رواية مالم يقال الفصل الثامن بقلم ألين روز
– "هنفّذ وعدي… هطلع عمر من السجن، وهقتّلهم بالبطيء."
– "طيب… هتعملي إيه دلوقتي؟"
– "هروح أنام شوية… وإنت كمان. وبعدين هكلم المحامي علشان ناخد الإجراءات وأزور عمر."
– "هو إنتِ لسه بتحبيه؟"
سكت… وبصيت له بحزن.
أنا فعلًا مبقتش أحبه… لكن لساني وقف، كأني اتلجمت.
بان الضيق على ملامحه، وقام وهو بيقول:
– "طيب… يلا علشان أروحك الأول."
قمت معاه… وبعد وقت وصلنا.
طلعت بيتي من غير ولا كلمة.
عدّت أربع ساعات… أكلت علشان الحمل، وحضرت نفسي أخرج لوحدي.
لكن اتفاجئت بيه واقف مع الحراس.
قلت بصدمة:
– "إيه اللي جابك؟!"
ضحك بسخرية:
– "اكتشفت إنك دبش بجد!"
ضحكت غصب عني من كلمته…
– "بجد مش بهزر؟"
– "أكيد مش هسيبك تروحي لوحدك. يلا."
مشينا… وقلبي مقبوض.
بقالي فترة طويلة ما شفتوش.
بفضل المحامي ومعارف غيث… دخلت.
كان واقف… وواحد وراه.
بصيت له بدموع وحزن…
إزاي بعد كل ده يكون لقانا هنا؟!
كان باين عليه التعب… وآثار الضرب واضحة.
جريت عليه… نسيت كل حاجة.
حضنته وعيط.
بعد ما بعدت، قلت بقلق:
– "إيه اللي حصل؟ إزاي بقيت كده؟"
بص لي بحزن وندم:
– "حتى بعد اللي عملته… خايفة عليا؟!"
مسحت دموعي… واتكلمت بهدوء:
– "أنا مش جاية علشان مشاعر ملهاش لازمة… مبقتش موجودة."
أخدت نفس… وكملت:
– "اللي عايش معاه طول الفترة دي… مش أبوك."
– "إيه!"
– "وهو السبب في اللي إنت فيه."
– "إيه…!"
قعد مهزوم… ملامحه كلها إنكار.
– "ورد… إنتِ بتهزري صح؟ قولي إنك بتكدبي علشان تنتقمي مني!"
– "ياريت كان كده. دي الحقيقة… أنا مش بنت عبدالله.
أنا بنت حسين… أخو حسن. حياتنا كلها اتبدلت.
بدل ما تعيش مع والدك… عشت مع وحش بيخلص على أي حد يقف في طريقه."
– "لا… لا مش فاهم."
– "مريم… أمي الحقيقية. كانت بتحب حسين، واتجوزوا.
بعد الجواز عاشوا في بيت صغير.
حسن حاول يجبر بابا يشتغل معاه في شغل مش تمام.
ولما رفض وقرر يبلغ… أبو ليلي قرر يقتلها.
كان مهووس بيها… وفكر إنه كده بينتقم."
صوتي اتكسر:
– "كان عيد ميلادي… يوم ما اتقتلوا.
بابا خبّاني تحت السرير… كان حاسس إن نهايته قربت.
دخل حسن… خلص على بابا.
وأبو ليلي خلص على ماما.
بعد ما مشوا… هربت.
أول حد لجأت له كان عبدالله ونورا.
قلت لهم إن بابا وماما ماتوا… بس ما قلتش مين هما."
– "ليه؟"
– "لإني خفت ميصدقونيش.
بابا كان سايب رسالة… لو حصله حاجة، عبدالله ياخد باله مني.
وفعلًا… ربوني كإني بنتهم."
– "وأنا!"
– "إنت اختفيت قبل ما أظهر بشهرين.
حسن كان عنده ابن… خطفك وسافر بحجة إن ابنه تعبان.
يوم ما بابا وماما ماتوا… رجع.
عمل مسرحية… وبعدها أعلن عن اختفائك علشان عبدالله ميشكش.
وبعدين سافر… ورجع بعد سبع سنين.
ساعتها كنت كبرت شوية.
وماما نورا كانت ماتت… ومعاها مات الأمل إنهم يلاقوك."
بصيت له… كان تايه، دموعه بتلمع وهو بيحاول يكبتها.
قلت وأنا بتمالك نفسي:
– "أبو مراتك… وأبوك. هما السبب في كل حاجة.
علشان كده قررت أطلعك من السجن.
هقول إن التهديد اللي وصلي مكانش منك… كان من أبوك."
وقفت… بعد ما خلصت كلامي:
– "أما الفويس اللي قلت فيه إنك عايز تخلص مني… فهو معايا.
لكن ده مش معناه إنك مش هتتحاسب.
يمكن أكبر عقاب ليك… إنك عرفت مين أبوك الحقيقي، ومين القاتل."
مشيت… وقبل ما أخرج، بصيت له بحزن:
– "ليه محبتنيش؟ ليه حبيت ليلي؟"
قال وهو مكسور:
– "مكنتيش خيار… يمكن لو اتعرفنا في ظروف أحسن كنا حبينا بعض.
لكن ليلي… حسيت إنها أول حاجة أختارها بنفسي.
علشان كده تمسكت بيها… وبحبي ليها.
أنا آسف… آسف يا ورد."
دموعي خانتني… وقلت:
– "يمكن مش ابنه … لكن طلعت زيه، بنفس الجحود.
هطلعك علشان اللي في بطني… مالهوش ذنب يتعاير إن أبوه كان رد سجون."
خرجت… وبعد أول خطوة برا القسم… الدنيا لفت بيا.
آخر حاجة سمعتها قبل ما أغيب… صوت غيث وهو بيسندني وبيصرخ:
– "ورد!"
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم