رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثاني والسبعون 72 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثاني والسبعون 

زايد ممدد على سرير الكشف حوله الأطباء، شعر بشيئ غرس بيده يئنّ بآلم، قشعر وجهه بامتعاض، بين الوعي واللاوعي يرى طيف يهبط  من مكان مرتفع، ينادي زايد بصوت ضعيف ويجاهد بالوقوف ويمد يده يبعد هذا الطيف عن فتاة صغيرة بى جدايل شعر بلونه الليلي الغطيس يحبو على يديه  وقدميه،يصرخ وصوته لا يخرج منه، يرى الطيف يقترب منه فجأة انحن رويدا رويدا حتى  كاد قاب قوسين منه نظر في عينه جحظت عيناه ،والطيف يخطف الفتاة و تبتلعه الأرض  لينتفض صارخاً سلسبيل، يحدثه الطبيب  وبذل قصارى جهده حتى يجعله  يتمدد على الفراش مرة أخرى، حتى ينتهي  من الكشف عليه؛ دون فائدة،زايد كالذي أصابه مس يلتف يمين ويسار يفتش على زهور يكاد يبكي من الهلع من هول ما رأى ليهبط من على الفراش يسأل الأطباء أين الفتا؟ ة ومن أحضره هنا؟ 
يجيبه أحدهم بما يعرف. 
الطبيب:  إهداء يا حضرت وياريت تتفضل ترتاح نكمل كشف. 
زايد: يلتقط أنفاسه بصعوبة، جسده يتصبب عرقا، يجاهد بالحديث، متقولش إرتاح انت فاهم، قولي مين جابني لهنا، فين حسن، وزهروان   فين.
أحد الأطباء: دكتور حسن  اللى  نقل حضرتك للمستشفى، ومشفناش اي بنت معاه. 
زايد: ازدراء ارياقه اصابته رجفة قوية كاد يسقط يضع يده بين عينيه ويهز رأسه بتأكيد: لا أنا متأكد، انا مجننتش مش معقولة هكون بتخيل كل ده انا لسه حاسس بضمتها. 
أحدى الممرضات: دكتور حسن فعلا كان هنا، والأنسة اللى كانت دخلة مع حضرتك ما وقفت بكاء، اخدها معاه المكتب 
يهرول خارجا من غرفة الكشف، غير عابئ بنداءات الأطباء 
يتنفس بصوت عالي ليتوقف بعين زائغة وهو يرى من يقترب من مكتب حسن، يقترب ببطء دقات قلبه متصاعدة،  يده تتعرق بشدة وهو يستمع لكلمات زهور بالغرفة. 
___
تضرب بيدها كل شيئ تطوله يدها،تسقطه ارضاً مصدرا صوتا عاليا تمسك تمثال من الرخام موضوع على منضدة أمامها تلقيه بأقصى قوة لديها  ليصدم بالحائط يتهاوى متناثرا لمئات الجبيبات،لينتفض الجالس أمام المكتب وهو يرى فتات التمثال تناثرت بالقرب منه يبتلع رمقة ويفك رابطة عنقه ويرفع يده يحركها أمام وجهه يهدأ من سخونة وجهه مما أصابة من فزع،تجوب الغرفة ذهابا وإيابا، وصوت جز أسنانها واصتقاقهم ببعض يسمعها من بالغرفة، تضع يدها على حافة المكتب راسها وكتفها لأسفل، ترفع عينها للجالس 
قبالها ،و تصرخ بصوت جهوري تنادي على أحد من رجالها؛ يأتيها مهرولا يحدثها بصوت مهتز، من يراه بتلك الحالة وينظر الى جسده وعضلات جسمه الضخمة وطولة الفارع كأنه طفل صغير أخطاء خطأ  فادح وينتظر عقاب والدية. 
تلتف تجاهه دون أن يرجف لها جفن، رفعت يدها وهوت على وجهه صفعة و أخرى، تقترب منه تمسكه من جاكت حلته السوداء تهزه للإمام والخلف تحدثة بتهديد ووعيد. 
نهال: قاعدة بالعربية متحركتش منها  عينيا على  القصر، 
وفيش دبانة خرجت من الباب وحسب كلامك ان عبدالرحيم وولاده واولادهم  موجودين مافيش غير حمزة اللى مش موجود، خمس ساعات النار بتاكل بالقصر خالته رماد، مافيش أثر لواحد فيهم ولا حتى جثة لقطة، اية مخاوين الأرض بلعتهم  هم وقطتهم،وفين الشغالين اللى تبعك ايه فص ملح وداب هم كمان تصرخ به مش دول الشغالين ال زي الخاتم باصبعك  راحوا فين هم كمان، انطق. 

ـ ينظر إلى أسفل لا يقوى على  أن ينبس بكلمة برفع عينه لاعلى على صوتها وهى تلتف تصرخ للجالس خلف المكتب
فور سماعها لكلماته تسبه وتنهاررة. 
الرجل: إهدي يا حبيبتي أعصابك، دلوقتي نفهم السر، أنا هبعت رسالة لنيرة تقولي هم راحوا فين وازاي خرجوا من القصر. 
_ نهال: متنطقش بتاتا كله منك ومن بنتك، تقدر تقولى الهانم فين كل ده، لا حس ولا خبر، والشو بتاع سوري يا بابي، نسيت الأوراق  هدخل حالا أجابها، ههه الهانم بقى، دخلت مطلعتش، إتبخرت. 
الرجل: يشير إلى الواقف ينظر له  بتسأل،سامى قولى ال حصل، ازاى خرجوا وإنت بنفسك قايل متمم على الباب الخلفى وقفلة من برة هو وباب المطبخ. 
سامى: أنا متأكد من كل كلمة قلتها، محدش خرج أو دخل للقصر من الساعة وحده بالليل وحدة ونص بالضبط كنت قافل الأبواب ومافيش هواء دخل أو خرج، كمان إتأكدت بنفسي وانا بتمم من المطبخ وسامع صوت زياد ببه وهو 
بتكلم، ويقولهم على فوق. 
_ بإبتسامة شر وعين كاتمه  من الغل والحقد توزع بين 
فرد الامن و الجالس خلف المكتب. 
نهال:  اسمعنى انت وهو اللعبة هتتغير، مش هم فاكرين نفسهم  أذكياء، وقدروا ينقذوا المجموعة من الحريق،نسبقهم بخطوه بلاغ للبوليس صغير قد كده مع إعتراف تنظر الى سامي بتقيم من فوق لتحت  ، وانك تعترف على نفسك، بإن عبدالرحيم وزياد اتفقوا معاك ودفعوا مبلغ كبير أنك تحرق المجموعة كاملة والاربع وحوش بتوعه، ساعدوك، خوف من 
حد سادس يعرف يبتزهم بالمستقبل، ويفشي سرهم. 

الأمن: يبتلع ريقه  وعين زائغة يحرك رقبته يمين ويسار، 
ما كده انا هروح فى داهيه يا هانم، خصوصا أنا  كنت موجود بالقصر. 
نهال: هههه ما هى ده ال هتسبتها عليهم،  هم يروحوا يحرقو الشركة وانت القصر، وبكده التهم تثبت عليهم وانت سنه بالكتير لو قلنا توجه لك تهمة انت هتروح تعترف، وتأخذ معك ال يثبت صحة الكلام ده. 
-تصفيق وتهليل أطلقه الجالس خلف مكتبه، بسعادة يشيد بذكائها، لتلتف له بغضب بعد أخر كلماته. 
هو: برافو عليكى يا حبيبتي، مخك الماظ،بس هو ايه الدليل هيقدمه،وليه!؟

نهال: ينفع تسمعنا سكوتك، تلتف للأمن بالرغم من سؤاله الغبي، لكن سؤال مهم، لو اتسألت ليه بلغت دلوقتي  ومطمعتش فى الفلوس وسكت، او ليه مبلغتش فى الاول، 
وايه مصلحتهم بحرق المجموعة والقصر؛ تجاوب بكل هدوء
اولا: ليه مبلغتش؟ عشان هددونى بأولادي وأهلي، بس انت مقدرتش تتحمل تفضل ساكت بعد ما عرفت السبب الحقيقي، وراء ال عملوه. 
ثانيا: هيقولك ايه هو السبب؟ ترد وتقول إيه متعرفش السبب الحقيقي غير النهاردة، ان مبلغ التأمين كبير اوي مليارات، 
وكمان  اختفائهم المفاجئ خلاك شكيت انهم رتبوا لحاجة أكبر، وهى  الهروب برة البلد بالهلومه دى كلها بعد ما ياخدوا مبالغ. التعويض خصوصا اختفاء ا
أُ سرتهم بالكامل واتاكدت انهم سافروا برة البلد. 
ثالثا وده دليل قاطع: هتاخد معاك  دا يثبت وهو رصيد بالبنك عشرة مليون جنيه. 
الأمن:  عشرة مليون مرة واحدة!؟  
نهال: بالظبط كده اهم حاجه، عندي الغبي ال في المجموعة يظهر، واعرف اللى حصل  وازاى اتكشف؛ويشهد عليهم. 
الأمن: ماهم ممكن يخرجوا بسهوله وخصوصا، انهم فص. 
نهال: ما يخرجوا بس وقتها بقي، هنكون عملنا شوشرة والعيار ال ما يصبش يدوش ومش هتقوم ليهم قومه وخصوصا شركات التأمين هيرفضوا يدفعوا، إليهم مليم. 
يدق الباب عدة دقات ويدخل أحدهم. 
نهال: انت ازاي تدخل من غير ما أذن ليك. 
الشخص وهو يلتقط أنفاسه خوفا منها يتشجع قليلا: 
آسف  يا هانم بس الخبر ال عندي  يساوي مليون جنيه ومش بس كده الخبر هيفرحك أوي. 
نهال اقتربت منه سريعا  وقالت بلهفه ايه هو الخبر؟! 
الرجل: وصلت الفندق يا هانم ودخلت مكتب المدير ولقت 
زايد بيه قاعد بالمكتب


Knight of novels
Knight of novels
تعليقات