رواية حارة العاشقين الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نهله زغلول טּ


رواية حارة العاشقين الفصل الخامس والثلاثون  بقلم نهله زغلول  


في "السيارة الأجرة"

ما أن جلست 'مياسين' في المقعد الخلفي للسيارة الأجرة التي تقودهم إلي الفندق استندت برأسها إلي النافذة شردت في آخر لقاء بينها و بين هذا الوسيم قائلاً :
-انا بعت العيادة لأن راجع مصر 

أرتجف جسدها خوفاً من القادم على رأسها بدونه قائلة :
-و أنا هعمل إيه من غيرك

جلس على الكرسي المقابل لها واضعاً سيجارته تتوسط شفتيه قائلاً :
-تقدري تشوفي أي دكتور غيري

اقتربت منه واضعة أناملها حول وجه قائلة :
-أنا مقدرش اعيش من غيرك

لف 'عز الدين' وجه بعيداً عنها محاولا التماسك حتي لا يفضح أمره اعترافه بعشقه لهذه المرأة قائلاً :
-اكيد الدكتور هيساعدك تبقي أفضل

دمعت عيونه قائلاً :
-مع السلامة يا مدام مياسين

نهضت 'مياسين' من مكانها مستندة بكف يدها اليسرى علي سطح المكتب الخشبي قائلة :
-خلاص كده

أومأ 'عز الدين' برأسه قائلاً :
-خلاص كده

-لكن أنا مش عارفة هعمل إيه من غيرك
قالتها 'مياسين' واضعة أناملها حول عنقها

-كان هيجي يوم تكملي فيه من غيري 
قالها 'عز الدين' ناهضا من مكانه

مد يده إليها قائلاً :
-مع السلامة يا مدام مياسين

لفت يديها حول خصره تحتضنه قائلة :
-هتبعد عني ليه

تنهد بضيق واضع أنامله علي ظهرها قائلاً :
-لازم أبعد عنك علشان تبقي أفضل 

-لكن أنت بتحبني
قالتها 'مياسين' رافعة رأسها تنظر إلى ملامح وجه

زفر لاعنا تلك الحالة قائلاً :
-افهمي أبقي أنا مش بحبك أنت مجرد حالة استفزتني مش أكثر و مينفعش يكون في علاقة بين الدكتور النفسي و المريضة اللي بيعالجها

أبتعدت عنه خافضة رأسها خجلاً قائلة :
-مريضة و الدكتور النفسي 
شكرا يا دكتور عز الدين علي كل حاجة و آسفة لو كنت ازعجتك

ما أن توجهت إلى الخارج أقفلت الباب خلفها ..
دمعت عيونه قائلاً :
-مياسين 
-
"شقة باشا"

استند 'باشا' بكف يده على طاولة الطعام مستمعا إليه قائلاً :
-أنت بتقول إيه

توقف 'زيدان' بالسيارة منتظراً فتح أشارة المرور قائلاً :
-أنت عرفت أن مياسين رجعت من إنجلترا هي و ولادها 

زفر 'باشا' لاعنا تحت أنفاسه قائلاً :
-رجعت ليه 

ما أن فتحت إشارة المرور تحرك بالسيارة قائلاً :
-اعتقد أنها جاية تاخد ورثها من عيلة الجبالي أنت ناسي أنك كنت شاهد علي جوازها من كريم الجبالي

قلب 'باشا' عينيه قائلاً :
-كانت اكبر غلطة عملتها مكنتش أعرف أنه عايز ياخد منها الشركة 

-ياريت تقفل علي موضوع كريم و مصطفي لأن هيتفتح موضوع مياسين و العلاقة اللي كانت بينكم و أنكم كنتم السبب في موت كريم الجبالي 
قالها 'زيدان' بعد أن فتح باب السيارة ينزل منها

أومأ 'باشا' برأسه موافقة قائلاً :
-أهم حاجة قولي هتعمل أيه مع صدف و سمرة

أستمع إلي صوت رنين جرس الباب تحرك بجسده يفتحه ..

ما أن رأي 'صدف' واقفة أمامه قائلة :
-وحشتني أوي

انهي اتصاله الهاتفي بمحامي العائلة 'زيدان' 
يشير لها بالدخول يقفل باب الشقة قائلاً :
-صدف عايز أقول لك حاجة

أبتسمت 'صدف' واضعة أناملها فوق شفتيه قائلة :
-عارفة هتقول أيه

أزدرد 'باشا' ريقه خوفاً من ردة فعلها قائلاً :
-عارفة أيه

احتضنته 'صدف' قائلة :
-هتقول أن عيلة صغيرة لكن أنا بحبك و محتاجة لك

أبتعد 'باشا' عنها بجسده قائلاً :
-صدف عايز أقول لك حاجة 

أومأت 'صدف' برأسها موافقة قائلة :
-عايز تقول أيه
-
ما أن لف 'عمر' مسار 
طريقه ارتجف جسد 'نور' خوفاً قائلة :
-عمر إحنا رايح فين 

-نور أنت مراتي خايفة من أيه
قالها 'عمر' بعد أن أقفل نافذة السيارة

-عمر أنت غيرت الطريق ليه أنت رايح فين
قالتها 'نور' تطلب منه التوقف بالسيارة للمرة الثانية 

-بقول لك أنت مراتي يعني من حقي اخدك معايا في أي مكان
قالها 'عمر' زافرا فقد نفذ صبره من حماقات والدها

-باشا مش هيسكت أنا خايفة منه
قالتها 'نور' واضعة أناملها علي زر فتح باب السيارة 
-
"شقة باشا"

ارتسمت الصدمة علي ملامح وجهها قائلة :
-أنا مش فاهمة حاجة أنت هتبعد عني يعني 

جثي 'باشا' علي ركبتيه رافعاً أنامل يديه حول وجهها قائلاً :
-مقدرش أبعد عنك أنا هرجع لك ورثك أنت و أختك و بعدها تبقي تقرري

-أنا مش عايزة حاجة غيرك يا باشا
قالتها 'صدف' بعد أن جلست على الأرض بجواره 

-ده ورثك و لازم تاخدي لازم تبقي قوية مينفعش تبقي صدف البنت الصغيرة الضعيفة
قالها 'باشا' ناهض من مكانه يمد يده إليها 

-يعني هتفضل معايا
قالتها 'صدف' واضعة يدها بداخل كف يده

ما أن نهضت من مكانها

أستمع إلي رنين هاتفه المحمول أخرجه من جيب بنطاله نظر إلي إسم المتصل به ..
ما أن رأي أنها أبنته 'نور' ضغط على زر الرد قائلاً :
-أنت فين يا نور

-أنا عمر يا باشا
نور مراتي معايا و مش هنرجع
قالها 'عمر' منتظراً إجابته

ضرب 'باشا' رأسه بالحائط قائلاً :
-و حياة أمك لو ما رجعتها لخليك تبوس أيدي علشان أرحم عيلتك كلها

صمت 'عمر' للحظات يفكر بالأمر قائلاً :
-و لو رجعتها 

حك 'باشا' مقدمة رأسه بأنامل يديه قائلاً :
-أنت هتختار يا أهلك يا نور
أومأ 'عمر' برأسه موافقة قائلاً :
-هطلقها 

دمعت عيني 'نور' قائلة :
-ليه

-ده الحل الوحيد علشان يبعد عن أهلي 
قالها 'عمر' واضعاً يديه حول مقود السيارة 
-
"المشفي"

ما أن أستمع 'صخر' إلي رنين هاتفه المحمول أخرجه من جيب سترته ..
ما أن رأي أنه 'باشا' زفر لاعنا تحت أنفاسه ضاغطا علي زر الرد وضعه على أذنه قائلاً :
-خير يا باشا

-أنا اتفقت مع عمر علي الطلاق
قالها 'باشا' يحاول أن يفهم ما سر تلك النظرات من هذه الصغيرة 

-لما تطلق بنتك هتبقي مرتاح يا باشا 
قالها 'صخر' بعد أن رأي أبنه 'عمر' و زوجته 'نور' واقفين أمامه

-مين قالك أن ده السبب أنت عارف أن أخوك كريم هو السبب في موت أبن عمي مصطفي المصري و أن بناته يبقوا في الشارع 
قالها 'باشا' متوجه إلى داخل غرفة المكتب 

تبعته 'صدف' واقفة أمامه

-أنت بتقول إيه
قالها 'صخر' خوفا من القادم على رؤوسهم 

أقفل 'باشا' الهاتف المحمول جالساً على الكرسي المقابل لمكتبه الخشبي
-
مساء شقة 'عائلة الجبالي'

أجتمعوا عائلتي
'الجبالي' و 'المصري' ..
بعد أن أتفقان 'صخر' و 'باشا' 
على إنهاء ذلك الثأر بإنهاء الرباط المقدس بين كل زوجين 
بحضور 'الشيخ عبد الرحمن' قائلاً :
.."إن أبغض الحلال عند الله الطلاق"..

_و الله أنا مأذون بقالي فوق الثلاثين سنة عمري ما شفت حالات الطلاق بين عائلتين في يوم واحد بالشكل ده طيب ما تخليكم جيران في عمارة واحدة و بيت واحد محدش ليه دعوة بالثاني أنا عارف يا باشا أن موت أبن عمك أتسببت فيه عائلة الجبالي لكن كريم و مصطفي توفاهم الله 
هتف بها 'الشيخ عبد الرحمن' 
يطلب منهم إعادة النظر في فكرة إنهاء الرباط المقدس بين الزوجين
-
غير معرف
غير معرف
تعليقات