رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثامن والسبعون
عاد إلى بيته ليجد كالعادة صراع زوجتيه، والجميع يقف حولهم لا يعرف ابناء من فيهم متحيزين لمن من الزوجتين
،يقف يضحك من قلبه بسعادة غامرة كل خلية في جسده تتراقص فرحا،ينظر للجميع و يستمع لحديث كل واحد في أفراد عائلته ليصمتوا جميعا مع تردد صوت ضحكات من خلفهم يلتفوا لمصدر الصوت،ويجروا جميعهم تجاهه وهم يرونه فاتح ذراعيه تتعلق به طفلته الكبرى زوجته نسمة كعادتها منذ صغرها ليرتد للخلف عدة خطوات.
حسن: نسمة حبيبتي إهدي أنا مش قدك كبرت على حركاتك دي.
تذوم وهي لازالت تحيطه بيديها، يربت على ظهرها بحنان كعادته يهمس في اذنها بكلمات جعلت ابتسامتها تتسع وسط نظرات حبيبه التي ترفع حاجبها لأعلى لتقترب منه تضمه وتهمس هي بأذنه ليضيق ما بين حاجبيه ويهز راسه من حركاتها الطفوليه ، يقبل أبناءه واحد تلو الأخري، ينحنى على يد زوجة أبيه ووالدة حبيبه يقبل يدها.
زوجة ابيه: حمد الله على سلامتك يا حسن، سنين وانا مشفتش ضحكتك الحلوة منورة وشك كده.
_حسن يجلس بجوارها خلاص يا ماما من هنا ورايح مفيش غير الضحك والفرح.
_ ربنا يجعل ايامك كلها فرح ياحبيبي، ايه طمني زهروان رجعت.
اقعدوا كلكم وأنا هحكيلكم كل حاجه طبعا كلكم عارفين زياد صديق عمري و حكايته وحكاية بنته بس أنتم متعرفوش أصل الحكاية هاحكيلكم كل حاجه من يوم ما صحبت زياد للساعة دي.
_ زمان وأنا طفل صغير كنت منطوي أوي ماليش أصحاب كنت أسمرانى وشعري مجعد ولابس نظارة سميكة وفوق كل ده كنت ضعيف جداً كان الأولاد بيتنمروا عليا من مدرسة لمدرسة لحد ما استقريت في مدرسة وبالصدفة لقيت ولد تاني والولاد بيتنمروا عليه، كنت أنا وهو بنهرب جوه جنينه المدرسة كنا تقريبا مش بنشوف بعض غير وقت البريك لما بنهرب في الجنينه اتعرفنا علي بعض وبقينا نحكي علي تنمر الولاد علينا،الغريب إحنا نفسنا تنمرنا على بعض وفضلنا نضحك، يومها قالي حاجه غريبه،قال ربنا خلقنا بالشكل ده لحكمه عنده واننا مميزين ولازم نتعامل مع الأولاد على الأساس ده، وفعلا بعدها الاولاد بطلوا يقربوا مننا، وقتها صحوبيتنا قويت يوم ورا يوم بقينا صحاب زياد كان طيب جدا وحنين اوي نظرة عيونه كلها حزن، دايما كان كتوم اوي بيتكلم بالقطارة حزنه دفنه جواه، نسيت أقولكم زياد كان عنده حدبة
فى ظهرة، تعرفوا أنا دخلت طب تخصص جراحة ليه عشان كنت سبب رئيسي في تشوه ظهرة بشكل مباشر، عشان كده تخصصت جراحة كنت بحلم اعالجه واشله الحدبة دي لان كنت فاكر انه سهل انها تشال، المهم. كبرنا مع بعض لينا مكان مخصص نتقابل فيه كنا تقريبا بنعرف عن بعض كل حاجه ده اللي كنت فكرة، بس النهاردة عرفت قد ايه زياد كان كتوم معرفش عنه غير ربع اللي جواه النهاردة عرفت سر حزن عنيه، زياد كان عظيم بدرجة لا توصف، النهاردة بس إتأكدت حزني عليه مجاش من فراغ،افتقادي ليه العشرين سنة الفاتو ولا حاجه جنب شعوري دلوقتي، بعد عشرين سنة عرفت الحقيقة كاملة عرفت سر وفاة زياد اللي أنا دكتور معرفتهاش ولا شكيت انه مات بسبب الصرع ابدا ،
أو ما يعرف بـ واللي أحد أهم أسبابها فعلا الشعور بالحزن المستمر والضيق والضغط العصبي. ده بجانب أمراض تانية كانت عنده، بعد عشرين سنة ظهرت براءة الكل أبوه وأخواته حتى سلسبيل مراته ظهرت براءتهم والغريبة لعشرين سنة كانت بين ايديا الحقيقة ومعرفتهاش غير من بنته زهروان.
حبيبة: انا مقبلتش زياد غير مرة وحدة، بس متهيألي زهروان شبه.
زهوان مش بس شبه شكلا لا دي فولة واتقسمت إتنين، بس تختلف عنه في شخصيتها القوية ونفس الوقت ضعفها، اللي. بدريه ببراعة،كلمها فيه رزانة وهدوء عندها ثقة في نفسها،تشفيها وهى بتكلم عن كل واحد من كلام زياد،كأنها عاشت معاه العمر كله.
_ حبيبة مقاطعة معقولة قصدك على مذكرات زياد.
أيوه هي المذكرات زهروان قريتها كلها وعرفت حقيقة كل فرد في عائلة أبوها .
والغريب ال حصل مافيش عقل يستوعبه لحد دلوقتي.
ليقص عليهم ما حدث من اتصال حبيبه به تخبره بأمر زهروان بالجامعه ويعيد قص ما حدث من وقت مقابلتها في الصباح الباكر أمام محطة القطار ومعرفتها ومقابلتها زايد عمها التي تعرفت عليه وعانقته كأنهم أب وإبنته تلاقيا بعد سفر طويل.
حسن: زايد من شدة الإرهاق وكان باين عليه بقالة فترة ما نمش ولا أخذ أدويته دخل في إغماء وخصوصا مقابلة زهروان له بصدر رحب وانها تعرفة بسهوله فرحة كانت أكبر من قوة تحمله، مش هطول عليكم، أخذته المستشفى
لأول مرة أتأكد من مقولة عمر الدم ما يبقى ميه، زهروان كانت منهارة بمعنى الكلمه، اخدتها لمكتبي تستريح وبالمرة
أخلص ضميري من ربنا لان من فترة طويلة وأنا في صراع مع نفسي بحاول أوصل حلقة مفقودة في حياة زياد والكلام اللي سمعته من والده مرة في زيارة لقبر زياد.
يقص كل كلمة أخبره بها والد زياد، ليتوقف يتنهد بقوة، يرفع عينه علي كل ابن من أبنائه.
_ تخيلوا أب بشكل ده دافن جواه أوجاع وحزن كبير عايش بس يسعد اللي حواليه ويظلم في نفسه، أنسان يضحي بسعادته وراحته في سبيل يوفي بوعده لأخوه، يتهم بكل التهم يفقد ابنه يكتم وجعه جواه كل ده عشان يبري پ قسم أقسمه لوالدته قبل وفاتها إنه هيفضل جنب أخوه ومش هيزعله ابدا.
أنا حكيت ل زهروان كل حاجه عرفتها وقبل ما أكلمها كنت اتصلت بيه ولحسن الحظ مكنش بعيد عن المستشفى، أنا شفت الراجل ده في كل حالاته قوته وجبروته شفت دموعه وكسرتة على موت زياد اللي مظهرهوش غير بين نفسه، بس ال شفته بمقابلته ل زهروان،مهما تخيلت شكل مقابلتهم مكنتش هتكون بالشكل ده.
يعود بذاكرته قبل يوم.
_ باب المكتب انفتح علينا مرة واحده برفع عيني اشوف مين لقيت زهروان مرفوعة من على الأرض وصوت بكاء بيجلجل المكتب كله، لو حد حكالى اللي سمعته وشوفته بعنيا ده لا يمكن كنت أصدق، كنت برسم بخيالي مقابلته هتكون ازاي، الراجل ده خلف كل توقعاتي، حتى البنت نفسها خلفتها.
البنت اول ما الباب انفتح كانت هي اللي رمت نفسها بحضنه وهو كمان كانه يعرفها ومتأكد انها حفيدته بيلف بيها المكتب ويكلمها وصوته مخنوق من البكاء.
عبد الرحيم: سامحيني يا بنت الغالي سامحيني علي سنين بعدك عني سامحيني على حرمانك من أبوكي، يقبل وجنتيها، ويجذبها يضمها لصدره سامحيني على كل لحظه عشتيها من غير سند سامحيني علي سنين تعبك وصبرك، سامحيني على كل دمعة وجع دمعتها عيونك على كل يوم نمتي وانتي بتشتاقي لابوكي، كل لحظه عشتيها في اتهام ووصمة عار مش فيكي سامحيني على كل يوم وانتي بعيده عن عائلتك ، سامحيني على دموعك دي،سامحيني على كل حاجه واي حاجه.
زهروان: انا انسانه أكيد جوايا مشاعر والم سنين طويلة مش في ايدي اسامح ولا أتنازل عن حق من حقوقي أنا عاهدت نفسي هاخد حقي من كل اللي ظلمني أنا ما شفتش يوم حلو في حياتي عارف حضرتك لما تعيش مسجون بتهمة أنت بريئ منها احساس الظلم وحش اوى عاهدت نفسي هاخد حق كل دمعه دمعتها بعيوني هنتقم من كل ال كان السبب فيها ، وبالرغم من كل ده انا نسيت كل حاجه حصلت زمان ، نسيت كل وجعي بضمتك دي سنين عذابي راحت في اللحظه دي، أنا اتولدت من جديد من من وقت ما قريت مذكرات أبويا ، تخرج من بين أحضانه، تحاوط وجه بيدها، تعرف كنت خايفة معرفكش من وصفه ليك بس لقيتك زي ما وصفك بالظبط طبعا مع فرق بسيط وهو شعرك.
عبدالرحيم شعر بدوار ارتد للخلف يسرع حسن بإمساك يده ويساعده بالجلوس ليشكره الجد ويشير لزهور بالاقتراب منه، وهو يوجه الكلام لحسن.
_ سمعت اللي انا سمعته، زياد وصفني لبنته عشان لما تكبر تعرفني متخيل الكلام ده معناه ايه.
زهور: مش بس وصف حضرتك شكلا لا ده وصف طيبتك وحنانك ومش بس كده لا ده حكالي كل حاجه من يوم ما تولد لليوم اللي اتولدت انا فيه، ومكتفاش بده لا وصاني بوصية اوصلها لكل واحد فيكم أولاها لحضرتك ولسه هوصل لكل واحد وصيته الحمد لله قدرت أنفذ اول وصية خلاص.
حسن و عبد الرحيم يسألها ما هي الوصية التي تتحدث عنها،
تقترب زهور من حقيبتها وتخرج منها دفتر مذكرات والدها.
زهور:تجلس مقابلة لجدها ابويا وصانى اول ما اقبلك احضنك واقولك ده حضن متأخر ليك،وانه مش زعلان من
اللي حصل لانه عارف انك لا يمكن تخلف وعد وعدته لأخوك، في كلمتين لازم حضرتك تعرفهم. مكتوبين بخط يده
بيقول فيهم لتقراء ما خطه زياد لوالده .
بابا انا مش زعلان من حضرتك طول عمري بحملك تعبي ووجعي كنت بتهمك بكرهك ليا دايما شيلتك تهم حضرتك بريئ منها كنت بفسر تصرفاتك بالدكتاتورية دايما بعرضك اي حاجه تطلب اعملها كنت بعمل عكسها كبر جوايا العند،كنت فاكر اني كده بكون قوي الشخصيه او بالادق بعيد عن قيودك التي تفرضها علينا مكنتش حابب اكون نسخة ثانية من زيد او زايد كنت دايما بعارض حضرتك قدام الاولاد وقتها كنت فاكر اني بكدة بخليهم يتمردوا عليك،حتى في بداية مذكراتي كتبت كل اللي مريت بيه في حياتي لبنتي من يوم ما اتولدت لحد لحظه اللي كتبت السطور دي لولا جواب وقع بالصدفة بأيدي غيرت كل مفاهيمي غَيِر جوايا حاجات كتير جوايا صراع مش قادر اوصفة.هل أنا ظالم ولا مظلوم ظلمت بنتي ولا لا ظلمتها لما كتبت حاجات تكرهها في عائلتها وممكن تكتفي بل كتبته ومتكملش قرايت باقي المذكرات انا في حيرة وصراع جوايا بيطلب أمحي كل حرف كتبته،والثاني يقول خليه عشان بنتك تتعلم متحكمش على حاجه من غير ما تتأكد منها لازم تتعمق فيها قبل ما تحكم عليها لازم تتعلم إن الظواهر خداعه زي المظاهر بالظبط،لازم تعرف وتتعلم نفوس اللي حواليها،بابا أنا متأكد بإن حضرتك مستغرب كلامي اللي بالالغاز هتعرف أقصد ايه …بابا أنا عرفت قد ايه انت عظيم أب بمعنى الكلمة قد ايه بتتحمل قد ايه بتيجي علي نفسك عشان غيرك كنت فاكر ان حضرتك متملك وأناني ، لحد ما قريت رسالة ماما زهروان بالصدفة بعد ما كتبت جزء كبير من مأساتي زي ما كنت مصدق نفسي وعايش في دور الضحيه لبنتي وقع في ايدي جواب بخط ماما زهروان
قريت كلامها وانا مصدوم من اللي بتقوله ووصيتها ليا حقايق كتير بالأسماء والتواريخ، حكت ليا عن تضحيتك عن اتفاقك معها حكت عن المصاريف اللي صرفتهم عليا ،عن سنين حبك لماما وقد اية انت اتعذبت واشتغلت لحد ما بنيت نفسك ورجعت شركة العايلة جنب والدك واللي جه عمي وضيعها بإهماله وطيشة، بابا أنا موجوع اوي من جوايا موجوع على حرماني،من بنتي موجوع إني كدة كدة هسبها أنا أيامي بالدنيا معدودة،الكلام ده ماحدش يعرفه ابدا
مفيش أمل من شفائه اي وقت ممكن أموت سبحان الله نفس اليوم الي عرفت فيه هو نفس اليوم اللي صممت عليا بجوازي من نهال وقتها مفرقش معايا اني اتجوزها نهال والموت أمر واحد أنا اتوجعت والحسرة ملت قلبي من تهديدك المبطن يا اوافق أجوز نهال يا تسجن سلسبيل وقتها الدنيا اسودت في عيني،كنت برسم في خيالي كلها كام يوم واقابل ربنا وقبلها هوصي حسن يعرفك بإني متجوز ومخلف وانا عارف قد ايه انت هتحافظ على بنتي لانها حفيدتك هتاخدها في حضنك،بس تهديدك بسجن سلسبيل واتهمها بابشع تهم خوفوني عليها وفقت على الجواز واني اطلق سلسبيل بعد ما اكتب كل اللي املكه بإسمها هي وبنتي لان كنت عاجز أن أحميها من حضرتك ومن غدر نهال اللي متأكد منه وزاد،بابا وقتها قلت اصرحك بوجود زهروان بنتي،خفت عليها منك ومن عمي ونهال خفت من كل الموجودين خفت في يوم يتكاتروا ويتفقوا يخلصوا منها سم نهال عارفة بيسري بالدم ومتأكد انها وراء ملعوب الجواز ده وانها اللي اقنعت عمي يضغط علي حضرتك خصوصا والكل عارف ان حضرتك لا يمكن ترجع في وعد اديته لعمي عبد الرحمن، حتى لو الحاجه دي فيها موتك، بابا للاسف انا ضعيف اني احمي بنتي ومراتي طلقتها وبانانيتي ردتها لعصمتي من غير ما اعرف حد يدوب كتبت ليها جواب بده، جواب خلتها فيه تكرة وجدها هنا وتخاف من حضرتك وزايد جواب يخليها تخاف وتبعد لحد ما تقدر ترجع تطالب بحقها وحق بنتي، في النهاية بابا اليوم اللي هيوصلك الكلام ده اعرف اني مسامح حضرتك وياريت تسامحني.
يصمت حسن عن الكلام يجاهد في التحكم في تلك الدموع التي تتزاحم بمقلتيه تتسارع بالهبوط، يسحب نفس عميق ويخرجه وهو يوزع نظراته بين أطفاله لتقع عينه على ابنه الأكبر زياد المصاب بمتلازمة داون الذي غفى وهو جالس يهب واقفا ويخطو تجاهه يساعده في النهوض وهو يطلب من الجميع بالذهاب للنوم وسط تذمرهم فهم يريدون أن يستمعوا لباقي الحكاية، بعد أسرار حسن عليهم توجهوا لغرفهم وساعد هو ابنه حتى اراحته بفراشه، واتجه للخارج ليقف مصدوم وهو يرى حبيبه تشير له بالقدوم لغرفتها ليسير تجاه الغرفة وهو يتلفت يمين ويسار حتى وصل إلي مكان وقوف حبيبة التي تتراجع للخلف تدفع الباب بظهرها وتدخل الغرفه
ليدخل حسن خلفها يفاجأ لمن تحاوط خصره من الخلف تهمس بالقرب من أذنه بكلمات صدم من واقعها عليه لتنتابه قشعريرة بكامل جسده آثار قبلة على رقبته لينتفض مرة واحدة مع إسناد رأسها على ظهره ويدها لازالت تحوطه ليمسك يدها المتشابكة ويديرها إليه ينظر لوجهها الذي اشتاقه
وعينيها التي تلمع بتلك اللامعه الذي افتقدها لسنوات تبوح له باشتياقها له ليفقد كل ذرة تحكم في عقله مع لمسات يدها وهي تفك أزرار قميصه لينحني بعد ان نزعه يحملها تجاه الفراش
يقضي معها وقت لم يناله معها منذ زوجهما قلبه يرفرف فرحا من كلماتها التي تشدو بها كأنها مقطوعة موسيقية تعزفها على أوتار قلبه مر وقت طويل وهم بتلك المعزوفه حتى شعرا بالكمال ليتمدد جوارها،لتزيد من دهشته وهي تضع رأسها على صدره ويدها تحوطه، ليبتسم ويرفع رأسة لأعلي يضحك بصوت تردد في ارجاء الغرفة.
-حبيبة ترفع عينها تجاهه تبتسم على ضحكته، تتحدث بلهفه
بتضحك على ايه.
_ يقبل يدها بضحك على حركاتك برة والكلام اللي قلتيه، مفهمتهوش غير دلوقتي، مع اني اسعد انسان على وجه الأرض بالحصل ده بس مستغرب سر تغيرك المفاجئ.
من هنا ورايح هتلاقيني كده مش هسيبك تاني ابدا، انت مش بس جوزي وأبو ولادي انت حب عمري،اسفة على التأخير في الاعتراف بده بس اللي يشفع لي نظرة العشق في عيونك، صبرك طول الفترة اللي فاتت، تصمت ترفع جسمها لأعلى، أنا عرفت كل حاجه حصلت الفترة اللي فاتت وانك كنت بتنام بالمكتب، في اليوم المخصص ليا حتى في يوم نسمه كنت بتخرج تقعد بالمكتب لحد ما تنام حسن انا بعشقك
وبعشق كل تفصيلة فيك.
حسن: يقبل يدها يحاوطها ويقربها لتضع رأسها موضع قلبه،تعرفي يا حبيبة أنا فرحان أوي بكلامك ده وفرحان برجوع زهروان لعائلتها، بالرغم من حزني إن زياد خبى عليا حاجات كتير،بس اللي شفع له كلامه اللي كتبه لابنته.
حبيبة: احكيلي باقي التفاصيل حصل ايه و زهروان رجعت مع جدها ولا راحت فين.
_ لا زهروان راحت على الفندق بعد ما اتفقت مع جدها على.
____
مسند رأسه على حافة القبر دموعه تسيل دون توقف، يبك بصوت يقطع نياط القلب يهتز جسده من شدة بكائه، يرفع رأسه يجفف دمعاته، ويعتدل بوقفته بعد حديث هامس بينه وبين صاحب القبر، يلقف نفس وراء الآخر ينحني مرة إخري مقبلا أعلى القبر ويتحدث بألم، لصاحبه ويرحل دون الالتفاف، يصعد سيارته ويسرع بقيادتها يشق ظلمة الليل
ودموعه لا تتوقف تسيل على وجنتيه مع تردد كلمات سمعها قبل قليل، يرددها بينه وبين حاله، حتى توقف بسيارته أمام
البناية القانت بها يضع رأسه على مقود السيارة يتنفس بسرعه يجفف دموعه يرفع رأسه ينظر لأعلي يثبت عينه يرى طيف من بعيد يقف بشرفة الشقة القانت بها نغزه قلبه بعد التأكد من هوية الواقف يترجل سريعا من السيارة مطلق لقدمه العنان،
تقف بشرفة الشقة تتوشح بوشاح شقيقتها عينها تفتش بين المارة العابرين الطريق عنه لتعتدل بوقفتها تنظر لأسفل البناية مع توقف سيارة أمام البناية تصاعدت أنفاسها وهي تري من ترجل من السيارة،يقف أمامها تتلاقى الأعين، لتسرع بالابتعاد عن الشرفة تخطوا تجاه باب الشقة تزامننا مع خطواته تجاه البناية بخطوات سريعه دلف للمصعد ضغط زر الصعود يتنفس بصوت مسموع، لم يتمالك حاله فور رؤية من تقف أمام باب الشقة تفتحة على مصراعية تفرد ذراعيها ليرتمي بها تربت على كتفه وتحدثه.
زهور الام: مالك يا نور عيني، خرجت من غير ما تقول، رنيت على تليفونك كتير، قلقتنى عليك، حصل ايه خلاك راجع منهار كده.
ابتعد قليل عنها وامسك يدها تعالي ودلف داخل المنزل.
ليترك يدها ويقف أمام صورة بطول الحائط .
_ شفتها يا زياد قبلتها اخدتها بحضني، شميت رحتك فيها
عنيها نفس عيونك بتكلم وتبوح بل جواها،شفت فيهم سنين
عزابها وحرمانها شفت فيهم عتاب لو خرجته تحتاج قد عمرها تكلم وتخرجه من جواها،شفت فيهم نبته طيبه، وحنان
شفت فيهم عيون أمي وحكمتها والأهم من كل دول تضحيتها.
يلتف لمن تضع يدها على كتفه من الخلف تحدثت بصوت مهتز.
_ في ايه يا عبد الرحيم ايه الكلام اللي بسمعه ده، أنت أنت قبلت زهروان، معقولة تشوفها وتقابلها ومتقوليش، هي فين مجبتهاش معاك ليه، ازاي تروح تقابلها من غير ما تقولي،معقولة رفضت تجي معاك، طيب خدني ليها هي عند احلام مش كدة.
_ شفتها وقلبي رفرف بفرحة محستش بيها من وأنا عيل صغير، تعالي احكيلك كل حاجه.
_ تجلس مقابلة له تنظر إلى عينيه وتلك الدموع التي تسيل منها ترفع يدها لا شعوريا تجففها له ليقبل بطن يدها قبله شاكرها ، ليرفع هو الآخر يده يزيح دموعها التي تسيل من عينيها مع كل كلمة تخرج منه.
عبدالرحيم: حسن اتصل بيا وقالي ان زهروان معاه بالمستشفى وزايد كمان دخلت افرحك واخدك معايا لقيتك نايمه وخده صورة بحضنك،مقدرتش اصحيكى واقولك الخبر ده خفت عليكي وفي نفس الوقت،مستعجل أشوفها،وأطلب انها تسامحني،أخذت مفتاح عربية زيد والحمد لله المستشفى مش بعيد وصلت المستشفى وانا سايق بأقصى سرعه، وساعدني علي ده الطريق فاضي، اتصلت بالمعلم يحيى والست أحلام طمنتهم وهم كمان مكذبوش خبر وجم بعديا بفترة صغيرة،
ليقص عليها لقائه بزهور .
_ طيب ليه مجبتهاش معاك أملي عيوني بشوفتها اخذها بحضني، خدني ليها يا عبدالرحيم وديني الحارة عند أحلام اشوفها واقنعها تعيش معانا هنا.
عبدالرحيم: زهروان مش في الحارة زهروان بالفندق دلوقتي.
_ انت بتقول ايه زهروان بالفندق، انت عقلك جراله ايه ازاى تسيبها تروح الفندق لوحدها، ناسي المجنونه نهال بنت أخوك، ممكن تعمل ايه فى البنت.
_ زهروان مش لوحدها أنا مأمنها كويس أوي خطوة بخطوة، في ناس معها صوت وصورة غير رجالتي مأمنها،ولو على نهال متخفيش قربت تقع والفضل ل زهروان ان شاء الله هتقع في شر أعملها.
_ لا أنا مش هصبر ولا يهدالي بال وانا قعده هنا ومش عارفه البنت فين و جرالها ايه.
اطمنى زهروان هتكون بخير إن شاء الله اللي قلقان عليه هو زايد خايفة يتهور لو قابل نهال، ولا شد مع زهروان، زايد عصبي وممكن يضيع كل حاجه بسبب عصبيته.
_ انت قلقتني أكتر فهمني الحكاية ايه بالضبط.
_ اهدي بس وأنا هحكيلك كل حاجه ليقف فزعا أثر صوت زيد ابنه.
زيد: مش معقولة اللى بيحصل ده راحوا فين تليفوناتهم جرس ومش بيردوا.
_ يجلس يظفر انفاسه بضيق يحدث ابنه.
حضرتك بترن علي مين مش بيرد.
ــــ آيات يابابا آيات من الصبح برن عليها جرس ومش بترد، حتى غادير بتصل عليها مش بترد.
ـــ آيات آيات مافيش ف حياتك غير آيات،كفاية بقي أمته هتفوق، بسبب حبك لها بنعاني كلنا، انا واخواتك كلنا بندفع تمن الحب ده حتى ولادك اللي ولا في دماغك ولا شاغل تفكيرك هم فين وبيعملوا ايه، قولي اتصلت اطمنت على أولادك فين حصلهم ايه، على أخوك كل ال شغلك آيات أنا مش رافض حبك ليها حبها زي ما انت عاوز بس اتحمل مسئولية شويه بسبب حبك ده عبدالرحمن اشتري واتحكم فيا،دايما ماسكني من ايدي اللي بتوجعنى عارف نقطة ضعفي،بيك عارف اني مستحملش اشوفك مهموم سنين استغل حبك لابنته لتضغط عليك وعليا ننفذ كل اللي يؤمر بيه،فلوس ياخد على المكشوف،ظلمت اخواتك عشان يوافق على جوازك منها واكتر واحد اظلم هو زايد،زايد اللي عايش ومش عايش سنين متحمل جوازه من آمال عشان ميحصلش بينك وبين مراتك مشكلة،زايد اللي رغم تعبه ولسه مستر دش صحته بعد العملية لحد دلوقتي بيحمينا احنا هنا متخبين خايفين من نهال ومكايدها وهو من مكان لمكان يواجه كل مخططاتها، انت كل اللي شغلك هي الهانم مراتك، هو مشغول بينا كلنا، يحارب كل الجبهات لوحده معهوش حد يساعده، انا وانت هنا منعرفش عنه حاجه، بس متأكد ان زايد مشغول بالكل،فوق يا زيد انت مش صغير كلها كام سنه وتبقى جد مش بقولك بطل تحبها بس افصل بين حبك وبين عالتك ولادك بردة ليهم حق عليك سألت هم فين نجوا من تدببر نهال ولا لا،يابني أنا مش هفضل عايشلكم اكتر ما عشت، انت واخوك هتمسكوا العايلة من بعدي بلاش ترمى كل الحمل عليه، عارف انك مش مقصر بس دايما محتاج اللي يوجهك ومش مفروض تكون ايات.
زيد: بصوت مخنوق، انا فعلا مريض بحبي لآيات لأنها هي الوحيدة ال بشعر معها بأهميتي بأن ليا لازمه، حضرتك كنت المتصرف الوحيد في حياتنا اعملوا ده متعملوش ده البس دي متلبس دى حتى الاكل مفيش حاجه اخترتها غيرها آيات هي اللي اخترتها، حضرتك اتحكمت فى كل حاجه حتى ولادي حضرتك ال اختارت أسميهم وحياتهم عارف ان عمي الله يرحمه استغل حبي ليها،وظن بعده نهال، صحيح أنا مشغلتش بالي بولادي لان عارف ومتأكد ان حضرتك وزايد اهتموا بالموضوع ده مشغلتش بالي لان عارف انهم في بر الامان طالما عمهم جنبهم مشغلتش بالي غير بآيات لانى عارف محدش منكم هيهتم بيها حتى غادير بنتى مشغلتش بالي بيها لانى متأكد انها هي واخده بالها من الكل وناسيه نفسها ماهي تربيتك يا بابا اقرب مني انا شخصيا لحضرتك.
عبدالرحيم: يربت على كتفه يابني أنا مقصدتش اللي وصلك آيات بنتي أنا مش بنت عبدالرحمن أنا اللي ربتها أنا مش هو هو أبوابها في شهادة الميلاد وبس بس عشان أنا ربتها انا وامك كويس كانت بتسمع كلامه من غير ما تفكر وتناقش،أنا لو اتكلمت معاك بالطريقة دي عشان تأخد بالك انت بعيد عن ولادك اوى مش عايزك انت وأخوك تعيدوا حكايتى مع زياد كفاية اللى بنعنية لحد دلوقتي، وعلي العموم ظنك فى محله فعلاالولاد دلوقتي في مكان أمين بس لا انا ولا زايد السبب دي دي زهروان بنت زايد.
_____
وائل ظل يقص ل روحية كل شئ حتى قدومه للبلدة.
روحية: معقولة اللي بسمعه ده في ناس بالشكل ده، واية جدها ده الراجل ده جبل لو واحد غيره كان وقع من الحمل اللي شيله على كتافة وقلبه، معقولة حبه لأخوه ده هو في أخوات بالشكل دى، فعلا متحكمش على بني آدم غير لما تتعامل معاه متعتمدش على السمع.
وائل: فعلا كلامك صح الراجل ده تشفية تقولي متكبر مغرور شخصيته والهالة اللي حواليه عملاله هيبه، تتكلمى معاه ايه كم التواضع اللي فيه، صوته الرزين عقله نبرة الحزن والقهر بصوته وبالرغم من كل ده محافظ على وقارة.
_ احكيلي زهور قابلته ازاي، اتعملت معاه ولا ايه ال حصل، وطلبت ليه وهتروح تاني ولا لا.
_ حيلك حيلك يا ام وائل وحدة وحدة عليا، هحكيلك كل حاجه بعدين بس دلوقتي خلي الشغالين يحضروا اكل كتير و فرش ، و يبعتو على بيت امى أحلام.
_ ليه هى أحلام جات البلد طب مجتش معاك هنا ليه.
_ الأكل والفرش مش لامى أحلام دول ل.