رواية حارة العاشقين الفصل الواحد والاربعون 41 بقلم نهله زغلول


 رواية حارة العاشقين الفصل الواحد والاربعون 



'حارة الجبالي'

نزلت 'مياسين' من السيارة الأجرة واقفة أمام بناية 'الجبالي'
يتبعها أبنتها و أبنها الذي يحمل بين يديه حقائبهم 

شعر 'باشا الصغير' بالأشمئزاز من تلك المنطقة الشعبية قائلاً :
-هنعيش هنا أزاي الحارة شعبية أوي 

استمع إلى صوت سكب المياه بجواره علي الأرض بالتزامن مع صوت قهقهت الواقفة في شرفة شقة من شقق بناية 'الجبالي' 

إصابته الدهشة بعد أن رفع رأسه عالياً ينظر إلى الواقفة التي لا تنتبه بعد أن انتهيت من نشر الغسيل و سكب المياه المتبقية من بعد عسره

تمتمات 'مياسين' قائلة :
يا الله صبرني 
Oh God, give me patience

طلبت منه دخول بناية الجبالي قائلة :
-خلينا ندخل العمارة

دفع 'باشا الصغير' الحقائب علي الأرض قائلاً :
-لأ .. دي رمت المياه علي الأرض و لا كأنها شايفانا

طلبت منه 'لميس' دخول بناية الجبالي قائلة :
-أنت عايزنا نتخانق هنا أنت مش شايف الحارة شعبية إزاي دول ممكن يخلصوا علينا

صاح بها 'باشا الصغير' قائلاً :
-أنت خايفة من المعفنة دي

انتبهت أخيراً الواقفة في شرفة المنزل أنها كانت السبب في ذلك الجدال قائلة :
-أنت بتشتم مين يا فندي

رفع 'باشا الصغير' رأسه عالياً يجيبها قائلاً :
-هو في حد غيرك

لطمت 'دهبية' علي صدرها بكف يدها اليمني قائلة :
-يالهوي هو كل الكلام ده عليا أنا 

ألقت سلة الغسيل التي بين يديها على الأرض فتحت باب الشقة نزلت سريعاً علي الدرج 

ما أن وقفت 'ذهبية' أمامه

قلب 'باشا الصغير' عينيه وهو يتمتم بالسب لنفسه بالإنجليزية 

لطمت 'ذهبية' علي صدرها بكف يدها اليمني قائلة :
-أنت بتشتمي بالإنجليزي ده انت ليلة أمك سودة مني

حاول 'باشا الصغير' الإبتعاد عنها قائلاً :
-أنا ساكت لك علشان أنت ست مع أنك لا ست و لا حاجة

رفعت 'ذهبية' نعلها عالياً في حركة عشوائية لينزل بين كف يدها اليمني قائلة :
-أنا مش ست أنا ذهبية اللي ليها جميل في كل بيت في حارة الجبالي و عايزة الجاميل دي يطرد لي فيك دلؤتي .. يالهوي

حاولت 'مياسين' أن تعتذر لها قائلة :
-إحنا آسفين يا آنسة ذهبية

وقفت 'لميس' أمامها قائلة :
-إحنا آسفين يا آنسة ذهبية 

فصل شجارهما صوت 'صخر' الذي آتي من خلفهما قائلاً :
-معلم ناجي 

خرج 'القصاب' من محل الجزارة الخاص به يحاول أن يفهم ما يحدث :
-في أيه يا معلم صخر

أرتسمت الدهشة علي ملامح وجه يسألها :
-بتعملي أيه يا ذهبية 

أنزلت 'ذهبية' نعلها تشرح له قائلة :
-يا با الواد كان بيشتمني

هنا تدخل 'صخر' يسأله :
-أنت مين يا أبني

أرتسمت الدهشة علي ملامح وجه 'باشا الصغير' بعد رؤيته خوف 'القصاب' و 'أبنته' من 'صخر' :
-أنا كنت واقف أنا و أمي و أختي بندور علي عمارة الجبالي فجأة لقينا المياة اترمت علينا و بعدها نزلت تتخانق معانا 

صاح 'صخر' بوالدها قائلاً :
-بنتك عاملة قلق ليه

عاد يقف أمامها قائلاً :
-اطلعي فوق 

أرتجف جسد 'ذهبية' خوفاً قائلة :
-حاضر يا عم صخر 

أعتذر له 'القصاب' بعد أن ركضت أبنته 'ذهبية' سريعاً إلي داخل بناية 'الجبالي' :
-حقك عليا يا معلم صخر أنا هتصرف معاها
-حقك عليا يا أستاذ 

طلب منه 'صخر' الذهاب إلى داخل محل الجزارة :
-بنتك لو فضلت تتخانق كده في الحارة محدش هيفكر يتقدم لها
روح لأكل عيشك يا معلم ناجي 

أومأ 'القصاب' برأسه معتذر له للمرة الثانية قائلاً :
-أنا هتصرف معاها 

ركضت'لميس' تحتضنه و تنتحب قائلة :
-عم صخر محتاجة لك أوي

ارتسمت الصدمة علي ملامح وجه 'صخر' يسألها :
-أنت مين يا بنتي

رفعت 'لميس' رأسها تجيبه قائلة :
-عم صخر أنا لميس بنت كريم الجبالي و ده باشا أخويا 

ما أن استمع 'صخر' إلى كلماتها شعر بأن العالم توقف عن تلك اللحظة ..

طلب من الواقفة بعيداً عاقدة ساعديها فوق صدرها :
-خلينا نطلع شقة الجبالي و نتكلم 
-
"أستوديو التصوير"

نزلت 'سمرة' من الحافلة الصغيرة واقفة أمام أستوديو التصوير تحمل بين يديها الجرنال الخاص بالمسابقة

حاولت أن تهدأ حتي تراه و تنتهي تلك المقابلة .. 

ما أن توجهت إلى الداخل
شعرت بالخجل الشديد من هيئتها و ملابسها 
بعد رؤيتها الملابس الأنيقة و الماركات العالمية التي يرتدونها المتقدمين للمسابقة..
استندت بظهرها إلي الحائط منتظرة الوقت الذي يمر ببطء شديد ..

ما أن رأي 'حمزة' الواقفة
تقدم نحوها يسألها :
-اسمك أيه

دخل الخوف بداخل قلبها بأنه سيستدعي رجال الأمن يلقوا بجسدها بالخارج ..
علما منها بأنها غير مناسبة لذلك المكان !!

إجابته :
-سمرة

أبتسم 'حمزة' و هو يخبرها :
-ملامحك الشرقية و لون بشرتك ينفعوا

حاولت 'سمرة' أن تفهم :
-ينفعوا لايه

إجابها 'حمزة' :
-دور بنت شعبية شكلك و جسمك و حتي أسمك
ينفعوا للدور 

فتحت 'سمرة' فاها ببلاهة :
-أنا مش فاهمة حاجة هو أنا مش هقابل أستاذ جاسر

أومأ 'حمزة' برأسه رافضاً :
-هخليك تقابلي أستاذ شاهر المصري بيدور على بنت تعمل دور شعبي دور البنت الراقية اللي عايزه جاسر الفقي مش هيليق عليك
مد يده يرحب بها :
-اسمي حمزة أو قولي حمزاوي

أرتسمت الصدمة علي ملامح وجه 'سارة' رؤيتها الواقفة بعيداً يرحب بها المسؤول عن تنظيم تلك المسابقة :
-حمزة بيتكلم مع سمرة في أيه و أيه اللي دخلها هنا

ارتسمت ابتسامة شيطانية علي شفتي 'سمرة' بعد أن رأت 'سارة' واقفة بعيداً 

تمد يدها تسأله :
-اتشرفت بمعرفتك 
-هي سارة بتشتغل أيه مع أستاذ جاسر

أبتسم 'حمزة' و هو يخبرها :
-ضحكتك جميلة أوي
-سارة تبقي مديرة أعمال جاسر
-ها موافقة نشتغل مع بعض

أومأت 'سمرة' برأسها موافقة :
-موافقة 
-
"الحافلة الصغيرة"

بعد ارتداء 'ياسمين' الزي الخاص الرجال لتلتحق بالتدريب للمباراة صعدت إلى الحافلة تحاول البحث عن مقعد تجلس عليه .. حقيقة الأمر ..
هي لعنت نفسها علي حماقاتها المتتالية !!
ما أن رأت المقعد الخلفي فارغ حملت حقيبتها فوق كتفها الأيمن متوجهة إلى آخر الحافلة لتجلس علي المقعد..
استمعت إلى صوت يأتي من خلفها :
-الكرسي ده خاص بكابتن آسر المصري كابتن الفريق ممكن تتفضل في أي كرسي ثاني 

ارتجف جسد 'ياسمين' عند استماعها إسمه تارة أنه سيكون مدرب الفريق تارة أخرى 

أومأت برأسها تسأله :
-أقعد فين 

إجابها بعد أن أشار لها إلي الكرسي المجاور لكرسي 'آسر' قائلاً :
-الكرسي اللي جنبه فاضي كابتن آسر المصري مش هيفضل في المعسكر التدريبي زينا لأنه لسة خارج من المستشفي

سألته :
-هو أنا لو عايز اتدرب و أرجع ثاني ينفع

أومأ برأسه :
-دي حاجة اختيارية إحنا هنا هنفضل لأن المسافة بعيدة 

أومأت 'ياسمين' برأسها تخرج رأسها من شرفة الحافلة بعد أن رأت سقوط الأمطار الغزيرة بالخارج 

قطع شرودها استماعها إلى صوت ترحيب من الفريق بالمدرب ..
-حمد لله على سلامتك يا كابتن آسر 

بللت شفتيها بطرف لسانها خوفاً من القادم على رأسها ..

ما أن أنتهي من الترحيب بالأعضاء تحركت الحافلة ..

بعد أن جلس على الكرسي المجاور لها واضع حقيبته الرياضية أمامه علي الأرض ..

ما أن رأي الجالسة بجوراه لف وجه يسألها :
-أسمك أيه 

إجابته :
-ياسين 

طلب منها فتح نافذة الحافلة :
-خليها مفتوحة يا ياسين 

حاولت الهرب من نظرات عينيه تفتح نافذة الحافلة ..

ما أن رأي أنها ترتجف من البرد القارس سألها :
-أقفلها لو عايز 
_
شقة 'عائلة الجبالي'

حك 'صخر' مقدمة أنفه قائلاً :
-أنا مكنتش أعرف حكاية جواز كريم و لا أنه عنده بنت

وضعت 'مياسين' ساق تعتليها الساق الأخري ..
بعد أن رأت نظرات عيون 'كارين' التي ترمقها بنظرات حقد قائلة :
-معلم صخر لو أنت فاكر أن جاية علشان ورث لميس تبقي غلطان 
-أنا عندي فلوس قد ورثها مرتين -أنا جاية علشان لميس تبقي مع أخواتها و تبقي تحت حمايتك و حماية الحاج صالح بالرغم من أن عارفة أنها صعب تعيش هنا في حارة شعبية
-أنت شفت طبعاً اللي حصل لما وصلنا 
-أنا مش عايزة لميس تعيش في مجتمع أوروبي 
-أنا عايزها تمشي على العادات و التقاليد الشرقية 

خرجت 'ورد' من غرفة الطبخ تحمل بين يديها صينية موضوع بداخلها أكواب من الشاي و القهوة قائلة :
-اهلا و سهلاً منورنا

ابتسمت 'مياسين' قائلة :
-اهلا و سهلاً بك
-مردتيش عليا يا معلم صخر

لفت وجهها تنظر إلى 'الحاج صالح' تسأله :
-مسمعتيش ردك يا حاج صالح

دمعت عيون 'الحاج صالح' يفتح ذراعيه لحفيدته 'لميس' قائلاً :
-شبه كريم الله يرحمه 

نهضت 'مياسين' من مكانها قائلة :
-بعد إذنكم عايزين شقة لوحدنا لأننا مش هينفع نعيش كلنا مع بعض 

احتضن 'الحاج صالح' حفيدته قائلاً :
-خلي لميس تعيش معانا

أومأت 'مياسين' برأسها قائلة :
-حفيدتك مقدرش أبعدها عنك 
-أنا و باشا هنعيش في أي شقة 
يا معلم صخر 

سأله 'صخر' :
-انت إسمك باشا 

ما أن فتح 'باشا الصغير' فاه يجيبه

تدخلت 'مياسين' قائلة :
-هنعيش في أي شقة يا معلم صخر

تنحنح 'صخر' يخبرها :
-الشقة اللي هتعيشوا فيها أدام شقة ذهبية 
-

تعليقات