رواية ساقي الود الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم هاله ال هاشم

 

 

 

رواية ساقي الود الفصل الثاني والأربعون بقلم هاله ال هاشم


انا البعيوني اسولف و افهم الناس
ما محتاج تشرحلي ظروفك
عفتنه و من عفتنه ما نسيناك
وچفنه المارضى يفارك جفوفك
كبل بس بالاحزان تهل العيون
حنة و بالدمع وك كمت ادوفك
اذا انت جرح ما اريدك تطيب
اروف بصفك و لا ما اروفك
واذا تطلب عيوني و داعتك هاك
عمت عين العيون الما تشوفك

صبـاح الهلالي 

________ ود _______

ويـا صـوت سحب الاقسـام ، ذَبيت نفسي فوك ابويه ، اي التاريخ يعيد نفسه لكني هالمرة تصـرفت بشجاعة ما جبنت وفديت ابويه بنفسي ، كنت مستعدة لتلقي الرصـاصة بدل عنـه ، حضنته بكل قوتي ، مغمضة جفـوني حيل ، مرحبـة بفكرة المـوت بدل عنه او ويـاه ، تسـارعت نبضـات گلبي ، خدرت اوصـالي ، حسيت بنهاية العالم الى ان اجت نبرة الشـاب و هو يتكلم بتلاعب :

-بختـك بيـها هالمـرة !

-فتحت جفوني مثـل الممصدك ، بقيت حاضنه بابا حيل ودموعي تنزل سكته ، توقفت كل اعضائي بما فيهم رياتي 
عجزت اجـر النفس حسيت طـلع من طبطبة ايد بابا على ظهري ، شـهكت بصوت عالي مثل ميت كالوله ارجـع بعد الك قسمـة تعيش ، صرخت ، بچيت بدموع ثگلى :

بابا ، كُلي احنـا صدك عايشين ، ما گتلونا بابااا

سليمـان :: على هونج بويه لا يوجف گلبج ، غداچ الشـر
شيلي راسج و تنوعي راحوا يبعد ابوچ 

-رفعت راسي بمقدار قليل ، سنوني صگت و الدم جمـد بعروكي ، همست بنبرة ترجـف : خنجـر ،، جلال معقوله كتلوهم 

توسعت عينـه مثل الاجتـه لحظة ادرك ، توگأ على ايده ونهض يمشي بسـرعة بأتجـاه الباب تبعته وآني اتعثـر بخطواتي الرهبة خانكتنا و برودة الجـو لسعتنا ، شفنـاهم ممدين عالارض مغمي عليهم والدم يسيل من مؤخرة راسهم ، صرخت لا اراديًا ، اشرلي بابا على حلكه بمعنى اسكتي ، قرفص يم راس خنجر يتفحص نبضه :

سليمـان :: عدل ما ميت ، مناعيل الوالدين طاكينهم غدر وفاقدين الوعي 

تحرك خنجر بمكـانه وهو يئن متألم و بلا وعي لزم راسـه 
فتح عيونـه تحسّه مشوش ، صاح بتعب :

خنجر :: ضربوني براسي ماهيست بعد شصـار 

سأله بابا وهو يحاول يصحي جلال :: ادري ماشفتوهم من دشوا

خنجـر :: سمعت حركة خفيفة و بعدهـا اظلمّت الدنيـا بعيني 

-كعد جلال يفرك براسـه و حاله مو احسن من حال خنجر

جلال :: اخ بويه راسي تفلش 

سليمـان :: وانت اللاخ هم اظلمت الدنيا بعينك و ماهيست حسهم

جلال :: بويه وعلي ما هيسته تگول خطف من جدامنا مثل الشبح ، اخ بويه نزل مخي بحلجي 

-يحجي ويفرك براسـه متوجـع وآني بس عيوني يمهم فكري گُله يم المشهد العشته و ليش خلانا الشبح عايشين 

سَندناهم و دخلناهم للبيت ، دهشني ثبـات ابويه بهيج موقف و شلون واجه الموت ببسـالة بداخلي اكول لعد شگد عايش گبل مثل هيج موقف ، جبنـا صندوك الاسعافات وبلش بابا يعالجهم بتأني بس احس عيونه تايهه و فكرة شـارد كل شوية يرمقني بنظرات ما عرفت افسّرها حسيته هم محتاج يصرخ ، بس كتم كلشي حتى لا نتبعثـر ،

خنجـر :: شراح تسوي عَمي ؟

سليمـان :: شسوي يعني ، خذو اليريدونه بعد ما يجربون صوبنـا

جلال :: انه متعجب شلون ما طگوك عمي

-رمقه بابا بنظرة خلت وجهه يفلت 

جلال :: السموحه منك عمي بس گلنا نعرف الشبح يريد يچتلك 

-خزره خنجر خلاه يسكت ، تساءلت :
صدك بابا ، برأيك ليش خلونـا عايشين ، اني لحد هذه اللحظة ممصدكة ؟

ترك الي بأيده وصفن بالفراغ شويه و گال :

سليمـان :: هو ما خلاني عايش لسواد عيوني بس الوكت ما چان مناسبه 

-عقدت حواجبي بتسـاؤل :
شنـو قصدك بابا ؟

باوعلي بنبرة طَويلة و همس :

سليمـان :: هسـاع خلونه نرتاح وبعدين نسـولف ، وما اوصيكم الصـار بيناتنا ما اريده يطلع 

خنجـر :: تم عمي 

باوعلي و كرر كلامـه يأكد :

سليمـان :: ولا حتى كفاية !

هزيت راسي بـ" اي " اعرف قصـده ميريد حتى غياث يعرف 

طلع علينـا النهار و عيونا ما شافت النـوم ، بقيت الوب على بـابا المنزوي لوحدة و ميقبل يحاجيني لحد العصـر اخذتله چـاي وكليچة و دخلت اول ما شافني برطم ودموعـه هلّت فتحلي ذراعـه ، تركت الصينية و ركضت لبدت بحضنه ، تحاضنت دموعنـا و تسـامرت شهكاتنا سوه ، تگلم بنبرة مهزوزة : 

سليمـان :: ليش ذبيتي روحج فوكـاي ولج حتى الچيلة حرام بيـه 

-ششش بـابا اسم الله عليك ، تروحلك فدوة الروح و لو رجـع بيه الوكت هم چـان ذبيت نفسي فوك ماما 

احتضن وجهي بين ايديه و تكلم بنبرة يائسة :

سليمـان :: اظن لهنـا و خلصت خبزتنا بهاي الكاع ، احنه لازم نشد رحالنه و نشوفلنه مچـان نلبد بي 

بعبوس رديت :
وين و شلون اروح وياك وآني على ذمة رجـال بابا 

سليمـان :: افهميني بويه ، السـالفة اكبر منج و مني وجودنا هنا مصدر خطر للناس النحبهم

-هزيت راسي بـ " لا "
كلامك ضرب من الجنون بابا ، تريدني اغدر غياث هيج غدرة والله العمر كله ما يسامحني 

سليمـان :: ما يسامحج بس عايش ويشم الهوا موش يمج وعلى اي ساعة يطگونه

انتفضت من مكاني اروح واجي گدامه مثل واحد يتگلى على نار تلظى : لااا مستحيل 

سليمـان :: هو شنهو المستحيل ، انه شحجيت وياج گبل يومين موش كتلج ظلتنا بحياتهم تحركنا و تحرك وادم مالها صوچ ؟

-بلا شعـور صرخت بوجهه :
لا تشيلني ذنب اخطاءك بابا 

سليمـان :: انه ما جاي اشيلج شي انه جاي انطيج حل نطلع بي من الورطة بأقل الخساير 

-وليش بحلولك دائمًا تضحي بيه ؟ ليش تدوسني بكل مرة لخاطر تنقذ نفسك و تنقذ غيرك ؟

ضربت على صدري و استرسلت :

اني بنتك سليمـان ، اني مو كبش فداء و لا مداس تدوسه وتمشي بلا رحمة 

سليمـان :: وسفه عليج اذا هيج حسبتيها 

-لعد شلون احسبها فهمني ، اشرحلي لأن اني غبية واستيعابي بطيء 

سليمـان :: الشبح نفسـه عزيز و بعد اليوم تأكدت عزيز عند وعده و راح يسوي البراسه اذا موش اليوم باجـر 

-برعشة شفايف همست :
عزيز ؟ شـ ،، شلـون 

سليمـان :: مثل ما جاي اكلج جنت شاك بس هسه متأكد وابصم بالعشرة هالكـو*** التر*** هو وره كل مصايبنه حتى الزلمة الي صوب رجلج بچتفه عزيز

-تهاويت عالقنفـه واحسّ الهوا تكسّر بصدري :
شنو الخلاك تتأكد الشبح هو نفسه عزيز ؟

سليمـان :: شغلتين خلنّي اتأكد الاولى : مچـان الاوراق محد يندله غير عزيز هو الوحيد اليدري بسالفة الخزنه والاوراق والثانيـة هي انتِ 

-آني ؟

سليمـان :: جنتي مرعوبة وخايفة امس من راد يصفيني 
بس انه عكلي و اذاني مفتوحه يم الزلمة وهو يحجي بالتلفون من گاله اصفيهم ذاك سأله اذا جنتِ وحدي وگاله مو وحده وياه بنيه و سأل على عمرج مثل الي يريد يتأكد اذا جنتي انتِ يو كفاية او ام غايب ولمن تأكدت شكوكة ما كدر يچتلني جدامج 

-توسعت عيوني بدهشـة ، دخيلك ربي هذا شبسرعة استشرى علينه مثل المرض الخبيث و مدنكدر نسيطر عليه ؟

صفك ايده بأسف و صاح :
سليمـان :: السبب مني أَمنّت من جانبه و گلت بعدما شاف الموت بعينه وبعد سواية غياث راح يهجد ويستچن بس طلع ذيب امعط اشتغلنه عالبارد وطول ذيج المدة الچنه محسبينه هاجد ، طلع چـان يحفر لكبورنا لحدما جتي الفرصة لحلكه الوضع تعبان منـا المظاهرة ومنـا كورونه و كله بكوم و مسألة سمرة بكوم ثاني ، حطي ابالج عزيز ما يكضه شي ولكه السلاح اليضرب بي غياث وعشيرته بلايه ما يوصخ ايده بدم لان راح يطكة بفضيحة موش بچيلة .

-دخيلك يارب 

سليمـان :: چـا شجنتي محسبة ، غياث اذا دره بموضوع سمرة يحط چيله براسها و ينبش الكاع ويطلع عزيز ، يچتله و يسلم روحه للحكومة و تصيرين سبب بموت بتهم للمرة الثـانية 

سالت دموعي لقسوته :
-تلومني على موت بنين بابا ؟

سليمـان :: انه ما الومنّج ، بس الوادم الها الظاهر بنين لو طايحة من الدرج وميته جان كالوا قضاء وقدر بس مازال ماتت بسيارة عزيز و جنتي انتِ وياها تركب الحك براسج وهساع نفس الشي لون صاب سمره مكروه هلكد هم راح يركبون الصوج بيج لان لولاج عزيز مادخل لحياة سمره و لا عاده غياث

-سكت يباوع لدموعي و استرسل بحزن :

سليمـان :: بويه انه موش غشيم من مشيت بهذا الدرب اعرف نهايتي يصفوني مثل ما صفوا الگبلي هذا كارنا وهذا واقعنـا لا تصدكين انه ما اكيف احطنج يم رجال يسندج واغمض عيوني مرتاح ناحيتج ، لچن اعرف عزيز ما يجوز منكم و راح يعض زلمتج بعرضة والعار يلحكهم لسابع حفيد .

-بتوسل اخير كتله :
خلص بابا فدوة لعينك خلينا نشتكي عليه ونفضها ، اكيد عندك عليه مستمسك يخلي يفقد وظيفته و ينسجن

هز راسـه بأسف و كال :

سليمـان :: ماعندي ضـده مثل العنده ضدي ، اذا حركته معناها احرك روحي گبله و احرك ناس مالها ذنب وياي 

-راح تخبلني ليش هلكد ضعيف ، اذا على شغلتك فأنت تركتها من زمـان و ...

قاطعني بحدة :

سليمـان :: تركتها و شصار الحكومة اذا درت تسحلني جدام خلك الله كلهم و سمعتج وسمعة عمتج واهلنا بالطين ، انه طبني مرض بس انت ظلين فريسة سهله اله خصه بعدما يسوي البراسه ويفضح حماتج و مو بعيدة يچتل زلمتج 

-رجعتني لنقطة البداية ، فهمني لعد شنسوي ؟

سليمـان :: نشرد مازال عدنه وكت كبل لا تطخ براسه ويصفيني و هالمرة ما يرحم بحالي خصه اذا عرف انه بعد عندي ...

-بعبوس تساءلت :
شعندك ؟ 

سليمـان :: چـا حسبالج انه كمش و سلمتهم الاوراق هيج ؟ 

-فكيت عيوني بصدمة ، استرسل بضحكة صغيرة:

سليمـان :: شمالج انصدمتي ؟

-لا بس بعيوني شفته شلون اخذ الورق كله و هو نفسه الي راويته الي ذيج المـرة 

سليمـان :: اي صحيح هم خذو هاي الاوراق بس الورقة المطلوبة بعدهي عندي 

ضربت راسي احسّ فورت ، بابا انتَ شجاي تلعب احسك ممستوعب خطورة الموضوع و ناسي عندك بنية وياك

سليمـان :: لا مناسي و بهاي الورقة راح اضمن سلامتنا على الاقـل منا لحدما نشرد مناه

هزيت راسي بـ" لا "
انتَ اشرد اني باقية 

صفن عليه و بلهجة جامدة خاطبني :
سليمـان :: المن باقية ، ترى جرح زلمتج لساع اخضر وما اظن يتعدى الموضوع بسهولة 

-ابتسمت بتفاخر و حجيت :
اطمئن الي بيني وبينه ما تغيره زوبعة كذابة

سليمـان :: قصدج يحبج ، چـا الحب شي و الكرامة وعزة النفس شي اخر ، و زلمتج انهدرت كرامته موش بسهولة يتخطى 

-يعني ؟

سليمان :: يعني وينه هسـه كليلي صارلج شكد هنا ، ليش ما بادر ما كالج اريدنج ، ليش ما اجه ، ما فكدج شبيج ما بيج ؟

بتلعثم جاوبت :
ترى البارحة خابرني و ..

سليمـان :: و شگالج ؟ كالج راح يردج ؟ كالج انه نسيت ويله نفتح صفحة جديدة كالج انه شاريج بالبيج كله بمرضج وجروحج و ماضيج ؟

-متحملت قسوة كلامه بچيت و بخضم دموعي سألته :
ليش دتجرحني هيج ؟

كـام و تقرب ناحيته ، خله ايده على كتفي وهمس :

سليمـان :: انه ماجاي اجرحج ، انه جـاي انورلج الطريج بلچن تعبرين بأقل الخساير و بلا ما يتغمج الجرح ازيد و ابو المـثل يگول امشي ورا اليبچيك ولا تمشي وره اليضحكك .

-مسحت دموعي و نهضت مثگله وجهي عليه :
خلص لا اريد اليبچيني ولا اليضحك عليه جازت روحي منكم اتمنى اموت و اخلص .

***

انطويت على نفسي افكر بكلام بابا الي يتردد مثـل الصدى براسي ، كأني بمعركة ما بين المنطق والعاطفـة ، اغالط كلامه واكول مستحيل غياث يحبني وارجـع اسأل نفسي هو الحُب وحده كافي لديمومة العلاقة ؟

اكو صـوت غَريب يرنّ بآذاني : يحبچ بس ميغفرلج ،يريدج بس صعب ينسى ، غادرت فراشي ، غُرفتي احاول اهرب من العُزلة واستفراد الافكـار بيه ، اطوف حوالين بيتنـا ممسكة بجوالي مثل غَريق مچلب بقشة ، عسا ان يجيني اتـصال منـه يدحض افكاري و يكذب الي كاله بابا بس مـاكو ، وحدي اصـارع وحدتي و شوكي و احتياجي !

اراقب بابا من بعيـد ، عيونه تايهـة بالفراغ خايف ومترقب على طول سكرة معلك ، سلاحة بحزامه منتظر بأي لحظة يدخلون علينه ، من تصد عيني بعينه الكاه يناجيني بتوسل يريد اشـارة حتى نرحـل بس شلون اعوف روحي هنا وارحل بطرك الجسـد ؟

اتصلت بيه كفاية ، تطمن على وضعنـا، طمنتها احنـا زينين وبخير ، حسيتها مشغوله وصوت هوسه يمها ومن بين هذا الضجيج وصلتني ضحكته ، رجف كلبي من سمعتها ، سألتها شلونه :

كفاية :: زين حبوبه بنعمة 

-اي مبين من ضحكته زين 

كفاية :: ما ناوية شجاي يصير بينكم ؟

-مو مهم كفاية مشاكل بسيطة تصير بين اي ثنين

كفاية :: شنهي هاي المشاكل التخليكم هيج متجافين ؟

-تنهدت بحزن ، احس حتى الحجي يتعبني 

كفاية :: خل اروح حبوبة ، عدنـا خطار و عالكه 

-هممم العمـام ملتمه اكيد 

كفاية :: اي ملتمين خاطر سنوية المرحوم 

-الله يرحمه ، ووو شسمها احلام موجودة ؟

كفاية :: اي خية موجودة تزهو بالنـصر 

-سكتت بس احسً راسي دَخن و كأنها فهمت حالتي صاحت بلهجة ممازحة :

كفاية :: لا تخافين حبوبة ما تاچل زلم 

-هههه

كفاية :: اضحكي يمه الدنيـا ما تسوه 

-ودعتني بعدما تركت على شفايفي ابتسـامة و دمعة معلّكة على طرف عيني ، خطرلي كلام ابويه بخصوص الناس الي راح تتأذه من بقائنا اولهم كفاية ، هزيت راسي انفض هاي الافكـار بس ما گدرت اتقبل احد يشوف ضحكته بغيابي ، ضربت راسي و لمت نرجسيتي و انانيتي بي و صفنت على نفسي و اعترفت اني واصلة وياه مرحلة الهوس و التعلق ، مثل الوحدة الي تتغذى على رجلها هذا السـاقي الي اشبع غروري و نرجسيتي حدّ التخمة شلون يردوني استغني عنه ؟

كمحاولة يائسـة شددنا الحراسة رغم ندري بعزيز لو راد يدخل مثل الشبح لقعر غرفنـا وياخذ اليريده بكل رهاوة الى جتي اللحظـة الي بدأ يقصف بيها غير مكترث بينـا من وصلني رابط لگروب فيس بوك مكتوب تحته انضمي هنـا و شوفي : 

رحت اضغط انضمـام بأنامل مرتجفة واحس ببلعومي تجرح مثل واحد بالع صم تراب ، وافقوا على انضمامي بعد دقائق من الوقت ، كعدت اتصفح بالمجموعة الى ان انصعقت بالصـورة الشفتها ، جانت سيلفي لسمرة بملابس خفيفة و بلا حجـاب ضميت شهكتي جوه ايدي الكروب مختلط و هواي شباب معلقة تعليقات تخزي اريد اطلع من الكروب و اكتبله رسـالة جمدت ايديه بعدني غرگانه بصدمتي واذا بأتصـال يجيني من سمرة 
رأسًا فتحت خط اجتني شهكتها و صوت نحيبها الي يكطع القلب :

سمـره :: لحكيلي ود ، شهرني فضحني الما يخاف من الله 
راح احرك روحي ولچ يمـه ولج يمه اخوي راح ينفضح 

-صمت مدوي شـلّ لساني و الافكار تتلاطم براسي ، هي تصرخ و تولول و آني دا افكر بالف فكرة خلال الثـانية الوحدة صرخت اقطع نحيبهـا : خلصصصص !

انخرست بس صوت شهكتها يمزق مسمعي ، احس بهاللحظة تحديدًا ، رجعت سنين للوراء ، المتحكمة والمسيطرة على زمام اللعبة 

بصوت متحشرج :
سمرة :: كليلي شسوووي ولج ود وحك الله مرعوبة يخيتي 

-غمضت عيوني حيل احاول امتص مخاوفي واظهر جانب القوة حتى تطمئن :خلص سمرة سديه و اني راح اتصرف 

سمره :: شراح تسويين ؟

-سديه و معليج !

سديتـه و نزلت اهرول بسرعة عالدرج لاكيت ابويه و من ملامحي عرف اكو شي 

سليمـان :: خير شمالج ؟

-عزيز فضح سمـره ، نشر صورة الهـا على كروب مختلط 
بابا لازم نتصرف 

صفك ايده بأسف :

سليمـان :: لا حول ولا قوة الا بالله ، انه شكتلج موش كتلج راح يضربه بعرضه هالماعنده ناموس ، كتلج خلينا نمشي كبل لا يصير الدم للرچـاب 

-اخذت نفس طويل ، صحت و اني اخذ قراري :
حضر امورك بابا خل نمشي هالليلة 

انفرجن اسـاريره براحة ، گال بغبطة :
رايح اولمنـه سيارة ، الولد يظلون هناه و راح اكلهم رايحين زيـارة 

-هزيت راسي بـ" اي " 
اني راح اخـابر عزيز

عقد حواجبة بأستنكار :

سليمان :: شعدج ويه صخيم هنوب؟

-ميلت راسي بقلة حيلة :
صـور سمره ، لازم يحذفهن 

هز راسه بأيماءه خفيفة و طلع صـاح على خنجـر من بعيد گاله :

سليمـان :: الطير الطـاير لا تخلي يعبر عتبة البيت 

خنجر :: تم عمي 

-دخل بابا و گـام يقفل بالابواب الداخليه علينـا و توجه لغرفة نومـه بينمـا اتصلت آني بعزيز الي من اول رنّة جاوب :

عزيز :: يـا هيـل  

-بنبرة جـامدة جاوبته :
امسح الصـور عزيز ، الي ردته صـار شكو بعد دتفضح بالبنية

عزيز :: شنـو الصـار ؟ بعدج على ذمته و كاعدة يم الهوش ماشيتي عنادج يطبها مرض 

-انتَ تعرف البيني و بينه انهدم ، دمرت علاقتنا و ما اظن تتصلح ، هسه اني زعلانه يم بابا وقريبًا نطلق لذلك امسح الصورة وشيل سمرة من حساباتك قبل لا احذفك كليًا من حياتي 

عزيز :: الله .. دتنطيني أمل ثاني لو خدعة لخ ؟

-لآخر مرة اكولها ، شيل سمرة من راسك خلص انتهت اللعبة مثل ما دخلنه بينهم بالحيلة طلعنا خسرانين بعد شتريد ؟

بصوت هامس :
عزيز :: اريدج و خلي العـالم كله يحترك 

-اجـاني غثيان من طريقته بالكلام بس مجبورة اتحمله ، همست بثبات : حسبالي رجـال وعندك كلمة طلعت ..

قاطع بحدة ::

عزيز :: رجـال وغَصبًا على ابوج الكو*** ، شوفي لچ راح امسح صورتها بس و الخلقج اذا مو خلال يومين الكـاج ببغداد امسحج انتِ وياها و اخوها الفلاح من الوجود افتهمتي لو لا 

-اوك ، اتفقنـا 

عزيز :: دقايق وتختفي الصورة حياتي .

-مع السلامة عزيز .

كلت وطبكت الخط بوجهه ، ركضت گبل للحمـام استفرغت كل معدتي ، غسلت وجهي و باوعت لنفسي بالمراية ، شحصلت هسه اني من دخلت روحي بهاي الدوامة ، الله لا ينطيج سـعاد بيوم لوثتي عقلي بلعبة الانتقام ، جففت وجهي و وعدت نفسي خلص لازم ارجع ود القوية ، الذكية و المسيطرة كافي دموع وضعف كلها اخذت مني و ما انطت لازم بالنهاية يصح الصحيح 

اجـه صوته ورايه:

سليمـان :: لازم نمشي خلال سـاعة بويه ولمينه هديمات بس الضروريات و لحكيني للخزنه 

-هزيت راسي بـ " اي " 
على وجه السرعة اخذت جنطة وحطيت بيها كم شغله ضرورية الي و اهم شي المستمسكات ، لبست صايتي وطلعت لغرفة بابا ، هم حطيتله ملابس و نظارته واخذت ابر الانسولين من الثلاجة و اجت عيني على كتاب حاطة عالكومدي الي يم راسـه اسمـه " اشياء للذكرى "جريته خليته بالجنطة ، 

لحكته لمكـان الخزنة و تفاجأت بجنطتين كبار مفتوحات بيهن اوراق و حط سلاح مرخص و فلوس لكن الصـدمة من شال لوحة خشبية من الحايط وطلع وراها شلون الدكت ، مد ايده جـوه وصار يطلع رزم مال فلوس بعملة الدولار بحياتي مشايفتهن عنده ارتعشن شفايفي و اني اسأله :

كل ذني الك ؟

يحجي و هو يشيل ويحط بالجنطة :

سليمـان :: شكاي و تعب عمـري ، چا شعبالج سرجـون شوية ؟

-بقيت مبهوته اراقبه الى ان بدت ايده تتعب الظـاهر السكر تخلخل ، تكلم بتعب واضح :

سليمـان :: لا تخلين شي ، هذني الچ اي شي يصير عليه أمني مستقبلج بيهن ، سافري ، فتحيلج مشروع وعيشي 

-استمريت اعبي بسرعة وبحماس رغم خوفي ورجفة گلبي من كلامه ، احسّ الوقت بدأ ينفذ من عدنا ، لحظـات سريعة مشحونة بالتوتر اتخيل نفسي بيها بفيلم اكشن ، كملنـا واخذنـا كُلشي نريده ، لبسنه كماماتنا وطلعنا لاكـينا خنجر بالباب محضرلنه السيـارة ، بس عيونه بيهن تساؤل عجيب وكأنمـا گلبه حاس رحلتنه هالمرة بلا عودة رغم بابا اوهمه بأنه احنا رايحين للزيـارة ونظل هناك كم يوم نغير جـو ، يحجي ويانا وعيونه تننقل عالجنط الي صعدناهم بسرعة :

خنجـر :: عمي ما تريدني اوصلك ؟

سليمـان :: لا بويه لا ، ظل هنـاه وعينك على البيت ولو نشدوك عني كللهم رايح للنجف و لكربلا نكضلينه چم يوم هناك 

حك راسـه بعدم قناعه و اجـاب :
خنجـر : بس انتَ تضجور من التجمعات عمي و تخاف تلكف الفيروس 

سليمـان :: وهسـاع غيرت رأيي ادري شنهي تحقيق هوه

خنجر :: حشا عمي ، منهو انه واحقق وياك بس انه ..

-حـط ايده بابا على كتف خنجر بحنية وهمس :

سليمـان :: نوبتلخ ، لا تگول انه منهو ، انت ابني صح ما شالك ظهري بس شالتك عيني يخنجر 

-گوة مسكت دموعي من شفت شلون خنجـر اخذ بابا بحضن مثل الاب و ابنـه ، صاح بنبرة مخنوكه :

خنجـر :: سايم عليك النبي ، لون مشيتك هاي بسبة الصـار هاي انه اگلك و جدام خيتي ، ظلـو هناه و انه افديكم بدمي الصـار ما يتكرر والله و عمت عيني اذا نامت و ما ساهرت تحميكم  

-طبطب بابا على ذراعـه بحنية :

سليمـان :: شمـالك بويه ، شني تعلمني بيك اطمن انه ما شارد ، انه بس رايح اغير جـو واخيتك همات محتاجة زيارة 

-باوعلي خنجـر وكأنه يريد أأكد كلامي ، حمدت الله لابسـة الكمـامة و ماشاف رجفة شفايفي و رغبتي بالصراخ ، جـان كتله اني اختك ما اريد اروح بس مجبورة 

رمشت بعيوني ببطء ، ااكد على كلام بابا ، اجه جلال من بعيد شايل تفكته على ظهره و على وجهه علامات استفسار حاله حال خنجـر ، تسالم وياهم بابا وصعد تولى دفة القيـادة و قبل لا اصعد اني استوقفني صوته :

خنجـر :: خويه ما محتـاجه شي 

-باوعتله بنظرة أَخيرة و بسبب غصتي ماكدرت انطق بس هزيت راسي بـ " لا "

ابتسم بعطف و كال :

خنجـر :: طريق السـلامة واي شي تحتاجينه انه اخوج ما يردج الا لسـانك

-همست بحشرجة :
كفو منك ، ما تقصـر .. مع السـلامة خنجر ديربالك على نفسك 

هز راسه بأبتسـامة حانية ، صعدت و بس حرك بابا اطلقت العنـان لدموعي تگول الي ماكدرت ابوح بي ، عيونه معلگه على بيتنا واحنه نبتعد عالشـارع و الديرة على السمـا والكاع ودعت كلشي و تركت كل شي بلا رجعـة رايحة برحلة مجهولة ما اعرف شراح اواجـه هناك ، لمست گلبي الي صـار يخفق بقوة وصوت ضرباته مثل الصفعات المُتكررة ، تلومني عالغدر والخيـانه 

عيون بابا مثبته ليگدام ، ممسك بمقود السيارة بقوة 
همست اسأله بغصـة :

يا ترى غيـاث من يعرف شراح يگول عنَّا بابا ؟

جاوب بصوت مهزوز :

سليمـان :: هه راح يگول غدرته مثـل ما گدرت جابر گبل سنين 

درت وجهي للجـامة ، اغص و اتعثر بدموعي ، اجه صوته بمواسـاة ::

سليمـان :: خلهم يگولون الي يكولونه ، الله اعلم بنوايا الگلوب و هالمرة احنا الدسنا على رواحنا خاطر يعيشون بسلام .

- نبهني بحزم :
سليمـان :: غلقي تلفونج و لا تفچينه ابد ، انه عدي خط احتياط ما مسجل 

-سويت الي گالي عليه و من كثر التفكير و البچي حسيت عقلي ذاب ، غمضت عيوني واستسلمت لنـوم عميق وماكعدت الا على صوت بابا يندهني يكلي وصلنـا سيطـرة بغداد .

چنـا خايفين من جنط الفلوس ، الي وحدة منهم ضمها بابا جوه رجليه و اللخ ، خفاها وره الكُشن بس الحمدلله ربي سهل امرنا من شافو رجل كبير بالسن و وياه بنته وماكو شي يدعو للشك ، مضيـنا بطريقنـا و تذكرت اني لحد الآن ما سألته وين راح نكعد ؟

سليمـان :: بمچـان ما يخطر على بالهم 

-دخلنـا بأحد احياء بغداد الشعبية ، بحيث تشوف الناس هواي بالشـارع و ماكو احد ينتبه لوجودك بينهم ، سألته : شوكت لحكت تأجره ؟

نزل و نزلت وراه ، جنح ايده على خصـره يحجي وهو يلقي نظرة عالبيت من برا :

سليمـان :: هذا بيتي ، شريته و خليته للزمن او لهيج مواقف وعندي مثلة بچم محافظة لخ

-رفعت حواجبي بدهشة : خطير انتَ ؟

باوعلي رافع حاجبه و نصـى يفتحلنا البـاب اول ما دخلنه كفختنا ريحة التراب و الوصخ من شفت الطارمة والطين العليها أيست من الحيـاة وحرفيًا ردت ابچي 

سليمـان :: رتبي امورج شلون مچـان ، وانه هاليومين اتسوك كلشي يلزمنـا خاطر ما نضطر نطلع چثير 

-شأرتب اموري ، دتشوف البيت شگد وصخ

سليمـان :: هسه اشله دشيدشتي و انظفة الج 

-لا مو هذا قصـدي بس حيل راح اتعب 

سليمـان :: عودي روحج عالتعب لان الجـاي اصعب من الراح 

اومأت براسي بـ" اي " ودخلت ، البيت صغير ، طرمة مترين وبمدخلين مدخل صالة و ممر طويل يأدي لباقي البيت ، هول ومطبخ مشتركات و غرفة بالاخير و اكو غرفتين فوك ، البيت بي غراض و بي مطبخ بس ارضيته ما مفروشة ، چـان بارد يكص الجـلد و مليان تراب موحش و يخنك اي دفـو مابي ، شَمرت عن سواعدي وبديت اعزل ، هو راح جابلي اداوات تنظيف واجـه حاول يسـاعدني باليكدر عليه بس صحته ما تتحمل ، طلبت منـه يرتاح و آني اكمل ، باوعلي بيـأس وطلع اشتغلت بحرارة وبگلب ملچوم لزمت البيت غسلته وطلعت شكو شي تـالف للطرمة وعيوني تتجـارة تچوي خدي افكر بي لو عرف شراح تكون ردة فعله ؟ وكفاية شنو موقفها من عدهم ؟ 

بين حساب وكتاب ويه نفسي ،قربت اكمـل تنظيف طبكت سيارته بالبـاب ، نزل و بده ينقل غراض متفرقة كاربت صغير وصوبـات ثنين و مسـواك للمطبخ حاجيتـه من بعيد : شفت اكو صوبـات فوك ليش جبت ؟ 

سليمان :: البيت بارد ، يراد نشغل بكل مچان صوبة خاطر يدفى ، هذا الكاربت راح افرشه بالمطبخ و باقي الفرش يجيبوه النه توصيل باچـر ،

هزيت راسي بتعب 

سليمـان :: كافي بسّج ، باجر كملي 

-خلصت بقتلي الطارمة والبـاب 

تناوش مني الصوندة و الفرشة وكال :

سليمـان :: فوتي جـوه ، انه اغسلهن ، ارتاحي وجهج اصفر 

-ما اعترضت لان صدك تعبت وحسيت بدوخة لزمتني مديت الكاربت شلون مجـان و انسدحت عليه بملابسي المبللة محسيت الا على ايده تضرب على خَدي ، فتحت عيوني مفزوعة وشهكت : شكوو؟؟

سليمـان :: اسم الله بويه ، لكيتج غافية كومي بدلي هديماتج منكعات تتمرضين هَيج 

-فريت عيوني ، المكـان ظلمة و دافي ، بس ضوه الصوبة عاكس على وجهه، بأبتسامة كال :

سليمـان :: زهبت المسواك كل شي بمچـانه كومي قفلي البـاب وراي اريد اطلع ، لزمت كف ايده بقوة :

وين طـالع بهالليل ، ظلمة و اخـاف 

سليمـان :: موش بعيد رايح لابو المـولد خاطر يوديلنا واحد باجر يجرلنه واير سحب و هم اجيبن عشـا بطونه تكطعت شني ما جعتي 

-بس جـاب طـاري الاكل لعبت نفسي ، همست :
ما اشتهي والله

سليمـان :: ميخالف حتى لو ما تشتهين اچلي ، هيج توكعين 

-صفنت عليه و سألته : شوكت تجيبلي شريحة 

سليمـان :: باچر بلچن ادبرلج خط ما مسجل 

هزيت راسي بـ" اي " 

***

مرنّ ايـام رتبنه وضعنـا بيها و مخلينا نقص او سبب يخلينه نضطر نطلع ، جابلي تلفون احنه نسميه " صرصور" وبي شريحة ممسجلة في حالة بابا طلع واحتاج يخابرني ، صحتي تدهورت و لازمت الفراش ألم بمعدتي فضيع و احس بدوخة ماخذتني عن الدنيـا بس اكوم اوكع، كاعد يمي ممسك بأيديه والحزن تارس عيونـه : 

سليمان :: بويه گومي خن اوديج للمستشفى ما يصير تبقين تتلوين هَيج

-هزيت راسي برفض :
مابيه شي ، هسه اتحسن الظاهر استبردت 

سليمـان :: چا طبعا البيت مثلچ و انت تمشين مشلحه ، كليلي انطيج دشداشه من دشاديشي اذا ماعدج هدوم 

-اااخ لا تضحكني وبطني توجعني 

سليمـان :: عسى ميجيسج مكروه بنيتي ، اكو صيدلية جريبه منـا ، راح اجيبن الج شي للاستبراد 

-گام ورد رجعلي ، 

سليمـان :: بويه راح اخذ المفتاح وياي خاطر لا تگومين من فراشج 

-لا خليني اني اكوم اقفله وراك خاف تنسى مثل ذيج المرة وظليت تدور ساعتين وهو بالجكمجة مال السيارة 

سليمـان :: فلكج كون كضيتيها كضة عليه ، حتينه اذا نسيته اتصل بيج تذكرينه

-باوعتله بتعب گوه افتح جفوني :
صاير تنسى هواي و خايفة يجي يـوم تنساني 

سليمـان :: ما اظن اكدر انسى روحي 

-غمضت عيوني على دمعتي ، مسحها بطرف سبابته 

سليمـان :: اعرف ظلمتج جثير ، بس تانيتي مُدة اصلح كلشي 

-بصوت منكسر رديت:
مو كل شي يتصلح بابا اولهم كسّرة غياث للمرة الثـانية بيه 

سليمـان :: حتينه هاي اكدر اصلحها بس انطيني فرصة 
جاي ارتب لطيحة عزيز و بأذن الله اطگه لو يبقى بعمري يـوم 

-لا تجيب طاريه گدامي و اتركه الله يخليك خلص اني فكرت بفكرة تخلصنـا من كل هذا العذاب

سليمـان :: شنهي فكرتج ؟

-نسـافر بابا ، نعوف العراق ونهج خلص تعبت اريد افتح صفحة جديدة 

باوعلي برضـا تـام وكأنه رَحب بالفكرة 

سليمـان :: هذا هـو ، راح ارتب كلشي و نهج انه وياج 

هزيت راسي بـ" اي " متجاهلة صدى صوت ضميري 

-جابلي حبوب مال مغص ، اخذتهم و ما فاد لازمت الفراش يومين ما اكدر اگوم و اذا گُومني هو اوكع من طولي بالرغم من وضعنـا و المفروض ما نطلع من البيت لبسني صايتي وحجابي وكمـامة ، بتعب سألته شتسوي ؟

سليمـان :: اخذج اسويلج تحليل بس لا بيج كورونا 

-بس اني اشتم و ما عندي كحة

سليمـان :: چـا ما سمعتي الاخبار هذا المتطور الجديد موش الا يضرب جهازج التنفسي احتمال ضارب عندج الجهاز الهضمي 

-بس اني تعبانه مـا اكدر اتحرك منا لهنـا بابا 

سليمـان :: عسى لا جاسج تعب بويه ، ميخالف سندي روحج عليه منا للسيارة بس ، المختبر موش بعيد منا

-مدلي ايده ، سندني كمت اتچه عليه ، ضحكت على حالنه 
هو هم ضحك وصاح :

سليمـان :: اعمى يگود بمگرّم 

-التم المتعوس على خايب الرجـا هههه

بين تصنيف وضحك صعدني للسيارة ، همست ممازحة :
شورطّك بيه مو چنت مرتاح لوحدك

سليمـان :: صدك تحجين ،عساج العمر كله ظلين جدامي 

-شعجب ما تزوجت بعد مـاما ؟ هم جان هسه عندك ولد شباب يشيلون اسمك و يلّمون كبرتك احسن مني

سليمـان :: النفس طابت من النسـوان ، بعدين انتِ عندي تسويين الف ولد 

اكتفيت بأبتسامة ما رديت ، صـاح هو :

سليمـان :: وصلنـا ، ظلي بمچانج خليني اجي اسندج 

-اباوع عليه رجـال چبير هو محتاج اليسنده هسه ويلم كبرته عليل و يداري علّته ، خطواته ثگيله و ينسى هواي قطـع شرودي صوت فتح الباب مدلي ايده وساعدني انزل مشينا بخطوات متعرجة لحدما وصلنا المختبر الي چـان يغص بالناس وكلها مملتزمة اليعطس و اليكح بس اني وبابا والمختبريين لابسين كمامات ، بابا سولف ويا الولد على الاعراض العندي و طلب يسويلي فحص كورونا ، هز راسـه بأيجـاب ، ظليت انتظر لحدما صاحوا اسمي ادخـل ، فسحة صغيرة بيها كُرسي وبصفة طاولة حديدية عليها ابر و تورنيكة و لاصقات جروح ، 

اجتني البنية سلمت بأبتسـامة ودودة ، سألت اذا كنت متزوجة وسألت اذا عندي اطفال ، اسأله روتينية بعدين گالت عدهم عرض فحص شـامل للدم بفرق سعر قليل هزيت راسي بموافقـة و بلشت تسحب مني ، كملت وطلعت انتظر برا ، بابا چـان يلوب يخاف من العدوى بعد سـاعة من الوقت صاحوا بأسمي راح استلم بابا التحليل بداخل ظرف ، سأله بصوت خافت :

سليمـان :: بشر دكتور شتبين ؟

الدكتور :: ما عدها اصـابة ، بس عدها فقر دم و حامل 

-توسعت عيني وشهكت جوه ايديـه ، تقدم بابا بأتجـاهي 
و سندني اكـوم ، طلعنـا واني احس الدنيا وكفت كلشي جمد بيه ، اني شلون ما حَسبت هيج حسـاب ؟

صعد بابا بصفي معصب وينافخ ، حجيت بأنفعال :
خيـر شو صرت عصبي ترى اني التورطت مو انت. 

باوعلي مضيقْ عيونه :

سليمـان :: چا غير تگولين ، هساع اني شگول شتصرف

-لزمت راسي احسه حينفجر ، صرخت بلا شعور :
خلصصص كافي ، ماراح يتغير شي هيج هيج راح يموت مثل الگبله و احنا راح نستمر بخطتنا 

سليمـان :: اسم الله بويه شجاج شني هذا الحجي 

-عليمن اسم الله ، هذا الي راح يصير ، وهسه اترجاك رجعني للبيت ، كلش تعبانه 

سليمـان :: يرادلج دكتورة تكتبلج علاج لفقر الدم وهم علمود ..

-ميحتاج بابا كتلك هيج ،، هيج حيموت ، رجعني للبيت فدوة 

ساق سيارته بأتجـاه البيت وبعد ما فتح موضوع ويايه 
امـا اني ، ما نمت للصبح عشت مشاعر جمة مابين حزن ، فرح ارتباك وخوف من تكرار فجيعة سابقه نفسيتي مهشمة وموحمل اي هبطة جديدة ، 

اذا جـانت الايـام من دون غيـاث تمّر بطيئة هسه بوجود قطعة مني بداخلي تمّر ابطئ و بتوجس أكثر كلما اصحى الصبح عيني اتفحص جوايه مرعوبة خاف اكو دم و اذا ادخل للحمـام نص حيلي يروح وآني اترقب حدوث كارثة اسقاط أُخرى ، لكن لحد الان ماكو شي ، صابتني كآبة رَهيبة بالتزامن مع وحامي الصعب كرهت الاكل و الروايح تسببلي غثيان وكل يوم الصبح اخلصها بالحمام ، 

بابا ما تركني ، طول ما آني الوب يلوب ويايه ، و من اكعد استفرغ ما تكش روحه مني يوكف وراي يكف شعري حتى لا يتوسخ واذا اكعـد أَبچي يبچي على بچاي ، الصبح يفورلي الحليب و بأيده يشربني و بليل يسهر يم راسي يقرالي شويه من الكتاب لو يمسّد على راسي لو يتفقد حرارتي او يغطيني ما حسسني بالوحدة ابد ، 

بس گلبي چـان وحيد و مستاحش حبيبي ، احتاجيت ارتمي بحضنه ، اشكيله عذابي و يلملم تبعثري كل مرة ايدي تجي عالتلفون اريد افتحـه واتصـل بي واتذكر كلام بابا و تحذيراته الي ممنوع افتح التلفون و اتواصل ويا احد حتى كفاية الي الله يعلم بحالها بعد السويناه بيها بس بابا اله وجهة نظر اخرى ، لازم نقطع علاقتنا بيهـا حتى تحافظ على بيتها و زوجها وحتى ما يلوحها من طشار عزيز ،

بمرة من المرات اجـاني فرحان و گالت فرجت ، سألته شلون ؟

سليمـان :: خلال ايـام نسافر لاربيل و منـاك نطلع لتركيـا 

-وعزيز ؟

سليمـان :: بس اوصـل لهناك و أمن علينا اطكه بالورقه العندي 

-متكولي شنو محتوى هاي الورقة العظيمة 

سليمـان :: هاي بيها التجـار الابيه ، الاباء الروحيين لعزيز وامثاله و ذوله الهم صلّة بروس كبار بالدولة ، هاي الورقة ممكن تسقط اسمـاء و شخصيات مرموقة وبيها كم نقطة تسليم مغمورة محد يندل عنوانهم و بضمنهم النقاط الي يسلم بيها عزيز 

-عجيب ، لعد ذاك الورق الخذوه شنو ؟

ابتسم و هز ايده :
سليمـان :: تكدرين تكولين حجي فارغ و ما يوچل خبز 
بيها اسمـاء و بيها معلومات بس ما تخص الحيتان تخص السمجات الصغار 

-اهاا فهمت ..

سليمـان :: عمـومًا نامي هسـاع ، لان لازم اغبش الصبح ازهب كم شغله و من اجي اخذج للدكتورة وما اريد نقاش لازم نرتب وضعج گبل السـفر 

-و انتَ شوكت تروح تشوفلك دكتور ، ترى وضعك معاجبني 

سليمـان :: شماله وضعي ؟

-نسيانك مُخيف امس لكيتك نايم يمي بابا تيهت حتى غرفتك 

سليمـان :: هااه ، شني انه ردت انام يمج خفت عليج 

-ضيقت عيوني عليه وابتسمت :
علينـا سليمانو ؟ ثنينا نعرف انت تحب تنام لوحدك 

سليمـان :: عوفج مني و نامي ..

-كال و طبـع بوسه على خَدي ،

سليمـان :: تصبحين على خير جوهرتي 

-بعدما تركني و راح ظليت اتگلب بفراشي اصـارع افكاري ورغبتي بسماع اخبـاره ، اسأل نفسي مثل كل يوم :
يا ترى شديسوي هسه و شكال و هم يدورني لو مل وكعد ، بعد ساعات من التفكير و الصراع الداخلي انتصر غبائي على المنطق فتحت تلفوني و اباوع للشاشة بترقبْ ، فعلت زر البيانات الخلوية وبعد ثواني بدأ يمطر اشعارات ، غيـاث ، كفاية ، زينب ، سمرة و حتى عزيز ..

بين لهفة و شعور بالتخبط رأسًا ردت اقرأ رسائله بلا ما يوصلّه اشعار قراءة ، طفيت النت و دخلت لمحادثته ويا ريتني ما قرأت :

غيـاث :: وينچ ،، وين رحتي ، انتم وين هسه
جـاوبي ود ، 
شتريدين ؟ تكسرين وجهي مرة ثانية ؟
غداااارررة على ابوج 
و روح ابوي اذا لگفتج ، الا احط چيلة براسج 
بنت سليمـاااان 
اكرهج ،، اكرهج 

-تجمع الدمـع بعيوني واني اعد كم مرة كاتب كلمة أَكرهج ؟!
لو العالم سكت لحظـة شي أكيد راح يسمع صدى تهشم گلبي بين اضلاعي ، غلقت تلفوني رأسًا و آني اندعي ربي يكون فعلاً كرهني ، شعور الكراهية اهون من شعـور الخذلان من شخص حَبيته .

اي يا غيـاث اظن قصتنـا شارفت نهايتها ، احنا ما مقدرين لبعضنا و شكد حذرتك لا تقترب مني بس انتَ أَصريت تاخذ النجمة البعيدة ، نجمتك المنبوذة المحد اكتشف لمعتها غيرك ..

مدري شلون اخذني النـوم بهدنه من العذاب ، وشفته حاضر بأحلامي ، حبي الأول ، الرجـل الكرهته و حبيته اضعاف كُرهي اله ، شفتني بحضنـه ، يدلل بيه مثل طفلة شفت دنيـا غير دنيا اني وياه و ابنا يلعب گدامنا الى ان تبدد و تلاشى الحلـم الوردي ، فتحت جفوني على نَدم فضيع و أُمنيات ضائعة تجمعني بي مرة لخ ،

گُمت و كالعادة تفقدت جواية و مجـان اكو شي بس الوحام الصباحي حاضر و بقوة ، غسلت وجهي و ظليت احسب من آخر شهرية الي فوك الشهرين رحت اسأل نفسي بفرحة مكتومة معقولة هالمرة الطفل صمد ببطني ؟

بواهس ميت شربت الحليب الي بابا عودني اشربه واخذتلي ويـاه كسرة خبز ، فريت عيوني داير مداير البيت ،چـان هوسه و فوضى بسبب حالتي حتى تنظيف مدا اكدر انظف ، اكتئبت لان احنـا على ابواب سنة جديدة وهذا حالي ،

لميت البيت هالاكدر عليه و دخلت سبحت و طلعت لبدت يم الصوبة امشـط شعري ، اندك الباب عرفت بابا وصـل و ناسي المفتاح كالعادة هزيت راسي بتململ و گُمت حطيت الكلاو مال التراك على راسي خاف استبرد ، طلعت و اول ما فتحت البـاب ، اجتني دفعـة قويه وكعت كعده بالطارمـة ، شلت راسي مصدومة من شفته دخـل و سـد البـاب وراه ، احس حيلي تبدد و رجلي نشلّت لمن گال :

عزيز :: يااابه شمشتاكلج 

-هو گال هيج و اني اضمحلت الرؤية بعيني رأسًا فقدت

و آني خليتهم و أجيت 🗡️🥀


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات