![]() |
رواية حارة العاشقين الفصل الثاني والاربعون بقلم نهله زغلول
شقة 'عائلة الجبالي'
حك 'صخر' مقدمة أنفه قائلاً :
-أنا مكنتش أعرف حكاية جواز كريم و لا أنه عنده بنت
وضعت 'مياسين' ساق تعتليها الساق الأخري بعد أن رأت نظرات عيون 'كارين' التي ترمقها قائلة :
-معلم صخر لو أنت فاكر أن جاية علشان ورث لميس تبقي غلطان أنا عندي فلوس قد ورثها مرتين أنا جاية علشان لميس تبقي مع أخواتها و تبقي تحت حمايتك بالرغم من أن عارفة أنها صعب تعيش هنا في حارة شعبية أنت شفت طبعاً اللي حصل لما وصلنا أنا مش عايزة لميس تعيش في مجتمع أوروبي و عايزها تمشي على العادات و التقاليد الشرقية
خرجت 'ورد' من غرفة الطبخ تحمل بين يديها صينية موضوع بداخلها أكواب من الشاي و القهوة قائلة :
-اهلا و سهلاً منورنا
ابتسمت 'مياسين' قائلة :
-اهلا و سهلاً بك
-مردتيش عليا يا معلم صخر
لفت وجهها تنظر إلى 'الحاج صالح' تسأله :
-مسمعتيش ردك يا حاج صالح
دمعت عيون 'الحاج صالح' يفتح ساعديه لحفيدته 'لميس' قائلاً :
-شبه المرحوم كريم
نهضت 'مياسين' من مكانها قائلة :
-بعد إذن المعلم صخر عايزين شقة لوحدنا لأننا مش هينفع نعيش كلنا مع بعض
احتضن 'الحاج صالح' حفيدته قائلاً :
-خلي لميس تعيش معانا
أومأت 'مياسين' برأسها قائلة :
-حفيدتك مقدرش أبعدها عنك
-أنا و باشا هنعيش في أي شقة
سأله 'صخر' :
-انت إسمك باشا
ما أن فتح 'باشا الصغير' فاه يجيبه
تدخلت 'مياسين' قائلة :
-هنعيش في أي شقة يا معلم صخر
تنحنح 'صخر' يخبرها :
-الشقة اللي هتعيشوا فيها أدام شقة ذهبية
قلب 'باشا' عينيه متمتم بالسب لنفسه
-ممكن نرجع الفندق أحسن
طلبت منه 'مياسين' الصمت لدقائق من الوقت قائلة :
-فين الشقة يا معلم صخر
ما أن استمعوا إلى أصوات مباركات تأتي من الشارع
وقفوا في شرف غرفهم يسألوا :
-عند مين الزغاريد دي
-خلينا نشوف الشقة
قالتها 'مياسين' بعد أن رمقت 'كارين' بنظرات حقد
-هجيب المفاتيح
قالها 'صخر' متوجهاً إلى داخل غرفة نوم 'ورد'
-
"حارة الجبالي"
إجابة 'المرأة' الواقفة في شرفة منزلها بعد أن سألتها 'الحاجة عائشة' قائلة :
-دي منال بنت حامد درويش أتقرا فاتحتها عقبال بناتك يا حاجة عائشة
ابتسمت 'الحاجة عائشة' قائلة :
-يخلصوا تعليمهم أوي
ما أن وقفت زوجة 'حامد درويش' في شرفة منزلها قائلة :
-دي قراية فاتحة منال
ابتسمت 'الحاجة عائشة' قائلة :
-ألف مبروك
ما أن وقفت 'مريم' شقيقة 'صخر' في شرفة غرفتها قائلة :
-الف مبروك لمنال
وقفت 'منال' بجوار والدتها قائلة :
-الله يبارك فيك يا مريم عقبالك
أبتسمت 'مريم' قائلة :
-لما أخلص جامعة الجواز بعدين
-مبروك فين الزغاريد يا بنات
قالتها 'الحاجة عائشة' لتنهي هذا الجدال
أبتسمت 'مريم' تطلق واصلة من الزغاريد
قاطعتها زوجة 'حامد' قائلة :
-و النبي لاخدك لابني محمود
وقف 'محمود' في شرفة المنزل قائلاً :
-العريس معجب بجدك أوي
حدقت 'مريم' عيونها واضعة خصلات شعرها خلف أذنها خجلاً من ردة فعله
-أنا هروح أشوف صالح أخد الدوا و لا لأ
قالتها 'الحاجة عائشة' مبتسمة بعد أن علمت بأنه لم يهتم بأمر هذه الزيجة
-
شقة عائلة 'درويش'
-جدو درويش أي حد يحبه ربنا يدي الصحة
قالتها 'منال' مبتسمة بعد أن رأت 'العريس' برفقة 'جدها'
-مكنش ليه لازمة تنزل و تتعب نفسك
قالها 'العريس' يمد يده إلي 'درويش'
-هستناك نلعب طاولة مع بعض
قالها 'درويش' واضع أنامله علي كتفه الأيمن
أبتسم 'العريس' يحتضنه قائلاً :
-أن شاء الله
ما أن ذهب 'العريس' برفقة 'والده'
أبتسمت 'منال' متوجهة إلى داخل غرفة نومها تتبعها 'والدتها'
تاركين 'محمود' واقفاً مقابل له 'مريم' في شرفة غرفتها
دقائق من الوقت ..
من مراقبتها له كانت كافية لتسارع دقات قلبها ..
أخرج زفيرا من شفتيه
بعد أن وضع سيجارته بين أنامل يديه و اليد الأخري تحمل هاتفه المحمول ..
زفرت 'مريم' لاعنة تلك الحالة قائلة :
-غبي
حاول 'محمود' كتم صوت ضحكته قائلاً :
-عاملة أيه يا أبلة مريم
لتجيب 'مریم' لاعنة هذا الوسيم فقد نفذ صبرها انتظرت طويلا حتى يفهم ..
ما تكن له من مشاعر الحب
-الحمد لله
وضع سيجارته تتوسط شفتيه قائلاً :
-عاملة أيه يا عروسة
أبتسمت 'مریم' معجبة بهذه الكلمة التي يرددها دائما اعتقاداً منه أنه يستفزها ..
لا يعلم أنها أصبحت كلمة خاصة بها هي فقط 'عروسته' ..
استمعت إلي كلمات الواقفة في شرفة منزلها قائلة :
-علشان كده فركشت خطوبتي علشان مريم بنت الجبالي خرابت البيوت
لطمت 'مريم' علي وجهها قائلة :
-يا نهار أسود
خرجت 'الحاجة عائشة' من غرفة الطبخ واقفة أمام شرفة غرفة الصالون قائلة :
-فضحتنا في الشارع يا حاج صالح .. صخر فين
-البت دي عايزة تتأدب
قالها 'صخر' بعد أن خرج من غرفة نوم 'ورد'
يطلب من زوجاته الأربعة تأديب هذه المرأة
-
مزرعة 'باشا'
ما أن دخلت 'شريفة' برفقة 'زيدان' داخل المزرعة دارت عينيها تبحث عنه ..
هنا سألها 'زيدان' بعد أن جلس على الأريكة بجوارها قائلاً :
-شكلك متوترة
نهضت من مكانها تنظر إلى صورته المعلقة على الحائط مبتسمة معجبة بوسامته قائلة :
-تلاقي بيخطط لحاجة أخبث راجل شفته في حياتي
خرج 'باشا' من غرفة المكتب متوجه إليهم ..
ما أن رأي الواقفة واضعة أناملها حول خصرها
طلب منها التقدم معه إلي داخل غرفة المكتب قائلاً :
-تعالي ورايا المكتب
زيدان البيت بيتك طبعاً
أبتسم 'زيدان' بعد أن فهم أن هناك معركة ستدور بينهما ..
رفعت 'شريفة' حاجبها الأيمن قائلة :
-الذوق بيقول أن الستات الأول
لعق 'باشا' شفتيه معجبا بجمال هذه المرأة الشرسة قائلاً :
-مش لما يكون في ستات ده أنت أرجل من الحارس اللي واقف برة
زفرت 'شريفة' لاعنة تلك الحالة قائلة :
-خلينا نتكلم في المكتب أحسن
ما أن توجه 'باشا' إلي داخل غرفة المكتب
جلست 'شريفة' علي الكرسي قائلة :
-قلت لك الستات الأول
-ما أنت دخلتي و قعدت
قالها 'باشا' جالساً على سطح المكتب الخشبي
يحمل بين يديه الأوراق الخاصة اتفاقية الزواج
-أقري و شوفي عايزة تزودي أيه
قالها 'باشا' واضعاً يديه بداخل جيب بنطاله يخرج علبة السجائر
-أيه ده
قالتها 'شريفة' تأخذ الأوراق من يديه
ما أن بدأت بالقراءة فتحت فاها واضعة أناملها علي شفتيها قائلة :
-اتفاقية جواز
وضع سيجارته تتوسط شفتيه قائلاً :
-دي اتفاقية جواز بينا كل واحد يضيف شروطه عايزة تضيفي حاجة براحتك
-مين قالك أن عايزة حاجة منك
قالتها 'شريفة' لاعنة تلك الزيجة
أبتسم 'باشا' بخبث قائلاً :
-أنا عارف أنت عايزة أيه و أنا بوفر عليك
تركت البند الأول و الثاني و الثالث الخاص بحقوقها المالية ..
قرأت البند الرابع الخاص بحقوقها الزوجية قائلة :
-جوازنا هيبقي علي ورق
زفر 'باشا' دخان سيجارته في وجهها قائلاً :
-جواز مصلحة بصراحة أنا محتاج لك معايا
رفعت 'شريفة' حاجبها الأيمن قائلة :
-محتاج لي في أيه
-أنت عارفة أن حلفت اليمين كوزير الشباب و الرياضة و محتاج ندوة صحفية بما أنك رئيسة جمعية نسائية و الكلام الفارغ ده
قالها 'باشا' واضعاً سيجارته بداخل المنفضة الموضوعة على سطح المكتب بجواره
-كلام فارغ أيه الجمعية دي أنا عملتها علشان تطالب بالمساواة بين الراجل و الست
قالتها 'شريفة' ناهضة من مكانها واضعة أناملها حول خصرها
-الست ربنا خالقها مقاومات و قدرات معينة
قالها 'باشا' واضعاً يديه بداخل جيب بنطاله يخرج علبة السجائر
-قدرات و مقاومات معينة أيه أنت عايش فين الجمعية دي أنا عملتها علشان تدافع عن حقوق المرأة من قهر الرجالة
قالتها 'شريفة' بعد أن جلست على الكرسي المقابل له مرة أخرى
-أنت فيمنست بتنادي بحقوق المرأة و كارهة الراجل دي حاجة ترجع لك مصيرك هتحتاجي لراجل
قالها 'باشا' واضعاً أنامل يديه على البند الرابع من العقد الخاص باتفاقية الزواج
أخذت الورقة من يديه تعيد قرائها قائلة :
-أحتاج لراجل في أيه دي إهانة لكرامة المرأة
-إهانة لكرامة المرأة في أيه لما تبقي مع الراجل في السرير لما تكون محتاجة له تروح لحد عنده
قالها 'باشا' واضعاً سيجارته تتوسط شفتيه
-هنعدل إتفاقية الجواز
قالتها 'شريفة' واضعة أنامل يديها على ياقة قميصه
-
