رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الواحد والثمانون
ينظر للهاتف بهلع، وهو يرى نهال تقف من مجلسها تتجه ناحية زهور يعتدل بوقفته تتسارع دقات قلبه وتجحظ عيناه وهو يرى شاشة الهاتف أظلمت أمامه يضربه بيده يتفقده كاالمجذوب ليلقيه بغضب بأقصى قوته أرضا وهو يصرخ بحسرة،فقد أنسته المصائب المتلاحقة تفقده.
يدور حول نفسه في حلقة مفرغة يتنفس بهلع يظفر أنفاسه
كالهبة نار مشتعلة يحدث حالة ويلوم نفسه.
زايد: غبى غبى ازاي مخدتش بالى من شحن التليفون، ده مش وقته خالص اعمل ايه وازاى اعرف ايه ال بيحصل، ونهال المجنونه قامت من مكانها هتعمل ايه، انا مش هقف متكتف كده لازم أصرف.
ـ يخطو عدة خطوات تجاه الفندق يتوقف مكوراً يده يجز على أنيابه ويكشر وجهه يتنفس بضيق يركل الأرض بقدمة .
._ هتجنن لو رجعت الفندق دلوقتي هتكشف الخطه وكل ترتيباتنا، واللي خططنا له وقربت تنجح وخلاص نهال بتعترف بكل جرائمها يضيع بتسرعي ، طيب ولو فضلت واقف مش عارف بيحصل ايه و زهروان بأمان ولا لا هكون مرتاح هتتحمل تسبها ،لا لا أنا لازم اروح ليها مهما حصل أكيد الحقيقة هتظهر فى يوم من الايام والثروة والفلوس سهل نرجعه لكن البنت لا لو حصل ليها حاجه لا يمكن أبداً أسامح نفسي ازاي اسيب البنت مع المجنونه دي واقف كده.
ـ يضع يده على قلبه يتحدث بألم ودمعه تتدحرج وراء الأخري لازم اوفي بوعدي اللي وعدته مهما كلفنى ، أنا وعدتك يا سلسبيل احمى بنتك لأخر نفسي ليا يعنى هحميها .
ـ يخطو بخطوات واسعة يعبر الطريق تجاه الفندق ليتوقف برعب وهو يرى رئيس أمن الفندق يخرج وبجواره المساعد الشخصي لزوج شقيقته زينة يطوقا نهال بين يديهما وسط صراخها وخلفهم زوج شقيقته يخرج يحمل حقيبتها
يعود زايد سريعا يتوارى بعيدا حتى لا يراه أحدهما،و
يسمع صياح وصرخات نهال برعب وقدمه كالهلام لم تعد تحملاه دقات قلبه تتزايد.
_ سيبوني سيبوني أموتها ليه بعتنى يا عاصم سبنى أرجع أخلص عليها سبنى أموتها.
يغلق عاصم زوج زينة باب السيارة ويصعد بجوارها وبالجانب الأخر مساعده ونهال بالمنتصف يشير للسائق بالرحيل دون أن ينبس بكلمة ينظر إلى نهال بضيق ويظفر أنفاسه بامتعاض و يشيح بنظرة تجاه النافذة تتسع ابتسامته متذكرا ما حدث قبل دقائق.
ـ جالس ينفث سجارة الكوبي بغضب ينظر بساعة يده بين الفينة والأخرى، يهمس لنفسه كل ده الهانم جوه والقاعد مرمى برة مستنيها ولا على بالها، أكيد قاعده تمثل على العبيطه بنت زياد، أكيد زياد الأحدب بعبلة و تهتهته هيخلف ايه أكيد شبه ونهال قدرت تسيطر عليها، ما هى ايه اللى يخليها اخده راحتها كل الوقت ده بالكلام إلا إذا كانت البنت غبيه ونهال بإسلوبها وألعابها ال حفظتها ووقعت فيه قدرت تدحلب لحد ما أقنعت البنت إنها منقذتها وملاكها الحارس.
ـ يتهكم بسخرية هي ألعبها دي ال وصلتنى للي أنا فيه، أنا عاصم الأسيوطى أقعد بالشكل ده زي ال مستنى دور يعمل مقابلة شغل وخايف ال ما يتقبلش في الوظيفة، يرفع رأسه لأعلى بعد سماع صوت أحد يتحدث لهالة السكرتيره.
هالة: إتفضل يا فندم أرتاح خمس دقايق والهانم هتقابل حضرتك.
مر أكثر من عشر دقائق ولازال الحال كما هو يجلس كما هو ينظر لساعة يده تارة ولباب المكتب آخرى، يظفر براحه مع سماعه صوت جرس يصدح امام هالة السكرتيرة لا يتوقف ينظر بغرابة لعدم توقفه، تقف هاله و تسرع بخطواتها تفتح باب المكتب حامله عدة أوراق بيدها تفتح باب المكتب ويسقط ما تحمله بيدها وتصرخ بصوت عالى ليفزع ومن معه ويهبون مهرولين تجاه المكتب،تجحظ عيناه وهم يرون نهال ظهرها لهم تتحدث بهستريا وصوت صرخات ضعيفة
.
عاصم: سامح بسرعه اللحق المجنونه هتموت البنت اول ما اشاور ليك أمسك ايديها وابعدها وانا هشغلها.
ـ يقترب برويه من مكان وقوف نهال التى تطوق عنق زهور بين يديها تتحدث بهستريا وصوت مرعب، يشير لمساعد نهال بعينيه بالاقتراب يقف هو بالقرب منها ومساعدها خلف نهال مباشرتًا ينادي عليها بصوت عالي تلتف نهال له
يطوقها سامح مكبلا يدها من الخلف وهو يجذب زهور من بين يديها ضامها لصدره.
عاصم: خدوا المجنونه دي برة وانتى يا مدام هالة بسرعه مايه للبنت، ليغمض عينه يسحب نفس عميق ويذهب بعالم أخر يشتد بضم زهور له يربت على ظهرها يمرر يده برقة ظاهرها تهوين ودعم وباطنها إستكشاف و تفرس، يبتلع رمقه بذهول وصعقة ألجمته من هاتين العينين التي غرق بها وهى تحاول فتحها عدة مرات ،يتحدث بصوت هادئ يطمئنها
ليضيق بين عينيه ويشعر بروحه تسحب منه وبرودة تدب أوصاله ويده تهوي على الفضاء يكشر عن أنيابه وهو يري ويسمع .
ـ زهور تسعل بشدة تلتقط أنفاسها بصعوبة بين الوعي واللاوعي مغمضة عيناها تتشبث بملابس أحدهم بزعر صدرها يعلو ويهبط تشعر بيد تتحرك على ظهرها برقة واضحة تحاول فتح عينها تبتعد عن من يضمها وحركته على ظهرها، وهي تستمع لكلماته المطمئنة لها كمن لسعته عقرب، ترتد للخلف خطوتين تسحب نفس عميق تظفرة بهدوء ترفع يدها.
_ مدام هالة بلغى ألامن يخرجوا مدام نهال واللي معاها برة الفندق وممنوع يدخلوا للفندق مهما كان السبب.
ـ ينظر لها يتفحصها من رأسها لأخمص قدميها عيناه تكاد تخرج من مقلتيه يهز رأسه وابتسامة ملء فاه كمن يستمع لمقطوعة موسيقية نادرة، يقترب من زهور التى تبتعد للخلف تشير لهالة ولمدير الأمن بأن يخرجوا الجميع من غرفة المكتب، يقترب منها لا يفصل بينه وبينها سوى خطوة واحدة ينظر لشفتاها لا يحيد عنهما وهي تتحدث ليعتدل فور إنحناءة مقتربا منها، وهي تصرخ به.
زهور: حضرتك مش بتسمع انا قلت كلكم برة، مش عاوزة اشوف الست دي ولا أي حد معاها.
عاصم: دون أن يشيح بوجهه عن زهور يحدث سامح مساعد نهال، سامح خد نهال هانم واستنانى برة دقايق وطالع لكم.
يخرج سامح يطوق نهال بمساعدة مدير الأمن لأخراجها وسط صرخاتها وتوعدها بقتل زهور، فجأة امتلأت عيناه بالدموع.
عاصم: معقولة ال شايفه كأنى شايف الغالى واقف قدامى،
ياه قد ايه سعيد انك موجوده هنا واخيرا رجعتي تاخدي حقك
لو تعرفى قد ايه دورت عليكي قدايه وقفت قدام جدك واعمامك وعديتهم عشان حقك ال طمعوا فيه وخصوصا زايد، سنين وأنا مستني اليوم اللي ترجعى فيه، النهاردة بس زياد ارتاح في تربته.
ـ يصطنع البكاء ويقترب منها يضمها له، لترتد زهور للخلف تنظر له نظرات ساخرة تضحك بداخلها.
زهور: هههه ممثل فاشل اوى حتى لو ماقرتش مذكرات ابويا وعرفت انت ايه وملتك ايه لايمكن أصدق تمثيلك الهابط، ونظراتك الخبيثة وحركاتك القذرة، ههههه
اممم تمثيل بتمثيل خلينا نشوف مين فينا الاشطر.
_ زهور تجلس بأقرب كرسي لها تتحدث بصوت هادئ رزين، أخيرا قبلت حد من العيله دي خايف عليا مش طمعان بالفندق وكمان طلع بيدور عليا حضرتك متعرفش قد ايه سعيدة إنى قبلتك.
ـ تكمل حديثها وهي تشير له بيدها أن يجلس بالكرسي أمامها: إتفضل استريح.
أتى يجلس.
زهور: اه مش تعرفنى بحضرتك في الأول.
عاصم: أنا عاصم جوز زينة الغمراوي وكنت شريك جدك عبدالرحيم الغمراوي، وصديق المرحوم والدك الروح بالروح، متعرفش قد ايه تأثرت بموته.
زهور: تهمس لنفسها آه يا غشاش، دلوقتي تقع في شر أعمالك، تتحدث بغموض وهى تضيق بين عينيها
أكيد حضرتك ليك ذكريات كتير مع والدي، ياريت تحكيلي عنها، وكمان إحكيلي عن وقوفك ضد كبير الغمراوية عشانى.
ـ أتى يجلس أمامها توقفه زهور بسؤالها ، يسمع صرخات نهال التى لا تتوقف بالخارج مناديه باسم عاصم.
زهور: طبعا حضرتك تعرف والدتي بما انك صديق والدي الروح بالروح، ممكن تحكيلي عن حبهم وتعرفوا على بعض ازاي.
عاصم يبتلع رمقه ويهرب بعينه التي كانت تفترسها، استغل صرخات نهال بالخارج للهروب من أسئلة زهور المتلاحقة عليه يهمس لنفسه.
_ بتذنقني في خانة اليك ليه مش عارف اجاوب على سؤال واحد، بالرغم إن أسئلتها كلها سهلة وبسيطة، وانت من أمته بيصعب عليك تقنع اللي قدامك وخصوصا الستات ودي مش أي ست دي بنبوناية بس.الشهادة لله ذكية مش مدياني وقت افكر حتى وهي سؤال ورا سؤال، لازم تصرف يا عاصم و تلاقي اجابات مقنعة اي كلام دلوقتي يورطك،اه أخيرًا هستفيد من الغبية نهال.
يبتسم بمكر وهو يشير بيده للخلف.
_ كنت حابب نتقابل بظروف أفضل من كدة، ونقعد مع بعض قاعدة طويلة أجاوب على أسئلتك واحكي لك عن حبه لوالدتك وقد ايه انا ساعدتهم، بس انتي سامعه صريخ المجنونه اللي برة وأكيد صوتها خارج بره المكتب ومسمع النزلاء، وده مش لطيف خالص وممكن يأثر على الفندق، هستأذن أنا وأوعدك بكرة بالكتير هكون هنا عندك واحكيلك كل حاجة.
تنظر له دون أن تتحدث أو تقاطعه، تضغط زر جرس السكرتارية لتدخل هالة سريعا.
زهور: مدام هالة حددي ميعاد للبية في أقرب وقت وبلغيه بيه.
هالة: تحت امرك يا فندم اتفضل سيادتك وانا هبلغ حضرتك بالميعاد.
ينظر للسكرتيرة بعينه يشير لها بالرحيل من أمامه، وجهه مشتعل من الغيظ يحاول أن يحافظ على ماء وجهه، تقدم من زهور التي أدارت وجهها تجاه المكتب ممسكة بعدة أوراق تقوم بقراءته هم، يمد يده كى يصافحها لا تعيره أي اهتمام وادعت انشغالها بقراءة الأوراق أمامها.
_ اوك بكره في نفس الميعاد هتلاقينى قدامك .
زهور دون أن ترفع عينها: هالة هتبلغ حضرتك بالميعاد، ياريت تتفضل تشوف حل للي برة دي بدل ما اصرف انا وابلغ البوليس او مستشفى المجانين.
عاصم يلتف بغيظ اوم برأسه دون ان يتحدث يتوقف ويلتف سريعا وهو يسمع.
زهور: عاصم وصمتت لثانيتين.
التف عاصم لها بسعادة خطى تجاهها قبل أن يتحدث، أشارت زهور على حقيبة نهال على الأرض بالقرب من قدمها.
زهور: عاصم بيه متنساش تاخد دي معاك وانت خارج.
عاصم ينظر لها ببلاهة وهي تشير له بأخذ حقيبة نهال وتحسه على ذلك بالإشارة له دون أن تعاود الحديث معه.
ينحني يلتقط الحقيبة التي أسفل قدميها ويخرج من غرفة المكتب ينفس بضيق شديد.
زهور فلتت ضحكة قوية من بين شفتاها على هيئته وهو خارج يحمل حقيبة نهال لتنهض من مكانها تمسك هاتفها بعد غلقه وتحمل حقيبة يدها وتخرج من المكتب تقف أمام مكتب السكرتيرة التي هبت واقفة.
.
زهور: مدام هالة فين اللى طلبته منك.
هالة تقف من مجلسها: للأسف يا هانم مفيش أي نزيلة بالاسم ده.
زهور: الغي ميعاد مدير أمن الفندق وأجلية لبكرة.
قالت كلماتها وغادرت مكتب الإدارة واتجهت للاستقبال.
زهور: مساء الخير مفتاح السويت 303.
موظف الإستقبال: احم سوري يا هانم السويت ده محجوز باسم.
زهور تنظر للموظف بضيق: لما اقول جيب مفتاح السويت 303 يبقى أكيد عارفة إذا كان محجوز أولا وأكيد برضه عارفه ان كان فاضي او في نزيل يبقى تتفضل تجيب المفتاح من غير ولا كلمة، ولو اللي حصل ده اتكرر مرة ثانية تعتبر نفسك مفصول، وياريت تجهز ليا ملف بعدد الاجنحه بالفندق وحجوزاتها، وخصوصا الاجنحه اللي بتستقبل ضيوف بشكل خاص بالفندق أو احتفالات، لو في حجز دائم باسم سلسبيل او عميلة بتجي الفندق دائمًا، التقرير ده عوزاه بشكل خاص وسري يعنى تنتهى منه وتتصل على السويت تبلغنى بكل المطلوب من غير ما حد يعرف مفهوم.
أوم الموظف واعتذر لزهور وأعطاها المفتاح التى قبضت عليه بي يدها واتجهت للمصعد للصعود للجناح الخاص بعبد الرؤوف العقبي.
فور دخولها للجناح اغلقته جيدا خلفها واتجهت للأماكن التي قال عليها عبدالرؤوف تبحث عما أخبرها به لتجد كل شئ أخبرها به فعلت كما قال اخذت ما يخصها من تسجيلات وقت عملها بالجناح، وقامت بفتح خزانته الخاصة بالأرقام السرية الذي كتبه لها بالهاتف لتجد أموال كثيرة ومجموعة من الأوراق وصندوق صغير من الأرابيسك المزخرف بنقوش اسلامية تفتحة وتقرأ ما كتب فيه لتعاود غلقه وتضع كل المحتويات التي وجدتها بحقيبة بلاستيكية أخرجتها من حقيبة يدها وتجلس على الاريكه تفرد ذراعيها على حافتها وترجع راسها للخلف تحدث نفسها.
_ ياترى يا زهور انتى رايحه على فين العالم ده كبير عليكي انتي مش قده مابقلكيش فيه يومين وشفتي العجب فيه ؟
طيب جاوبيني أنتي قد المسئوليه ال حملتيها لنفسك؟ هتقدري تكملي وتوصلى للى بدأتيه هتقدري يا زهور ؟ ولا هتعملي ايه !
طيب هتتصرفي ازاي لو طلع الحمل تقيل عليكي، خايفه لتضعفي ومتكونيش قد المسئولية؟
فكرتي عبد الرؤوف ها تساعديه إزاي وسط اللى انتى فيه ده،و ياتري اللى قرتيه دلوقتى هتعملي إيه فيه ليه مش فرحانه بيه ليه مضايقة ودي أول مرة حد يجيب ليكي هدية غالية كده، طيب ليه أنا يجيبلها هدية،بلاش تفكري كتير يا زهور إنتي فيكي اللي مكفيكي، والراجل قال حكايته وعرفك سرة واثق فيكي روحه في ايدك، لو تعبتي وضعفتي ولا مقدرتيش توصليله حاجته ها تضيعيه وتضيعي شقاه،فكري ازاي الحاجة دي هتوصلة و ازاي هترجعي حقه من اللى غدروا بيه؟! وكله كوم وأمانته دي كوم تاني،هوصلها لصاحبتها ازاي ازاي هقدر على كل ده ياربي أنا مش جبل هقدر أتحمل كل الحمل ده، أنا أضعف بنادم على وش الأرض، محتاجه ال يساعدني يأخذ بأيدي ويمشي معايا خطوة خطوة يمد إيده ويلحقني لو اتكعبلت يعرفنى الصح من الغلط، يأخذني في حضنه ويطبطب عليا يقولي ارتاحي انتي تعبتي خلاص بقى كفاية عليكي شاقة وتعب لحد كده، من هنا ورايح لازم ترتاحي، وخصوصا بعد اللي حصلك النهاردة.
ـ تضع يدها حول عنقها الحمد لله: لولا ستر ربنا كنتي
في عداد الأموات، يدب في أوصالها رعشة بسيطة.
يا ترى نهال هتسكت ولا هترجع تعيد عملتها!؟ وعاصم ده ناوي على ايه هتقدري يا زهور على اللي جاي هتقدري تنفيذي وصية أبوكي هتقدري توفي بوعدك تجيبي حقك بعد كدة منهم!؟
وطالما مصممة تأخذي حقك ليه تساعديهم ليه،طيب بعد ما عرفتي اللي حصل ما بعدتيش وخلاص،وقولتي ربنا اخدلك حقك تاخدي ورثك وتبعدي وتعيشي حياتك تتمتعى بعد شقى سنين طويلة تلبسي أحسن لبس وتاكلي أحسنها أكل تلفي العالم تخرجى وتسافري تدرسي بأفضل جامعات بالعالم ،ايه يجبرك ترمي نفسك بالنار كل ده عشان وصية أبوكي!
طيب وسلسبيل يازهور سلسبيل لغزها هتفكى سره أمته، هتاخدى حقك منها ولا ها تسامحيها زي ما سامحتي ولا هتعملي إيه بعد ما قلتي خلاص قربت أوصل ليها وأوجهها بعدت أكتر؟!.
لا كله هسامح فيه إلا حقي منها لازم احسبها عليه ،لازم أخذ حق عشرين سنة وجع وقهر منها أخذ حق عار زهور بنت سلسبيل ال لسه ملازمني لحد اللحظة دي.
تعتدل في جلستها تجلي صوتها وتزيح عبرتها بيدها مع صدوح هاتفها معلنا إتصال هاتفي،ترفعه بيدها نصب عينيها ترى إسم المتصل تجيب عليه بالحال لتصمت بعد سماعها صوت المتحدث.
المتحدث: زهروان إنتي كويسه،عملت لك ايه الحيوانه نهال طمنيني عليكي انتي بخير، يابنتي أنا بحلك من أي اتفاق مابنا أنا كل ال يشغلني هو سلامتك.
زهور: أنا بخير متقلقش، الحمدلله عدت على خير، حضرتك عرفت إزاي.
المتحدث: اللواء خالد لسه قافل معايا، وحكالي كل حاجه، وقال إن اعتراف نهال هيفيدنا أوي بالقضية خصوصا انه نجح بأخذ إذن النيابة بالتسجيل،لكن بسبب الكلام الأخير لي نهال وحالة الهستيريا ال دخلت فيها للاسف ممكن تضيع كل حاجة لو محاميها اعتمد على الملف المرضي ليها وممكن تأخذ حكم مخفف أو تدخل مصحة نفسية.
زهور: يبقى كده لازم نكثف الجهد وكل واحد فينا يمشي على الخطة المرسومة ليه، والاهم نأخد اعتراف شركاتها باي طريقة.
المتحدث: يابنتى ال وصلنا ليه كفاية أوى ومش يفرق اعترافهم اولا، انتى سلامتك هي الأهم واولاد عمك بأمان ونلتزم معاهم بخطتك .
زهور: ونعيد نفس الغلطة وينعاد اللي حصل من جديد، لكن بزيادة لان الاول مكنتش فى الصورة لكن دلوقتي بقيت الصورة كلها، الاول كان الانتقام طمع في الثروة وحقد، دلوقتي الأنتقام هيكونى مني أنا، بعد ما هكون السبب في فشل خططهم وكل أملاك الغمراوي بإسمي.
المتحدث: كل ثروة الغمراوية، فداكي، انتي وولاد عمك سلامتكم ووجودكم قدامي تساوي كنوز الدنيا.
زهور تشعر بسعادة وابتسامة شقت وجهها: على قد ما كلامك فرحنى،بس أنا عهدت نفسي لازم ارجع حقي لو حضرتك عايز تنهي الموضوع الخاص بحضرتك فبرحتك لكن حقي وحق ولدى مش هتنازل عنه، وخصوصًا بعد ما انكشفت حقائق كتير قدامى.
الجد: اسمعني يا بنتي كويس، حقك وحق ابني هتاخديه مني قبل ما تخديه من نهال واللي معاها، يابنتي أنا ميهمنيش الثروة والشركات، انا اولادي واحفادي هم الأهم عندي،
،علي العموم أنا يا بنتي هنفذ كل اللي تقولي عليه، وعشان أكون مطمن عليكي هتجيلك غدير بنت عمك زيدان في أي وقت ارجوكي يا بنتي قربي منها غدير تفكيرها زيك طبعها زي طبعك وانا واثق انكم انتم الاتنين هتنجحوا واسم العائلة هيعلى بيكي انت وهي، وأخر حاجه هوصيكي خللي بالك من نفسك استني قبل ما تقفلي جدتك عاوزة تكلمك.
زهور: السلام عليكم تصمت وهي تستمع لصوت المتحدث.
زهور الجدة: هات يا عبد الرحيم التليفون ، مش قادرة أصبر أكتر من كدة ، زهروان زهروان سمعاني أنا جدتك زهور ياحببتي إم بابا زياد يا زهروان سمعاني يابنتي، سمعاني أنا هتجنن و اخدك بحضني هتجنن من وقت ماعرفت بإتفاقك مع جدك ليه يا زهروان تعملي كده يا بنتي انتي عندنا أهم من الفلوس والشركات وكل كنوز الدنيا ، أحلام وصفتك ليا وجدك كمان وصفك بس أنا نفسي أشبع منك أشم رحتك، سنين وأنا بدعى ربنا يطول في عمري للحظه دي، سمعني صوتك قولي أي كلام حتى لو ها تعاتبيني ليكي حق في كل كلمة ها تقوليها.
نفسي اسمعك واشوفك نفسي أحضنك وبعدها لو مت هموت مرتاحه.
بصوت متحشرج نطقت زهور: بعد الشر عليكي.
زهور الجده ببكاء يدمى نياط القلب: يانور عيني يا بنت الغالي اتكلمي اتكلمي عاوزة اسمعك ما تسكتيش.
زهور: أاقول ايه.
زهور الجده ببكاء وصوت متحشرج ودموعها منهمره لا تتوقف : قولي اي حاجه قولي كل اللي جواكي، اتكلمى عاتبنا، اشتمينا خرجي كل وجعك، احكيلي عنك اوصفيلي شكلك، والاهم نادي عليا باسمي وقولي انك بنت زياد ابني، قولي انك خلاص رجعتى وبقيتي بنا مش هتسيبنا قولي انك هتيجي تعيشي معانا واشبع منك قولي اي حاجه بس سمعني صوتك.
زهور بصوت مهتز ودموع تسيل على وجنتيها: ستى زهور أنا بنت زياد بنت زياد زهور بنت زياد ابنك، يختنق صوتها بالبكاء وتظل تردد أنا زهور بنت زياد بنت زياد.
الجد: ايوه بنت زياد بنت ابني يا زهروان بنته انا هاجي الفندق حالا هاجي معتش قادرة أصبر هاجي اضمك واحضنك هاجي اشبع منك مش مهم اي حاجه انتي اهم.
زهور: تاخذ نفس عميق سيتى لو سمحتي أنا اخدت عهد على نفسي، مش هرجع فيه حتى لو انتهى الموضوع الل اتفقت مع عبدالرحيم بيه عليه، مش هرجع الا لما اخد حقي.
زهور الجده: كل حقوقك مضمونه الفنادق وفلوسك بالبنك حتى نصيبك في ثروة جدك معروف ومن شلك من يوم ولادتك للنهاردة.
زهور: حقي مش فلوس وثروة أنا أخر حاجه تشغلني هى الفلوس، لا انا حقي ايام وليالي بكيت فيها وانا وحيده معرفش ابويا وامي مين و فين، حقى ابق زهروان زياد الغمراوي، أوعدك وقت ما اكون زهروان زياد مش زهور هتلاقيني انا من نفسي عند حضرتك.
زهور الجدة ببكاء: حقك عليا انا خدي حقك مني زي مانتي عاوزة أنا موافقة بس متحرمنيش من ان أخذك في حضني.
زهور: انا اللي محتاجه أرتمي في حضنك.
الجدة ببكاء: أنا هجيلك مش هقدر استنى اكتر من كده.
زهور: أرجوكي بلاش، مقابلتنا الفترة دي مش هتكون لطيفة وخصوصا أنا منعه أي حد من عائلة الغمراوي أينا كان يدخل الفندق.
زهور الجدة: حرام حرام بعد السنين الطويلة دي مستنيه اليوم ده يجي اتحرم من بنت ابني بالشكل ده، مش عاوزة فلوس ولا شركات مش عاوزة حاجة من كل ده مين يقول اتحرم من بنت ابني بالشكل ده.
زهور: ببكاء هجيلك قريب أوي،بعد اذنك هقفل في حد بيخبط على الباب.
الجدة: لا بلاش تقفلي معايا، شوفي مين على الباب،انا قلقانه عليكي.
اتجه زهور لفتح الباب ممسكة بالهاتف لتجد امامها