رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثالث والستون 63 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثالث والستون 

زهور ممددة على الأرض تقوس قدميها  وتضم يدها محتضنة عدة ورقات تتمسك بهم بشدة تأن بصوت متحشرج من البكاء، يهرع إليها الواقف بخوف وذهول من حالتها  يجثو أمامها ينادي عليها. 
الشاب/ زهور زهور فيكِ إيه اية ال حصلك وفين إمي أحلام فهميني ليه بتعيطي عملت فيها ايه يا حيوان انت؟ قالها وهو ينظر تجاه عبد الرؤوف، الذي ينظر له بغضب على نعته بالحيوان! 
زهور / فتحت عينها للمتحدث اعتدلت تحدثه بصوت ضعيف من بين شهقاتها خالي وائل شفت ال حصل؛ طلع مظلوم مسبنيش زي ماكنت فكرة طلع ميت  وانا ال كنت بستنى اليوم ال هقبلله فيه. 
وائل / هو مين اللي طلع ميت فهمني و ايه الكلام ده يلتفت حوله، جيتي ازاي لهنا وامي أحلام فين ومين البنى ادم ده؟ 
زهور /ابويا طلع ميت زياد ال فضلت سنين طويلة بتهمة انه رماني طلع ميت ومش بس كده  ده مات من بعد أمي ما سبته عارف يعني ايه  ! 
وائل / بحزن ينظر لها وحالتها المزرية بشفقة  اهدي  يا حبيبتي  وفهمني وحدة واحدة. 
زهور بحسرة  /من وقت ما وعيت على الدنيا وانا بتهمة  بأبشع الاتهامات ومش بس كده  كنت بلعنه وبحقد عليه  ولما الدنيا كانت تضيق بيا كنت بدعي عليه دعوات  بعد ما بفوق كنت بترعب إن دعوة منهم تتحقق 
وفي الاخر طلع ميت تعتدل في جلستها، فاكر مرة  قلت لي  إن حالنا زي بعض  انت مشفتش ابوك   ولا أنا  أنت معرفتوش بس حبيته  وفخور بيه  من كلام الناس عنه وعن أصله و اخلاقه الطيبة  ورجولته وشهامته  وحب الناس ليه  كلام والدتك وستي أحلام عنه وقتها انت قلت  ايه كنت تتمنى لو فضل عايش فاكره يومها قلت ايه،  بالرغم إن ال عرفتة عن ظروف ولادتك والحقيقة الصعبة ال عرفتها إلا انك مش زعلان منه انت فخور إنك ابن راجل محترم وجدع متخلاش عنك وكتبك بإسمة منكرش فعلته، وهرب ولا اتبرا منك بالعكس ده  ضحى بكل حاجه  وبروحه وفضل انه يتسجن ويتهم بتهمة  بريء  منها عشان يحافظ على سمعة الانسانه اللي حبها وعشان الناس وكلامهم ومتعش ذليل وتتوسم بعار هيفضل ملازمك العمر كله  . 
لتكمل ببكاء وهي ترفع الخطاب بيدها / انا بقى سمعت بودنى قد إيه أبويا كان طيب وحنين قد ايه ابن بار باهله و كان بيحب امي لدرجة إنه مستحملش إنها  تبعد عنه مات من حزنه على فراقها، قريت ال كتبه بعيوني  كلام  يدخل القلب على طول، كلام تحس بكل كلمة تقرأها إن شاعر ب يوصف حبه لحببته، منسنيش في كتاباته حتى انه طلب مني اسامحه  ووصاني بوصية صعبة عليا اوي  وصاني اني اترحم عليه لتنهار وتبكي بهستيريا  وتنظر لوائل بعيون جاحظة تكاد تخرج من مقلتيها  تضربه علي صدره وتصرخ به  انت  ازاي تدوس برجلك على الورق ده انت مش بتشوف حرام عليك دي اخر ذكري ليه  هي دي  كل اللي ليا منه، لتدفعه وتبعده عن الأوراق وتقوم بجمعها و تنفضها  بيدها تذيل ماعلق بها من أتربة تصرخ به، بهستريا وهي تري عبدالرؤوف  يقترب منها وكاد يضع قدمه على إحدى الأوراق التي تحتوي على إحدى رسوماتها له 
ل يتوقف من شدة صرخاتها  ينظر لها بهلع وهي تحبو على يدها و ت جذب الأوراق والرسومات المنثورة بالغرفة وهي تبكي بنحيب   ، سامحني يا بابا سامحني لتنظر لهم وتصرخ بهم. 
زهور/ أخرجوا برة  مش عاوزة حد فيكم هنا، لتنظر لهم وهم لا زالوا  متسمرين مكانهم،  قلت أخرجوا برة  مبتفهموش الكلام ليه عاوزة اكون لوحدي،لتصرخ مرة أخري  بصوت موجع  سبوني مع نفسي ومع ذكريات أبويا سبونا لوحدنا. 
ليخرج عبدالرؤوف وخلفه وائل مغلق الباب خلفه. 
زهور ممسكة بإحدي رسوماتها ترفعها لأعلي، تحدثها  وهي تجفف دموعها سامحني  متزعلش مني مكنتش عارفه انهم ها يدوسوا علي صورتك سامحني وأوعدك ، انا هنفذ كل كلمة كتبتها في وصيتك  ، هكون قوية زي ما قلت لي هاخد حقي من كل اللي ظلموني، وظلموك مش بس كده  هروح بنفسي لعائلتك واوجههم، بس قبل كل ده هدور علي سلسبيل واعرف باقي الحقيقة منها ووقتها بس هروح وانا زهروان زياد الغمراوي 
زهروان ال هتاخد بتارها من كل حد جرحها ومش هنسي حسابي الطويل  مع سلسبيل، لتضم الصورة لصدرها وهي تمحوا خط من الدموع يسيل على وجنتها. 
زهور/ وبحق حضنك اللي اتحرمت منه وقد إيه مشتاقة ليه، ما هسيب حقي ابدا  ومرة تانيه بوعدك لا اترحم عليك كل لحظة  طول ما انا عايشه علي وش الدنيا، ولا أدعي ربنا بصلاتي  انه يجمعني بيك حتى لو كنت  في نار جهنم مع ان متأكدة ان واحد ب حنيتك وطيبتك وال قريتة بخط  إيدك يدل انك في الجنة ونعمها ويارب يجمعني بيك تعوضني عن سنين  بعدك عني بس اعرف حكاية سلسبيل وقتها بس لو مت وكنت جنبك هموت وانا اسعد انسانه بالدنيا وقتها هزعل ليه ما انا هكون بحضنك ال اتحرمت منه سنين. 
تجمع الأوراق وترتيبها وتزيح دمعاتها التي تتحرج  بدون شعور منها 
وتهب واقفه وتجذب حقيبتها من على الأرض  وتجلس علي الفراش 
تفتح تلك المذكرة التي خطها  لها بيده وتبدأ بقراءتها  بسم الله الرحمن الرحيم.حببتي ألآن أبدأ بسرد  حكايتي  من أنا حتى تعلمي كل شئ عن والدك من هو كيف عاش، ما احب وما كره، متى عشق  ولما إبتعد عنك 
أروى لكِ برعمتي كل ما مررت به من يوم مولدي حتى آخر نفس  التقطه، 
وانتِ بعيدة عني.
  أنا زياد الغمراوي اليوم أكملت عامي الخامس والعشرون ولكن لو حسبت الأيام بسعادة فعمري ساعات أو بالادق ايام ولو حسبت بالحزن فعمري سبعون ،ولو حسبت بالخذلان فعمري يعتبر ملايين السنين أنا الفتي المدلل كما يعتقد الجميع لكن أنا منذ نعومة أظافري أتحمل مسئولية جبال عاتيه. 
نعم صغيرتي لا تتعجبي !  فانا كنت  أصغر أخواتي ولدت بعجز في يدي اليسرى وتشوه في جسدي لدي حدبة بظهري يشمئز منها أقرب الناس إلي لكن أمي الغالية لم تشعرني، ابدأ بعجزي ولدت في عائله ثريه والدي من أشهر رجال المعمار والبناء في البلد صاحب أكبر شركات الهندسة  مجموعة شركات الغمراوي جروب للانشاءات الهندسية المعمارية . 

لدي اربع أخوة أكبر مني ولدين وبنتين لم ترتبط بينا علاقه اخوه على عكسهم هم مترابطين، و صداقتهم قويه . لم أشعر بحنان الاب كما كنت أعتقد سوف أخبرك بكل شئ بوقته لا تتعجلي، كانت امي هي كل عالمي عندما يسخر مني أحد الأولاد بالمدرسة كانت، هي ملجأي ، في عمر السادسة توفى زوج خالتي وأصبحت، وحيدة وليس لها أولاد ، طلبت من أمي إحدى شقيقاتي لتمكث معها وتراعيها ،أبي رفض بشدة ولكن قال لها خدي زياد لو تودي، وافقت خالتي وكان ذلك طوق نجاتي مكثت مع خالتي وتأتي أمي لزيارتي كل اسبوع تصطحبني معها لقضاء يومي الخميس والجمعة مع اشقائي؛ حتي لا يحدث فجوة كبيرة بيننا لكن كانوا يمروا علي بصعوبه بالغه فقد تعودت على خالتي وحنانها ودلالها تعودت علي حكايتها قبل النوم فكثيرا كنت اتصل بها تقص على إحدى قصصها حتى أستطيع أن أنام، وحبها عوضني كل شئ قامت بتحفظي القرآن تعلمي الصلاة لم تشمئز يوما من تلك الكتلة بظهري

علمتني دعاء اقوله وقت الحزن ، كيف ادافع عن نفسي ببعض كلمات حتى مع اخواتي وابي ، كانت توصلني إلى المدرسة كل يوم تعرفت على صديقي الوحيد حسن شجعتني أن أقوي، علاقتي به للأسف بسبب إعاقة يدي لم ادخل مثل أشقائي كلية الهندسة التي تعتبر معبد ومحراب لأبي فهو يود أن يصير كل أفراد العائلة يعملون بشركاتة وجميع العائله يصبحوا  خريجى هندسه حتى 

شجعتني خالتي ادرس ادارة اعمال ولا احد يعلم بذلك من العاملين بشركات أبي  فكما الأموال تورث فالالقاب بعائلتي تورث اصبحت بلا تعب ألقب بالمهندس زياد أصبح يلازمني ذلك اللقب الذي مثل الطوق حول عنقي، درست إدارة أعمال وتفوقت بها  كل ذلك بتشجيع من خالتي ؛ حتى أستطيع إدارة أملاكها وهي عبارة عن فندق كبير تملكه خالتي و بازار سياحي ومركب سياحي،وكثير من الأراض  ومحلات بيع الأزهار  ، طوال تلك السنوات، وأنا على نفس المنوال  أعيش مع خالتي ليس لي أصدقاء سوى حسن صديقي  بعيد كل البعد عن اشقائي، لكن شقيقي زيدان بداء يتقرب مني يتحدث معي عكس طفولتنا كان بعيد كل البعد ، اندمجت معه أصبح بيننا اتصال هاتفي يوميا نتسال عن حال بعض اعترف لي بحبه لابنة عمي ، خاف أن يرفض عمي تزوجها لأنها الوسطى، وهناك أخرى أكبر منها ، كنت معه أشجعه على التكلم مع أبي لإقناع عمي حتى وافق عمي لكن بشرط ومن هنا بدأت معاناة بشكل  أخر للجميع، كل منا له معاناة. 
لتستمر زهور في قراءة مذكرات والدها بتمعن حتى ارتخت  جفونها وغفت مكانها. 
________________لأ. إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. 
خرج وائل  وعبد الرؤوف من الغرفه   جالس كل واحد منهم على أريكة 
وائل عينه على باب  غرفة زهور يشعر بحزن في قلبه يهز رأسه  بحزن وآلم  يضرب يديه ببعضهما يحدث نفسه بكلمات غير مسموعة ، وعبدالرؤوف لا يقل آلما عن وائل  ينظر على باب الغرفة بحزن  يلتف ناحية وائل وينظر له و  يمتعض وجه  باستغراب  من نظرات وائل المصوبة عليه  ليبعد نظرة بعيدا عن وائل يهمس بصوت ظاهر لمن حوله.
وائل محدثا نفسه / يااااااه يا زهور بكام كلمة صحيتي نار بحاول أخمدها جوايا نار بتحرقني من جوه ليه توجعي قلبي  عليكي، أنا مصدقت أتعايش 
مع ماض  ملوث وعار قتل فيا كل المشاعر لحد ما جيتي انتي ودواتنى، كلامك كان بلسم يطيب  جروحى واوجاعى، روحي اتعلقت بيكِ، كنت زي العيل الصغير الفرح برجوعه من المدرسة لقى  أمه مستنياه وفردة اديها بضمه، قلبي كان طاير من الفرحة ورجليه مش لمسة الأرض من وقت  
ما جالي الغفير يقولي انك رجعتي البلد من تاني، سنين  طويلة وأنا عايش بلا قلب لحد قلبي ما انشغل بيكِ وعقلي مش بيفكر غير فيكِ  ياتري أنا رايح علي فين بحكايتي معاكِ.بقلمي منى عبد العزيز مووووني  
يلتف تجاه عبد الرؤوف  الجالس على يساره بغل وغيره يود ان يفتك به،يود سؤاله ما علاقتة بزهور ولما هو هنا معها وبأي صفة،هل هو من  أخبارها عن  وفاة والدها!؟
عبد الرؤوف يكاد ينقض على وائل الذي ينظر له باستعلاء وحقد  يهز راسه بنفي يحدث نفسه بصوت مسموع كعادته. 
عبدالرؤوف / والله هذا مجنون،ماذا فعلت له هاد زلمة غريب من وقت ما دق الباب وهو مو طايقني، ويش يكون لزهور.!؟ 
ليغمض عينيه ويتنفس بعمق ويخرجه ببطء ويضع يده على قلبه. 
عبد الرؤوف:  والله حيران والله  ليش القلب عورني  بكاكِ  يسقط من بين جفونك يحرقوني  ليش  من وقت ما نظرتك اول مره  وطيفك ما فرجني، 
صوتك كروان ينشد تسابيحه في جوف الليل يحرم عليا النعاس ويضل يفكر بيكِ، كلماتك عشقتها حفظتها حتى أمثالك  وتشبهاتك وكل كلمة تخرج من بين شفاتك اعشقها، يا تري القدر وضعك في طريقي  ليش، من قبل شهر كنت ما اشتهي اضحك او حتى الابتسامة تقرب ناحية فمي  ويش صار وايش ناوي عليه القدر. يعد علي يده ويكمل حديثه. 

نجاتي من الموت كانت على يدك لولاكِ كنت الآن في عداد الموتى، مرمى قريب من أي مكب نفايات، ماتركتني ضِلتك معي ما خفتي  ولا تخليتِ  عني ضليتِ حادي من مكان لمكان،حتى بيتك جيتني ليه ما خفتى ولا قلت كلام الناس والشيطان قوية رغم انك صغيرة وأنا ضعف عمرك لكن اتعلمت منك أكبر درس بالحياة ل يكز على أسنانه وهو يتذكر دخول وائل الغرفه عليها ويقوم بالربت على كتفها، يلتف اليه بعيون تكاد تشتعل بها النيران ويضرب يديه ببعضهما يكور أحدهما ويضرب الاخري بها. 
ليهب واقفا أثر اقتراب وائل منه. 


Knight of novels
Knight of novels
تعليقات