رواية للهوى رأي اخر الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سارة حسن


 رواية للهوى رأي اخر الفصل الرابع والثلاثون 

موسي رشيد!! هنا؟

توقفت يدها المتدلية منها مفاتيحها عند الباب، ورأت ذلك الظل له.
جالسًا على الدرج في انتظارها، ينظر لها بتفحص، ويبدو أنه هنا منذ وقت. لم تخرج من صدمتها بعد، حتى استقام ووقف أمامها بطوله الفاره، وعيناه تدوران في أنحاء وجهها، كأنها غائبة منذ سنوات.

تشعر أنه استحوذ على الأكسجين من حولها، وحاصرها مرة أخرى بحضوره الطاغي، رغم أنها لأول مرة ترى لحيته التي استطالت، لكنها جذابة.

خرج صوته الخافت وهو يتأملها:
_أخذتي من اسمك صفاته، بتلمعي وتجذبي الأنظار ببهاءك، ورغم ملمسك الناعم، لكنك قاسية.

مالت ثغرها بابتسامة صغيرة باهتة:
_فاقد الشيء لا يعطيه، ما جربتش الحنان علشان أعرف أقدمه.

ثم نظرت حولها وقالت:
_إيه جابك يا موسي؟ هو لسه في بينا كلام؟

أخذ نفسًا وقال:
_وهو في كلام بينا أصلاً يا دهب!

ارتفع أحد حاجبيها قائلًة بسخرية لاذعة:
_على رأيك ده أنا عرفت إنك متجوز غيري صدفة؟

ضم شفتيه وبغيظ هتف:
_افتحي الباب، أكيد مش هانفضل واقفين كده!

التفتت واضعة المفتاح في الباب، ممتنعة:
_مضطرة أدخلك بس علشان الكلام اللي هايتقال، مع إنه مالوش لزوم فرهدة على الفاضي.

نظر لها بغيظ شديد من برودها وسخريتها المستفزة...
دخل من خلفها وأغلق الباب، وقف بجسده الضخم في منتصف الصالة الصغيرة، حتى شعرت أنها امتلأت به. ألقت بحقيبتها جانبًا وجلست بعد أن خلعت حذائها ذو الكعب العالي، والذي لا تتخلى عنه أبدًا.

رفعت عينيها إليه، ونظرة عينيها رغم برودتها كانت باهتة!

بادرت هي بسؤالها بسخرية قاسية:
_يا ترى مراتك عارفة انت فين؟

جلس أمامها بارتياح قائلاً:
_مراتي قدامي اهي.

اعتدلت بجزئها العلوي للامام فجأة وقالت من بين أسنانها:
_أقولي صحيح، أنا رقم كام، يعني الزوجة الأولى ولا الثانية؟

_هايفرق معاكي؟

قست عينيها قائلة بخيبة:
_على الأقل ما أحسش إني الدخيلة عليكم.

ثم أكملت:
_مش حابة أكرر دور كامليا تاني في حياتكم.

خرج صوته نافيًا بغضب:
_أوعي تقارني نفسك بيها!

اهتزت حدقتاها لبره، وقد أثار نفيه في نفسها شيئًا.
ثم بثبات قالت:
_ليه عملت كده؟ ليه اتجوزتني؟ ليه تخليني صورة حية قدام والدتك لماضي دخل حياتها وسعى إنه يخربها؟
كلام والدتك اللي كل كلمة فيه مسّت قلبي... ازاي والدتك اتقبلت وجودي؟
ازاي انت قدرت تحطني قدام عينيها بس علشان خاطر صحبك؟
ليه تألمها بالطريقة دي؟ انت أناني يا موسى، علشان غرض معين تجاهلت حقيقة مهمة جدًا، إني بنت كامليا الست اللي غوت أبوك!

وقالت آخر كلماتها بصوت أقرب للصراخ ووجه منفعل.

تأملها لفترة صامتًا، وكانت تنتظر إجابته على أحر من الجمر، ثم قال موسى:
_لأنك مش كامليا علشان أحاسبك، انتي دهب، وأكبر دليل رفضك للي والدتك عملته. لأني راجل سوق، عدّى عليا مدعي الفضيلة وهو ##، وأعرف معدن اللي قدامي. أنا مش أناني وعمري ما سببت أذى لأمي...

ثم صمت لبرهة، وقال بهدوء أقرب للاستسلام:
_لكنّي مش شايف غيرك.

في وقت ما وموقف آخر، كانت ابتسمت وتدللت عليه، كانت ستلمع عينيها كالألعاب النارية، لكنها صامتة، وكل ما تنظر إليه أكثر يزداد ألم قلبها أكثر...

ثم قال فجأة، وهو يشير لها معلقًا باستفزاز:
_سبحان الله، زي ما توقعت بالضبط.

تساءلت ببرود قائلة:
_توقعت إيه؟

أجابها وهو يبتسم:
_إني ألقاكي هادية، ثابتة، لابسة وش السخرية اللي على طول على وشك.

ارتفع أحد حاجبيها وقالت:
_والمفروض أكون عاملة إزاي؟

_زعلانة، بتبكي، منهارة، أي مشاعر من بتاعت الستات دي.

ارتفع حاجبيها أكثر مع اتساع طفيف بعينيها وقالت:
_وانت عايز تشوفني كده؟

ثم رسمت ابتسامة متصنعة على وجهها وبأسف مصطنع:
_للأسف جيت عنوان غلط.

مال للأمام قليلاً وقال وهو يتأملها ببطء وعينين شغوفتين:
_يمكن نفسي أشوفك مرة بتبكي في حضني، تحكيلي موقف مأثر فيكي وأسمعك وأنا بمسح دموعك، تنهاري فجأة مستسلمة بس وإنتي بين إيديا.

اضطربت قليلاً ولاحظ ذلك، لا يعلم ماذا دهاه ليقول ذلك، لكنه بالفعل شعور ملح عليه، يعجبه قوتها وكبرياؤها، لكنه أيضًا يريد استسلامها، يريد أن تهدأ وتطمئن كأنثى بين ذراعيه، تتخلى عن شراستها قليلًا قبل أن تبدأ في الظهور، ويقف قبالتها مستمتعًا ككل مرة.

خفق قلبها بدقة، تشبيه قوي، وأثر بها، ومن قال إنها لا تريد؟ تريد أن تتخلى عن كل ذلك الثبات وكل تلك التعقيدات وتلقي بنفسها بين يديه، مستسلمة بدفئه، يأخذ كل ما يغدقها به بشراهة، تعبر له عن حب لم تعترف به بعد.

...

تململت فيروز ورفعت يديها لأعلى بكسل، شعثت شعرها وخلاصتها أكثر، وفتحت عينيها ولحظات قليلة كانت تستعيد تركيزها، فالتفتت برأسها بسرعة لجهته، لكنه فارغ، ولم يكن له أثر في الغرفة.

أزاحت الغطاء عنها وسارت حافية القدمين، مشطت شعرها بيدها محاولة هندامه، ثم نفخت واستدارت متجهة لغرفتها، رأت باب المرحاض يفتح ورأس قاسم والمنشفة حول رقبته، فصرخت واستدارت عنه، واضعة يديها على عينيها، هاتفه بغضب:
_إيه ده؟ عيب كده، ما يصحش!

قضب جبينه وتسائل من خلفها بعدم فهم:
_هو إيه اللي عيب وما يصحش؟

أجابته من بين أسنانها:
_انت عارف إني هنا، يبقى تحترم ده وتستر نفسك قبل ما تخرج.

_أستر نفسي!
قالها قاسم لنفسه متعجبًا، ينظر لنفسه بحيرة:
_يعني أعمل إيه أنا؟ أنا مستور أهو.

ثم اقترب منها حتى لاصق ظهرها بصدره، فأنتفضت مبتعدة هاتفه به:
_البس حاجة الأول!

ضحك بخفوت وقال قاسم:
_لابس والله.

فتحت إصابعيها أمام عينيها، وما إن تأكدت، تنهدت مرتاحة قائلة:
_معلش، افتكرتك مش لابس حاجة.

بابتسامة مريبة ونظرات غير بريئة تحرك نحوها قاسم، فأشعرت بخطر وكادت أن تركض للباب، لكنه لاحقها بيده السليمة وحاصرها هامسًا بأذنها:
_إيه كل اللي عملتيه ده؟ طب إيه رأيك إنك أنتي اللي تساعديني ألبس النهارده؟

نفت برأسها دون القدرة على التفوه بالرفض، فمسح وجهه بشعرها من الخلف وأنفاسه تضرب رقبتها وهمس:
_الممرض اتأخر، مين يساعدني أغير هدومي؟ دي أنا لابسها من امبارح وحقيقي محتاج أغير، يرضيك أنادي حد من الخدم؟

حركت رأسها بالنفي مرة أخرى، فابتسم بانتصار وقال:
_يعني هاتساعديني؟

مرة أخرى نفت برأسها، فاقضب جبينها، وبهدوء استدار إليها، فأبتسم بحنو، واهاله وجنتيها بحمرتهما، وعينيها المغلقة، شاعرًا بتأثيره عليها وجهلها بعبث المحبين، همس باسمها، واستجابت وفتحت عينيها، مسح على وجنتها بيده، واقترب مقبلًا وجنتها برقة، كادت تبتعد خطوة لكنه منعها، وقال بخفوت:
_عايز أشكرك على فكرة.

_تشكرني؟! على إيه؟

_النهارده نمت، من سنين ما نمتش الساعات الطويلة دي من غير كوابيس.

رقت عينيها إليه، ثم قال مرة أخرى:
_انتي عارفة إني بحبك.

رمشت بعينها مرتين، لا تدري صيغة جملته، هل هي سؤال أم تأكيد؟ فأكمل قاسم:
_مش هافرِض عليكي حاجة عمري.

ببطء ابتسمت، ولمعت عينيها إليه، بتلك النظرة التي تمناها يومًا، وكان يرجو أن تفعل، فتساءلت فيروز:
_طب مين هيساعدك؟

_مش مهم، أنا هاتصرف.

_أيوه، إزاي؟ وإيدك دي؟

رأته يفتح خزانته ويخرج تيشيرت آخر وبنطال، مجيبًا عليها ببساطة:
_هالبس على مهلي يا فيروز، ماتشغليش بالك.

_طب أنا ممكن أساعدك لكن في التيشيرت بس.
قالتها فيروز بسرعة وكأنها خشيت أن تتراجع، ولم تر ابتسامته من خلف ظهره المولى إليها، قائلاً دون تردد:
_موافق.

.............

عادت دهب بظهرها للخلف بارتياح متسائلة:
_وده مالاقيتوش في مراتك؟ صحيح ما قولتليش أنا الأولى ولا الثانية؟

صمت موسى للحظة، ثم قال:
_الموضوع مش زي ما انتي فاهمة.
الورقة اللي لاقيتيها حقيقية فعلاً، أنا راجل عندي 37 سنة، تفتكري بما أني أقدر أتجوز صحيًا وماديًا هاعيش راهب؟ أنا ما عملتش حاجة حرام، كان من حقك تعرفي لكن انتي عارفة احنا اتجوزنا في ظروف شكلها إزاي، و يادوب لسه بنحاول نتأقلم. كنت لسه بحاول اعرفك كل حاجة لكنك سبقتيني.
أنا مش راجل بتاع حريم وسمعتي تشهد لي، يمكن الغلط انك ما عرفتيش.

تقبلت كلماته بمرارة، وأمر مسلم به، تبا لقلبها يتألم وهو يسرد زواجه بهذه السهولة.

_ونسيت تقولي برضه إنها لسه على ذمتك؟

نفى مسرعًا وقال بقوة:
_لا، مش على ذمتي، ما فيش ست على ذمتي غيرك يا دهب. جوازي منها كان من سنين، وللفترة ما كملتش السنة وكل واحد راح لحاله.

تساءلت بألم:
_ليه سبتها؟

أجابها باستفاضة لعله يريحها:
_ماكنتش مصرية، ما ارتحناش واختلفنا، فاتطلقنا.

كانت ابتسامتها ساخرة:
_وعملتها كام مرة؟

هتف بقوة:
_هي مرة واحدة، لحد ما شوفتك واتجوزتك.

انحنت برأسها لأسفل، مستندة على فخذيها، أحاط شعرها وجهها كالستار عن عينيه حابّة رؤيتها، لم ترتح، وعقلها لا يريحها أبدًا.
تجنّ، تكاد تجن من تلك الأفكار والخيالات التي تحاصرها يوميًا دون أن تعتقها لتغفل بهدوء، حتى بعد حديثه لا ينفك عقلها اللعين أن يؤرقها، وقلبها ينازع بألم بداخلها.

شعرت بمن يحاوط يديها وينزعها ببطء عن رأسها حتى تتبين ملامحها، مسك عينيها بعينيه ورأى ذلك الصراع بداخلها، فقط لو تتكلم وتقول بما يدور بداخلها، ربما خفف عنها أو وضح لها شيئًا ما.

مسح على جانب وجهها وقال بخفوت:
_لو كنت أعرف إني هاقابلك ما كنتش عملتها، صدقيني أنا ما بحسبهاش أصلاً.

_مش قادرة أقبل، قربت منها ولمستها أكيد، نمت على صدرك اللي لسه جربتوش.

تأوه موسى بخفوت، جاذبًا رأسها لصدره محكمًا عليها، لا تنفك دهب أن تدهشه، لو تعلم أنه لم يريد امرأة في العالم سوىها، لم يتمنى امرأة واشتهاها مثلها، رغم سنوات عمره، إلا أنها فعلت به ما لم تستطع امرأة أن تفعله...

خرج صوته همسًا بجانب أذنها:
_ما فيش ست قدرت تشقلب كياني وتتعبني زيك، ما فيش ست اتمنيتها قدك، قدر... قدر وجالي لحد عندي في مكتبي يوم، لاقيت نفسي عايز أخزق عينين أي راجل يبصلك.

ثم تنهد هامسًا بصدق أصابها في قلبها:
_أنا بحبك يا دهب.

تصلبت بين يديه، إلا من صوت تنفسها الساخن في تجويف عنقه، شعر باضطراب صدرها، منافسًا صدره بضرباته القوية أثر قربها الشديد إليه.

أدار وجهها إليه دون أن يخرجها من ذراعيه، واهاله التماع عينيها، فاتّبعت عيناه سقوط دمعة بجانب إحدى عينيها، ولأول مرة يرى ذلك المشهد، ولأول مرة تستسلم دهب لإظهار مشاعرها أمام أي شخص، لكنه موسى، صاحب القلب ودقاته، يعترف بحبه لها، في أجمل أحلامها لم تكن لتتخيل أن الكلمة من بين شفتيه لها ستكون لذلك التأثير عليها.

أزاح دمعتها بأبهامه بلطف، وعلى عكس توقعه، لم يشعر بالاستمتاع.

ولم تعد دهب قادرة على الحديث، ولم يعد هناك ما يقيل بعد اعترافه الصريح، استمر في تحريك إبهاميه على وجنتيها شارداً بها وعينيها، وهي ساكنة بغرابة عليه، ومن الواضح أنه لا رغبة له في تركها بعد الآن.

جذبها لصدره مرة أخرى، وكانت مستسلمة لذلك الدفء، لا رغبة لها في إفساد تلك اللحظات الثمينة بقربه.

مر وقت ودون أن تشعر، ثقل رأسها، وأغمضت عينيها مستسلمة لسلطان النوم على صدره.
شعر بثقل رأسها وانتظام أنفاسها، ارتسمت ابتسامة دافئة على شفتيه، ثم بهدوء وضع ذراعه أسفل ركبتها والأخرى أسفل ظهرها ووقف بها، دارت عيناه على مكان غرفتها، تحرك بها وهو يجذبها لصدره أكثر، دخل الغرفة وبروية وضعها على الفراش، أزاح خصلة ناعمة حجبت عنه رؤيتها، فظهر وجهها النائم ويدها متشبثة بكمه دون وعي منها، مال عليها مقبلًا جانب ثغرها المُسكر، ثم وجنتها، متلمسًا شعرها متغلغلاً بين أصابعه فينساب من بين يديه بنعومة...

خرجت أنفاسه ملتهبة، ثم بصعوبة أشاح وجهه عنها للحظات، بعدها تمدد بجانبها، جاذبًا إياها على صدره، وتململت دهب بارتياح، كأنه مكانها منذ أن خُلقت، قبل موسى، مقدمة رأسها وارتاحت عليه حتى استسلم هو الآخر لسلطان النوم وهي بين ذراعيه.

...............
بتركيز كانت أسيل تدقق بمجموعة أوراق في غرفة الاجتماعات بشركة والدها، مال عدي إليها متسائلًا عن شيء، فأكعادته ألقى بدعابة بغير وقتها، فنظرت إليه محذرة رغم ابتسامتها، فكان وضعهم أشبه بالحبيبين في بداية العلاقة، التي تبدأ بالمناوشات واللفتات الظريفة. رفعت عينيها للباب ثم أخفضتهما وبسرعة عادت بأنظارها للباب مرة أخرى، رأته يدخل متهجم الوجه، ينظر إليها قاضبًا جبينه، ولعدي بعداوة لم يلاحظها الأول.

تململت أسيل وقد بدأت باستيعاب وجوده المفاجئ، وأنه البديل لوالده، والتي ظنت أنه سيكون شريكهم الآخر أو يكون حتى المحامي. جلس كمال في المقدمة، بينما أسيل بجانبه وعدي، والناحية الأخرى كان ياسين، جالسًا بأريحية فاردًا ذراعه على المكتب، يطرق بأصابعه ببرود. كانت حرب النظرات بينهما لم يُخفِها ياسين، ولكن تعاملت معها أسيل بلا مبالاة.

فتح كمال الملف وقال بهدوئه:
_أسيل وريني شغلك على الورق وصلتي به لفين.

وضعت الملف الذي اشتغلت عليه لعدة أيام أمام والدها، بينما تطوع عدي قائلًا بحماس:
_أنا وأسيل اشتغلنا عليه امبارح لحد ما انتهت ساعات العمل، وكملناه بدقة شديدة علشان يكون خالي من أي أخطاء.

_أسيل!
تمتم بها ياسين بخفوت، لقد قال اسمها مجردًا من أي ألقاب، فالتقطت أسيل نظرته المستنكرة وأدعت عدم الفهم، لكنه لم يصمت كثيرًا، فتساءل موجهًا حديثه لعدي:
_إنت مين؟

نظر له عدي لبرهة، غير متفهمًا نظرته العدائية:
_أنا عدي الموظف الجديد.

_من إمتى؟

تدخلت أسيل هذه المرة قائلة:
_وده هيفرق معاك في إيه؟ أعتقد ده مش من بنود العقد المهمة علشان تكون على علم بيها.

ارتفع حاجباه وقضم شفتيه من الداخل، فتحدث كمال:
_عدي شاب كفء بيحاول يثبت نفسه، أنا متابعك يا عدي وشايف بتشتغل على نفسك إزاي.

ابتسم له عدي بتقدير، وشعر بالحماس أكثر، بينما ازداد اشتعال ياسين، فاعتدل بجلسته، وأولاهم جسده وكامل تركيزه، وشبك يديه ببعضهما متربصًا بنظراته إليهم.

تعليقات