رواية حارة العاشقين الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم نهله زغلول


 رواية حارة العاشقين الفصل التاسع والخمسون 

شقة 'ذهبية' 

قرع باب الشقة مسحت 'ذهبية' دموعها واضعة يدها على مزلاج الباب تفتحه ارتسمت الدهشة علي ملامح وجهها رؤيتها الواقف أمامها  :
-أنت عايز أيه

عاقد 'باشا الصغير' ساعديه فوق صدره يخبرها :
-المعلم ناجي دخل السجن بسبب اللحمة الفاسدة

دمعت عيونها قائلة :
-ربنا يخرجه بالسلامة .. عن أذنك

وضع 'باشا الصغير' قدمه اليمني بداخل الباب يمنعها من إغلاقه :
-لأ .. مش هيخرج منها غير في حالة واحدة لو طلعت اللحمة سليمة مش فاسدة

حاولت أن تفهم ما يدور بداخل رأسه :
-أنت قصدك أيه

إبتسامة شيطانية ارتسمت علي شفتيه :
-نتجوز و المعلم ناجي هيخرج الليلة 

دمعت عيونها تسأله :
-أنت اللي بدلت اللحمة و بلغت عنه 

رفعت حاجبها الأيمن عالياً تخبره :
-نتجوز أنا عندي أموت ولا إني اتجوز واحد زيك 

لف 'باشا الصغير' يده اليمني حول ساعدها :
-انت اتجننت 

لعبت 'ذهبية' حاجبيها عالياً مبتسمة بعد أن جعلت يستشيط :
-انت مش هتجوزك 

نزل 'باشا الصغير' رأسه لمستوي طولها يهمس بشفتيه بجانب أذنها :
-بردوا عاجبني و هنتجوز  برضاك أو غصب عنك 

زمت 'ذهبية' شفتيها قائلة :
-هي دي النظرة اللي أنا 
عايزاها و هتجوز سيد الجزار علي الأقل مبلغش علي أبويا و أستغل ضعفي و أنا لوحدي اتجوزك علشان تخرج أبويا من الحجز دي ثاني مرة تهددني فيها 

عاد 'باشا الصغير' إلى الخلف خطوتين مستنداً بظهره إلي الحائط يسألها :
-أنت بتحبي 

دارت عينيها وهي تجيبه :
-أنا عمري ما كرهت غيرك

أومأ برأسه يمد يده اليمني :
-ده ورق المحل تقدري تفتحي لحد ما يخرج من الحجز

ابتسمت وهي تأخذه من يده متوجهة داخل الشقة تقفل الباب خلفها 
-
شقة 'عائلة الجبالي'

حدقت عيون 'لميس' سألتها :
-و يوسف موافق يتجوز بنت خالته

ابتسمت 'ورد' تخبرها :
-ندي كانت عايشة معانا في البيت لحد ما بقيت عروسة و ولاد عمك بقوا شباب عمك صخر رفض أنها تفضل معانا و قال أن أبوها أولي بيها

تنحنحت 'لميس' تسألها :
-يعني يوسف موافق على جوازه منها و لا لأ

ابتسمت 'ورد' تعلم بعشق 'ندي' لإبنها :
-طول عمره بيعاملها أنه زي أبوها قدم لها في الجامعة لما كان رئيس إتحاد الطلبة كانوا بيعملوا إنتخابات و يقلبوا دماغنا 

جلست على الكرسي المقابل لطاولة الطعام تكمل حديثها :
-زين و يوسف توأم بالشكل لكن الطباع زين طول عمره هادي

قهقهت 'ورد' تخبرها :
-أنت عارفة الواد يوسف مسمينه الشيخ يوسف ليه

وضعت 'لميس' شعرها خلف أذنها تسألها :
-ليه

ما أن حملت 'ورد' مخرطة الملوخية بين يديها ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه 'لميس' رؤيتها لتلك الآلة الحادة تتحرك سألتها :
-ممكن أجرب 

قهقهت 'ورد' قائلة :
-جربي لكن اوعي تعوري نفسك

ابتسمت 'لميس' تسألها :
-هي بتتعمل إزاي 

أومأت 'ورد' برأسها قائلة :
-هعلمك تعمليها إزاي

طلبت منها 'لميس' أن تكمل حديثها :
-كملي كلامك يا طنط ورد كنت بتقولي سبب تسمية يوسف بالشيخ يوسف 

سألتها :
-كان متدين يعني 

تنهدت 'ورد' واضعة يدها اليمني أسفل وجنتيها قائلة :
-يوسف و زين خريجين جامعة فنون جميلة زين تخصصه ديكور و يوسف تخصصه رسم  

ابتسمت 'لميس' تسألها :
-يوسف بيرسم

أومأت 'ورد' برأسها قائلة :
-كان بيرسم لوح لكن

أومأت 'لميس' برأسها قائلة :
-حكاية نورهان خليته بطل رسم 

سألتها 'ورد' :
-أنت عرفت منين

إجابتها 'لميس' :
-قابلناها في المطعم و كانت هتفتح الموضوع القديم

دمعت عيناي 'ورد' تخبرها :
-منها لله فضلت تشغلهم هما الأتنين و لما لقيت يوسف عرف حقيقتها هددته أنها هتقول لزين أنه كان بيكلمها و عارف أنها بتحب أخوه كرهته في كل البنات 

فصل حديثهما دخول 'يوسف' المطبخ يطلب من 'لميس' إعداد القهوة :
-ممكن تعملي لي قهوة يا لميس

بينما ابتسمت 'لميس' ناهضة من مكانها رحب 'زين' بمجيء 'ندي'  :
-اخيرا شفتك

قهقهت 'ندي' تسأل عن 'يوسف' :
-يوسف فين

حدقت عيون 'لميس' تستأذن الذهاب  :
-عن إذنكم .. أنا هشوف باشا و مامي
-
غرفة نوم 'زهرة' 

مددت 'ليلي' بجسدها فوق السرير واضعة ساعدها الأيمن خلف مؤخرة رأسها تسأل شقيقتها :
-تفتكري أمك لو عرفت أن مريم عن محمود في الاوضة هتعمل فينا أيه

ابتسمت 'زهرة' تمشط خصلات شعرها تسألها :
-أهم حاجة هي مبسوطة و بعدين صعبانة عليا أوي هيروح الجيش و يسببها هتعمل أيه من غيره 

فصل حديثهما دخول 'الحاجة عائشة' تقفل الباب خلفها تسألهم :
-مريم فين 

بينما عدلت 'ليلي' من جلستها دارت عيناي 'زهرة' ضاغطة علي زر الإتصال 'مريم' الغارقة في نشوتها الجنسية مع زوجها :
-مريم في الاوضة 

إعادة 'زهرة' اتصالها الهاتفي 'مريم' قائلة :
-ده صوت ندي برة أنا هخرج علشان متزعليش

استقامت 'ليلي' من مكانها قائلة :
-عندك حق ندي هتزعل مننا

ما أن خرجت 'زهرة' تتبعها 'ليلي' زمت 'الحاجة عائشة' شفتيها عدم فهم متوجهة خارج الغرفة 
-
شقة 'مياسين' 

حاولت 'مياسين' أن تفهم ما الذي أصاب أولادها  :
-مالكم في أيه
زفر 'باشا الصغير' يخبرها :
-مكنتش عارف أن لما يقبضوا علي أبوها و أعرض عليها الجواز هتبقي بالجبروت ده

نفثت 'مياسين' دخان سيجارتها في وجه :
-أنا عملت اللي أنت عايزاه 

أبتعد عنها متوقف أمام باب الشقة :
-ياريتك ما ساعدتني

ما أن خرج 'باشا الصغير' من الشقة أقفل الباب خلفه سألتها 'لميس' :
-أنت كنت عارفة أنه هيبلغ عن أبو ذهبية و يعرض عليها الجواز علشان يخرجه من السجن

وضعت 'مياسين' السيجارة بداخل المنفضة الموضوعة فوق المنضدة الرخامية المقابلة لها :
-أنا عايزة باشا يفضل في إسكندرية يتجوز واحدة مصرية من الحارة 

رفعت 'لميس' حاجبها الأيمن عالياً تسألها :
-أنت بتفكري في أيه

أخبرتها 'مياسين' :
-أنا عايزاه يتربي 

سألتها 'لميس' :
-أنت هتعملي أيه

ابتسمت 'مياسين' واضعة خصلات شعرها خلف أذنها :
-اخوكي شكله معجب بذهبية و هي بتقول هتتجوز دي فرصة

سألتها 'لميس' :
-فرصة لإيه 

أخرجت 'مياسين' سيجارة من علبة السجائر وضعتها تتوسط شفتيها :
-هو فاكر أن إسكندرية زي إنجلترا الفيزا كارد مفتوح و عربية و هدوم ماركات عالمية و أن هفتح له العيادة زي ما هو فاكر إحنا عايشين في حارة لازم يشتغل 

ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه 'لميس' سألتها :
-أنت مش قلت هيشتغل مع باشا حارس شخصي

زمت 'مياسين' شفتيها قائلة :
-هخلي يشتغل عند المعلم صخر في المستودع زي أي عامل عنده
أهم حاجة لازم تأشيرة الزيارة تتلغي تبقي إقامة في مصر

ابتسمت 'لميس' قائلة :
-لازم ورقه يبقي مكتوب فيه باشا فهد محمد المصري هتعمليها ازاي

لعقت 'مياسين' شفتيها ببعضها قائلة :
-أشوف باشا و أتكلم معاه

دخل الخوف بداخل قلب 'لميس' :
-أنت بتقول باشا ذكي جداً و إحنا عندنا عينة صغيرة منه نفس الدماغ هتتصرفي معاه ازاي

سألتها 'لميس' :
-مامي أنت عايزة تقابلي علشان باشا و لا علشان لسة بتحبي خليك فاهمة أن اتجوز و عمل حياة جديدة 

فركت 'مياسين' يديها ببعضها قائلة :
-باشا لا يمكن يتنسي كان أحلي حاجة في حياتي 
-
شقة 'ليل' 

جلست 'غزل' فوق فخذيه واضعة ساعديها حول رقبته :
-الليلة الخميس و بكرة الجمعة يعني إجازة 

قهقه 'ليل' يسألها عن ما يدور بداخل رأسها :
-أنت بتفكري في أيه

قبلت 'غزل' شفتيه تخبره :
-اللي بتفكر فيه أخيراً بقينا لوحدنا

فصل حديثهما رنين جرس الباب و صوت والدتها يأتي من الخارج :
-افتحي يا غزل

أبتعدت عنه 'غزل' تطلب منه الصمت :
-علشان خاطري يا ليل اتحملها لحد ما تمشي

أومأ 'ليل' برأسه موافقة متوجهاً داخل غرفة نومهم 

ما أن فتحت 'غزل' باب الشقة دفعتها 'ابتسام' بخفة متوجهة إلى الداخل :
-مالك يا ماما

جلست 'ابتسام' علي الكرسي المقابل لغرفة نومهم :
-ابوك اتجوز عليا

ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه 'غزل' :
-اتجوز
-
شقة 'أرغد'

سألته 'عزيزة' :
-أنت مش قلت إن ممرضة و جليسة للحاج رياض مراتك دي بقي جبتها منين أنا فضلت ساكتة علشان مصغركيش ادامها 

طلب منه 'طارق' الصمت :
-هفهمك كل حاجة مش طالب منك غير أنك تمثلي أننا متجوزين

عاقدت 'عزيزة' ساعديها فوق صدرها سألته :
-دي حاجة بسيطة لكن مراتك شكلها اضايق

جلس 'طارق' على الكرسي المجاور لها :
-أنت قلت مرضتيش اصغرك هي بقي كانت بتعمل كده طول الوقت

زمت 'عزيزة' شفتيها قائلة :
-أنا موافقة لكن هنعيش فين

ربت 'طارق' علي ظهر 'رياض' يطلب منها الإهتمام به :
-أهم حاجة الحاج رياض تهتمي به

لعبت 'عزيزة' حاجبيها عالياً مبتسمة :
-حاج رياض أيه رأيك نتفرج على التليفزيون

أومأ 'رياض' برأسه رافضاً :
-بلعب طاولة

ابتسمت 'عزيزة' قائلة :
-نلعب طاولة و نشرب حلبة بلبن

أبتسم 'رياض' يطلب منها إعداد القهوة :
-أنا عايز قهوة
-
في 'الحارة'

-الراجل ده بيسأل عليك يا معلم صخر

رفع 'صخر' حاجبه الأيمن عالياً يطلب منه الذهاب :
-توشكر يا حاج سعيد روح لاكل عيشك

ما أن توقف أمام 'حمزة' سأله عن هويته :
-خير الحاج سعيد قال انك سألت عليا

دارت عيناي 'حمزة' يخبره بهويته :
-أنا حمزة 

أومأ 'صخر' برأسه يطلب منه بأن يتبعه داخل المستودع :
-خلينا نتكلم في المستودع يكون باشا رجع 
-
تعليقات