رواية مالم يقال الفصل السابع بقلم ألين روز
– "عمر طليقك… طلع مش ابن حسن."
سكت لحظة… وبعدين كمل:
– "بل طلع ابن عبدالله… أبوكِ."
– "أنت بتتكلم جد؟"
قولتها بصدمة وأنا بصاله… بلعت ريقي بصعوبة.
يعني كده السر هيتكشف! دموعي نزلت، ودماغي لفت بألف سؤال.
فجأة صوته رجعني:
– "عمر طلع أخوكِ!"
– "لأ… مش أخويا، عمر مش أخويا!"
انهرت من البكاء… وحسيت كأن روحي بتتسحب.
بعد كل ده… أكتشف إني عشت مع حد لا أبويا ولا أمي!
مسحت دموعي وتماسكت… وقلت لغيث:
– "مفيش وقت للكلام ده، أنا هعرفك كل حاجة بعدين."
وقفني بصوته الغاضب:
– "أنتِ مين؟!"
تماسكت… لفيت بحزن وقلت:
– "أنا ورد… بنت حسين، أخو حسن."
– "أنا ورد… ضحية حب ناتج من أمي."
سيبته ودخلت غيّرت بسرعة.
ولما خرجت، بصيت له بهدوء وقلت:
– "هتيجي معايا؟"
– "فين؟"
– "هروح لليلي!"
قولتها وأنا مقرّرة… أخيرًا كل حاجة هتوضح، ومش هشيل جوايا تاني.
---
بعد وقت وصلنا بيت ليلي.
اللي فتحت الباب كانت هي… ليلي.
صرخت:
– "إنتِ أي! بعد كل ده… وجاية بكل بجاحة لحد هنا؟!"
تخطيتها ودخلت… لقيت حسن قاعد مع أبوها "عماد".
ابتسمت بخبث وأنا بقول:
– "إيه ده؟ الشياطين متجمعين مع بعض!"
وبسخرية كملت:
– "يا ترى بتتفقوا على قت.ل مين؟ قولوا… أنا مش غريبة."
ليلي صرخت بصدمة:
– "إنتِ مجنونة! إيه اللي بتقوليه ده؟!"
بصراحة… بعد كل اللي حصل، صعبت عليا.
يمكن ذنبها الوحيد إنها بنته.
ابتسامتي فضلت مرسومة… كملت بقوة:
– "تعالي لي يا ليلي… أصلكِ مش عارفة. أبوكِ طلع خسيس… ده حتى باعك علشان الفلوس. متخيلة؟! بس متقلقيش… كل حاجة هتوضح."
بصيت لغيث… وهو فهم قصدي.
رجعت بصيت لحسن بكره الدنيا وقلت:
– "أنا بكرهك… بكرهك يا أخي. إنت إيه؟ تقت.ل القتيل وتمشي في جنازته؟!"
---
الجيران اتلمّوا.
رميت الشنطة اللي معايا وصرخت:
– "البيه لما عرف إن أخوه اتجوز وخلف… يا ترى عمل إيه؟ تقت.ل أخوه ومراته… ورمى بنته! ليه؟!"
قربت منه وأنا بضربه… ولولا الناس منعوني، كنت خلّصت عليه.
كملت بقوة رغم إنكساري:
– "كان بيعمل كده علشان الفلوس. ويا ترى يا ليلي… ده يقدر يعمله لوحده؟ لا طبعًا!"
بصيت لعماد بحزن وقلت:
– "أبوكِ… هو اللي قت.ل أمي الحقيقية. فاكر (مريم) اللي كنت بتموت وتتجوزها؟ عملت إيه؟ قت.لتها بدم بارد!"
ضحكت بسخرية ودموعي في عيني:
– "أقنعتوني والله… إن فيه شياطين عايشين وسطنا."
---
الدوخة سيطرت عليا… حسيت بغيمة حواليا.
رجعت فوقت بصعوبة… وبصيت لحسن:
– "إيه يا حسن؟ معلش… شيلت الألقاب. أصل الألقاب دي للي يستاهل. وإنت ما تستاهلش."
ذاكرتي رجعت لورا… افتكرت يومها وأنا عند عماد.
كان بيقول بدموع التماسيح:
– "للأسف… أخويا مات يا عماد."
كنت سامعاهم… وهو بيعزي أخوه اللي ما يعرفش الحقيقة!
كنت وقتها عشر سنين… لكن فهمت كل حاجة.
افتكرت صوته يومها وهو بيقول لماما:
– "قت.لتِك يا مريم… علشان تبطلي تسيبيني. وأهو… أول ما أشوف بنتك… عقبها زيك!"
خرج وسابها… مرمية في دمها.
والصالة فيها جثة بابا.
أنا هربت… بس المنظر عمره ما فارقني.
عماد قت.ل ماما… وحسن قت.ل بابا الحقيقي، وق. تل اللي تبناني عبدالله
---
بصيتلهم بقوة وقلت:
– "بوعدكم… عمر هيخرج. وأنتوا… مكانه."
رجعت ليلي… وبهدوء قلت:
– "جوزك كان ضحية ليهم… وأنا ضحية الكل. بس حتى لو عمر خرج… هيتحاسب على حاجة."
سيبتهم وخرجت أجري… الخنقة بتزيد.
غيث كان ورايا… لكني وقعت من التعب.
---
افتكرت يوم رحت لعبدالله… وخفت أقول له الحقيقة.
كل اللي قلته: "خدني وتبناني."
وافق… بعد ما خطفوا ابنه.
واللي اكتشفت دلوقتي إنه عمر.
خبى كل حاجة… وقال إنه كان عنده ولدين.
بس الحقيقة… أنا كنت العوض.
---
أخدت المُهدّئ، وحاولت أطرد الأصوات من دماغي.
غيث كان واقف… سايبني براحتي.
بعد ما فوقت… قرب مني وقال بهدوء:
– "ناوية على إيه؟"
نظرت له بعزم وقلت:
– "هنفّذ وعدي."
– "هطلع عمر من السجن… وهقت.لهم بالبطيء."