رواية زهور بنت سلسبيل الفصل التاسع والسبعون
وائل ظل يقص ل روحية، كل شئ حتى قدومه للبلدة.
روحية: معقولة اللي بسمعه ده في ناس بالشكل ده، واية جدها ده الراجل ده جبل لو واحد غيره كان وقع من الحمل اللي شيله على كتافة وقلبه، معقولة حبه لأخوه ده هو في أخوات بالشكل دى، فعلا متحكمش على بني آدم غير لما تتعامل معاه متعتمدش على السمع.
وائل: فعلا كلامك صح الراجل ده تشفية تقولي متكبر مغرور شخصيته والهالة اللي حواليه عملاله هيبه، تتكلمى معاه ايه كم التواضع اللي فيه، صوته الرزين عقله نبرة الحزن، والقهر بصوته وبالرغم من كل ده محافظ على وقارة.
_ احكيلي زهور قابلته ازاي، اتعملت معاه ولا ايه ال حصل، وطلبت ليه وهتروح تاني ولا لا.
_ حيلك حيلك يا ام وائل وحدة وحدة عليا، هحكيلك كل حاجه بعدين بس دلوقتي خلي الشغالين يحضروا اكل كتير و فرش ، و يبعتو على بيت امى أحلام.
_ ليه هى أحلام جات البلد طب مجتش معاك هنا ليه.
_ الأكل والفرش مش لامى أحلام دول لضيوف زهور.
_ ضيوف زهور، ويطلعوا مين الضيوف دول، وائل ايه الحكاية بالظبط.
وائل: ولا حكاية ولا رواية كل ما في الموضوع دول ولاد عم زهور، حبة تحميهم وفي نفس الوقت تربيهم، على طريقتها.
_ لا أنا مش فهمة فهمني، وحدة واحدة اصل الموضوع.
وائل ابدا بعد ما زهور إتصا فت مع جدها وعرفت كل حاجه ا.
روحية: لا اهدي كده وارجع لورا شويه في كلام مقولتوش
حصل ايه وإصافو ازاي.
-ابدا يا ست الكل انا حكيت ليكى كل حاجه مفيش بس غير
اتصال جه لجدها وهم بيتكلموا من شخصية كبيرة في البلد، وقال له إن أحفاده مطلوب القبض عليهم بتهم، حرق مجموعة شركات الغمراوي جروب والقصر، وفي شاهد بجرائمهم، مدير أمن القصر ومساعديه، غير وجودهم في
مقر المجموعة، ونصحه ان الاولاد يهربوا برا البلد لحد ما يثبتوا براءتهم، الرجل كان هيتجنن رئيس الأمن بقالة سنين معاهم ازاي يعمل كده، وليه ويثق في من بالحالة دي، هيعمل ايه ويتصرف ازاي إتصل على كثير من معارفه يساعدوه في إنهم يخرجوا من البلد لحد ما يثبتوا برائتهم، بس زهور وقفت مرة وحده تسالة بستنكار وحدة وانفاسها متسارعه وهى تحدثه.
زهور: لو سمحت حضرتك ممكن تفهمنى الموضوع كله، ليه إسرارك تهرب أحفادك بالطريقة دي.
الجد: جذب يد زهور وأجلسها بجواره ينظر لها بعيون دامعه ويتحدث بتوتر وصوت منكسر وسط ذهولها من تبدل حاله، قبل ثوان كان يجلس بكل وقار ويتحدث بثقة مع محدثة بصوت رزين وقوى، من يراه
لا يكاد يصدق أنه نفس الشخص الجالس يتهته بالكلام أمام فتاة.
الجد: قولي جدو يا زهروان قوليها متحرمنيش منها قولي جدو فرحى قلبي الموجوع ،بلاش حضرتك قولي أولاد أعمامي، مش أحفادك، قولي جدوا نفسي أسمعها منك.
زهور: ممكن متستعجلش و نسبق الأحداث حضرتك خلي كل حاجه تجي بوقتها.
الجد: هو لما أقولك قولي جدو بلاش حضرتك يبق أحداث ايه اللي نسبقها، هو مش طبيعي تقولي جدو.
ـــ مش هكدب على حضرتك و اقول حاجة مش حساها ولا هقدر أنطقها وارددها زي البغبغان،وعارفه اللي بيدور في دماغ حضرتك، امال ال حصل من شوية كان ايه،لما بقول الكلام ده لان بساطة، أنا كنت بنفذ وصية والدي لكن كزهور لسه جوايا أسئلة وحقائق كتير محتاجه اعرفها وأتأكد منها لو كنت فاكر عشان الكام حضن اللي حصلوا من شوية
هنسى يؤسفني ابلغ حضرتك انهم استحالة كانوا حصلوا لولا وصية أبويا هو اللي وصاني بهم وأكيد وصية المتوفى واجبة النفاذ .
ـــ الجد يلتف لحسن ينظر له باستغراب يهز رأسه يشعر بالعجز عقد لسانه مع كل كلمة تخرج من فمها: طيب وكلامك من شوية لما قلتي انك نسيتي و.
ـــ مش ناسية أنا قلت ايه انا قلت اني اقسمت اني انتقم من كل اللي كان السبب، وحضرتك اثبت انك مكنتش تعرف بوجودي اللي بعد وفاة ابويا وده هو اللي أثبته مش حضرتك، فياريت خلي كل واحد فينا يتعامل بطبيعته، أنا عن نفسي مش هقول غير اللي لسانه هينطقة من غير كذب او تكلف.
ــــ حاولي يا.
ـــ لو سمحت ياريت بلاش نتكلم فى موضوع مفروغ منه بالنسبالي، وأظن موضوع أحفادك أهم.
حسن متدخلا بالحديث: زهروان ممكن تهدي شوية، وحضرتك يا عمي سبها على راحتها بالرغم إني عندي تحفظ على جزء من كلامها بس عندها كل الحق في موضوع الأولاد حسب ما سمعنا من شوية مفيش وقت ولابد من خروجهم بره البلد بأقصى سرعة.
ـــ قص الجد على زهور وحسن كل ما حدث من مؤامرات طوال السنوات الماضية، حتى اليوم قص لهم عن سفرة منذ عدة سنوات للخارج لتلقي العلاج وإجراء عملية دقيقة بالمخ
حتى نجح أولاده وحفيدة الأكبر زين في إثبات براءته، والقبض على من تسبب بكل تلك المؤامرات، ليكتشف بعد سنوات قليلة هروب المتهمين وقيامهم بحرق شركاته وقصرة.
يصمت قليلا يلتقط أنفاسه ويكمل الحديث.
ــــ لولا فضل ربنا علينا وذكاء زايد إبني كنا كلنا متنا محروقين في القصر، العناية الإلهية ساعدتنا كتير، أنا وزهور جدتك وعمك زيدان كنا هنا بالمستشفى بنزور قربتك أحلام، وعرفنا بداية خيوط الجريمة من بنت جرتكم وشغالة بالفندق معاكي، والاولاد كانوا بيدوروا عليكي بكل فنادق البلد والمستشفيات؛ زايد قدر يهرب باقي العائلة وخبأهم بمكان أمين.
،والأولاد بعد ما عرفنا بمكانك طلب زايد منهم يروحوا مخزن الشركة يحققوا مع المتسببين في اتهامك بالفندق بالسرقة ومصائب كتير اكتشفنها بالصدفة، فجأة شب حريق بالمجموعة ولولا وجود الأولاد بالوقت ده هناك ولحقوا ينقذوا كتير من مباني المجموعة كانت اتحرقت كلها.
حسن: أكيد في شهود بكدة وكاميرات المراقبة وآمن الشركة يثبت براءتهم.
زهور: لا طبعا مش ملاحظ في حلقة في النص مفقودة، او بالادق مرسومة ومحبوكة ومتفصله تفصيل واللي رسمها، رسمها بالضبط من غير ما يسيب غلطه او احتمال فشل، لو رتبتها من أول السطر.
تعتدل بجلستها تقترب من الطاولة امامهم تزيح ما عليها بجانب من جوانبها وتشرح ما توصلت له.
ــ الخطة مرسومة إن العائلة كلها تموت في الحريق ومحدش ينجي منها ابدا.وبالتالي في وريث لكل ده،
وفجأة في مجموعة من العايلة ظهروا وخربوا الخطة الأولي
يبقى البديل حريق بالمجموعة ودي جات على طبق من فضة
بوجودهم بالمكان أو ممكن خطة مدبرة، بس المؤكد إنها كانت مدروسة وبديله فشل الخطة الأولى ومكنش مقصود بيها الشباب لا دي متفصلة لشخص واحد بس، والشباب جم كبش فداء زي ما يتقال كده ضربة توجع وتموت، وبالنسبة للكاميرات حضرتك ما سمعتش وهو بيقول رئيس الحرس ومساعديه معترفين، يعنى الموضوع خلص.
ــ هتجنن رئيس الحرس بقالة سنين طويلة شغال معانا، بنعملة كأنه فرد من العايلة مش قادر افهم ليه عمل كدة.
ــــ إممم لا ده وراه سر كبير، لازم نخليه اول اولويتنا لانه مفتاح كل ال جاي، او بالادق طرف اللغز.
لتصمت قليلا تمد يدها تمسك قطعة من التحف من طرف الطاولة تضعها بالمنتصف وأخري بالقرب منها تنظر لها وتحرك اصبعها برسم حلقات مفرغة على الطاولة لترفع رأسها لأعلي تنظر بوجه الجد وتعاود النظر لرسوماتها مرة أخرى، تقف وتنظر للجد نظرة طويلة وتتحدث.
ـــ مش ملاحظين حاجه في كل ال حصل.
ـ حاجه ايه اللي تقصدها.
ــ اللي اقصده ان في مستفيد من حريق القصر وموت الكل، لكن لما فشلت الخطة نفذ الخطة البديلة وهي حريق الشركة بس مش حريق كامل لا دي حاجه كدة متذكرش وبردة يضرب عصفورين الاول هيدمر اسم العائلة ويساوم على الأدلة ال في ايدة ببراءة العائلة وده طبعا هتكون بشروط وتنازلات هتفرض على حضرتك شخصيا، ده اولاً.
ثانيا: وده مهم أوي المساومة مش على الشركات المساومة هتكون على حاجة كبيرة عند المحرض أو بمعنى صحيح المدبر لكل ده، تصمت تزامننا مع فتح باب المكتب سريعا ودخول زايد بلهفة، يتحدث.
زايد: يتنفس بصوت عالي صدره يعلو ويهبط كل كلمة قلتيها صح، ال كان مقصود بحريق الشركة أنا، لكن كان مقصود كل الشركة بس في واحد لقى نفسه هيخرج خسران غير الخطة من غير علم التاني، وعندك حق المساومة على حاجة تانية ملهاش علاقة بالشركات، المساومة هتكون على الفنادق
وخصوصا كل الخطط اللي أدبرت توقع الفنادق اختفت كأن شئ لم يحدث،شخص واحد بس طول عمره طمعان يمتلك الفندق بالأرض اللي حواليه ودلوقتى متأكد مليون الميه ان كلامك صح يا زهروان كلامك صح،المساومة ببراءة الأولاد والعائلة تمنها سلسلة الفنادق.
الجد: يقف مسرعا قصدك نهال هى اللي وراء كل ده، طب ازاى هى مش في المستشفى.
لينظر إلى ابنه وشحوب وجهه ويديه الملفوفه بضماد طبي
ــ زايد قالها بلهفة أب على والده استريح يا بني وبعدين اتكلم.
حسن: ازاي الدكاترة يسبوك تخرج كده من العناية، لازم ترجع حالتك متسمحش بالكلام.
زايد يقترب من زهور الذي ابتعدت عنه خطوة كلما إقترب منها لتجد نفسها بين يديه يضمها له صوت بكاه جعلها كالصنم بعد أن حاولت التملص من بين يديه توقفت تغمض عينها محالة التماسك وعدم انخراطها بالبكاء تأثرا بذلك الذي يكاد يعتصرها بين يديه وصوت بكاه يزلزل الغرفة.
الجد: بصوت متحشرج مناديا عليه،زايد تعال هنا جنبي، انا حاسس بل فيك وقد ايه قلبك موجوع اللحظة دي بلاش تتعب قلبك وتزيد عليه وجعه، زهروان كمان محتاجه تاخد وقتها.
زهور تائه بين يدي زايد مشتتة بين قلبها وعقلها،بين احتاجها لتلك الضمة وإلى رغبتها فى تمردها،قلب يريد من يشعرها بالأمان و عقل يريد إظهار قوتها وصلابتها،قلب مشتاق للحنان و يريد الإنخراط بتلك المشاعر التى تدفئة لأول مرة طوال سنوات عمرها وبين عقل يرفض الخضوع والاستسلام يأب التأثر،ينادي بأن تظل ثابتة قوية تثأر لنفسها،تتسأل بين حالها.
ــ هو أنا أملك حق الانتقام لسنين اوجاعي وقهر قلبي، بعد اللي قريته وتفرض عليا ووصية اخدتها عهد على نفسي انفذها كلمة كلمة واكون بره بوصية اب مشفتهوش اب حلمت بيه رسمته من خيالات شفتها بمنامي، وصية ملزمة
انفذها بعد ما قريت كل كلمة فيها وصدقتها ملزمة انفذها لحد ما اتاكد من عكس الكلام اللي مكتوب فيها.
تشعر ببرودة وقشعريرة فجأة لتفتح عينيها ترى زايد يبتعد عنها رويدا رويدا حتى ابتعد لتشعر بصقيع يضرب جسدها بعد دفء لامس قلبها قبل جسدها.
زايد: يفك حصاره لزهور يبتعد عنها وعيناه تسيل منها
شلالات من الدموع،يلتف للخلف يجد حسن يبكى وصوت شهقاته عالية ينخرطوا في نوبة بكاء جميعا وزهور تقاوم كعادتها منذ صغرها لتحدثهم بصوت خرج متقطع ليقوى كلما تحدثت.
زهور: أكيد دموعكم دي غالية وفي نفس الوقت صعبة بس في الاهم من البكاء على ماضي موجع ممكن كلامي يجرحكم والأكيد هتقولوا إني بلا مشاعر مش بحس ولا بتأثر، مش هدافع عن نفسي واقول لا انا مش كده، وإن متأثرة بكل ال حصل وقد اية فرحانه انى بين أقرب حد ليا كنت بحلم بس ألمح طفهم مش بس اقبلهم واكون ما بينهم،ناس شفتهم بعين حد تاني ولما بقيت بينهم شفتهم بقلبي قبل عيوني صحيح مش هنكر ان جوايا متلغبطه لسه ماحسمتش أمري في شكل علاقتى بيهم.
بس في الأهم إلا انا شايفه ان اللي جاي أهم وخصوصا اننا مع عدو دارس كل خطوة ومرتب ليها أكتر من حل، عدو عارف كل تحركات العايلة وسبقنا بخطوات عدو عارف كل كبيرة وصغيرة عن كل واحد في العايله واحنا منعرفش عنه حاجه للأسف ، عدو بيخطط ومعاه خيوط اللعبة مصممها ومفصلها على قد كل واحد فينا مصممها بأنها تناسب كل واحد بالضبط وامكن تكون محشورة فيه ضيقة مش مقاصه بدل ما يخرج منها لا بضيق حولية أو تخنقه وهو جواها وده ما يمنعش ان العدو ده بيتحكم فينا بطريق غير مناسب ومؤكد إحنا عرايس بيلعبها بابيدة،لازم نقلب الترابيزة ونكون بالموقف الأقوى نسبقهم بخطوة تشتت أفكاره وفي نفس نضرب في كل الجبهات في الوقت اللي يكون في أوج انتصاره، نكون احنا ملكنا خيوط اللعبة في أيدينا وده هيجي باكتر من طريقة بس الأول ممكن تحكولي كل حاجه عن نهال دي والسبب وراء كل اللي بتعمله.
زايد بانبهار بحديث زهور ينظر لها بعين ممتلئة بالسعادة والغبطة، يجلس بجوار والده ويشير لها بالجلوس لتجلس على الكرسي المقابل له وجلس حسن خلف مكتبه.
يلتف الجميع تجاهه وهو يبدأ بالحديث.
ـــ آسف انى هتكلم في البداية بس لازم تعرفوا حاجة مهمة حصلت من فترة طويلة بعد ما المحامى جمعنا لفتح وصية زياد بالتحديد تاني يوم نهال جتلي هنا المستشفى في الاول استخدمت أسلوب اسف على اللفظ بس لازم تعرفوا الهانم استخدمت أسلوب الإغراء،بعد فشل محاولاتها التجأت للتهديد
وبالفعل نفذت تهديدها بعدها بشهر واحد ويومها جات هنا و ساومتني وقتها كنت بين خيارين كل واحد فيهم أصعب من الثاني.
الأولـ اوفي بوعدي لصاحب عمري والثاني أنقذ اسمى كا دكتور وزوج أو اضيع كل حاجه، اسمى والمستشفى وزوجتى،بعد ما اتفقت مع بنت ممرضة هنا بالمستشفى انها تقدم بلاغ تتهمنى فيه بأني حاولت اغتصبها بعد ما رفضت مراودتي ليها واني هددتها باني ها رفضها وها منعها تشتغل في اي مستشفى او عيادة وقتها فقدت كل ذرة في عقلي هتجنن من اللى بيحصلى وخصوصا كنت وقتها بمر بمشكلة نفسية كبيرة .
لولا فضل ربنا عليا أثبت براءتي بنفس السلاح اللي حربتني بيه، وزميلي الاطباء والممرضات شهدوا لصالحي وفي دكتور قدم تسجيل للبنت وهي بتغريه وتدخل بعلاقة كاملة معاه لاكتر من مرة وبعدها خرجت من الموضوع ده عملت بلاغ باني استخدم المستشفى في عمليات مشبوهة وجرائم أخلاقية بس الحمد لله خرجنا منها زي ما دخلنا.
ــــ زايد وهي عملت كل ده ليه معاك.
ــ حسن كانت عوذة تدخل معايا شريكة بالمستشفى بنصيب زياد ولما رفضت وقلتلها دي أمانة صاحبي لبنته لا يمكن أفرط فيها، لقيت ملامحها تغيرت وبتكلم بهستريا وتهدد وبعد فترة من المعاناة من المشاكل اللي مش بتنتهي من اتهامات بسرقة أعضاء لمرضى، لحريق جزء غير حيوي من المستشفى؛ ضرائب و شكاوي بالصحة بمخلفات وحتى شكاوي بان الادوية مغشوشة ومن مصادر غير معروفه وأدوية وعقاقير مخدرة بكميات تكون بالمخازن ومش بلحق اخرج من تهمة القي التانيه بس الحمدلله بعد فترة قدرت اثبت انها تهم باطلة وكيدية وخصوصا كل الادلة بتختفي، وده طبعا كان إنذار عشان استسلم واتنازل عن نصيب زياد ليها، وبعدها اختفت لما ملقتش استجابة مني و مسمعتش عنها حاجه من يومها غير النهاردة.
زهور: مش ملاحظين حاجه في الكلام والأحداث نفس الطريقة والخطط اللي استخدمتها مع دكتور حسن هي هي الطريقة اللي استخدمتها مع حضرتك بس زاد عليها حاجه وجودي انا.
الجد: قصدك ايه.
زايد ينظر لها بذهول ويهز رأسه بلا لتبتسم زهور وتتحدث معه بصوت واحد.
تحرق القصر بالعايله كلها وبما ان المستفيد الوحيد من الحريق وعندها دافع للانتقام هي انتي، انا لاني لانك الوريثه الشرعية لكل ثروة عايلة الغمراوي،وطبعا كل الشكوك والاتهمات تحوم تجاهك، تجاهي ويتقبض عليا، عليكي
ــــ تصمت زهور ويكمل زايد الحديث.
وطبعا تجي نهال وتظهر كانها الملاك المخلص وتساوم علي اظهار برائتك
في سبيل تتنزلي ليها عن الفنادق وورثك من زياد
الله يرحمه ولما خطتها فشلت قالت تلحق نفسها وتعدل الخطة
بانها تورط الأولاد وتساومنا وفي نفس الوقت تنتقم مني لاسباب كثيرة من اولها سجنها وموت عمي الله يرحمه واتهمها باني انا السبب لما كشفت خطتها الدنيئة ومصايبها واكتشاف عمي انها سبب موت زوجته وأولادة الصغيرين.
الجد يشعر بأن قلبة سيخرج من مكانه مما يسمع من حقائق لاول مرة يعلمها عن ابنة شقيقه الذي ربها ببيته وعملها مثل أبناءه تلك الشيطانة تقوم بكل تلك الافاعيل وهو لا يعلم عنها شئ، يتحدث بقهر وقلب ممزق على شقيقة الذي توفي بعد صدمته في إبنته، هطلت دمعاته كسرب من النمل يمشي بخط مستقيم لا تخرج واحده من خطها المستقيم التي تسير به صديقتها.
زهور بحاميه وصوت رزين ومرتب إقتربت من مكتب حسن وامسكت حقيبتها اخرجت منها هاتف روحية التي اعطته لها قبل رحيلها من البلدة وأجرت اتصال هاتفي مع أحدهم وأغلقت الهاتف بعد إخباره بما تريد منه وأن ينتظر اتصال أخر منها تخبرة بما عليه ان يفعل.
ــــ بتفكري في ايه يا زهروان، حاسس انك فكرتي بخطه سريعه.
ــــ تنظر فر عينيه وتصمت دون حديث،ليعاود سؤالها مرة أخرى، لتخرج أنفاسها وتهز رأسها.
ـ أيوة عندي أكتر من حل مناسب جداً للمشاكل دي .
بس الأهم إننا نهرب الشباب لمكان آمن جوة مصر مش برها.
الجد: ازاي جوه البلد ممكن بسهولة يتقبض عليهم او تكون مرقبهم وتعرف مكنهم،أنا هعمل ترتيباتي وهخرجهم قبل النهار ما يطلع علي أي بلد ما فيش فيه اتفاقيه وإنتربول.
ــــ وحضرتك متخيل واحده خطتطت لكل الجرايم دي
مش هتكون فكرت ولو واحد في المليون بنفس كلامك، ومبلغتش اول حاجه عن هروبهم ومش بعيد تروح المطار تلاقي ان كل الغمراوية ممنوعين من السفر،والادها بقي في نشرة بأوصاف العايلة كاملة.
ـــــ كلام زهروان صح يا بابا كل كلمة قلتها متأكد ان نهال فكرت فيها ونفذتها كمان وأول حاجه عملتها قدمت بلاغ بمنعنا من السفر برة مصر.
_ أنا مش مصدق كل اللي بسمعه إمته وازاي لحقت تعمل كل ده وتخطتت وتنفذ واحنا ولا حاسين ولا داربنين بكل ده.
زايد: للاسف استغلت انشغالنا ومشاكلنا اللي مش بتنتهي وخصوصا بعد ما دخلت العمليات واستغلت فترة مرضي
وقدرت تضرب ضربتها و تستغل ناس كتير شغالين
بالفنادق والشركات والقصر.
_ تجلس تستمع لما يقال بعقل مشتت تحاول تجميع أفكارها، تحدث نفسها كأنها تتحدث مع شخص يقف أمامها وسط نظرات الجميع لها، لتبتسم إبتسامة تنير وجهها تلتفت لهم تحد نظرات الاستغراب وتساؤلات تملئ أعينهم.
ــ أنا لقيت مكان ميخطرش على بال حد هنهرب فيه شباب العائلة وكمان جوة مصر مش برها منها يختفوا عن العيون لوقت ظهور الحقيقة والتانية حاجه في نفس يعقوب، بعدين هتعرفوا الاهم من كل ده محتاجة اعرف شخصية كل واحد فيهم بيحب ايه وبيكره ايه، ده اولا.
ثانيا ـ: محتاجه أعرف كل حاجه عن اللي إسمها نهال دي وطلب بطلبه من حضرتكم تساعدوني في ال جاي من غير ما تعترضوا أو تمنعوني، أنا هقابل ال اسمها نهال دي النهاردة وقبل ما تعترضوا عندي خطة محدش يتوقعها ولايمكن حد يعرف ينفذها غيرى، كل الي طلباه من
حضرتكم انتم الثلاثة، انكم تسمعونى قبل ما تعترضوا، وياريت محدش يعرف بالكلام اللي هقوله دلوقتي لحد ما نفذ الخطه لان بعد ما نرتب تفاصيلها وابداء في تنفيذها هكون لوحدي بعيد عنكم.
ــــ تفتكري إن أنا بعد ما لقيتك بعد السنين دي كلها ممكن أعرضك للخطر، أو أسيبك تقبلي نهال، ملايين الدنيا فداء روحك وجودك قدام عيني وإني ابق شايفك قدامي اخدك بحضني اتنفس ريحت ابني فيكي عندي بكنوز الدنيا كلها.
ــ بسعادة غامرة قلبها تكاد تلقي بحالها بين أحضان جدها، تحاول التماسك بكل ما أوتي لها من قوة تتلمس يدها جانبي الكرسي الجالسة عليه تتمسك بهما يساعدها على تمالك أعصابها وعدم الانصياع لكل تلك الأفكار التي تداعب قلبها قبل عقلها تخرج كلماتها بعد أن رتبت أفكارها حتى لا تضعف مقاومتها لمشاعر تتمنى الانصياع لها.
ــــ حضرتك مقدمناش حل غير ده،اسمعني للنهاية بعد إذنك.
ـ زايد وقف تجاهها جسى على ركبتيه أمامها رفع يده يكور وجهها بيده،هو قلبه يكاد يخرج من مكانه يصرخ بلوعة وهو يرى ملامح وجهها يغمض عينيه تتدحرج دمعاته وعلت أصوات أنفاسه صوت ابتلع ريقه يسمعها الجميع مع ارتفاع صدره وهبوطه يهمس باسم طالما تمنى التقاط صاحبته بين حنايا صدره تخرج كلماته غير مفهومة وهو يحاول أن يتماسك.
ــــ إنسي الكلام اللي قلتيه إستحالة هسيبك تقبلي المجنونه دي،أو تعرضي نفسك للأذى لو على السجن أنا مستعد أسجن لو على الأولاد أنا هعرف أبعدهم وأخرجهم برة البلد بمعرفتي،لكن معنديش استطاعه إني اخسرك يا سلس.
زهور ضربات قلبها تتسارع تشفق على الجاسي مقابلها
تحدثه بي نهره كأنه طفل صغير يتلقى التأنيب من والدته وهو ينصاع لكل حرف يخرج من بين شفتاها.
زهور: لو سمحت حضرتك اتفضل اقعد مكانك على الكرسي في حاجات أولى من أي مشاعر وأحاسيس،مش هكدب عليكم وأقول أنا مش بفكر بالمقابلة دي ولا إني مش خايفه ومرعوبه لا أنا خايفه بس مش خايفه من ال اسمها نهال،لا أنا خايفه إني أفشل ومقدرش أنفذ خطتي،خايفه ما خدش تاري منها،وحاجة مهمة مش عايزة اسمع كلمة ههرب الولاد، وابعدهم ممكن تفهمني وبعد ما تهريبهم تظهر براءتهم ازاي
او هم هيتعلموا من أغلاطهم إزاي والأهم من ده وده لازم يتربوا من أول وجديد يتعلموا إن الدنيا مش دايما لهم،يتعلموا
يوجهوا مشاكلهم و يعتمدوا على نفسهم حضرتك مش هتعيش ليهم العمر كله تخرجهم من كل مشكله،أمته هيبقوا رجال يعتمد عليهم يبقوا سند لكم ولباقي عيلتهم يحافظوا على اسم العايله اللي فضلتم تبنوه وتحفظوا عليه، للأسف بهروبهم حضرتك بي تضعف شخصية كل واحد فيهم ودايما ها يهربوا يوجهوا أي مشكلة، من الاخر هيبقوا قش.
الجد بانبهار من تفكيرها وسعادة واضحة على وجههّ: بالرغم من صغر سنك لكن تفكيرك أفضل من تفكيري او تفكير واحد فينا وحدك غيرك كانت فرحت ببعد ولاد عمها وخلو الطريق قدمها وأنها تستولي على كل قرش ومش بس كدة تنتقم مننا، بس انتى غير، زهروان يا بنتي أنا من إيدك دي لايدك دى
موافق على كل كلمة بتقوليها مش ضعف مني ولا إستغلال لكي، لا لا دي ثقة بأنك هتخرجينا كلنا لبر الأمان، هتعلمي ولاد عمك اللي أنا والدنيا فشلنا فيه، لو مت هموت مطمن
لانك موجودة بينهم،هموت وانا مرتاح كنت بموت ألف موته كل ليله وأنا بفكر لو مت وأنتي بعيد عنى مش عارف اوصل لمكانك هقف قدام زياد إبني إزاي هقولة ايه بنتك معرفتش ألقيها أخر ذكرى منك ضيعتها زي ما ضيعتك هقف قدامه باى وش اطلب منه يسامحني، ولا لما ربنا يسألني وأنا واقف بين يديه حفيدتك زنبها هتدفعه ازاي، ميزانك ناقص في كفة،ومائل في كفة تانية من ثقل وزنه من حق ابنك ومراته وبنته سنين مجافيني النوم وأنا بدعى ربنا أشوفك وأضمك واطلب مسامحتك ليا قبل ما أوجه رب كريم، يا بنتي قولي كى اللي عندك بتفكري في ايه خطتك ايه وقبل كل ده ايه اللي محتاجه مننا ودورنا هيبق ايه.
زايد يبتعد عن زهور يلتف لولده يتحدث وصدره يعلو ويهبط من شدة انفعاله: بابا حضرتك بتقول ايه ازاي توافق على كلامها ازاي هتأمن عليها تقابل المجنونه نهال، حضرتك متخيل نهال هتقبلها بالأحضان دي مش بعيد تحاول تقتلها أول ما عينيها تقع على زهروان، لا أنا لا يمكن أبدا أسمح بل مقابلة دي، لو على الولاد اعملي كل اللي انتى عاوزاه لكن اضحى واخليكي تقبلي المجنونه دي لا وألف لا لو مصممه أنا اللي هقبلها لو موتتني أنا موافق لكن مش مستعد انا او بابا او اي واحد فينا بأننا نخسرك بعد ما تعبنا سنين واحنا مش قادرين نوصل ليكى.
زهور بسعادة تجاهد في عدم ارتمائها بين يديه تضمه وتشتد في ضمته تحارب تلك المشاعر المختلطة بين فرحتها بكلامه وبين موجة من الدموع تكتلت بين جفونها لشعورها بصدق كل كلمة يتبث بها عمها.
ــــ احمم كلام حضرتك خلانى متمسكة أكثر برايى خوفكم عليا حفزنى أكتر من الأول إن كنت عاوزة أقبلها قراط بعد كلامك عاوزة اقبلها مليون قيراط مش مكبرة وعند لا ثقة في حضرتك لانى هكون متسلحة بسلاح مش عندها.
زياد: سلاح ايه اللى هدفعي بيه عن نفسك.
ـ حضرتك هو سلاحى مش معقولة هتسبني ليها أو على الأقل مش هتأمن المكان اللي هقبلها فيه.
ــــ زايد بفرحه أنا أحميكِ بروحي.
زهور:يبق متفقين ممكن بقي تسمعوا خطتي ونتفاهم على كل
عناصرها ودور كل واحد فينا ومين أهل الثقة ممكن يساعدنا واه قبل كل ده محتاجة محامي ثقة حالاً وكمان معارف حضرتك التقال بالبلد هنحتاج هم.
حسن: وانا دوري هيكون ايه.
زهور ببتسامه: دور حضرتك بعد ما يوصل الشخص اللي
اتصلت بيه من شويه هتساعده في نقل الشباب للمكان هيقعدوا فيه الفترة الجاية وكمان هتكون مرسال ما بينا وبينه من غير ما حد يعرف ولا يأخد باله.
الجد: طيب وجدتك وباقي العايله اللي نفسهم يشوفو كي و يتعرفوا عليكي.
زهور: آسفة من اللي هقوله مقابلتي لهم هتبوظ كل خطيتي، لأن أكيد أكيد هيوصل للست دي مش قصدي أخون حد من العائلة بس من كلامك عليها يؤكد لي ان في حد من جوه البيت بيوصلها أخباركم لحظة بلحظة.
زايد عندك حق في حد كان بي يوصلهم اخبارنا بس خلاص انكشف أو بالأصح انكشفت.
الجد بذهول مين دي يا زايد اللي بتكلم عليها.
ــــ نيرة بنت زينه يا بابا للاسف.
زهور: يبق مقدمناش غير اننا نأجل المقابلة دي بعدين، ممكن بقي تسمعوا خطتي.
صمت حل بالمكان جلس الثلاث رجال بجوار بعضهما وزهور بمقابلتهم وبصوت هامس بدأت تسرد لهم خطتها