رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السادس والسبعون
زايد خرج من. الفندق مطأطأ رأسه، على كتفه جبال من الهموم خرج من الباب الأمامي للفندق لم يلتفت للخلف قط
يخطو بخطى ثابتة، حتى وصل للطريق، توقف للحظات يظفر أنفاسه مرات متتالية، يسحب نفس عميق ثم؛ عبر الطريق دون أن يتلفت يمين ويسار ليتوقف يلتقط أنفاسه فزعا إثر توقف سيارة تعبر الطريق بسرعة، يتلقى السباب من قائدها، يهز رأسه متأسفا ويكمل عبور الطريق ليقف في الطريق المعاكس و المقابل للفندق ينظر تجاه درجات الدرج الخارجي ويعود بذاكرته لعشرين عاما ماضية، يرى تجمع
أمام الفندق وسيارة إسعاف تشق الطريق بصوتها يسرع بسيارته يوقفها أمام الفندق يخبره أحد أفراد الأمن، و سكرتيرته الخاصة، بما حدث، ليرجع للواقع يهز رأسه عدة مرات، يلامس صدره بيده يحركها لاعلى وأسفل يهدأ من نغزات قلبه محدثا نفسه وهو يتذكر ملامح محبوبته التى حفرها بقلبة قبل عقله، يلمس قلبه الذي يكاد يخرج من مكانه، يتحدث بألم وحزن
زايد: لا مش وقت حزن و عتاب وندم صحيح مش بتفارقني
عشرين سنة ولسة كل لحظة بتمر عليا كأنها واقع ، قدام عيونى مش بتتنسي نار فراقك بتقتلنى كل لحظه،انا لو عايش لحد دلوقتي عايش بس عشان أوفي بوعدي ليك٠ ، تتوالى عليه الذكريات بلا رحمة
تشعل بداخله نيران متوهجة يتحدث بصعوبة وقشعريرة بجسده.
زايد:
نار قلبي مبتهداش، كلامك مش بيخرج من وداني، باسمع صوتك ووصيتك بقلبي ، منستش كلمة خرجت من بين شفايفك،قلبي مهما مر عليه مش ناسي اخر كلامك ليا، اللى لسه معيشنى لحد دلوقتي،بيها قوي وبيها هقوي لحد لقياكِ، وأوعدك من جديد، بنتك هقف جنبها وهوصلها لبر الأمان حتى لو كان دي اخر حاجه أعملها بحياتي، وقتها هموت وأنا أسعد انسان لانى وقتها هكون وفيت بوعدي ليكى.
يسحب نفس عميق يخرجه بضيق شديد وهو يرى من تترجل
من سيارتها تخطوا تجاه الفندق بخطي مهرولة وخلفها إثنين
من أبغض الرجال على قلبه.
أخرج هاتفه أرسل رسالة، توجه إلى مكان هادئ على شاطئ النيل، يستند على الحائط الخرسانى ، فتح هاتفه
ظهر أمامه مكتبه داخل الفندق وزهور جالسة أمامها
أوراق منكبة على قراءتها ظلت وقت على تلك الحالة، يمرر يده على الشاشة ينظر لها وإلى الأوراق التي تقرأها بعناية، يحفر ملامحها بقلبة قبل عينيه يمرر يده كأنه يتلمس وجنتها، يهمس من بين شفتاه كاني شايفك قدامى نسخة طبق الأصل منك ؛ لينتفض قلبه تزامننا مع رفع زهور رأسها لأعلى تجفف
دمعاتها، وتفتح أحد أدراج المكتب وتضع ما كان أمامها
بداخله، تقف تعدل من هيئتها وملابسها، سحبت منديلا من
صندوق مزخرف، موضوع على المكتب أمامها تجفف،
دموعها وتجلس مرة إخري على الكرسى بعد ان استجمعت شتات نفسها تخرج عدة أنفاس خلف بعضها لتهداء من روعها،ترفع يديها لاعلي ولاسفل مع نفث أنفاسها حتى هدأت قليلا،اعتدلت بجلستها وضعت يدها تضغط على
زر جرس موضوع أمامها على المكتب، لتدخل لها هالة السكرتيره بعد لحظات.
هالة: دخلت للمكتب خطت تجاه زهور الجالسة.
هالة: تحت أمرك يا فندم.
زهور: اتفضلي اقعدي محتاجه اعرف كام معلومة، منك،وبعديها دخلي المدام اللى برة.
هالة: تحت امرك يا فندم.
زهور: اللى فهمته إنك هنا من سنين طويلة وعارفة كل صغيرة وكبيرة بالفندق، وأكيد مر عليكى مدراء ومعظم العاملين.
هالة: انا من عشرين سنة ويمكن أكثر من وانا طالبة بالجامعه كنت بشتغل وبدرب بنفس الوقت.
زهور ارتجف جسدها وقفت سريعا من جلستها خططت
تجاه مكان جلوس هالة السكرتيره تجلس بالكرسي أمامها
أتت هالة تقف أشارت لها بالجلوس كما هي.
زهور:
مدام هالة قصدك انتى كنتى سكرتيرة هنا ايام والدى.
هالة:
لا أنا وقتها كنت لسه بدرس وكنت بدرب بكل الوظائف من السويتش والاستقبال وبعدها بالعلاقات العامه أيام زياد بيه الله يرحمه بس كنت عارفه البيه لانه الله يرحمه كان يتابع الشغل بنفسه وكل يوم إجتماع مع كل الإدارات والكل عنده خطة عمل واحده حتى بعد وفاته زايد بيه مشي بطريقته،
مافيش حاجه اتغيرت غير قفل المكتب القديم ونقله هنا،والادارة من فترة صغيرة لما حازم بيه مسك وقت زايد بيه ما تعب،عين بدالة واحد من زميلة .
زهور:
مدام هالة اكيد انتي تعرفي الزبائن المهمين والدائمين بالفندق
اللى ليهم وقت وتقريبا بيقضوا وقت كبير بالفندق.
هالة:
الفندق من سنين ليه سمعة كويسة أوي، وفي كتير، من رواد الفندق، بيفضلوا يرجعوا للفندق، لجمال معماره والأريحية بالمعاملة معهم، وكمان هنا بالفندق، مجموعة أجنحه سكن دائم لبعض رجال الأعمال العرب والممثلين.
زهور:
طيب في عملية تتردد هنا بالفندق بشكل يومي.
هالة:
فى كتير سيدات أعمال بيجتمعوا هنا مع بعضهم.
زهور بملل.
ممكن تقوليلي اسماء سيدات الأعمال دول بقالهم كام سنة بيجوا هنا.
هالة:
مش كتير متهيألي اربعة او خمسة بالكتير، لتقص اسماءهم على زهور التي تردد الأسماء باهتمام.
زهور:
مدام هالة من الآخر في زبونه مشهورة هنا وبتجي تقضي وقت معين بالفندق مع بعض رواد الفندق وتمشي .
هاله:
انا بقالي عشرين سنة بالفندق غير انى بقيت مساعدة لزايد بيه من سبع سنين بس، أول مرة اسمع الكلام ده، ممكن
لو تقولي الاسم، اسال حضرتك حالا في الاستقبال.
زهور: بلهفة اغمضت عيناها تنطق الاسم بلجلجة وتوتر شديد، اسمها اسمها سلسبيل.
هالة:
مش أول مرة الاسم ده أسمعه، حالا هسال لحضرتك، على الاسم وارجع على طول.
زهور:
آخر سؤال وبعدها دخلي الهانم اللي برة، تعرفي اية عن مدام نهال الغمراوي.
هالة:
كل اللى اعرفه انها بنت عم زايد بيه واخت مراته، وبينهم خلافات وتقريبا مقاطعين بعض، وا وا.
زهور:
قولي اللي عندك من غير خوف ولا لجلجه.
هالة:
أبدا مفيش حاجه بس اللي اعرفة ان زياد بيه اتوفي يوم فرحه مع الست نهال مات وهو قاعد على كرسي الزفه.
أغمضت زهور عيناها تتنفس بأصوات عالية عدة مرات تفتح عيناها مرة أخرى هدأت انفاسها، رفعت قدميها على الأخرى ارجعت ظهري للخلف أشارت إلى هالة.
زهور:
اعملي زي ما قلت لك وبيانات الست تكون عندي ورقم الأوضة اللى نزله فيها، تقدري تتفضلي، اه دخلى المدام اللى برة لوحدها وكمان بلغى رئيس الأمن يجيلى بعد ربع ساعة من دلوقتي.
هالة:
حاضر يا فندم تؤمرينى بخدمة ثانية.
زهور هزت رأسها بلا لتقف بعد رحيل هالة وتتجه للجلوس أمام المكتب تمسك هاتفها بتوتر قامت بالأتصال على رقم ولم تتحدث إستمعت لفتح باب المكتب ودخول أحد منه تسمع صوت خطوات الحذاء تضرب بالارض ، لترفع عينيها تجاه الباب لتفتح فاها مما ترى سيدة لا يظهر عليها سنوات عمرها
ترتدي تنورة سوداء ضيقة أسفل الركبة بقليل وبلوزه بيبي بلو الفاتح يشف أسفلها مطلقة لشعرها العنان وجهها جميل ملفت
بتلك الزينة المنمقة عليه.
زهور نكست وجهها تنظر إلى ما ترتديه بإشمئزاز تهمس لنفسها: هو انا بقارن ايه بايه استغفرالله من أمته بيفرق معاكي يا بنت أحلام الهدوم، معاكى بالجامعه أشكال وألوان عمرك ما قرنتى ولا همك لبس، لترفع عينها مرة أخرى
تزامننا مع وقوف نهال الغمراوي أمام المكتب تمد يدها تجاه زهور .
_____
بينما قبل عدة دقائق ترجلت نهال ومعها رجلين من سيارة أمام الفندق، تدخل بغرور تتجه ناحية مكاتب الإدارة مباشرةً
تدلف إلى مكتب هالة السكرتيرة لتهب واقفة فور رؤيتها لمن دخلت الغرفة عليها تبتسم بتوتر وهى تمد يدها تدعوها بالجلوس وهي تخرج من خلف مكتبها لتقف بالقرب من نهال
تتوتر بشدة وهي تستمع لصوت من يرافق نهال، بصوته الاجش.
الشخص:
مدام نهال جاية تقابل، الانسة زهروان ادخلي بلغيها بإن نهال هانم الغمراوي عايزة تقابلها.
نهال:
قبل ما تدخلى إحكيلى كل اللى حصل من اول ما دخلت البنت دي للحظة ال وقفة فيها قدامى، و اوصفيلي شكل زايد كان إية وهو خارج من المكتب، قالت ذلك وهي تجلس تضع قدم على الأخري، وخلفها جلس الرجلان.
هالة:
بتوتر تتلفت يمين ويسار، تخرج من خلف مكتبها، تبعد نظرها عن من يقف بالقرب من مكان جلوس نهال، تجاهد فى إمساك دمعاتها تتحدث بصوت متلجلج، تخبرها بكل ما حدث
وما فعلته زهور منذ لحظة دخولها الفندق، وتلك الثقة والقوة، التي تعاملت بها مع الجميع، تضحك نهال بهستريا مع وصف، هالة السكرتيرة، لزايد وهو خارج من المكتب بعد أن
حدثت مشادة كلامية بينه وبين زهور، جعلت زهور تفتح باب المكتب وتشير له بالخروج وطلبت من رجال الأمن، عدم السماح لهم بإدخال له، هو أو أي أحد من عائلة الغمراوي،تختفي ابتسامتها و تجهم وجهها مع أخر كلمات هالة.
هالة:
الهانم بالرغم من صغر سنها لكن عليها كارزما وثقة بشخصيتها، من اول ما دخلت الفندق وليها طاله وهبية غريبة، ثقتها بكلمها وصوتها الرزين، يخلى اللى قدمها
يقف مينطقش بكلمه، ولا اسلوبها بالكلام،وهى بتتكلم مع المحامى والمدراء، أرعبت كل الحاضرين من غير ما توجه كلمها لشخص بعينه، الكلام كان للكل سوسيا، بس من نظرتها لكل واحد فى الموجودين، واسلوبها كأنها، بتتكلم عنه، أنا هنا من سنين وكتير حضرت اجتماعات، لزياد بيه الله يرحمه ولزايد بيه،مخفتش بالطريقة دي،بالرغم من انها دخلة لوحدها ومش معاها ورقة واحدة،تثبت بيها عن هويتها،إلا إن من اول وهلة تقولي بنت زياد بيه.
نهال: شاردة في حديث هالة تهمس لنفسها.
نهال: لا باين بنت بياعة الخضار قوية، لاوكده محتاجه دخلة تانيه غير اللى كنت رسمها،ياتري يابنت بياعة الخضار اي دخله هتمشي معاكى؟ههه لو انتى بنت زياد،فأنا نهال اللى هتنتقم منه فيكى،صحيح الكلام اللى سمعته ده يخلينى افكر،واقف الف مرة،قبل ما ادخل اي لعبة قصادك بس طلعتى ولا نزلتى عيلة وخدانى الحماسة،صحيح قدرت على زايد باشا الغمراوي، بس انا لا، انا نهال لازايد ولا مليون قدروا عليا،واللى أؤمر به يطاع فى الحال،بس يلا ندخل دخلة الحنينه لما نشوف هتاكل معاكى ولا لا ههه لا كده اللعب هيحلو اوى اوى بس أكيد أكيد مش هتاخدي في أيدي غلوة.
تفيق من شرودها
ادخلى بلغيها بوجودي، وانا عاوزة اقبلها فى موضوع مهم.
ترحل هالة من أمامها، وبعد لحظات خرجت.
هالة: الهانم هتنتهى من اتصال مهم، مسافة ما تشربي قهوة سعادتك تكون انتهت، تسترسل هالة،قهوة حضرتك ايه أطلبها، تجلس نهال تضع قدما على الأخرى بعجرفة، تضيق عينيها بملل تنظر للجاس بجوارها، يشعل سيجار بقدحته، يظفر بضيق.
عدة دقائق وصدح جرس امام هالة السكرتيرة، اسرعت بالدخول للمكتب، وتمكث وقت ولم تخرج لهم.
نهال:
تنفخ بضيق وهي تستمع للجالس ينفث الأدخنة المتصاعده من سيجاره الكوبي بيده.
الشخص:
عيله لا راحت ولا جت مقعدنا برة لينا اكتر من نص ساعه.
نهال:
ممكن تسمعنا سكوتك، مش كفاية عملتك السوده أنت وبنتك ال هتكلفنا كتير.
زوج زينة:
مش بنتى دى فكرتك، وانتى اللى رسمتى الخطه وانا نفذت كل حرف فيها، حتى إنى مسالتش عنها وجيت معاكى،مسبتكيش لوحدك.
نهال:
تهمس لنفسها، ياريتك ما كنت جيت، بسبب غبائك انت وبنتك، خلتني أنا نانا تجى لبنت بتاعة الخضار،تصق أسنانها
مع حديثة لتلتف له بغضب، تحدثة بسخرية
زي عادتك لم تفشل في حاجه ترمي التهم على غيرك،وياريت بدل ما أنت قاعد تندب حظك فكر هتعمل إيه،مع زينة وبناتها.
لتصمت وتشير له بالصمت مع خروج هالة السكرتيرة تخبرها بالدخول وحدها.
نهال: اوك وانا شايفة كده برده،هالة اطلبي عصير ليمون للباشا يهدي أعصابه.
زوج زينة:
يستشيط غضبًا يهب واقفا وهو يطفئ سيجارة بمنفدة أمامه على الطاولة، هى وصلت لكده، حته العيله اللى جوه
بترفض تقابلنى أنا.
هالة: الانسة زهروان طلبت تقابل نهال هانم،بصفة انها قربتها قالت حبه تتعرف عليها بالاول.
زوج زينة:
أه الهانم عاوزة تتعرف، طيب وماله اتفضلى يا قربتها اتعرفوا على بعض، ياريت نطلع بحاجة بعد التعارف ده.
رحلت نهال دون أن تعيره اهتمام، تفتح لها هالة باب المكتب، وتغلقه خلفها، تدخل نهال للمكتب تكاد تحطم أسنانها من شدة جزها عليها وعينها مصلتة على الجالسة على كرسي طالما حلمت به،سحبت نفس عميق وكتمته بداخلها وانفثته بهدوء، وتخطو تجاه زهور، لتبادل نظرتها الحاقدة، وتبتسم ابتسامه ماكرة تزامنًا مع رفع زهور عينها لأعلي تلتقي بعيونها، تهمس لحالها.
نهال: حاولي تهدي خالص يا نانا بلاش تتعصبي ريلاكس، استحملتى السنين دي كلها، وانتى بتحلمى باليوم اللى هتكونى
صاحبه الفندق ده وسلسلة الفنادق اللي تابعه ليه،مش بعد الصبر ده كله واللى عملتيه تضيعه في لحظة، الجربوعه دي، مش هى اللى هتخليكى تضيعي تعبك، راحت ولا جت، بياعه خضار، تبتسم بخباثه وتقترب من زهور كادت تتفشكل قدمها بالطاولة أمام المكتب، بعد ذهولها مما رأت!
زهور تنظر لها بابتسامه باهته تقف باحترام تمد يدها، لنهال ممسكه بها بقوة كأنها تخبرها بمدى قوتها،وبنفس الوقت تبث بها ثقة،لاسباب فى جوفها.
نهال: نهال الغمراوي سيدة أعمال، وبنت عم المرحوم،
لتدعي إختناق صوتها بالبكاء، وتعيد كلامها وهي تخرج محرمة تجفف دموعها الوهمية وتنظر لزهور التي ارتعشت يدها بيد نهال، لتستشعر نهال بأن قيادة دفة الحديث لصالحها، تأكدت أكثر من تجمع العبرات بعين زهور، لتهلل بداخلها من نجاح أول خطوة لها بجدارة،.
نهال:
اضربِ الحديد وهو ساخن البنت، باين عليها ضعيفة
تتأثر بالكلام، مش هتغلبي في كلمتين يا ننوس، تضحكى على عقلها، وتخليها زي الخاتم في صباعك، اللى تشوري عليه، تنفذه ليكى ، هههه يا حرام بتبكى يا بيبي، يلا أهو نمثلنا شوية بقالى كثير، ممثلتش أهو نضيع الملل من الحيوان اللى برة.
نهال: أسفة بس مقدرتش اتحمل، مش بقدر أنطقها كتير بيتهيألي إن زياد عايش ممتش.
تزداد في شهقاتها وتنظر لزهور وتكمل مسرحيتها.
نهال: هو ممكن اخدك فى حضنى، حاسة إنى شايفة المرحوم، تنهار بالبكاء وهي تقترب من زهور تجذبها لاحضانها فور تحريك زهور لرأسها.
نهال: بدموع التماسيح وهى تضم زهور تفتح عينها التى تشتعل بحمرة الحقد تود الفتك بزهور بين يديها.
تتحدث بصوت مكتوم من تمثيلها التأثر برؤية زهور، تبتعد عنها وتقف مقابلها تنظر لوجهها، لتعلو أنفاسها وهي تري وجه زهور عن قرب،ل ترتجف وتعود خطوه للخلف.
نهال بصدمة تهمس لحالها : ايه ده معقولة لى شيفاه قدامى ده، زياد نسخه طبق الاصل، لا مش قادرة أصدق في حد شبه حد بالشكل ده، عنين زياد هى اللى بتبصلي، صحيح مكنش بيقدر يقف قدامى الا ان ابنته غير، تبتلع ريقها برعب لا تعلم لما، لتقسم بداخلها بالانتقام منه في ابنته حتى تشف غليلها.
زهور متذبذبة داخلها مشاعر متعددة، حزن وآلم وأوجاع، اشتعلت مع ضمه نهال لها، سالت دموعها بلا توقف،تهمس لحالها.
زهور: ليه ما رفضتى طالبها يا زهور، ازاي تسمحي لها
بأنها تحضنك، هو ده العهد اللى اخدتى على نفسك، هو ده قسمك لا تاخدي حقك وحق ابوكى من كل اللى حرمكم من بعض، وأولهم سلسبيل إمك، لتفيق من تلك الدوامة التى كادت تنجرف بداخلها على صوت نهال.
نهال: آسفة يا بنت الغالى، مقدرتش أتحمل، أصل متعرفيش قد ايه كنت بحب زياد ولما شفتك، حسيت انه هو اللى واقف قدامي.
زهور تشير لها بالجلوس وتتجه للجلوس بمقعدها أمام المكتب، وهي تتحدث بصوت رزين، خرج منكسر بعض الشئ متأثرا بحالتها النفسية وما مر بها من كبت مشاعرها الثائرة بداخلها.
زهور: بالرغم إنى كنت رافضة مقابلة أي حد من عائلة الغمراوي، بس بعد اللي عرفته من خلافات بينك وبينهم، هو اللى شفع لحضرتك، ووفقت على المقابلة دي، وقبل أي كلام وعواطف اللي نركنها في تعاملنا على جنب، أنا ميهمنيش، غير مصلحتي وفلوسي وكمان أنتقم من عائلة الغمراوي فرد فرد و صغيرهم قبل كبيرهم، وكل يوم عيشته في فقر هنتقم منهم وهاخد كل اللي حيلتهم، ليا لوحدي ومش بس كده لا هصرف كل قرش فيه قدام عنيهم وأمواتهم بحسرتهم.
نهال: تستمع لكلام زهور بذهول! لا تعرف أتفرح بحديث زهور، آم تخاف من فحواه، لكن غرورها صور لها بأن تطرق الحديد وهو ساخن، تكشف أوراقها أمام زهور، حتى تكسب ثقتها وبعد ذلك تسقيها من العذاب الوان.
زهور: نهال هانم.
نهال: عمتو يا زهروان قولي عمتو .
زهور: لا عمتي دي لما نكون عائله كويسه مع بعضينا، أنا بقول نخليها رسمى أحسن عشان نقدر نتعامل، ولو لقيت مصالحنا وحده ساعتها مش بس هقولك يا عمتى، مش بس كده دا انا هديكى عيونى.
نهال: اوك كلام جميل عجبني كده نتفق مع بعض، مصلحتنا وحده.
زهور: لا وحده وحده يا مدام، الاول إرمي بياضك وخلينى أثق فيكِ مصالحنا وحده ازاي وايه اللى يضمن ليا انك مش بتخدعنى، وفي نفس الوقت قدم لي اثبات على كلامك.
نهال تنظر تجاه زهور تتفحصها تثبت عينها بعين زهور لا تحيد عنها وزهور كالصنم اوگا الكفيف لا ترمش بعينها، لتقلب دفة حوار الأعين لصالحها تهمس لنفسها.
زهور: جيتى فى ملعبى يا نهال هانم، فكرة لما تبصِ في عيوني اخاف واكش وتلجلج واديكى الفرصة تشتري وتبيعى فيا بس على مين ان كنتى انتى نهال،فأنا زهور بنت السوق زهور اللى هتاخد حقها وحق أهلها منك بضحكه ساخرة داخلها معزورة اصلك، متعرفيش إن دي اللعبة الوحيدة اللى
اتعلمتها من السوق، بس يلا اهو نلعب زي زمان، والله وحشنى السوق والعيبه.
نهال:
بغيظ ايه البنت دي لا خافت ولا كسرت عنيها، كل الوقت ده ولسه عنيها فى عنيا، مش عارفه اقراها ولا اخوفها، ياترى ده ليه، البنت بجد عاوزة تنتقم منهم،وتأخذ كل حاجه، طب وماله فيها ايه هى تاخد كل حاجه وتنتقم براحتها وانا بردة هاخد كل حاجه وبريدها لما أمضيها على كل تنازل بكل الأملاك بيع وشراء، يلا كفاية كده عيونى تعبوا.
نهال: تعرفي أنا حبيتك أوي ثقتك بنفسك، واصرارك على أخذ حقك عجبنى اوى وعشان كده هعمل معاكِ اتفاق اوك.
زهور:أولا تحبني متحبنيش، مش فارق معايا، أنا كل اللى فارق معايا هي الطريقة اللى هتساعدنى بيها، أنتقم من عائلة
الغمراوي كلها، وااه بردة الاثباتات والبراهين هم مفتاح الثقة
بينى وبينك.
نهال: تحرك لسانها داخل فمها المغلق، تضع قدم على الأخر
اوك يا زهروان، قول لي عوذة إثبات من أي نوع؟!
زهور: ترجع بظهرها للخلف وبثقة تنظر لها وهي تسمع صوت خبطات على الباب ودخول هالة السكرتيرة خلفها ، للاسف كنت، فكراكى ذكية و هتفهمي قصدي، على العموم
هالة ها تبلغك بموعد المقابلة الجاية قريب.
نهال تكاد تشتعل من الغيظ، وجهها إحتقن من الحمرة عينها تبرزان للخارج تحدثت بصوت حاد، وغليظ.
نهال: انتى وعيه للكلام اللي قلتيه، فهمه معناه ايه.
زهور تضع فدم على الأخرى، تبتسم وبداخلها تكاد تموت من الخوف من ردة فعل نهال .
زهور: طبعا متأكدة من كل كلمة، وفهمه توابعها ايه، بس اللي حضرتك مش فهماه ولا واصلك، إنى مش بثق في حد،
بسهولة، واكيد بعد اللي مريت بيه وعشته لازم أخد حزري من كل حاجه،واعرف عدوي من صديقي،وأكيد عشان اعرف ده لازم، يكون في أيدي أدلة وبراهين تؤكد حسن نوايا اللي قدامى.
هالة: آسفة يا فندم مدير أمن الفندق، برة زي ما حضرتك أمرتي.
زهور: داخليه وقبل كده حددي موعد مع، نهال هانم فى اقرب وقت.
نهال: تقف وتقترب من المكتب تضع يدها عليه، تنظر بعين زهور وصوت انفاسها يعلو ويهبط، اوك انا موافقه علي كلامك، فعلا ليكى حق تقلقي كل الأدلة والبراهين هقولها لك،
بس انا اللي ها حدد المعاد.
زهور تشير إلى هالة السكرتيرة بالخروج.
زهور: مدام هالة اتفضلي على مكتبك د، وبلغى مدير الأمن، ينتظرني لحد ما انهى المقابلة مع نهال هانم.
خرجت هالة وأشارت زهور ل نهال بالجلوس.
زهور: اتفضلي حضرتك ارتاحى، فى الاول، ونتكلم بعد ما تهدي، مع انى شايفة مفيش حاجة تعصبك بالشكل ده، واظن من حقى اعرف انتي بالفعل معايا ولا عليا وخصوصا حضرتك، من عائلة الغمراوي ومش بس كده اخواتك الاتنين متجوزين ولاد عمك وهم وأولادهم مستفيدين بالثروة ومش معقول هتضري اخواتك وأولادهم، معتقدش انك شيفانى بالسذاجة دي.
نهال: ارتخت ملامحها اطلقت ضحكه عاليه صدحت بالمكان لتتوقف على كلمات زهور.
زهور: ما تضحكني معاكي يا نهال هانم.
نهال: سوري بس كلامك على اخواتى واولادهم ضحكني اوي.
زهور: هو انا قلت لحضرتك كلام يضحك، مش هي دي الحقيقة.
نهال جلست تتحدث بعد اختفت ضحكتها و تحول وجهها الى العبوس: انا فعلا كنت مستهترة بيكى وبقول عيلة ومش هتاخد فى ايدي غلوة وهعرف اخدك لصفي بس انتى طلعتى ذكية، ومش بس كده عرفتى تفهمنى وجه نظرك كويس اوي، وليكي حق تخافي، وتاخدي احتياطاتك كويس اوى، وعشان كده اطمنى اوي من ناحيتي، لو انتى عاوزة تنتقمى من عائلة الغمراوي قيراط فانا عايزة انتقم مليون قيراط، هحكيلك حاجة بسيطة اوى، من كام ساعة بس شركات وقصر عبدالرحمن الغمراوي اتحرقوا، بفعل فاعل، مش بس كده، الفاعل ده اتهمهم أنهم وراء الحريق، لأكثر من سبب،و بالأوراق والأدلة،غير تهرب ضريبي،و التهرب من تسديد قروض بنكيه مخد وهاش اصلا،ومش بتقولي ولاد اخواتى، أهم اولاد اخواتي دول اتسببت في سجنهم، أو بمعنى أدق، مابين لحظة والتانية هيتقبض عليهم ويسجنوا مابين سنة لعشرة هم ونصبهم.
زهور ارتجفت اوصالها شعرت بانها أمام امرأة بلا قلب أو مشاعر، تسأل حالها اذا كان أبناء شقيقتيها وفعلت بهم ذلك ماذا ستفعل بها وهي ابنة اكثر شخص تكرهه؟ لتقرر بين حالها بضرورة توخي الحذر، وأخذ كل الاحتياط في تعاملها.
زهور: آسفة فى اللى هقوله هستفيد ايه انا من حريق الشركات، والقصر وسجن اي واحد فيهم، انا كنت عاوزة اخد كل اللي حيلتهم، الشركات والقصر، حتى هدومهم والصيغة اللي في ايد حرمهم، وسجن ايه اللي ها شفى غليلي منهم فيه، ماهم هيلقوا اكل ونوم، وغير كده اي محامي او عرض حرجي ممكن يطلع هم منها بسهولة، زي ما لعبتي في شوية أوراق، هم مش ها يغلبوا، لا وحاجه مهمه أوى، انا اتعودت لما انتقم من اللي قدامي مضربش تحت الحزام لا
أوجه عدوي بنزاهة وشرف عشان احس بطعم الفوز لما أقف قدمه، اشوف الذل والإنكسار بعيونهم وقتها بس اكون رضيت نفسي وغروري.
وتسترسل زهور: آسفة فى اللى هقوله، حضرتك بتقولي إنك السبب فكل ده وانا ايه ال يثبت لي كلامك،ماهم ممكن اللى عاملين ده كله فعلا ويضربوا كذا عصفور بحجر واحد ومنها مثلا مليارات التأمين على شركاتهم واملاكهم، وياخدوا فلوس وقروض من البنوك إعادة إعمار لشركاتهم،من الأخر
أنا محتاجه دليل قاطع يثبت كل كلامك وقتها بس هحط ايدي في ايدك وكل كلمة بتقوليها ها نفذها من غير نقاش، غير كده موعدكيش.
نهالشاردة بكلام زهور لقد نسيت نفوز كل فرد في العائلة وعلاقته، من عبد الرحيم كبيرهم لصغيرهم حازم، لتفرك بيدها وتهز قدمها دليل على توترها، هي حبكت خطتها، وضيقت الحلقة على عائلة الغمراوي كاملة، لكن حتى الأن لم
لم تحصد أي نتيجة لتلك المخططات، أسئلة لا حصر لها بداخلها،هل ما فعلته سينجح أم مصيره الفشل الزريع كباقي مخططاتها السابقة؟ تلك الصغيرة استهانت بها، لكن كل كلمة
من كلامها صحيح! لتلتف تجاه زهور تتحدث لها.
نهال دون تفكير: أنا هحكيلك تفاصيل كل الخطه وازاي نفذتها وكمان بعد ما اقتنعت بكلامك ها سشيرك في باقي الخطه، تقص نهال كل ما قامت به منذ سنوات حتى اتفاقها مع بعض الأشخاص القريبين من عائلة الغمراوي،وشرائهم بأموال طائلة، وتكمل باقي خطتها وما اتفقت عليه مع واحد من اتباعها بتسليم نفسه للشرطة ومعه بعض الادلة، ويتهم زايد والشباب ويتعفنوا بالسجون.
زهور: تنظر للهاتف أمامها تبتسم بداخلها بفرحة عارمة وهي تستمع لكلام نهال، ليتجهم وجهها مع أخر كلمات نهال و تتحدث بسرعة رهيبة جعلت نهال تفزع من طريقتها.
زهور: لازم تتواصلي مع الشخص ده، ويوقف كل حاجه طلبتيها منه لان ده زى ما انتى اشتريتيه بالفلوس، من السهل يبيعك، للي يدفع أكتر، تانى حاجه معظم كلامك يوضح انك مدخلة خيوط كتير فى بعض،لازم نحل خيط خيط ونفك التشابك،بعد كده نخطط ونتكتك على الهادي، وقبل كل ده، أنا عايزة انتقم منهم علي سنين عشتها يتيمة وفقيرة، ومش بلاقي عيش حاف أكلة، عوذة انتقم لكل دمعة نزلت من عيوني، لكن سبب انتقامك انتى اية.
نهال برعب داخلى من كلمات زهور، هى لم تحسب حساب نفوس البعض ممن اشترتهم بالأموال من السهل بيعها بحفنة أخرى، من الأموال تبتلع رمقها مع كلمات زهور التى تشرح كل مخاوفها.؟
نهال: حاجات كتيرة أوى تخليني انتقم منها، من وانا صغيرة عيلة عمرها عشر سنين، وانا بكرهم وبتنتقم منهم.
لتقص عليها كل جرائمها التي اقترفتها طوال سنوات عمرها، كأنها مغيبة عينها تدور بكل مكان تقطم باظافر يدها، تارة وتارة تضرب بأصابعها على سطح المكتب، لتقف بالحديث فجأة و تهب واقفة، تقترب من زهور، بعين بيضاء لا بها لون تتحدث، بطريقة مخيفة، وهي تنحني على زهور
تقرب يدها تجاهها.
نهال: مغيبة تماما تتحدث بهستريا انتى السبب يا زهور انتي السبب، اخدتني انا واخواتي وسعدتى بابا يجوز، كنت السبب في المشاكل بينهم، كل يوم ماما وبابا يتخانقوا ويقولها تتعلم منك عندك بدل العيل خمسة بما فيهم ابنك المعاق وبتهتمي بيهم كلهم ومش مهملة جوزك ،كل يوم مشكله وراء التانية وانتي تدخلي زي الشيطان ما بينهم وتعملي قلبك على ما ما وتنصحيها انها تهتم بيه مش كل حاجه انا واخواتي،وتقولي ليها ليه حقوق عليكي لحد ما ما ما اهملتني وبعدت عنى وكل اللى يهمها انها ترضية، لحد ما ما ما ماتت انتى بدل ما تقفي ليه لأ ساعدتيه انتى وعبدالرحيم يجوز مرة واتنين وعشرة،عبدالرحيم ضحك علية واخد ثروتة، كل ما اطلب حاجة يقولي اطلبي من عمك عبدالرحيم ولا من زهور مراتة،كنتى بتدني بالقطارة،اطلب عشرة تدني خمسة وأوقات تقولي راحوا فين اللى عطتهم لك من يومين ، بشوفك وانتي بتهتمي بزينة وبزينب وزياد، وتديهم من غير ما يطلبوا، طلبت تعملي لي حفلة عيد ميلاد، عملتيها مع عيد ميلاد زينة، كل الهدايا راحت ليها و عشان تباني انك طيبه قسمتها ما بنا بعد ما اخترتي الهدايا القيمة لبنتك، من يومها وانا باخد كل حاجة لزينة، اي حاجه بتحبها لازم اخدها، حتى جوزها اللي كانت بتعشقة وكلمتة سيف على، رقبتها لازم تنفذها، اخدته منها، حجات كتير اخدتها منها وزينب ما نستهاش بنتقامي لما سمعتها يوم بتقول لعبد الرحيم بلاش تجوز نهال لزياد، نهال انانية ميهمهاش غير مصلحتها وكان هيغير راية لولا أنا ادخلت بأخر لحظه كان سمع كلمها تعرفي انا عملت ايه، خاليت وحدة صحبتي تلعب عليه وتخليه يعشقا ويجوزها بس يا خسارة، مات بعد كام يوم من طلقة هو وزينب، زهور لو حد هيموت يبق انتي فاهمه انتي اللي هتموتي.
لتنحني مقتربة من زهور تحاوط رقبتها بيدها، لتبتعد بعد قليل
بعد أن.