رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثمانون
جالس على الأريكة عينه مثبته على الحائط ينظر ل إطار صغير تدحرجت دمعه منها وهو يتذكر قبل فترة قليلة من الزمن.
ـ لاتنسى ابدا ان الله هو العدل خلقنا لنعبده وزع الارزاق
والاقدار، جعل منا المنعم ومنا المقد ومنا الغنى ومنا الفقير
ومنا المتعافى ومنا المريض ومنا القوي منا الضعيف، ومنا المُعَز ومنا الذليل، ومنا الصادق و منا الكاذب ، وزع المقادير بالعدل
منا من رضى ومنا من سخط خلق الجنة والنار ندخلها برحمته، وندخلها بسخطه رضاه الجنة وسخطه النار رحمته وسعت السموات والارض وبالاستغفار يمح سخطه.
وزع الارزاق بين عباده قد يكون ا
رزقك في صبرك، ولعلَّ رزقك في بصيرتك، ولعلَّ رزقك في نفسك اللوامة وضميرك الحي، ولعلَّ الله منعها عنك ليشغلك به فتُرفع درجتك وتؤتي سؤالك وتُضاعف حسناتك
دائمًا تذكر أن ما تحصل عليه سوف يكون عوض بالإضافة إلى مكافأة الصبر، فكلما تأخر ما تريد أتاك إن أحسنت الظن أفضل مما أردت.
اللهم اجعلنا من المرحومين فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك، اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا وانت راضاً عنا اللهم باعد بيننا وبين النار كما بعدت بين المشرق والمغرب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا للإيمان
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا
إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ
مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
هكذا أنهى الشيخ علي أحدى كلماته اليومية بعد صلاة العشاء
يخرج أهل القريه بعد شكرة والسلام عليه تاركين الشيخ جالس ككل يوم في المسجد يقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، ليصدق سريعا وهو يرى ذلك الجالس قبالته يغلق مصحفه ويربت على يد الجالس أمامه.
الشيخ علي بابتسامه تشع النور من وجهه، ايوة كدة يا ابو جنه أخرج ونور مكانك بالجامع بكفيك رقدة اخرج وروح وتعال هتروق وتخف الجعده والنوم ما يجيبوش غير التعب والمرض.
ابو جنه / ربنا يخليك يا شيخ كلامك بيريح الواحد يرطب على قلبه، الحمد لله علي نعمه، اسمعني يا شيخ انا جاي ابري ذمتي قدامك ومن قبلك ابري ذمتي قدام ربنا سبحانه وتعاله
، انا زي ما انت عارف أجرت الأرض من الست احلام
وصرفت عليها علي يدك لحد ما بقت عفية وبتجيب زرع مش في الجهة كلها، وطبعا اول محصول حضرتك قلت لي
انت صرفت كتير على الارض وهتعرف الست احلام ومافيش قسمه مابنا السنه دي بس انا بعت المحصول والحمد لله بفضله وكرمه كسبت أكتر ما صرفته أربع مرات، لولا شوية العيا جولي وموت ام جنه المفاجئ صرفت جزء كبير من الفلوس والجزء الباقي ده من حق الست احلام اتفضل وصلهم ليها، ليصمت قليلا يفرق في يده. ويتحدث مرة اخرى .
السيد ابو جنه / بعد اذنك يا شيخ اوصيك وصيه بناتي جنه وجنات خل بالك منهم حطهم جوه عنيك دول ملهمش حد نهائي من بعد ربنا سبحانه وتعالى غيري، لو ربنا أراد واخد امانته مش هيكون ليهم حد غيرك خلي بالك منهم وحاجي عليهم دول ولايا بيسمعوا كلامك، جنة عصبية شوية وحماقية في الحق بس ومفيش أطيب من قلبها لولا هي واختها مكنتش عرفت ازرع الارض وتجيب محصول وكمان مشروع الورد ال عملوه وراء بيت الست احلام بقي عال والحمد لله اهو بـ يجيب قرشين ليهم يصرفوا علي نفسهم،والباقي دخلوه من ضمن إجار الأرض.
الشيخ: ربنا يحفظهم يا ابو جنات ويفرح قلبك بيهم وتجوزهم وتفرح بولادهم وولاد ولادهم.
ابوجنات:ياريت يا شيخ أعيش وافرح بيهم بس واطمن عليهم جنه تقدر تكلم وتاخد حقها لكن جنات قلبى وجعنى عليها قوى
،أوعدنى يا شيخ لو جرالى حاجه تخلى بالك منهم وتسترهم مع رجالة ولاد حلال أنا صحيح مملكش من الدنيا غير البيت العايشين فيه وقرشين صغيرين يكفيهم ما يمدوش ايدهم لمخلوق،بس خايف عليهم من ولاد الحرام يطمعوا فيهم وهم ولايا ملهمش حد غير ربنا.
على: أديك قلتها بنفس ملهمش غير ربنا، ربنا هو القادر على كل شئ متخفش يا ابو جنه لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشئ ربك مش رايده مش ها يضروك بشئ.
السيد: ونعم بالله يا شيخ، أنا سيبهم فى معية الله وما عيتك.
انهى كلامه وهب واقفا مستأذنا من الشيخ وقبل أن يتحدث الشيخ علي ويرد عليه يجد من سقط أمامه أرضا لا يتحرك.
يسرع زحفا إليه يربت على خده وينادي عليه ليبكي بصوت متحشرج وهو يزيح وشاحه من علي كتفه ليغطي به وجهه ويترحم عليه جلس لدقائق يحاول النهوض حتى نجح ليتجه تجاه الباب مناديا على بعض المارة.
ليفيق على صوت احد يناديه يزيح دمعاته بطرف يديه
ليفتح عينيه عند سماع صوت، مناديا عليه.
يعتدل في جلسته محمحما، يبتسم بإبتسامه باهته وشفقة وهو ينظر لمن يناديه.
الشيخ علي: نعم يا بشمهندسه جنة، متاخدنيش شاردت شويه.
جنة: بخجل وعيون باكية، متشكرين يا سيدنا الشيخ على وقفتك جنبي أنا وأختى طول ايام العزاء مش هننساها طول محنا عايشين وجميلك ده على روسنا من فوق.
ـ جميل إيه يابنتى إنتم زي بناتى ابوكم الله يرحمه ويغفر له
كان ونعم الجار ونعم الصديق، وقبل ما يلاقي ربه وصاني عليكم، يا بنتى المرحوم توفي من شهر وزيادة وانتي واختك ملزمين البيت ومخرجتيش منه وناسية ان الارض ومشروعكم محتاجين رعاية، وكمان وقت الحصاد قرب والزرع بقي حاله مايسر عدو ولا حبيب، الطير بيسعى فيه، متنسيش ان الأرض أمانة صاحبتها سابتها في رقبة المرحوم أبوكي وهو شقي فيها وتعب فيها هو والمرحمة والدتك وانتي واختك تعبتم فيها جامد وقدرتم بمجهودكم وعلمكم تخلي الارض البور أرض بكاري عافية بتزرع أحسنها زرع وأجودها في البر كلاته، فبعد ده كله تضيعوا تعبكم أكيد مايرضيش ربنا.
جنه:غصب عنا يا شيخ إنت عارف ال مرينا بيه وموت أبويا المفاجئ وكلام الناس هيفضلوا ينهشوا فى لحمى أنا وأختى وهيقولو محزنوش على أبوهم وخرجوا ورحم وجم وانت سيد العارفين كلام أهل البلد.
ــ يا بنتى الناس موارهاش غير الكلام،حتى لو قفلتي بابك على نفسك انتى واختك مش هتسلمو من كلام الناس،يا جنه يا بنتى ارمي كلام الناس وراء ظهرك وحزنك على ابوكى مش قعدتك بالبيت وتضيعي شقى ابوكى وحلمك ومشروعك،
إن شاء الله من الفجرية تصلوا وتوكلوا على الله تراعى الأرض وتشوفي الزرع وأي حاجه تحتاجوها شيعليكون عندك بإذن الله في التو واللحظة.
ــــ إن شاء الله يا سيدنا الشيخ، اللى تؤمر بيه إحنا هنفذة حاضر.
الشيخ على ربنا يسهلك الحال يا بنتى وما يؤمر عليكم ظالم
ولا عدو، هستأذن انا يدوب الحق صلاة العشاء، يلا تتمسوا بالخير بكرة أعدي عليكم بالأرض ألقاكم واقفين بمشتل الورود منورين .
جنة: بإذن الله منين ما تمر علينا هتلقينا هناك.
رحل الشيخ وأغلقت جنة باب المنزل خلفه والتفت تقع عينها على شقيقتها الصغرى تقف بالقرب من باب إحدى الغرف.
جنة:أخيرا خرجتى يا جنات من الاوضة،حمدالله على سلامتك.
جنات: توم راسها ودموعها تسيل على وجنتيها،تنظر للباب الخارجي للمنزل وتشير بيدها.
جنة: قصدك الشيخ على.
جنات تهز راسها بمعنى نعم.
جنة: ماله الشيخ.
جنات تشير بيدها على إحدى صور والدها المعلقة تزيح دموعها تشير علي نفسها تارة وعلى جنة أخرى وتهز رأسها.
جنة: انتي موافقه على كلام الشيخ عليّ وهتروحي معايا الارض عشان المرحوم .
جنات توم برأسها بالموافقة وتتجه لشقيقتها ترتمي بحضنها.
مضى الليل الطويل على الفتيات كدهر كامل يفزعن كلما سمعا صوت أو مواء قطة ينمن متمسكات ببعضهن مدثرات من أخمص أقدمهما حتى رأسيهما، ينهضن من نومهم المتقطع مع أذان الفجر، يرحلن من المنزل بعد أداء فرضهما وأعداد ما يلزمهم من لقيمات وماء وأدوات يستخدمونها فى عملهم،ليصلوا إلى الأرض مع أول شعاع للشمس.
_____
يومان بليلتيهم مضىوا على وجود سيدات الغمراوية منعزلين عن بعضهن الفتيات في غرفة والسيدات فى اخري، في غرفة السيدات جالسات ظهرهن للحائط مبتعدات عن بعضهن معادا زينب التى تضم شقيقتها زينة لصدرها تربت على ظهرها والأخرى تبكي بنحيب جسدها يرتجف بشدة، مع كل شهقة تخرج من فاها تحدثها شقيقتها تحاول تهدئتها.
ـ إهدي يا زينة إن شاء الله البنت هتكون بخير، وزايد مش هيسبها غير لما تتحسن ويجيبها ويجي.
زينة تتحدث بصوت مكسور ضعيف تخرج كل كلمة منها كاسكين ينغز في حلقها.
ــ دول يومين يا زينب يومين واحنا هنا محبوسين لا حس ولا خبر، حتى زايد لا جه ولا طمنا، منعرفش حاجه.
ــ إطمنى يا زينة متقلقيش زايد مش هيسبها.
ــ طول عمري عايشة مطمنه بوجود إخواتي جنبي، زايد وزيدان دايما كانوا سندنا جنب بابا عمرهم ماقصروا معنا ولا مع أولادنا سنين عايشين في القصر بعد اللى حصل ولامرة فرقوا بين أولادهم وولادنا بالعكس كتير كانوا بيفضلوا أولادنا على أولادهم تقوم الطعنة والخيانة تجي من مين وعشان مين.
ترفع وجهها مقابل لوجه شقيقتها.
ــــ تفتكري أنا أكتر حاجه وجعانى و نار وقيده فى قلبي بسببها
إن إلا عمل كل ده مش حد غريب لكن طلعت بنتي من بناتى هى اللي عملت كده،بنتي هي الـ حاولت بقلب بارد تموت كل عايلتها بنتي اقرب وحده ليا الطعنة متجليش غير منها وشوفي ال يحزنك ويوجع القلب إنها مش أي وحده، دي أكتر وحده اخذت اهتمام من جدها وأخوالها، طلباتها مجابه، مافيش مرة طلبت حاجه وتأخروا عليها، دراستها
وهوايتها ماحرموهاش من حاجه، رحلاتها ومصاريف
مشروعها جدها ساعدها وقلها كل اللى تطلبيه وتحلمى بيه أوامر؛ بعد كل ده الضربة متجيش غير منها هى وياريت اكتفت بخيانتها وبس لا دي حرقت القصر واحنا جوه بدم بارد ومهمهاش نعيش نموت محروقين، وبعد ده كله بدل ما تنقذنا، لا مفكرتش غير فى أوراق أبوها اللي بمكتب جدها،
مهمهاش انها تبق مجرمة وتقتل عائلتها لا الهانم رمت نفسها عشان شوية ورق! عملتهاش مع أمها وأخواتها عرفة ده معناه إيه أنا معرفتش أربي استحالة دي تكون بنتي استحالة.
زينب ببكاء على إنهيار وصدمة شقيقتها والرجفة التى تشعر بها بجسد شقيقتها تحاول مواساتها، وهي تنظر لـ زوجات أشقائها تحسهم على الكلام والتخفيف عن زينة ، لـ تجحظ عينيها وهي ترى وتسمع تلك الكلمات اللاذعة من فم.
خرجت عن صمتها وهدوئها المعتادة عليه لأول مرة بحياتها
تتحدث بهذه الطريقة، دموعها لا تتوقف تبكي وتتحدث.
آيات: قبل ما تلومي بنتك اسألى نفسك ربتيها صح ولا غلط
كلنا هنا في نفس المركب، كل واحده فينا تتحمل تربية ولادها
كلنا غلطنا، أنا وإنتي وآمال وزينب يا اما كنا سلبيين أوي وعمي وماما زهور هم المتحكمين في كل أمورهم، يا اما
مسيطرين زي ما عملت زينب ولادها الاتنين فضلوا عرايس تحركهم بأيديها لحد ما فاض بيهم واهو بداءت نورين بالتمرد وقريب أوي هتشوفوا نتيجة التمرد دي واولكم زين إبني، أما
انتي يا زينة حاولتي تكونى الأم المثالية الطيبة ههه قلتي مش هحرم البنات من ابوهم،انا مش هكون أنانية اللي بيني وبينه انتهى بس البنات ملهمش ذنب، اهتمتي بـ بناتك فوق الوصف، بس للاسف حضرتك ضيقتي الخناق عليهم بدل ما تقربي منهم بعتيهم عنك،لما لقيتي البنات قربوا منه بقيتي دايما بتفكريهم بعملته وخيانته ليكي لما تعقبي وحده فيهم تقول لها هرمكِ لابوكى نسيتي ان بناتك بسن حرج ونسيتى جوزك كان ايه وبيعرف يوصل للي هو عايزه إزاي، نسيتى اهم حاجه تكونى صحبتهم مرة وراء مرة بعتيهم عنك بقيتي سليطة على الكل شكاكة موسوسة؛ بدل ما تحتوي بناتك لا رميتهم في حضن ابوهم؛واديكى شفتى بنفسك نتيجة ال حصل كويس .
زينة رفعت رأسها مبتعده عن شقيقتها وبصوت مختنق: بقيت أنا السبب فى اللى حصل، بدل ما تقولي اختك هى السبب من صغرها وهي بتغير مني وبتحط عنيها على أي حاجة ليا،بقيت أنا السبب أنا اللى غلطانه وكلكم ملايكه.
آمال تقف بصراخ كفاية بقي انتي وهي مافيش حد فينا بريئ كلنا غلطنا، أيوة كلنا وانا اولكم غلطت لما اتجوزت زايد واحنا مش بنا أي مشاعر حتى الرغبة مش بنا غلطت لما سمعت كلام بابا جوازة مرتاحه وابن عمي هيخاف عليا ويحميني غلطت لما خلفت ولادى وعيشتهم ما بين اب وام
مش بيحبوا بعض.
بدل ما نشوف هنعمل ايه في المصيبة ال ربنا نجانا منها بإعجوبه وكشف لينا كل حاجه ومين عدونا من حببنا، لا لسه بنلوم بعض ونقول عملت ومعملتش لا كفاية بقي احنا هنا مش عارفين ولادنا فين وعمي وماما زهور وزايد وزيدان حصلهم ايه بدل ما نهين بعض نفكر مع بعض اذاي نقدر نطمن على ولادنا وحصل ليهم ايه انا قلبي هيقف من الخوف عليهم عمر قلبي ما وجعني كده كنت ببقى مطمنة ان عمي حميهم مش مقصر معاهم، لكن دلوقتي متأكدة إن فيهم حاجه قلبي بينغز عليا ولادي مش بخير أبدا، أنا مش هستنا دقيقة واحدة قاعدة هنا ومعرفش حاجه عن عمي والباقين فاهمين.
زينب: عندك حق بس هنعمل ايه زايد مشدد علينا مش نخرج من هنا.
آمال: عارفة كل حاجة بس انا مش قادرة استحمل ولادي يا. ناس قلبي بيقولي فيهم حاجه وحازم بالاخص قلقانه عليه.
فى غرفة الفتيات تجلس كل منهن شاردة في ملكوتها وسيسيليا لا تكف عن الحديث تسأل غادير أسئلة كثيرة وغادير تكتفي ببعض كلمات تجيبها حتى شعرت بالنعاس و تمددت على الفراش حتى غفت ،تدثرها غادير وتمددت جوارها تربت على كتفها، تتلمس شفتاها وتبتسم بخجل، مع تذكرها زاهر وحركاته تجحظ عيناها عندما أعادت كلماته التى همس بها في أذنها، قلبها يكاد يخرج من مكانه، تتساءل ما معنى كلامه الذي حدثها به تغمض عينها تعيد ما قاله.
ـــ اعملى حسابك الكلام اللى قلتيه لجده وتيته مش معدية، كام يوم وهنسافر لندن ووقتها هحاسبك بطريقتي واعرفك ازاي تقولي اللي قولتيه.
ـــ تعود من ذكرياتها منتفضة:أنا نسيت تيته وجدو،خالص ياتري هما عاملين ايه،وعرفوا مكان زهروان ولا لسه،وتيته أخدت علاجها ولا نسيت نفسها، أنا لازم أتصرف؟
واطمن عليهم بأي طريقة ظلت طوال الليل تفكر في خطة تستطيع تنفيذها والخروج للإطمئنان على جديها، حتى بزخ أول شعاع لشمس الصباح .
نظرت حولها وجدت الفتيات غطوا فى النوم، تتسحب من جوار سيسيليا بخفة حتى هبطت من على الفراش واسرعت بالخروج من الغرفة،اقتربت من الغرفة القانط بها والدتها وباقي نساء الغمراوي، تتصنم مكانها وهي تستمع لحديثهم
تغلق باب الغرفة من الخارج بالمفتاح وتسرع بالهبوط من الدرج.
تتجه ناحية الباب وتفتحه براوية وتخرج بهدوء وهي تتلفت خلفها بحظر حتى هبطت الدرج كاتمه أنفاسها إقتربت من باب المنزل فتحته بهدوء وأسرعت بالخروج راكضة حتى وصلت للباب الخارجي فتحته بصعوبة تتلفت يمين ويسار، عبرت الطريق للجهة الأخرى وأشارت إلى سيارة اجرة
واشارت له بالرحيل واخبرته بالعنوان.
لتصل بعد وقت للعنوان تترجل من العربة مسرعة تدلف للبناية لتصعد بالمصعد وضغطت على زر الصعود قليلا
كانت تضع يدها على جرس باب الشقة الجالس بها جديها.
فتح الباب لتخطو للداخل بلهفة دون النظر لمن فتح الباب،
لتلتف عند سمعها صوت والدها.
زيدان: غادير.
غادير: بابا ترتمي بأحضانه تشتد بضمه تحمد ربها على سلامته تحدثة بهدوء حضرتك هنا فين تيته وجدو وعمو زايد.
تخرج من أحضانه على صوت خارج من غرفة مجاورة.
زيدان اسرع بغلق الباب وامسكها من يدها وتوجهوا ناحية الغرفة، تجد الجد ممسك بهاتفه يتحدث بصوت غاضب؛ تتجه لجدتها تقف بجوارها تحدثها بهمس.
ـــ تيته هو فى ايه جدو متعصب كده ليه.
ــ مصيبة يا غادير مصيبه صدر أمر بمنعنا كلنا من السفر والقبض على أخواتك وولاد عمك، وال زاد وغطى زهروان
رفعت قضية على جدك وعمك زايد وحازم تتهم هم بالاستيلاء على أملاكها وتبديدها والأسوأ نهال عرفت برجوعها.
ــ أنا مش فاهمه حاجه، هى زهروان رجعت امتى، ولحقت ترفع قضية إمتى، وطنط نهال وصلت ليها ازاي.
ـ مش عارفه يا غادير دلوقتي جده يخلص المكالمة ونعرف منه كل حاجه.
ــ زيدان أنا مش فاهم نهال دي شيطان.
أغلق الهاتف بعصبية وجلس على اقرب كرسي يتحدث بوهن.
ــ انتى إزاي تخرجى بالوقت ده لوحدك مش وتسيبي الباقين عارفه الخطر ال احنا فيه لو حد شافك وانتي جاية على هنا وعرف ان باقى العائلة موجودين فيه مفكرتيش فى ال ممكن يحصل ليهم مش ممكن الحرقوا القصر أول مرة يحرقوا القصر ده بال فيه للدرجادي بقيتى مستهترة يا غادير هو انا هلحق ايه ولا ايه، مش كفاية المصايب إلا نزله على رأسي
مصيبة وراء التانية.
ــ أنا آسفة يا جدو بس قلقت على حضرتك وتيته وخصوصا تيته ماخدتش الدواء وكمان يومين محدش من ال في القصر آكل عايشين على الماية وسيسيليا طفلة صغيرة مش هتتحمل أكتر من كده، ومش مبطلة سؤال على عمو زايد، ومتقلقش يا جدو أخدت حظري وأنا خارجة من القصر وكمان وانا جاية على هنا نزلت في مكان بعيد عن هنا بشوية.
ــ الجد زيدان حاول تصرف وتروح على القصر وتاخد أكل يكفيهم فترة طويلة اسبوع عشر ايام وانتى يا غادير شوفي محتاجين ايه كمان وروحي مع ابوكي واشتروه بس بلاش تروحوا أي مول أو مكان تكوني معروفة فيه، وخليك معاهم
متخرجش غير لما اتصل عليك حاول تطمنهم وتطمن زينة على بنتها وبلاش أي كلام وعتاب إختك فيها اللي مكفيها، وبلاش تأخذ عربية من عربيتنا خد أوبر ولا تاكسي.
ـــ غادير: لو سمحت ياجدو بعد إذن حضرتك ممكن بابا يروح الأول ياخد اي اكل معاه، قبل ما أجى سمعت طنط آمال منهارة ومصممه تخرج وكمان عمتو زينة هتجنن على نيرة وانا هاخد كل حاجة ها نحتاجها انا هاخد وقت بشراء كل حاجه نقصانه.
ـــ زهور الجدة كلام غادير صح روح يا زيدان كلنا عارفين زينة وطبعها مش هتتحمل أي كلمة وآمال ممكن تعمل حاجه من غير ماتقصد تضيع كل تعب أخوك.و اي محل يقابلك بالطريق اشتري اي اكل وغادير تحصلك بالباقي.
زيدان: تمام أنا هروح بالاكل واطمن عليهم وأرجع هنا من تانى، نشوف هنعمل ايه في المشاكل دي كلها،قعادي هناك ملوش لزمة.
ـــ لا مترجعش على هنا وجودك هناك أهم هنكون مطمئنين عليهم، وانا وزايد هنتصرف و هنتابع معاك خطوة بخطوة.
ــ اوما زيدان برأسة وقبل يد والديه ورأسهما وخرج مسرعا من الشقة بل من البناية وقف قليلا يمشط المكان بعينه ليتأكد من آمان الطريق تنفس الصعداء ورحل بعيدا عن البناية بعد عدة خطوات أشار إلى عربة أجرة أخبره بالتوقف عند اقرب
محل بيع طعام اشتري كمية من الأكل والمرطبات وأخبر السائق بالعنوان الذي يريده، بعد دقائق قليلة توقف السائق في المكان الذي أخبره عليه زيدان الذي ترجل سريعا بعد دفع ما طلبه السائق وحمل الأغراض بيده فور انطلاق السائق مبتعدا أشار إلى عربة إخري وأخبره على عنوان اخر
بعد أقل من نصف ساعة كان وصل زيدان القصر بعد ما تنقل من عربة لاخرى للأمان دلف إلى القصر وضع ما يحمله بيده على طاولة صغيرة بالردهه يلتقط أنفاسه،يهرول صاعدا لأعلى مع سماعه لصوت خبطات على باب إحدى الغرف يفتح الباب المغلق من الخارج بمفتاح موضوع بالمقبض، ليصدم مما يرى.
____
يجلس علي كرسي أمامه طاولة يتلمس رأسه يشعر بدوار وألم يفتك بها ملامح وجهه ممتعضة ينظر إلى الغبرة التى بالمكان يسعل فور أن بعثر الأتربة، يقف بغضب ويرجع للخلف ليسقط الكرسي على الأرض، يركله بقدمه بشدة مصدرا صوت عالي، ليفزع من معه بالمكان و يهبون واقفين من نومتهم ينظرون حولهم باستغراب شديد يتساءلون فيما بينهم.
زين: إيه الدوشة ال إنت عملها ده يا سي حمزة عايزين نرتاح،إنت ناسي ورانا اي.
ليقطع كلامه وتجحظ عيناه مما يرى.
زاهر:طول عمرك مزعج مش عارف ها تكبر أمتى وتعقل،
ايه ده إحنا فين.
يدور حول نفسه بالمكان باستغراب شديد لـ يلتف للواقفين بجواره حالهم لا يقل عن حالة بصدمتهم.
زاهر: حد يفهمني إيه المكان الغريب ده، وجناه إزاي
وحازم فين.
ليعلو صوته مناديا على شقيقة.
حازم حازم، حمزة حازم فين.
حمزة: معرفش انا من شويه صغيرين فوقت من النوم، ومصدع ومش قادر افتح عيني ودايخ يادوب لحقت اقعد على الكرسي ده.
زين: يتحدث وهو يفتش بالمكان ويمشط كل زاوية بعينية حتى وقع بصره على الأرض رأى آثار أقدام ليتبعها حتى وصل لأخر تلك الآثار يصعد درج صغير من الخشب ليصل للسطح يجد حازم جالس متقوقعا على نفسه ينظر أمامه.
ينادي عليه عدة مرات متتالية حتى تلقى استجابة منه يشير له ويهبط لأسفل خلفة حازم الذي يتنفس بضيق هابط خلفه.
هبط زين وخلفه حازم يهرع زاهر تجاه فور وقوع عينيه على قطرات الدم التي على ملابسه .
زاهر: حازم ايه الدم ده وازاي يا بنادم تحمل علي ايدك وهى تعباك كده.
حازم: كنت مخنوق وزهقان جيت أخرج اتنفس هواء نصيف الباب مقفول من برة، افتح شباك نفس الحال دورت كتير لحد ما لقيت السلم ده وطلعت.
حمزة: انا مش فاهم حاجه إحنا فين، وايه البيت الغريب ده ومين جبنا هنا.
حازم: معرفش بيت مين، وجينا ازاي مع الشخص الغريب اللي جده بعته لينا، وازاى أكيد العصير اللي شربناه بالطريق
حاطط فيه منوم بس ليه وغرضه ايه مش فاهم.
حمزة: الباب مقفول من برة والشبابيك هو إحنا في سجن، جدو قال نروح معاه لحمايتنا مش يسجنا.
زاهر: مش وقت الكلام دلوقتي، حازم وأنت بتستكشف الكهف ده الحمام منين.
حازم: حمام ايه مافيش حمام، البيت أوضتين ومكان غريب كده فيه كام طبق وجنبه باب مقفول معرفش ده حمام ولا ايه.
زاهر: فين ده محتاج أدخل حمام باي طريقة.
حازم: هناك جنب السلم بالضبط.
انطلق زاهر مهرولا ناحية ما أشار حازم، ليفتح الباب بحذر لينظر بداخله ويلتف لهم وعلى وجهه صدمة واضحه