رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الخامس والثمانون
قلبي ممزق بنار فراق عهد قطعته على قلبي بعدم النسيان
جسد بلا روح قلب بلا دقات عقل رسمت مخيلته بحبيب
توارى تحت التراب عين لم تعد ترى من بعده إلا سواه
أنامل لاتخط إلا بإسمه وورقة لا ترسم إلا بملامحه
عين لا تهنأ بنوم إلا وصورته بين الجفون تنعم بدفئه .
ممدة على الفراش تتثأئب تلتفت للجهه الاخرى تحرك يدها تتلمس الفراش بيدها تنادي على النائم جوارها.
_ يحيى يحيى قوم الفجر بيأذن .
تنتفض جالسه بعد ملامسة يدها للفضاء تلملم شعرها للخلف تهبط من على الفراش تخطو تجاه الباب تضع يدها على فمها
وهي تتثائب تفتح الباب تخطو خارج الغرفة ترى إنارة المنزل مضاءة تنادي على زوجها.
_ أصبحنا وأصبح الملك لله، يحيى ليه ما صحتنيش لما صحيت، يحيى يا يحيى فينك، أنتي يا احلام عليكي مخ أكيد نزل يصلي الفجر بالجامع.
تتنهد بحزن وهي تمر من أمام غرفة زهور: ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا زهروان بنت زياد وسلسبيل وحشاني يا زهور البيت من غيرك وحش أوي مش عارفة كنت هستحمل ازاي اعيش فيه من غيرك، الحمدلله ربنا رزقني بيحيى سند وحمى بعد السنين دي.
أنهت حديثها دلفت للمرحاض اغتسلت وتوضأت وخرجت أدت فرضها وجلست تصبح الله وتتلو بعض من القرآن الكريم مر وقت وهي جالسه حتى شقشق ضوء النهار معلنا عن بزوغ يوم جديد تقف من جلستها تنظر بساعة الحائط أمامها تشعر بنغزة بقلبها مر وقت ولم يعاود يحيى للمنزل
ظلت جالسه عينها على باب المنزل يتآكلها القلق تجوب المنزل ذهابا وايابا تقف خلف النافذة المطلة على الشارع تنظر عبرها على المارة تستمع لأصواتهم.
_ معقوله يكون راح السوق ولا راح يشق على أهله طيب مقالش ليه بس لا هو متفق معايا هنروح النهارده البيت الكبير مش عارفه قلبي بينغز عليا وحاسه بخنقه ياترى في ايه حصل، لا مش قادره اصبر اكتر من كدة اتصل على يحيى قلبي واكلني على زهور أوي يارب يسترها عليكي يا بنتي، خطت الى غرفتها لا تعلم لما هذا الثقل على قلبها
أمسك هاتفها بيد مرتجفه ضغطت على رقم يحيى بعد محاولات أتاها الرد بعد أن هوى قلبها من الخوف.
أحلام ببكاء وصوت متحشرج : الو الو يحيي يحيي .
يحيي بلهفه: الو احلام.
أحلام: يحيى إنت بخير طمني عليك .
يحيى: عيون يحيى إهدي يا نور عيني أنا بخير متقلقيش.
أحلام : صوتك ماله يحيى في حاجه حصلت صوتك مش عادته في ايه سبتني وسبت البيت ليه يا يحيى.
يحيى: إهدي يا أحلام أنا مسبتش البيت أنا في المستشفى.
أحلام مقاطعته: مستشفى ليه مالك تعبان في إيه ما تنطق يا يحيى مش قادره اتحمل.
يحيى : مفيش انا…
أحلام مقاطعته: قولي اسم المستشفى ايه.
يحيى : أحلام أنا شو.
أحلام ببكاء بصوت مختنق لا يكاد يسمع: الله يخليك قول اسم المستشفى ايه وفين معتش قادره اتحمل دماغي بتودي وتجيب ومش هرتاح الا لْمَ أشوفك قدامي.
يحيى بسعادة من كلام أحلام، أخبرها باسم المستشفى ينظر في الهاتف الذي إغلق بوجه بابتسامه يشكر الله على العوض الجميل بعد سنوات الصبر والشوق الطويل ظل جالس كما هو بعد أقل من نصف ساعة صدح هاتفه برنات متتالية يبتسم وهو يرى اسم المتصل يقف من جلسته و يخطو عدة
خطوات يقف أمام أحلام التي تقف تتلفت حولها وهي تستمع لصوت رنين الهاتف الذي تحفظه عن ظهر قلب فور رؤيته
أمامها اسرعت تجاهه ترتمي بأحضانه تبكي، يحيى بعالم آخر يشعر بأنه طائر فوق السحاب لا يصدق أن أحلام عشق عمرة التي عانى سنوات فراقها اليوم هي من ترتمي بأحضانه تمطره بكلمات الخوف والقلق عليه.
يحيى: انا لو قالولي انك خلاص هتموت ودى أخر لحظه بعمرك هقولهم موافق طالما بين ايدين أحلام وفي حضنها.
احلام بخوف اشتدت بضمه تتمسك بجلبابه من الخلف تكوره بيدها: بعد الشر عنك ربنا يديك طولت العمر يارب تخرج من بين أحضانه تبتسم له وهو يكشر وجهه تحدثه بصوت مازال يشوبه الاختناق من البكاء في ايه جيت المستشفى ليه
حصل حاجه للحج الكبير زهور حصله حاجه طمني الله يخليك.
يحيى قبض على يدها نظر الى عينيها الباكية رفع يده الاهري يجفف دمعاتها: إهدي مفيش حاجه تعالي نقعد وانا احكيلك كل حاجه مالك قلقانه كده ليه واديكي متلجه اوي
جلس يحيى وبجواره أحلام يحرك يده على يدها يدفئها
اهدي خالص لا أبويا ولا زهور حصلهم حاجه ده ماجد.
أحلام: ماجد.
يحيى: أيوه ماجد اسمعيني للاخر من غير ما تقاطعني وانتي هتفهمي كل حاجه .
تهز رأسها بالموافقة ويكمل يحيى حديثة: أنا مكنش جايلي نوم قمت لبست هدومي وقلت انزل القهوة شويه وسيبك نايمه ونص ساعه وارجع، نزلت وهناك السهرة أخذتني مع
أبويا ومعلمين السوق ووصلت أبويا البيت وانا راجع سمعت صوت في شقة ماجد وصريخ إلينا و ليقص لها كل ما حدث
حتى وصوله.
أحلام سحبت يدها من بين يديه هبت واقفة، تتحدث ببكاء زهور مش كويسة يا يحيي زهور هيحصلها ايه أكتر من اللي حصلها قولي إلينا فين هنا ولا في البيت.
يحيى: إهدي بس زهور بخير متقلقيش.
_ لا مش بخير أنا حاسة بكده مش بخير بسرعه قولي إلينا فين.
_ فوق قاعدة قدام العمليات.
أحلام بسرعه يا يحيى مفيش انا قلبي مش مطمن تهرول احلام بجوار يحيى حتى وصلوا مكان جلوس إلينا التي
تتحدث مع أحد الأطباء لتجذبها أحلام من رسغها تحدثها
بصوت متقطع من الشهقات.
_ إلينا زهور فين ومين الراجل اللي بعتي زهور ليه يا الينا انطقي.
إلينا: خالتي أحلام أنا أنا معرفش.
أحلام: انطقي متكدبيش فين زهور ومين الراجل ال سألك عن سلسبيل وعاوز ايه من زهور ومكانه فين، اقسم بالله لو كذبتي في كلمة واحدة ما يكفيني موتك، وريح أبوكي الراجل المحترم اللي طول عمره أخ وصاحب وجار هو امك مشفناش منهم العيبة منك من غير ما يغمض لي جفن انطقي من غير لف ولا دوران.
إلينا ببكاء قصت كل ما حدث من وقت معرفتها بأن زهور هي زهروان ابنة صاحب الفندق حتى وقفهم أمامها.
يقف بذهول يستمع لما يقال دون سابق إنذاررفع يده يصفع الواقفة أمامه تتحدث.
تصعق احلام مما رأت تلتف تنظر لمن فعل ذلك و ليحيى الذي انقض عليه.
أحلام تصرخ بي يحيى: يحيى سيبه ده
يحيى : انطقي من ده.
أحلام: دكتور أحمد.
أحمد غير عابئ بما يقولون يمسك يد إلينا يهزها وبصوت مرعب: انطقي فين زهور وعنوان الراجل ده إيه انطقي ال هطلع روحك في ايديا.
إلينا بخوف أخبرتهم العنوان ليتركها يحيى من يده ويهرول خلفه يحيى وأحلام غير عابئ بمناداة أحد الأطباء له يخرج من المستشفى يصعد سيارته ويقودها تجاه العنوان وخلفه أحلام ويحيى بعد أن صعدوا في سيارة أجرة.
ليصلوا خلف بعضهم للمكان التى أخبرتهم به الينا.
ــــــــــــــــــــــــــ
تقف من باب الغرفه تحاول فتحة ارتجفت يدها تلتفت للخلف تستند على الباب بذعر وهي تراه يقترب منها ينظر لها بخبث يفك أزرار قميصه ليكشف عن صدره تعاود الالتفاف تستنجد بأحد تدق على باب الغرفة تلتفت نصف التفاته تنظر بعينها تبتعد عن الباب فور رؤيتها لمن يحاول تطويقها من الخلف تسرع بالابتعاد عن الباب ليهوى هو عليه ويتأوه من الألم
بعد أن ضربت رأسه ويده بالباب.، يلتف لها بسرعه يحدثها بغل شديد.
_ ههههه فرسة فرسة بصي يا قمر لو فكره بعمايلك دي هتفلتِ من بين إيديا يبقى بتحلمي عمايلك دي بتخليني أجنن عليكي أكتر واديكي شايفه الباب مقفول من برة وعماد ومشي البيت فاضي علينا والعمارة هو مفهاش صريخ ابن يومين فخلينا كده حلوين مع بعض وبلاش فرهده.
تجوب بعينها الغرفة تبحث عن أي شئ تحتمي به تبتسم بداخلها فور رؤيتها لحقيبتها نظرت بطرف عينها عليه وهو يتقدم تجاهها بخبث لتنحني تلتقط حقيبتها بخفه ، ينقض عليها من الخلف لتلتف بكل قوتها وتضربه بحقيبتها ليسقط على الاريكة متأوها يضع يده على جبهته يصرخ من الألم تجحظ عيناه وهو يرى تلك الدماء التي تسيل على وجهه، يصرخ بها يسبها ويقسم بأن يجعلها تبكي من الألم على فعلتها.
_ لو فاكرة بعملتك دي توقفيني يبقى بتحلمي يا بنت الأحدب
لو كنت عاوزك قيراط دلوقتي مصمم أربعة وعشرين، شايفه الدم اللي بينزل من راسي ده هخلي كل حته في جسمك تنزله.
_ تقف متسمرة مكانها ترى الدم المتدفق بخوف كلما إقترب منها ترجع خطوة للخلف ظلت تتحرك حتى التصقت بباب الغرفة لتغمض عينيها وتتشبث بحقيبتها وسط ضحكاته التي يتردد صداها بالمكان فجأة صرخت وكادت تسقط أرضا بعد فتح باب الغرفة من الخارج لولا يد أحدهم
استندت عليها.
ـــــــــــــــــــ
يخرج من المصعد عينه تجوب يمين ويسار يبحث عن رقم الشقة خطي تجاهها فور وقوع عينه عليها وقف لحظات يشعر بريبة فور رؤيته لباب الشقه مفتوح على مصراعية
وقف مترددا حسم أمره ودخل ليقف متسمرا ينظر للمدد على الأرض إحدى الغرف قريب من بابها و الدماء تحاوطه
يلتفت للخلف فور شعوره بحركة خارج الشقة يسرع في رؤية ما هناك لعله من فعل تلك الفعلة خرج ينظر ماذا هناك يلتف يمين ويسار صعد درجات الدرج لم يجد شئ ليسمع صوت صرخة أحدهم يهبط الدرج فور تأكده من صاحب الصوت يسرع في هبوط الدرج ليقف أمام البناية يتلفت يمين ويسار يقف يلتقط أنفاسه يتلفت حوله وهو يستمع لصوت
بكاء يسرع تجاهه يصعق مما يرى.
يقطع المسافة في خطوتين ينظر جالسة على الرصيف بزعر وبكاؤها يقطع نياط القلب يجلس بجوارها يحدثها بصوت حنون فجاءة جحظت عيناه ودون أن يشعر رفع يده وهوى على وجنتها بصفعه مدويه ثم جذبها من يدها وأشار
لى عربة أجرة ودفعها تصعد بها وجلس بجوارها،صدره يعلو ويهبط أنفه تخرج منه أنفاسه كأنه ألهبة نيران في أوج اشتعالها يخبر السائق بمكان وجهته يشتد في مسك يدها
دون أن يتحدث مازال على هيئته لا يتحدث فقط ينظر بطرف عينه على الجالسة بجواره تبكي بشهيق، يجز على أنيابه بضيق يخرج هاتفه أجرى اتصال هاتفي واغلقه يخبر السائق بالاسراع ، بعد وقت توقفت العربة بالمكان ترجل من السيارة
يجذب الجالسة بجواره بعنف يخرج من جيب بنطاله ميدايه مفتاحه يفتح الاقفال بأحدهم يفتح الباب على مصراعيه وهو مازال يمسك براسغها يخط للداخل و ينطرها من يده يشير لها بيده ويحدثها بصوت أجش مختنق تنزل كلماته عليها كالصاعقة تنظر للمكان بذهول وهي ترى كم الأشجار والورود بالمكان تنزل على ركبتيها جاسية تبكي بقهر.
ـــــــــــــــــــ
يسرع بسيارته يطلق بوقها ليبتعد سائقي السيارات أمامه و يفسحوا الطريق أمامه حتى وصل العنوان الذي سمعه
يهبط من سيارتة يدلف البناية وقبل أن يضغط على زر المصعد التفت على صوت من يحدثه من الخلف.
_ دكتور أحمد استنانا احنا جاين معاك.
ـ يضغط على زر المصعد يشير لهم بالدخول ويدلف خلفهم يضغط على زر الصعود ورقم الطابق دون أن يتحدث بصف كلمة فقط عينه على لوحة التحكم بالمصعد لا تحيد عنها حتى توقف بالطابق المنشود.
يخرج اولا فور توقف المصعد يسرع بخطواته يبحث عن رقم الشقة التي أخبرته به إلينا: يسرع في دخول الشقة أولا
يرتد للخلف فور وقوع عينه على المدد على الأرض يلتف مع صرخات أحلام المتتاليه ومحاولة يحيى تهدئتها وهي تشير على حقيبة زهور الملقاة أرضا ينحني أحمد يلتقطها
وقبل أن يرفع حالة وجد من يمسك يده ويحدثه بأمر.
ــــــــــــــــــ
تسحبت من بينهم بعد تلقيها اتصال هاتفي خرجت من الباب الخلفي للقصر دون أن يراها أحدهم تقف أمام القصر تشير إلى عربة أجرة تخبره بالمكان الذي تريده تصعد العربة
وتجلس بالخلف تحدث نفسها بصوت واضح، يسألها السائق هل تحدثت وتهز رأسها وتخبره بلا.
_ ياترى حصل ايه عمو يطلب مني أقبله في المكان ده وليه صمم محدش يعرف ربنا يستر قلبي مش مطمن حاسة في حاجه وحاجه كبيرة كمان.
السائق: في حاجه يا استاذة بتكلمني.
غادير: لا بس ياريت تزيد السرعه شويه .
يومى السائق برأسه ويهمس لنفسه: ربنا يستر قرافة وبتكلم نفسها أنا كان مالي ومال المشوار ده بس ياربي، ربنا يعدي
المشوار ده على خير.
غدير لازالت على حالها تتسأل ماذا حدث، وما تلك الأصوات التي سمعتها أثناء حديث عمها لها، قلبها يدق بسرعه مع تخيلها لما قد يحدث تدعوا ربها بأن يخلف ما يحوب بعقلها، يتوقف السائق أمام المكان التي أخبرته به
ويخبرها، تنظر حولها تجده يقف بعيدا عدة أمتار عن المكان.
غادير: وقفت ليه هنا لسه موصلناش المكان.
السائق : يا أبلة الله لا يسيئك انزل اتمشي الشوية دول على رجليكي أنا مش هقدر أكمل لجوة.
غادير: ليه ان شآء الله انا قلتلك العنوان وحضرتك وفقت
يبقى تكمل الاتفاق ودخلني للمكان الا لو كنت مش عاوز حسابك
السائق: يعنى ايه بعد المسافة دي كلها غير تلبيشت جسمي، وانتي نزله كلام مع نفسك مش عاوزه تدفعي تمن المشوار.
غادير: هو كده عجبك ولا مش عجبك، هتكمل كان بها هتاخد حسابك تالت ومتلت مش هتكمل يبقى خلاص هنزل ومفيش ولا مليم.
السائق: أولا أنا ميهمنيش الفلوس بس هكمل مرؤه مني عشان متمشيش في الحر ده المسافة دي كلها وكمان ممكن حد كده ولا كده يطلع لك بس بلاش تكلمي نفسك الله يكرمك خليكي كده قمورة بنفسك لحد ما تنزلي.
تبتسم له على كلماته وتهز راسها بالموافقة تشير له على المكان الذي يمر منه وتنظر من النافذة حتى وصلت إلى مقصدها تخبره بالتوقف، تخرج من جزلانها مبلغ مالي وتعطيه له وتترجل من السيارة وهي تشكره تخطو باتجاه المكان تقف بعد دخولها تضع يدها علي فمها وهي ترى وتسمع عمها يقف ظهره لباب المكان يشير بيده تجاه قبر مكسو بالورود يتحدث بصوت وهن مقهور.
زايد: سلسبيل الا بتتهميها بأنها عديمة الأخلاق بأنها سبب ال حصلك بتلعني فيها وتسبيها سلسبيل آل أخر كلمة نطقت بها كانت اسمك سلسبيل اللي عمالة تلعنيها، لمجرد كذبة وانتي صدقتيها، سلسبيل ماتت من عشرين سنه زي النهاردة
ماتت مقدرتش تتحمل خبر موت أبوكِ.
يقترب منها ينزل ببطء يجس على ركبتيه يتلمس الاسم المنحوت.
عارفة يعني ايه
الانسان اللي بتحبه وبتعشقه يموت، العالم يقف عند اللحظة دي حياتك كلها بتقف معاه عقلك مش بيتذكر غير اللحظه دي كل ذكرياتك معه هي آل عايش بيها، وصيته هي آل عايش عشان تنفذها ليه، عارفة يعني ايه تكوني عايشة وميته بنفس الوقت عارفة يعني ايه بتتقطع جواك مليون حته وانت بتفتكر اول مقابلة واول دقة قلب اول كلمة ونظرة عنيه وابتسامته الجميلة ال تخليك تبتسم كل ما تفتكرها،
لما كل ده يروح من قدامك ويروح لغيرك وترضي بقضاءك وتحاول تعيش فجاءة الامل يتجدد قدامك وترسم بخيالك قصور الرمل وتجي موجه عالية تمحي ال بنيته، عارفه معني انك تدفن كل ده تحت التراب بإيدك وتعيش ميت
بعد كل ده بكل وقاحه جاية تقولي عليها قدامي انها.
يكور يده يجز على اسنانه يكاد يطحنهم من شدة الضغط عليها يتكلم بصوت مكتوم من بين شفتاه.
مش قادر انطقها سلسبيل أهي قدامك أهي العنيها زي ما كنتي من شوية نزله لعن وتقسمي بكرهك ليها.
ــــــــــــــــ
تزحف على ركبتيها ترتمي على قبر والدتها تضمه بيدها تبكي وهي تقبله دموعها تنزل كشلال لا يتوقف تتحدث بصوت يكاد يسمع.
من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا بلعن فيكي، عشرين سنة وانا بتنادي بإسمك كانك عار ووصمة لازقة بيا كل يوم احط راسي على المخده وانا بدعي عليكي كل يوم بتهمك بانك سبب عذابي وقهرى كل يوم بلعنك ألف لعنه ولعنه، مفيش مرة جه في بالي انك تكوني ميته ومدفونه تحت التراب،
كنت بتهمك بالطمع بتهمك بتهمه غير ال قبلها ، كل تعبي ووجعي اتهمك انك السبب فيهم، سامحت زياد ونفذت وصيته وحقدت عليكي وانا بقراء مذكرات وكل كلمة حب قالها ليكي، كنت بحلم باليوم ال هشوفك وتاخديني بحضنك دلوقتي، أنا بحضن قبرك بدل حضنك، عشرين سنه والكل بيتهمك بأقذر الاتهامات وانتي هنا مدفونه تحت التراب
اااه يا أمي ااه يا امي.
ترفع رأسها تنظر للجالس أمام القبر يسند على حافة القبر
يبكي وشهقاته تتردد بالمكان.
احكلي عنها ماتت ازاي وعرفت مكانها ازاي ومين ال دفنها هنا ولية ناديت عليا باسمها اول ما شفتني قدام الفندق طالما كنت عارف بموتها.
يرفع رأسة ينظر لها نظرة طويلة يتحدث وهو يضع يده على قلبه ويسقط ارضا.
زهور بنت سلسبيل البارت الخامس والثمانين
قلبي ممزق بنار فراق عهد قطعته على قلبي بعدم النسيان
جسد بلا روح قلب بلا دقات عقل رسمت مخيلته بحبيب
توارى تحت التراب عين لم تعد ترى من بعده إلا سواه
أنامل لاتخط إلا بإسمه وورقة لا ترسم إلا بملامحه
عين لا تهنأ بنوم إلا وصورته بين الجفون تنعم بدفئه .
ممدة على الفراش تتثأئب تلتفت للجهه الاخرى تحرك يدها تتلمس الفراش بيدها تنادي على النائم جوارها.
_ يحيى يحيى قوم الفجر بيأذن .
تنتفض جالسه بعد ملامسة يدها للفضاء تلملم شعرها للخلف تهبط من على الفراش تخطو تجاه الباب تضع يدها على فمها
وهي تتثائب تفتح الباب تخطو خارج الغرفة ترى إنارة المنزل مضاءة تنادي على زوجها.
_ أصبحنا وأصبح الملك لله، يحيى ليه ما صحتنيش لما صحيت، يحيى يا يحيى فينك، أنتي يا احلام عليكي مخ أكيد نزل يصلي الفجر بالجامع.
تتنهد بحزن وهي تمر من أمام غرفة زهور: ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا زهروان بنت زياد وسلسبيل وحشاني يا زهور البيت من غيرك وحش أوي مش عارفة كنت هستحمل ازاي اعيش فيه من غيرك، الحمدلله ربنا رزقني بيحيى سند وحمى بعد السنين دي.
أنهت حديثها دلفت للمرحاض اغتسلت وتوضأت وخرجت أدت فرضها وجلست تصبح الله وتتلو بعض من القرآن الكريم مر وقت وهي جالسه حتى شقشق ضوء النهار معلنا عن بزوغ يوم جديد تقف من جلستها تنظر بساعة الحائط أمامها تشعر بنغزة بقلبها مر وقت ولم يعاود يحيى للمنزل
ظلت جالسه عينها على باب المنزل يتآكلها القلق تجوب المنزل ذهابا وايابا تقف خلف النافذة المطلة على الشارع تنظر عبرها على المارة تستمع لأصواتهم.
_ معقوله يكون راح السوق ولا راح يشق على أهله طيب مقالش ليه بس لا هو متفق معايا هنروح النهارده البيت الكبير مش عارفه قلبي بينغز عليا وحاسه بخنقه ياترى في ايه حصل، لا مش قادره اصبر اكتر من كدة اتصل على يحيى قلبي واكلني على زهور أوي يارب يسترها عليكي يا بنتي، خطت الى غرفتها لا تعلم لما هذا الثقل على قلبها
أمسك هاتفها بيد مرتجفه ضغطت على رقم يحيى بعد محاولات أتاها الرد بعد أن هوى قلبها من الخوف.
أحلام ببكاء وصوت متحشرج : الو الو يحيي يحيي .
يحيي بلهفه: الو احلام.
أحلام: يحيى إنت بخير طمني عليك .
يحيى: عيون يحيى إهدي يا نور عيني أنا بخير متقلقيش.
أحلام : صوتك ماله يحيى في حاجه حصلت صوتك مش عادته في ايه سبتني وسبت البيت ليه يا يحيى.
يحيى: إهدي يا أحلام أنا مسبتش البيت أنا في المستشفى.
أحلام مقاطعته: مستشفى ليه مالك تعبان في إيه ما تنطق يا يحيى مش قادره اتحمل.
يحيى : مفيش انا…
أحلام مقاطعته: قولي اسم المستشفى ايه.
يحيى : أحلام أنا شو.
أحلام ببكاء بصوت مختنق لا يكاد يسمع: الله يخليك قول اسم المستشفى ايه وفين معتش قادره اتحمل دماغي بتودي وتجيب ومش هرتاح الا لْمَ أشوفك قدامي.
يحيى بسعادة من كلام أحلام، أخبرها باسم المستشفى ينظر في الهاتف الذي إغلق بوجه بابتسامه يشكر الله على العوض الجميل بعد سنوات الصبر والشوق الطويل ظل جالس كما هو بعد أقل من نصف ساعة صدح هاتفه برنات متتالية يبتسم وهو يرى اسم المتصل يقف من جلسته و يخطو عدة
خطوات يقف أمام أحلام التي تقف تتلفت حولها وهي تستمع لصوت رنين الهاتف الذي تحفظه عن ظهر قلب فور رؤيته
أمامها اسرعت تجاهه ترتمي بأحضانه تبكي، يحيى بعالم آخر يشعر بأنه طائر فوق السحاب لا يصدق أن أحلام عشق عمرة التي عانى سنوات فراقها اليوم هي من ترتمي بأحضانه تمطره بكلمات الخوف والقلق عليه.
يحيى: انا لو قالولي انك خلاص هتموت ودى أخر لحظه بعمرك هقولهم موافق طالما بين ايدين أحلام وفي حضنها.
احلام بخوف اشتدت بضمه تتمسك بجلبابه من الخلف تكوره بيدها: بعد الشر عنك ربنا يديك طولت العمر يارب تخرج من بين أحضانه تبتسم له وهو يكشر وجهه تحدثه بصوت مازال يشوبه الاختناق من البكاء في ايه جيت المستشفى ليه
حصل حاجه للحج الكبير زهور حصله حاجه طمني الله يخليك.
يحيى قبض على يدها نظر الى عينيها الباكية رفع يده الاهري يجفف دمعاتها: إهدي مفيش حاجه تعالي نقعد وانا احكيلك كل حاجه مالك قلقانه كده ليه واديكي متلجه اوي
جلس يحيى وبجواره أحلام يحرك يده على يدها يدفئها
اهدي خالص لا أبويا ولا زهور حصلهم حاجه ده ماجد.
أحلام: ماجد.
يحيى: أيوه ماجد اسمعيني للاخر من غير ما تقاطعني وانتي هتفهمي كل حاجه .
تهز رأسها بالموافقة ويكمل يحيى حديثة: أنا مكنش جايلي نوم قمت لبست هدومي وقلت انزل القهوة شويه وسيبك نايمه ونص ساعه وارجع، نزلت وهناك السهرة أخذتني مع
أبويا ومعلمين السوق ووصلت أبويا البيت وانا راجع سمعت صوت في شقة ماجد وصريخ إلينا و ليقص لها كل ما حدث
حتى وصوله.
أحلام سحبت يدها من بين يديه هبت واقفة، تتحدث ببكاء زهور مش كويسة يا يحيي زهور هيحصلها ايه أكتر من اللي حصلها قولي إلينا فين هنا ولا في البيت.
يحيى: إهدي بس زهور بخير متقلقيش.
_ لا مش بخير أنا حاسة بكده مش بخير بسرعه قولي إلينا فين.
_ فوق قاعدة قدام العمليات.
أحلام بسرعه يا يحيى مفيش انا قلبي مش مطمن تهرول احلام بجوار يحيى حتى وصلوا مكان جلوس إلينا التي
تتحدث مع أحد الأطباء لتجذبها أحلام من رسغها تحدثها
بصوت متقطع من الشهقات.
_ إلينا زهور فين ومين الراجل اللي بعتي زهور ليه يا الينا انطقي.
إلينا: خالتي أحلام أنا أنا معرفش.
أحلام: انطقي متكدبيش فين زهور ومين الراجل ال سألك عن سلسبيل وعاوز ايه من زهور ومكانه فين، اقسم بالله لو كذبتي في كلمة واحدة ما يكفيني موتك، وريح أبوكي الراجل المحترم اللي طول عمره أخ وصاحب وجار هو امك مشفناش منهم العيبة منك من غير ما يغمض لي جفن انطقي من غير لف ولا دوران.
إلينا ببكاء قصت كل ما حدث من وقت معرفتها بأن زهور هي زهروان ابنة صاحب الفندق حتى وقفهم أمامها.
يقف بذهول يستمع لما يقال دون سابق إنذاررفع يده يصفع الواقفة أمامه تتحدث.
تصعق احلام مما رأت تلتف تنظر لمن فعل ذلك و ليحيى الذي انقض عليه.
أحلام تصرخ بي يحيى: يحيى سيبه ده
يحيى : انطقي من ده.
أحلام: دكتور أحمد.
أحمد غير عابئ بما يقولون يمسك يد إلينا يهزها وبصوت مرعب: انطقي فين زهور وعنوان الراجل ده إيه انطقي ال هطلع روحك في ايديا.
إلينا بخوف أخبرتهم العنوان ليتركها يحيى من يده ويهرول خلفه يحيى وأحلام غير عابئ بمناداة أحد الأطباء له يخرج من المستشفى يصعد سيارته ويقودها تجاه العنوان وخلفه أحلام ويحيى بعد أن صعدوا في سيارة أجرة.
ليصلوا خلف بعضهم للمكان التى أخبرتهم به الينا.
ــــــــــــــــــــــــــ
تقف من باب الغرفه تحاول فتحة ارتجفت يدها تلتفت للخلف تستند على الباب بذعر وهي تراه يقترب منها ينظر لها بخبث يفك أزرار قميصه ليكشف عن صدره تعاود الالتفاف تستنجد بأحد تدق على باب الغرفة تلتفت نصف التفاته تنظر بعينها تبتعد عن الباب فور رؤيتها لمن يحاول تطويقها من الخلف تسرع بالابتعاد عن الباب ليهوى هو عليه ويتأوه من الألم
بعد أن ضربت رأسه ويده بالباب.، يلتف لها بسرعه يحدثها بغل شديد.
_ ههههه فرسة فرسة بصي يا قمر لو فكره بعمايلك دي هتفلتِ من بين إيديا يبقى بتحلمي عمايلك دي بتخليني أجنن عليكي أكتر واديكي شايفه الباب مقفول من برة وعماد ومشي البيت فاضي علينا والعمارة هو مفهاش صريخ ابن يومين فخلينا كده حلوين مع بعض وبلاش فرهده.
تجوب بعينها الغرفة تبحث عن أي شئ تحتمي به تبتسم بداخلها فور رؤيتها لحقيبتها نظرت بطرف عينها عليه وهو يتقدم تجاهها بخبث لتنحني تلتقط حقيبتها بخفه ، ينقض عليها من الخلف لتلتف بكل قوتها وتضربه بحقيبتها ليسقط على الاريكة متأوها يضع يده على جبهته يصرخ من الألم تجحظ عيناه وهو يرى تلك الدماء التي تسيل على وجهه، يصرخ بها يسبها ويقسم بأن يجعلها تبكي من الألم على فعلتها.
_ لو فاكرة بعملتك دي توقفيني يبقى بتحلمي يا بنت الأحدب
لو كنت عاوزك قيراط دلوقتي مصمم أربعة وعشرين، شايفه الدم اللي بينزل من راسي ده هخلي كل حته في جسمك تنزله.
_ تقف متسمرة مكانها ترى الدم المتدفق بخوف كلما إقترب منها ترجع خطوة للخلف ظلت تتحرك حتى التصقت بباب الغرفة لتغمض عينيها وتتشبث بحقيبتها وسط ضحكاته التي يتردد صداها بالمكان فجأة صرخت وكادت تسقط أرضا بعد فتح باب الغرفة من الخارج لولا يد أحدهم
استندت عليها.
ـــــــــــــــــــ
يخرج من المصعد عينه تجوب يمين ويسار يبحث عن رقم الشقة خطي تجاهها فور وقوع عينه عليها وقف لحظات يشعر بريبة فور رؤيته لباب الشقه مفتوح على مصراعية
وقف مترددا حسم أمره ودخل ليقف متسمرا ينظر للمدد على الأرض إحدى الغرف قريب من بابها و الدماء تحاوطه
يلتفت للخلف فور شعوره بحركة خارج الشقة يسرع في رؤية ما هناك لعله من فعل تلك الفعلة خرج ينظر ماذا هناك يلتف يمين ويسار صعد درجات الدرج لم يجد شئ ليسمع صوت صرخة أحدهم يهبط الدرج فور تأكده من صاحب الصوت يسرع في هبوط الدرج ليقف أمام البناية يتلفت يمين ويسار يقف يلتقط أنفاسه يتلفت حوله وهو يستمع لصوت
بكاء يسرع تجاهه يصعق مما يرى.
يقطع المسافة في خطوتين ينظر جالسة على الرصيف بزعر وبكاؤها يقطع نياط القلب يجلس بجوارها يحدثها بصوت حنون فجاءة جحظت عيناه ودون أن يشعر رفع يده وهوى على وجنتها بصفعه مدويه ثم جذبها من يدها وأشار
لى عربة أجرة ودفعها تصعد بها وجلس بجوارها،صدره يعلو ويهبط أنفه تخرج منه أنفاسه كأنه ألهبة نيران في أوج اشتعالها يخبر السائق بمكان وجهته يشتد في مسك يدها
دون أن يتحدث مازال على هيئته لا يتحدث فقط ينظر بطرف عينه على الجالسة بجواره تبكي بشهيق، يجز على أنيابه بضيق يخرج هاتفه أجرى اتصال هاتفي واغلقه يخبر السائق بالاسراع ، بعد وقت توقفت العربة بالمكان ترجل من السيارة
يجذب الجالسة بجواره بعنف يخرج من جيب بنطاله ميدايه مفتاحه يفتح الاقفال بأحدهم يفتح الباب على مصراعيه وهو مازال يمسك براسغها يخط للداخل و ينطرها من يده يشير لها بيده ويحدثها بصوت أجش مختنق تنزل كلماته عليها كالصاعقة تنظر للمكان بذهول وهي ترى كم الأشجار والورود بالمكان تنزل على ركبتيها جاسية تبكي بقهر.
ـــــــــــــــــــ
يسرع بسيارته يطلق بوقها ليبتعد سائقي السيارات أمامه و يفسحوا الطريق أمامه حتى وصل العنوان الذي سمعه
يهبط من سيارتة يدلف البناية وقبل أن يضغط على زر المصعد التفت على صوت من يحدثه من الخلف.
_ دكتور أحمد استنانا احنا جاين معاك.
ـ يضغط على زر المصعد يشير لهم بالدخول ويدلف خلفهم يضغط على زر الصعود ورقم الطابق دون أن يتحدث بصف كلمة فقط عينه على لوحة التحكم بالمصعد لا تحيد عنها حتى توقف بالطابق المنشود.
يخرج اولا فور توقف المصعد يسرع بخطواته يبحث عن رقم الشقة التي أخبرته به إلينا: يسرع في دخول الشقة أولا
يرتد للخلف فور وقوع عينه على المدد على الأرض يلتف مع صرخات أحلام المتتاليه ومحاولة يحيى تهدئتها وهي تشير على حقيبة زهور الملقاة أرضا ينحني أحمد يلتقطها
وقبل أن يرفع حالة وجد من يمسك يده ويحدثه بأمر.
ــــــــــــــــــ
تسحبت من بينهم بعد تلقيها اتصال هاتفي خرجت من الباب الخلفي للقصر دون أن يراها أحدهم تقف أمام القصر تشير إلى عربة أجرة تخبره بالمكان الذي تريده تصعد العربة
وتجلس بالخلف تحدث نفسها بصوت واضح، يسألها السائق هل تحدثت وتهز رأسها وتخبره بلا.
_ ياترى حصل ايه عمو يطلب مني أقبله في المكان ده وليه صمم محدش يعرف ربنا يستر قلبي مش مطمن حاسة في حاجه وحاجه كبيرة كمان.
السائق: في حاجه يا استاذة بتكلمني.
غادير: لا بس ياريت تزيد السرعه شويه .
يومى السائق برأسه ويهمس لنفسه: ربنا يستر قرافة وبتكلم نفسها أنا كان مالي ومال المشوار ده بس ياربي، ربنا يعدي
المشوار ده على خير.
غدير لازالت على حالها تتسأل ماذا حدث، وما تلك الأصوات التي سمعتها أثناء حديث عمها لها، قلبها يدق بسرعه مع تخيلها لما قد يحدث تدعوا ربها بأن يخلف ما يحوب بعقلها، يتوقف السائق أمام المكان التي أخبرته به
ويخبرها، تنظر حولها تجده يقف بعيدا عدة أمتار عن المكان.
غادير: وقفت ليه هنا لسه موصلناش المكان.
السائق : يا أبلة الله لا يسيئك انزل اتمشي الشوية دول على رجليكي أنا مش هقدر أكمل لجوة.
غادير: ليه ان شآء الله انا قلتلك العنوان وحضرتك وفقت
يبقى تكمل الاتفاق ودخلني للمكان الا لو كنت مش عاوز حسابك
السائق: يعنى ايه بعد المسافة دي كلها غير تلبيشت جسمي، وانتي نزله كلام مع نفسك مش عاوزه تدفعي تمن المشوار.
غادير: هو كده عجبك ولا مش عجبك، هتكمل كان بها هتاخد حسابك تالت ومتلت مش هتكمل يبقى خلاص هنزل ومفيش ولا مليم.
السائق: أولا أنا ميهمنيش الفلوس بس هكمل مرؤه مني عشان متمشيش في الحر ده المسافة دي كلها وكمان ممكن حد كده ولا كده يطلع لك بس بلاش تكلمي نفسك الله يكرمك خليكي كده قمورة بنفسك لحد ما تنزلي.
تبتسم له على كلماته وتهز راسها بالموافقة تشير له على المكان الذي يمر منه وتنظر من النافذة حتى وصلت إلى مقصدها تخبره بالتوقف، تخرج من جزلانها مبلغ مالي وتعطيه له وتترجل من السيارة وهي تشكره تخطو باتجاه المكان تقف بعد دخولها تضع يدها علي فمها وهي ترى وتسمع عمها يقف ظهره لباب المكان يشير بيده تجاه قبر مكسو بالورود يتحدث بصوت وهن مقهور.
زايد: سلسبيل الا بتتهميها بأنها عديمة الأخلاق بأنها سبب ال حصلك بتلعني فيها وتسبيها سلسبيل آل أخر كلمة نطقت بها كانت اسمك سلسبيل اللي عمالة تلعنيها، لمجرد كذبة وانتي صدقتيها، سلسبيل ماتت من عشرين سنه زي النهاردة
ماتت مقدرتش تتحمل خبر موت أبوكِ.
يقترب منها ينزل ببطء يجس على ركبتيه يتلمس الاسم المنحوت.
عارفة يعني ايه
الانسان اللي بتحبه وبتعشقه يموت، العالم يقف عند اللحظة دي حياتك كلها بتقف معاه عقلك مش بيتذكر غير اللحظه دي كل ذكرياتك معه هي آل عايش بيها، وصيته هي آل عايش عشان تنفذها ليه، عارفة يعني ايه تكوني عايشة وميته بنفس الوقت عارفة يعني ايه بتتقطع جواك مليون حته وانت بتفتكر اول مقابلة واول دقة قلب اول كلمة ونظرة عنيه وابتسامته الجميلة ال تخليك تبتسم كل ما تفتكرها،
لما كل ده يروح من قدامك ويروح لغيرك وترضي بقضاءك وتحاول تعيش فجاءة الامل يتجدد قدامك وترسم بخيالك قصور الرمل وتجي موجه عالية تمحي ال بنيته، عارفه معني انك تدفن كل ده تحت التراب بإيدك وتعيش ميت
بعد كل ده بكل وقاحه جاية تقولي عليها قدامي انها.
يكور يده يجز على اسنانه يكاد يطحنهم من شدة الضغط عليها يتكلم بصوت مكتوم من بين شفتاه.
مش قادر انطقها سلسبيل أهي قدامك أهي العنيها زي ما كنتي من شوية نزله لعن وتقسمي بكرهك ليها.
ــــــــــــــــ
تزحف على ركبتيها ترتمي على قبر والدتها تضمه بيدها تبكي وهي تقبله دموعها تنزل كشلال لا يتوقف تتحدث بصوت يكاد يسمع.
من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا بلعن فيكي، عشرين سنة وانا بتنادي بإسمك كانك عار ووصمة لازقة بيا كل يوم احط راسي على المخده وانا بدعي عليكي كل يوم بتهمك بانك سبب عذابي وقهرى كل يوم بلعنك ألف لعنه ولعنه، مفيش مرة جه في بالي انك تكوني ميته ومدفونه تحت التراب،
كنت بتهمك بالطمع بتهمك بتهمه غير ال قبلها ، كل تعبي ووجعي اتهمك انك السبب فيهم، سامحت زياد ونفذت وصيته وحقدت عليكي وانا بقراء مذكرات وكل كلمة حب قالها ليكي، كنت بحلم باليوم ال هشوفك وتاخديني بحضنك دلوقتي، أنا بحضن قبرك بدل حضنك، عشرين سنه والكل بيتهمك بأقذر الاتهامات وانتي هنا مدفونه تحت التراب
اااه يا أمي ااه يا امي.
ترفع رأسها تنظر للجالس أمام القبر يسند على حافة القبر
يبكي وشهقاته تتردد بالمكان.
احكلي عنها ماتت ازاي وعرفت مكانها ازاي ومين ال دفنها هنا ولية ناديت عليا باسمها اول ما شفتني قدام الفندق طالما كنت عارف بموتها.
يرفع رأسة ينظر لها نظرة طويلة يتحدث وهو يضع يده على قلبه ويسقط ارضا.