رواية هيلين الفصل السادس 6 بقلم هنا محمود

 

 


 

رواية هيلين الفصل السادس بقلم هنا محمود



كيف طردها شقيقة و لما خطبها چاك بسبب روبين؟!..

هو لم يعد يفهم شئ ! ، بُكاء الصغير قد أخرجة من شرودة ، سأله بهدوء ..:
_وليان طردها ليه ؟..و ايه علاقة خطوبتها بيك؟..

نفي الصغير له و هو مازال يبكي بصخب ابعد رأسه بنفور حينما لاحظ يد عمة تمتد للتربيت علي رأسه 

ضرب كفة بخنق..:
_ابعد عني ، أنتَ رجعت ليه ؟...عشان تخليها تمشي و تسبني ؟!...احنا مش محتاجين وجودك ....

ألمة قلبة لروئية الصغير يتألم هكذا و يكرهه وجودة .. لم يفهم مدي قربة هو و مربيته ليقول..:
_من بكرا هجبلك مربية تانية أش...

بتر روبين حديث الأخر بصراخ ..:
_انا عايزها هي ، هي صحبتي الوحيدة...

مد يده ليلتقط جسد "روبين" بين ذراعية ببعض القوة بسبب مقاومة ...

مسح علي ظهرة بضيق ، لرؤية دموع الصغير هو لا يفهم سبب تعلقة ب إيلينا هكذا لكن ما يعلمة أنه لن يتركة حزين ..:
_بس خلاص اهدي ، روح مدرستك و لما ترجع هتلاقيها موجودة عشان تتغدي معاك ...

سكنت حركة الصغير قليلًا ليرفع عيونة البريئة يسأله بتشكيك..:
_انتَ كداب هي مش هترجع ...

ضرب رأس الصغير بخفة لوصفة له بالكاذب..:
_بتقول لعمك كداب عشانها!...طلاما قولت كلمة مش هرجع فيها يلا روح غير هدومك عشان المدرسة قبل ما اغير رأي...

ركض الصغير بسرعة لغرفة يستعد للذهاب حتي يلتقي بقا في نهاية يوم ...

بدل "ايدين" ملابسة ليذهب لحراسة البحث عنها لن تستطيع الخروج من حدود المدينة من دون علمة ....

سار في الحديقة الخلفية ليري چيسكا خادمة قصرهم القديمة و والدة هيلين المُستعارة...

و هُنا قد نذكر شئ قد دفن بين ذاكرتة كيف كانت تتعامل چيسكا معها بقسوة و كرهه !...

حاول تجاهل شعورة بتأنيب ليغادر أسوار قصرة فا لدية شئ يتأكد منه...

٠
تجلس علي المقعد الخشبي تحتضن بدنها بسترتها الرقيقة بحوزتها حقيبة بها بعض من متعلقاتها الشخصية ، تنتظر وصول قطارها لتغادر تلك المدينة

لم تودع أحد و لا حتي چاك !...تريد المُغادرة بأي ثمن 
تكره ذلك الشعور الذي يقتحمها ..

الوحدة !....لا أحد لديها و لا ملجأ تذهب له هي بمُفردها.....

ارجعت خصلاتها للخلف و هي تتفقد تذكرتها لفتها رجلين يرتدون ملابس سوداء تشبة لحراس القصر يناظرونها بتفحص...

أنزوت علي ذاتها اكتر لعلها تختفي عن أعينهم لكنها تشر بالخوف هم يراقبونها! ....لحظات حتي بدأو في التحرك في الأنحاء و كأنهم كانه بنتظرون أمرًا من أحد!...

أحتضنت حقيبتها و هي تنهض تريد الإبتعاد عنهم هي غير مرتاحة...

أسرعت في خطواتها لتشعر بهم يتحركو خلفها !...
اتسعت عيناها بهلع و هي تركض برهبة 

التفت للخلف لتراهم لكنهم أختفه بين الإزدحام...زفرت انفاسها براحة و هي تعيد غرتها للخلف لكنها أصطدمت بشئ صلب!...

ارتدت للخلف أثر الإصطدام لتتسع حدقتيها بصدمة كان هو "ايدين"...

أنفرج ثغرة ببسمة ساخرة علي حالها ..:
_كده تسافري من غير ما تسلمي عليا!...

تراجعت خطوة للخلف و هي تسأله بخوف..:
_انتَ عايز أيه؟...

تقدم خطوتها و هو يمسح هيئتها بعيناه المتفحصة..:
_عايزك...

بخل عليها في الإجابة مما زاد إرتباكها مِنه ، احتضنت حقيبتها اكثر و كأنها تحتمي بها نافية له برأسها..:
_أنا عايزة امشي مِن هِنا....

لم تترك له فرصة الحديث لتسرع بخطواتها في الإتحاه المُقابل له تركض بطيش دون تفكير تريد الفرار منه هي تخشاه ....لا تعلم ماذا يريد مِنها...

تابعها هو بخطواتة ليسرع بعدما زادت حركتها ، تشعر بأنفاسها مختنقة و كأنها محبوسة داخل صدرها ..

كانت تصدم بالرُكاب لسرعتها لكنها لم تهتم حتي ألتوت قدمها مُجددًا!...

حينما دفعها الليلة الماضية قد أصيبت قدمها ، لم تهتم لكن الأن الآلم أضح لا يُطاق...

و رغم ذلك أكملت سيرها بخطوات متعرجة ، دون شعور مِنها قد أنساب دموعها لكثرة خوفها . لا تعلم حتي لم تخشاه هكذا لكنها باتت تختنق لوجودها داخل ذَك القصر...

شهقت بفزع و هي تتخيط محاولة للفرار بعدما شعرت بيد تحاوط خصرها ترفعها عن الأرض!...

الأنظار أصبحت عليهم بعدما حملها بين ذراعية و سط إزدحام المسافرين دون إهتمام لمكانة بالدولة ...

_انتَ عايز مني ايه ؟...مش قولتلي مش عايز اشوفك؟..

طوق يده بقوة حول خصرها بسبب صراعها العنيف مع ذراعة ليُجيهبا ببرود..:
_غيرت رأي مش عايزك تمشي...

مسحت دموعها بقسوة بعدما أستمعت لجواية هو يريد التلاعب بها ليري مدي ضعفها ...

___________

تجلس بحديقة الأزهار و هو أمامها بعدما أمر حراسة بتحضير المكان لهم ، ينتظرون عودة روبين من المدرسة 

أعصابها قد تلفت بسببة هي تبغض و جودة حولها الأن ، كان يتابع هزت قدمها و قضمهت لشفاتها و نظراتها الساخطة له بين الحين و الأخر ...

ليُباغتها بسأل مفاجئ..:
_هي روما راحت فين؟..

يعرف الإجابة لكنه يريد التأكد ، ابعدت عيونها عنه بحزن دفين..:
_اتوفت بعد ولادتها لروبين في حادثة...

همهم لها بخفة ليقول ..:
_و بما ان روبين أبن أختك و حفيد عشيرة والتون محبتيش تكوني جزء من القصر؟..

رفرفت بأهدابها لثواني لتحاول فهم مُراده ، هو يقصد أنها تطمع لي المناصب ...يسألها بطريقة غير مباشرة لما لم تتزوج شقيقة ..

كادت ان تُجيبة بغضب لكنه قاطعها بسؤال أخر..:
_أزاي وافقة أن وليام يتجوز روما؟...

رطبت شفتاها بهدوء و هي تضم سترتها لها..:
_معتقدتش ان المفروض أني اجاوبك عن السؤال ده دي أموركم العائلية زي ما أنتَ عارف انا من عشيرة أندريا يعني مليش دخل بيكم ، و علي سؤالك الي قبل ده فا مش كل الناس بتبص للمناصب بس زيكم ...

ناظرها بهدوء ليردف بفضول..:
_اتخطبتي ل چاك ليه؟...

قاطع حديثهم ركض "روبين" بحماس لها ليحتضنها بقوة مما جتل توازها يختل ...

بادلة العناق بحب و هي تضمة لها بقوة لا تعرف كيف كانت ستنركة و السؤال الأهم لمن كانت ستتركة؟!..

كان سيضح وحيدًا مثلها بتلك الحياة ؟...و هُنا قد أغرورقت عيناها بالدموع و هي تقبل و جنتاه بحُب

أبتعد عنها روبين ليسألها بحُزن..:
_سبتيني ليه؟...مش قولتي انك مش هتمشي ؟!...انتِ زهقتي مني زي ماما؟..

نفت له و هي تدفن رأسه داخل صدرها تتشبث به بقوة ، هو الحسنة الوحيدة بحياتها ..:
_انا عمري ما ازهق منك ، انا بس كنت هروح في حته و هرجع تاني..

رأت تشبثه بيها و حركت رأسه الداله علي عدم تصديقة لها مسحت علي خصلاتة و هي تطبع قبلة دافئه علي مقدمة رأسه..:
_طب يلا عشان تتغدا و نلعب سوا بالكرة زي ما بتحب...

رفع عيونة لها يناظرها بشك هي لا تحب لعب الكرة لخسارتها فيها دائمًا ، أبتسمت علي نظراته المتعجبة لتمسح علي وجنته بحب..:
_اعتبرة اعتذار مني ...

همهم لها برضا و هو يجلس جوارها مُلتصقًا بها 

كُل ذلك كان يحدث أسفل أنظارة المراقبة لقرب أبن شقيقة مِنها و هُنا قد تأكد أنه قد مر بالكثير ليتعلق بها هكذا....

تناولة الطعام في صمت ، كانت هادئة اكثر من المُعتاد لم تتناول سوي القليل...تشعر بالبرد و قدمها تؤلمها ..

أفكارها مُتداخلة ، ما هي نهايتها ؟!...
لم تخطط لحياتها هكذا أرادت أنهاء أخر سنه بالجامعة لتتحرر من تلك القيود و تُغادر عُشها الشائك ...

تنهدت بثقل و هي تمسح علي خصلات روبين ..كيف فكرت بأنانية هكذا ؟!...كانت ستتركة بين أولائك الوحش في قبضة والدة الطاغي!...

خرجت من شرودها علي حديث "روبين"..:
_يلا نلعب...

همهمت له بخفة و هي تضم سُترتها الصوفية لها لتنهض ببطئ و هي تستند علي الشجرة القريبة مِنها..

أخفت ألمها اسفل بسمتها ..:
_في كورة الحراس جابوها هاتها ...

اسرع "روبين" في إحضارها بحماس لم تراه علية منذ وقت طويل ، اتجهت خلفة بخطوات حريصة 

ركل الكره لها بخفة لتعيد الكاره له ببعض البطئ ليردف "روبين" بضيق..:
_احدفيها اقوي من كده عشان تكسبيني...

همهت له لتعيد دفعها لها بذات الخفه فقدمها تؤلمها!...زفر "روبين" بسخط و هو يحاول تعليمها..:
_أضربيها كده جامد ، هي اللعبة دي مش للبنات...

ضمت يدها امام صدرها تضيق عينها بسخط من حديثة كادت أن تتحدث لكن قاطعها صوته من الخلف..:
_عندك حق دي مش للبنات...

التفت له لتجده قد نزع سُترته و بدأ في ثَني أكمامة ، بقف أمامها و هو يناظرها بثقة ...

التف ل"روبين" يستأذنة بهدوء فقد فهم القليل من شخصية..:
_ممكن ألعب معاكم؟...

تهجم محياه الصغير برفض لوجودة قربهم..:
_لاء مش ممكن ، قولتلك ملكش دعوة بينا...

رأته نظرة بعيونة قد عرفتها فمهما مر من الزمن سيظل صديق طفولتها ، عيونة كانت حزينة!...

تدخلت هي محاولة تلطيف الأجواء تري محاولاتة في التقرب من أبن شقيقة....:
_خلية يلعب معانا يا روبين كده كده احنا الهنكسبة...

اقترب الصغير منها ليسألها بخفوت..:
_وجودة مش هيدايقك؟...

انحنت لطولة و هي تقبل وجنته بحنان فكيف لطفل صغير مثلة ان يفكر براحتها هكذا؟!..:
_لاء طبعًا وجودة مش هيدايقني..

همهم له و هو يرمق عمة بعيون ضيقة..:
_ماشي مع أني مش بحب وجودة بس عشانك هلعب معاه...

قهقهت بخفوت علي حال الصغير ليقف امام عمة الذي كان يناظرهم بفضول فهو لم يستمع لحديثهم..:
_هنلعب و الي هيخسر هيحقق امنية للتاني..

عيناه متحدية و بها بريق التمرد كما كان هو بصغرة!...

تبادلة الأماكن لتقف قرب "روبين" بخطوات حذرة لتكبح ألمها أسفل إبتسامتها الخافتة

كانت تحاول مشاركتهم لكنها اكتفت بمراقبتهم بصمت ، رأت حماس روبين و بسمة أيدين التي قد ذكرتها بماضيهم ...

تلألأت عيناها بالدموع حينما رأت أيدن يحتضن روبين و هو يرفعة رغمًا عنه بعد فوزة علية ...

مظهرهم كان لطيف فيبدو أن الرب قد عوضة بعم حنون ..، ابتسمت لهم بحب لتقول بإرهاق..:
_ممكن نروح عشان تعبت؟..

همهم لها "روبين " ليشرع في جمع أغراضة...

تحركت هي ببطئ بعدما رأت الحراس يوضبة المكان من خلفهم لكن آلم قدمها لم يعد يطاق 

وقفت لتستريح لكنها شهقت بصدمة حينما شعرت بجسدها يرتفع عن الأرض!...

حاوطت عنقة بسرعة خشية السقوط..:
_انتَ بتعمل ايه؟...نزلني...

اجاب و هو يخطو بها للأمام ..:
_انا السبب.

قطبت حاجبها و هي تحاول الإبتعاد عنه..:
_السبب في ايه؟!.....نزلني لو سمحت...

اقترب منها لينبس قرب أذنها..:
_رجلك اتولت بسببي ، و باين اوي انك مش قادرة تمشي فا متعنديش

قاطعهم صوت "روبين" و هو يسألها..:
_انتَ شايلها ليه؟...هو مضايقك؟..

نفت له بسرعة لمنع شجارة صحبة عمه لتجيبة ببعض الخجل و هي تحاول الإبتعاد عن "ايدن" ..:
_عشان تعبانة شوية هو ساعدني...

همهم لها بشك ليسير أمامهم..

__________

حملها مُجددًا اسفل تذمرها ليضعها علي المقعد بمكتبة برفق...

اتجه لأحد الادرج يخرج علبة الإسعافات لتعقيم جرح يدها و قدمها التي اصابت بسببه!...

كانت تُتابع حركاتة بهدوء هو يحدث صخب بداخلها يوقظ أحاسيس قد دُفنت داخلها منذ زمن!...

ابعدت كفها عنه بعدما حاول لمسه ..:
_انا هغير جرحي بنفسي ...

نفي لها و هو يمسك كفها بإصرار..:
_طلاما انا السبب يبقا انا الي هغيره...

نفت له و هي تتحدث بألم دفين..:
_مش اول مره اداوي جروحي لوحدي مش جديدة عليا...

كاد ان يتحدث لكنها قاطعته بعدما رأت صورتهم موضوع علي الجريدة المتوضعة أمامها!..

سحبتها بعنف لتتسع حدقتيها بعدما رأت صور لها تجمعها به بالحفل و هو يمسك مرفقها و اليوم في محطة القطار و هو يحملها!...

_ايه ده مين صورنا كده؟...

"عودة حفيد عشيرة والتون چينرال الأعمال لأرض الوطن لكن يبدو أنه يعيش قصة حُب مع مربية القصر، فمتي الزفاف؟...أما أنه يخون كابر أبنة الوزير توماس معها ؟...من هي حبيبة الچينرال؟..."

مدت الجريدة لها بعدما قرأت الكلمات و هي لا تصدق ما رأت..:
_ازاي يكتبه عني كده ؟...ايه علاقتي بيك أصلًا؟!..هنبرر ده ازاي للناس؟...هيقوله عليا ايه؟...

تتحدث بإندفاع و عقلها يرفض تصديق انها بالجريدة صُحبة !...

تناول من بين يدها الجريدة و هو يناظرها ببرود ليجيبها بعد ثوان..:
_هنعمل ايه؟..لازم نلعن خبر جوازنا...


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات