رواية حارة العاشقين الفصل السادس والستون
الليل
شركة 'الجبالي' داخل غرفة مكتب 'جيهان'
بينما انفرجت اسارير وجه 'أرغد' و بدت أسنانه البيضاء محدثاً زوجته 'جيهان' في الهاتف المحمول التي ارتسمت المهانفة علي ملامح وجهها تستمع إلى حديثه :
-عملت أيه
نفثت دخان سيجارتها معبرة عن قمة غضبها :
-لامار عايزة تشوفك
ضعف صوته يسألها :
-لامار اللي عايزة تشوفني
تنفست بصعوبة و هي ترد عليه :
-أرغد بلاش الطريقة دي اللي حصل امبارح كان مجرد لحظة ضعف و راحت و مش هتتكرر ثاني يعني تقدر تقول غلطة
نفث دخان سيجارته يخبرها :
-و أنا بقبل الغلط مستنيك
صاحت به فقد نفذ صبرها :
-مش جاية لحد عندك و مش محتاجة لك أنا غلطانة أن أتصلت بك
قطع حديثهم صوت الباب أنهت اتصالها الهاتفي مع زوجها تطلب من الواقف بالخارج دخول غرفة مكتبها :
-أدخل
-
رياح قوية تعصف بالخارج مصاحبة بأمطار غزيرة !!و لكن ما بداخل قلبها من نيران كافية لاحتراق الأخضر و اليابس!!
طلب من العمال التوقف عن العمل :
-كفاية أنتوا تعبتوا نكمل بكرة
استأذن العمال للذهاب :
-أخيرا شكراً يا أستاذ زين
توقفت 'فيروز' أمامه تسأله :
-أنت بتقول للعمال يمشوا بأي حق
قلب 'زين' عينيه متمتم بالسب لنفسه موافقته على تلك الوظيفة :
-دي خامس مرة تخليني أعيد رسم التصاميم أنا تعبت و اتأخرت نكمل بكرة .. عن إذنك
حملت 'فيروز' المادة المخصصة لتنظيف الفرش تسكبها فوق التصاميم :
-مش هتمشي غير لما الديكورات كلها تخلص يا بشمهندس زين
ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه تغيير معاملتها معه :
-أنت عملت أيه أنا بقالي ثلث ساعات برسم فيهم
ابتسامة شيطانية ارتسمت علي شفتي 'فيروز' :
-أرسمهم ثاني
حاول أن يفهم ما تمر به يخبرها بإنهاء عمله :
-أنا ميعاد شغلي أنتهي و أنت ملكيش عندي غير تشطيب الفيلا
تبسمت 'فيروز' واضعة خصلات شعرها خلف أذنها تعتذر له :
-أنا آسفة يا زين مكنش قصدي
لا يتعين عليه المغالاة في رد الفعل أو فقدان السيطرة على أعصابه و إنما التفكير بعقل بارد ليتدخل بأسلوبه الدمث الراقي المعهود :
-لأ .. مفيش اعتذار حضرتك بنت معالي الوزير و أنا مجرد مهندس منفذش أوامرك
لعنت نفسها بسبب حماقاتها سألته :
-هو أنت مرتبط يا زين
وكان رده في قمة الصدمة لها حيث قال 'زين' بكل وضوح :
-و أنت مالك
-
شقة 'عائلة الجبالي' غرفة 'مريم' بينما خرجت من الحمام واضعة يدها اليمني فوق شفتيها أخبرتها شقيقتها 'زهرة' :
-الالتهابات بتيجي لكل عروسة جديدة أنت مش أول واحدة
دمعت عيناي 'مريم' قائلة :
-مسلمش عليا خرج من الحجز سلم عليهم في البيت و بعدها سافر الله أعلم أمه قالت له أيه أكيد غصبت عليه يطلقني
تبسمت 'زهرة' تخبرها :
-يا مريم هو عيل صغير هتقوله طلقها يطلقك
-
الوقت يمر و كأنه في آلة الزمن
عاد لمسقط رأسه بناية 'عائلة الجبالي' داخل الروف يشعر بالتعب و الخمول
توقف 'زين' عن العزف على آلة موسيقى الهارمونيكا بسبب رؤيته 'فيروز' يتوقف خلفها الحارسي الشخصي لحمايتها :
-يا تري فيروز بنت معالي الوزير جاية مكان زي ده صدفة
-
شركة 'الجبالي' داخل غرفة مكتب 'جيهان' تشعر بالملل بسبب ثرثرة الجالس أمامها يخبرها بتوقيع تلك الأوراق قرعت أظافر يدها اليمني طاولة الإجتماعات تطلب منه الإنتهاء :
-كفاية
قطع حديثهم صوت الباب استأذن الواقف بالخارج دخول الغرفة :
-ممكن أدخل
صوت مألوف لها جعلها تطلب من الجالس أمامها الإنتظار حتى تكمل توقيع تلك الأوراق
-
