رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السادس والثمانون 86 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السادس والثمانون

ظل يتمتم بكلمات  ويلعن تحت أنفاسه شقيقه  واللامبالاة  التي 
يجسدها  ينظر له ويهز رأسه على تلك الإبتسامه الساذجة على وجهه يرفع كتفيه لأعلى  ويتنهد.

_ مالك يا بني فاتح بقك فرحان كده ليه ولا كأننا كلنا في نفس البلوة،  نقول البيت رطب ريحته مش لطيفه، تقول هادي ومريح للأعصاب،  نقول المياه والحمام تقول دخلت عادي ومفهوش حاجه  ، لو مكنتش عارفك وعارف قد ايه انت قراف  وماشي بالمعقم والمطهرات كنت قلت ال بتعمله ده عادي لكن كلنا عارفينك وعارفين طبعك ايه بقي حكايتك عامل كده ليه أرجوك بلاش نظرتك والبرود إلا أنت فيهم ده. 
يهز رأسه ويصعد الدرج  وهو يستمع لحديث شقيقه بغير تصديق لما يقوله. 

_ يا حول الله مش مستحملين يوم أرضوا بالواقع اللي بقينا فيه محدش عارف هنفضل كده قد ايه يهمس لحاله 
طول عمرها عايشه في البيت ده قد ايه عانت واتبهدلت، أنا 
ازاي معش كام يوم من السنين الطويلة اللي عشتها. 

_ ياناس ارحموني بطلوا كلام  خلاص هنفجر مش قادر أتحمل، وزين بيعمل ايه ده كله، واحد فيكم يطلع يشوفه. 

_ يابني إدخل الحمام  ريح نفسك ما أنت لازم تتعود محدش عارف هنعيش قد ايه هنا، وأنا دخلت  قدامك  قوله يا حازم  انت مش لسه كنت بالحمام. 

_ بعصبية يضع يده علي جنبيه ينفخ من فمه مرات متتالية يتحدث من بين أسنانه 
_ متقولش حمام قدامي ده لا يمكن يكون حمام  أبدا، حازم إرحمني وأطلع شوف زين كل ده  بيعمل ايه قدر يلاقي حل يخرجنا من هنا ولا لا. 

حازم أوم برأسه وصعد الدرج حتى وصل لسطح المنزل يدور حول نفسه يجوب بعينيه بحثا علي زين يسرع  بخطواته على السطح  ينظر للأسفل  مع سماعه لصوت صراخ،  يفتح فاهه وتجحظ عيناه وهو يرى. 

زين بعد قفزة بكومة الروث معتقدًا إنه كومة من القش  
يتلمس وجهه يجد شئ لزج ذو رائحة كريهة يملؤه  من رأسه لأخمص  قدمه،  ينفض نفسه وهو يسب ويلعن حاله ومن احضرهم لهذا المكان ينفض عن يديه ويزيح عن وجهه  يخطو بعيدا يسرع  بخلع نعليه ويلقيه   بعيدا بعد شعوره بشيء لزج يعيق
سيره يرفع يده يبعد ما يتساقط من على جبهته وعينه  يسب بصوت جهورى ويركل الأرض بقدمه وينحني يخلع جواربه،  ويتلفت يمين ويسار حتى وقعت عينيه على 

مجري مائي على بعد خطوات   يهرول تجاهه، وهو يبعد بيده ما يتساقط  من شعرة على عينيه يعيق  رؤيته،  يشعر بإصتدمه بأحدهم ليسقطا معًا   ببركة المياه يفتح عينه و يرتد للخلف يسقط على ظهره مغمض العينين ينطر المياه 

باستمتاع على وجهه ويضرب بيده يلعب بالمياه   يفتح عينيه بذهول وهو يستمع لصوت أنثوي  يصرخ  وصوت ارتجافه
يحرك المياه  يعتدل سريعا  ينظر لها  وهي تفتح عينيها تلتقي العينين بنظرة دامت لثواني  شاح بعينه  يتفحصها  وينظر لشعرها  الذي تتساقط منه المياه كأنها  حبات لؤلؤ تنفرط من سلسال ذهبي  طويل يعاود النظر لعينيها  يقف بدون حركة أو نفس يخرج منه  ينظر لفرق الطول بينهما  يوزع نظراته بين عينيها وفمها وهي  تنطق بصعوبة بكلمات لا يفهمها، يلتف كل منهما للجهة الأخرى  يخرجا من المياه ويصرخان بكلمات غير واضحة لكليهما. 

زين يهرول  نحو  المنزل  حتى وقف يلتقط أنفاسه أمام  الباب من الخارج  يتمتم بكلمات. 
ـ بسم الله الرحمن الرحيم  جنيه جنيه المايه  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إيه المكان العجيب ده ياربي أقسم بالله  إيديا يطولوا اللي جبنا لهنا لما ربيته على عملته دى مبقاش زين الغمراوي.

ينظر إلى أعلى يستمع لصوت يضحك ويشير عليه، يحدثه من بين ضحكاته،  ويتوعده  زين بأن يؤدبه على ما يقوله. 

_ هههه عفريت بعيون خضرة ههه زين الغمراوي مدير شركات الغمراوي  على سن ورمح  بقى عفريت بعيون خضر فين جدي يشوف أسد العيله وكبيرها خايف من عيلة صغيرة وبيقول عليها جنيه الميه. 

ـ  زين بعصبية وصوت  متوتر بعض الشئ يحاول أن يجمع شتاته : حازم اخرس خالص مش عايز أسمع صوتك،  مش كفاية كل اللي إحنا فيه بسببك، و بسبب استهتارك وأنصحك خليك مكانك عشان لو إيديا  مسكوك مش هيحصلك كويس. 

حازم:  ههه مش قادر هههه شكلك مسخرة وإنت بتجري  أول ما شفت البنت الا هي راحت فين صحيح دي  إختفت. 
ليبلع ريقه بخوف ويسرع بالهبوط من على درجات الدرج محاولا الثبات حتى لا يتخذه  الجميع سخرية.

زين يتلفت حوله  بخوف جالي، وجسده بداء بالتعرق  يشعر ببرودة أوصاله، يسرع بضرب الباب بجسده يحاول فتحه دون جدوى، ليبتعد قليلا يبحث عن شئ يكسر به قفل الباب 
يبعد خطوات قليلة عن باب المنزل  ينظر يمين ويسار وينحني يلتقط  فأس صغير وجده بجانب المنزل يسرع بالعودة  يرفع الفأس وبقوة يهوي على القفل يكسرة ليقع أرضًا أثر صراخ  حازم الذي فتح الباب على مصراعيه . 
محذرا إياه من أحد خلفهم. 
ـــــــــــــ
تهرول وهي تنادي على شقيقتها بصوت غير واضح تتمتم بكلمات غير مفهومة.
ع ع عفريت بعين خضراء عفريت المياه، جنات جنات. 

تقترب منها شقيقتها تحدثها بسعادة وفرحة عند سماع صوتها؛  تكور وجهها بين يديها تنظر لها بحب وحنان أخوي  وبعين دامعة تحدثها. 

جنات _ جنه انتي رجعتي  تتكلمي زي الاول انا مش مصدقه  نفسي  الحمدلله  يارب الحمد لله   قد ايه بابا الله يرحمه كان هيفرح برجوعك تكلمي مرة تانية. 

تفتح عينها وتهز رأسها وتذهل مما تسمعه لثوان معدودة وتخرج منها ضحكة عفوية، تضم شقيقتها تربت على ظهرها تحاول تهدئتها بعد إجهاش ها في البكاء  . 
تصمت وتستمع لشقيقتها  وهي تشير لها على المياه، تحدثها بصوت مهتز. 
جنة: عفريت بعيون خضر يا جنات شفته شفته  عفريت عملاق وعيونه خضراء  بالمياه  طويل أوي طول الشجرة لتصمت وصوت بكاها غلب على صوتها تسحبها جنات تضمها. 

_ إهدي يا جنة يا حبيبتى متخافيش مفيش حاجه انا معاكي اهو   مفيش حاجه ظهرت ممكن بس بتهيألك فرع شجرة عايم على وش الميه ولا حاجه انتي  مالك مبلولة ليه كده و فين حجابك يا جنه إحكيلي ايه حصلك  .

جنه تخرج من أحضانها وبصوت متحشرج من البكاء تقص لشقيقتها ماحدث 
أنا روحت أشوف الحوض القبلي  المايه وصله ليه ولا لا  زى ما قولتيلى  خلصت وانا ماشيه   بعدل حجابي على شعري معرفش ايه حصل  لقيت نفسي وقعة بقناة الري ومحستش حصل اية كأن اتخبطت فى حيطة مشفتش حاجه غير وانا المياه مغرقاني  والحجاب عام مع الماية وقفت بسرعه الحقة وببص عليه لقيت واحد نايم على ظهرة على المية وعمال يلعب فيها بيده، ولما صرخت وقف مرة واحدة  
لقيته  طويل وعيونه خضر،  نفس وصف العفريت اللي  بابا دايما كان بيقولنا عليه  وإحنا صغيرين. 

جنات تربت على كتفها:  متخافيش يا حبيبتي  إهدي خالص، مفيش عفاريت ولا حاجه  بابا الله يرحمه  كان  بيخوفنا بس عشان منجيش الأرض وهو مش معنا، تبتر كلامها و
تشير لها بالصمت وترفع يدها لأعلي  تلتفت جنة لما تشير إليه ترتجف وتتمسك بجنات التي أشارت لها بالصمت وتهمس لها بأن تتبعها، دون أن تصدر اى نفس وهم يرون الواقف على سطح المنزل ينظر إلى أسفل يحدث أحد. 

جنات بهمس:  ده مش عفريت يا جنه دول حراميه بيسرقوا بيت خالتي أحلام،  تنحني تمسك عصا خشبية سميكة بيدها تلتف إلى شقيقتها تشير لها بعينيه وتضع  إصبعها على فمها  
بأن لا تصدر أي حركة وتظل مكانها، لتهز جنة راسها بالرفض، لتخطو جنات تجاه  المنزل تلتصق بجانب المنزل وبجوارها جنة تفعل كما تفعل شقيقتها تسير بمحاذاة المنزل حتى إقتربت من الباب الأمامي  لـ تباغت الواقف أمام المنزل 
تزامنًا مع كسرة لباب المنزل صراخ أحدهم  يفتح الباب على مصراعيه يسقط الأول أرضًا ويتلقى الأخرى الضربة مكانه  

ويسقط أرضًا متأوها يضع يده على جبهته ويغشى عليه وهو يرى دماء تتدفق من جبهته. 

تتسمر الفتيات مكانهما دون حركة  وسط صراخ أحدهم لهم. 

زاهر لم يعد يتحمل الوقوف هرول تجاه المرحاض بعد أن فقد كل ذرات تحمله  ليخرج بعد قليل يكتم فمه بيده يحاول أن يخفف شعوره بالغثيان، ليقف لثوان معدودة ويهرول تجاه الباب وهو يرى شقيقة ممدد على الأرض وبجواره زين وحمزة يحاولوا إفاقته. 

يقترب منهم ينحني بجزعه يرى تدفق الدماء من جبهت شقيقه 
ينزع قميصه ويكوره  ويكتم به الدماء ويصرخ بحمزة بأن يساعده بحملة ويدخله داخل المنزل. 

زين يلتف تجاه الفتيات  يبتلع ريقه بصعوبة وهو يرى نسخة مطابقة  لنفس الفتاة  نفس الطول والملامح والعيون الزرقاء   مع اختلاف واحدة ترتدي حجاب وأخرى لا،  يقف  دون حركة  غير قادر على  نطق كلمة  يستمع لصوت زاهر ينادي عليه من داخل المنزل ولا يستطيع أن يرد عليه 
يبتلع ريقه مرات متتالية وعينه لا تتزحزح من مكانها،
ينتفض فزعا ويلتفت بطرف عينه مع وضع أحدهم يده على كتفه من الخلف، يشير على الفتيات وهو يستمع لحديث من يكلمه.

زاهر: زين إنت مجنون يا بني  إزاي تضرب حازم بالشكل ده، عمل ايه خلاك تفقد أعصابك بالشكل ده.
زين يشير تجاه جنة وجنات  ويعاود الاشارة الى نفسه يهز رأسه ويتحدث بصوت يكاد يسمع.

زين: أنا معملتش حاجه  دي  دي بسم الله الرحمن الرحيم ال واقفة قدامك دي.
زاهر يتركه ويتجه إلى الفتيات  يحدثهم بغضب وصوت مرتفع._ انتم مجانين  ضربتوه  الضربة الغبيه دي ليه. 
جنات تحاول تجمع شتاتها وتظهر قوتها:  جن لما يلخبطك إحنا مكناش نقصده هو تشير على زين إحنا كنا نقصد ده والأخ التاني هو اللي عمل ذكي وأخذ الضربة مكانه. 

زاهر:  وفرقت ايه ده من التاني عملولك ايه لكل ده. 
جنات:  حرامي بيكسر قفل الباب  ايه هنسمي عليه ولا هنشجعه. 

يسرعوا جميعا تجاه المنزل مع مناداة حمزة لهم بصوت مرتفع أرعبهم، يسرع زاهر تجاه شقيقه يحاول إفاقته. 

جنات اقتربت منه بخوف تتحدث اليه: حصلة اية مات.
زاهر: يلتفت لها إنتي اجننتي ايه اللي بتقوليه ده. 
جنات: بخوف بص يا كابتن  في مستشفى  قريبة من هنا ربع ساعة بالظبط ونكون فيها  شيلوه وانا هجيب العربية  ونطلع قوام على المستشفى .

زين  :  عينه على الواقفة على بعد أمتار من المنزل  تغمض عينها مع تعامد الشمس عليها، تجذب ملابسها الملتصقة من الماء على جسدها بيد وبيد الأخرى تلملم شعرها الذهبي الملتصق بوجنتها تحاول وضعه خلف أذنيها ليعود كما هو 
من كثافته، يدلف للداخل مسرعا يبحث بعينه مكان مبيتهم 
لتقع  عينيه على ما كان يبحث عنه يسرع   بفتح حقيبته ويخرج منها شئ ويعاود الخروج من المنزل يجوب بعينيه لا يرى أحد ليسقط ما بيده ويهرول لداخل المنزل يرتد فزعا متلعثم  يتمتم  بكلمات غير واضحه يفرق عينيه ويعاود بفتحها   وهو يرى  التى تقترب منه، يبتعد عنها وهي 
تخطو تجاه الباب.

زين: بسم الله الرحمن الرحيم   سلامًا قولا من رب الرحيم بسم الله بسم الله  ياربي  إيه اللى بيحصل للواحد ده هي دي إنس ولا جن  و دخلت امتى 
أنا خلاص  قربت اتجنن  مرة بشعرها ومرة  بحجاب،   هم اتنين ولا واحدة  أنا متأكد إنى شفتهم إتنين من شوية، فجأة  بقت واحده   كانت وقفه قدامي بشعرها دخلت و خرجت ملقتهاش  دخلت لقتها قدامي لو هم إتنين راحت فين التانية و مين  اللي وقفه قدامي بحجاب هي نفسها ولا نسخه تانيه منها ، ينتفض  ويقفز فزعًا مع ربت أحد على كتفه من الخلف،  ليضع يده على صدرة  يهدئ من روعه وهو يستمع إلى من يتحدث معه عينه على الباب غير قادر على الرد . 

حمزة: زين مالك يا بني واقف كده ليه ايه جرالك 
يضع يده على فمه وأنفه. 
ايه الريحة المقرفة  دى افف، ادخل  غير هدومك يا بني هتبرد وأصرف في راحتك دي. 
ينظر إلى شقيقه وحالته الغريبة وملابسه الرثة والمبللة بالماء  يربت يديه ببعضهما يحدثه وهو يرحل مغلقا الباب خلفه. 

لا إنت حالتك غريبه  رد يابني ساكت كده ليه، على العموم  أنا هروح مع زاهر المستشفى  نطمن على حازم  يلا سلام. 

تخرج جنات مسرعة تنادي على شقيقتها وتبحث عنها بأحواض الزهور تهرول باتجاه إحدى الزوايا  بالمشتل تجد شقيقتها تجلس متقوقعة على حالها.

جنات: جنة قاعدة كده ليه.
جنة بصوت ضعيف:  انا قاعده في الشمس  لحد هدومي ما تنشف.
جنات: لا كده هتاخدي برد وصدرك يتعب، أنا خلاص قفلت ماكينة الري البسي عبايتك  وشالك  وروحي البيت غيري واشربي حاجه سخنه، انا  هاخد  العربيه  والجدع اللى ضربته  أوديه على المستشفى. 

جنة:  لا متسبنيش لوحدي أنا مش هقدر اروح لوحدي  ولا هقدر أفضل هنا. 
جنات:  خلاص البسي عبايتك بسرعة على ما أجهز  العربية 
والبغل. 

ـــــــــــ
يقف مسند شقيقه بيده بعد  خروجهم   يتركه  حمزة يطمئن على زين لحين قدوم الفتاة بالعربة كما أخبرتهم، تجحظ عيناه ويفتح فاه بصدمة وهو يرى العربة التي أخبرتهم عنها الفتاة  
يهز راسه بعدم تصديق يلتف لمن يضحك خلفة بصوت عالي جدًا، ويعاود النظر تجاه الفتاة وإلى العربة يحرك راسه  يمين ويسار بغير تصديق وهو يرى عربة حديدية صغيرة  لها جوانب حديدية و يجرها بغل كبير. 

ا تشير له بان يضع شقيقه داخل العربة، وتحثه على الإسراع  للحاق بالطبيب، وتهبط من العربة تنهر الذي يقف يضحك دون أن يتحرك من مكانه..

الفتاة: إنت يا استاذ واقف كده ليه اتحرك بسرعه الجدع دمه هيصفي ركبه العربية بسرعه  عشان نلحق الدكتور قبل ما يمضي ويمشي، وإنت يا استاذ بدل ما حضرتك عمال تضحك عمال على بطال  تعال ساعد الجدع يطلعه على العربية.
حمزة  هز رأسه وساعد زاهر وحملوا حازم يضعونه في العربة ويصعد حمزة ويضع رأس حازم على قدمه وهو لازال يضحك يشير إلى زاهر بالصعود جواره.  
زاهر: نفسي اعرف جايب البرود اللي انت فيه ده منين. 

حمزة:  تتبدل ملامحه وتختفى إبتسامته  يحدثه باتزان:  اطلع يا زاهر إحنا في وضع  مش قدامنا غير الرضا بالأمر الواقع 
معدش في رفاهية  الإختيار، وياسيدي اعتبر انك نايم وبتحلم. 

زاهر بحدة:  ده مش حلم ده كابوس  ياحمزة كابوس بشع أنا مش قادر أصدق إن في ناس كانت عايشة في البيت ده. 

جنات:  مش يلا بينا بقى يا استاذ هتركب تجي معانا ولا لا معتش وقت مش هنلحق الدكتور.
زاهر يتنفس بضيق يومي برأسه  ويصعد يجلس بجوار حمزة دون أن ينطق بكلمة،  تنطلق جنات بالعربة بعد صعود جنة جوارها  بعد وقت قليل وصلوا أمام وحدة صحية  ترجلت جنة وجنات من العربة وأشارت لهم بحمل حمزة والقدوم خلفها تدلف داخل الوحدة تبحث عن أحد تسأله عن مكان الطبيب  لا تجد سوى ممرضة  تخبرها  برحيل الطبيب  
تخرج لهم تخبرهم برحيل الطبيب، يخبرها زاهر بأنه طبيب 
تنظر له من أعلى لأسفل بعدم تصديق،  يكور زاهر يده  بعصبية يتحدث من بين أسنانه محاولا تمالك نفسه. 

زاهر:  شيل معايا يا حمزة ندخله  اوضة الكشف، لو وقفت ثانيه كمان ها ارتكب جناية. 
يحمل حمزة وزاهر حازم يدلفون داخل الوحدة يبحث بعينيه عن غرفة الكشف يسرعوا تجاهها يضعون حازم على فراش صغير متهالك، تأتي الممرضة تنهرهما على دخولهم الغرفة يلتفت لها زاهر يحدثها بعصبية ويطلب منها إحضار ما يلزم لخياطة الجرح وتعقيمه. 

بعد وقت انتهى زاهر من خياطة جرح حازم،  بمساعدة الممرضة  المذهولة من خفة يده وبراعته في قضب الغرز 
، يطلب منها مجموعة من الأدوية المسكنة لا يجدها متوفرة تخبره بأنها من الممكن إيجادها في صيدلية  البلدة، يتلفت حولة لا يجد حمزة يخرج زاهر يبحث عنه لا يجده يقترب من الفتيات يسألهم عن مكان صيدلية البلدة،  تسأله جنات
لما يسأل يخبرها بأنه يريد احضار مجموعة من الأدوية والمحاليل الطبية،  تطلب منه إخبارها بأسمائها وأنها سوف تحضرهم له ينظر لها نظرة ساخرة ويحدثها باستهزاء. 

زاهر:  هههه اقولك الأسماء وإنتي تجبيها  طيب   هتعرفي تقولي إسمها، قولي أكتبها لك. 

جنات بعصبية:  بقي انت يا دكتور الحيوانات بتتريق عليا انا، انت فاكرني جهلة  ،  اللي واقفين قدامك دول معاهم بكالوريوس زراعة  بدرجة إمتياز. 
زاهر ينظر لهم بذهول والي ملابسهم ويلتف ينظر للعربة يهز رأسه بعدم تصديق،  يشير لهم بطرف يده مستنكرًا كلامهم. 
_  بكالوريوس وامتياز انتم طيب الواحد يصدقك ازاي. 
_ جنه بصوت هادئ مهتز:   قصدك ايه  اننا بنكذب. 
زاهر:  الحقيقة كلامكم مش راكب على اللي شايفه قدامي،مش باين عليكم متعلمين أصلا،مش معاكم بكالوريوس وبإمتياز.
جنات: امال باين علينا إيه إن شاء الله ومين انت عشان تصدق يا دكتور البهايم إنشالله عنك ما صدقت،  عارف انا الغلطانه عشان بكلم مع واحد زيك  . 
ينظر لهما و يتركهما واقفتين ويدلف للداخل، ليتوقف قليلا ويضحك باستهزاء على كلامها ويدلف الى  غرفة الكشف يجد حازم فاق. 
جنات بعصبية:  هتيجي لحد عندي و مش هساعدك غير لما تعتذر.

زاهر:  حمدالله على سلامتك يازوما. 
حازم:  دماغي وجعاني قوي يا زاهر وعنيا مش قادر أفتحها من الصداع. 
زاهر: اكيد لازم تحس بشوية ألم أنت أخد ضربة جامدة على راسك.
يلتفت للممرضة  الصيدلية بعيدة عن هنا.
الممرضه: ايوه  ساعة  الصيدلية في قلب البلد متوهش جنب  مسجد البلد. 
زاهر:  ساعة  مشي من هنا سهله خدي بالك كويس منه لحد ما أرجع.
الممرضة مشي ايه حضرتك  ساعة دي بعربية  توكتك    لو مشي قدامك ساعة ونص ساعتين،  حضرتك شكلك غريب بدل ما تتعب نفسك  المهندسة جنات  قولها على الأدوية وهي تجيبها وترجع. 
حازم بألم:  آه دماغي هتنفجر من الوجع مش قادر استحمل شفلك حل يا زاهر. 
زاهر:  حاضر حاضر اصبر شويه  هنرجع البيت ونشوف حل ما أنا لا يمكن أعتذر للبتاعة دي.
حمزة يقف عند باب الغرفة:  أهلا عبدالرحيم باشا. 
يلتفت له زاهر وحازم يرفع عينه تجاه بصعوبة. 
زاهر:  فين جدو؟ 
حمزة:  يشير على زاهر حضرتك عبدالرحيم باشا شكلا وموضوعا، نفس الاسلوب ونفس طريقة الكلام  ومش بس جدو لا عمتو زينه فولة واتقسمت نصين، بدل ما تشكر البنت على   مساعدتها لينا لا تستهزء بها  وتسخر منها، للأسف يا زاهر كل يوم بتثبت ان مبادئك غير أفعالك زي ما تيته بتقول الطبع غلاب وحضرتك الغرور والعنجهية  جزء من شخصيتك،  أنا خارج أعتذر للبنات على تعبهم معانا. 

حازم بتعب:  حمزة عنده حق يا زاهر انت أوقات غرورك بيخليك تدوس على مشاعر اللي حواليك،  أنا صحيح مش فاهم حمزة بيتكلم عن مين  بس لو انت غلطت اعتذر. 

زاهر ينظر لي حمزة وهو يرحل يضرب يدة بباب غرفة الكشف  ويرحل خلفه يقف متسمرا وهو يرى حمزة يهرول خلف الفتيات بعد رحيلهم  تاركين العربة  أمام المشفي،  يقف ينظر لـ حمزة وهو يتحدث مع الفتيات ويعود وحيدًا يقترب منه يرفع كتفيه ويهز رأسه بأسف  ويدلف للغرفة  تاركة يقف يوزع نظراته بين الفتيات وهم يبتعدوا وبين العربة يلتفت على صوت الممرضة  تتحدث مع حمزة تطلب منهم الرحيل لاقتراب موعد مغادرتها،  يخرج حمزة وهو يساعد حازم  بعد شكرهم للممرضة، واقترابهم منه يحدثه حمزة بسخرية. 

حمزة:  إتفضل يا دكتور زاهر سوق بينا  حضرتك العربية لان انا هاسند حازم عشان ميتعبش. 

زاهر: نعم  ودي بقي هتساق ازاي والهانم أخدت الحمار ومشيت. 
حمزة:  أولا ده بغل مش حمار، ثانيا  حضرتك زي ما كنت السبب في زعل البنات وخليتهم يمشوا  يبقى انت ال تسوق العربية وتوصلنا. 

حازم: انا مش قادر أقف على رجليا ودماغي هينفجر من الوجع ممكن تشوفوا حل بسرعه. 

حمزة:  مقدمناش غير حل من اتنين يا تركب العربية دي وزاهر يشدها لحد ما نوصل البيت يا إما نمشي على رجلينا لحد البيت ونستريح بالسكة. 

حازم:  يبني أنا مش قادر أخطي خطوة وحده  تقولي أمشى. 
حمزة:  هم دول الحلول اللي قدامي. 
زاهر:  نمشي نمشي لكن أنا استحالة اعمل آل بتقول عليه 
واكون بديل الحصان أبدًا. 

حمزة:  بغل مش حصان  أصلها بتفرق. 
زاهر بغيظ  يقترب من شقيقه يقف أمامه يشير له وهو يحدثه. 
_ تعالي هشيلك على ظهري شويه وابدل انا وحمزة،  ومش عايز حد فيكم يكلم كلمة وحده مفهوم يلا يا حازم مش هنفضل اليوم كله واقفين،  يستجيب حازم ويصعد على ظهر زاهر يحاوط رقبته بيده  ويسيروا في نفس طريق قدومهم للمشفى، بعد سيرهم مسافة طويلة وقفوا يلتقطون أنفاسهم  يطلب زاهر من حمزة حمل حازم ليوافق حمزة على مضض و يكملوا طريقهم حتى وصلوا أمام المنزل يروا سيارة تقف أمام المنزل يدلف زاهر أولا فور تأكده من هوية السيارة يقف 
دون أي مقدمات ينقض على الجالس مع زين يلكمه بضربات متتالية. 
_______
يسقط من يدها ما تحمله تضع يدها على قلبها تشعر بنغزة قوية اخترقت قلبها ودوار داهمها وتستند على الحائط جوارها تستعيذ من الشيطان، مما جال بخاطرها، يقترب منها بخوف فور سماعه ما سقط من يدها يربت على كتفها يهدئها ويحاول معرفة ما أصابها. 

عبدالرحيم:  في ايه يا زهور تعبانه اتصل على حسن يجي يكشف عليكي. 
تومي برأسها  بالرفض تنطق بصوت مهتز وعين دامعه. 
زهور:  مش عارفه يا عبده قلبي اتقبض مرة وحدة وحسيت 
إن ولادي بخطر. 

عبدالرحيم:  استعيذي من الشيطان الرجيم  الولاد بخير أنا لسه قافل مع زيدان طمني عليهم والولاد بالبلد اطمنت من العمدة عليهم، وزهروان سمعتي صوتها بنفس هي وغادير 
ايه اللي جرالك. 

زهور الجده:  مش عارفه  في حاجه  طبق علي نفسي 
حاسة في حاجه  حصلت لحد من الولاد مش عارفه مين فيهم بس هو مين مش عارفه احدد. 
_ قومي استعيذي وصليلك ركعتين إن شآء الله  تهدي بعدهم. 

وأنا كمان  هصلي معاكي وندعي ربنا ينجيهم من أي شر يقرب منهم. 
أومت رأسها  بالموافقة وشرعوا بصلاتهم، وبعد وقت من دخولهم في الصلاة صدح هاتف عبدالرحيم بالاتصال   ولا يتوقف من الرنين ليجيب عليه فور تسليمه من الصلاة  ليقع الهاتف من يده وهو يستمع لما يقوله الطرف الأخر. 

تقترب منه  بخوف تحدثه بهلع:  ولادي حصلهم ايه يا عبدالرحيم  إلا إتصل بيك قالك ايه  . 
عبدالرحيم  :  مصيبة يازهور مصيبة زهروان متهمة بقتل عاصم جوز زينه وللأسف البوليس قبض عليها هي وغادير وزايد وهم راجعين الفندق. 

تضع يدها على فمها بصدمه  تهز رأسها مستنكرة مما تسمع 
تتكلم بتقطع. 
_ مين اللي  بلغك بالكلام  ده و زهروان  تعرف  عاصم منين  . 
_ مش عارف مش عارف يازهور  ولا فاهم حاجه   اللواء أشرف  اللي  بلغني، أنا لازم أصرف في المصيبة دي  مفيش وقت للكلام لازم أتصل على المحامين  وأروح  ليهم القسم. 
قبل ما يتحولوا للنيابة، هتصل بيكي اول ما أعرف حاجه. 

_ هو انا هصبر لحد ما تتصل رجلي على رجلك،  وبلاش ترفض  لاني بيك من غيرك هروح اطمن على ابنى وبنات ولادي. 
تخطو تجاه  الباب وهو خلفها ، بعد وقت ليس بقليل وصلوا إلى مقر قسم البوليس يجدوا زايد وغادير جالسون وبجوارهم تجلس أحلام ويحيى وهناك شخص أخر يقف على بعد خطوات منهم تتجه ناحيتهم  وقبل أن تسأل فتح الباب وخرج 
شخص مكبل بالاصفاد وأخر يجذبه من رسغة   ويغلق الباب مرة أخرى  ينقض عليه زايد ولكمه  لكمة قوية  سقط أرضا قبل أن  يعاود الانقضاض عليه يتجمع مجموعه من العساكر الموجودين بإبعاد زايد الذي يسب ويصرخ  به. 

يقترب عبدالرحيم بخطوات ثابتة تجاه زايد  يعتذر من  العسكري  الممسك به  يحدثه ويطلب منه تركه بعد تأكيده تعهده  بعدم  المساس بذلك الشخص ،  زايد ينظر لوالده  بخجل وينكس رأسه لأسفل ويسحبه والده يضمه يربت على كتفه و يحدثه ويبتعدوا عدة خطوات. 

عبدالرحيم بصوت أجش مملوء بالحزن:  متعتبرش الكلام اللي هقوله ده لوم أو عتاب  زهروان قصرت ليه في حمايتها 
مع اني متأكد  إنك حاولت لكن  تقصيرك واضح  في نظرة الخزي اللي في عنيك ده أولا. 
ثانيا: زهروان  ايه وصلها لعاصم، وايه وصلها خلها تقتله. 
ثالثا:  عماد علاقته ايه بالموضوع  وليه ضربته!؟ 

ـ يستأذن والده بالجلوس لم تعد قدماه تحملانه  يقترب من الدرج يساعد والده بالجلوس ويجلس بجواره ، يبدأ بسرد كل ما حدث حتى ألقي القبض عليهم وبصوت متحشرج من البكاء. 

زياد:  عندك حق يا بابا أنا خذلتك وخذلت عهدي بحمايتها لسلسبيل امها، بس اقسملك  لو عاصم كان لسه عايش كنت قتلته بإيديا دول صحيح  معرفش حصل ايه  ومين قتله زهروان ولا حد تاني، بس عاصم انا وانت عارفين حقارته وخسته.
عبدالرحيم: إحكيلي كل اللي حصل وازاى اتقبض عليكم!؟

زايد يقص عليه منذ تركه مستشفي حسن حتى إلقاء القبض عليهم. 
زهروان عرفت بموت سلسبيل  وانهارت  فضلت تسأل أسئلة فوق احتمالي رجعتني اصعب لحظه في حياتي لحظة موت سلسبيل مقدرتش أتحمل حسيت روحي  بتتسحب مني 
محستش بنفسي غير وغادير جنبي بتفوقني  بعد شوية فؤقت قدرت اتحمل أسئلتها  والحاحها،  حكيت ليها جزء من اللي حصل،  للأسف  انهارت وفضلت تصرخ وتطلب من أمها تسامحها  وانا وغادير بصعوبة قدرنا نهديها ونخرجها من المدفن وكنا في طريقنا للبيت عند ماما هي صممت  نرجع الفندق واحنا على الباب  اتقبض علينا. 

عبدالرحيم  : وعلاقة موت عاصم بى زهروان ايه، وليه ضربت عماد. 
زايد:  معرفش معرفش مين قتله أنا لما دخلت كان مرمي على الأرض  ملحقتش ادخل الشقة سمعت حركة وصوت برة الشقة  طلعت  لقيت زهروان  نزله السلم بتبكي جريت وراها ومعرفش حصل ايه  قبل ما وصل، بس لما وصلنا هنا عرفت من المعلم يحيى انهم عرفوا من البنت جارتهم  اللي طلبة عاصم منها  ونقطة ضعف زهروان،  ولما وصلو  لقوا عاصم غرقان في دمه وشنطه سلسبيل على الأرض،  وعماد  هو اللي منعهم في البداية يشلوها من مكانها بس الدكتور أحمد  اتخانق معاه وضربة  وانا كنت طالب من واحد مكلفة يراقب عاصم يبلغ اللواء أشرف  ويحصلونى  على شقة عاصم وهناك اتقبض عليهم  كلهم وعماد الحيوان هو اللي بلغ عليا انا وهي  واتهمنا بأننا قتلتا عاصم. 

عبدالرحيم:  وليه يقول كدة و زهروان  ليه تقتله.
زايد:   للأسف   زهروان  ساكته مش بتنطق  ومعرفش حصل  ايه  وليها دخل ولا لاء 
عبدالرحيم: عاصم وكلنا عارفين قذارته  وأكيد نهايته كانت متوقعه     …  يصمت يعتصر يديه   تفتكر زهروان هي اللي عملتها. 
زايد:  معرفش رافضه تتكلم  ساكته  حاولت معاها وغادير وأحلام منطقتش بكلمة واحده  حتى اللواء أشرف ادخل بنفسه وحاول يفهمها خطورة الموقف ومفيش  فايدة  ساكته  ،  والضابط المسئول عن التحقيق  خرجنا كلنا وبداء باستجواب كل واحد فينا لوحده،  المحامي  معها بيحضر التحقيق. 

عبدالرحيم  :   فعلا لو كان اللي في دماغي هو اللي حصل وعاصم حاول يعتدي عليها  فأكيد  برافو عليكي يا زهروان   إنها قتلته وحافظت على نفسها ومقدرش يلمسها  . 

زايد: حضرتك بتقول ايه  دي لو ثبت  عليها  .
عبدالرحيم: مقاطعة  إستحالة  تأخد دقيقة حبس في الكلب ده  ، كانت بدافع عن شرفها،  وأنا لا يمكن  أسمح  إنها تتحبس  حتى لو أنا اعترفت على نفسي إني قتلته. 

_   زايد:  ياريت يابابا كان ينفع حاولت أعمل كدة للأسف 
كلامى منافي للواقعة،  نص الحقيقة عند زهروان والنص التاني  عند عاصم والقاتل الحقيقي،  وعماد  لو كانوا سابوني عليه الخاين ده كنت طلعت روحه في إيديا. 

عبدالرحيم:  أنا مش  هفضل قاعد كده ومش قادر أحمي عائلتي  ،  لازم أدخل  بأي ثمن  ل زهروان  اطمنها 
بأننا معاها ووثقين فيها،  أنا هتصل باللواء أشرف أطلب منه 
يساعدني. 
زايد:  لو على الدخول  سهل جدٕا  حضرتك تدخلها  بس ياريت تقدر  تقنعها تتكلم،  زهروان مستسلمة أوي. 

يقفا مسرعين وهم يرون التي  تقف أمامهم. 
ــــــــــــــ
تقترب ببطء تجلس بجوار غادير  وأحلام  توزع النظرات فيما بينهما تلقي بسؤالها  لى كلتيهما. 

زهور الجدة:  حصل ايه  بالظبط كل وحدة فيكم تحكي  لي  حصل ايه. 

غادير تلتفت لجدتها  بعينها الدامعه  تحدثها بصوت يغلبه البكاء وشهقات تخرج مع كلماتها    تقص ما حدث منذ تلقيها اتصال هاتفي من عمها زايد واخبارها  بأن تحضر ل مدفن العائلة  . 
غادير:  عمو زايد إتصل عليا قالى أجي ليه  على المدفن جنب مدافن العائلة   وقال محتاجني موضوع مهم جدا،  وبالفعل قدرت اخرج من غير  ما حد من العائلة يأخذ باله  ووصلت بعد منهم على طول،   دخلت المدفن لقيت 
زهروان بضم قبر وعمو زايد قاعد قدام القبر.

لتقص  كل ما سمعته من كلمات زهور ورد زايد عليها:  زهروان فضلت تصرخ في عمو زايد وتقوله  ليه لما  قبلتني قدامك الفندق ناديت عليا بسلسبيل وانت عارف إنها ميتة،  عمو فضل يقولها على اللي حصل  من يوم وفاة عمو زياد وهروب امها لحد رجوعها بعد كام يوم  تسأل علية وقد إيه انهارت وقت ما عرفت بموته و مقدرتش تتحمل الخبر وماتت في الحال، وزهروان انهارت تماما  وعمو زايد بيحكلها عن وصية امها انها تدفن جنب عمو زياد وانه اشترى المدفن ده وراء مدفن عمو زياد عشان ينفذ وصيتها  وانه فضل سنين يدور عليها  ومعرفش يوصل ليها، ولما سألته  ليه  لما شفها نادي عليها وقلها سلسبيل  وهو دفنها بيده، قلها انها شبها أوي ولما عينه وقعت عليها كان فاكر انه بيتهيأله  لأن اليوم ده كان ذكرى وفاتها.  

تلتفت تجاه غادير تسألها بصراخ وتهب واقفة توقف غادير من جلستها  تهزها بعنف . 
أحلام:   سلسبيل مين اللي ماتت ايه ا اللي بتقوليه ده  ساكته ليه  انطقي سلسبيل ماتت امته وازاي انطقي . 
يحيى يقترب من أحلام يحاوطها بيده يبعدها عن غادير وسط صراخها. 
يحيى: إهدى إهدى يا أحلام. 
تلتفت له بغضب:  مش سامع  يا يحيى بتقول ايه. 
يحيى يسحبها لحضنه  يربت على ظهرها لتتمسك بملابسه  من الخلف تبكي بحرقة وهي تتحدث. 

أحلام:  ماتت يا يحيى  سلسبيل   ماتت ماتت عشرين سنة  وهي ميته والكل ينهش في لحمها  كل يوم في العشرين سنة دول وأنا بلعنها   ،  ياما صليت ودعيت عليها فاهم يعني ايه تلعن وتدعى وتفتكر إنها رمت بنتها   وآه من بنتها  ووجع قلبي عليها وعلى  وجعها وحسرتها  ، ياما حلمت باليوم اللي  هتقابل ابوها وامها فيه، الاتنين تتحرم منهم الاتنين يطلعوا ميتين ليه بس كده ياربي البنت المسكينة دي ذنبها ايه آه يا قهر قلبي عليكي يا سلسبيل آه على بختك وعلى اللي جرالك يا بنتي. 

تفلت ملابس يحيى تبتعد عنه تجفف دموعها  تجوب بعينها 
لتقع على ما تبحث عنه، تخطو بخطوات مهرولة لتقف على بعد خطوة من الدرج تصرخ به. 

أحلام:قلبك ايه يا أخي حجر مبتحسش،  بكل بجاحة  تأخذ الغلبانه زهور على  قبر امها  
من غير لا شفقة ولا رحمة بها،  روح منك لله ربنا يأخد حق البنت منك، وسلسبيل قلت ليها ايه خلها ماتت مقهورة   من غير حس ولا خبر قتلت   القتيل ومشيت  في جنازتها ولا دفنتها من غير جنازه ولا صلاة ع
ليها  بسببك مش بس سلسبيل ماتت  لا قتلت أخر أمل 
للبنت ياعالم هي دلوقتي بتفكر في ايه  ولا حالتها ايه، لو جرلها حاجه  ذنبها  في رقبتك. 

يحيى يجذب أحلام من يدها يبتعد بها عن مكان تجمع  الجميع وبعض  المارة في داخل القسم  تبتعد وهي تشير له. 
منك لله  لو حصل حاجه لزهور  هتكون بسببك. 
يحيى:  أحلام خلاص لا المكان  ولا الزمان ينفع  ، وبطلي كلام سلسبيل  الله يرحمها عند اللي أحسن من الكل، خلاص وربك غفور رحيم،  وإهدي  يا أحلام  ادعولها بالرحمة وادعى لزهور  ربنا ينجيها من اللي هي فيه. 

أحلام:  زهور آه على زهور واللي بيحصل ليها يا قهر قلبي  ملحقتش تفوق من صدمة موت أبوها تجلها القاضية موت أمها. 
تصمت أحلام و تسرع بخطواتها فور سماعها  حديث  أحد أمام غرفة التحقيقات. 

يفتح باب غرفة التحقيق يخرج منها أحدهم  يلتفت الجميع له 
تقترب منه زهور الجدة التي كانت تقف تتمسك بحفيدتها غادير تبكي على كلمات أحلام  . 
زهور الجدة:  إستاذ محمد خارج  لوحدك ليه  زهروان مخرجتش ليه معاك. 
المحامي: للأسف الأنسة رافضه تتكلم  نهائي، مهما كلمت معها  أو الضابط سألها مفيش أي رد فعل ليها  بتبكي وبس،  طلبت من حضرة الضابط يؤجل التحقيق  وخرجت  أسأل مين أكتر حد  تثق فيه  ممكن يخليها تتكلم. 

يبتعد عن الحائط المسند عليه غير عابئ بما يحدث من حوله 
من كلام أو صراخ يعتدل في وقفته فور سماعه لما يقوله المحامي  دون أن يتحدث خطي تجاه  باب غرفة التحقيقات 
وقف عند باب الغرفة  دق الباب ودلف وخلف أحد العساكر يحاول منعه ليشير الضابط القابع خلف مكتبه للعسكري بالانصراف مع كلمات المتحدث. 

_ أنا دكتور أحمد المغربي  تسمحلي حضرتك  اتكلم مع زهور لدقيقة واحدة بس. 

الضابط يقف مرحبآ  به غني عن التعريف دكتور احمد بس للأسف  احنا دلوقتى  بتحقيق رسمي ومش هينفع أي كلام وايضا ما صلة القرابة بينكم . 

أحمد:  كلامي معها هيفيد التحقيق  وكله قدام ساعتك هي دقيقة ومش هطول عنها. 
الضابط ينظر إلى زهور الجالسة بلا حركة  عينها على الحائط ودموعها تسيل بلا توقف:  للأسف من وقت ما بدأ التحقيق وهي على  الحالة  دى. 

أحمد اقترب من مكان جلوسها جثى على ركبتيه أمامها  بصوت حنون:  زهور بنتي أنا بابا، يقطع كلامه مع ارتطامها بأحضانه تبكي بنحيب كلماتها جعلت من بالغرفة 
يشعر بالشفقة عليها. 
زهور كما هي على حالتها دموعها تسيل  فجاءة  سمعت صوت قريب منها ارجعت بصرها تجاه الصوت  ترتمي بأحضانه تبكي بوجع  وصوت  متألم  تتحدث.

زهور: بابا أحمد .
أحمد: ايوة أنا يا زهور.
زهور تخرج من بين يديه تنظر له وعينها تكاد لا ترى وجهه من دموعها التي لا تتوقف وتحدثه بإنهيار:
  ماتت ماتت امي  طلعت ميته من عشرين سنة  ماتت واخر كلمة ليها  كانت بتنطق إسمي، ظلمتها، وانا كنت فاكراها رمتني وعايشه  حياتها  ونسيتني،  كنت بستعر من إسمها جنب اسمي، كل  لحظة  بلومها على حاجات ملهاش ذنب فيها كل ما حد يجيب اسمها قدامي او ينادي عليا باسمها كنت بلعنها 
كنت بكرها أكثر من كرهي لها، ياما اتخيلت مقابلتي ليها وأنا وانا بعتبها على كل اللي عشته بسببها وقد ايه أظلمت  وقد ايه بكرها.

تنظر لاحمد تحدثت بنحيب.: فاكر لما قلتلك مش مسمحاها ولو قبلتها هدفعها تمن السنين اللي عشتها بعار بسببها، كنت بكدب على نفسي  وعلى الكل أنا والله  كنت اتمنى اشوفها واحضنها تعرف كم مرة حلمت بحضنها ده ولا كلمة ماما قد ايه اتمنيت أناديها بيها، عارف يابابا انا حسيت بحنانها وانا بضم قبرها تتوقف عن الكلام  تضم يدها لصدرها يعلو صوت بكاها وتعاود الحديث بصوت متحشرج  حسيت بيها بضمني واديها محوطاني  سمعت صوتها بتنادي عليا وتقولي بنتي بنتي أخيرا جتني  صوتها وهي بتناديني لسه في وداني ،  دفي لمس قلبي  لأول مرة في حياتي  احس بيه  وأنا حاسه بيدها تحوطني  قد اية الام حنينه حتى قبرها بيبقى حنين على ولادها. 

تكمل حديثها  أنا عاوزة أروح ليها انام بحضنها  اللي اتحرمت منه  انا تعبت تعبت عايزة أرتاح بقي معتش قادرة الدنيا تجي عليا أكتر من كده  بانهيار أنا عايزة اموت عايزة اموت  وادفن جنبها موتوني أعدموني أنا مجرمه مجرمه أعدموني وادفنوني جنبها  .  

أحمد يجفف دموعه  ويهب واقفا يجذب زهور لتقف يهزها بعنف وبكل قوتة يرفع يده ويهوي على وجهها لتصمت وترتمي مرة أخرى بحضنه تبكي بقهر
:  انا مجرمة ظلمت  امي دعيت عليها احتقرتها كنت بجهر بكرهي ليها بس والله كان كل ده من برة قلبي والله كنت بحلم باليوم اللي اقبلها هي وابويا واشفهم قدام عنيا. 

أحمد:  زهور اسمعني دلوقتي اهدي انا حاسس بيكى و قد ايه انتي موجوعه  لومك لنفسك وقد ايه نفسك تقولي   كلام كتير  مش قادرة تعبرى عنه وعن اللي جواكي من وجع وحزن  عارف كل ده انا عشته لولا ربنا رزقني ودخلك حياتي مكنش زماني واقف قدامك دلوقتي  وبقيت أحمد المغربي الدكتور المشهور انتي بعد ربنا السبب في اني عايش، يابنتي انتي زمان قولتيلي ربنا بيدنا على قد ما بيحبنا وعلى قد أحنا مانتحمل الشيلة صحيح انتي تحملتي إلا محدش يقدر يتحمله في سنك او قد عمرك عشر مرات، بس مش معنى كدة تضعفي وضيعي نفسك وشبابك في  جريمة  معملتهاش. 

بنتي انا عارف ان صدمة موت والدتك مأثرة عليكي  مش مخلايكي تفكري  في اللي انتي بترمي نفسك فيه، لو فعلا بتحبيها وعاوزها ترتاح في قبرها   اتكلمي احكي اللي حصل 
سكوتك  مش معناه انك  بكده تعاقبي نفسك  بجريمة معملتهاش  عشان شعورك بالذنب تجاها يروح بالعكس انتي كده بتضيعي نفسك وبس ومش بتريحيها في قبرها، قولي كل اللي حصل  أكيد هي حاسة بيكي اتخيلي لو هي موجوده دلوقتي كانت هتتحمل تشوفك كده. 

زهور ببكاء توم برأسها  ياريتها كانت موجودة كانت حياتي كلها  اتغيرت. 
أحمد  :  إعتبريها موجودة  وقولي ليها كل اللي نفسك فيه واحكي كل اللي  حصل من وقت ما جيت الدنيا لحد  اللحظة دي. 
ينحني يلتقط كوب ماء على طاولة مكتب الضابط يقدمه لها ويساعدها في ارتشاف بعض قطرات ويساعدها بالجلوس وهو يهدئها  ويجلس بجوارها على أريكة في إحدى زوايا غرفة التحقيق . 
يشير للضابط بأن يدون ما تقصه وهو يسألها  يهمس  الضابط بعدم جواز ذلك فهو ليس قانوني ولا يعتبر تحقيق رسمي هو فقط سيستخدم روح القانون حتى تهدأ وبعد ذلك سيفتح تحقيق رسمي. 
زهور عينها تتبادل بين احمد والضابط تنصت لكل كلمة يتهامسون بها تغمض عينها تضم شفتها  وتبدأ تقص ما حدث. 
أحمد:  قولي يا زهور كل حاجه  ريحي  ماما خرجي كل اللي جواكي. 
زهور تجفف دموعها  تسحب نفس عميق تبلع ريقها  تلتفت لأحمد:  متشكرة لحضرتك  انا فعلا هتكلم  وأقول كل حاجه حصلت  مش عشان اخرج من القضية لا عشان اريح امي فعلا  اقدر اخرج من هنا عشان ارجعلها حقها من اللي ظلمها. 
ترفع عينها تجاه الضابط  انا هحكي كل اللي حصل يا حضرة الضابط  بس بعد اذنك خلي بابا أحمد معايا. 

الضابط: يجلس على مقعده يضغط على زر أمامه على المكتب يدخل عسكري يؤدي التحية العسكرية  يشير له الضابط ويحدثه   نادي يا بنى  للمحامي من برا، يدخل المحامي ويحدث الضابط العسكري الجالس بالقرب من المكتب  افتح يا بني المحضر  واكتب تاريخ اليوم والساعة 
ويبدأ التحقيق   وتدوين كل ما تقوله زهور. 

الضابط:  اسمك وسنك وعنوانك. 
:  زهور بنت سلسبيل. 
الضابط  :    اسمك يا أنسة. 
زهور:  قلت لحضرتك إسمي زهور بنت سلسبيل ده اسمي. 
الضابط:  يا أنسة  إسمك اللي في بطاقتك الشخصية  . 

أحمد يربت على يد زهور ترفع عينها تجاهه تهبط  دمعه وتغمض عينها وهي تنطق:  زهروان زياد عبدالرحيم الغمراوي، السن عشرين سنة ساكنه  في فندق زهروان المعادي حاليا قبل كده كنت عايشة…. 
الضابط:  ما هي أقوالك فيما نسب اليك من اتهام  بقتل عاصم الزيات
زهور: انا مقتلتوش مع اني كنت اتمنى أكون أنا اللي قتلته لانه فعلا يستحق القتل  بدل المرة مليون مرة. 
الضابط:  أفهم من كده  ايه ياريت تكلمي بوضوح احنا في تحقيق رسمي وكل كلمة بتتقال بتكتب فياريت توضحي  كلامك وقولي كل اللي تعرفيه. 

زهور تقص عليهم بداية من كلام هالة السكرتيرة حتي غلقه باب الغرفة عليهم ومحاولة الاعتداء عليها:  أنا  كنت واقفه عند الباب بخبط ونادي على حد ينجدني منه وبعد ما خلاص فقدت الأمل فجأة باب الأوضة إتفتح وقبل ما اقع على الارض ايد حد حمتني ولحقتني أقع وصوت  عاصم بينادي اسمها وبيقول. 

تعود بذاكرتها قبل ساعات،  زهور واقفه عند الباب بتخبط، وعاصم يقترب منها بابتسامة خبيثة بعد ان تحرر من قميصه واصبح عاري الصدر يحدثها. 
عاصم:  قلتلك متتعبيش نفسك الباب أنا خليت عماد يقفله من برة  ومش هيفتح غير لما أنا اديله الأوك بالهداوة كده تسكتي وبلاش تتعبي اديكي الحلوين دول بالخبط على الباب 
وصوتك وفرية بعد شويه اصل بحب اسمع الصراخ اوي.

تتعالى أصوات جرس المنزل  ينادي على عماد مساعدة يفتح باب المنزل بعد ثوان  توقف صوت جرس المنزل وعاود عاصم الحديث لها، وهي تستنجد بمن بالخارج  تلتفت بظهرها متسمرة أمام باب الغرفة  تحاول التفكير فى حل لما هي فيه فجأة فتح الباب المسندة عليه بظهرها لتشهق وهي تشعر بيد تسندها من الخلف تحميها من السقوط وقبل أن 
تلتف ترى من إقترب عاصم، منها يحاول جذبها له لتنتفض ويد ذلك الشخص تجذبها لتقف خلفه ليدور مشادة كلامية بينهم يصمت عاصم بعد أن رأى دخول فتاة من باب الشقة 
ينظر لها برعب.

عاصم: نهال انت عرفتي مكان الشقة هنا ازاي و.

تقاطعه نهال: اه يا خسيس  بقى ترميني مرة ثانية في المستشفى وتتفق مع الدكتور ميخرجنيش،  عشان تلعب 
لعبتك القذرة زي عادتك لما بتلوى دراع  حد،  فاكر إن أنا نهال ممكن حاجة  تستخبى عليا  وعماد  الخائن اللي  باعني واتفق معاك عليا تشر الى المدد على الأرض مغمى عليه. 

تجحظ عينيه وهو يرى عماد ممدد على الأرض، أتى يتحرك بإتجاه عماد،  أوقفته نهال بمسدس  تصوبه تجاهه ليذدراء أرياقه مرات متتالية بخوف  ظاهر،  يحدث نهال  بمكر. 

عاصم:  نانى حبيبة قلبي إنتي إزاي تفكري إني أقدر أزيكي،  أنا فعلا وديتك المستشفى  عشان  كانت حالتك صعبة اوي لازم حد يهديكي ويتابعك وأكيد مش هثق فى حد غير في دكتورك. 

نهال بسخرية:هههه اللي متعرفوش انا كنت شكه فيك ودايما مستخوناك فأجرت واحد يراقبك ويبلغني بكل تحركاتك خطوة خطوة.
عاصم:  حبيبتي انا عملت ده من خوفي عليكي والشقه دى  كنت هقولك عليها أنا في الأساس وخدها عشان نعيش فيها انا وانتي  لحد ما ننتقم من عبد الرحيم بعيد عن العيون. 

نهال:  صدقتك أنا  ألعب اللعبة دى على حد تاني يا عاصم، حد ميكونش عارفك وعارف وسختك  فبلاش تلعبها معايا، لاني سمعت كل كلمة قلتها  لبت الأحدب دي، بقى أنا نهال تخدعني وتفضل عليا دى، تشير بسلاحها أمام عينيه. 

عاصم بهلع من كلماتها والسلاح التي تشهره بوجهه  يخطوا و يقترب منها  وهو يحدثها بصوت مذبذب. 
:  ناني  انا انا كنت عايز انتقم لك من زياد في بنته،  ولما أكسر عينها  واتجوزها غصب عنها  واخد كل املكها نتمتع بيها أنا وانتي،  ناني  انتي ناسيه انا حبيتك انتي وسبت زينه والبنات نسيتي أنا وافقت  على خطتك بحرق القصر باللي فيه
وبناتي منهم كل ده عشان  بحبك حتى نيرة بنتي اللي كانت بتساعدنا وتنقلنا تحركاتهم  وكل كلمة بيقولوها  مخلتش الأمن ينقذها كل ده عشانك انتي قلت هخلف غيرهم منك ونتمتع مع بعض  بثروة عبدالرحيم وثروة زياد وبنته.

زهور تقف مذهوله مما تسمعه جسدها ينتفض فقد مر عليها يوم عصيب عقلها توقف عن العمل  قدمها متيبستان  مكانهم لا تقوى على الحركة  تشعر بروحها تسحب منها  وتشهق وهي تسمع كلمات نهال تلتف على سماع صوت بكاء. 

نهال:  اممم تصدق أقنعتني، يعني كنت هتغتصبها عشان تخليها توافق تتجوز ها وبعدين  تمضيها على الثروة.

عاصم:  أيوه بالضبط كده وكمان انتقم من زياد  فيها واخد حقك منه. 
نهال:  اممم  ومكنش قدامك حل غير ده. 
عاصم:  للاسف ايوه لازم الحل ده نص الثروة باسم امها وهي المتصرفة الوحيدة في الأملاك زياد الغبي كتب كل حاجة بإسمها وبما ان بنته لسه قاصر لازم وصي عليها  ففكرت اكون انا بصفتي جوزها. 
نهال بمكر:  يا يا عاصم  قد ايه ظلمتك يا حبيبي،  خلاص انا فهمت خطتك مش كنت عارفتني من الاول اهو كنت وفرت  كل ده وكان زمانك متجوزها من بدري على العموم يا حبيبي  
خدها  انا مش ممانعه بس ليا شرط واحد. 

عاصم بفرحة وسعادة ظاهرة:  امريني يا ست الكل. 
نهال:  تمضيلي علي  أوراق بأن كل ما تملكه بإسمي حتى بنت الأحدب هتمضي معاك. 

عاصم بذهول من كلمها يقف محتارا في كلمها يتحدث محاولا اقناعها تجحظ عيناه وهو يرى من تقف تبك:  حبيبتي  انا كلي ملكك انا وفلوسي وكل ما املك ليكي انا ضحيت بالبنات وامهم عشانك انتي  تفتكري بعد كل ده واللى بعمله عشانك هرفض أمضي على ورقة تنازل انا امضيلك  وعيوني مقفوله. 
يتوقف عن الكلام ينظر للواقفه على باب الشقة تتحدث ببكاء وتصرخ به  وتخطو تجاهه  تتحدث بصوت منكسر.

ـ معقولة انا كنت مخدوعه  فيك بالشكل ده   صدقت كلامك وساعدتك وخونت امي وجدي واخوالي  وانا فاكرة بساعدك ترجع حقك اللي جدوا اخدوا منك  زي ما فهمتني   وفي الاخر طلعت بتكذب عليا معقول   اللى سمعته ده انت اتفقت مع نهال على موتي انا وامي واخواتي وكل العايلة،  بس عشان ترضيها،  أنت استحالة تكون اب استحالة تكون بنادم اصلا انا ندمانه على اللي عملته عشانك،  بس مش هسمحلك انت والمجنونه دي تدمروا  حياة المسكينة دي  مهما حصل  حتى لو موتوني استحالة هتقربولها فاهمين،  تشير إلى زهور بأن تتقدم تجاهها  ترفع يدها الأخرى بسلاح  تصوبه تجاه  نهال تحدثها بتهديد. 

_ ارمي المسدس اللي معاكي على الأرض متنسيش إني وخده بطل العالم في الرماية تلات سنين ولا بعض واقدر أصيب أي هدف على بعد  يبالك بقي وبيني وبينك مفيش كام متر،  وانتي تحركي تعالي  هنا جنبي.

نهال: بصراخ  انتي اتجننتي يا نيرة بتهددني أنا نهال بتهددي ناني طيب وريني هتقدري تعملي ايه تشير بمسدسها على رأس زهور من الخلف وهي تخطوا تجاه نيره  .

نيرة قبل ما طلقة تخرج من سلاحك  هتكوني جثة، يستغل عاصم الحديث المتبادل ويحاول أن ينقض على نهال يجذب منها المسدس وسط صراخها لتستغل نيرة  تلك الجلبة وتمسك يد زهور وتخرج مسرعه بها من الشقة  يستمعوا إلى صوت طلق ناري وهم بالقرب من المصعد الذي يصعد تهرع الفتيات بخوف تهرب كل واحدة في اتجاه تصعد نيرة  لأعلى وتهبط زهور على الدرج  لتصرخ بعد أن تعرقلت على الدرج وتسرع بالهبوط وتهرول بالشارع بعد شعورها بأحد يجري خلفها  وتكمل باقي كلمها وتقص ما حدث وعلمها بخبر وفاة والدتها حتى إلقاء القبض عليها.


تعليقات