رواية بين نارين الفصل السادس بقلم هاجر نور الدين
_ إنتِ طلعتي متجوزة يا روميساء؟
كان دا أول سؤال يسألهولي حاتم بعد ما فوقت بشكل كامل من الإغماء.
كنت في شقتهم واللي عرفت بعد ما فوقت إن مامتهُ وأختهُ قوموني ودخلوني البيت.
رديت عليه بهدوء وتعب:
= للأسف، بس مقدمة طلب طلاق غيابي ومستنياه يتنفذ.
سكت شوية مش عارف يقول إي،
كان بيبُص على كل رُكن في الأوضة حرفيًا إلا عيوني.
مكنتش فاهمة إي اللي مضايقهُ مِني بالشكل دا،
إتكلمت بتساؤل وقولت:
= في حاجة مضيقاك مني يا حاتم؟
بصلي وقال بعد تنهيدة:
_ لأ ولا حاجة إنتِ معملتيش حاجة عشان أتضايق منك.
هزيت راسي بتفهُم وقولت وأنا بحاول أقوم:
= طيب أنا هروح شقتي، متشكرة جدًا بجد وأسفة لو دوشتكم وتعبتكم معايا.
إتكلم برفض قاطع وقال وهن بيوقفني:
_ لأ مفيش الكلام دا، إنتِ هتاكلي معانا الأول.
فضلت أرفض وأمتنع وأتحجج كتير ولكن بلا فايدة لحد ما هو قال:
_ لو مقعدتيش بجد هنادي لوالدتي هي اللي تقعدك هي اللي قالتلي أصلًا خليها تفضل مستنية العشا عشان هي بتحضر فيه جوا.
بعد شوية جدال مقدرتش أتكلم تاني،
إستنيت فعلًا وإتعشيت معاهم وبعدها قومت معاهم للمطبخ.
عملت معاهم الشاي وإتعرفت عليهم كانوا كلهم كويسين جدًا.
كنا قاعدين بنضحك وبنهزر،
مامتهُ جالها مكالمة وقامت تتكلم وأختهُ قامت تخلص حاجة.
كنت أنا وهو بس اللي في الصالة قاعدين قصاد بعض،
إتكلم بتساؤل وهو متردد وقال:
_ ممكن اسألك سؤال؟
إتكلمت بهدوء وقولت:
= أكيد.
إتكلم بنفس التردد وهو بيحاول يجمع الكلام وقال:
_ يعني وإنتِ بتتكلمي في الموبايل كنتِ بتقولي إنهُ أكتر شخص عايز يأذيكِ، ليه قولتي كدا يعني لو حابة تقولي طبعًا.
إتنهدت وقولت:
= دي حقيقة للأسف، في البداية كان جوازنا اللي يشوفهُ من برا يقول إني أسعد واحدة، ولكن محدش يعرف اللي كان بيدور جوا البيت إي، طلع مريض نفسي وبيلاقي متعتهُ لما بيتفنن في إزاي يجرحني لحد ما جاب واحدة البيت وطلع متجوزها من غير ما يعرفني وعيشها معايا في نفس الشقة وخلاني خدامة بالإضافة لإنهُ كان حابسني.
كان بيسمعني وهو مذهول ومصدوم،
إتكلم وقال بتساؤل ودهشة:
_ دا أزاي يعني، وبعدين فين أهلك ليه مقولتيلهومش؟
إبتسمت بسخرية ووجع وقولت:
= أهو أهلي دول بقى أكتر ناي وقفوا في صفهُ ضدي عشان خاطر الفلوس.
سكت شوية وهو مش عارف يقول إي،
أو بيدور على كلام يقولهُ.
قومت وقفت وقولت:
= أنا حقيقي مبسوطة جدًا باليوم هنا ومبسوطة إننا طلعنا جيران وبجد بجد حبيت والدتك وأختك جدًا وشكرًا على كل حاجة النهاردا بس للأسف لازم أروح الشقة عشان محتاجة أنام بجد.
قام وقف وقال بإبتسامة:
_ وعشان متتأخريش بكرا إنتِ بقيتي جنب البيت وأنا مش هتهاون معاكِ بعد كدا خلاص.
ضحكت وقولت وأنا ماشي وبطلع من الشقة:
= حاضر، تصبحوا على خير.
وقفني صوتهُ وهو بيقول بهدوء:
_ روميساء.
لفيت ناحيتهُ بعد ما كنت قدام شقتي وبصتلهُ،
إتكلم وقال بإبتسامة وتشجيع:
_ أنا في صفك ومعاكِ لو إحتاجتي آي مساعدة أنا أعرف إزاي أوقفهُ عند حدهُ لو فكر يقرب منك تاني هنا.
إبتسم وقولت بإمتنان:
= شكرًا ليك بجد يا حاتم.
ودعتهُ وقفلت باب الشقة ودخلت نمت وأنا حتى مفكرتش زي العادة من كتر التعب اللي كنت حاسة بيه النهاردا.
____________________________________
_ يعني ملقيتهاش هناك، غرمتيني وقت وقرف!
كان إبراهيم وهو بيزعق لهالة في الشارع،
إتكلمت هالة بخوف وقالت بتصميم:
= أنا بقولك متأكدة إنها هنا، المعلومات جاتلي من مصدر موثوق زي ما قولتلك، وأديكِ سمعت بنفسك كانت هنا ومشيت الصبح، بس موضوع إنها رجعت للقاهرة دا مش مصدقاه إي اللي هيخليها ترجع هناك تاني؟!
إتكلم إبراهيم بعصبية وقال:
_ أنا ميهمنيش كل دا أنا عايز مكانها، وبعدين يمكن المصدر الموثوق دا مبقاش موثوق ويكون بيخدعك عادي!
طلعت هالة موبايلها وإتصلت بحد وهي متضايقة،
أول ما رد الطرف التاني قالت بغضب:
_ إنتِ مش بعتيلي وقولتيلي إن روميساء هنا؟
إتكلمت زوجة مازن وقالت بصوت واطي:
= أيوا في العنوان اللي بعتتهولك إنتِ وصلتي؟
إتكلمت هالة بزعيق وقالت:
_ أيوا وصلت بس مفيش روميساء، مش موجودة وسابت الشقة الصبح ومنعرفش راحت فين، حضرتك بقى تعرفي آي معلومة عنها؟
إتكلمت زوجة مازن وقالت بتفكير وصوت مهزوز:
= مشيت؟
مشيت ليه وراحت فين؟
أتكلمت هالة بإنفعال وقالت:
_ أنا اللي بسألك يابني آدمة؟!
إتعصبت زوجة مازن وقالت بغضب:
= إنتِ بتكلميني كدا ليه؟
كنتِ كلمتيني قبل كدا بخصوص أختك ومازن وموضوعهم زمان وعشان مدا قولتلك بردلك الجميلة لكن أنا مش شغالة عندك ومتتصليش بيا تاني أنا غلطانة إني بعتتلك.
قفلت زوجة إبراهيم في وقتها السِكة وقالت بينها وبين نفسها بتأنيب ضمير:
_ معقولة مشيت!
ليه بس أنا عملت كدا، لو صبر القاتل على المقتول!
بصت هالة ناحية إبراهيم بإحراج وهي متضايقة،
إتكلم إبراهيم وقال بتساؤل وتقليل منها:
_ ها!
هتعملي إي بقى بعد ما جبتينا إسكندرية؟
إتكلمت هالة بضيق وقالت بإصرار:
= روميساء لسة في أسكندرية أنا متأكدة،
بس كدا التمن لازم تدفعهُ دلوقتي عشان أقدر أشتغل وأدور وأجيبهالك لحد عندك في أقرب وقت.
بصيلها إبراهيم بغضب وقال:
_ هكتبهالك بإسمك بكرا الصبح أنا كدا كدا مش خسران حاجة لو موصلناش لروميساء بحد أقصى بعد بكرا يا هالة يبقى مش هتلحقي تشوفي حتى الشقة.
خلص كلامهُ وركبوا العربية وراحوا الأوتيل يباتوا فيه.
___________________________________
تاني يوم الصبح في البريك كنت قاعدة وحاتم شاركني البريك كعادتهُ اليومين دول.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ تعرف حد بيفهم في التوكيلات،
عايزة أبيع كذا حاجة ليا توكيل فيهم.
إتكلم حاتم وقال بتفكير:
= آه أعرف طبعًا، هكلمك حد دلوقتي.
كلم حد فعلًا وبعد ما شرحت للشخص دا كل حاجة والتوكيلات اللي معايا إي قالي إنهُ هيشوفلهم مشتري وعادي أقدر أبيعهم أو اأجرهم مادام التوكيل شغال.
قفلنا معاه على أساس إني هستنى منهُ يشوفلي المشتريين،
بصيت ناحية حاتم وقولت بإمتنان حقيقي:
_ بجد شكرًا يا حاتم والله عارفة إني بتقل عليك وبشغلك في اللي مالكش فيه.
رد عليا وقال بعتاب:
= خلاص إحنا بقينا أهل متقوليش حاجة زي كدا تاني،
إسنكدرية مليانة جدعان ورجالة برضوا مش عندكم بس.
ضحكت وقولت بإستغراب:
_ بجد إنتوا والقهراوية محسسني إنكم أعداء وبلدين مختلفين،
ما هي هي مصر يا حبايبي وهي هي الجنسية وهي هي بلدكم!
خلصت كلامي وسقفلي وقال بتريقة:
= الله على الوحدة الوطنية والمصلحة الإجتماعية،
يلا بقى عشان البريك خلص ولا إي الدنيا معاكِ، عايزة خصم؟
بصيتلهُ بغضب مصتنع وإستنكار بجنب عيني وقولت:
_ يا لهوي عليك، برضوا فيك الحتة الشريرة دي،
رايحة شغلي أهو.
خلصنا كلام وروحت بعدها لمكاني تاني،
كانت مريم طول اليوم بتبصلي بنظرات بتدق شرار ولكن متجاهلاها بل وبتعمد إستفزازها من بعيد لبعيد.
اليوم خلص، وأنا تحت الشركة مستنية الأوبر،
وقف جنبي حاتم وقال بإبتسامة:
_ عيب تبقي جارتي وفي الشقة اللي في وشي وأسيبك تروحي لوحدك.
إبتسمت وقولت برفض:
= لأ مش عيب خالص على فكرة، العيب لو حصل عكس كدا وبعدين في عيون مش سيبانا من الصبح يعني لو دا حصل هتلاقي الشركة كلها بكرا جاية تباركلنا أو تضطهدنا.
ضحك وقال:
_ قصدك على مريم؟
هي غريبة فعلًا ومش فاهمها والله، أو يمكن فاهم مقصدها بس فاهم المفروض أرفضها كام مرم عشان تفهم إني مش عايزها.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
= ليه مش عايزها؟
بصلؤ في عيوني لثوانٍ وبعدين قال بجدية وإبتسامة خفيفة:
_ مش هي دي اللي تشدني ولا اللي عيونها فيها اللمعة اللي أحبها، مش هي دي اللي أنا عايزها ولا حاسس ناحيتها بحاجة، محدش بيتحكم في قلبهُ ولا اللي عايزهُ يا روميساء.
إتوترت بسبب كلامهُ وهو باصص في عيوني وحساه بيوجهلي أنا الكلام، وحسيت خدودي إحمرت وسخنت.
كان في الوقت دا الحمدلله الأوبر وصل،
إتكلمت وقولت بإرتباك:
_ طيب هشوفك بكرا إن شاء الله باي.
ضحك وأنا ركبت وسيبتهُ ومشيت وأنا طرل الطريق بفكر فيه وفي كلامهُ.
بعدت كل الأفكار دي عهي عشان مينفعش،
حتى برغم كل اللي بيحصل معايا بس مينفعش أفكر في حد حتى لو تفكير بريء وأنا متجوزة.
وحتى بعد ما يتم الطلاق هيبقى في فترة عدة ممنوع عليا فيها أفكر برضوا.
إتنهدت ووصلت البيت دخلت خدت شاور وجهزت العشا،
قعدت باكل قدام مسلسل من اللي بتابعهم اليومين دول.
باب الشقة خبط، إستغربت لإن الوقت كان خلاص داخل على 11 قبل نص الليل.
سيبت الأكل وقومت أشوف مين،
فتحت الباب وللصدمة كان إبراهيم وهالة وهند واقفين قدامي بإبتسامة مستفزة ومشمئزة وأنا هموت من الرعب ومش مصدقة.
إتكلم وقال بنبرة منتصرة ومتوعدة:
_ أخيرًا لقيتك يا رورو؟
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
