رواية ساقي الود الفصل السادس والثلاثون بقلم هاله ال هاشم
نحن لا نعلق الجثث
نرفعها عن الأرض فقط
نمنحها فرصة أخيرة للطيران
نحن لا نعلق الجثث
لكن بعض الجثث تتبرع لتكون عبرة ودرسًا تطبيقيًا في الندم
نحن لا نعلق الجثث
و كل ما في الأمر
نرفع بندولًا بشريًا
عسى أن يتحرك الزمن بنا
نحن لا نعلق الجثث
وأحيانًا نحب أن نُدفن في الهواء
والعيون العابرة
كاظم خنجر
_______ ود _____
-احبـه ، احتـاجه و اعرف بهذهِ اللحظـة مالي غيره بس اريد ابتعد عن كل شي و انسى ، اريد ارمم جروحي و احبـه بگلب نظيف ما معلول بالحقد و روح محبـة غير راغبـة بالانتقام ، گتله طلگني بلا ما استشعر فداحة الكلمة و لا احسّ بوقعها شلونـه على گلبـه توسعت عيونـه لثواني ، رمش و حضني بسرعـة همس يم اذاني :
غيـاث :: كل شي تريدينه يجرالج انتِ تعبتي و انه بعد
-دخلت الممرضة وياها كفاية و هو طلع ، زرقتني ابرة مهدئة بالمحلول خلتني اغفـو بغضون دقايق
لحد وقت متأخر من الليل صَحيت على صوت هسهستها ، جانت فارشـة سجادة و تصلي صلاة الليل مسكينة حامل واضطرت تبات يمي ، درت وجهي اباوع للسقف و افكر بالفوضى الي سويتها من جيت لحد الان ، احس الكل تعب مو بس آني ، رجعت اباوعلها و افكر ، هسـة لو اشتكيت فعلاً كلهم راح يتأذون اولهم كفاية الي توها جَرت نفس بحياتها وغياث ابد ما يستحق هيج ام ما جابتله غير الألم و العار و الفضيحة اوف ياربي ساعدني اخذ قرار صحيح ، كملت و لمت سجادتها عن الارض ، صاحت بأبتسامتها المعهودة :
كفاية :: صحي النـوم يالحلوة ، شلونج يبعد چبدي شتهيسين ؟
-زينـة فيفي ، ليش بقيتي يمي ، هنا الممرضات هواي انتِ حامل و تعبانه
كفاية :: عوينة ابوي ، چـا اعوفنّج لوحيدتج
-شكو عليه ياكلني الطنطل
كفاية :: هههه دهر بس هاي الناقصة و تكمل السبحة
-غيـاث راح
هزت راسها بـ"لا"
كفاية :: ما اظنّه رايح للبيت يمكن بايت بالسيارة ، گتله روح انه هنـا ما رضى يگول خاف تحتاجون شي
-صفنت شوية و تذكرت سالفة هيثم نسيتها فدمرة ، بجفلة صحت : هيثممم
لزمت ايدي و بهدوء :
كفاية :: ششش مابي شي العـار ما يموت ، اتصل بيه مهران وگال طلعوا الچيلات منه و حالته مستقرة
-وغيـاث ، عفية خاف يشتكون عليه
كفاية :: شحده اليشتكي ابنهم هو العايل و هم يلملمونها بطريقتكم ، حسبالج لهنا و خلصت عقوبته لا حبوبة زلمتج حلف عليه لا يدش ديوانهم و لا يضل بالديرة
-خفق قلبي بشعور الفخر ، ادري بيه زلمة وينشد بيه الظهر وادري لو الاذتني مو امـه و لا حرمة چان خلص على حياتهن جانت تحجي هواي بس عقلي شارد افكر هسة اني من اريد ابتعد وين اولي عدمن اكعد ، اذا هنـا مستحيل يخلوني و اذا ببغداد صعبة بهاي الظروف و هم اخاف من سليم و عزيز جريت حسرة خلتها تنتبه لحيرتي
كفاية :: يبعد گلبي ليش تذبين كل حسرة هاكبرهـا
-سندت روحي و كعدت بنصف گعدة ، باوعتلها وبنبرة جٰادة همست :
اريد ابعد كفاية ، اريد اكون وحدي هاي الفترة اقصد لا يم بابا ولايم غياث
اتسعت عيونها بدَهشة :
كفاية :: ياااع وين تروحين حبوبة ؟
-مادري بصراحة ، احسّ مالي وجهة اقصدها ،
حسيت بوخز بگلبي فركت ايسر صدري و حجيت:
هو عادي الانسـان يحس بالغربة و هو بنص اقرب الناس عادي الانسـان يكون ضايع و هو بنص وطنه ؟
رقرقت عيونـها ، همست بحنية :
كفاية :: يا يمه ذكري الله ، ابوچ صح غلط بس يموت عليج و ما عنده غيرج بهالدنيه و غويث ترى مظلوم حاله من حالج ويمكن ازيد ، اعرف الصـار موش شوية و اعرف حكج تنقهرين وتلومينهم لچن موش كلشي بالحياة نريده
-واني شردت كفاية ، كليلي شردت من هاي الدنيـا اشو كبرت وبراسي افكار مو مثل باقي البنات لا حلمت بدراسة الاحبها ولا تخيلت شكل الفستان الي راح اتزوج بي لو الدولة الراح اسافرلها اني و فارس احلامي كل احلامي چـانت كوابيس وبس وجه امي يلاحقني !
كفاية :: انه وياج ، بس بعد هذا نصيبج من الحيـاة تزوجتي وربج نطاج زلمة يتوزن بالذهب و آلف بين گلوبكم و هسه انتم واحد ما يكدر بدون الثاني
-صفنت بكلامها ، و استحضرت كلامـه من گال انتِ اقتحمتي حياتي و ارغمتيني على حبچ ، من مفارقات القدر اني هم حبه نفرض عليـه فرض بالوكت الي الجميع نبذني و مادري اذا حب نولد بهذه الطريقة وسط كل هاي المعانات يدوم ، خايفة من فكرة اظل طول عمري زوجـة متعلقة بزوجها تعلق قهري و امرأة تعيسة ما تفرحها كلمة الماما
-مرنّ كم يوم الي بالمستشفى ، معزولة عن العالم الخارجي والفوضى الي دتصير بس اسمع من كفاية ان الوضع سيء والمظـاهرة اخذت منعطفات اخرى، ناس تقتل بالجملة وسواد الحزن خَيم على اهل الديرة صرخات و لچمات و فجائع امهات بأبنّائها ، مهران يحاول بكل جهده يخليهم ينسحبون بس زلمنا شيقنعهم مستمرين بالدعم اللوجيستي و الدعم المعنوي بكل روح قتالية الشي الي خله نفسيتي تتدهور غياث و بابا مشفتهم بعد فقط عمتي و عمو مهران اجاني مرتين وجهي كان ثگيل عليه لان بصراحة حسيته ما انصفني بحكمـه رغم شكد كفاية حاولت تفهمني ان الصـار بالبدوية اكبر عقاب الها انبذت و نسحبت منها كافة الصلاحيات و ممنوع تختلط ببنات مهران و ابنها مقاطعها اما ربحة رجعوها للشـارع الاجت منه تواجه مصيرها لوحدها بس .. هذا كافي ؟
طلعوني مهران و كفاية من المستشفى و كان الموت ارحم عليه من ان ارجع لبيتهم ، بس شسوي ؟ وين اروح و آني بهالحالة مريضة و مكسورة و ما املك فلس واحد و الوضـع برا كارثي ناس دتموت منو بحالي !
وصلت للمُشتمل ، دخلت و هنـا چـانت الصدمة ، المكان متغير جذريـاً ، سنادين نبـات طبيعي مرتبة بكل ركن من البيت عناقيد متدلية من الازهار الظلية نبات دَم العاشق بلونه الأحمر القاني ابتهج گلبي من شفت المكان صاير عبارة عن طاقـة ايجابية فاتت زينب ورانـا حضننتني بقوة :
زينب :: حمدلله عالسـلامة حبوبة
-الله يسلمج ،، گلت و عيوني متسمرة على جمال المكان
كفاية :: ها گلبي عجبج التغيير بالمچـان
-عجبني بس اني ما اعرف اداري النباتات اتوقع هاي شهر وتموت عندي.
زينب :: چـا ما ندري بيچ مخسبكة ، اطمني هاي ما تحتاج سكي چثير كل عشر تيام نوبة تبخين تربتها بخ موش تفيضينها
-يووو عبالك مداراة جهال
غيـاث :: چـا هن هم روح و نعاملهن معاملة الجهـال
فجأة ظهر صوتـه من خلف زينب ، شلت عيني واندهشت بتغيير حاله ، يا ويلي هاي شصاير بي
غيـاث :: حمدلله على سلامتچ ،، هذا الزرع يسوي ينظف الاوكسجين خاطر تتنفسين هوا نقي
-الله يسلمك ، الهـوا النقي اتنفسـه من ابتعد منـا
غَيم وجـه كفاية و زينب ، امـا هو گال :
غيـاث :: جهزتلج البيت من كل شي و حطيتلج طباخ صغير خاطر ما تضطرين تطلعين و تشاركينه نفس الهوا
خلـه و راح ، صاحت زينب بتوبيخ :
زينب :: ندري بيچ مريضة و الصار بيج موش قليل بس خفي عالزلمة لا يصير بي شي ترا الجرى عليج جره عليه و اذا انتِ امج ماتت هو امه موتته و فرق چثير ما بين الاثنين !
كفاية :: زينببب
زينب :: هاااه خير ترديني اجاملها بالغلط لا والله ما اجامل مشكلتها ويه البدوية و ربيحة الخايسة و ساس البله ابوها غويث شلّه دخل حايط نصيص خما حايط نصيص !
-اتركوني لوحدي !
كفاية :: حبوبة بس ..
-قاطعت بأنفعال :
اترجاج كفاية !!
-اخذت زينب و طلعت ، طبكت الباب وراهن و قفلته حررت دموعي و حرگة گلبي و بچيت لمدة طويلة ، بچيت عليه شحاله و على روحي البيها ألف علّة ..
بعد مُدة من الوقت ، گُمت غسّلت وجهي و توضيت صليت ركعتين شكر لوجـه الله لان طلعني سلامات من هالشدة ، لميت سجادتي ، حسيت بجوع رحت فتحت الثلاجـة لكيتها ماليها فواكـه و عصائر و لبن ابو الليمون يعرفني احب اللبن الحامض شكلت ماعون فواكـه ورجعت بي للشاشة علكت التلفزيون وتناوشت ثمرة مال تفاح اعض بيها و عيوني عالشاشة دتنقل اخبار واحداث المظاهرة اول بأول و ياريتني ماشفت دموعي تنساب بمرارة اثاري البلد مهجوم و اني نايمة ما ادري ورجلي بنص الرصاص و فوهات البنادق و اني جرحت خاطرة ، ذبيت الاكل و رحت اندعي بشهكة لرب العالمين يحفظه من كل سوء ،
من قهرتي غلقت تلفوني واخذت علاج ونمت ، جريتها لحد وقت متأخر من الليل كعدت على صـوت قرع البـاب ، كعدت ردت افتحـة و ترددت خليت و رجعـت نفس الشيء ثاني يـوم اكثر من مرة دگو الباب عليـه و چـانت عمتي :
كفاية :: حبوبة بس حاجيني بيش شي متوجعة لا تخليني اهوجس
-اقتربت يم البـاب ، همست بلا ما افتح :
مابيه شي كفاية بس اتركوني لوحدي
كفاية :: حبوبة فتحي بس اناوشج الاچـل
-ماريد اكل الثلاجـة مليانه و شهيتي مسدودة
كفاية :: شنهي تخلصينها فواكه و اجبـان ، فچي الباب اكلج شلون برياني و سوب لحم يلوگ لهالحلج
-شلون اقنعج زادكم سّم عليه ، اتركيني كفاية لوجـه الله لا تخلوني اشرد !
سكتت ، همهمات بعيدة بس حَزينة ، صوت خطواتها ابتعد واني رجعت لعالمي الفارغ ، تناوشت تلفوني طلعت آخر صورة اخذتها الـه ، بچيت بحركـة عبالك صارلي دَهر مشايفته توجهت للكنتور طلعت تراك الـه وبقيت اشم بيه مثل واحد مدمن محتاج جرعـة حتى يطفي نار حاجتـه و هيج خلصت يومي حاضنـه قميصـة و اتلوى بنار دموعي و شوكي الـه و عادة سيئة عند اغلب العراقيين بدل ما يدور طريقة يبدد بيها حُزنـه يروح يدور على اشعـار و قصائد تعزز الامه ، امسكت تلفوني و بديت استمع لشعر شعبي و اغاني شَجية و غَنية بلهجة الحب والعتاب ، طلعت اغنيتي الاشوف نفسي و اشوفـه بيها وحسيته هو يخاطبني :
ما تگدر تنسى صدگني
مـو سهلة بغيري تبدلني
فاركني شگد ما تفاركني
لحـظة ما تگدر تنسـاني !
ولگيتني انفصـم عالتلفون و الطشـة بالحايط ، كمت غسلت وجهي اباوع لنفسي لا لتضعفين ، اشتكي عليهن وخليهن يعفنن بالحبوس و تجيني النفس اللوامـة بسؤال : تبردين گلبج بيهن ود و بعدين و الناس الماشفتي منهم بس الخَير
مو يگولون :
"الف عين لأجل عين تكرم ُ "
كفاية و حنيتها ، مهران و طيبته ، زينب و وكفاتها
غيـاث الي صارلج وطن و أهل و منين ما ملتي يسندج ويعدل مسـارج ، غيـاث الي صفح عن كل خطاياج و تناسى انج جزء من موت بنتـه و حاورج بلغة الحب والتسامح و ما جرفه عنج ثار او انتقام !
رميت بثقل جسمي عالفراش ، أَعصـر رأسي احاول اسكت صوت ضميري الديجلدني و يحاول يجرجرني لطريق الغُفران آه ليلـة اخُرى مرت و اني اصـارع افكـاري لوحدي ،
باليوم التـالي محد طرق البـاب عليه ، يمكن احترموا قراري بالانزواء على نفسي او يمكن ملّوا مني و رصيد المعزة خلـص عدهم ، غَريب معقولة نسوني اصواتهم تجيني من الباب المشترك لكنها مو واضحة و خاليـة من الصوت الي اريده اسمعـه ، آه على گولة كاظم السـاهر : أنت وينك ،، أنت وينـك !
اختنكت ،، احتاجـه ، اريده بهذهَ اللحظـة مثل ضمـادة تنحط على جرح مفتوح و ينزف !
اخذت حبـة المفروض آخذهـا بالليل و نمت و ما صحيت الا على صـوت الباب و هو يهتز بقرع قوي :
گمت افرك بعيوني ، فتحتـة كفاية شايله صينية اكل ولابسـه اسود :
كفايه :: ميلي عن دربي لا انيم الصينية براسج المجلمد
-نعسـانه و ريحة الاكـل سطرتني وخرت عن طريقها ، فاتت خلت الصينية بالمطبخ و وكفت متخصرة تزفر انفاسها بقلّة صبر :
كفاية :: كليلي هديتي يو بـعد ، جوعتي رويحتج زين عذبتيها زين كليلي وين تريدين توصلين شوفي خلقتج !
-ويه كلمتها استداريت للمراية ، انتبهت ضعفانه وجوه عيوني اسود
كفاية :: ثلت ايام ما حاطة لكمة بحلجج الفاهي
-التفت لماعون الفاكهة و شافت التفاحة المعضوضة شلون يابسـة ، ردت باوعتلي بعيون مدمعّة :
كفاية :: ولچ يمه كاافي بسّج ، ولج حسبالج ميمتج مرتاحة وانتِ تعذبين برويحتج هيج و لج زلمتج ذاب روحه بنص الموت بسبتج حتى ما يلفي عالبيت
-بسببي ؟!
كفاية :: چـا بسبة ابوي ، كليلي ليش شارد ؟
-خلي هو يحب الوطن و الكـاع عنده اغلى من كل المسميات
كفاية :: و تلومينه ؟! و انتِ هاجرته جـا لا منچ و لا من گاعة ؟
-اووي هسة انتِ جاية تتصيدين عاطفتي و تجلديني عليه !
كفاية :: حكج ، جويعده هنـا ما تدرين بره شصاير
لزمت دشداشتها و استرسلت بدمـوع :
كفاية :: ولدنا چاي تموت بالجملة ، حركو گلوبنا حرك لچموا گلوب الامهـات، جويعدين ايدنـا على گلبنا على ساعة يطيحلنا شهيد
-شششش اسم الله ليش تفاولين
كفاية :: چـا هذا الصدك و احنه الجنوبيـات تعلمنّا ننطي دم ولدنا خاطر هاي الگاع بكل ممنونية !
-صرخت : الله يخليج كـافي اذا صـار شي عليه اموت
كفاية :: چـا لميه ، زلمتج لميـه من الخيم و النار والفشك
-ميسمعني ، ميعوف الصخام هذا
كفاية :: جـا لا تحرمينه منچ ، اليدفر النعمـة تنزال منه حبوبة عمـومًا ، زهبتلج اچل اچلي بالعافيـة ، انه والبنوات طالعين
-مشت بأتجـاه الباب ، استوقفتها بسؤال :
وين رايحات ؟
جاوبت بنص التفاتـه :
كفاية :: نربط على گلوب الامهـات !
رجـف گلبي من الخـوف ، ركضت للتلفزيون ، شغلته وانصعقت بمدى سوء الاحداث تظاهرات مستمرة وهالمرة مشتركين وياهم طلبة المدارس و الجامعات مع الناشطين حتى انهم فرضوا حضر تجوال خوفًا من وقوع صدامات بين القوات الامنية والمتظاهرين والحال من بعضـه بالنسبة لبغداد و المثنى والديوانيـة ، النجف والبصرة ال اغلقوا بيها المتظاهرين مدخل ثاني ميناء تجاري بخور الزبير وأوقفوا حركة ناقلات النفط وگبلها اصلاً قطعوا الوصول إلى ميناء أم قصر ، الوضـع حرفيًا كارثي حتى ان هيئة حقوق الانسـان طالبت بوقف نزيف الدم ،
ساءت حالتي النفسية كلش عيوني ما بطلت بچي الله يسـاعد الامهات لشوكت يظلن ينطن ولدهن قرابين لهاي الكـاع ؟
گلبي صار يعذبني على غيـاث و عقلي يصورلّي مشـاهد مرعبة ، دخيلك ياربي احفـظه الي ، لحد وقت متأخر من الليل ظليت احوم حوالين نفسي و افكر بي وكأنه سمع نداء قلبي حَسيت بقرع مختلف هالمرة عالباب
اقتربت ، حطيت ايدي على مقبض البـاب چـان بارد حركته شويه بس ترددت ما فتحته ، تسلل صوتـه بهمهمات مُتعبة يحمل نبرة استسلام و شوق ممزوج بالأرهاق :
غيـاث :: شلونج ،، ود
-گلبي ينبض بسرعـة ، مشاعري تتصـارع بمعركة بلا هوادة الشوك يعصرني اريد افتح البـاب وارمي نفسي بحضنـه و آني ناسية كل شي ، لزمت گلبي اعاتبه ليش هلكد رجفت و شبسرعة ذاب الغضب !
حطيت جبيني على البـاب و همستله :
زينـة ، و انت شلونك ؟
اجـه صوته مجَرح و مبحوح :
غيـاث :: آنه ،، آنه موجوع !
-جفلت عالكلمـة و راحت ايدي بلا وعي تفتح البـاب گلت وعيوني تتفحصـه شبر شبر خاف متصوب ، بس مالكيت اصابة ، سألتـه :
شبيك ،، شنو اليوجعك ؟
عيونـه تحاوطني بشوك ممتد مثل صحراء و بصوت مخنوك بثقل الغيـاب رد :
غيـاث:: انتِ ود ،، انتِ التوجعيني
انلجم لسـاني ، شفايفي ترجـف شأريد اكله ، عقلي تايـه برمشـة عين التقط جسمي بحضن كسّر ضلوعي دخلنـي جوه وبرجلـه سد الباب ، تململت بمزاجيـة بس هاجمني بقبلة عاصفة تشرحلي شگد مشتاكلي ومحتاجني و ليش اجذب اني هم محتاجته ، محتاجة يعبي الفراغ البروحي ، يكمل الفكرة ويساعدني آخذ قرار ،
دموعي نزلن و شفاهنـا افترقن ، شگد حبنـا يوجع شگد علاقتنـا مستحيلة بس دايمًا نرجع واحد يكمل الثاني ،حط جَبينـه على جَبيني و همس بأنفاس لاهثة :
غيـاث :: تريدني اطلكج مـو ؟
تباطئ نبض گلبي ويه سؤالـه ، حطيت چف ايدي على صدره درت وجهي عود ردت ابتـعد بس شبتعد ، رجعني الـه بقبلة أَشرس و كأنه ديستنفذ كل قواي ويبدد اعتراضي و يذوب صقيع الغضب بگلبي ، كافي گتله !
غيـاث :: لا ،، ابد مـو كافي !
-حملني بين ذراعـه و راح يبرهن بالفعل بأنه مايكتفي ولا يستغني و من المُستحيلات يفرط بيـه !
و هاي الليلة اعلن استسلامي ، احبه ، اعشقه و اعشق الطريقه الي يحبني بيها ، تعبت ،، نعسّت اجلت الحسابات بينـا لوقت غير معلوم ، غَمضت جفوني براحة على صدره ، يمسد على راسي بحنية :
غيـاث :: ادري بيچ مجروحـة و انه هم مجروح مثلج
-گوه جاوبته بنعاس : والحل ؟
غيـاث :: خلينـه سوه بلچن يوكف نزيفنا و ترمم الجروح
-اخر شيء سمعتـه بعدها دخلت بنوم عَميق من ايام
ما نمت هيج نومـه مرتاحة بدون قلق ، بدون كوابيس
صحيت ثاني يوم من وقت ، بعده يمي ، ما طالع نايم وملامحـه هادئة بقيت اتأمل شكلـة و افكر بالقـدر الجمعني بيه والمخليني يمـه رغم كل هاي الكوارث ، شبيها لو عندي قدرة سحرية اخذه و نختفي من هذا العالـم ونصنع عالم لوحدنا بس آني و هو بيه ؟
اخذت ملابسي و دخلت للحمـام سبحت و طلعت وهو نايم الجـو چـان بارد ، علگت صوبة و تربعت امشط شعري يمها اتعاجـز من الشسوار ، گعد يتمغط ويتلفت يدورني ، باوعلي مضيق عيونـه بعد بي نعاس :
صباح الخير .. گتله
غيـاث :: صباح العسل و گيمر السدة
-ضحكت ، و هو گام بأتجاهي مدلي ايده وگومني مشيت وراه ، اعرف يريد يشسورلي شعري ، گتله :
والله اضوج منـه ، عوفه هسه ينشف لوحده، ما اهتم لكلامي نشفلياه كله ، ترك بوسه على خدي و راح اخذ ملابس و دخل للحمـام ، استغليتها فُرصـة اسوي گهوة و اشغل أُغنية لفيروز اصنع فسحة من السـلام وسط ضجيج العالم الآن :
زعلي طَوّل أنا ويّاك .. وسنين بقيت
جرّب فيهُن أنا إنساك .. ما قدرت نسيت
لو جِيت نهار عَ بيتي لقيت
إنّك حبيبي بغيابي جيت
بتشوفُن ما مرقوا إلّا إيديك .. على هالبيت
كإنّك حبيبي إنت وعينيك .. هلّق فلّيت
يا ريتك هَون حبيبي وليل
ويكون نبيد وشمع الليل
وإكتبلك ع ورقة حتّى ما قول .. ما بقدر قول
يا ريتك مش رايح يا ريت بتبقى .. بتبقى عَ طول
ادندن ويـاها ومحسيت الا بأيده تقيدني بعناق و توسد حنجـه على كتفي و كأنه يگولي : حملي هلكني اريد كتف يسـاعدني بيه ، درت وجهي عنـه حاوطت ركبته بثنين ايديه و حركته المعهودة يرفعني فوك مستوى وجهه ،،
قـطع اللحظـات الحلوة صوت صراخ قادم من بيتهم كان واضح صوت سَمرة ، نزلني و ركض لبس عالسريع و دخللهم من البـاب المُشترك بينا و بينهم ، اني هم لبست لبس الصلاة على وجـه السُرعـة و دخلت وراه
حتى ما انتبهوا لوجودي بينهم بسبب بچي سمره و زينب تهدي بيها و أواب واكف على جهـة و مُهران يرزل بي بهدوء غيـاث توجـه لاختـه بسؤال :
غيـاث :: شمالج هرجتي الدنيـا بحسّج عبالك تكهربتي
سَمرة :: خويـه اواب طلّكنييي !
-نشغت جوه ايدي بينمـا تجهمت ملامح غَياث وواضح ما استساغ الخبر ، بـاوع لأواب وسط صمت الجميع و سألـه :
غيـاث :: شنهي يعني طلگتها ؟
باوعله اواب بنظرات آسفة و همس بكسرة :
اواب :: انت اخوي و چنت اتمنـى أكرب نفسي منك أكثر لچن ما بيناتنا قسمـة و الله يوفقها بحياتها
-هو گال هيج و طفر عليـه غياث چلب بخوانيـة بحيث شاله من الكـاع :
غيـاث :: ولك شنهي الطلـگتها هااه ، چـا موش حفيت خاطر تزوجها هساع تگلي قسمة
-باوعلها بنظرة آسف خاطفـة ولزم چـفوف غياث وخرهن عنـه
اواب :: و انت الـصادك يخوي انه چتلت روحي خاطر اخطبها بس ما تراهمنـا
-انتحبت بصوت مسموع و أشتعل هو بأعصـابه:
غيـاث :: اسمعني لك حجيك هذا ما يوچل خبز احجيلي الصدك شنهي الصـار و خلاك تطلك البت
باوع لاختـه و صرخ :
غيـاث :: احجييي انتِ شصاير ؟
-سكتت فجـأة وهي تباوع لاواب اليخزرها بنظرات تحذيرية ارتبكت و صارت تمتمت :
سمرة :: خوي ،،ـه ممصاير هو
-قاطع كلامهـا بنبرة مشحونة :
اواب :: انه احبن مرة ثانية و اريدن اخطبها
مهران :: جيرة بفركك اذا صدگ ولك شنهي شوكت لحكت تحب يالاغم
-وگف غَيـاث عاصر چفوف ايديه و بصوت مخنوك خاطبه :
غيـاث :: اطلع برا اواب
-لمعن عيونه وبصوت مهزوز جاوبه :
اواب :: حـاضر خويه ، طالع
-مشى من گدامنـا مخذول و گبل لا تخطي رجله الباب صاح غيـاث وراه :
غيـاث :: انسى عندك اخو اسمـه غياث !
-وكف ثواني بلا ميندار يمكن ديستوعب ألم الجملة
راح بلا حتى ما ينطي ردة فعل !
ركضت سمرة لبدت بغرفتها و لحكتها زينب ، البدوية مطلعت اصلاً لان كل صلاحياتها بالبيت مقيدة بقينا احنـا الاربعـة واحد صافن بوجه اللاخ نحاول نفسّر الي صار ، اسأل نفسي بداخلي معقوله سمع كلامنـا ذاك اليوم زين هذا شي صار بالمـاضي و مو من حقه يطلكها ، انقهرت عليهم و على غيـاث الي صـار دم من القهر ، تكلم مهران بأسف :
مهران :: لا هذا اكيد تهرفل بسبة الجاي يشوفه بالسـاحة
كفاية :: الله يهديه ، هساع يكعد ويه نفسه و يتندم شنهي وين يلكه مثل سميرة
غيـاث :: خلص سدو الموضوع هذا بعد ماله مرة يمنـا
مهران :: هدي بويه انتم كلكم تعبانين و نفسيتكم تعبانه الله يعينكم الجاي تشوفونه موش هين
-انتبه عمـو مهران لوجودي ، ابتهج وسلم عليه بحرارة
مهران :: شلونج بويه ود شلون صحتج
-الحمدلله عمو صرت احسن
-تنقلت عيون كفاية بيني و بين غيـاث بتلاعب، ما تفوتلها فرصة ، شفتها مو لائقة ما افوت لسمره واهون عليها حتى لو بيناتنا زعل ، دخلت لغرفتها شالت راسها و تجادحت نظرتها طفرت عليه تريد تضربني بس زينب لزمتها عني :
سمـره :: عيفيني خل اطيح حظها هالفكرية
زينب :: بسّج ولج لا تتحيونين البت شعليها انت الماحويتي زلمتج و ظليتي تنبشين بدفاتر عتيجة
-ضمت وجهها بين ايديها و انتحبت :
سمرة :: انه تدمرت شراح يكولن عليه نسوان العشيرة شلون راح اعاين بعيون رفيجاتي هذا الحفى بأيده ورجله خاطر ياخذني و تالي بس عقد و ترهى عافاني
صفنت شويه و استرسلت :
ولچن مدري شماله الزلمة ، چـان طاير بيه شجاه فجأة گلب عليه !
باوعتلي لثواني و تجهمت ملامحها :
سمرة :: كله من وراج و وره امج ساعة السودة الدخلتي بيها علينه
-رديتها بمرارة :
راح اعذرج لان محروك گلبج و مقهورة
سمرة :: فارجي منـا يالحية !
زينب :: بسج عاااد ترى سويتيها ماصخة ، شنهي تعرفينها وتحرفينها چـا غير لگه مكالمات وي رقم مجهول بتلفونج
-انبهت لونها و رأسـًا صاحت :
سمرة :: رقم غريب داك عليه انه شلّي غرض
زينب :: چـا اذا رقم غريب شعدج داكه عليه
-خاطبتها بفزع :
ولج سمرة بس لا رجعتي تحجين ويه عزيز ؟
صفنت شويه بوجهي و بتلعثم اجابت :
سمرة :: شف هاي ام عزيز ، شنهي يمه محور العالم وانه ما ادري ، شوفن اكللچن لا تحجن حجي اكبر من راسچن و ولن من خلقتي يلا
-هزت ايديها زينب و جرتني طلعتني من يمها ، بس گلبي ممرتاح مدري احس وراها مصيبة هالسمرة
طلعنا من يمها و ايدي گلبي مجرد ما اسمع طاريه ينقبض صدري ، سمرة شوكت تتعلم من اخطائها ؟
اليوم ما طلع للسـاحة اعرف باقي علمودي بس گلبه صاير نار عالولد و اعرف بي مقهور من اواب و عليه ، هارون لحد الان مختفي و جهازة صـار مغلق زينب راح تنجن حقها وهي تشوف البث المباشر من بعض الثوار و شلون عالكة بينهم وبين القوات الامنية والكثير من الايـادي الخفية بعد ما سيطروا على جسر النصر و الزيتون ، صارت المواجهـة اشرس و الضحايا بتزايد والجرحى اغلبهم مشروع شهداء لان اغلب اصاباتهم قوية ، شبدينـا عليهم غير رافعين ايدينـا و نبتهل بالدعاء لحد وقت المسـاء نفتت گلوبنـا فت ، اتصل هارون يطمنـا عليه و على اواب و باقي جماعتهم بس خوفنـا صوت الرمي والصياح الظاهر الشغلة حمت و هذهِ الليلة غير كل الليالي تركنـا خلافاتنا و صراعنـا على جنب و توحدنا بالصلاة والدعـاء لولدنـا ، البيوت فرغت من الشباب كلهم هناك مهران يلوب وغيـاث اختنك بعدما يگدر يتلوع بالانتظـار ، و هاي اول مرة اشوف زينب بهذا الانكسـار وكعت على غياث تتوسل :
زينب :: خوية دخيل بخت الله وبختك رجعلي هارون والله گلبي لاسبني عليه من الصبح لهساع
مهران :: ذكري الله بويه موش مساع خابر و گال زينين
زينب :: عمي مجاي تشوف الفيس و الانستا الدنيـا محتركة عالجسـر
هز راسـه بأسف ، طلع تلفونه و ظل يخابر عليهم ولا واحد بيهم يرد
-حاوطناها اني وكفاية حاولنه نهدئها بس ما فاد
زينب :: حبوبات نار مشتعلة بصدري ما جاي تهود گلبي لاچمني عليه
غيـاث :: گولي يا الله خوية ، بلچن نحصلهم و نخليهم يردون
عمـو مهران صاح بحماس و عيونه مثبته عالجوال :
مهران :: حي الله النشامى السباع
-ركضنـا عليه بلهفة ، چـان بمكالمة فيديو ويا اواب ومهران مكدرنه نمد روسنـا و نباوع زحمة بس زينب متحملت اول مشافت هارون هتفت بدموع :
زينب :: هارون ارجع اذا الي خاطر يمك ارجع
هارون :: وين ارجع يمكموعـة شتردينهم يگولون عليه خنيث عاف جماعته وراح لبد يم حرمته
زينب :: شيگولون خلهم يگولون ، چـا و اذا لبدت يم مريتك انه و ابنك ياهو الالنه لو تريد تيتمه مثل ما تيمتنا احنه
هارون :: مسحي دموعج يالعزيزة بأذن الله راجعين منتصرين !
-انهارت و شمرت التلفون بقهر ، حضنتها كفاية واخذتها بعيد تهون عليها و تصبرها ، لحظـات و اجـه صوت أواب مرهق وتعبان ، غيـاث وخر على صفحة بس يبوك النظرة مباوك لشاشة التلفون :
مهران :: هلا بسبع السباع شلونك بويه
اواب :: شلوني اهَيم من الحسن
مهران :: هههه خرب شرفك حتى وانت بهذا الحال تصنف وتقلد
اواب :: چـا شسوي من ضيم گلبي
مهران :: شنهي الوضـع طمنـا اريد اسمع منك لان اعرفن هارون يذب روحـة چتيل بنص الفشك ويكول مامش
اواب :: زينب يمك
بعبوس وقلق جاوب :
مهران :: موش يمي ، احجي شصاير ؟
-صاح بلهجة ساخرة ممزوجة بالحزن :
اواب :: تحولت المظاهرة لمجزره زلامنه كلها تچتلت ، هالمرة الوطن هو الباعنه و الجسر يشهد ، وين المگوار اليفزعلنه !
-صدت عيني بعين غَيـاث حسيته تهشم لألف قطعة بحيث رأسـًا عافنـه و طلع راح عبر للمشتمل ، باوعله مهران بأسف و كمل يوصي اواب بنفسه و يوصيه على هارون حتى ما كلف نفسـه يقنعهم يرجعون لان يدري مستحيل يعوفون جماعتهم هناك ،لحكت غيـاث لكيته ديبدل رأسـًا كتله :
انت وعدتني تعوف هاي الشغلة !
يحجي وياي وهو مستمر يلبس :
غيـاث :: هذا وضـع خاص و اترجاج تفهمين انه ما اكدر اعوفن هلي هناك و البد يمچ
-دنك يلبس حذائه ، صحت اتوسله بدموعي :
و اني هم اهلك ، ماعندي غيرك وين رايح و عايفني
نهض باس جبيني و همس بصوت خفيض :
غيـاث :: هذا سرنا الصغير ، اي شي يصير عليه لا تحجينه
-تشبثت بأيده بكل قواي اتوسلّه :
وييين رايح للموت برجليك الدنيـا مكلوبه هناك ابوس ايدك لا تعوفني اني هم وطنك ، اهلك و ناسك المن عايفني و رايح
-وكف يتأملني و بعيونـه دمعـة مايريد يبچيها ، لزمت وجهه بكفوف ايديـه :
احبك ،، لا تعوفني
لزم كفوفي و همس بصوت مخنوك :
غيـاث :: وانه اموتن عليج ، بس اذا صـار عليهم شي ما راح اسامح نفسي خصـه أويب طلع وهو زعلان مني ، اذا تحبيني صدك كليلي روح خوتك محتاجينك هناك موش غياث الي يترك معركته و يلبد ابيته حاله حال الجبان
-نزلت ايدي بيأس ، بچيت و ماعندي وسيلة اقناع اقنعه يبقى بيها ، اعرفه شجاع ، زلمة ، مغوار مـو ابن ذي قار الي يضم راسـه وقت ما تشتد المعارك زلم الهـور ما يتركون ثارهم و لا
يخلون نارهم تبرد
باس كفوف ايديـه ، و بكل مكان بوجهي زرع بوسـه وكأنه يودعني من غير وداع ، همس مخلي جبينه على جبيني :
غيـاث :: تثقين بيه يو لا ؟
هزيت راسي بـ " اي " لان صوتي نبح و ماعاد يطلع
غيـاث :: خلص چا ثقي بيـه من اكولن راجعلج يعني راجعلج
-تركني و فتح البـاب رد باوعلي و هتف :
غيـاث :: الحب و الحرب
-گالها بضحكة و شمرلي بوسـة بالجو خلاني ابتسم من بين دموعي ، حسيت برجفـان گلبي خايف يمكن مثلي مدري ليش احسّ الليلة ما تشبه باقي الليـالي !
حملت نفسي و مخاوفي و رحت لكفاية الي احتارت تطبطب على منو و تواسي منـو ، اني و زينب ثنينا خارت قوانـا وسَمرة مجروحة بغرفتها و البدوية ما كلفت خاطرها حتى تحتوي كسـرة بنتها !
تجمعنـا بوقت متأخر من الليل ويه عمـو مهران و سيروا علينـا بيت ابو اواب تجمعنا نتابع الاخبـار سوة وعيونا ما فاركت شاشة التلفون الطريقة الوحيدة الي تحس نفسك وياهم ، قريب منهم تتقاسم معاناتهم وتفتخر ببسالتهم ، اهازيج وهوسـات يقشعر الها البدن :
ما ترهبنا الصوتيات، بينا عناد شروكية
نرجع نوكفلك هوسات، وإحنا نسكت الصوتية
ما نتراجع لا هيهات، خل تسمعنا الحزبية
إي والله، إي والله وإسمع ذي قار
من كل شارع، من كل دار
نطلع ما نرضى بأحزاب
وكت السكته أنا لسان، وأنا معلم الحرية
إسمع وأسكت يا بطران، وعلك بإذنك ترجية
و مـا فات الهم هذا الهجـاء فمن بعد ماجانوا مسيطرين على جسر النصر و الزيتون لعدة ايام ساعة 3 الفجر تقريبًا صاروا محاصرين و يمطرون عليهم بالرصاص الحي عشوائيـًا موت صرخـات انتشرت بكل مكـان ، مشاهد قاسية قتل على الهواء مباشرة ...
بتاريخ 28/11/2019 زُرعت شجرة زيتون، لم تكن شجرةً عادية، سُقيت بدماء الشهداء فسرعان ما تجذرت بقوة في ذلك المكان نمت فتفرعت أغصانها بوتيرة سريعة، أوراقها صرخات الأمهات، وكل غصن كان يحمل شهيدًا.
چـان يوم اسود علينـا ، سيارات الاسعـاف ما تلحك تحمل المصابين و عشرات الجثث مرميـة بعرض الشارع
انتهينـا نلطم على صدورنا نريد احد يطمنـا عنهم ماكو
تخيلنـا أسوأ السيناريوهات زينب وكعت و شالوها اما اني توسعت عيوني مثل واحد انطاني جرعة ادرينالين بنص گلبي حتى اعيش الموقف بتفاصيلة بآلامـه واوجاعة اجـه اتصـال لعمو مهران و بس گال الو تغير مصيرنا كلنـا ويه ردة فعله من صرخ بدموع :
مهران :: لا حول و لا قوة الله ، انا لله و انا اليـه راجعون
حسبنا الله و نعم الوكيل
-احسّ رجليه ما عاد يحملنّي مثل الوحدة الي انشلّت
وكعـت !
كفاية :: شمالك يبو فاطمـه احجي ياهو المات
صرخ بصوت ملچوم :
مهران :: اواب جتلوه اوابـنا المايخافون من الله ، چتلو زلمتنا بويه يعگوب تعال ليـه چتلوا وليدي يااابه
-صرخن النسـوان بصوت مجروح :
يبووووو ..
و كم يبو تردد صداها بآذان المدينة ، گم يمه الولد يبني نگالت بهذا اليوم ، كم روح رفرفت الى السمـاء ظلمًا كل الي رادوه وطن .. وطن الهم وبس
ما اكدر اتخطى اللحظـة الي دخل غيـاث علينـا سابح بدم الشهيد حاملـه بحضنـه و مايرضى يتركـه ، يئن بوجع ويردد نفس الجملة :
غيـاث :: چتلو اخوي ، راح اخوي تعال ليه جابر
ابوه لأواب وكع من طوله و امه ملخت نفسها من اللطـم
خلال سـاعات انملى البيت ناس ، نسوان و زلم تلطم عليه اواب الشـاب الخلوق ابو نفس الطيبة ، تذكرت آخر حديث بيناتنا وتحطمت تحطيم ، اني ما اعرف الطم عالميت بس على اواب لطمت اي والله يستاهل احزن اله و كأن الايـام تمر بلمح البصـر شبسرعـة تشيع و صار جثمـان ، اصوات العالم تندد :
نريد توابيت .. ما نريد وطن نريد توابيت !
وهـاي جملة من عشرات الجمل انگالت تخلّدت بذاكرة كل ام شهيد و كل مواطن شريف :
حرگو ولايتنـا ..
لا تجـاوب هذهِ امـه !
تشيعت عشرات الشهداء و الجرحى ترسو المستشفيات
و بوقفـه مؤثرة استقبلت الديوانيـة جثامين الشهداء
باللطم و مشاركتنـا العزاء ، الموضوع ما مر مرور الكرام
هالمرة بأوائل كانون الأول، نظم العديد من المتظاهرين الشباب مسيراتٍ بمحافظات عدة بغرب وشمال العراق منهم الموصل وتكريت والأنبار، للتضامن مع الناصرية وكذلك طلاب جامعات الموصل وتكريت نظموا وقفات احتجاجية حداداً على الضحايا لبسوا الطلاب ملابس سود ورددوا شعارات تشرين وللاسف واجهوا قمع فوري منعوهم من مواصلة احتجاجاتهم.
چانت مشاركة المحتجين في المناطق الغربية لحظة مهمة عابرة للطائفية طغت بيها الهوية العراقية على أي هوية فرعية لخ نددوا بوطنية و ايثار :
نموت عشـرة ، نموت مية
يبقى صوت الناصرية
لكن يبقى السـؤال و اصوات الامهـات ياهو الالها ؟
دموعهن وخسـارتهن ، حسرتهن و جزات الربى منو الينطيهن ؟
خلصت ايام العزاء بلا مواسـاة ، ديرة و كلها مكلومة
تواسي منـو و تخلي منو ؟ ديرة و اصبحت مسرح جريمـة ضاع الحق و لهذا اليـوم محد تحاسب على فعلته !
واكـفة اراقبـه ، صح نايم بس جفونه نَدية ، يهذي بأسمـه و يئن من وجـع صدره :
غيـاث :: خويه اواب ..
-مسحت وجهي و جليت صوتي لابد واحد من عدنـا يتحلى بالقوة حتى يسند الـثاني تقربت ، مسدت على خده بلطف ، جـفل و لزم ايدي بقوة موسع عيونـه هاي الحالة لازمتـه من ايـام مدا ينـام نوم مرتاح واول ميكعد يشهك لو يجفل ، سند روحه على عكوسـه وارتفع جسـمه شويه صافن بالفراغ كعدت يمـه اواسيه :
كافي حبيبي ، كافي اترجـاك هيج تعذبة متخلي ينـام مرتاح
انتحب بصوت مسموع :
غيـاث :: ما اكدر ، لهساع وجهـه ما يفاركني من تصوب جدامي ماتن رجليـه ، ماهيست عالفشگ فوكاي ركضت عليه جريتـه وبيه ما بيه شلّته ، ضحك .. و گالي
اواب :: ادري بيك ما تزعل عليـه يخوي
-شهكت متحملت كلامـه ، استرسل بنحيب :
غيـاث :: گتله و انت شلون تتنومس بالمگوار و اخوك موجود ابتسم و رويحته بدت تنسحب من جسمه
اواب :: چـا شسوي ظلت بنفسي اشوفنه و اعرفه ياهو
غيـاث :: گلتله هذا انه جدامك ، انه المگوار الماعرف يحميك
ما كلالي شي يود ، ابتسم و طارت رويحته بسكوت
يااابويه يا اواب
-حضنته بقوة ، اهمس بمواساة :
كافي حبيبي الله يربط على گلبك لا تسوي بروحك هيج
بحضني و عاجزة اخفف المـه ، سألت ربي يبرد گلبه بهذه اللحظـة ، فقد الاحبـاب مو سـهل خصـوصا على رجل حنين مثله ،
مشت الايـام و الوضع بداخل بيتنا وخارجـه متدهور ، ابويه شفته بس بالفاتحه تسالمنـا سلام بارد بس حسيته مو على بعضـه و العرفته من كفاية متعرض لتهديد من شخصيـة غامـضة تتاجر بالممنوعات مستغلة الظرف الي دتمر بي الديرة و انشغال الحكومة و ديمرر بضاعته بكل اريحية ، سـألت كفاية بوقتها اذا هو تاجر و ديمرر بضاعته شيريد من بابا ؟
ضربت افخاذها بقلّة حيلة و همست :
كفاية :: ما ادري ولچ لحد هساع ما نعرف شنهي الغرض من تهديدة بس كايل لابوج الي يمك دين قديم وصار لزوم توفي دينك ، الزلمـة يعرفنـا بس ما نعرفه
-هو شنـو متعرفونه ماله اسم عنوان
كفاية :: تحجين چنج غشيمة ذوله لا الهم مچان و لا الهم اسم بس يكولون اسمـه الشبح !
-الشبح ؟
كفاية :: و هو فعلا شبح جاي يشتغل ابوج بالظلمة وشكد عند ابوج معارف و ناس واصلة محد عرف ياهو
-عجيب ادري شوكت نرتاح !
كفاية ::اظن بعد مامش راحة حبوبة و الجـاي اصعب من الراح هيج يگلي گلبي ،
- طبطبت على ايدي و كامت :
كفاية :: يله حبوبه اروحن ازهب العشـا ، زلمتج هم خابرج
-لا والله بعد ما خابر ، اكيد هسه بالطريق لان من زمان كال خلصت زيارة و جاي
كفاية :: يوصل بالسـلامة حبوبه عينج منـه
-اومأت راسي بأبتسـامه ، راحت و سديت الباب وراهـا
رنّ تلفوني معلن عن وصـول رسـالة ، تقربت بلهفة حسبالي غيـاث ، لكن الـصدمة چـانت من فتحت الرسـالة :
-شلونج يـا هيل !
و آني خليتهم و اجيت 🗡️🥀
بالگوة كتبته
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم