قصده، أبتسم وتكلم
الله يرزقك البنت الي ترتاح وياها بزواجك تكون زوجة صالحة ويبارك الله بذريتك ياآسر
آسر... قبّله من راسه بفرح وتكلم... أ أ أني اشكرك عمي
يلا عمي مانروح
عبد المجيب... راح تبدي المحاضرة الدينية، اليوم هو يوم الجمعة
آسر... هاههههههه اي نسيت
تره اني كل جمعة بالمسجد بس مو هنا يعني بغير مسجد
عبد المجيب... عفية يعني انت متدين آسر
آسر... اي حتى الفجر اصلي واصلي صلاة الليل همين
عبد المجيب... ماشاء الله
بدأ الشيخ يقرأ بالمحاضرة والمصلين صارو يسمعوله بأذن صاغية
تكلم وتكلم وتكلم وبأثناء المحاضرة ترددت ببالة الآية الي سمعها « وما تلك بيمينك ياموسى»
فجاه بباله أن يسأل الشيخ بعد المحاضرة
آسر... شيخنا أني عندي سؤال ببالي وهو الله تعالى يعلم كل شيء ويعرف كل شيء
ليش سأل موسى وقال له « وما تلك بيمينك ياموسى»
هو مو يعرفها العصا
الشيخ... سؤال فلسفي هذا أكثر من كونه ديني
اولاً القرآن معجزة... المقصود بمعجزة أنه يمكن
فيه تعاليم دينية.. قصص انبياء توعويه نفسية... شفاء للناس... إضافة الى انه يجلي الهموم
الله سبحانه وتعالى لما سأل موسى عن العصا هو يعلم بكل شيء فمن المؤكد أنه يعلم بعصا موسى ولكن لما سأله تفسر على عدة اوجه من الجوانب النفسية
اولاً عظمة اللقاء الله سبحانه وتعالى لما سأله كان لكي يخفف التوتر ويشعره بالأنس، الإنسان في المواقف الرهيبة يكون متوتر ولايعرف أن يتكلم جيداً هذه من ناحية
من ناحية أخرى ليعلمنا الله كيف نبدأ بالسؤال البسيط عند الكلام او الحديث هذا السؤال البسيط الذي يجعل المقابل قادر على الإجابة بحب وانطلاقة هي تعزز الثقه بالنفس عنده ويجعله يتكلم بحرية مثل رد موسى بالضبط لما قال
{ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}[طه: 18].
نلاحظ أن موسى تكلم بعفوية وانطلاقة تامة
هل كان موسى يشرح لله وكأنه لايعرف الله بماذا يستخدمها موسى؟
إضافة الى هذا لربما الله تعالى يرشدنا نحن أن ننظر لما خو بين يدينا قد تكون فيه الحلول ونحن لاندرك
أو ربما الشيء البسيط الذي بين يدينا هو شيء كبير ونحن لانعلم
نحن فقط نحتاج للإرشاد والتركيز لا غير....
أنا أستطيع أن أفسر لك من الجانب الديني وأحادثك عن موسى ومعاناته مع فرعون وان العصا هي معجزة ان تتحول لاأفعى فقط لكن المعجزة لاتنحصر على تفسير معين
نعم هي من أهم الأشياء التي يجب أن نعرفها هو عناد بني اسرائيل وغيرهم وكفرهم بالله لكن انت سألتني سؤال فلسفي فأجبتك بجواب فلسفي و نفسي
آسر... قلت الأشياء الي بين أيدينا لازم ننتبهلها...!!!
اطال النظر قليلا للشيخ ثم وقف وتكلم
أني اشكرك شيخنا
الشيخ... وجهك يضيئه نور محمد... اتمنى ان تكون من المترددين دوماً للمسجد... الله يبارك لك في شبابك ياابني
آسر... إن شاءلله
خرج من المسجد وكان قد حسم قراره أن يفاتح عمومته بما يجول في خاطره منذ فترة
في الليل بدأ بالكلام وتكلم...
آسر... أني قررت أشوفلي بيت وأكعد بي أريد أأثث البيت وأتزوج
مهاب... متتزوج هنا
آسر... أني ما أتزوج هنا، البيت صاير سوق شعبي كلها تزوجت وخلفت هنا والنوب اولادكم كبرو وهم تردوهم يتزوجون هنا شنو عمي شبيكم
مهاب... لازم عاجبك تصير مثل اخوك
آسر... اريد استقر اريد أرتاح
فخلوها ببالكم اليوم اخر يوم الي وياكم باجر اتحول ببيتي الجديد
من دون كلام زايد انهى النقاش وتوجه لغرفته
جميل لما الإنسان يتخذ خطوة تُغير مسار حياه للأفضل
البقاء في بُركة ظناً أنها أفضل من البحر المالح
قد يكون وهماً
من قال للسمكة ان بجانب البركة بحر مالح
هل هي معلومة إكتسبتها ممن تعيش معهم فتعلمت على العيش ببركة أم ان الخوف من المجازفة جعل كل السمك الذي في البركة ان يقتنع أن البحر غير صالح للعيش
فمن يدري ربما المياه ليست مالحة وليس بحر اصلاً
بعض الأحيان يجب أن نتخذ خطوات جريئة بعد ان ندرسها جيداً
الفرص عادة لاتأتي مرتين
إنما هي في جانب فرصة تأتي لكن يجب ان ننتبه
الأفكار باتت تدور في رأس آسر وخياله بدأ يحلق في سماء أحلامه
... راح أأجر بيت صغير بالبداية واشتري أجمل الأثاث
وأتقدم لخطبة ياقوت وأخطبها
وأكيد الملا راح ينطيها الي خصوصا اذا عرفني زين وشافني ابتعدت عنهم
أبقه بشغلي وبالنسبه لمهاب بس يحجي وياي كلمة راح اعرف شلون اوكفه عند حده
رحاب نشّل ومايتدخل بعد وبقية عمامي وأولادهم ماألهم دخل
مصلحتي تكسب فضة وذهب ولازم ابدي خطوات صحيحة منا وجاي
بهذه الاثناء دخل آنس كان فرحان لقرلر أخوه الجديد
آنس... والله فرحتلك بهذا قرارك آسر بلكت الله وتصير نصيبك بنت الملا
آسر... لا تخاف ان شاء الله من نصيبي داأمشي خطوات صحيحة
آنس... عمامي شلون حيقبلون تتزوجها
... طبهم مرض مو من حق احد يتدخل
آنس... بنت مهاب شلون
آسر... شبيها هاي النوب
آنس... گاليتلها لحلا هي تحبك
آسر... هههههه نوب علية المراهقات
آنس... كتلها لحلا، كتلها والله آسر إذا عرف يشبع ضحك تره مو باله وحده من البنات عمومتنه تره الي يحبها غييييرررر
آسر... البنية من تحب كارثة، أول ماتبدي تكبر تبدي تنعجب وتوهم نفسها بالحب
وتسمي حب، الحب مو هيج الحب غيييييييير
آنس... بس حلا من هي وصغيرة لهسه إحنه حب
آسر... وشوكت ناوي تتزوجها
آنس... أوطأ رأسه، ماأعرف
آسر... خطبها من أبوها وتزوجها آنس كافي
البنية هم داتكبر شنو كعدتها
آنس... ماتريد تتزوج هنا
آسر... وأنت كل عقلك تتزوج هنا، تخبلت
بالعكس قرار حلا جداً منطقي وتفتهم
هي ملت من العيشة هنا وان تكبر بيت وتتزوج بنفس البيت وجهالها يكبرون بنفس البيت والافكار والعقليات هذا دمااااااار
لا
ابد
انت تزوجها وشوفلك بيت صغير واجره وعيشو سوه وابدو حياتكم بكل شي يختلف
آنس... جر نفس وتكلم... مااعرف حاير
آسر... ماتحتاج حيرة هاي آنس
بأقرب وكت اجر بيت وتزوجها واني اساعدك بالاثاث اني لام فلوس جوه ايدي ورايد اأثث البيت على ذوقي وذوق ياقوت حتى تحبه للبيت مااريد مثل ما اني اريد
فمامستعجل وانت حاول بأقرب فرصة تتزوج واني لساعدك
آنس... وآزر الي بالسجن
آسر... قدره هذا شنو الي بإيدنا إحنا ؤهو مافكر بنهايته
ربما حان وقت أن يتحرك اولاد نعمان بقاربهم ويعومو لبحر الأحلام وتحقيق الامنيات
الايام أصبحت تمر واحدةً تلو الأخرى وحلم ذلك الشاب بين عينيه يتلئلأ
إستأجر البيت ووضع أثاثه البسيط كان سرير وفراش وملابسه فقط
لكن كان أشبه ب جنة عنده
آسر... وهو عند الشباك كالمعتاد... أكلج سر
ياقوت... اي
آسر... طلعت من بيت جدي وكعدت ببيت جديد ناوي اخطبچ بس أريدج تصبريلي شويه
ياقوت... ابتسمت... الوقت تأخر... راح أروح
آسر... تصبحين على خير
ياقوت... وأنت بخير
نزلت من الغرفة مثل فراشة طائرة فرحة
وكانت تدندن كلمات حب
في الغرفة كانت ماس
ماس... شنو كلچ وخلاچ هيج تطيرين من الفرح
ياقوت... أجر بيت وكال اصبريلي ماضل شي وأجي اخطبچ
ماس... ياالله هذا خوش خبر
ياقوت... فرحانه... فرحانه... فرحانه
ماس... دوم ان شاء الله
نامت وعيونها تملئها السعادة
ماأجمل أن ينام المرء ليله والسعادة تغمره
الشتاء بدأ يحتضن الجميع ويخبرهم أن يفرشو فراشهم ليزداد البيت دفئاً... ويحضرو المدفأة
أتى الشتاء محمل بثماره اللذيذة
كان طبق الشلغم... الشمندر... القرنبيط (الزهره)
هنالك الكثير من الاطباق ايضاً الدافئة التي ماكان بيت عراقي يخلو منه
خصوصاً في الليل
شتاء الليل مميز عند الجميع، إن ليله طويل وحكاياته أطول
كانت شاشة التلفاز تُزينها المسلسلات التركية فالشعب العراقي كان يستأنس بتلك المسلسلات خصوصاً وأن مسلسل نور قد أحدث ضجة عالمية عربية وتلتها سنوات الضياع...
بنات الملا كانو حينها يجهزون أطباق السهرة ماذكرت أنفاً
هم يستمتعون حين مشاهدتها ويعلقون على كل حدث
خصوصا وأن وحدة تعلق والأخرى تنتقد
وسط تلك الأجواء تكلم عبد المجيب
... اليوم اجوي عليج خطابة جواهر
التفتت جواهر متفاجأة... عليّه؟
... هز راسه بحب واتبسم....
إن الأقدار عند الله ولانعلم مايخبىء لنا القدر...
كنت معكم أنا رغد الموالي في أمان الله ♥
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم