رواية حب مرصع بالاشواك الفصل السادس 6 بقلم مريم جمال


  رواية حب مرصع بالاشواك الفصل السادس 



كان سليم جالسا في المكتب الخاص به ومندمج بشده في قراءه قضيه مهمه وبعد الكثير من الوقت طلب من السكرتيره ان تحضر له فنجان من القهوه فاحضرته على الفور ودقت علي

"قراءة ممتعه "

الباب عدة دقات فسمح لها بالدخول ... وضعته على المكتب بتهذيب وقالت :

كفايه كده النهارده با استاذ سليم حضرتك ارهقت نفسك جدا النهارده ... اطلبلك الغدا ؟

سليم: لا مش هتغدي النهاردة هنا هتغدي مع صديق قديم ... وانا منزل دلوقتي والتي كمان روحي

علياء بابتسامه : طيب بس قدامي شغل بسيط جدا مخلصه وهمشي على طول

رد عليها سليم مبتسما : طيب بس ياريت بلاش تجهدي نفسك في كل مره .. وبعدين مش ناويه

تسمعي كلامي وتاخدي اجازه انتي تقريبا فضلك شهر على عملية الولاده

ردت علياء : مقدرش اسیب حضرتك في الظروف دي وقضايا المكتب كثير وخصوصا انه لسه

حضرتك ملقتش حد يشتغل مكاني ... ده حضرتك افضالك عليا وعلي جوزي كمان

سليم : افضال ايه علياء انتي زي اختي برضه وانا معملتش حاجه .. انتي مجتهده جدا في شغلك وبجد مش عارف معمل ايه من غيرك

علياء : ميرسي جدا لحضرتك

ارتدى جاكيت بدلته يعجله وقال لها وهو يغادر :

انا هنزل وانتي خلصي بسرعه واقفلي المكتب

علياء : تمام

ركب سليم سيارته وذهب الى المطعم الذي جعل ذهب تعمل به وفي طريقه الي هناك تلقي مكالمه من فارس صديقه .. فرد فورا وقال:

انا في طريقي للمطعم اهو ... انت قدامك اد ايه وتكون هناك

فارس : خلاص تمام انا قدامي ساعه وهكون عندك

سليم : طيب انا مسبقك على هناك .

كان العمل في المطعم على قدم وساق فكانت ذهب منهمكه للغاية وتشعر بالارهاق الشديد ... حيث كان في مخيلتها أن العمل هنا سهل وبسيط لم تكن تعلم أن العمل هنا شاق جدا بسبب كثره الزبالي .....

وضعت الكثير من الاطباق على مائده شخص ما وذهبت لتجلب الطلبات الأخرى وفي عودتها قابلت زميلتها في العمل ( مني )

تحدثت ذهب اليها يضيق قائله :

مني اليونيفورم به ضيق اوي عليا انا مش قادره النفس ، انا حاسه اني لو ضحكت ولا كحيت

هيتقطع عليها

قالت منى وهي تشعر بالاندهاش : ايوه فعلا ده ضيق عليكي جدا ... انا بحد مستغربه ان المشرف جيلك اليونيفورم ده مع أن كلنا أوسع من كده ومريح جدا .. انتي لازم تتكلمي معاه

بغير هواك

ردت عليها بحماس : ايوه فعلا انا لازم اكلمه انا اصلا مخلوقه من نظرات الناس حواليا حاسه

كأنها بتعريبي

مني : طيب خلاص تعالي تكلمه سوا انا كده كده الشيفت بتاعي خلص

ذهب باندهاش خلص خلص ازاي هو انتي مش عشر ساعات

ردت منى ضاحكه : عشره مره واحده ليه يا بنتي ده تمن ساعات وساعات سبعه كمان لما بيبقى

المدير مزاجه رايق

ذهب اصل انا شيفتي عشر ساعات وبصراحه الشغل هنا مجهد اوي

مني : معقول طيب تعالي تعالي تكلمه بسرعه

واخدتها منى ليقابلوا المشرف عليهم وقالت منى له:

استاذ مهيب يمكنك طلب منك خدمته

رد عليها بضجر وهو ينظر الى ذهب : اطلبي يا هانم مانا قاعد هنا عشان طلباتكم

ردت مني بلهفه:

اليونيفورم بتاع دهب صغير عليها جدا وكل اللي بيشتغلوا هنا حتى الزباين بتبص عليها فلو

ممكن تديها أوسع منه يبقي كتر خيرك

نظر مهيب الي ذهب نظرات مقرره وقال ببرود : ما هو كويس عليها اهو امال ايه

ردت ذهب هذه المره بسرعه : كويس ازاي يعني ؟ وكمان ازاي كل البنات اللي هنا شيفتهم

ا ساعات وانا لا

رد عليها بتاقف : يقولك ايه متصد عنيس هو ده النظام ولو مش عاجبك في الف واحده غيرك يتمنوا يشتغلوا هذا

خرجت ذهب بسرعه وهي تشعر بالغيظ والقهر فما باليد حيله هي تحتاج للعمل جدا ولا تقدر

ان تتركه هكذا بسهوله في أول يوم لها واخذت طلبات أخرى لتوصيلها للزبائن مره اخري.....

وبعدما وضعتهم فوجئت ب (سليم ) جالسا بمفرده ويبدو انه لم يراها فذهبت هي اليه وقالت له

بفرحه : استاذ سليم اهلا بحضرتك نورت المكان .... اجيب لحضرتك ايه

رد عليها بتأني وهو يتأملها :

كوب قهوه ساده

ذهبت دهب بسرعه لتحضر القهوة ووضعتها أمامه وتركته لتذهب لمواصلة عملها وفي اثناء

عودتها سمعت صوته مرتفع جدا وهو يناديها وقال لها:

ذهب تعالي

دهب : في حاجه ولا ايه يا استاذ سليم

رد سليم يحتق وعصبيه حاجه واحده بس ده في حاجات .... لفي كده

ردت ذهب وهي تشعر بالصدمة:

الف | الف ليه حضرتك

لا طبعا مش هلف

لم يعجبه حديثها فقام هو بنفسه من مقعده وامسكها من معصمها بقوه وادارها مرتين ثم جلس

وقال لها بهدوء وهو يحاول السيطرة على أعصابه

مش ملاحظه ان اللي انتي لبساه ده ضيق شويه .... قصدي هيفرقع من عليكي من كثر ما هو ضيق ولا معجبش سيادتك المقاس الاكبر فقولتي البس مقاس اصغر عشان تبيني الامكانيات

ردت عليه بعصبيه ودمعه خائنه سالت على وجهها وقالت

حضرتك مش انا اللي اخترته المشرف هو اللي ادهولي وانا لما قولتله يديني أكبر ، هو اللي موافقش وكمان مخلي الشيفت بتاعي عشر ساعات عكس كل البنات اللي في المكان

شعر سليم بقليل من الندم فهو مازال يشعر بالضيق منها ولا يعلم مصدر هذا الضيق وقال لها بعدم اقتناع: طيب ان محاول اصدقك وهنروح سوا نشوف حكايه المشرف ده .... يلا قدامي

سارت امامه دهب وهي تشعر بالاختناق منه ومن المشرف ومن جميع الرجال .... وعندما دلفا الى المشرف قام من مكانه بسرعه واحني رأسه وقال بتهذيب مصطنع : نورت يا سليم بيه سيادتك تؤمر بحاجه اقدر اعملها لك

رد عليه بصرامه : دلوقتي انت هتغير مقاس اليونيفورم بتاع دهب وهيبقي أكبر من ده

رد عليه وهو مازال محني الرأس وقال : للاسف مفيش مقاس اكبر بس ممكن تستني اسبوع

كده يكون جالي طلبيه اطقم يونيفورم جديدة للمطعم

اخرج سليم مبلغ من المال واعطاه له ويبدو وكانه أكبر بكثير من المفترض وقال له :

بض انت هتجيبلها جاهز مش من المصنع وهتلها انتين مش واحد

مهيب : اللي انت تؤمر بيه انا هنفذه تؤمر بحاجه تانيه يا سليم بيه

سليم : اه هو انت مخلي الشيفت بتاع ذهب عشر ساعات ۱۴

رد متلجلجا : لا يا سليم بيه .. الشيفت الخاص للبنات ٨ ساعات بس.... هي اللي اكيد فهمتني غلط

نظر اليه سليم باحتقار وقال:

طيب كويس الك فهمتها الصح دلوقتي ، وعلي العموم الشيفت هيبقي 7 ساعات بس ..... مفهوم كلامي ولا تحب اعيد

رد مهيب بصوت متقطع : مفهوم مفهوم يا سليم بيه

ثم خرج سليم كالاعصار من المكان باكمله وفي طريقه صدم ب ( فارس) فقال له :

بلا مش هناكل هنا هنروح مكان تاني

رد عليه فارس مندهشا : ليه يا سليم في حاجه حصلت ولا ايه

رد سليم بضيق : مفيش بس المكان جوا خنيق او النهارده .... يلا بينا

بعد القليل من الوقت وصلا فارس وسليم الى مطعم آخر وبعد أن طلبا ما يريدوه كان فارس اول من تحدث وقال :

فارس : بلا

ايه بقي ياعم اديني سمعت كلامك من غير نقاش وجيت معاك مش هتقولي مالك بقي وايه اللي معصبك بالشكل ده

برد سليم بضيق : لا ابدا مفيش مشاكل في الشغل بس قضيه مجنناني .. المهم سيبك مني انا انت خلاص استقريت هنا مش هتسافر السويس تاني

فارس : اه الحمد لله استقريت خلاص

رد سلیم مبتسما : طيب كويس اوي انا كنت محتاس من غيرك مفيش غيرك اقدر استشيره في قرارتي المهمه

رد فارس مبتسما بشقه : اه طبعا يابني دي اقل حاجه عندي

سليم : ايه يابني الغرور ده كله ده انا كنت بجاملك بس

ظل الاثنان يتسامران ويضحكان من قلبهما فهما الاثنان كالتؤام كانا لا يفترقان ابدا طيله مرحلة الطفوله والمراهقه حتى انتقل فارس للعمل في السويس قلت لفائتهم جدا وفي اثناء اندماجهم في الحديث تلقي فارس اتصال من راشد) الذي عينه المراقبه رشدی فرد عليه سريعا وقال:

لقيت صاحبه في العنوان اللي انا ادتهولك ولا طلع فشلك

رد راشد لاهنا : ابوه باباها لقيته ومسكه بالعافيه عشان ميهربش تعالى بقى بسرعه عشان عامل

زي النور الهايج مش عارف اسيطر عليه.

قام فارس من مكانه مهرولا حتى انه لم يهتم أن يشرح لسليم واكمل حديثه مع راشد وقال :

انا جيلك في الطريق دلوقتي امسكه كوبس اوعي يفلت منك

راشد : امرك يا فارس باشا

کان راشد ممسكا به بقوه رغم محاولات الآخر بالافلات منه حتى جاء فارس ، وعندما وصل

جعل راشد يتركه وعندما تركه قال بصوت متقطع :

والله يا فارس انا معرفش مكانه لو اعرف هقولك من غير كل ده

ضحك فارس ساخرا وقال : تعرف أن تمثيلك مقنع وعجبني .....

تم تابع حديثه بصرامه

ا بص كده من الآخر من غير لف او دوران انا عارف انك تعرف مكانه هو ملوش اصحاب غيرك دماغك سم تعرف تهربه كويس بس اطمن انا عارف مكانه انا عايزك في حاجه تانيه خالص

رد الآخر بقلق : ايه هي الحاجه دي واذا اعملها فورا... بس ابوس ايدك امنوا من هنا قبل ما مراتي ترجع من بره و تحصل مشكله كبيره

ضحك فارس بسخريه وقال : سبحان الله الطيور على اشكالها تقع واحد حيله امه المطيع والثاني .

ثم تابع حديثه : متخفش احدا هتخدك معانا وانا هقولك هتعمل ايه

رد الآخر بخوف وقلق ماشي يا فارس هاجي معاك بس اكلم مراتي اقولها اني متأخر عشان

متقلقش عليا

رد فارس بنفاذ صبر : انجز يا روح امك انت لست هنستأذن بلا

سار معهم بهدوء ولم يحاول الافلات منهم خوفا من فارس ...

وبعد القليل من الوقت وصلا الى شقه رشدي القديمة التي تزوج فيها سما ، وعندما دخلوا مسك. فارس هذا الشخص من فكيه بقوه وقال : دلوقتي انت كل اللي عليك هتكلمه وهتخليه يفتح

الكاميرا وانا عليا الباقي

وبالفعل أسرع المكالمة رشدي باصابع مرتعشة وبعد عده اتصالات رد اخيرا عليه وقال :

ایوه یا مازن اخیرا عبرتني من ساعه ما جبتني المكان المقرف ده مسألتش عليا حتى لو محتاج حاجه

رد مازن بتوتر : مش وقته الكلام ده في حد عايز يكلمك ضروري هيساعدك تروح مكان امان أكثر عن اللي انت فيه

رد رشدي بفرحه: این حلال والله احنا خلاص لا انا ولا امي مستحملين المكان وخصوصا ان

المنطقه هنا كلها بلطجيه

وفي اثناء هذا الحديث أحضر فارس دلو من الماء واعواد من الكبريت الاحمر من الداخل وخرج ليتحدث الي رشدي ... واشار الي مازن ليوجه الكاميرا اليه وبالفعل ادارها سريعا وعندما راه رشدي حلت عليه الصدمه واتسعت عيناه وقال بصوت مبحوح : فارس

رد فارس ضاحكا : مفاجأه مش كده ... انا عارف أن الصدمة خرستك دلوقتي بقي وبدون اي نقاش هتيجي حالا انت والست الوالده يمكن نحتاجها

رد رشدي بتوتر : وانا ايه اللي يخليني اسمع كلامك واجيلك لحد عندك

وجه فارس الكاميرا على الدلو والكبريت واكمل حديثه قائلا :

شايف البنزين والكبريت دول، لو انت مجتليش في ظرف نص ساعه شفتك هتبقي فحم بكل اللي فيها .. واه نسيت اقولك انا عارف ان كل تحويشه عمرك في الشقه دي فلوس بقي ومجوهرات وعقود اراضي

رد رشدي وهو يبكي : لا ابوس ايدك يا فارس متولعش فيها ... انا عارف إنك عايزني اطلق سما وانا مستعد پس متعملش كده

رد فارس عليه بنفاذ صبر : الجز بالا وتعالى بسرعة ، انا اصلا عارف مكانك ولو عايز اجيبك بالقوه هجيبك بس انا غيرت رالي وكيفي اخليك تجيلي راكع ولو مش مصدقني بص كده من فوق هتلاقي اثنين لو سلموا عليك بس هتموت فيها

نظر رشدي من الاعلي ووجد اثنان يبدو عليهم أنهم من رافعي الاحمال الثقيله في ارتد للخلف حتى وقع علي الارض وقال برهبه : انا ايه المطلوب مني دلوقتي يا فارس وانا هعمله

رد فارس میتسما : ايوه كده تعجبني ... دلوقتي انت هتنزل بهدوء كده ومعاك امك طبعا وهتيجوا مع الاثنين اللي مستنينك تحت ومتخفش مش هيعملولك اي حاجه

رشدي : طيب طيب انا هنزلهم دلوقتي

وبعد ان اغلق رشدي الهاتف معه دخل الي امه غرفتها وقال لها بعجله : امي قومي البسي بسرعه هنرجع شقتنا خلاص

ردت عليه بقرحه : بجد هترجع يارشدی اخیرا ده كنت حاسه اني في قبر من شقه

رشدي : يلا بقي عشان متتأخرش

ردت بلهفه حاضر يا حبيبي خمس دقايق وابقى جاهزه

نزلا رشدي وامه الى الأسفل وتحركا معهم ... و كانت والده رشدي مندهشه طيك الطريق وكلما سألت من هذان الشخصين ١٢

لا يرد عليها رشدي ب اي اجابه مقنعه حتي يأست منه وصمتت

و طيله الطريق كان الوقت يمر بطئ جدا على رشدي وكأنه يذهب بقدميه للموت .... وصلوا اخيرا وصعد جميعهم للاعلى وما أن دخلوا الشقه ورأت والدته فارس في انتظارهم صدمت وكان صاعقه حلت فوق رأسها ولم تنطق فكان فارس أول من تحدث وقال ضاحكا: الحق يا رشدي امك شكل الصدمة كانت تقيله عليها شويه ... ياريت تحاول تفوقها كده عقبال ما اكلم سما واخليها تطلع

كانت سما تنظف غرفتها ومنهمكه وكان في نفس الوقت هاتفها يدق كثيرا وهي لا ترد حتى سأمت من صوته وقررت ان ترد فوجدته فارس... ترددت كثيرا ولكنها اجابت اخيرا وقالت : ايوه يا فارس كل دي مكالمات طالما مردتش علي طول يبقي اكيد مشغول

فارس: تشششش انتي لسه هنرغي اطلعيلي بسرعه فوق في شقه ال ***

ردت سما وهي تشعر بالاختناق : لا مش مطلع با فارس انا مش طايقه الشقه دي خلاص واذا كان على حاجاتي اللي جوه اي حد يجبها

رد فارس بنفاذ صبر : اطلعي بس انا عملك مفاجاه تجنن ، اوعي تتاخري لحسن ورحمه ابويا هنزلك واشيلك واطلعك لحد فوق

ردت سما بضيق : لا خلاص خلاص مطلع وامري لله

صعدت سما إلى الشقه ودقات قلبها تخفق بشده فهي مازال قلبها ينزف بشده مما تعرضت له : في هذه الشاقه الملعونه وحين دخلت الشقه ورات رشدي ووالدته لم تحتمل الصدمة وفقدت الوعي ..

تعليقات