رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الواحد والسبعون 71 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الواحد والسبعون 


ااه من زمن اصبحت الخيانه تسمى مصلحة 
والحقد أصبح عزة نفس 
والغرور أصبح قيمة 
زايد نهر شقيقته زينة وابعدها عنه ودفعها بعيدا، واتجه إلى باب الممر وعاد إلى مكتب والده،ليجد النيران تلتهم كل شئ بالغرفة وابنة شقيقته تصرخ بإنهيار تنادي على أبيها ينقذها 
، زايد  سحب نفس قوي وكتم بداخله وكمم أنفه وفمه  بعد أن خلع  قميصه،و من شدة النيران والأدخنة المتصاعدة  انعدمت الرؤية   امامه يسير في اتجاه صرخات نيرة حتى وصل لها وحملها وهي تلتقط أنفاسها  بين سعلها بصعوبة،ليعود في طريق الباب السري للممر بصعوبة وإصابته بحروق بيده وزراعيه، يدخل للممر يضع نيرة أرضا ويلتقط أنفاسه بتلاحق بعد أن فك القميص المكمم به فمه وأنفه مستندا على الحائط. 
تجمعت سيدات وبنات الغمراوي بالقرب من زينه التى تصرخ بشدة والجميع يبكون حزناً عليها اقتربت منها ابنتها الصغري صافيه تضمها وتهدئها، وغادير تحمل سيسيليا التى تنادي على أبيها، بعد غلق الباب السري للممر ودخول والدها 
أمال لم تقوي على الوقوف لتجلس أرضا تضع وجهها بين يدها تبكى بنحيب وآيات شقيقتها تضمها وتهدئ من روعها لتهب واقفه 
زينه فور دخول زايد بإبنتها هرولت تجاهه تصرخ باسمها، 
جثت على ركبتها بجوار ابنتها بإنهيار وهى ترها ممددة أمامها وجهها مشوه من النيران، تقترب منها تضمها لصدرها تبكي بقهر وتحسبن على زوجها، لما أوصل بنتها بأنانيته وكذبة لما هي عليه. 
زايد أبعد الجميع وحمل نيرة مرة أخرى  وأشار لهم باتباعه يهرول بخطواته السريعة حتى خرج من الممر يصعق الجميع فور دخولهم  خلفه  وهم يرون المنزل  كانه  قصر الغمراوي القديم بكل تصميمه يشير لهم زايد بالدخول،يتساءلون فيما بينهم ما هذا وزاد فضولهم و دهشتهم تلك الحقيبة الكبيرة و التابلوهات والصور العائلية التي تجمعهم جميعاً،ورسومات عمهم زياد!؟ رحمه الله. 
أول من سألت كانت الصغيرة سيسيليا: بابي عملتلي كل ال قلت لحضرتك عليه فى أوضتى؟. 
لينظر لها الجميع بدهشة!، لتجيبهم قبل أن يسألوها. 

سيسيليا: أكيد يعنى بابى  قالى وكمان جينا هنا كتير أوي، وبضحكه طفوليه، وأنا ال اخترت ديكورات أرضكم. 
قاطعهم زايد ويشير لسيسيليا وهو لازال يحمل نيرة على كتفه، خلاص بقي ملوش لزوم الكلام الكتير، وبعدين أكحالكم سر البيت ده، دلوقتي اسمعو كل كلمة هقولها من غير حد يقاطعنى مفهوم. 

زايد: البيت هنا أمان أنا مأمنه كويس أوي، أنا وزيدان ال معانا المفاتيح ومحدش يقدر يفتح غيربالمفاتيح دي، اوض النوم فوق، لسه مجهزتش بس زيادة أمان تطلعوا فوق كل مجموعة في اوضة مهما سمعتوا من أصوات برة الاوضة ، 
اوعاكم تخرجوا_ يقترب من سيسيليا يقبل جبينها، وانا هخرج 
بنيرة من الباب الخلفي للفيلا، غادير تعالي اقفلي الباب ورايا، مهما حصل يا غادير اوعى تسمحى لهم بالخروج، او تفتحوا شباك، أطمن على نيرة واشوف مكان آمن تختلفوا فيه لفترة.
زينة تقترب منه تستعطفه يأخذها معه للاطمئنان على ابنتها. 
زايد رفض بشدة وأشار لزينب شقيقته بأن تحاول تهدئة شقيقتهم. 
رحل زايد يحمل الفتاة وأغلقت غادير باب المنزل الداخلي،
غادير استدارت لهم بعد أن أخذت نفس عميق يهدي من روعها، لتصفق بيديها: يلا زي مع عمو زايد قال كل على فوق، ماما وخالتو وعمته زينب وصافى وجميله وجنا، في أوضة، وأنا وعمتو زينة ونورين وسيسيليا باوضة، أتت جنا وشقيقتها الاعتراض ويريدون المكوث مع والدتهم، لتعترض 
غادير بشدة وتصمم على رأيها. 
غادير: لو سمحتم مافيش مجال للاعتراض اتفضلوا على فوق كلكم سمعتم كلام عمو زايد وياريت نلتزم الهدوء ونطلع بشويش منعرفش مين عمل كده وايه مصلحتة بحرق البيت. 

زايد يخطو تجاه سيارة رياضية حمراء كانت واقفة بجراج خاص بالسيارات بالقرب من باب الفيلا الخارجى  وينطلق بها بعد فتح الباب  إلكترونيا ليمر من أمام قصر الغمراوي الذي اشتعل عن بكرة أبية  يتنهد حزنا على ما راءة يحمد ربه على خروجهم أحياء يلعن البشر الذين أعماهم الطمع والحقد 
لتلك الافاعيل حفنه من الاموال جعلتهم يبعون ضمائرهم،لولا الصدفة البحتة و ترتيبات القدر وما حدث بالفندق يجعل عقل الكثير يشرد ما بين عائلة الغمراوي وبين الله، لتكشف الحقائق خلف بعضها تباعا!؟ يكتشف خروج نهال وتظهر أمام الكاميرات ومعها زوج شقيقتة الخائن،ليرحل من الفندق،
ويتصل بأحد رجاله المخلصين يخبره بما رأى ويرسل له،تسجيل الكاميرات لعدة أيام سابقة يطلب منه جمع معلومات سريعه وحثه،على القبض على والتحقيق مع مدير الفندق،وصديق حازم ولده نائب المدير،حتى  لو إستدعى الأمر لإستعمال القوة،والتهديدات المباشرة،بعد غلقة الأتصال يعاود النظر لوجه نهال ويعود بشريط التسجيل للخلف يفتح فاه،وهو يرى تخفيها فى الدخول والخروج من الفندق؛ يتأكد من نظراتها وابتسامتها الساخره ونظرة عينها؛ليتأكد من تعمدها إظهار وكشف حالها يضرب يده على مقود السيارة، 
يتذكر لحظة إرسال كم من المعلومات جمعها رجاله ويعلم بنواياهم الخبيثة، ليبتسم بتهكم وهو يتأكد من خطة نهال كشف تلك الأمور أمامه ليستعد لها ويأخذ حذره، وتتلاعب هى بخطة بديلة.
زايد  :  غبية يا نهال كشفتِ نفسك قدامى بطريقة ساذجة،وبتعمد يعترف شركائها بخططتهم دون عناء؛ وسهولة، ينتابه الشك من ذلك، يرسم خطتين ألاولي أوهم بها 
نهال بتصديق رجالها، والثانية تعامل معها بنفسه نفذها دون معرفة أحد غير أحد أتباعه المخلصين، ليعلم بالخطه الحقيقيه
يطلب من غادير ابنة شقيقة بعمل مسرحية الإحتمالات وأين ذهبت ابنة عمهم وأخبرها من التأكد بمن حولها تراقب الجميع،من صغار العائله لاكبرهم ومن من الخدم،وعددهم قليل،ثلاث سيدات،أرسل رسالة لشقيقه  زيدان على رقم خاص  لا يعلمه سوي هو ووالده يطلعهم بالأمر ويحذرهم من العودة للقصر أو مقر الشركة، رغم علمه بما قد يصيب والده إلا أنه تأكد من إنشغال والدة بعودة زهروان ابنة زياد، والإطمئنان عليها سيخفف من تفكيره، يرسل شباب العائلة 
لمقر المجموعة  ، رغم علمه بخطة نهال للإيقاع بهم؛ ليعلمهم درس في الحياة وألا يثقوا بأحد ثقة عمياء ويعلمهم القوة في الجماعة، وأن يد واحدة لا تصفق؛ يعلموا كيف يحافظوا على ما يملكونه، والأهم أن يجعلهم رجل واحد بأربع أجساد. 
يصل للمستشفى بعد عدة دقائق  ليوقف السيارة ويلتف تجاه نيرة الساكنة جواره لا يسمع غير صوت أنين ضعيف يخرج منها، ينظر لها بلا مبالاة يحدثها باحتقار.
زايد: عارف إنك سمعانى دلوقتي وانا بكلمك، عارفه يا نيرة لولا خوفى من ربنا فى الاول، وخوفى على زينة يجرالها حاجه، مكنتش أبدا أنقذتك لان ال زيك تستاهل ال جرالك ده، لانك خاينة خنتي ربك وامك وعائلتك ال ربتك، عرفتى بالحريق ومخفتش على  حد ضحيتى بنفسك ودخلتِ جوه النار، وانتى مصممة على أذيتنا، فاكرة أبوكي هيسعدك ويخرجك لما تجيبى شوية أوراق، لكن ربك عادل والجزاء من جنس عملك،كشف خططك مع ابوكى الجبان،ال مهمتهوش ولا بعت رجالته تخرجك، آخر عهد العائلة بيكِ لحد ما تخفى وتقدري تقفى على رجلك وبعدها،ابقى روحى لابوكى براحتك، المستشفى دي متخصصة بحالات الحريق، ها يتكفل بعلاج الحروق،ولو لزم الامر عمليات تجميل لوشك، هيعملوها، اه حاجه  اخيرة هسيب رقم أبوكِ و تلفون ابقى اتصلى بيه براحتك وعرفيه انه فشل فى خطته والحمد لله طلعنا أحياء، ومتنسيش تقولى ليه  على  فشل حريق المجموعة وإن اولاد خوالك طلعوا اسود وحموها. 
وترجل من السيارة ينادي على الأمن يساعده ويطلب حامل يحملوا عليه المريضه، بعد مدة من حمل نيرة التى كانت تبكى بصمت دموعها تنزل على وجنتها تجعلها تشتعل من الألم تصرخ وجعا، بعد الاطمئنان عليها ودخولها المستشفى ودفع حسابها تركها فى غرفتها التى حجزها لها ورحل دون 
أن يعلمها برحيله. 
ليخرج من المستشفى على صوت أذان الفجر ينظر إلى هيئته وأثار الحروق الطفيفه على زراعية  بحزن، ليصعد الى سيارته ويقرر الذهاب لأقرب مسجد ويغتسل ويصلي. 
بعد عدة دقائق انهى صلاته وخرج من المسجد  يشعر براحة شديدة اليوم رغم  محافظته على الصلاة بأوقاتها منذ صغره إلا أنها المرة الأولي الذي يشعر بتلك الراحة والسعادة
؛صعد الى سيارته يشعر براحة بجسده،تلقي اتصال هاتفي من زيدان يخبره بما حدث وأنه ووالديه  الان بشقة خالتهم زهروان،بعد إيصال حسن لهم، يغلق مع شقيقة ويتصل بأحد رجاله من كلفهم بمراقبة حسن طوال السنوات السابقة ويعرف منه عنوان منزل حسن ويدير السيارة تجاه منزل حسن ليصل بعد أكثر من نصف ساعة يقود السيارة بسرعة شديدة، يحدث نفسه لما الآن قرر التحدث مع حسن، وإخباره بسر الماضي سر ألهب مضجعه أوراق منامه لسنوات طويلة، يصل لعنوان المنزل يوقف السيارة ينظر بساعة يده يرى الوقت مبكرا  متردد في النزول من السيارة والذهاب للمنزل ليحسم أمره معللا بأن حسن قد وصل لمنزله من مدة قليلة،وليس عليه  حرج إذا طلب التحدث معه، ليتفاجأ بخروج سيارة من المنزل ويدقق النظر يرى حسن من يقودها يسرع خلفه بالسيارة  حتى وصل إلى محطة القطار ترجل من السيارة يجري خلف حسن ودقات قلبه تتزايد  ويقف متسمرا   
بعد وقوع عينيه على شبيهة محبوبته يخر ساجدا لله ويرفع نفسه سريعا يقف خلف حسن وعلى وجهه ابتسامه تجعله عاد شاب في، العشرين من عمره وسط تساقط دمعاته من الفرحة يضع يده على كتف حسن، لتبتعد زهروان عن ضمه تنظر له باستغراب! وتشهق وهو يخطفها لاحضانه وصوت بكائه جعلها  تشتد بضمه. 
_________________
وجع احتل قلبه قبل جسده يشعر بسكين غائر ينغز بي قلبه، رغم خروجه منذ ساعات من العمليات إلا أنه لازال كما هو  مغمض العينين لا يبدي ردة فعل على إفاقته
معطياته الحيوية سليمة مئة بالمئة، يتساءل شقيقة لما لايريد 
الإفاقة أو إبداء أي استجابة ؟ 
تتدحرج على جنبي أذنيه دمعه حزن وقهر على صديق خان 
صديق أعطاه كل شئ ترك له منصب كبير في فندق عمه، واختار هو  منصب آخر وفضل صديقه على نفسه وثق فيه 
سلمة العمل دون المراجعة  وراءه، تذكر كلمات هذا الخائن 
وهو يرد على سؤاله له  لما فعلت كل تلك الجرائم!؟ 
ليصدم من كم الحقد والغل التي بالنفوس هو أعتبره أخ وصديق وافى والآخر أعتبره  عدو،يلوم نفسه كلما تردد في أذنه اتهامات ذلك  الخسيس له. 
حازم متذكرا تلك الاتهامات. 
حازم: بعد ما عطيتك ثقتى وشغلتك بفندق مكنتش تحلم تعدي من جنبه تخون ثقتي والايد ال نشلتك من الضياع  والإدمان هو ده رد الجميل لصاحبك اللي فضلك على نفسه وشغلك مكانه واختار منصب أقل، وثق فيك وعطاك كل الصلاحيات وفي الاخير تبعني وتتحالف مع الشيطان. 
الصديق الخاين: ههه كعادتك بتحب تظهر نفسك بريئ وضحية،لل حواليك وانت مغرور بتحب الكل يتكلم عليك وعلى كرمك، فاكر الكل ساذجين و مش فاهمينك، كل مره تحسسني بأني أقل منك، اصلك وتاريخ عيلتك ودراستك بأعرق الجامعات ومنصبك اللى وصلتله وتنازلت  عنه ليا 
خلتنى سخرية زمايلنا بيستهزأ بيا، انا بقى حبيت أوريكم قد ايه انت غبي قد ايه انا اذكى منك. 
يتذكر كم الحقد بكلمات الصديق الخائن  والاعترافات بجرائمه وكيف ورطة بسهولة في تلك الأعمال القذرة في مدة قليلة لا تتجاوز شهر ثلاثين يوما أيام قليلة تم خداعه فيها تجعله يمكث في الحبوس لسنوات جامه. 
ليفيق ويفتح عينه بصعوبه وهو يشعر بملمسه  يد شقيقه تجفف دموعه ويحدثه بهمس في اذنه ليفتح عينيه ينظر له بذهول! 
____________
جنح الليل كله  علي زين وحمزة وهم يقفون بين رجال الأطفاء حتى استطاعوا ان يخمدوا النيران التى التهمت كل ما طالته من مباني المجموعة،إقترب منهم  ضابط شرطة يسألهم عما حدث وعن سر تواجدهم بذلك الوقت بالمجموعة!؟،شعر زين من الصيغة المتهكمة من أسئلة الضابط  المتلاحقة، دون الانتظار ليقوم بإجابته، بأن هناك شائبة ما في الموضوع، لم يتمالك حالة مما سمع.! 
الضابط: جالنا بلاغ من مجهول بإن  زين الغمراوي واخواته قاموا بإشعال حريق في المجموعة  بعد مخالفات كتير، وتهرب ضريبي، غير مجموعة تهم لمجلس الادارة بالكامل. 
حمزة: أبعد شقيقة وأمسك يده وتحدث بسخرية، أكيد بما ان التهم دي جاهزة معاك إذن النيابة بالقبض علينا. 
الضابط: حضرتكم مقبوض عليكم، لتحقيق معاكم في ملابسات التهم الموجهة ليكم وكمان وصول الفريق الجنائي 
كشف أسباب الحريق، ليشير إلى مجموعة من العساكر بالقبض عليهم، ليبتعدوا فور سماعهم صوت أحد من الخلف والابتعاد. 
زين يخطوا تجاه المتحدث يرحب به ويشكره على سرعة استجابته الاتصال الذي أجراه في وقت متأخر. 
الضابط ينظر بفاه مفتوح، للمتحدث  ويقوم بتأدية التحية العسكرية. 
الشخص: إيه اللي سمعته ده يا حضرة الضابط، تقبض عليهم بدون أدلة بمجرد بلاغ اتقدملك قبل الحادثه،ايه ال خلاك سكت لحد ما حصلت ماجبتش قوة وجيت علي هنا تمسك بيهم متلبسين، هو ده ال اتعلمته من شغلك يا حضرة الضابط، اتفضل  انت واللي معاك، ساعدوا الفريق الجنائي وحقق مع 
أفراد الأمن وباقي الموجودين. 
يرحل الضابط سريعا بعد تأديته التحية ويشير لمن معه بالحاق به. 
حمزة: شكرا يا سيادة اللواء حضرتك بنفسك  جاي تتفقد اللي حصل. 
اللواء: اولا انا جاي بتكليف من الوزير نفسه، ولما وصلت 
معلومات باللي حصل، كلفني، شخصيا لتولي التحقيقات، الغمراوى مش بس  شركه، دي إقتصاد بلد، مشغله فوق النص مليون شاب غير العمالة الموسمية، والمشاريع القومية التي تنفذها لصالح الدولة بأقل التكلفة بجودة عالية. 
زين: طبعا إحنا واثقين في نزاهة اللجنة وخصوصا  حضرتك  
رئيسها. 
اللواء: اللجنة  ها تعاين المكان  كويس وهنتأكد من كل الأدلة قدمنا واللي هيثبت عليه إنه متورط  ها يتقدم للمحاكمة فوراً، تقدروا تدلوا أقوالكم و تفضلوا، بس في الاول، اتعالجوا من الحروق ولو في إصابات ثانية. 
زين: إصابات سطحية إن شآء الله ها نعالجها بالبيت. 
نستأذن احنا سيادتك، واي حاجه  تحتاجنا فيها تلفوناتنا مع حضرتك  هنكون عند حضرتك مسافة ما تقفل التليفون. 
رحل زين وحمزة صعدا الى السيارة وانطلقوا بها مبتعدين عن الشركة، ليتجهم وجه زين ويزيد من سرعة السيارة 
ليلتف حمزة له: ايه يابني مكنت بعقلك  هتموتنا خفف السرعه شويه! 
زين: اتصل على عمي، شوف الخطوة الجاية و هنروح فين. 
حمزة: هو ايه هنروح فين على البيت طبعا، أنا تعبان ومحتاج اعقم الجرح. 
زين: بيت بيت ايه يا استاذ البيت بقى كوم تراب، ماهى الهانم خالتك حبت تتخلص مننا  بضربة واحدة، فحرقت البيت والشركات، لا وكل ده ولسه عاوزة تدخلنا السجن،بتهم أقلها عشر سنين  سجن. 
حمزة: بهلع وخوف والعائلة  جرالهم  ايه.؟! 
زين: الحمد لله بخير، زي العادة عمك قدر يكشف الخطة وقدر  يهرب بالعايله كلها، ازاى وفين معرفش كل اللى فهمته من بابا لما اتصل يطمن على اللى حصل. 
حمزة اخرج هاتفه واتصل على زايد، ليخبره زايد فور الاتصال بأن يذهبوا للمشفى الموجود به حازم وهناك سوف يخبرهم، أين يذهبون. 
بعد قليل هبطوا من السيارة وتوجهوا إلى الاستقبال يسألون عن غرفة حازم  وطلبوا أحد يعينهم ويضمد جراحهم. 
يذهبا  لغرفة حازم يدخلون الغرفة بعد أن أذن لهم زاهر، ليدخلوا تزامناً مع  افاقة حازم، ليتصل حمزة مره اخرى به 
ليفتح بعد عدة مرات،ويخبرهم بالذهاب إلى. 
__________
يكور وجهها بين يديه  ينظر إليها مقبلا جبينها   ويعاود ضمها قلبه تكاد تسمع دقاته تقرع كقرع الطبول  بكاه ومناديته. بإسم معشوقته بين شفتاه تتوالى عليه الاتصالات 
تخرجه مما هو فيه، يبتعد عن زهور يبتسم إبتسامه أعادة نضارة وجهه الذي فقدها منذ سنوات _كلما حاول الكلام يتوقف جاذبها ليضمها. 
زهور: في عالم آخر تحاول إيجاد نفسها تشعر بأنها تحلم وتتخيل كل الأصوات العاليه تسمعها  من بعيد، الزحام الشديد، انحصر بأربع عيون، توزع نظراتها بينهم، كلما استجمعت شجاعتها لتنطق بكلمة واحدة تظهر بها قوتها 
وشجاعتها تعرف من أمامها بأنها ليست ضعيفة بل إنها قوية 
تجد حالها مرفوعة من على الأرض، بين يديني تحتضنها، لاول مرة في حياتها تشعر بتلك المشاعر برودة أطرافها 
شعور اللاوعي  التي أصابتها جعلتها بعالم آخر عالم حلمت به كثيراً، تلك الأحلام التي تمنتها بضم والدها ولو لمرة واحدة. 
حسن واقف دمع عينه يتدحرج على وجنته ابتسامة متسعة على وجهه، ينظر الى زايد وحالته ودقات قلبه الذي يجزم بسمعها، مهما تخيل أو رسم بمخيلته  لقاء زهور بذايد بالاخص لن يصل إلى ما يراه أمامه، حتى إنه تخيل لقاء زياد 
بها لم يصل إلى ما يراه يوزع نظراته بينهم، يخرجه من حالته صوت بعض الأشخاص القريبين منه وتلك التعليقات 
التي يسمعها، يذهل من  مخيلة الناس، ليقترب من زايد يضع يده على كتفه ويتحدث بصوت رخيم حاول به أن لا يضيع 
جمال لقاء الابنة بعمها، ينظر بتمعن الى وجه زايد بفاه مفتوح وعين تكاد تخرج من مقلتيه ما هذا التشابه الذي يراه لأول مرة بحياته، الشعر مثل زياد ملامح الوجه قريبة رغم السنين
الا الملامح واضحة، وضوح الشمس يبتلع رمقه بعد مناداته. 
حسن فجأة اقترب من زايد: زياد الناس بتتفرج علينا مش. 
ليقطع كلامه التفات زايد له وانخراطه بنوبة بكاء شديدة 
ليقع أرضا لولا يد حسن امسكت بزهور كانت سقطت فوقة 
، ينظر حسن وزهور لبعضهما بذهول، ليجثو حسن وزهور أرضا يتحسس نبضة وهو ممسك ساعده ويضع يده علي عرقة النابض. 
حسن: زهور بسرعه تعالي، لازم يروح المستشفى، التنفس عنده ضعيف والنبض كمان. 
زهور: بخوف وارتجافه في جسده أومأت برأسها دون أن تتحدث، عينها فقط مغروة بالدموع تتمسك بحقيبتها،وهى تري
حسن يحمل زايد بمساعدة بعض المارة يضع زايد بالسيارة، ويشير لزهور بجلوسها جواره ويصعد هو للإمام يقود السيارة بأقصى سرعة،يطلق بوق السيارة للسيارات التي أمامه حتى يدعوه يمر، ليصل أمام مشفاه الخاصة يترجل من السيارة ينادي علي بعض العاملين بالمشفى ليحملوا زايد، يتوجهوا به لحجرة الكشف وزهور تخطو خلفه ليقوم حسن والأطباء برفع ما يرتديه زايد لتشهق زهور مما رأت وتشعر بدوار وبوادر ، ليترك حسن الطبيب يقوم بإكمال الكشف ويتوجه لزهور ويجذبها من يده، ويذهب بها لمكتبة،أجلسها وجلس بجوارها على أريكة  بمكتبه. 
حسن: إهدي إهدي يا بنتي،عمك بخير والجرح  دي عملية قلب مفتوح أكيد من وقت قريب. 
زهور: أصبحت أكثر هدوءً جففت دموعها سريعا، آسفة 
بس دخت شويه وشكل الحروق ال في دراعه صعب اوى. 
حسن: متقلقيش هطمن عليه وهرجعلك على طول. 
ليلتف على صوت  فتح  باب المكتب ودخول.


تعليقات