رواية هالة الفصل الواحد والاربعون 41 بقلم جميلة القحطاني


 رواية هالة الفصل الواحد والاربعون 

كانت مها ويمنى تحضّران الحلوى لمناسبة صغيرة أُعدّت خصيصًا لعودة فارس بعد غيابه.
أما سيف فكان منشغلاً مع فرح في ترتيب صور قديمة للعائلة، وكانت كل صورة تحكي عن مرحلة.
ضحك، ودموع، وغياب، ووجع لكن الأهم، هو الترابط اللي ما اتقطعش أبدًا.
في الجانب الآخر من الحديقة، كان يحيى يتدرّب على العزف مع سامر الذي قرر أن يعلمه آلة العود، وسط تشجيع بيسان التي لم تكف عن التصوير والمزاح.
ضحكاتهم علت، ووصلت لآذان الجد فابتسم، وقال في سره:همّ دول اللي هيفضلوا شايلين اسم العيلة بعدي.
لكن وسط هذا الدفء ظهرت سحابة صغيرة.
دخل كمال الدمنهوري، والد يحيى وفارس، وهو يبدو غاضبًا.
نظر للجميع، ثم سأل بصوت مرتفع:مين اللي بلغني إن فارس رجع؟!
كنت آخر واحد أعرف؟
وقف فارس بثقة، وقال بهدوء:أنا اللي طلبت محدش يبلغك عارفك مشغول، ومش فاضي لأخبار مالهاش معنى بالنسبة لك.
تصاعد التوتر، وتقدّم عاصم الجد بصوته القوي المعتاد:كفاية! البيت ده اتبنى على الاحترام وإحنا مش في ساحة حرب.
ثم أشار بإصبعه لفارس وسيف ومها:إنتوا ولادي مش عايز أسمع تاني عن خصام أو بعد.
الدنيا متغّيرة، والعيلة هي الحصن الوحيد.
ثم سكت لحظة، ونظر لزوجته وقال بابتسامة:بس رغم كل شيء لسه اللمة دي هي أغلى نعمة.
في جناحها بالمستشفى، كانت مروة مستلقية على السرير، وملامح وجهها شاحبة كأنها انعكاس لسنوات من الصبر المنكسر.
يدها اليمنى تحمل محلولًا، وعيناها تتابعان حركة الممرضات دون تركيز، بينما يدها الأخرى وُضعت فوق بطنها بحذر وكأنها تحميه من الدنيا.
دخلت شقيقتها بهدوء، وضبطت الوسادة خلفها، ثم قالت بتردد:هاني عرف إنك هنا.
لم تنطق مروة فقط رمشت بعينيها ببطء، وهمست:ياريته ما عرفش.
مرت لحظات وفُتح الباب.
دخل محمود، وكان يحمل وردًا بسيطًا في يده… ورد بلونٍ ناعم يشبه إحساسه بها.
وقف بجوار السرير، وقال بابتسامة حنونة:جبته بنفس اللون اللي بتحبيه مش ناسي.
نظرت له مروة، ثم خفضت عينيها، وكأنها تشكره بصمت.
جلس على الكرسي بجوارها، وقال:ما تخافيش أنا مش جاي أعاتب، ولا أسأل جاي أطمن، ولو احتجتي أي حاجة، أنا موجود.
في عينيه كانت حكاية طويلة.
منذ أن وقعت عينه عليها لأول مرة وهي تُمسك بيد هاني أمام الجميع، وتضحك ضحكتها البريئة.
يومها فقط، عرف محمود أنه لن يُحِب بعدها أحدًا، لكنه كتم كل شيء احترم اختياراتها، وأبعد نفسه، لكنه لم يبتعد عن ..


تعليقات