رواية حارة العاشقين الفصل السابع والستون بقلم نهله زغلول
الوقت يمر و كأنه في آلة الزمن عاد لمسقط رأسه بناية 'عائلة الجبالي' داخل الروف يشعر بالتعب و الخمول
توقف 'زين' عن العزف على آلة موسيقى الهارمونيكا بسبب رؤيته 'فيروز' يتوقف خلفها الحارسي الشخصي لحمايتها :
-يا تري فيروز بنت معالي الوزير جاية مكان زي ده صدفة
ﺃﺻﺒﺤﺖ مقلتيها ﺗﻀﻤﺮ
ﻭﺗﺨﺘﺒﺊ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻟﻘﺎء عيونه
طلب منها الجلوس :
-أقعدي يا فيروز عايزاك لوحدك
تبسمت 'فيروز' بعد أن تلاقت أعينهم تطلب من الحارس الشخصي انتظارها في السيارة :
-ممكن تستني في العربية و متخافيش معالي الوزير مش هيعرف حاجة
تبسم 'الحارس الشخصي' فقد نفذ صبره من حماقات هذه الصغيرة العاشقة :
-عن إذنك
ما أن غادر المكان جلست 'فيروز' خافضة رأسها خجلاً تنحنح 'زين' معتذرا لها :
-أنا آسف فيروز
صراع بين عقله و قلبه أحساس معقد للغاية و غير مفهوم يعجز عن وصفه :
-فيروز أنا كان ليا تجربة حب قديمة و خايف أجرب ثاني
لعق شفتيه بلسانه :
-خلينا أصحاب و أخوات لأن مش هقدر أدخل تجربة جديدة لأن خارج منها مدمر
دمعت عيونها وهي تسأله :
-مش هقدر أكون صديقة و لا أخت لك
تنهد بضيق واضع مقدمة رأسه علي خاصتها :
-فيروز أنا مش عايز اظلمك معايا
لعقت شفتيها ببعضها قائلة :
-أنا متأكدة أن عمرك ما هتظلمني خلينا نتعرف على بعض
-
شركة 'الجبالي' داخل غرفة مكتب 'جيهان' تشعر بالملل بسبب ثرثرة الجالس أمامها يخبرها بتوقيع تلك الأوراق نقرت أظافر يدها اليمني فوق طاولة الإجتماعات تطلب منه الإنتهاء قطع حديثهم صوت الباب استأذن الواقف بالخارج دخول الغرفة :
-ممكن أدخل
صوت مألوف لها جعلها تطلب من الجالس أمامها الإنتظار حتى تكمل توقيع تلك الأوراق :
-أدخل
بينما يسير بخطي ثابتة متوقف في نهاية طاولة الإجتماعات حاولت ضبط تنفسها واضعة يدها اليمني حول القلم طلبت منه الجلوس :
-اتفضل أقعد
ارتسمت الحيرة علي ملامح وجه!!ما هذه الرسمية في الحديث بينهما؟!هل كبريائها و خجلها أنها هي من أتت إليه و طلبت منه مضاجعتها كان سبباً رئيسياً في ذلك التصرف؟!في النهاية آتي إليها و عليه المغادرة!!
-لأ .. أنا مش عايز أعطلك أنا جيت أقولك أن لامار هاخدها و نخرج مع بعض
حاولت أن تتماسك أمامه :
-مفيش مشكلة
ما أن غادر 'أرغد' الغرفة طلبت من الموظف الذهاب :
-ممكن نمضي الورق بعدين
أومأ 'الموظف' برأسه موافقة :
-عن إذنك
دمعت عيناي'جيهان' واضعة كفيها حول وجهها معنفة نفسها قرع الباب أستاذنت 'لميس' لدخول :
-ممكن ندخل
قهقهت 'صافي' قائلة :
-إحنا دخلنا خلاص
نفثت 'جيهان' دخان سيجارتها تخبرهم :
-أرغد كان هنا
تبسمت 'صافي' تسألها :
-و اتصالحتوا
أخرجت 'جيهان' لفافة التبغ من حقيبة يدها تضعها فوق سطح المكتب الخشبي تخبرها :
-لأ طبعاً
دمعت عيونها وهي تخبرها :
-إحنا وصلنا لطريق مسدود
دماغي هتنفجر بسببه
لعقت 'لميس' شفتيها ببعضها قائلة :
-جيهان أنت كرامتك أهم من حياتك الحياة الزوجية مش تحدي و لا عناد أنت محتاجة له و هو عرف و جالك لحد عندك زي ما أنت عملت ليه متقوليش أنك وحشتي و هو كمان عايزاك
نفثت 'جيهان' دخان سيجارتها :
-أنت مش هتفهمي أنا حاسة بأيه و لا موقفي أدام نفسي أن جيت لحد عنده أطلب منه العلاقة
زفرت 'صافي' فقد نفذ صبرها من حماقات شقيقتها :
-أنت لما تطلقي هتبقي مرتاحة
-
بناية 'عائلة الجبالي'
تبسم 'عز الدين' يخبر 'صخر' :
-تنفع عيادة و شقة أعيش فيها
نفث 'صخر' دخان سيجارته :
-عن إذنك علشان المياه مقطوعة في الحارة من بدري و عايز أدخل الحمام
تبسم 'عز الدين' قائلاً :
-أتفضل يا معلم صخر
ما أن خرج 'صخر' من شقة 'عز الدين' صعدت 'مياسين' علي الدرج مبتسمة :
-تعالي اتفضل أنت كنت قاعد مع باشا
تبسم 'صخر' يخبرها :
-لأ .. كنت عند الساكن الجديد جاركم دكتور عز الدين
ازدرقت ريقها تسأله :
-دكتور أيه
نفث دخان سيجارته يخبرها :
-دكتور نفسي و لسة مأجر العيادة
شعرت بأن العالم كله توقف عند تلك اللحظة استاذن منها :
-عن إذنك
لم تنتبه له كان همها الوحيد رؤيتها لهذا الوسيم مرة أخرى حاولت ضبط تنفسها واضعة كفيها حول وجهها!!ما أن توقفت أمام باب الشقة دمعت عيونها تنادي عليه :
-عزالدين
توقف مكانه ربما يكون مخطئاً!!هل إصابته لعنة هذه المرأة؟!يتخيلها و يسمع صوتها؟!
نادت بإسمه مرة أخرى :
-عزالدين
وضع سبابة يدها اليمني فوق شفتيه يطلب منها الصمت :
-بعدت عني ليه
دمعت عيونها وهي تسأله :
-أنت اللي طلبت مني أبعد عنك لما قلت مينفعش يكون في علاقة بين الدكتور و المريضة
-أنا اللي طلبت منك
قال جملته الأخيرة ينقض على شفتيها فى قبلة عنيفة!!لم يكتف أقفل باب الشقة عليهما واضع ساعده الأيمن حول خصرها يفتح أزرار كنزتها الشتوية تبسمت تبادله واضعة كفيها حول خصره تخبره بمدي اشتياقها إليه :
-وحشتني أوي
صفعة قوية علي وجه فهمت أنه مازال يتلاعب بها و كأنها دمية!!
لم يكن سهلاً عليها أن تبتعد عنه ولكنها يئست في جعل الأمور تسير على ما يرام بينهما
لا يتعين عليه المغالاة في رد الفعل أو فقدان السيطرة على أعصابه و إنما التفكير بعقل بارد ليرد عليها بأسلوبه الدمث :
-بتضربي الدكتور النفسي اللي بيعالجك يا مدام مياسين
حاولت ضبط تنفسها
-أنت اللي مريض
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة شيطانية :
-وماله نتعالج مع بعض
كان كل همه حالتها الصحية :
-أخدت الدواء
-
شركة 'الجبالي' داخل مكتب 'جيهان' أجرت اتصالها الهاتفي بزوجها ليرد الآخر يسألها :
-خير في أيه
تنفست بصعوبة و هي ترد عليه :
-أنت فين عايزة أشوفك
زفر لعن عشقه لهذه المرأة فقد نفذ صبره من حماقاتها :
-أنا مش لعبة في أيديك تكلميني وقت ما تحبي
نفثت دخان سيجارتها معبرة عن قمة غضبها :
-بقولك أنت فين
وضع كوب القهوة فوق سطح المنضدة الرخامية المقابلة له :
-في البيت عايزة أيه
حكت مقدمة رأسها من الصداع اللعين الذي يضرب داخل رأسها :
-أنا عايزة أنام و دماغي هتنفجر بسببك
-
شقة 'ليل'
ربت 'ليل' علي كتف شقيقه 'زين' يطلب من 'غزل' تحضير الطعام :
-الغدا فين يا غزل
تبسمت 'غزل' تخبره :
-ثانية و يبقي جاهز
نفث 'زين' دخان سيجارته :
-أنا مش هقدر أكون علي راحتي معاها أنت ناسي أنها بنت وزير
قلب 'ليل' عينيه متمتم بالسب لنفسه :
-أنا قلت لك روح اتجوزها جرب ممكن فيروز تخليك تنسي نورهان و تحبها أنت مش عايز تدي نفسك فرصة
-
شقة 'أرغد'
وضعت رأسها فوق فخذيه تشعر بالأمان و الراحة غارقة في دموعها ربت علي خصلات شعرها بكف يده اليمني :
-محدش هيعرف أنك جيت هنا نامي شوية
-
