رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثالث والسبعون 73 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثالث والسبعون  


زايد خرج من مستشفى حسن أشار إلى عربة أجرة عيناه تكاد تشتعل من هوج احمرارها يتنفس بعنف، أشار إلى  للسائق أن يتوقف عند اقرب محل ملابس رجاليه بعد قليل توقف السائق عند أول محل قابلة ترجل منه بعد أن طالبه بالانتظار
دلف للمحل زادت عصبيته من نظرات البائع وتهكمه بالحديث، أنهى إرتداء الملابس الذي اختارها وكانت حلة رمادية اللون وقميص أبيض وخرج بعد أن دفع ثمنها، صعد إلى سيارة الأجرة، وإجراء عدة اتصالات هاتفية أخبر السائق بالعنوان الذي يريده تأتيه عدة رسائل على هاتفه ليبتسم بأريحية ويتنهد ويمسح على وجهه، قليلا وقفت العربة اعطى السائق ما طلبة من أموال ودلف لداخل الفندق، أشار إلى مساعدته تأتي خلفه، يدخل المكتب كالمجنون يفتح أدراج المكتب يخرج منها عدة ملفات ويجلس يتصفحها بدقة بالغة 
ليغلقها بعنف ويرفع وجهه لأعلى، يشير إلى مساعدتة، يقيم وجهها ونظرات عينها الزائغة  فى كل الأتجاهات، يهز رأسه
يحدثها بصوت متحشرج مهتز. 
زايد: هالة  الأوراق اللى   كانت موجودة  في الملف ده راحت فين. 
هالة تفرق بيدها عينها الزائغة في كل إتجاه تكاد تبكي من  
شدة التوتر، الذي أصابها. 
هالة: م م معرفش حضرتك،  أوراق إيه دي،وازاي اختفت 
من المكتب، مفيش حد بيدخل المكتب ده اللى حضرتك وأنا، 
وانا مع حضرتك من سنين فى حاجة إختفت   قبل كده. 
زايد: طيب فهمنى بقى، مفيش غيرنا إحنا الاتنين بندخل هنا، 
الفويل باللى فيه اختفى، يبقى واحد فينا إحنا الأتنين أخذه، أو بمعنى أدق  خفاه. 
هالة: ازدادت توترها تبلع ريقها عدة مرات متتالية، ترفع يدها بالقرب من وجهها تقسم بأنها لم تأخذ أي ملف من الغرفة. 
زايد ابتسم متهكما وهب واقفا استدار حول المكتب ليصبح مباشرا أمامها، ينظر بعينها الزائغة  بعيدا عنه، ليمر من جوارها بعد أن إقترب من أُذونها، يهمس لها بكلمة، جعلتها تنتفض بشدة. 
زايد: بلاش يمين ممكن يكون عقابه شديد، أنا عارف كل حاجه من يومين و معرفتكيش عشان، ظروف إبنك،لولا كده كنت بلغت الشرطة وادتهم الدليل دلوقتي مش عاوز ألمحك بالفندق كله مفهموم. 
هالة: ببكاء والله غصب عنى،حضرتك مقصرتش معايا، سبع سنين وحضرتك متحمل مشكلتى ولولاك كان زمانى موت، بس هددني ب ابني وقال زي معترفت بيه، سهل أوي أرفع قضيه وأشكك في نسبة، حضرتك وقتها كنت  في المستشفى 
مقدرتش أصرف وأنا لوحدي وماما ست مريضة وأعمامى لو عرفوا هيقتلوني، هم مفكرني إتجوزت في السر عشان، متجوزش حد من ولدهم، ضغط عليا ولما اتاكد انى ضعفت وانهرت،  ضغط عليا بزيادة وبعت ليا رقة الجواز وقالى الصور التانيه هتوصل لاعمامك، وقتها مفكرتش وافقت على طول بس عملت حسابي وكل ورقة اتلاعب فيها صورتها الفويل الحقي ومن الفويل المزيف وعملت اكتر من نسخه 
وكنت هبلغ حضرتك اول ما ترجع بالسلامة  بس حصلت 
مشكلة الهوس كيبر ومكنش فى وقت اكلم حضرتك. 
زايد: وفين الملفات دي دلوقتي. 
هاله: ثواني هجيب النسخ وأجي. 
خرجت هاله سريعا من المكتب تجفف دموعها اقتربت من مكتبها  أخرجت من حقيبة يدها ملف صغير ودلاية  وبعد دقيقتين عادت  لزايد، مدت يدها بالملف واخرجت فلاشه دلاية مفاتيحها. 
هاله: الملف فيه كل الأوراق الأصلية والنسخة  اللى اتلعب فيها، و الفلاشة دي فيها أصل كل حساب ومعلومات تانية كتير عرفتها بالصدفة خلال الشهر ده. 
زايد وضع الفلاشه في جيب حلته وأخذ يتصفح، الملف بعناية شديدة وعينيه تكاد تخرج لهيب من شدة احمرارها وتوهجها غضبا  رفع رأسه لأعلى. 
زايد: عقله لا يتحمل كل تلك الامور: أشار إلى مساعدتة، كل ده حصل فى الشهر اللي تعبته. 
هالة: للأسف حازم بيه، كان مشغول مع حضرتك وساب كل حاجه في ايد انسان معندوش ضمير. 

زايد كاد أن يجن يوم وحد تلقي به كم من الصدمات أرجع ظهره إلى الخلف ينقر بأصابعه على سطح المكتب، يردد كلمات غير مفهوم يجز على أسنانه يطحنها ببعضها  من الغيظ، وتلك المعلومات التى تلقها صفعات صدمته، وكادت تقتل قلبه، نظر الى مساعدته بالخروج ونظر في أثرها حتى أغلقت الباب جيدا،يخرج هاتفه يرسل رسالة؛ ليجلس مسند رأسه للخلف ، يتسأل بينه وبين نفسه ماذا عليه أن يفعل. 
زايد : حازم حازم لأمته هتبقى راجل؟ لإمته هتقدر تحل مشاكلك؟ لإمته تتحمل مسؤولياتك من غير ما تغلط؟ 
في سنك كنت متجوز ومخلفك انت وزاهر!؟
وعلى ذكر زاهر تنهد بوجع فإبنه كبيرة سنده بالحياة هو وشقيقه مختلفان، كل الأختلاف عنه، أحدهما ضعيف الشخصية، سلبي، والآخر صعب التعامل معه، عقله كالتيس 
، متمرد بطبعه، حاد فى كلامه.
يعتدل بجلسته بعد تلقيه اتصال هاتفي، يضع الهاتف على إذنه 
يستمع للمتصل جيدا، لتشق إبتسامة واسعة وجهه، يومئ برأسه بالموافقة كأن أحد يقف أمامه. 
زايد: موافق هو ده الحل الوحيد، كله هنقدر نتعامل معاه،ونحافظ على الباقي، لكن بوجودهم بعيد، لازم يتربوا من أول وجديد، يتعلموا يحافظوا على اللى فى ايديهم، احنا مش هنعيش ليهم العمر كله  . 
يغلق الهاتف ويضعه أمامه على المكتب، إبتسامته تشق وجهه 
لتمتد لتخرج ضحكة عالية صدحت بالمكتب ترن بين جدرانه تخرج صدى صوت من يراه بتلك الحالة وتلك الدموع التى تتدحرج من عينيه؛ تختفي ضحكته تمامًا وهو يرى ويستمع لمن دخلت عليه، ليهب  واقفا ك المصعوق ممن دخلت ومن خلفها. 

وائل جالس بمجلسه يحاوطه مجموعة من  كبار البلدة والبلدان حوله يتحدثون جميعا بوقت واحد ينظر لهم بملل، 
يشير إلى أحد المتحدثين أن يتوقف عن الحديث، ويقف يستأذن منهم دقائق ويخرج من مجلس العمودية، يتجهه
ناحية منزله يدخل مناديا على إحدى الخدمات يسألها عن والدته تخبره بمكان جلوسها، يذهب إليها متجهم الوجه، يتوقف بالقرب منها عيناه، تترجاها بانقاذه، يخطوا تجاهها وهو يرى ابتسامتها التي انبلجت على وجهها وتحركها من مكانها تشير بيدها و تربت على الأريكة  بجوارها، لم يتردد لبرهة وذهب مهرولا إليها، يرمي بجسده جالساً جوارها، يتنهد بضيق تنهيدة قوية، تربت والدته على مقدمة كتفه وابتسامتها التي تزين صغرها لازالت تملئ وجهها، تحدثة 
بصوت حنون، رفعت يدها الأخري ادارة وجهه تجاهها، تلمسته بأنامله تنظر بوجهه بشغف تتلمس وجهه بأناملها تحدثة بصوت، رقيق وهادي. 
روحيه: قول ينور عيني  مالك، ايه شاغل بالك وموترك كده، خرج اللى جواك منخفش، ليه سبت مجلس الرجاله وخرجت. 
وائل: تعبان قوي قوي، حاسس إنى مش قد المسئولية، مش حملها، مش جادر احط حد للكلام،دي شيله اكبر مني يامه، أنا طول عمري بكرة الكلام الكتير واخد جنب، مدخلتش فى  مشاكل معرفش ازاي هحل المشكلة دي وازاي هحكم بالعدل ومجميش علي حد. 
روحيه: انت طيب اوي يا وائل طيب وحقاني، عمرك ما جيت علي حد واخد جنب، مش هجيب في سيرة اللى فات خالينا في اللى جاي، حل المشكله في واحد. 

سردت روحية حل المشكلة بسلاسه ودقة، وضحت جميع جوانبها بدقة ووضوح، اظهرت الجانب الظالم والمظلوم، حتي انتهت، دقيقه واحده حلت بها مشكله شائكة بين بلدين 
كادت ان تعصف بهما في طريق الثأر الذي لا تنتهي. 

وائل عادت الي وجهه الابتسامه، وقف مقبلا رأسها ويدها، وخطى بخطوات واسعه بإتساع جلبابه حتي اقترب من مجلس الرجال، وقف قليلا يعدل هندامه،والعبائة  على كتفة، دخل ملقي السلام عليهم، اشار للجميع بالجلوس فور وقفهم له احتراما شعر بأن كلمات، والدته ونصائحها بداءت تؤتي ثمارها،عندما نصحته بالمظهر وهندمة ملابسه بطريقه كبار الرجال ممن يشغلون  منصب العمودية او كبارة البلده. 
جلس منتصب القامة ممسك بعصاة الخشبيه من الخيزران ذات النقوش ويدها علي شكل اسد، ومن اسفلها قطعه حديديه، قام بنقرها بالارض حتى  ينتبه له الجالسون، اخبرهم حكمة الذي اذهل الجميع وايضا اخبرهم عقاب من ينقض هذا الحكم،اشاد الكثيرين منهم بحديثة، ومنطقة المتوازن والسلس 
كتب بنود الصلح بيده واعطاها لكبار كل عائلة  لتوقيعها اعطي لكل عائلة نسخه واحتفظ هو بواحده، خرج الجميع من المجلس بقمة الرضاء، منهم من أشاد بذكائه وشخصيته القويه، ومنهم من تحدث عن خروجه من المجلس، وعودته بحال غير الذي خرج به. 
وائل لازال جالس  مكانه  بزهو يشعر بالسعادة مما يري ويسمع من حديث الراحلون، يعتدل بجلسته فور وروده اتصال هاتفي،ليهب واقفا وهويستمع للحديث، يضحك بملئ فاه، حديث من يحدثة، يضرب كف بالاخر بعد انتهاءه من الحديث، يحدث نفسه ويطلق ضحكه  رنانه ادمعت عيناه لينطق ويقوى. 
وائل: ههه جبارة يا زهور وبعملتك دي واللي بتخططيله 
يثبت انك قوية وشطرة، جدعه وطيبه بس فعلا جبارة اللى 
فكرتي فيه  يدل على ذكاءكك، هتنتقمي من الكل، وتاخدي حقك وفي نفس الوقت  مش هتظلمي حد، يخرج من المجلس يضرب كف بالاخر، بيت احلام اصلاح وتهزيب. 

واقف مكانه منذ فترة عينه لا تحيد عنها، يري نضارة وجهها وابتسامتها التي تزين وجهها لم تختفي منذ أن رئها، شعر بعظمتها وقوتها وهو يري نصائها للجميع، معاملتها لمن حولها خطف تفكيرة، صوتها الحنون جعل قلبه متلهف، لسماع حديثها.

تعليقات