رواية بنات الملا الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم رغد الموالي

 

 

رواية بنات الملا الفصل السادس والثلاثون بقلم رغد الموالي


 اعزائي لذلك اعتذر عن التأخير.. 
قست الأيام هواي على آسر لدرجة صار أشبه بالمجنون في الضاهر
كان مستلقي على فراشه كالعادة 
وكانت هي تقف عند باب الغرفة
آسر... تعالي ياقوت.... تعالي
ماكانت ترد كانت فقط تبتسم 
نهض من فراشه وأتجه نحوها وفي كل مرة كان يقترب كانت هي تبتعد
رجله ماكانت تساعده ان يمشي بقوة سوء التغذية خلته يكون ضعيف القوة
واصل بتتبعها حتى وصلت للباب الخارجي وفتحته وطلعت وهو تبعها وصار يمشي وراها كانت تركض وهو يمشي لكن من دون ركض
الجيران كانو مستغربين لحاله نظرات استغراب وتساؤلات كثيرة تولدت لكن هو ماكان شايف إلا خيالها
تبعها حتى وصلت للبيتهم ودخلت كان وقت العصر والناس بالدرابين أبداً مو وكت لقائهم المعتاد
توقف لما دخلت واغلقت الباب وكعد على مكانه المعتاد وصار ينظر للشباك مرة ومرة للباب
مرت تقريبا ساعة وإجه رجل عجوز ماتعرف عليه
العجوز... انت شداتسوي هنا ومنين انت
آسر... ماجاوبه كان ينظرله وعيونه بيها خوف
العجوز... گوم منا.... يلااااا
كام من مكانه وتمشى بخطواته متوجه للبيت 
الأطفال بالشارع شافوه وصارو يهوسون عليه 
ويلقبوه بالمجنون وهو صار يركض ويتعثر وهمّ وراه
لحد ماشال حجارة من الأرض وجهها عليهم فخافو وأنهزمو
رجع بيومها للبيت ورجع لبؤسه وحزنه
البيت صار وسخ ملابسه كلها توسخت ومشمورة بكل مكان بالبيت 
والطباخ صار يمشي عليه الدود والمطبخ ريحته أبد مو طيبه رغم مابي اثاث غير مغسلة المواعين والطباخ
كان بارد وبالليل يشتد البرد أكثر ماكانت عنده مدفئة كان أحياناً تناوبه رجفة البرد ويكور روحه مثل الطفل وينام
هل آسر عاشقاً أم ضحية طفولة فقد فيها الحب والأمان والإحتواء؟
هل كان جرح الماضي وقد إنفجر للتو؟ نرى الكثير من الشباب بل سمعنا الكثير من القصص التي أودت بأسارى الحب الى الضياع
آسر يرمز لكثير من الشباب الذين يعيشون الحرمان ويتشبثون بأي أمان يلقوه الحال ينطبق مع الفتيات، 
الحب هو وليد ضياع روح الانسان لذلك تجد الكثير مهووس بالحبيب الى حد التعلق المفرط

ليتحول من حب الى لعنة تلاحقه...
لم يصبح آسر العاشق بل أصبح آسر المجنون 
لماذا هي لم تُجن مثله 
لماذا لم ينتبه احد للصراعات التي في داخلها 
حتى ملامحها لم تخذلها مثله هو
هل المرأة قوية بالصبر لهذا الحد؟ للحد الذي يجعلها تبدو غير متأثره
لم تكن ياقوت عاشقة مثله 
هو عشقها بعقله وأصعب درجات الحب العشق بالعقل
العقل نفسه يصفو ويختلي بذاكرته وأي ذاكرة عند الفراق تصبح لعينة 
كان الحبيب يتجول في ذاكرتها حتى تسائلت...
ياقوت... تعتقدين هو الي دزها لحلا علينه
ماس... أكيد
ياقوت... لعد ليش ماكو لاحس ولاخبر منه يعني مامعقولة ماكالتله عن خطوبتي
ماس... اكيد گالتله.... هه وتلگي فرح لأن إجت من يمه
ياقوت... شلون يعني
ماس... لو يريدج صدك يخطبچ بس هو بياع كلام وراد ينتقم 
خاف عبالچ أني ماچنت مخليه هالشي ببالي لما كنت مع آزر
ياقوت... وهياچ طلعتي ويا بنص الليل
ماس... چنت محتاجه كم فلس شسوي، ابويه عيشته على كده وأني هواي احتاج شغلات منين اجيب
ياقوت... أحمدي ربچ عدت على خير
ماس... كلها كم يوم وأتزوج والتهي بزوجي وعيالي واترس البيت جهال
ياقوت... تترس البيت جهال ههههه
ماس... ولچ هو الرجال شلون يصير ميكدر يعوف مرته بالجهال أنتي خلفيله جهال يصير يادوب يكدر يلحك على مصرفكم ويبقه ميت عليچ ميكدر يتزوج عليچ 
ليل نهار طلبات طلبات 
نريد ونريد 
ودي الجهال للطبيب ودي الجهال للمدرسة 
وديني لااهلي 
اشتريلنه 
جيبلنه 
يلزك بيج وانتي الج بيتج وحياتج شلووووووون متردين
ياقوت... والله ماادري شكلچ بس اني يعني اشوفها هيج حياة متعبه 
زين ليش مالواحد يخلف طفلين بنت وولد ويدللهم ويصرف عليهم ويعيشهم أفضل عيشة
ماس... ولج لااااا جهال وخصوصاً إذا ولد فد ٤ او ٥ولد بصراحه اني ماأحب خلفة البنات اتمنى كلهم ولد وهيج الرجال يموووووووت عليچ
ياقوت... ليش البنات حلوات وحنينات
ماس... لج بعين الناس ام الولد هي الي الها هيبه وقيمه 
والناس تحترمها اكثر 
دباعي بيت شيخ ذياب شلون بيتهم كله ولد والناس تحسبلهم الف حساب بابهم يخافون يدكوها بطلابه 
وفوك كل هذا الف إيد تشتغل وتصرف الفلوس متعرفين منين تجيهم
هاي إحنه بنات بشنو ساعدناه لأبويه اشو بس جيب بابا ونريد بابا وهو معيشنه على هالي يحصله من البخورات والاعشاب

هاي شوفي عمي عبد الودود كاعد لايشتغل ولايتعب نفسه كلهم ولده كبرو وصارو يشتغلون ويصرفون على البيت وأبويه لحد هسه يشتغل تعبان مو تعبان مريض مو مريض لازم يشتغل حتى مانموت جوووووع
ياقوت... وإن كان رأيچ بي نوع من المصداقية لكن هذا مو معناه نكره خلفة البنات بس هي الناس ارزاق
لا بالبنات ولا بالولد هي شيخ ذياب مو مات حسرة وقهر على ولده
ماس... مو كل أصابعج سوه... إذا ربيتهم تربيةصالحة يطلعون مثل ااأريد
ياقوت... أتمنى افكر مثلج وعندي برودج وأكدر اتخطى مثلج ياريت اكدر
ماس... انتي فكري بمجتبى تنسين آسر وأهل آسر 
أنتي كل عقلچ هسة يفكر بيچ والله بطرانه
كانت تتعجب من الطريقة الي تفكر بيها ماس 
ماكانت تعتقد أنو ممكن أكو إنسان يفكر بهذه الدرجة من الأنانية
إنك تعتقد الجميع مثلك يفكر بنفس الطريقة فهي فكرة خاطئة لكل إنسان طريقته في التفكير والقرار على ضوء هذا التفكير والنتائج
لما كان يزورها مجتبى تجلس أمامه وتلبس حجابها وتحرص على أن تكون بعيدة عنه وتتجنب التعمق بأي موضوع
هالشي كان يزعج مجتبى وفي كل مرة يخلق إلها الاعذار والأسباب ويبقى يزورها لكن صبره نفذ 
وقرر يفاتحها بالموضوع
مجتبى... ياقوت اني عندي موضوع وياچ وأريدچ تحجيلي بصراحه
ياقوت... تفضل
مجتبى... مرّ على خطوبتنه مايقارب الشهر وأنتي بحجابچ ومتحچين إلا أني أتكلم 
وإذا تكلمت وسألت على كد الجواب
أكعد يمچ تبتعدين عني 
ماأحسچ وياي 
وأني هالشي مأذيني بصراحه فأريدچ تگليلي أنتي مجبوره عليه أحد جابرچ؟
ياقوت... بتلكأ... لا.... لا... لا
مجتبى... أكو أحد معين ببالچ؟
ياقوت... بأنزعاج واضح.... أنت شلون تحچي وياي هيچ انت شلون تتهمني على أي أساس
مجتبى... أني مدا أتهمچ بس من حقي أعرف
ياقوت... لا مو من حقك واني هذا طبعي ومراح أغيره يعجبك هذا اني ميعجبك القرار الك
وعافته وطلعت
وهو مباشرة طلع من البيت
بسعاد... شبيچ أنتي وخطيبچ شو طلع ضايج
ياقوت... يگلي أنتي عندج واحد ببالچ وهيج تلبسين حجاب وتبتعدين عني 
بلا هذا سؤال يسأله الي
بسعاد... وشكتيله
ياقوت... شكتله يعني حجيت عليه وعفته وطلعت بأي حق يتهمني هيج إتهام
بسعاد... حجايته هذه وتفكيره هذا يتحاسب عليه 
من هسه اشتغل الشك والمشاكل مو عيب 
شسامع علينه حتى يحجي هيج حجايه

ياقوت... والله مادري روحي كليله
بسعاد... يجي أبوچ وأني اعرف شلون احجي ويا وأخلي بعد ميجرأ يحجي وياچ حجايه
بهذه الاثناء دخل عبد المجيب
بسعاد... ها هاي إجه أبوچ
بسعاد... گواك الله أبو جواهر
عبد المجيب... تسلمين
بسعاد... والله هسه چنه بطارييك
عبد المجيب... اييييي..... خيييير
بسعاد... اليوم ياقوت ومجتبى تزاعلو وبصراحه مجتبى غلط بحق ياقوت
عبد المجيب.... شلون يعني
بسعاد... البنية صغيرة وتستحي منه وإحنه بنتنا ربيناها على إيدنه وعلمناهم العيب والميصير فالبنية من حشمتها وحيائها تلبس حجاب من خطيبها كل مايجي
بصراحه واني هم اكو كم سالفه اريد اگولها... والتفتت لياقوت وكلمتها 
خلينا وحدنه ياقوت
ياقوت... صار يمه
بسعاد... ووجهت نظرها لعبد المجيب وتكلمت... بصراحه يعني كل ميجي يكللها سدي الباب نزلي البردات، امشي نطلع، ويجي يدور شغلات اعوذ بالله من ذكرها وهي تستحي وماتقبل ومترضى تسوي اي شي يطلب منها 
صارت تخاف منه تگعد گباله 
المهم ياأبو جواهر ماأطولها عليك الولد يگللها أنتي مجبورة عليه وخاف اكو احد ببالچ ومن هالكلام أدري مو عيب شنو الي شافه علينه
عبد المجيب... لا..... لا.... لا... هذا الكلام عيب وماينسكت عليه 
واني اخابر أبوه واحجي وياه
كانت ماس وياقوت يسمعون عن بعد
ماس... بهمس وتوبيخ... ولچ شسويتي انتي عمّيتي على نفسچ
ياقوت... ليش بلا شسويت
ماس... شسويتييييي، ولج حتفتحين نيران عليچ 
أنتي كدها

ياقوت... اشششششش سكتييييي 
ماعاد أطيقچ ولا أطيق أسمع صوتچ
ماس... ليش بلا
ياقوت... انتي بالذات شداأسوي وشنو راح يصير متحجين ولاتدخلين افتهمتيييييي
ماس... الحق عليه أني لأن داأنصحچ
ياقوت... وفريها لنفسچ نصايحچ هذه
في اليوم الثاني إجت أم مجتبى وكعدت
أم مجتبى... عيني ام جواهر حقكم علينه هذا ابني ميعرف شدايحچي 
انتو معروفين اصل وفصل والله والنعم منكم
ام جواهر... الله يسلمچ، لكن هواي قهرنه كلامه ميصير هالشي
أم مجتبى... والله اني محبيت الخطوبة تطوّل أعرف نتائج الخطوبة لو مشاكل لو أحد يموت
أم جواهر... هاهيه هانت إن شاءلله
أم مجتبى... أنتي هم أحجي وي البنيه تره هواي ميبستها 
لاكلمة، لاضحكة، لاسوالف 
الخطيب من يجي على خطيبته غير يلگه ريگ حلووو ياعيني إحنه نسوان ونعرف بهاي الأمور

أم جواهر... البنية تستحي باچر يتزوجها ويشوف وجهها الحلو
أم مجتبى... غير هي احلى أيام أيام الخطوبة 
بس مع ذلك هم حقها، وانتو هم أعذروه تره لان مامتفاهمين هو ماله واهس يشوف غرفة يشتريها 
او يفكر بعرس ماله واهس
ام جواهر... لان بعد وقت كدامه هيج ممهتم هسه تشوفي من يقرّب العرس
أم مجتبى... الله..... يوم الهنا هذا 
وأشوف وليدي بالقاط وازفه وي عروسته
باوعت للباب الخارجي وتسائلت 
اشو ماشفت ياقوت
أم جواهر... نايمه
ام مجتبى... خليها تنام وترتاح هسا 
وأني أروح
وبعد ماطلعت إجت أم جواهر على ياقوت
بعصبية... وللللللللج انتي وتالي وياچ
ياقوت... شكو
ام جواهر... جايه تشكين يتهمني ويحچي علية وانتي مدمرته للولد 
اخلاقچ السيئة مطلعتها عليه وتردي مايشك بيچ
ياقوت... هاي شگلتلچ وهيج صرتي وياه
ام جواهر... شگلتلي؟ هي ماحچت شي بس گالت البنية تستحي كلش والولد عباله متريده وحتى ماله واهس بعرس ولا يشتري شي
ياقوت... وشسويله هذا أني
أم جواهر... سمعيني ياقوت خاف أختج نلگفت وتوجهت عليها اصابع الإتهام أنتي مادام چنتي تعرفين وتضمضميلها يعني انتي مو بريئة بس مانلگفتي أنتي لهسبب لو تطلع نخله براسچ ماتاخذين غير مجتبى وشتسوين وياه سوي أصلا راح اخليهم يستعجلون بالعرس وأزوجكم انتي وأختچ وأخلص منكم
ياقوت... يمه الله يخليچ أنتي ليش متفهميني مداأكدر أتقبله مداأحبه
أم جواهر... وعساچ لا حبيتي 
مو جنتو مدللات ومدارس ولبس وكلشي براحتكم 
تبطرتو 
وصرتو تتدورون حب وزواج هاي الزواج حشوفه الچ
وتركتها ومشت كانت ياقوت تعيش خذلان مؤلم 
وضياع مفرط ماكانت تعرف شنو تسوي وهل الخطيب الذي ختاره الها القدر هو المناسب
كانت تتمنى لو كل ماتمّر به هو حلم 
حلم تصحو منه فينتهي ذلك الكابوس
حملت الضغينة في قلبها تجاه اختها ماس 
فهي السبب بدمار حياتها، أزدادت تلك الضغينة عندما أدركت انها لم تتأثر بما حلّ وسيحل على آزر
قتلته  عند دخوله السجن وستكمل على موته عندما يعرف بزواجها
أما آسر فكان يتمشى بالطرقات 
على أية حال فحاله أشبه بالمجنون والأطفال الذين في الشارع ماتركوه
كالعادة تتبعو خطواته وصارو يهوسون عليه
ماكان يرد الهم أبداً كان ينظرلهم بعين العطف

وأي تلك نظرةٍ، كان يشرح فيها عن عشقه وعن من سكن الفؤاد وعن الإشتياق ومايفعل
إن العاشق ليتعاطف مع الذين لم يعرفو العشق بعد
من لم يفهم لغة العشق لن يعرف كيف يصبح العاقل مجنوناً في أعين الناس!
ماكان آسر يرد عليهم لابقول ولابفعل وكأنه كان يعذرهم على ردود فعلهم
مرّ من امام بيتهم وباوع للشباك ماكانت موجودة
راد يكعد لكن شاف الرجل العجوز مرة ثانية فواصل مشيته وأبتعد عنه 
والأطفال وراه يهوسون
لحد ماشالو عليه حجارة وصارو يضربوه وهو يحاول يحمي وجهه بإيده الاثنين 
وصار يسرع بخطواته
لكن إمرأة شافتهم ووگفت بوجههم
... شنو من اطفال انتو يلا أمشو منا يلاااااا
وشالت عليهم العصا
لما شافته تعاطفت معاه فسألته...
... منين أنت... أهلك وين؟
... باوعلها وعيونه كانت تذبج من الحزن والخوف
... أنت متحچي؟ وليدي اذا تسمعني ساعدني أهلك وين 
بيتكم 
بيتكم 
وين صاير
باوعلها وتكلم بتثاقل وكان يأشر بكلتا يديه
بيتي مو بعيد 
ق
ق
قريب منااا
... لعد ليش مو ببيتكم
... اني وحدي 
و
و
و
اختنكت 
طلعت
... منو اهلك... ابن منو انت؟
... ابن 
ابن 
ابن نعمان ابن الشيخ ذياب
... دكت على وجهها يعني انت إبن زينب 
امك زينب؟
... باوعلها من دون إجابة 
فتركها ومشى بخطواته المتثاقله 
حتى وصل لبيته
كان البيت اشد وحشة من القبر... بارد، فارغ، قذر 
دخل الكآبة لقلب آسر المهشم
لكن ماحرك ساكن 
بل العكس 
مدد بفراشه وغطّ بنوم عميييييييق
بعد مرور يومين سمع دكت الباب من جديد فرد عليه
ولما فتحها تفاجأ بل فتح عينيه بوسعهما
وكأن الزمن قد توقف للحظة 
وعاد للوراء قليلاً بل أكثر 
عاد الى حيث البراءة 
الى الماضي الى الحنين الدافىء 
وعاد الى آسر الطفل البريء المدلل
... حبيبي آسر 
هاي شصاير بيك... فأقتربت عليه وعانقته وهو متجمد في مكانه
فصارت تبچي وأخذت تمسح دموعها وتكلمه
شبيك آسر 
شبيك حبيبي
ليش هذا حالك؟ 
احجيلي يمه
باوعلها كانت عيناه واحدة تعاتب وواحدة تعذر
والكلام توقف،  كأن كل شيء لم يتحرك كل شيء توقف 
ثم اكملت كلامها

....  حبيبي آسر يمّه احجيلي كلي شصاير وياك
...  أمي
...  يبعد أمك ياآسر والله من گالولي وليدج حاله كذا وكذا حسيت الدنيا وگفت بعيني ماصدكت ندليت بيتك واجيت أشوفك 
يمه آسر والله مو بديه الي صار يمه نجبرت 
وكعت بيد المايرحمون آسر 
يمه شبيك ليش هذا حالك
...  ماكان يرد عليها فأستدار واتجه لمكان نومه فتبعته 
وكانت تباوع لكل البيت ومتفاجأة من المكان الغير نضيف فسألته
من شوكت انت تعيش هنا 
ليش هذا حالك؟
...  لم يرّد بأي كلمة فقط  مدد بفراشه وأدار راسه للحايط وكأنه مايريد يشوف أي بشر
كانت روحه مسلوبه لدرجة أنه يشعر بثقل جسده 
والفراش هو الوحيد الذي يتحمل ثقل هذا الجسد
والناس في عينه ثقلٌ على نظره بالكاد يقاوم عينيه لتتحمل مرور الناس أمام جفونه
أما أذنه فهي الأخرى تستثقل سماع أصواتهم، وكأن أصوات الناس مطرقة تطرق على رأسه
كان الصوت الوحيد الذي لاينزعج عند سماعه هو في رأسه... لماذا تدقُّ الباب في كل يوم؟  
لماذا  لا يقبرون  فضولهم؟  
لماذا يأتون؟  لماذا لايتركونني وشأني؟ 
لقد كان صمته يخدعهم فيظنون أنه ميت، بينما هو معنفسه ثرثارٌ لايكل عن الكلام...! 
ام آسر...  غير تفهمني شبيك آسر، أحجيلي
همس...  أريد أنام
لما شافت هذا حاله ظنت إن إبنها أصابه مرض  او سحر خلاه يكون طريح الفراش بين ليلة وضحاها
تركته ينام وبدأت تنضف البيت
كان البيت متعب بسبب تراكم الأوساخ لكن مع ذلك تمكنت من تنظيفه بوقت قياسي قبل أن يگعد من نومه 
حتى طلعت واشترت خضار وفواكه ولحم ورجعت للبيت تجهزله طبخة
لما كانت واگفة بالمطبخ شافت آسر عند الباب المطبخ
عيونه كانت  وتشكر.. وتسأل
فتقدم بإتجاه الطباخ كانت رائحة الطعام شهية 
وأعتقد أنها هي من أيقضته
فالتفتت اله وكلمته
...  آسر منظرك مو حلو وملابسك وسخة وتحتاج حمام
... وجه نظره إلها ولمعت عيونه وكأنه ذلك الطفل الصغير وكأنها تلك الحياة ذاتها
من دون أن يتكلم دخل الحمام
كانت قد أشترت صابون جديد فالبيت ماكان فيه صابونة واحدة على الأقل وجهزت له ماينقصه في اي حمام 
بعد ما طلع من الحمام  صحيح أن ملابسه أصبحت نظيفة وجميلة ومظهره أجمل لكن كثافة شعره نفسها هي

ورجع لفراشه فكان على حاله
ام آسر...  لازمك فراش جديد هذا يرادله غسل وانت ماعندك بالبيت بس هذا الفراش
بعدها خلت الصينية أمامه وكعدت يمه
...  يمه آسر سويتلك من هذا التشريب اللحم الي كنت تحبه وانت صغير
وجسمك هسة محتاج يتقوى 
لگمة طيبة، تزيح كل ألمك وحزنك
سمي بالرحمن وأكل ياآسر
فتقدم من دون أي كلمة وبدأ يأكل
كان يأكل وكأنه ماأكل منذ أيام من شدة تحدبه على الأكل خصوصاً وأنه مارفع رأسه حتى اكمل من أكله
كانت أمه تنظرله بشفقه وتعاتب الزمن في داخلها
شلون وليش كل هذا صار 
ذنبهم ابوهم مات لو ذنبي أدخل بهيج عائلة وأهلي يجروني عنهم ويبعدوهم عني حتى يجفون شر جدهم وعمامهم
الأيام ياآسر قست عليه وعليكم وبالتالي كلنه ضعنا
لو كنت بهذا الوعي كنت حاربت الدنيا ونهزمت بيكم، ماهي أرض الله واسعة، والله المعين
لكن شبدية يايمه 
هاي اخوك بالسجن وأنت مااعرف علتك شنو وأخوك الله عاين حاله وأستقر
رفع رأسه وباوعلها بتمنن من دون ان يتكلم لكن كان واضح على ملامحه الأرتياح
تمشى وغسل إيده الأثنين ورجع بفراشه
بهذه الاثناء الباب مجدداً...  فتمشت وفتحت الباب وكان عند الباب آنس وتفاجأ لما شافها
... امي؟ 
... اجيت والله جابك... تعال
.. دخل للبيت وتفاجأ من نظافة البيت ورائحة الطبخ 
فشمّها وكأنه يشم عطر وردة جورية، بنفس عميق
...  جوعان،  أصبلك؟ 
...  أنت طابخة؟ 
...  طبخت تحب أصبلك
...  لا... گالها بتردد
...  تشريب طيب... روح يم آسر لحد. ماأصبلك وناكل سوية
... هز براسه بالموافقه وراح يم  آسر 
كان متفاجأ... شنو الي جابها لأمي ورجعت النه 
لا وطابخه ومنظفه 
شنو الموضوع
كانت هذه التساؤولات في داخله 
كعد قرب آسر كان آسر بفراشه من جديد ملتزم الصمت 
شعر بوجود اخوه من خلال نظرته لجانب اخوه بطارف عينه
جر نفس بتثاقل وكأنه ثقل أخر فوق رأسه 
يقطع عليه خلوته بحزنه وتفكيره بها
فتكلم آنس
...  مااأعرف شنو الي دايصير ويانه هذه الفترة 
دخول آزر السجن 
لعدها بفترة انت تطلع ببيت واني اتزوج ونتخلص تلاثتنه من بيت الشؤوم هذاك والغريب من كل هذا 
انو اجتمعنه وي أمنه 
والأغرب انها تتصرف ويانه وكأنه ماتفارقنه للحضة

هل هذه صدفة أم كان مخطط اله ياآسر
أني ماأؤمن بالصدف ياأسر 
فهز رأسه بالرفض مع حيرة مرسومة على وجهه
كان لازم نتحرك ونطلع من زمان لكن تأخرنه يلا طلعنه واجت الامور على اخر انفاسها من ان نجتمع مع امنه مرة ثانية
اجت امه فسكت ونظر الها خلت الصينية كان رائحة الطبخ شهية
الأم... اروح اصلي وارجع انتظرني
كان مستغرب 
مستغرب وحاير
... التفت لاأخوه من جديد فتكلم
شنو جان حيصير لو باقية ويانه امي؟ 
معقولة جيتها بهذا الوقت هو صدفة ولما شافتك بهذا حالك رف گلبها
ام إنها إجت حتى تسكت تأنيب الضمير الي عاشته
هه 
هي تزوجت وتركتنه وماسألت كل هذه السنين 
وأكيد 
أكيد ضميرها ماخلاها ترتاح كل هذه السنين 
وهسة استغلت الفرصة
أو...... 
أو
يعني
معقولة أهلها فعلاً جبروها تتزوج وعمامي بعدوها عنه
يمكن
لا بل أكيد
أكيد 
بسببهم 
والا هي شلون عرفت بوضعك وببيتك ياآسر لو ماكانت تتبع اخبارك
اكيد هي تتبع اخبارنا وأكيد هي سمعت عافت بيتها وزوجها واجت هنا حتى تساعدك
آسر 
امسك بكتفه وكأنه يترجاه بقول كلمة تسكت تلك الحيرة والصراع ذاك
آسر هو كل هذا صدفه؟ 
غط آسر بنوم عميق فلما حس ان آسر نام
توجه للاكل وصار ياكل بهذه الاثناء اجت امه
...  آزر شلونك يمه
رفع راسه وتوقف عن تناول الاكل
صمت لنصف دقيقة تقريباً... فتكلم...  ليش رجعتي
شذكرچ بينه
... ام حمدي شافت اخوك بالشارع واجت عليه كالت ابنج مريض يمكن عقله بي شي 
والجهال وراه يركضون ويهوسون عليه 
ودلتني على البيت واجيت اشوف اخوك
فتح عيونه بوسعها
ومن فرط عصبيته تكلم بصياح.....  واجيتي 
ومنو سمحلچ؟ 
انتي لما كل هاي السنين ماتتابعين اخبارنه ليش اجيتيييييييي 
شجابج علينه
... شبيك آنس 
كتلك وضع اخوك
واني عبالي گلبچ علينه 
تتباعين اخبارنه 
تشوفينه شبينه 
تاليتج العالم تجيبلچ اخبارنه 
انتي ام انتييييييي
... وانت تعرف بلي صااااار 
عفتكم غصباً عليه 
هسه لو انتو ببيت جدكم وهذا وضعكم مااكدر اجي واخذ راحتييييي 
عمامك مو اوااادمممم
.... والي بالسجن 
رحتيله 
شفتييييي
مايقبل رجلي ارووووح وادخل مراكز وسجون يمه مايخليني
... هذا ميرضى وهذاك اخاف منه 
زين واحناااااا 
احنااااا وين
... كاااااافيي تحجوووون عليه كلماتشوووفونييييي
انتوووو مامريتوووو بلي اني مريت بيييييييي
... كان آسر يستمع لصياحهم الي كان فوق رأسه 
حتى تفجر غضبه فگام من فراشه
الام...  هاي وين آسر
آنس...  وين رايح
ماكان يرد عليهم تمشى مستدلاً بالحايط فتوجه نحو الباب الخارجي للبيت وطلع
الام..  عاجبككك شفت اخوووووك 
كوم روح وراه لايأذوه الجهال
آنس...  تبعه مباشرة وراح وراه.....
أجن بكِ ياحبيبتي 
فأخرج كأب فاقد ظانته 
أبحث عنكِ بين الطرقات 
وأتلمس من السنتة الناس كلمة دافئة يأتوني بها عنكِ
إن عقلي أحبكِ 
وقلبي هامَ بكِ 
وروحي أسيرة في قفص عشقكِ
انا لاشيء فكلي أنتِ...


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات