رواية بين نارين الفصل الخامس بقلم هاجر نور الدين
_ أنا لازم أوريك حاجة مهمة يا إبراهيم.
كانت أخت روميساء اللي واقفة قدام شركة إبراهيم مستنياه ييجي الساعة 9 الصبح لحد ما ظهر.
بصيلها بإستحقار وقال للأمن:
= إرموا الحشرة دي برا.
كانوا رايحين ناحيتها فعلًا ولكن أول ما نطقت وقالت بصوت عالي عشان ييمعها وهو ماشي:
_ حتى لو قولتلك عرفت مكان روميساء فين؟
هي قالت الجملة دي وهو لف وشهُ ورجع تاني ليها،
إتكلم بحماس وقال بغضب دفين:
= قولي بسرعة، ولو طلعتي بتكدبي عليا صدقيني هيبقى أخر يوم ليكِ.
إبتسمت هالة وقالت بنبرة سعيدة مليانة حماس:
_ أنا مبكدبش، والمصدر موثوق جدًا، بس كل حاجة ليها تمن وإنت أدرى العارفين يعني بالموضوع دا.
إتكلم إبراهيم بحِدة ونفاذ صبر وقال:
= إخلصي مبحبش لعب العيال دا ولو كلامك صح هديكِ اللي عايزاه.
إبتسمت هالة بخبث وقالت:
_ الشقة اللي في الزمالك عايزاها تبقى بإسمي،
كدا كدا إنت مش محتاجها وبيع أختي مش ببلاش برضوا!
زفر بضيق وقال:
= تمام مش مشكلة قولي دلوقتي حالًا هي فين؟
عينيها لمعت وقالتلهُ العنوان اللي جالها فعلًا،
وهو لمعة عينيه كانت مختلفة، يمكن دي نيران الإنتقام المشتعلة جوا النني.
______________________________________
كنت قاعدة في الشغل بعد ما صحيت وأنا بجري زي إمبارح،
كنت حاسة بحاجة غريبة مش عارفة إي هي بس مش مرتاحة.
إستعاذت بالله من الشيطان وكملت باقي شغلي،
فب نص اليوم على الساعة 2 الضهر كدا خدت بريك.
طلعت قعدت في الكفاتيريا أو المكان المخصص للأكل والشرب في الشركة يعني.
عملتلي قهوة سادة تقيلة عشان تظبط دماغي،
ودا لإني منمتش كويس إمبارح عشان كنت بفكر إزاي أنتقم.
ولكن الحمدلله كل دا مراحش على الفاضي لإني لقيت ثغرة،
حاجة مكنتش فكراها خالص ولا كنت ناوية أستخدمها.
حاجة مكانش مخونني فيها لإنهُ عارف أنا مين،
وكمان عشان يكسبني ويراضيني في البدايات.
ومتأكدة إن هو كمان نيسيها زي ما أنا نسيتها،
الأستاذ كان عاملي توكيل بإسمي لمعظم أملاكهُ.
زي العربية بتاعتهُ والڤيلا اللي في الساحل،
وشقة في الزمالك وكمان مصنع حلويات.
كنت قاعدة بفكر وبتفنن في إني هستغل الفترة اللي هيطلع فيها حكم الطلاق الغيابي وأشوف هتصرف إزاي في الحاجات دي.
مش حاجات كتير لإن لسة في شركتين وڤيلا وشقة كمان ولكن أوعهُ في دول والباقي هعرف أخسرهُ فيهم بعدين.
قطع تفكيري مع نفسي حاتم اللي كان قاعد قدامي ومعرفش جِه إمتى وقال:
_ للدرجة دي الشغل معانا واخد دماغك كدا؟
بصيتلهُ بإنتباه وصدمة وقولت بتوهان:
= ها!
حضرتك جيت إمتى؟
ضحك وقال:
_ بقالي شوية قاعد هنا، إنتِ اللي سرحانة في إي كدا لدرجة إنك محستيش بيا لما دخلت؟
إبتسمت وحاولت أبان طبيعية وقولت:
= عادي يعني شوية مشاكل شخصية مالهاش علاقة بالشغل.
هز راسهُ بتفهم وبعدين قال:
_ أكيد كلنا عندنا مشاكل شخصية ولكن متخليهاش تاخد منك أوي بالشكل دا.
إبتسمت وقبل ما أرد عليه دخلت مريم الغتتة وقالت وهي بتقعد وسطنا:
= دي حقيقة يا تومي، عارف إمبارح حصل معايا حتة موقف.
شرب بُق من القهوة بتاعتهُ وقال بلا مبالاة:
_ صدقيني مش مهتم أعرف.
قالها حتى من غير ما يبصلها وهي بصتلهُ بصدمة وبعدين بصتلي بقرف، الله!
وأنا مالي أنا!
بعدها وجهلي هو الكلام ليا وقال بإبتسامة:
_ شوفتك مفطرتيش النهاردا، تحبي نفكر مع بعض لإن للأسف ملحقتش أفطر الصبح بسبب ضغط الشغل.
إبتسمت وإستغلتها فرصة أضايق مريم لإني شيفاها معجبة بيه وقولت بإبتسامة:
= مكانش ليا نفس والله بس عشان خاطرك، شوف هتفطر إي وأنا معاك.
إتكلم وقال بحماس وإبتسامة:
_ تعالي نقوم نخلي الواد عمر يطلبلنا معاه أرقام مطاعم تحفة.
قومنا فعلًا من الكراسي وقبل ما نمشي إتكلمت مريم بزعيق وقالت:
= هو إي دا إن شاء الله، البريك خلص يا أستادة روميساء إتفضلي يلا على مكتبك.
بصيتلها من فوق لتحت وقبل ما أتكلم رد عليها حاتم وقال بنبرة حادة مفيهاش هزار:
_ وإنتِ مين عشان تقوليلها حاجة زي دي؟
وإنتِ كمان بتعملي إي هنا بعد البريك؟
إتحرجت وبقت تقطع في الكلام وقالت:
= أنا أقدم واحدة هنا يعني ليا صلاحيات لكن هي من تاني يوم هتستلوح؟
إتكلم حاتم بنبرة هادية ولكن تحذيرية وقال:
_ مش بالأقدم يا مريم، بالشغل وهي برغم إنهُ تاني يوم ليها زي ما بتقولي ولكن شاطرة وعملت 5 تعاقدات برغم إنك أقدم واحدة هنا وعاملة من إمبارح للنهاردا تعاقد واحد، تحبي نتكلم أكتر؟
سكتت وإتخرست، منطقتش ولا كلمة تاني،
كانت محروجة وبتبصلي بغضب.
الله!
لتاني مرة أنا مالي هي عبيطة دي ولا إي تحط نفسها في مواقف بايخة وتلزقها فيا أنا!
ولكن في الحقيقة كنت مبسوطة بالتهزيق اللي هي بتتعرضلهُ،
ومبسوطة أكتر إن حاتم شكر فيا وفي شغلي ودا رفع من معنوياتي جدًا.
عدا باقي اليوم بشكل طبيعي بصراحة هي تجنبتني خالص،
روحت ووأنا في طريقي للبيت كلمني الراجل اللي هينقل الحاجات وقالي إنهُ وصل هو والرجالة.
طلبت منهُ يستنى دقيقتين وهيلاقيني قدامهُ،
فعلًا قفلت معاه ومعداش كام دقيقة وكنت وصلت.
جبت للرجالة حاجة ساقعة يبلوا ريقهم وهما شغالين،
وكنت واقفة جنبهم والحاجات بتتنقل.
بعد ما خلصوا حاسبتهم ومشيوا وحاسبت بتاع العربية كمان اللي عليها حاجتي وطلبت أوبر ومشيت والعربية ورايا بحاجتي.
السمسار كلمني وأنا في طريقي للشقة الجديدة وبلغني إنهُ في إنتظاري.
كنت الحقيقة مُنهكة جدًا من كتر المواصلات لإني من النوع اللي بيتعب جدًا منها.
بعد شوية وقت وصلت للشقة الجديدة بتاعتي،
كان السمسار واقف قدامها وكانت في الدور التالت وبعد الشركة يعتبر بـ 3 شوارع بس يعني يعتبر مش هركب مواصلات.
ودا شيء في حد ذاتهُ جامد جدًا لو تعلمون يعني،
مضيت العقد مع السمسار وأداني المفتاح.
والحقيقة إن المرة دي الشقة مش محتاجة حاجة،
كل حاجة فيها جديدة حتى ريحة البياض والأنتريه.
كان لسة الراجل بتاع العربية معايا وبيساعدني في نقل الحاجات التقيلة والكبيرة.
بعد ما خلصنا شكرتهُ جدًا وأديتهُ أكتر من المبلغ اللي إتفقنا عليه الحقيقة بسلب مساعدتهُ ليا حتى لو هو مطلبش حاجة.
أخر حاجة كنت هدخلها بعد ما هو مشي كانت شنطة سفر فيها حاجاتي الكوزماتكس والميك آب وكدا.
وأنا بدخلها وخلاص هقفل الباب حصل زي المسلسلات والروايات بالظبط.
عارفين إي؟
أكيد خمنتوا طبعًا.
باب الشقة اللي قدامي فتح وكان خارج منهُ حاتم،
أول ما شافني بصلي بصدمة وإبتسامة وقال بتساؤل:
_ لأ متقوليش، إنتِ الساكنة الجديدة، دا كدا دعاء أمي استجاب بجد!
ضحكت على طريقتهُ المرحة دايمًا وقولت بتساؤل:
= أيوا أنا، بس ليه يعني؟
إتكلم وقال بسعادة حقيقية:
_ أصل قبلك كان ساكن واحدة ست كبيرة أعوذ بالله ربنا ما يوريكِ، ست قرشانة مش سايبة حد في حالهُ لدرجة إنها بتخبط على البيوت ساعات لو راحت عليها نومة بدري عشان تعرف إي اللي فاتها ومين جاب إي، فـ أمي كانت بتدعي الساكنة الجديدة تبقى واحدة كويسة.
ضحكت جامد وقولت:
= طيب الحمدلله إن ربنا عوضكم بيا.
إتكلم بإبتسامة هادية وقال:
_ أتمنى.
بصيتلهُ بعدم فهم ولكن قبل ما أتكلم موبايلي رن وكان السمسار،
رديت عليه وقال بقلق:
_ بقولك إي ياست روميساء مش حضرتك قولتي مالكيش حد ولا تعرفي حد في إسكندرية كلها؟
قلقت ومعدتي قلبت من التوتر ليكون مازن عمل حاجة وقولت:
= أيوا إي اللي حصل؟
إتكلم وقال بتردد:
_ أصل البواب لسة قافل معايا دلوقتي وقالي إن في واحد باين عليه البشوية يعني جه وسأل عليكِ في الشقة القديمة وكان معاه إتنين ستات،
حاول يعرف من البواب آي معلومات عنك وعن مكان سكنك الحالي، وقال إن إسمهُ تقريبًا إبراهيم لما سمع واحدة فيهم بتناديلهُ.
قلبي وقع في رجليا وحسيت إن الدنيا بتضيق بيا جدًا،
إتكلمت بتساؤل بعد ما سندت على الحيطة عشان دوخت:
_ والبواب قالهُ حاجة؟
إتكلم السمسار وقال:
= عيب عليكِ إحنا رجالة مش عيال برضوا،
هو بيقول كان شكلهم ميطمنش فـ عشان كدا قالهُ إنك لسة حالًا ماشية عشان راجعة القاهرة.
غمضت عيوني بقوة بحاول أتمالك نفسي وخدت نفس براحة نوعًا ما وقولت:
_ تمام شكرًا جدًا وبالله عليك محدش يعرف حاجة عني عشان دا أكتر شخص عايز يأذيني.
قفلت معاه المكالمة وأنا حرفيًا بنهار وغالبًا بسبب الضغط اللي وطي من التوتر وهبطت.
إتكلم حاتم بتساؤل وقال:
_ مين دول اللي بتتكلمي عنهم، ومالك فيكِ إي؟
إتكلمت بوهن وأنا بحاول أتماسك من الدوخة وقولت بصوت ضعيف:
= جوزي.
بعدها محسيتش بآي حاجة غير خبطة وجعتني ثوانٍ بسيطة ولا شوفت بعدها غير الضلمة وبس.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
