رواية بنات الملا الفصل الرابع والثلاثون بقلم رغد الموالي
عبد المجيب... اليوم طلبج واحد وبصراحة ابن ناس ومتدين وشاغول واني من يمي موافق بس كلت بالنهاية الراي رايج
جواهر... لا يابه انت شتحجي اني عندي كومة جهال منو يتحملهم
عبد المجيب... كتله يابنتي بس كال عمي اني اتكفل بيها وبجهالها هو مايصير عنده اطفال ولهسبب مطلك هو ومرته
جواهر... العيشة صعبة يابه واني مااكدر اتزوج مااريد جهالي يكلون امي مابقت على ذكرى ابونه ابد
عبد المجيب... بس يابنتي هذه سنة الحياة وانتي بعدج صغيرة باجر عكبه جهالج يكبرون والهم حياتهم واحنه بعد عمر طويل منو الج جواهر
جواهر... الله ماينسى عبده يابه واني مستحيل اتقبل رجال غير رجلي هاشم اني اعيش وأموت على ذكراه
عبد المجيب... يابه رب العالمين مامحرم الزواج
والنفس تطلب وباجر تحاسبج امام الله وحرام
جواهر... مالي نفس لا بلبس الالوان ولا بكحلة والله يايابه
الدنية من بعد هاشم مالها طعم هو اخذ كلشي حلو وراح
وبقالي بس هالجهال هذوله
وااني راح اربيهم تربية صالحة واعلمهم وينجحون وباجر عكبه افرح بنجاحهم بشغلهم ويجازون صبري خير
عبد المجيب... اني حبقه شايل همج حتى وره ماموت اخاف عليج
جواهر... الله يخليك خيمة على راسنه بوية
اني راضية بقدري وحامده الله وشاكرته
واسأل الله ان يجمعني مع هاشم في الجنه ويعوضني خير
عبد المجيب... ماتخذين وكت تفكرين بويه
جواهر... ابد يابه ابد
عبد المجيب.... براحتج يابه على راحتج اني مااحب اجبر وحده بيكم على شي هي ماتريده
جواهر... لا حاشاك يابه من ان تجبرنا على شي
عبد المجيب... اسم على مسمى جوهرتي
انتي جوهره نادرة
جواهر قررت ان تخلص لزوجها بعد وفاته
هدفها كان ان تربي أولادها وتعلق امالها عليهم
فكرت بمصير دره المجهول بعد وفاة والديها
ف دره تحتاج من يرعاها وأطفالها يحتاجونها ايضاً
لذلك هي تركت نفسها وقررت ان تكرس حياتها لهم
منذ طفولتها هي تتحمل المسؤولية فهي منذ نشأتها لاتبالي بنفسها بقدر ماتبالي بالأخرين
ففي تلك الليلة نفسها عند ذهاب الجميع لفراشهم
كان أطفالها نائمون في فراشهم الذي فرشته في الأرض
وهي تجلس بينهم تربت على كتف اصغرهم ليشعر بالطمأنينة عند نومه
ثوبها المقذف الأسود كان يواسيها على حزنها
شعرها الطويل المنسدل الأسود الذي لطالما كان يحبه زوجها فيمسح بيده عليه
تستمر القصة أدناه
وعينيها الزرقاوتين الواسعتين التي كان يخاف عليها من حسد يصيبها لذلك فهي لم تكن تتكحل
الآن أصبحت ذابلة وباكية في كل ليلة
جلست امام المرآة وحاصرتها الذكريات
نعم إنها ذكريتها معه
وكأنه يجلس امامها فيحادثها
... ليش رفضتي
... ماأكدر
... ليش
... شلون أعوفك
... اني الي عفتج
... أنت مو بإرادتك رحت
... بس رحت
... بس اني ماأعوفك
... بعدج صغيرة والدنيا تخوف والناس ماترحم
... ماكو مثل حنيتك وطيبتك عليه
... بس انتي حتتعبين واني مااريدج تتعبين
... وجهالك
... مو كالج يعيشهم باجر يكبرون ويصيرون زلم ويراهقون ويطلعون للشارع ويتأخرون منو حيركض وراهم منو حيشوفهم وين وشصار عليهم أبوج رجال جبير مايكدر عليهم
... اني بالف رجال
... اسمعي كلام ابوج........... لخاطري
... لا.... راح اربيهم احسن تربية راح اخليك تفتخر بيه وبيهم
... خاف مايبرون بيج خاف ينشلع گلبج بكبرتچ
... الله ماراح يعوفني
... جواهر لاتضلمين نفسج
... نام وأطمأن واني حربيهم واعيش على ذكراك
ثم ادركت انها كانت تحادث خيالاً... هل كان حقاً وهم؟
نظرت لنفسها أمام المرآة فغطت وجهها بكلتا يديها وبكت
إن المرأة حينما تتولى مسؤولية كبيرة هي في الضاهر قوية لكن في الحقيقة هي طفلة صغيرة تخاف من كل شيء
إعتادت الكتمان منذ الصغر كما أنها اعتادت ان تلبس ثوب القوة امام الناس ثم تتعرى في خلوتها
كيف يمكن ان تكون بعض النساء بهذه القوة ولماذا؟
كيف ستعيش إمرأة قوية محاربه وسط مجتمع يراها عورة هذا عيب وهذاك حرام؟
هل يجب عليها ان تغلق على نفسها الأبواب وتحبس نفسها مدى الحياة وتمد لهم الأيدي حتى ينظر المجتمع لها بعين العطف والثناء؟
هل تتزوج وتجد من يرعاها ويهتم بها وتعيش حياة سعيدة؟
لكن مهلاً هل ستسلم من نظرات التوبيخ لها... كيف طاوعك قلبك ان يكون لأطفالك زوج ام... هل زوج أمهم يعنفهم
هي فكرت بنفسها ونستهم
ستكثر نظرات الاحتقار عليها رغم ان الله أباح ذلك!
تستمر القصة أدناه
لذلك بعض النساء تحبس نفسها في سجن وتدفن نفسها بالحياة خوفاً من ذلك
لذلك هي قررت أن تكمل الطريق مع أيتامها....
الليل يعطف على أحد ويقسو على الأخر
آسر الذي وجد بيته مؤخراً ها هو يفترش الأرض واضعاً كلتا يديه خلف رأسه وينظر للسقف مبتسماً يفكر فيها
حتى أخذته الغفوة فنام
في صباح اليوم التالي كان من المفترض أن يتوجه لعمله لكن توجه للملا
... صباح الخير عمي
... بدهشه وابتسامه ياهلا بآسر صباح النور
اليوم من الصبح جايي
... إي والله ياعمي اني حيل مرتاح وهاي اول مرة أحس بروحي عايش
... ان شاء الله دوم مرتاح
... اني طلعت من بيت جدي استأجرت بيت وطلعت
وقررت أخطب واتزوج
.... ماشاء الله... عتبة الخير والبركة عليك ابني
اذا مرتاح لهذه الخطوة الله يهنيك بيها ويجعلها خير
دامك كعدت ببيت هاك هاي شوية حرمل وبخور بخر البيت بي
... هذا شلون استخدمه عمي مااعرف
... هذا تشعل نار وتنتظرها تخمد تصير جمر يعني وتخلي الحرمل والبخور عليه وتفره بالبيت تنطرد الطاقة السلبيه من البيت وانت تبخر تكدل بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الذي لايضر مع اسمه سم ولا داء
بسم الله اصبح وأمسي
الله تعالى يباركلك بالبيت
ابتسم.... شكراً عمي
اخذه وراح كانت الفرحة في ذلك اليوم ماتتعوض بكنوز الدنيا كلها وكأنه وولد لليوم
حتى في شغله كان يشتغل بحماس ملحوظ
الشعور بالشغف شيء عظيم
يجعل الأيام تبدو أكثر حماسية اكثر سعادة
تعيش كل يوم على أمل جميل وكأن هذا الأمل هو في نهاية الطريق ماعليك الا أن تسعى حتى تصل
مرّت الأيام كان آسر في كل يوم يخطط لبيت الأحلام
خلال هذه الفترة تزوج آنس وحلا
فرحة حلا كانت ماتتعوض فرحتها أن هي حتطلع من البيت الي عاشت بي أكثر من فرحتها بزواجها
عادةً البنت تحزن لأنها حتفارق أهلها وبيتهم الي عاشت طفولتها ومراهقتها فيه لكن ماحصل مع حلا العكس تماماً
آنس إستأجر بيت صغير وأثثه بأثاث بسيط وساعده آسر
آنس... إن شاءلله يوم زواجك وافرحلك وأوكفلك ياخويه
آسر... إن شاءلله يارب... وأنتي ولج حلا ديربالج على أخوية
حلا... شعندي غيره
الزواج عن حب تكون فرحته أكبر فرحة قد تمر على قلب الإنسان...
لذلك حلا وآنس كانو أسعد زوجين بالدنيا لما تزوجو ودخلو بيت أحلامهم
تستمر القصة أدناه
رغم أن البيت كان بسيط وأثاثه أبسط كانت غرفتها كغرفة أي عروس تتزوج جميلة لاينقصها شيء لكن بقية اثاث البيت كان بسيط شاشة تلفاز في الصالة وامام الشاشة الى جانب الجدار فراش بسيط في المطبخ كان طباخ صغير الى جانبه مغسلة للصحون ورف فوقه
وبراد للفواكه والخضار
كان البيت صغير جداً ليس أكثر من 100 متر او ربما أقل
لكن عند حلا كان واسع بسعة الساحات للخيول
وأثاثه جميل بجمال الدر
ورغم ان جدرانه لم تكن مزغرفة كانت مطلية بطلاء ابيض وعليه ألوان زاهية لكنها كانت في عين حلا وكأنها مرصعة بالذهب
شعور ان يكون لها مملكتها الخاصة بها وهي تتحكم فيه كالملكة قد رسم البسمة على وجهها وانعش قلبها
حلا لم يكن ينقصها اموال بقدر ماينقصها بيت فيه طمأنينة فيه حب فيه إحتواء فيه أم تستطيع أن تتكلم !
إن تجربتها هذه لربما تأخذها معها ولربما تتخلص منها
في يومها الأول بدأت تخطط كيف ستضيف لمساتها على مملكتها الصغيرة
ماذا ستشتري وتضعه في هذه الزاوية
وماذا ستعّد من غداء لليوم
ومتى ستنظف البيت
كيف سأجعل حياتي وكيف سأرتب نظام بيتي
كثير من الفتيات يحلمن بهذا اليوم تتزوج بمن تحب
وتعيش في بيت صغير دافىء تسوده المحبه وترفرف فيه أجنحة السعادة
كانت الأيام تسير بهدوء حتى خرجت صوت الهلال مجدداً من بيت الملا...
الف الف مبروووك بالرفاه والبنين إن شاءلله
ام جواهر... الله يبارك بيج حبيبتي يوم لبناتج إن شاءلله
... مبروك يمه ياقوت مبروك يمه ماس الله يسعدكم إن شاءلله
ياقوت... الله يسلمچ خالة
ماس... الله يبارك بيج خالة
جواهر... ياقوت ابتسمي شويه ترة الناس داتباوعلچ
كان قلب ياقوت منكسر لدرجة أن الدمعة تلمع بين عينيها
على عكس ماس لم تكن متأثرة للحد الذي يلفت الانتباه
للحد الذي يجعلها تبدو حزينة
كانت خطوبة حسم فيها الموافقة والمهر بين الرجال...
اليوم هو الجمعة من المفترض في أخر الليل أن تلتقي القلوب العاشقة عند الطريق والشباك
لكن كانت ليلة قاسية تمّر على ياقوت
كانت تبكي على سريرها في غرفتها
ماس... ياقوت كافي لاتبچين خلاص الزواج قسمة ونصيب واني وانتي نصيبنه مو ولد الذيب
ياقوت... أحبه اني مو بيدي
ماس... ولج مينطيج أبوچ أسمعي مني
بينه وبينهم ثارااااات قديمة، د،م
مستحيل ينطينه الهم خصوصا بعد ما آزر دخل السجن
تستمر القصة أدناه
ياقوت... بسببج كل الي صار بيه بسببج
ماس... وليش عيني بسببي
ياقوت... الف مرة كتلج ماس لاتتوعدين وياااااا
ماس لا تطلعين وياااااا
ماس على كد المخابرة والنظرة من بعيد لاتروحين زايد
هاي نتيجتها
امي جبرتنه على الزواج
ونخطبنه لولد عم ومانعرفهم بدال ماننخطب لإخوة على حب
ماس... واني شعليه بيج كتلها لاأمي تزوجج لاابن عمه لخطيبي شعليه اني
هي صارت متثق ببنيه بعد
ياقوت... ودرة الي رجعت لمدرستها
ماس... درة مشلوله
لو ماشللها جان هسه جهالها بطولها
ياقوت... انتي شنو من بشر... تحجين هيج على اختج
ولج حتى طول ما الناس كاعدين انتي وجهج يضحك ليكول نخطبتي لآزر مو لواحد مشايفته غير مره
ماس... شسوي يعني أبچي كدامهم وأفضح نفسي
ياقوت... لا داأشوفچ كدامهم قوية وهنا دموعچ مانشفت
وچ الولد بسببچ سلم نفسه للشرطة وهسه بالسجن
ماس... هو الي ورط روحه مو اني ورطته
ياقوت... بالله
منو گله لاتسافر وسلّم نفسك للشرطة وأني ابقى انتضرك
مو جان يريد يسافر وأنتي قنعتي يسلم نفسه للشرطة
ماس... راد ياخذني وينهزم أبوچ جان تسببتله فضيحه بسبب تهوره وبسبب طيشه
ياقوت... تهوره وطيشه لو تهورج وطيشج أنتي
هو شلون جان جرأ يقرر ينهزم وياج لو ماأنتي نطيتي مجال وطلعتي بنصاص الليالي
الولد حبچ
ورادج بس أنتي لا جذبتي عليه
ماس... بعصبيه.... كاااااافي
شسويله اني
جايه تلوميني شترديني اضيع نفسي ويا
هو ضيع روحة اني شمدريني هو بالمخدرات يشتغل
من عرفت بي يشتغل بالمخدرات خلللللص شلته من بالي بس سايسته حتى ماتصير فضايح ومشاكل
هو دمر روحه ترديني ادمر نفسي ويااااا
باعي الحب عندي لاشيء افتهمتي
هاي المشاعر
والرومانسيات والاشواق ماتعنيلي شي
احب ممكن لكن لما اجي للجد لااااااا راح اختار الي ارتاح ويا بالعيشة مو مخدرات يقتلني باجر عگبه وميدري بروحه
الحمدلله خلصنه اني وانتي منه ومن اخوه
ياقوت... اخوه شعليه؟
ماس... تلكي هم مثله بالمخدرات ومحد يعرف وهذا صار بالوجه
ياقوت... آسر مو مثله
ماس... لا مثله أساساً همّ كلهم ناس معدنهم وسخ شيجيبنه عليهم
ياقوت... بخيبه.... أساساً كلشي خسرت
ثقة امي بيه
ودراستي
وحبيبي
وهسة حتزوج واحد لا أعرفه ولايعرفني
ماس... بالعشرة تحبي ويحبچ... آسر هم كان في يوم من الأيام لاتعرفي ولايعرفچ
ياقوت... الله يعطيني گلبچ بس
تستمر القصة أدناه
باوعت ليفوك بإتجاه الباب ثم تنهدت بحسرة
اليوم يجي
ماس... قصدج اليوم الجمعة
ياقوت... مراح اطلعله وبعد مايشوفني لازم أدوس على گلبي
ماس... تتعودين شوية شوية تتعودين
ياقوت... وهو؟
ماس... ينسى... الشباب مو مثلنه بالحب
انتي مقتنعه بس انتي بحياته ويحبها هه
ياقوت... آسر حبه إلي صادق
ماس.... لو كان صادق كان خطبج بس كذاب وبياع كلام
ياقوت... لاتحجين عليه
اني وهو نحب بعضنه بس الضروف أقوى
ماس... ههههههه ماشي حبيبتي اني ماأتعب نفسي وياج بالكلام
خل أنام واخطط لحياتي الجديدة شراح اسوي وي الحب الجديد
حقاً أنا لاأفهم بعض القلوب كيف أنها تتكيف مع كل تتغير وكأنها شجرة تتكيف مع كل فصل من فصول السنة
هل كان حباً له ؟ أم كان حباً للمال؟
هل آزر الذي هو الآن يقبع في السجن ويتمعن بصورتها أملاً ان يخرج ويتزوجها ذات يوم يستحق هذا؟
هل يستحق من تاجر بالمخدرات؟
ثم أن اخوه العاشق الذي هو الآخر واقفٌ تحت النافذة متأملاً محبوبته أن تأتي فيكحل ناظريه برؤيتها
إنه عاشق بالفطرة السليمة لربما تأثر بالقصص الخيالية او الافلام الكلاسيكية التي كان تصور الحب بأقصى درجاته من الهيام
لقت تعبت عيناه وهي كل لحضة تنظر للنافذة متى تفتح ويراها
لكن مرت تلك الليلة من دون فتح النافذة كانت تقف خلفها تنظر من خلف الستارة المنسدلة على النافذة فتبكي
كانت تودعه بصمت قاتل
وتقتل ذلك الحب الذي كان يرفرف في يسار صدرها
حقاً إن الحياة قاسية وغدارة فكيف جرت الأمور بكل تلك الخطط حتى تؤدي بفراق حبيبين لاذنب لهما سوى أنهما عشقا بعضهما
تساؤلات كثيرة تولدت في رأسه
اين هي؟ لماذا لم تأتي اليوم؟
هل حدث لها مكروه
هل هي مريضة
هل احد عرف بأمرها
عاد بخطواته لبيته والتساؤلات كثيرة
بعد مرور أسبوع مرتين وقف عند الشباك ولم يراها
ذات يوم كان في محل الملا....
الملا... جيد انك سكنت ببيت لوحدك
آسر... أي... إن شاءلله ناوي اخطب ونرتبه للبيت على ذوقي وذوق مرتي
الملا... اي ببها الخير
آسر... اني أربد أكولك شي عمي
في هذه الاثناء إجه رجال أثنين للمحل وسرعان مامدو إيدهم يصافحون الملا
الي هو الثاني رحب بيهم بكل ود وتقدير
تستمر القصة أدناه
الرجل ١ .. كلت أقصد المحل وإن مالكيتك أجيكم للبيت
الملا... أنت تنورنه بكل وقت
الرجل ١ ... والله يا أبو جواهر إحنه البنات رايديهم بأقرب وقت مانريد نطول الخطوبة
الملا... يعني مال شكد
الرجل الثاني... بالزايد شهر، او شهر ونصف
الملا... أني لما نطيتكم بعد هاهيه البنات بناتكم وأنتم بكيفكم بس بطبعي ماأحب أنطي جلمه عن غيري
اشوف البنات نفسيتهم متهيأة لا
يعني انتم تدرون البنية تستحي وخاصة اذا جانت ماعدها عرفه بالولد زين
يعني الخطوبة ليش خلوها حتى ناس تعرف ناس زين
آسر... العفو عمي ولو اقاطع كلامكم بخير بس منو من المحروسات نخطبت
الملا.... ياقوت وماس عقبال زواجك وليدي
كان كالصاعقة على رأس آسر ماصدرت منه اي ردت فعل غير أن بقى فاتح عيونه بصدمة
الملا والرجلين واصلوا كلامهم من دون أن ينتبهوا ل آسر
أما آسر فطلع من المحل بخطوات متثاقلة من أثر الخيبة والصدمة
كانت طعنة باردة بالصدر كأنه الدنيا فجأة أصبحت ضباب والأصوات صارت مشتتة
الغصة في البلعوم لايكدر يصرخ ولايكدر يصمت
الصمت تفتت في داخله
وحلمه فجأة نكسر وانتهى
ذلك الحلم الي عاش سنين طويلة يحلم بي اليوم نهدم بكل برود امام عيونه
شعور الغيرة والخذلان بل الخذلان ننفسه
ليش
وشنو صار
الأفكار والتساؤولات في رأسه مثل جيش كبيييييير قد هجم هجمة واحده لايعرف أي فكرة يطرد وأي سؤال يجيب
رجعته للواقع سيارة في الشارع كادت ان تصدم فيه
اصوات السيارات ومنبهها رجعته للواقع أي انك أنتبه
فأدرك أنو هو بالشارع ويعبر من طرق مزدحمة
أكمل طريقة متضاهر بالقوة حتى وصل البيت
ماكان عنده أي ردة فعل غير أن رمى بنفسه على الفراش الي كان مفروش بالارض
كان الصمت كالسكين الذي يحز برگبته دون ان يذبحها هو فقط يخنقه
صدره بدأ يعلو ويخفت وكأنه حمى شديدة لازمته
الشيء الأكثر قسوة من الألم هو حاجتك للكلمات !
لربما هو حلم !
نعم حلم وربما سيصحو منه
لكن كان كل شيء حوله حقيقياً لاشيء خيال او حتى لايطابق الواقع حتى نقول حلم
بقي على هذا الحال مايقارب ال ٦ ساعات حتى أخذه نومٌ عميق
النوم إحتضنه في ذلك اليوم القاسي كأب حنون فتح معطفهُ ليحميه من بردٍ قارص ....
الأيام مازالت تتشبث بالجميع وكل واحد لايعرف ماذا سيحل به
تستمر القصة أدناه
أصبحت أيام ياقوت باهتة جداً لالون فيها ولاضحكة تفرح قلبها
العزلة رافقتها اصبحت كثيراً ما تنعزل في غرفتها
وأحياناً تجلس تحت شجرة التين
لربما تحدّثها أحياناً...
كنت في السابق أكعد تحت اوراقچ وأكلمچ عن حبيبي
وعن مدى حبي إله
وشكثر قلبي عشقه لهذا الانسان
آسر مو بس حبيبي آسر هو سعادة لروحي
وجوده حسسني بحياتي
خلاني أحب نفسي وأحب أهتم بشكلي ولبسي وعطري من دون ما يعلمني أو ينصحني
تعلمت شلون أعيش
وشلون اضحك
وشلون أحب الحياة
حبه إلي كان أجمل شي صار بحياتي
توقفت لدقائق ونزلت دموعها وتكلمت بغصه...
أني ماأعرف هسه هو عرف بخطوبتي أو لا
ياترى شنو راح يگول لو سمع أني نخطبت
راح يلومني لو راح يعذرني لأن هو ماتقدم لخطبتي
راح يحس بنفس الشعور الي اني دا أحسه
أني أحس وجع بقلبي وجع لدرجة مو كادره أتحمله
وروحي محرومه من فرحه وحتى لو كان يومي جميل بس مايكمل لان قلبي موجوع وروحي تريده
رفعت راسها للسماء وتكلمت... يارب... اني حبيته
والنصيب ماحكم
أني مو إله ولاهو إلي
ساعدنه ننسى بعضنا
أنساه وهو هم ينساني
يارب ما أريد اتزوج وبقلبي واحد ثاني
وأكون في أرضك خائنه
يارب ساعدني
وعوضه يارب هو هم ماله ذنب
وصارت تبچي
كانت شجرة التين مثل الأم الروحيه بالبيت
فهي شاهدة على كل ماصار خلال السنوات الماضية مع كل افراد العائلة
الغريب ان الجميع يهرب تحت ضل اوراقها
اما أن يكلمها
او يستريح من زحمة الحياة
عادت بيها الذكرياات الى حيث جدها شعبان تحديداً وجودهم بالحديقة والكل مجتمع كانو في ذلك اليوم يرتبون الحديقه
الحاج شعبان ماكان فقط جد كان الأب الي يغمر الكل بحبه وحنانه
ضحكته كانت تزرع الامل والسعادة في عيونهم
كان يحرث الارض وينثرون البذور الخاصة بالخضار
جواهر... جدووو ازرعها بذرايه.... بذرايه؟
الحاج شعبان... هههههه هاي شلچ بيها جوهره على هذا كلامچ شهر نبقه نزرع
جواهر... لعد شلون
الحاج شعبان... نثري للبذور
زمرد... جدو كللها لجواهر تنطيني هم انثر بذور
الحاج شعبان... بويه جوهره نطيها لخيتج
كانو ماس وياقوت صغار ويلعبون بالطين
بسعاد... ولكم كافي تلعبون بالطين
شوفو شسوو بنفسهم
هسه تتمرضون
الحاج شعبان.... منين جبتيها هاي مال يتمرضون النوب
اشو ولدي جانو صغار ليل نهار باب المحل خابطين التراب مسوي طين ويلعبون
جان رجلج الخلفه واخوته العمال ويبنون بيوت بالطين ويلعبون وهاي سويتهم زلم واحدهم باب المستشفى ماواصلها
بسعاد.... عمي هالوكت يختلف عن وكتكم
الحاج شعبان... لا وكتكم ولا وكتنه السماء نفس السماء والارض نفس الارض بس كولي احنه تفكيرنه تغير بنيتي
كانت إيده المرتجفه تمسك بالمحفارة بقوة وتحرث بالارض
اثناء ماكان ينثر البذور على الأرض وكأنه كان ينثر كلامه وحكمه وحصدنا منها الذكريات والتعّلم
صحيح جدي شعبان ماكان رجل متعلم بالشهادات ماكانت عنده شهادة ولاداخل المدرسة أساساً
إيده مالمست الطباشير
ولا مسكت القلم وخطت على دفتر
لكن كان متعلم من تجارب الحياة
جرت نفس بحسرة وتكلمت
اااااااااه ياجدو. شكد مشتاقتلك
إن الإنسان عند الحزن أشبه بطفل ضائع وسط مدينة غريبة، لذلك روحه تشعر بالأمان مع انيسها مع من يحتضنها.
في الليل عبد المجيب
اليوم اجوي ابو مازن وأبو مجتبى وتكلمو بخصوص العرس يردو بأقرب وقت وأني بصراحه كتلهم البنات بناتكم صارو بس هم ماحبيت انطيهم كلمة واخليكم بالأمر الواقع
أنتو يابنات منا لشهر جهزو نفسكم الولد رايديكم
ياقوت بفزة... لا بابا
اني مااكدر هسة مستحيل
عبد المجيب... ليش بنتي
ياقوت... بابا ماأكدر الله يخليك
عبد المجيب... غير أفهم
ياقوت... اني مو جاهزة
يعني الولد ماأعرفه زين ماأكدر ارتبط بي
عبد المجيب... بالعشرة بنتي مو مشكلة
ياقوت... الله يخليك بابا
ابوس إيدك مااࢪيد
بسعاد... كانت تنظرلها بتنكر... وليش ماتردين تتزوجين هسة
ياقوت... باوعتلها وسكتت كان الكلام يتفجر من داخلها لكنها إلتزمت الصمت
عبد المجيب... خليها براحتها
هاهيه بنتي مثل ماتردين
ياقوت... بفرحه.... الله يخليك بابا
عبد المجيب... أشوف ماس ساكته
ماس... ها بابا
بكيفكم انتو
عبد المجيب... شوكت أكللهم يابنتي عيب من الناس
أكللهم بنتي تريد تتعرف عليه زين ماترهم فشلة
يعني مايگلك بناته مامحترمات ابوهم
الناس يابنتي ماتنظر للأمور مثل ما تنظريلها أنتي
ياقوت.... كللهم شهرين تلاثه بس مو شهر بابا والله نفسيتي مو جاهزة للعرس هالفترة
عبد المجيب... حنطيهم مدة شهرين
ياقوت... اشكرك بابا
تركتهم ودخلت للغرفة
كان الكلام حول الخطوبة أو تحديد موعد زواج أشبه بالكابوس الي يخنك انفاسها
كالعادة ياقوت أختلت بدموعها.....
إن الحب يذيب القلوب، وألمه يذيب الروح ويهزل الجسد ويطفىء العينين، أيها الحب المقدس لاتؤلم تلك الروح !
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم