رواية حارة العاشقين الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم نهله زغلول


 رواية حارة العاشقين الفصل الثالث والاربعون 



شقة 'عائلة درويش'

ما أن ذهب 'العريس' برفقة 'والده' 

أبتسمت 'منال' متوجهة إلى داخل غرفة نومها تتبعها 'والدتها' 

تاركين 'محمود' واقفاً مقابل له 'مريم' في شرفة غرفتها 

دقائق من الوقت ..
من مراقبتها له كانت كافية لتسارع دقات قلبها ..

أخرج 'محمود' زفيرا من شفتيه ..
بعد أن وضع سيجارته بين أنامل يديه و اليد الأخري تحمل هاتفه المحمول ..
زفرت 'مريم' لاعنة تلك الحالة قائلة :
-غبي

حاول 'محمود' كتم صوت ضحكته قائلاً :
-عاملة أيه يا أبلة مريم

إجابتة 'مریم' لاعنة هذا الوسيم ..
فقد نفذ صبرها !!
انتظرت طويلا حتى يفهم ..
ما تكن له من مشاعر الحب :
-الحمد لله

وضع 'محمود' سيجارته تتوسط شفتيه قائلاً :
-عاملة أيه يا عروسة

ابتسمت 'مریم' معجبة بهذه الكلمة التي يرددها دائما اعتقاداً منه أنه يستفزها ..
لا يعلم أنها أصبحت كلمة خاصة بها هي فقط 'عروسته' !!
استمعت إلي كلمات الواقفة في شرفة منزلها قائلة :
-علشان كده فركشت خطوبتي علشان مريم بنت الجبالي خرابت البيوت 

لطمت 'مريم' علي وجهها قائلة :
-يا نهار أسود

خرجت 'الحاجة عائشة' من غرفة الطبخ واقفة أمام شرفة غرفة الصالون قائلة :
-فضحتنا في الشارع يا حاج صالح .. فين صخر 

-البت دي عايزة تتأدب
قالها 'صخر' بعد أن خرج من غرفة نوم 'ورد'
يطلب من زوجاته الأربعة تأديب هذه المرأة
-
شقة عائلة 'درويش'

تمتمات زوجة 'حامد' بشفتيها خوفاً على أبنها :
-ربنا يستر صخر مش هيسكت أقل حاجة هيخلص علي محمود 

ما أن استمعت 'منال' إلى صوت فتح باب الشقة ركضت سريعاً قائلة :
-رايح فين يا محمود 

طلبت من 'أشقائها' الثلاثة ملاحقة شقيقهم الأكبر 

استمعوا إلى صوت 'محمود' يأتي من الشارع قائلاً :
-أنا قاري فاتحة مريم الجبالي و هتزودي في الكلام هديك بالجزمة 

دخل الخوف بداخل قلب 'حامد' و 'درويش' خوفاً من القادم على رؤوسهم ..

بينما.. حدقت عيون 'الحاجة عائشة' فما كان عليها غير الصمت حتي تنتهي تلك الفضيحة 

أشار 'صخر' إلي زوجاته الأربعة بالتوقف
بعد أن خرج من باب الشقة ينزل على الدرج ..

ما أن وقف 'صخر' أمام بناية 'الجبالي' جلس على الأرض قرفصاء واضع سيجارته تتوسط شفتيه ..
-هات أبوك و جدك و المأذون 
-
مزرعة 'باشا'

ما أن دخلت 'شريفة' برفقة 'زيدان' داخل المزرعة دارت عينيها تبحث عنه ..

هنا سألها 'زيدان' بعد أن جلس على الأريكة بجوارها قائلاً :
-شكلك متوترة 

نهضت من مكانها تنظر إلى صورته المعلقة على الحائط مبتسمة معجبة بوسامته قائلة :
-تلاقي بيخطط لحاجة أخبث راجل شفته في حياتي 

خرج 'باشا' من غرفة المكتب متوجه إليهم ..

ما أن رأي الواقفة واضعة أناملها حول خصرها 

طلب منها التقدم معه إلي داخل غرفة المكتب قائلاً :
-تعالي ورايا المكتب زيدان البيت بيتك طبعاً

أبتسم 'زيدان' بعد أن فهم أن هناك معركة ستدور بينهما ..

رفعت 'شريفة' حاجبها الأيمن قائلة :
-الذوق بيقول أن الستات الأول

لعق 'باشا' شفتيه معجبا بجمال هذه الشرسة قائلاً :
-مش لما يكون في ستات ده أنت أرجل من الحارس اللي واقف برة

زفرت 'شريفة' لاعنة تلك الحالة قائلة :
-خلينا نتكلم في المكتب أحسن

ما أن توجه 'باشا' إلي داخل غرفة المكتب 

جلست 'شريفة' علي الكرسي قائلة :
-قلت لك الستات الأول 

-ما أنت دخلتي و قعدت 
قالها 'باشا' جالساً على سطح المكتب الخشبي
يحمل بين يديه الأوراق الخاصة اتفاقية الزواج 

-أقري و شوفي عايزة تزودي أيه
قالها 'باشا' واضعاً يديه بداخل جيب بنطاله يخرج علبة السجائر

-أيه ده
قالتها 'شريفة' تأخذ الأوراق من يديه

ما أن بدأت بالقراءة فتحت فاها واضعة أناملها علي شفتيها قائلة :
-اتفاقية جواز 

وضع سيجارته تتوسط شفتيه قائلاً :
-دي اتفاقية جواز بينا كل واحد يضيف شروطه عايزة تضيفي حاجة براحتك 

-مين قالك أن عايزة حاجة منك
قالتها 'شريفة' لاعنة تلك الزيجة 

أبتسم 'باشا' بخبث قائلاً :
-أنا عارف أنت عايزة أيه و أنا بوفر عليك 

تركت البند الأول و الثاني و الثالث الخاص بحقوقها المالية ..
قرأت البند الرابع الخاص بحقوقها الزوجية قائلة :
-جوازنا هيبقي علي ورق 

زفر 'باشا' دخان سيجارته في وجهها قائلاً :
-جواز مصلحة بصراحة أنا محتاج لك معايا

رفعت 'شريفة' حاجبها الأيمن قائلة :
-محتاج لي في أيه

-أنت عارفة أن حلفت اليمين كوزير الشباب و الرياضة و محتاج ندوة صحفية بما أنك رئيسة جمعية نسائية و الكلام الفارغ ده 
قالها 'باشا' واضعاً سيجارته بداخل المنفضة الموضوعة على سطح المكتب بجواره 

-كلام فارغ أيه الجمعية دي أنا عملتها علشان تطالب بالمساواة بين الراجل و الست 
قالتها 'شريفة' ناهضة من مكانها واضعة أناملها حول خصرها 

-الست ربنا خالقها مقاومات و قدرات معينة 
قالها 'باشا' واضعاً يديه بداخل جيب بنطاله يخرج علبة السجائر
-قدرات و مقاومات معينة أيه أنت عايش فين الجمعية دي أنا عملتها علشان تدافع عن حقوق المرأة من قهر الرجالة 
قالتها 'شريفة' بعد أن جلست على الكرسي المقابل له مرة أخرى 

-أنت فيمنست بتنادي بحقوق المرأة و كارهة الراجل دي حاجة ترجع لك مصيرك هتحتاجي لراجل 
قالها 'باشا' واضعاً أنامل يديه على البند الرابع من العقد الخاص باتفاقية الزواج 

أخذت الورقة من يديه تعيد قرائها قائلة :
-أحتاج لراجل في أيه دي إهانة لكرامة المرأة 

-إهانة لكرامة المرأة في أيه لما تبقي مع الراجل في السرير لما تكون محتاجة له تروح لحد عنده 
قالها 'باشا' واضعاً سيجارته تتوسط شفتيه

-هنعدل إتفاقية الجواز 
قالتها 'شريفة' واضعة أنامل يديها على ياقة قميصه 

أنزل 'باشا' يديها يطلب منها الجلوس :
-شريفة اقعدي 

جلست 'شريفة' علي الكرسي المجاور له تسأله :
-عايز أيه 

تنحنح 'باشا' يخبرها :
-أنا و أنت جوازنا هيبقي علي ورق يعني هتعيشي في بيتك 
و أنا في بيتي

نهضت 'شريفة' من مكانها تسبه :
-أنت فاكرني أيه

لف 'باشا' وجه يجيبها :
-مش عايزك تبقي أرملة 

وقفت 'شريفة' أمامه تسأله :
-أنت قصدك أيه

أخفض 'باشا' رأسه خجلاً :
-شريفة أنا عندي الكانسر 

أرتسمت الصدمة علي ملامح وجه 'شريفة' 

جلس 'باشا' علي الكرسي المجاور لها يطلب منها الإستماع إليه:
-شريفة أنا المرض رجع لي ثاني 

ازدردت 'شريفة' ريقها تسأله :
-أنت بتقول أيه
-
شقة 'عائلة الجبالي'

أرتسمت الدهشة علي ملامح وجه 'مياسين' و 'أولادها' رؤيتهم الشجار الذي أنتهي بالزواج ..

-مامي أنا عايزة أعيش معاكم
أنا معرفش حد فيهم 
قالتها 'لميس' بعد أن رأت نظرات عيون 'يوسف' التي ترمقها بالاشمئزاز من ملابسها العارية 

-لما كتب الكتاب يخلص أنت مش شايفهم مشغولين ازاي 
قالتها 'مياسين' بعد أن وضعت ساق تعتليها الساق الأخري زافرة دخان سيجارتها 

نهضت 'لميس' من مكانها متوجهة إلى داخل غرفة المعيشة تبعتها شقيقتها 'صافي'
تسألها :
-شكلك متضايقة علشان هتعيشي معانا

لفت 'لميس' جسدها قائلة :
-أنت صافي

ابتسمت 'صافي' بعد أن جلست على الكرسي المجاور لها :
-أنا صافي لسة متعرفتيش علي جيهان أختك الكبيرة

سألتها 'لميس' :
-هي فين

إجابتها 'صافي' :
-في المستشفي مع جوزها

سألتها 'لميس' :
-في المستشفي ليه

إجابتها 'صافي' :
-أرغد رئيس مباحث و اتضرب عليه نار

اخفضت 'لميس' رأسها :
-حمد الله علي سلامته

ابتسمت 'صافي' :
-الله يسلمك

سألتها 'صافي' :
-أنت دارسة أيه يا لميس 

ابتسمت 'لميس' بعد أن جلست على الكرسي المقابل لها :
-تخصصي في علم الجنس و الإستشارات الزوجية 

رفعت 'صافي' حاجبها الأيمن عالياً بعد أن تذكرت خجل شقيقتها 'جيهان' من زوجها :
-جيت في وقتك 
-
بعد إنتهاء عقد قران :
'محمود' و 'مريم' 

قلبت 'الحاجة عائشة' عينيها بسبب رفضها تلك الزيجة 

اقتربت منها زوجة 'درويش' تحتضنها قائلة :
-ألف مبروك يا حاجة عائشة

أبتعدت عنها 'الحاجة عائشة' فقد نفذ صبرها :
-ياريت الطلاق يتم و يتكتب زواج بدون دخلة من فضلك 
يا شيخ عبد الرحمن 

نهض 'الشيخ عبد الرحمن' من مكانه متمتم :
-اعوذ بالله من غضب الله 

صاحت بهم 'الحاجة عائشة' فقد نفذ صبرها :
-أنت السبب يا صخر منك لله

قلب 'صخر' عينيه متمتم بالسب لنفسه :
-أنا السبب 

طلب منها 'الحاج صالح' الهدوء :
-أنا عارف أنك عايزاها تكمل تعليمها و أنا كمان
هي هتفضل متجوزة علشان كلام الناس في الحارة لكن جواز علي ورق هي في اوضتها و هو في اوضة لوحده 

تنهد 'محمود' بضيق :
-أنا رايح الجيش آخر الأسبوع يعني هترتاحي مني 

ربت 'عمر' علي ظهر 'محمود' متمتم بالسب لنفسه فهو الطرف الآخر فتلك الحكاية 
-
غرفة 'مريم'

جلست 'نور' على السرير مجاورة لها تسألها :
-أنت بتحبي

أومأت 'مريم' برأسها قائلة :
-بحبه من زمان أوي
-
"غرفة الصالون"

طلب 'باشا الصغير' الذهاب لأنه يشعر بالتعب :
-معلم صخر إحنا تعبنا و عايزين ننام 

أومأ 'صخر' برأسه معتذرا له :
-أنا انشغلت و نسيت خالص

ابتسمت 'مياسين' قائلة :
-مفيش مشكلة يا معلم صخر 
أنا هستني مع لميس 
باشا عايز يرتاح لأنه مش بيعرف ينام في فنادق 

توجه 'صخر' إلى خارج الشقة يتبعه 'باشا الصغير' متوجهين إلي الدرج صاعدين عليه ..

ما أن توقف 'صخر' أمام باب الشقة أخرج المفتاح من جيب بنطاله يمد يده إليه قائلاً :
-لو حصل حاجة تيجي تقولي 
و معتقدش أنها هتعمل حاجة ثاني 

أومأ 'باشا الصغير' برأسه يأخذ من يده المفتاح يفتح باب الشقة قائلاً :
-تعبتك معايا

نفث 'صخر' سيجارته يستأذن منه :
-مفيش تعب أنا هنزل 

ما أن نزل 'صخر' على الدرج 
اقفل 'باشا الصغير' باب الشقة بعد أن وضع حقائبه علي الأرض بجواره 

دارت عينيه متمتم بالسب لنفسه يبحث عن غرفة الحمام
بعد أن أزال عنه كنزته الشتوية يلقيها علي الأرض بجواره واضع أنامل يديه على حزامه الجلدي يفتحه من بعده أزرار بنطاله :
-لازم أقول عايز انام علشان أدخل الحمام 
شقة 'ذهبية'
خرجت 'ذهبية' من غرفة الطبخ تحمل بين كف يدها اليسري صحن موضوع بداخله قطعة من الشمع لإزاله الشعر و اليد اليمني تحمل ريموت التحكم في التلفاز ..

شقة 'باشا الصغير'

خرج 'باشا الصغير' من غرفة الحمام ينحني بجسده يفتح سحاب الحقيبة يخرج منها ملابسه ..
بعد أن شعر بالتعرق بسبب تغيير درجة الحرارة متمتم :
-مش مصدق نفسي أخيرا هشوف الشمس بعد ما سافرت من عاصمة الضباب 
-
شقة 'ذهبية'

ما أن ضغطت 'ذهبية' على زر رفع صوت الموسيقى بدأت بالرقص الشرقي و الغناء ..
-
شقة 'باشا الصغير'

رفع 'باشا الصغير' حاجبه الأيمن عالياً ناهضا من مكانه يبحث عن مصدر الصوت ..
ما أن توقف أمام شرفة غرفة النوم فتحها ..
-

تعليقات