رواية دعي الحب وشأنه الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير


رواية دعي الحب وشأنه الفصل الخامس بقلم زينب سمير

 


في مطعم، تربيزة كبيرة عليها ناس كتير، الجو لطيف، مروان قاعد ماسك فونه وباين عليه الضيق والتوتر

قرب منه عارف حط دراعه على كتفه و- مالك؟

- آن مبتردش، 

- يمكن في الطريق وسايقة

- الساعة داخلة على حداشر، أنا معرفها إننا هنكون هنا تسعة، مش معقول كل دا بتسوق

زم عارف شفايفه و- مش معقول فعلًا بس يمكن حاجة عطلتها

هبد الفون على التربيزة وبغضب مكتوم- يبقى ترد على الزفت وتعرفني

ربت على كتفه مرتين و- دلوقتي ترد وتفهم هدي نفسك بس

مشى عارف فخبط في شيري اللي كانت بتبص ناحية مروان بقلق، بصلها عارف لثواني، فإتحرجت وسألت- ماله كابتن مروان باين عليه إنه مضايق؟

- مفيش مشكلة بسيطة كدا، روحي معلش أعطيه كوباية المية دي

اعطاها كوباية مية وكمل بتبرير- في تليفون مهم لازم أعمله

سابها ومشى، وهي إتنهدت قبل ما تقرب منه وبكسوف- أتفضل

بصلها بتشوش، عقله مش فيه، كملت- عارف بعتلك الكوباية دي

خدها منها ورجع يبص للفون متجاهلها، نطقت بتردد- أنت كويس؟ باين عليك إنك متوتر وقلقان كله تمام؟

نطق بتلقائية- مفيش.. آن بس..

وصلتله رسالة في اللحظة دي، فسكت ومسك الفون بلهفة ونسيها كليًا.. كالعادة

قرأ الرسالة قبل ما ملامح وشـه كلها تتغير

'مش هقدر أجـي يامروان'

سأل بقلق- لية؟ حصلت حاجة؟ أنتي كويسة؟

- آه، مش حاسة إني في المود إني أحضر تجمعات بس

بس.. بمنتهى البساطة..

قفلت بعد ما ردت علطول، حاول يكلمها مبتردش، من غير تبرير كعادتها، مش مهم هتحطه في أي موقف

لاحظت شيري ضيقه فسألت بقلق- انت كويس؟

بصلها وهو بيزعق- قولت إني زفت كويس.. كل شوية تسألي مالي مالي أنتي مالك.. دا أية الصداع دا

قالها وهو بياخد حاجته ويسيب المكان ويمشي، بصت شيري حواليها لقيت الكل بيبصلها وساكت، بصت للأرض بإحراج..

وبصلها عارف من بعيد بتأنيب ضمير، مكنش ينفع يبعتها وهو عارف أن الموضوع فيـه آن!

*****

- في أية يامروان؟ حد يجي لحد الساعة دي؟

قالتها وهي نازلة باين عليها آثار النوم والنعس، لابسة بيجامة هوت شورت مع بلوزة كت، وشعرها الطويل مفرود على ضهرها، 

- حضرتك مبترديش على الفون

- تقوم تيجي تقلقني كدا!

- مش مفروض أننا كنا على معاد

- وبعتلك ولغيته

زفر بعصبية وهو بيرجع شعره لورا- أنا جاي أفهم لية لغيتيه فجأة معرفتنيش قبلها لية؟ لية خليتي شكلي زي الزفت قدام الكل.. وأنا عمال أقولهم مستني حد

بلا مبالاة- مش غلطتي.. 

بصلها متعجب، كملت بإرهاق وملل- مروان أنا تعبانة أوي وعايزة أنام بكرة أبقى نكمل الحوار التافه دا

- تافه!

بصت للجانب ومردتش، بصلها لثواني قبل ما يقول- ماشي يا آن، تصبحي على خير

رغم كل غضبه قرب ومسك راسها من ورا وقربها منه يبوس جبينها ويمشي، وطلعت هي لأوضتها


وصل لبيته أخيرًا رمـى نفسه على السرير بإرهاق وصلتله رسالة

' أنا أسفة يامروان لو حسيت من كلامي إني متطفلة أنا لاحظت بس أنك مضايق وحبيت اطمن عليك، اتمنى متزعلش مني والموضوع اللي شاغلك يكون بسيط'

رسالة من شيري، في اللحظة دي أفتكر اللي حصل وغضبه اللي طلعه فيها، حط إيده على عيونه بندم

طلع كبته فيها

رد عليها- أنا اللي أسف ياشيري بجد مكنتش أقصد اتعصب عليكي، كنت متعصب من حوار كدا وطلعت غلبي فيكي 

- ولا يهمك.. المهم دلوقتي أحسن؟

هز جانب شفايفه بسخرية- آه..

بعت تاني بتردد- لا

- لو حابب تحكي أنا موجودة

بص للجملة بتردد قبل ما ينفي براسه، مش هيحكي لحد غيرها، مش هيحكي عنها لغيرها، 

- هبقى كويس

وقفل معاها

 

تاني يوم الصبح، نزل وباين عليه الزهق والتأفف لمح مامته قاعدة في التراس قرب يقعد جنبها

- صاحي متاخر يعني؟

- التمرين معاده كمان ساعتين ومعنديش كلية

- أنا قولت إنك أكيد برة بتوصل آن

جعد حواجبه بتعجب- أوصل آن؟ أوصلها فين؟

- المطار، مش هي عندها جلسة تصوير مع شركة***؟ ديالا كانت قيلالي

- أكيد لا، مجابتش ليا سيرة

هزت كتفها بجهل و- دي قالتلي أمبارح بس مش عارفة، يمكن فهمت منها غلط

بشـك- ممكن.. همشي أنا بقى

خرج وهو ماسك قونه حاول يرن عليها لكنه مغلق، بعتلها رسالة

- آن أنتي فين؟ أية جدولك إنهاردة؟ عرفيني علشان عايز اعدي عليكي ونخرج ونكمل كلام أمبارح

كان واعد نفسه إنه هيستناها هي اللي تفهم خطأها وتجيله

بس موفاش بوعده

وصل التمرين وأنشغل شوية فيه، وصلتله رسالة أخيرًا وهو بيدحل أوضة التغيير 

- أنا برة مصر يامارو.. 

بعتتله سيلڤي ليها وهي مطلعة لسانها وبتغمز للكاميرا، على شعرها نضارة شمس.. بص للصورة ثواني مش مستوعب

وشـه مكفهر وباين عليه الضيق، لمحته شيري من بعيد وهو بيرمي الفون بإهمال ويقعد على كرسي، باصص قدامه وهو بيهز رجله من غير شعور

لسـة مفتش على إحراجه ليها كتير لكنها لقيت نفسها بتقرب وبتردد سألت- أنت كويس؟

والمرة دي بصلها كتير، لية مبيفضفضش؟ لية لسة عايز يحافظ على كل حاجة بينه وبينها عكس ما بتعمل هي

ولقى نفسه بيعند وهو بينفي بلا و- مش كويس محتاج اتكلم.. تسمعيني؟

أبتسمت بسمة كبيرة و- اسمعك


بصت آن في نهاية اليوم لفونها بتعجب، مروان شاف رسالتها لكنه لا رد.. ولا رن، ضيقت عيونها بتفكير قبل ما تلمح زين بيقرب، قفلت فونها وبصتله

قعد جنبها وهو بيتآوه بتعب و- اليوم كان مهلك

- أنت اللي أصريت تيجي من فرنسا لروما.. 

- لازم حد من وكالتنا يكون موجود.. وكنت حابب يكون أنا

قالها وهو بيبصلها من الجانب، كانت حاسة بنظراته عليها

وقف ومـد إيده ليها- يلا علشان نتغدى، 

حطت شنطتها في إيديه ووقفت لوحدها- يلا

سبقته بخطوة وهو بص للشنطة في إيده ولضهرها لثواني ببسمة خفيفة قبل ما يتبعها

*****

- يمكن السفر فاجئها يوم العزومة وكان لازم تجهز، ومن كلامك باين إنك مبتحبش سفرها فمكانتش عايزة تعرفك، خاصةً إنه زي ما عرفت يعتبر يومين.. ممكن متلحقش تلاحظ غيابها أو تشتاقلها

نفى بلهفة- أنا بشتقلها وهي معايا.. بس

هز راسه بتفكير- يمكن، 

لقى من كلامها وحججها مسكن لحيرته، قبلها بكل رضا

وقف و- شكرًا ليكي ياشيري الكلام معاكي مريح زي ما توقعت

مستناش ترد ومشى

مسك فونه يرن على آن اللي ردت بسرعة- مارو

بنبرة صوت حاول يبان فيها الضيق، رغم إنه صفى أول ما سمع صوتها- لسة فاكرة مارو؟

- مبتروحش من بالي علشان أفتكرك، أسفة بجد على سخافة تصرفي أمبارح كنت مضايقة وطلعت ضيقي فيك، متزعلش أوك؟

- مزعلتش، بس كان مالك؟

زمت شفايفها مش عارفة تقوله إنها مجرد حست إنها مش عايزة تروح، ومش مجبرة تشاركه أي لحظة في حياتها

عايزة تبعد عنه للحظة..

فنفذت اللي شاور عليه أحساسها

لسة بتفكر في تبرير قال هو- لو ديالا والشغل معاها صعب كدا إنها فجأة تفاجئك بالسفر ودا مضايقك عرفيني، هخلي ماما تكلمها أو..

لقيت حجتها.. وبسرعة- لا لا متكلمهاش يامارو،

كملت بتأثر مصطنع- خايفة تقول عليا دلوعة وكل شوية أنط لحبيبي أشتكيله ومبعرفش أعمل حاجة

- أنتي دلوعتي فعلًا يا آن.. وعايزك تنطيلي براحتك، قوليلي بس على أي حد أو حاجة مزعلاكي وأنا هتصرف

أبتسمت من ورا الفون بلطف

- بحبك يامروان.. وعايزاك تفضل تحبني زي ما بتحبني دلوقتي، أوعى في يوم تمل مني ولا تزهق

- ولا عمره هيحصل

لمحت زين بيقرب فـ- هقفل دلوقتي علشان مشغولة لو خلصت بدري هكلمك.. باي

- باي

قفل وهو بيتهد براحة، مكانتش النهاية.

العالم رجعت أضواءه تشرق من جديد

بعد ما كان سواد في غياب آن

*****

خلص المباراة بعد ما كان بيلعب بتألق كان غايب عنه، بص بسرية لمكانها لقيها بتعمله علامة إعجاب، أبتسم وهو بيدخل لأوضة التغيير

خبط قصى على كتفه و- أنا بفكر نجيب آن ونحنطها، دا أنت كنت مصدرلنا الوش الخشب ياجدع

عارف بتملل- الرجالة لما تخيب

حاوط مروان كتف عارف وضغط عليه جامد فمال التاني يتآوه بتألم- هنشوفك لما تحب

عارف بثقة- حتى لو حبيت مش هقع وقعتك السودة دي

دخلت شيري من باب تاني، لسة هترفع إيدها علشان ترحب لكنه تخطاها، كإنه مشفهاش

بل بالفعل مشفهاش، نزلت إيدها ببسمة مرارة، متى تحضر آن يختفي البقية في عين مروان

في عربية مروان بعد نص ساعة..

ركبت آن العربية فلقيت اللي بيهجم عليها يحضنها وهو بيقول بلهفة- وحشتيني وحشتيني

إتعلقت في رقبته وهي بتضحك- وأنت كمان وحشتني

داعبت خصلات شعره للحظات بحب قبل ما يبعد ويبصلها

- أحكيلي اليومين اللي فاتوا كانوا عاملين أزاي

بدأت تحكي بحماس وهو بيسمعها لحد ما قاطعها- زين.. وهو اية اللي سفره روما؟

قالتله حجة زين، فضيق حواجبه بعدم تصديق- أزاي هو بنفسه يحضر؟ ما يبعت أي حد مكانه خصوصًا دا مجرد إعلان.. 

بصلها بطرف عينه و- تعاملكم مع بعض إزاي؟

بتأفف وعصبية خفيفة- مروان متبدأش أرجوك وتعمل تصرفاتك دي، هو واحد بيحب شغله وبيهتم بكل تفاصيله

بسخرية- تفاصيله إنه يسافر لأصغر موديل عنده من بلد لبلد.. وكل إيفنت ليها يكون موجود! دا لاقي وقته فين دا بقى.. وسيرته اللي بتبقى موجودة ي كل مرة تتكلمي عن شغلك

- طبيعي.. دا رئيسي

زعق بخفة- رئيستك هي ديالا، 

- هو رئيس ديالا بنفسه، أنا لو كملت مع ديالا بس عمري ما هوصل لأعلى من اللي أنا فيه، لكن معاه.. هوصل

هو يقدر يحققلي كل اللي بتمناه ويوصلني لكل حاجة، هو هيساعدني.. مروان متبقاش حجر في طريقي علشان شوية أفكار غبية ملهاش أساس من الصحة

كملت بصوت مكتوم- مش هسمحلك

- مش من حقي أغير؟

رقـت نظراتها وصوتها، مسكت إيده تنفي بلا- طبعًا لا.. بقولك بس كون متأكد إني ماشية وأنت معايا دايمًا.. الكل عارف إني ملكك

رفعت إيدها وصوباعها تحديدًا توريه الخاتم، اللي لبسته أول ما نزلت من المطار

مسك إيدها يبوس مكان الخاتم وهو بيتنهد

لو مش واثق في الناس، يثق في آن

في حب آن

وهز راسه.. 

- عايزين نقابل الشباب، بقالنا كتير..

قاطعته وهي بترجع تقعد في كرسيها براحة- لا مليش مود لأي تجمع

بصلها بتعجب- من أمتى دا

- من دلوقتي.. بعدين مش شايف إنه كفاية لحد كدا؟ أحنا بقينا مختلفين عن بعض أوي وأشغالنا مختلفة.. مش جـه الوقت إننا نبعد عنهم؟

بصلها مش مستوعب.. كملت- أنا وأنت من المشاهير دلوقتي مش هيبقى حلو إن كل شوية نتشاف معاهم.. زي ما أنت عارف علياء وجانا اللي يشوفهم جنبي يستغرب و..

بصلها بدهشـة- أنتي مستوعبة بتقولي أية؟ دول أصحابنا من سنين

- اا

كمل- أكيد بتهزري صح؟ ودا مقلب من مقالبك السخيفة

لاحظت جديته في الكلام فأبتسمت ببراءة وهي بتهز راسها- طبعًا أومال أنت فاكر أية؟ دول وحشوني بشكل.. تعالى أوريك جبتلهم أية معايا

وضيقه اللي كان من لحظات أتبخر..

آن مش كدا.. ولا عمرها كانت كدا

لكنها أصل كدا

لما في تاني تجمع ليهم بعد كلامها رن علشان يستعجلها فإعتذرت إنها مش هتقدر تحضر

بصت لعدد المتابعين اللي عندها بفخر

3,6 مليون متابع في أقل من خمس شهور

فتحت حساب مروان لقيته 9,4 مليون، ظهر عليها الضيق

مروان ليه شعبية كبيرة، لإنه مع ممارسته للرياضة وشهرته مع ناديه والمنتخب.. والأندية الأوربية اللي طلبته كذا مرة وقدمت عروض ورفضها علشان يفضل مع آن وقريب منها

فهو إنفلونسر من غير ما يعوز يكون

كتير ناس بتتابعه.. 

الكل عارف إن في صداقة بسيطة بتجمعهم، علشان صورهم اللي بتنزل كتير مع الشلة أو لوحدهم

لكن برغبتها محدش يعرف إن في بينهم إرتباط..

*****

آن- أمم نفسي أكل رمان بشكل بس دادة روحية مسافرة..


وهي مستحيل تفصصه بنفسها..

خلصت كلام معاه وقفلت، نزل تحت لقى مامته قاعدة في الليفنج - ماما أحنا عندنا رمان؟

- رمان.. مش عارفة شوف في المطبخ أو أسال سيليا كدا

دخل دور ملقيش فخرج بسرعة من البيت رجع بعد حوالي ساعة بكيسة سودة ودخل المطبخ، طلع رمان وغسله وقعد يفصصه، بص في الأخر لعلبة المطبخ المقفولة بفخر،

بعد ربع ساعة كمان، قدام بيت آن، بيرن عليها وردت بصوت ناعس- أية يامارو؟

- أنزلي

- دلوقتي يامارو؟ أنا فاصلة أوي 

- هي دقيقة وحدة

بتأفف- طيب..

نزلت وفتحتله الباب وملامحها باين عليها الضجر، لقيت علبة بتطلع في وشها- ترارا

بصت للعلبة لثواني قبل ما تستوعب، دون إرادة منها وسعت بسمة تلقائية على ملامحها

بصتله بعيون لامعة وهي مش عارفة تقول أية

غير- بحبك

- وأنا كمان يلا أطلعي كلي حبة وكملي نوم

- طيب ناكل سـوا

بص لساعته و- مش هينفع عندي معاد الصبح بدري

كعادته آخر نفسه، آجل مواعيـده، هزت راسها بتفهم وسابته يمشي

طلعت وأكلت من الرمان بنهم وهي متعرفش السبب تحديدًا، لجماله، لإشتياقها ليه، لإنه معمول بحب..

مش مهم.. المهم كان أحلى رمان أكلته من زمان

نزلت صورة ليها وهي واخدة العلبة في حضنها وبتاكل معلقة بتلذذ

بعد شوية نزل هو صورة لإيديه وهي مليانة بقع وآثار لتفصيصه للرمان

مش كتير فهم الصورة والعلاقة

إلا قلة.. منها شيري اللي أبتسمت بـ هم وهي بتعمل لاف للصورتين.

الفصل السادس من هنا


تعليقات