رواية حارة العاشقين الفصل الثالث والستون
في شقة 'أرغد'
تمتم 'الشيخ عبد الرحمن' بشفتيه :
-لا حول و لا قوة إلا بالله
سأله عن أسباب الطلاق :
-عايز تطلقها ليه
قلب 'أرغد' عينيه متمتما بالسب لنفسه :
-مش متفقين يا شيخ عبد الرحمن أكتب إجراءات الطلاق لحد ما يوصل المعلم صخر و باشا
فتح 'الشيخ عبد الرحمن' الدفتر يبدأ بكتابة البيانات يخبره :
-يقول الحق سبحانه و تعالى :
"إن أبغض الحلال عند الله الطلاق"
-بعد توقيعك يا أرغد أنت و زوجتك السيدة 'جيهان كريم الجبالي' علي وثيقة الطلاق هتقول هي ورايا صيغة الطلاق مقرونة بالابراء عن حقوقها هتقولها و أنت هترد عليها و أنت يا زوجتي طالق مني أمام الشهود لكن لو فكرت ترجعها ثاني لعصمتك هيبقي بعقد قران
و مهر جديد
-
توقف 'صخر' بسيارته أمام قسم الشرطة يطلب من 'مياسين' النزول :
-وصلنا
طلبت منه العودة :
-خلينا نرجع يا معلم صخر
سألها عن أسباب ذهابهم :
-أنت مش كنت عايزة تطمني عليه
فركت 'مياسين' يديها ببعضها تطلب منه الإستماع إليها :
-أنا مطمنة عليه و هو مع ولادك
معلم صخر أنا هحكي لك كل حاجة و طالبة منك تساعدني
-
مزرعة 'الباشا'
سألته 'صدف'
-أنت رايح فين يا باشا
أكمل إغلاق أزرار أكمام قميصه :
-أرغد و جيهان هيطلقوا و طلب مني أن أكون موجود لأن طارق مش موافق يحضر
سألته 'صدف' :
-هما بيحبوا بعض
أومأ برأسه يخبرها :
-بيحبوا بعض لكن أمه مش سايباهم في حالهم
لفت 'صدف' ساعديها حول رقبته :
-بلاش تبقي شاهد علي طلاقهم موقفك هيبقي وحش أوي لما تشوف جيهان بعد الطلاق
طلبت منه تغيير نوع عطره :
-بلاش الريحة دي
سألها :
-ليه مالها
أخبرته :
-ريحتها قوية أنا بشمها من قبل ما أشوفك ببقي عارفة أنك جيت
أومأ برأسه موافقة :
-خليني أكمل لبسي
سألته :
-أنا عايزة أشتري حاجات الولادة
تبسم 'باشا' يطبع قبلة فوق جبينها :
-هتنزلي في الزحمة و أنت حامل مينفعش تشتري هجيب لك كتالوجات و تختاري زي ما أنت عايزة
زمت شفتيها قائلة :
-لكن أنا كده محبوسة أنا عايزة أخرج
احتضنها يخبرها عن مدي عشقه لها :
-أنا بحبك يا صدف
دمعت عيونها وهي تقبل رقبته :
-و أنا بحبك يا باشا
أبتعد عنها يخبرها :
-عامل لك مفاجأة
تبسمت تسأله :
-مفاجأة أيه
جلس على الكرسي المقابل لها :
-أختك سمرة
مطت شفتها السفلية قائلة :
-أنا معرفهاش و حتي لو شفتها هتعامل معاها ازاي
لف ساعده الأيمن حول خصرها يجلسها فوق فخذيه :
-صدف أختك ملهاش حد و لازم تاخد ورثها علشان تبقي أحسن زيدان قالي عن البيت اللي ساكنة فيه و أنها بتسرق علشان تصرف على نفسها
تنهدت بضيق قائلة :
-حاضر يا باشا
-
شقة 'أرغد'
-عدة أكثر من نصف ساعة و المعلم صخر و باشا محدش فيهم وصل
طلب منه 'ارغد' الإنتظار :
-زمانهم علي وصول يا شيخ عبد الرحمن
قرع الباب تبسم 'ارغد' يخبره :
-مش بقول لك
زفر 'الشيخ عبد الرحمن' متمتما :
-أعوذ بالله من غضب الله
ما أن فتح 'أرغد' باب الشقة ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه رؤيته 'والده' تتوقف خلفه شقيقته رحب بهما :
-اتفضلوا
-السلام عليكم يا شيخ عبد الرحمن
ليرد عليه 'الشيخ عبد الرحمن' :
-و عليكم السلام يا أستاذ طارق
ما أن جلس 'طارق' علي الأريكة بجوار 'الشيخ عبد الرحمن' سأله :
-شيخ عبد الرحمن إحنا منرضاش بالظلم جيهان اتحملت كتير أوي من مراتي كانت بتدخل في حياتهم و تمشي رأيها في كل حاجة ده غير أن المعلم صخر محاولش أن يصلح بالعكس كان همه كرامة بنت أخوه و أنها تبقي أحسن من غير جوزها مفكرش في بنتهم
تنهد 'الشيخ عبد الرحمن' يطلب منهم الإستماع إليه :
-محدش يرضي بالظلم لحد لكن أهم حاجة نسأل أرغد أنت عايز مراتك و بنتك و لا لأ
زفر 'أرغد' يطلب منه تغيير الموضوع :
-شيخ عبد الرحمن خلينا نخلص الطلاق هو الحل
قلب 'الشيخ عبد الرحمن' عينيه متمتم :
-لا حول و قوة إلا بالله ممكن تسمعني أنت هتروح تصالح مراتك زي أي زوج و تنسوا خلافاتكم القديمة و ده مش هيقلل منك
أقفل 'الشيخ عبد الرحمن' الدفتر يستأذن للذهاب :
-السلام عليكم
-
ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه 'صخر' يسألها :
-أنت إزاي متقوليش لباشا أن عنده ولد
نفثت 'مياسين' دخان سيجارتها تخبره :
-مقدرتيش أقوله أن عنده ولد و أن كريم الجبالي أتفق مع عائلتي يقول له أن الطفل مات مقابل أن يرجع لهم الشركة لولا أن مصطفي المصري و باشا أدخلوا
أخفض 'صخر' رأسه خجلاً من فعلة شقيقه :
-أنا مكنتش أعرف أن كريم متجوز و مخلف و لا أعرف أن أخد منك الشركة
تنهدت 'مياسين' بضيق :
-كريم مشكلته أنه راجل شرقي و عايز يتجوز غربية لكن لما عرف أنها لها علاقة براجل قبله داس على كرامته و قرر أن يأخذ منها شركتها و حياتها بيحاول يعوض كرامته اللي اتهانت
سألها 'صخر' :
-أنت كنت فين أنت و لميس
إجابته 'مياسين' :
-كنت عايزة أعمل ورق باشا و دي الأوراق المطلوبة صحيفة الحالة الجنائية فيش و تشبيه
شهادة ميلاد كمبيوتر
شهادة ميلاد الوالدين
وثيقة الزواج إذا كان متزوج شهادة التجنيد إذا كان أدى الخدمة العسكرية أو أعفي منها
قيد عائلي لبيان إذا كان يوجد شقيق بنفس الاسم الذي يريد تغييره من عدمه إذ إنه لا يجوز تسمية أخوين بنفس الاسم صورة من بطاقة الرقم القومي إذا كان بلغ السن و قام باستخراجها
سألها 'صخر' :
-أنت مين بيساعدك و عرفت مكان السجل المدني إزاي
-
"في قسم الشرطة"
داخل الحجز الخاص بالرجال توقف 'الشاويش' ينادي علي أسمائهم :
-دي زيارة جابها المعلم صخر مش عايز أشوفك ثاني
قهقه 'سليم' يمد يده اليمني يأخذ الأغراض من يديه :
-خلاص يا عم محمد أنت زهقت مني و لا أيه
قلب 'الشاويش' عينيه متمتما بالسب لنفسه :
-أنت مش كان عندك تدريب في النادي علشان البطولة
صفع 'سليم' مقدمة رأسه بكف يده :
-نسيت خالص العيال كانوا مستنين هو وكيل النيابة لسة مجاش
أخبره 'الشاويش' :
-لازم صلح زي ما قلت لك
-
مزرعة 'الباشا'
ما أن دخلت 'سمرة' المزرعة دارت عيونها سألت 'زيدان' :
-أستاذ زيدان أنا عايزة أمشي أنا خايفة أوي
تنحنح 'زيدان' يخبرها :
-خايفة من أيه
أشارت له :
-أنت بتقول أن باشا ده وزير أنا صورته المتعلقة علي الحيطة مخلياني مرعوبة آمال لو شفته هعمل أيه
فصل حديثهما رنين هاتف 'زيدان' استأذن منها :
-سمرة أنا هرد علي الموبايل و راجع
لم تنتبه كلماته لفت انتباهها وجود تلك الأرجوحة بالخارج
تبسمت 'سمرة' خارجة من الباب الخلفي تجلس فوق الأرجوحة قهقهت عندما تحركت بها استقامت من مكانها محدقة عيونها رؤيتها بركة السباحة
دمعت عيناي 'صدف' رؤيتها لحالة شقيقتها ملابسها المهترئة جسدها الضعيف
ازدرد ريق 'سمرة' رؤيتها صحن الفاكهة الموضوع فوق سطح المنضدة
ما أن تحركت 'صدف' من مكانها منعها 'باشا' حتي تنتهي 'سمرة' :
-أستني يا صدف خليها براحتها
مسحت 'صدف' دموعها :
-شكلها و لبسها يقول أنها مأكلتيش و لا استحمت بقالها سنين
فصل حديثهما عودة 'زيدان' يخبرهم :
-باشا اتقبض عليه
سأله 'باشا' عن الأسباب :
-ليه
أخبره 'زيدان' :
-خناقة مع الجزارين في الحارة و قبضوا عليهم كلهم و هيتعرضوا علي النيابة يوم الأحد
حرك 'باشا' سبابة يده اليمني يخبره :
-يخرج من القسم الليلة
سأله 'زيدان' :
-أزاي
جلس 'باشا' على الكرسي المقابل له :
-مش مشكلتي
سألته 'صدف' :
-مين باشا ده هو في باشا غيرك
قهقه 'باشا' يطلب منه المغادرة :
-روح يا زيدان
-
غرفة 'فيروز'
أعادت 'فيروز' اتصالها الهاتفي 'بزين' :
-موبايله مقفول ليه
سألتها 'نور' عن أسباب اتصالها الهاتفي به :
-أنت بتتصلي به له
تنحنحت 'فيروز' تخبرها :
-بصراحة معجبة به
تبسمت 'نور' قائلة :
-فيروز أنت معجبة به لكن أهم حاجة زين اوعي تتهوري و تقولي له شكلك هيبقي وحش أوي لو
قالك أنه مش معجب بك
تبسمت 'فيروز' تخبرها :
-أنا شايفة أن معجب بيا دافع عني مرتين
وضعت خصلات شعرها خلف أذنها :
-زين اللي عاجبني فيه أنه راجل تقيل كده مش عيل أنا متأكدة أنه هو كمان معجب بيا و مكسوف أو خايف علشان منصب باشا
-
شقة 'أرغد'
مدد 'أرغد' بجسده فوق الأريكة رافع ساعده الأيمن خلف مؤخرة رأسه مستمع لصوت المفتاح يدور بداخل طبلة الباب
-