رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السابع والسبعون 77 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السابع والسبعون 


ممدد على الفراش  لا تعلم هل هو مغمض العينين أم لا يده على مقدمة رأسة  سارح في ملكوته ابتسامة تشق وجهه، صوتها يتردد في أسماعه، ابتسامتها التي لا تفارقها، تلك النغزتين على جانبي وجنتيها تزين وجهها، صوتها الحنون 
الذي خطف لبه، حكمتها في الحديث، درايتها بمكنون من يجالسها، أشعل فتيل بداخله، يهمس بين حناياه متغنيا بإسمها، أيام قليلة او بالاصح سويعات معرفته بها، شغلت كل تفكيره، يخرج من ملكوته منتفضا فور سماعه لصوتها خارج غرفته، ليهب واقفا يسرع بخطواته متجها للنافذة  الخشبية المزخرفة بالارابيسك المطلة على حديقة المنزل ينظر من بين ثقوبها،يرها تحلق كالفراشة يدها بيد من حولها تعد بيدها طاولة الطعام الأرضية بحفاوة، يتراقص قلبه فرحا،وهو يستمع لصوتها تنادي على أحدهم وتشير تجاه غرفته، ليبتعد 
من مكان وقفته، يجلس على الأريكة بجوار النافذة قلبه يكاد يخرج من موضعه، لا يعلم ما سبب تلك الانتفاضة بداخلة يسحب نفس براويه ويظفرة سريعا، متسائلا هل رأته وهو يتلصص ويختلس النظرات على نساء البيت،وأرسلت من يوبخه ويحذره؟ ليسمح للطارق بالدخول مع تصاعد دقات على باب غرفته. 
ليقف بسعادة قدماه تكاد لا تلامس الأرض مع كل كلمة تخرج 
من بين شفاه الواقف أمامه. 
يستمع لكلماته بفرحة عارمة. 
الشخص: الست  بتقول لجنابك اتفضل الأكل جاهز. 
بسعادة شكره  وخرج خلفه  يخطو بخطى واسعة حتى إقترب من  مكان جلستها ويلتف حولها عدة سيدات 
، يقترب وعلى وجهه ابتسامة تتسع بزيادة قربه لمكانها، يهمس لنفسه: ملكة متوجة وحولها  وصيفاتها، شمس المغيب 
أينعت بالرحيل وشمس جمالك أشرقت بقلبي، خيوط الظلام كست الآفاق وسهم عيناكِ غز وجدانى؛بعثرتني الايام ولملمتِ 
أنتي أحوالي، خطفت الحديث من بين شفتاى وأنا الكتوم الحريص، أتساءل منذ تراقصت مسامعي بالحان كلماتك، 
نسيم الصباح بروائحه  العطره لم تتخلل أنفاسي، كما تخللتها مسك عبيركِ، مولاتى اه لو ترفقي بحالى وتخبريني، هل أنا مستيقظّ  أم في منامي. 
يبتلع ريقة بتوتر فور ابتعاد من حولها من النساء وتبتسم بوجهه تحدثة، يعلو صدرة ويهبط فور سماعه صوتها تناديه بإسمه، يتلذذ بجمال وحلاوته مع نطقها له بصوتها وكأنها، تنشد ألحان و تنظم بيت شعرٍ، يجلس مكان ما تشير بيدها مقابل جلستها تحتفل به بضراوة، تمد يدها تضع الطعام أمامه 
يلتقطه يضعه  بى فاه يلوكه مستمتعًا بمذاقه، ينظر أمامه كأن دلو ماء سكب فوق رأسة  يخرجه من لذة ما به وتلك الأحلام 
التي ينسجها خياله، مع سماع صوت من خلفه، يحدثها، مثنيا عليها، أو بالادق يمتدح كرمها وحفواتها  به. 
تجهم واجه وانكسرت عيناه بحزن ينظر أمامه من طعام، ينظر له ونيران تنهش به تحرق داخلة، وهو يراها تقف مهلله  ل محدثها، تلتقطه بين ذراعيه تربت بيدها على كتفه وتجذبه، يجلس بجوارها، تطعمه بيدها وهو يتحدث، عما حدث له بعد رحيلة  منذ يومين حتى عودته،  ليرفع رأسه يجاهد في ثباته 
يتحدث بصوت رزين بعض الشئ وهو ينظر تجاه الجالس أمامه محاولا ابعاد نظرة عن الجالسة بقربة، يستأذن بالرحيل 
ويهب واقفا يخطو تجاه غرفته بخطي واسعه، يتمت بكلمات 
غير مفهومه، لم يلتفت لمناداته عليه، يدخل غرفته يسرع
بالوقوف أمام النافذة يختلس النظرات لهما وتجحظ عيناه ويضرب بيده على قطع الأرابيسك بالنافذة يكاد يكسرها وهو يرى من سلبت عقله تقبل جبين جالسها. 
يرتد للخلف مغلق زجاج النافذة ويطلق سباب لمرات متتالية 
يقترب من فراشة يرمي نفسة عليها يتقلب يمين ويسار، يجلس ويتمدد مرة أخرى، جسده مشتعل كالجمر، يتسأل بين حالة. 
ما حل بك بك رؤوف من متى وانت تترك قلبك يتحكم بك؟ ماذا حدث لك؟ أين عقلك؟ ماذا انت فاعل بنفسك؟ أ تترك نفسك لتلك الموجه تسحبك بداخلة؟ أم ستجدف بعكس التيار
؟!. 
رؤوف بحيرة يجيب على الأسئلة بأخرى: ويش دراني، أنا    
تائه حيران لا اعلم ما بي!، لا أعرف من أنا! أتساءل متى 
وأين حدث ذلك؟ كيف تسللت لداخلى؟ سأجن مما أنا به! 

يومان يومان فقط لم ينته أحدهم وأشعر بمعرفتها منذ نعومة 
أظافري، صوتها يجعل أنغام القيثارة يشدوا بإذني، إبتسامتها تخجل الشمس من سطوعها، خطفت لُبّي قبل قلبي مشغول بها! صوتها لا يفارقني حتى في نومي  يصلني طنينه بمرقدي! لم اشتاق لإنسان مثل اشتياقي لها اشتقها فور التفاتي وابتعدي عنها، وما زاد الطين بله، غيرتي نعم أغار عليها من 
ولدها من اقترابه منها من لمستها له ترحيبها به من ابتسامتها بوجه، نيران تشتعل بقلبي وروحي عقلي يكاد يجن ما تلك الحالة التي تنتابني!؟ لم احتاج لمخلوق على الأرض كما أحتاجها! لم أفتقد الأبتعاد عن عشيرتي، كما أفتقد قربي لها. 

يسحب نفس عالي كتمه بداخله أخرجه بضيق من صدره وهو يجلس على الفراش، يحدث نفسه مرة أخرى. 
رؤوف: تريث يا فتى هل جننت؟ ام مسك شيطان ما هذا الهراء  الذي تتحدث به، أنت ضيف على منزلها،اهذا غض بصرك الذي نشأت وتربيت عليه، أ هذا نظير استقبالهم وترحيبهم لك ومعاملتهم الحسنة معك، هذا رد الجميل، هذا وعدك لحالك بأن تغلق قلبك ولا تفتحه لبشر، منذ متى أصبحت متهورا أين عقلك رؤوف أين هو؟ 

رؤوف: لا أعلم كيف أشرح لك ما أنا به لكن أنا لم أحتاج الى أحد كما أحتاجها، كل خليه بجسمي تريدها!؟

يجيب نفسه: أخبرك أنا بما لا تجيب به نفسك حتى تفيق من تلك الأوهام، كفاك خداع وتوهم، أنت تتوهم صديقي وحدتك التى تعيشها، كم الصدمات التى مررت بها  فراغك العاطفي، بعدك عن عائلتك احتياجك لامراءة جعلتك تتوهم ما أنت به، فبمجرد عودتك لحياتك وعملك سوف تضحك على كل هذا وتسب حالك كثيرا على تلك الأوهام. 
رؤوف بغضب يتحدث مرة أخرى 
لا تقول اني متوهم بعد ما مررت به وهذا وهم سأفيق منه بعد عودتي لحياتى أزول عملى، لا لا أقسم بأن تلك المشاعر حقيقية لا أكذب ولا أتجمل ولا هى مشاعر مراهقين، اعلم أن منذ نعومة أظافري  بعيد عن والدي واخواني تعودت على بعدهم قليل ما اشتاق لهم كل منهم له حياته الخاصة والدي مع اولاده وزوجاته وامي مع راجلها  وابنائها وكل منهم في عالم بعيد عنى، لا تقول لهذا أحتاجها لفقداني والدي ورأيت دلالها لوحيدها جعلتني اتمنى قربها للحصول على ما فقدته طوال حياتي، لا والف لا تربيت في كنف جدتي لوالدي عوضتني الحنان لم أشعر ببعد امى عنى يوما، تركت لي حلال لا يعد، عندما شعرت لي احتياجي لامرأة تزوجت، لكن مشاعري تجاهها كا كانت بتلك القوة التي تجتاحني وتزيد من إصراري على  ما سأقوم به. 
ليخرج من الغرفة سريعا. 

يقف ينادي عليه بعد رحيلة مسرعا وسط دهشته من عدم الرد عليه يجلس بجوار  والدته الشاردة تنظر في أثر الراحل تفكر كيف كان منذ قليل وتلك الابتسامه التي زينت وجهه وحالته وعبوسة بعد عودة ولدها. 
وائل: ماله ده ايه حصل له، حتى انا جايب له أخبار حلوة وأمانة كان موصي عليها زهور. 
روحية: زهور انت قبلت زهور فين، تعالي هنا قولي يوم بليلة،يوم بليلة   معرفش عنك حاجة جالك قلب تمشي ومتعرفنيش انت فين وبتعمل ايه يوم بليلة دماغي هتشت مني وقلبي قايد نار من خوفه عليك  وفكري يودي ويجيب ، وأسال عليك الغفير، يقولى نزلت مصر قبل الفجر. 
وائل إقترب منها قبل يدها، واعتذر لها وبدأ يقص عليها سبب رحيله  دون إخبارها. 
وائل  : متزعليش  يا غالية  هحكيلك كل اللي حصل. 
يعود بذاكرته قبل يومين يشرد قليلا قبل حديثة. 
جفاه النوم بعد استماعه لحديث رؤوف الذي قص لهم كل ما حدث له، وعن مساعده زهور له بالهرب، نيران اندلعت بداخلة قلبه ينبض بسرعه يجوب الغرفة يشعر بضيقها 
عليه، رغم اتساعها، يخطو تجاه  خزانة ملابسة يفتح إحدي 
ضلفها، يبحث عن شئ أسفل ملابسه، حتى وجدها لتتسع ابتسامته  فور وصوله لمبتغاه يمسكها بين يديه يتجه لفراشه 
يتمدد عليه  يفتح يده يخرج صورة صغيرة لزهور من أيام مدرستها الثانوية أثناء مساعدتها فى الالتحاق بها احتفظ بواحدة لا يعلم سبب تلك الرغبة حينها، تنهد بحزن متذكرا 
كلمات والدته عن فرق السن بينهما، وشخصية زهور القوية. 
لينهض من على فراشه ويبدل ملابسه ويضع عباءته على كتفه ويهبط لأسفل وهو لازال ممسك بتلك الصورة بيده، 
يخرج من منزله يسير بالطريق، ليراه الغفير المخصص بحمايته يسير خلفه، حتى ساقته قدماه لمنزل أحلام يجلس أمامه على إحدى الأرائك الخشبية يتنفس رائحة تنعش 
القلب  أشعرته براحة كبيرة، يلتفت لمن يقف بالقرب منه
يحدثة  . 
وائل:شامم الريحة الحلوة دي . 
الغفير: شامم يا حضرة العمدة، دي ريحة ورد مسك الليل جايه من مشتل الورد ال وراء البيت. 
وائل يقف ويخط تجاه مصدر تلك الرائحة بدهشة، يسأل 
الغفير. 
وائل: مشتل ايه ومن امتى فى مشتل وراء البيت وانا معرفش. 
الغفير: ده بقاله يجى سبع تمن شهور بنات سيد أبو علي موأجر  الأرض بتدرس فى الزراعه ابصر ايه كده وعمله مشتل للورود ومشتل للاعشاب الطبيه وكل يوم والتانى،  
تجي عربيه تاخد الورد ده وتمشي، بس بقالها كام يوم مجتش العربيه ولا البنات جم على المشتل زي عادتهم. 
وائل: ياه دا انا بعيد قوي عن البلد معرفش الموضوع ده ازاي ومين سيد ابو على ده وبناتة. 
الغفير: ده رجل طيب غريب عن البلد ساكن قرب جامع عفيفي، والست أحلام أجرت له الأرض، وشيخ علي شيخ الجامع هو اللى بباشر معاه كل صغيرة وكبيرة، وبيستلم الإيجار ويبعته للست. 
وائل: ايوة ايوة افتكرت من سنتين تلاته الموضوع ده، بس اول مرة اعرف بوجود المشتل واشم الريحه الجميلة دي. 
الغفير: الريحه دي من كام يوم يا بيه لما جينا هنا، نشقوا علي الدار بعد صلاة العشاء بس جنابك ملحقتش تشمها عشان دخلت البيت على طول ومشيت على طول. 
وائل: هز رأسه وأكمل خطواته حول المشتل بانبهار، ليصدح صوت هاتفه، يخرجه من جيب جلبابه يفتح بسرعه وهو يري رقم هاتف والدته هو الظاهر على شاشة الهاتف. 
يصمت نهائيا وهو يستمع لصوت المتحدث. 
ويهرول عائدا لمنزله وهو ما زال يستمع للمتحدث، يصعد سيارته ويبعد الهاتف قليلا كاتم الصوت بيده أخبر الغفير بذهابه للقاهرة لأمر هام يخبر والدته. 
روحية:  هاه ما تحكي مالك سرحان في اية. 
وائل: ابتسم لها ووقف من جلسته ومد يده يساعدها بالوقوف، 
تعالي ندخل المكتب أحكيلك كل اللى حصل هنا الخدمين
والغفر مش ها ناخد راحتنا  . 
دلفوا إلى غرفة المكتب أغلقه خلفهما وجلس بالقرب من والدته. 
وائل: زهور اتصلت بيا وقالت انها محتجاني في موضوع ضروري ومهم ومش عاوزة بنادم يعرف بيه،فضلت اكلمها لما وصلت العنوان اللي قالت عليه عملت كل كلمة قالتها ونفذتها زي ما اتفقت معاها. 
روحية: ايه هو الكلام ده وايه هو الموضوع. 
وائل يقترب بشدة منها: زهور عرفت أهل أبوها، وتقولي زهور راحت نجدة ليهم  الناس دي وجعه في ضيقة غريبة الله أعلم أمتي هيخرجوا منها، بيتهم وشركاتهم اتحرقوا ربنا نجاهم على أخر لحظة. 
روحية: ماتحكي كل حاجه  انا مش فاهمه نص كلامك قول كل اللى تعرفه من غير ما تنسي حرف. 
وائل: بعد ما وصلت زهور للمحطة واتاكدت من القطار طلع وانا جاي بالطريق رن عليا عمي يحيى، وعرفته إن زهور ركبت القطار و ساعتين بالكتير وتوصل، بعدها رجعت البلد   زهور اتصلت بي وكلمتني  بعد ما كلمتني وعرفت انها وصلت كانت محتارة تتكلم بالالغاز مفهمتش حاجه منها، بليل لما اتصلت بيا حكتلي على كل حاجه  حصلت. 
زهور: خالي وائل اسمعني بس ماتردش عليا في موضوع مهم جداً محتجاك فيه، إسمعني للنهاية، وبعدها قول كل اللي انت عايز تقوله. 
لتقص له مقابلتها بحسن صديق والدها، وتفاجأت بوجود عمها 
وقصت ما أصابه حتى وصولها للمستشفى. 
روحية: وزهور عملت ايه واتعرفت ازاي على باقي اهلها وفرحوا بيها ولما كل اللي حيلتهم راح زهور رجعت الحارة ولا راحت فين. 
وائل: زهور متعرفتش غير علي عمها وجدها وصاحب أبوها، هحكيلك اللي عرفته بس اصبري على رزقك، لما راحوا المستشفى عمها، دخل في غيبوبة وكان تعبان ومرهق، صديق والدها اخدها المكتب بتاعه تستريح لحد ما يفوق عمها وحكت ال حصل ده. 
زهور: دخلت المكتب جسمي ينتفض، شكل عمي وكلامه الغريب ولما كشفوا عليه وشفت جرح كبير في صدرة وحروق على ايديه قلبي وجعني عشانه أوي دموعي نزلت من غير ما أشعر ببها، عمي حسن قرب مني لقيته بيبكي بصوت عالي ويقول فعلا  اللي خلف ماماتش  فيكى كتير
من زياد يبان قوي بس هو أضعف ما يكون قلبه طيب مع اني كتير كنت بحس قد ايه انه غامض حاجات كتير جدا معرفتهاش غير من جواب سابه ليا بعد وفاته، وقتها معرفتش أزعل منه ولا أحزن عليه أكتر ما أنا حزين،  عرفت منه محكمش على إنسان بمجرد موقف حصل  ما بينا،  اتعلمت منه  حاجات لو كان عايش وقتها استحالة كنت عرفتها، أو بمعنى أدق مكنتش شغلت بالي اني اعرفها،  منها الاسرار اللي محدش يعرفها غيره، وكمان كنت فضلت بتهم والده بظلمه وهو السبب فى موته، شهور بعد وفاته وانا على الحال 
ده، لحد فى يوم وانا بزور قبر زياد زي كل يوم من وفاته ولحد النهاردة وانا بزوره بشكل يومي،  في اليوم ده  كان جوايا كرة لابوه ميتوصفش قراءت جوابه فوق العشرين مرة و مفهمتش هو يقصد ايه، وانا قريب من قبره لقيت واحد قاعد  على الأرض  وساند راسه عليه، اول معرفت هو مين، لفيت وكنت ماشي، وقفت على صوت بينادي عليا. 
عبد الرحيم  : على فين يا حسن ماشى كده من غير ما تزور صاحبك زي كل يوم، ولا عشان انا موجود، على العموم، أنا كنت هاجى ازورك بالمستشفى واكلمك يقف من جلسته ويقترب من حسن الذي اقترب منه يقف أمامه ، فين بنت ابنى يا حسن، أنا ماخليت مكان  إلا  ودورت فيه، بلد مرات زياد رحتها، ملقتهاش أثر، أهل أبوها اكدولي مشفهاش من يوم وفاة أبوها، أنا دورت فى اماكن كتير ممكن الاقيها فيها، حسن أبوس إيدك عرفنى طرقها، قال ذلك وهو ينحني على يد حسن يقبلها. 
حسن يسحب يده ويتحدث بحدة: وده  تكفير ذنب ولا ناوي تتخلص منها، زي ما تخلصت من أبوها زمان ووديته لخالته، عشان كنت بتستعر من شكلة سنين وعمرك ما حسسته انه ابنك ولا مرة أخذته بحضنك، مافيش غير أوامر وبس فاكر كام مرة  وجعته كام مرة جرحته كام مرة كره نفسه بسبب معاملتك ليه لا مش معقول   عاوز تريح ضميرك  بعد ما كنت السبب في موت زياد بسهوله كده و اهو تربي بنته كتعويض. 

عبدالرحيم  ينظر لحسن برغم من حزنه من  كلماته الجارحة لكن سعيد بداخله، اهتز قلبه بقهر مع تزايد اتهامات حسن له. 
عبدالرحيم: عمرى ما استعريت من زياد بالعكس دايما كنت بقول هو وش السعد عليا وعلي خالته زهروان الله يرحمها 
كنت بتفائل بيه اصريت يجي يشتغل  بالمجموعة، عشان بتفائل بوجودة الصفقة اللي يحضرها كنت بكسبها، إمكن ده مالوش علاقة بالفال ويكون نصيب، بس أنا شفت بنفسي 
معجزات حصلت بوجوده، هحكيلك حاجة محدش يعرفها غير 
أنا و زهروان الله يرحمها وزيدان ابني كان شاهد، وعشان زيدان كتوم ومش بس كده إستحالة يقول حاجه لحد ما دام أنا قلت له متقولش. 
حسن: هو ايه السر ده. 
عبدالرحيم: زهروان الله يرحمها كانت بتأمن بلفال قوي، وللاسف أنا كتير اتكلمت قدمها عن البركة والمكاسب اللي ربنا فتحها علينا من وقت ولادته وزهور  شفيت من مرضها وخفت بفضل ربنا ورضاها بعجز زياد،تعرف ليه سميته زياد مع أنا كنت واعد عبد الرحمن أسمي الولد على اسمه عشان   لما اتولد الدكتور بلغني انه  فيه حدبة في ظهرة وقتها قلتله لو ينفع اعمله عملية تجميل وهو لسه طفل  كانت صدمة قالي للاسف الحدبه  استحالة تشال او يقلل حجمها  انا قلت ده نزل زايد الحمدلله  اسمه زايد مش ناقص  وسمته زياد. 
،   جات ليا المكتب وطلبت مني أقنع زهور مراتي إنها تديها 
زياد تربية  بعد وفاة جوزها  لانها متأكدة  إن زهور هترفض نهائي، وعملنا خطة  زهروان تطلب بنت من البنات تعيش معاها وطبعا أنا هرفض، لان من المستحيل أوافق بنت تخرج  برة البيت لوحدها يبال لو نامت، وقتها زياد كان خارج من موضوع الجراحة والتشوه اللي حصله ونفسيته تعبانه جدا وخصوصا لما اخواته حبوا يرفهو عليه وهو افتكر هزارهم تريقه عليه، الدكتور اللي كان يعالجه هو قال زياد قاله هو حابب يعيش بعيد عن البيت لفترة دي وهو ال اقنعني أكتر، مع ان زهروان  ربته أفضل تربية وعدلت من سلوكه وصُحّبيِتك ليه  ولتانى مرة يدخل في حالة اليأس وصمم يشوه الحدبة  من تاني، فاكر انت وقتها زياد كان بين الحياة والموت، وقتها انا الى  كنت بموت  من حزني عليه زيدان وزايد وقتها راحوا المدرسة وكسروها ومسكوا الولاد اللي تنمرو عليه  وضربوهم  غير أن كاميرات المراقبة ثبتت، عميلهم فيه وقتها قدمنا شكوى واترفضو من المدرسة، وبعدها زياد نفسيته تحسنت من جديد قوي بيك وبزهر وان، تعرف، مصروف زياد لحد مشتغل أنا اللي كنت ببعته مخلتش زهروان صرفت عليه مليم صممت على شغله بالمجموعة، عشان يفهم كل كبيرة وصغيرة كنت بصمم يحضر الاجتماعات ويلم بالعمل ويجمع خبرة بكل التفاصيل عشان يقدر يحافظ على ورثة ويديره، حتى شجعته يمسك ويدير فندق خالته ويمسك كل شغلها بردة عشان يكون عنده خبرة. 
كنت بعرف عنه كل كبيرة وصغيرة، الا موضوع جوازة، 
لو كنت عرفته قبل ما اوعد أخويا بإنقاذ شرفه من أفعال بنته وطمعها، وقتها عرفت انه متجوز بنت ملهاش اصل ولا فصل ملحقتش اجمع معلومات عنها، هددته وقلت له  هموتها أو سجنها لو متجوزش  نهال كنت خايف عليه من البنت تكون اتجوزته عشان فلوسه، وفى نفس الوقت  عارف نهال قد ايه طماعه وانانيه بس وعدي لخويا كان أقوي من حبي لابنى، يوم وفاة زياد ده اليوم ال قلبى اتكسر فيه يومها مش بس  زياد مات لا  أنا انكسرت من كله مراتي اتهمتني بأبشع اتهام، معرفتي إنه خلف الحاجه الوحيدة اللي مصبرني على موته إن ليه بنت من صلبه هيشيله اسمه هشم ريحة ابني فيها 
هعوضها عن حرمانها من ابوها، هطلب منها تسامحنى كل لحظه معشتش بين حضن أبوها وأمها. 
انا مش بنادم ولا قادر أعيش قلبي بقي ضعيف لدرجة خفت على أحفادي بعتهم عن حضن امهاتهم عشان يجمدوا ويقوي عودهم  و يقدرو يكملو امتداد العائلة وفي نفس ما بعدت عنهم كنت ما بينهم  عيني عليهم، عارف كل صغيرة وكبيرة عنهم، الا بنت زياد قلبي مش يهدى ولا يرتاح الا لما القيها وأخدها بحضني، و اربيها على ايدي. 

حسن بذهول مما يسمع


تعليقات