رواية علي ناصيه الحب الفصل الثامن 8 بقلم حبيبه محمد



 رواية علي ناصيه الحب الفصل الثامن بقلم حبيبه محمد



-لازم تِيجي تتكلمي جّنَبي دِلوقت ؟ ادعي ربنا ميكونش سّمع صوتك يا ياقوت !.


أكتر حاجة بتكسر البني آدم مش الفقر ولا حتى الوحدة. اللي بيكسر البني آدم بجد إن قلبه يفضل جعان وهو حواليه كل حاجة والجوع مش دايمًا للأكل وبس لا ده فيه جوع للحنان، وجوع للرضا، وجوع للحب.


وأنا عمري ما كرهت عمران. أيوه، الراجل ده صاحبي وأخويا، عشرة العمر وأشهد قدّام ربنا إنه عمره ما سابني في يوم ضيقة، ولا خذلني، ولا عمل معايا حركة غِدر. 


كان من النوع اللي لو فتّشت في الدنيا دي كلها مش هلاقي نسخة منه ،عمران كان بسيط ايوه بس بسيط بمعنى النُبل، بمعنى الجدعنة.


بس الغيرة يا عالم الغيرة سُم بيدخل الدم من غير ما تحس. 


وأنا، رغم إني عايش مرتاح، عندي فلوس، عندي عربية أحدث موديل، عندي شقة ملك، عندي أهل بيدّوني سند ودفا بس عمري ما حسيت إني أغنى من عمران. 

بالعكس، كنت حاسس دايما إني أقل منه.


عمران كان عنده الرضا ودي حاجة لا فلوس ولا جاه ولا عربية يقدروا يجبوها. 


كان يخسر شغل ويتبهدل من وظيفة للتانية يزعل آه، يتألم آه، بس في الآخر يرفع راسه للسماء ويقول “الحمد لله.” 


وأنا أقعد أبصّله وأقول: إزاي؟ إزاي قادر يرضى وهو في الظروف دي وأنا مش قادر؟.


واللي وجع قلبي أكتر إنه لقى اللي أنا عمري ما لقيته. 

لقى الحب ،حب نضيف، حب صادق ، حب من ناحيته ،لقى ياقوت.


بجمالها، بمكانتها، بسطوتها قدر يخليها تحبه وتبصله وتتمسك بيه وأنا، اللي معايا كل الإمكانيات عمري ما عرفت أخلي بنت تبصلي بالشكل ده.


الغيرة حرقتني من جوا. 

حسّيت إني مهما جمعت فلوس، ومهما ركبت عربيات، ومهما لبست أغلى هدوم هفضل ناقص. 


ناقص باللي كان عند عمران وهو مش عندي: قلب مليان حب، ووشّ راضي حتى وهو تعبان.


يمكن أنا غلط ويمكن أكون وحش بس هقولها بصراحة: أنا حسّيت إن عمران أغنى مني. 


أغنى بضحكته، أغنى بنظرته، أغنى بالحب اللي في قلبه. وأنا ورغم كل حاجة، كنت جعان ؛جعان للحب، جعان للرضا، جعان لحاجة تخلي قلبي يهدى.


وأكتر حاجة حاسس إنها مضيقاني دلوقت هو إني حسّيت إن الراجل اللي أنا بغير منه هو نفس الراجل اللي أنا كنت صاحبه لسنين طويله وعمره ما وثق فِي حَد قدي.


-إيه يا عمر؟ إيه الارتباك اللي إنت فيه ده؟ مالك بتعرق كأنك عامل جريمة؟.

-أنا حاسس إني فعلاً عامل جريمة! لو عمران عرف، لو بس شمّ خبر أنا كده خسرته للأبد!.

-ما تخسره فيها إيه ؟ هو انت يعني معندكش صحاب غيره !.

-ده صاحب عمري يا ياقوت برضو اللي لو الدنيا قامت عليا كان أول واحد يقف جمبي ويسندني أنا حاسس إني قليل قوي قدامه !.


-اسمعني كويس يا عمر إنت مَعملتش حاجة غلط وأنا اللي اخترتك أنا اللي قررت أكون معاك ولو عمران عرف حاجة ببساطة هقوله إني أنا اللي اخترت عمر مش هو! واللي ميستحملش الحقيقة يروح يغور.

-قلبك قاسي اوي يا ياقوت !.

-اللي يتعشم في اللي مش ليه هو اللي بيخون نفسه وعمران لازم يفهم إن مش كل اللي بيتمناه هيبقى ليه وأنا مش هخليه بطل على حسابي!.


يمكن كانت دي أول مره في حياتي أشوف ياقوت بالشكل ده قاسيه ؛مش القسوه العاديه اللي ممكن تجرح بكلمه أو بِفعل بسيط!.


لأ دي قسوه واحده كأنها عاشت مع حد كان بيعذبها سنين، مش مع واحد كان بيدعي ربنا ليل ونهار عشان يفرّحها.


لو مكنتش عارف إن اللي بتحكي عنه هو عمران كنت صدقت إن اللي في قصتها ده راجل متوحش، راجل ظالم وقاسي.

بس لأ أنا شاهد، أنا اللي شوفت وعاشرت وساهمت !.


شوفت عمران وهو بيمسك على نفسه عشان يشتري ليها بوكيه ورد كل يوم اتنين، حتى لو بيمشي آخر الأسبوع بحصالة فاضية.


شوفت يوم ما كان بيستلف بس عشان يقدر ياخدها مكان بتحبه آخر كل شهر، يخليها تضحك يوم واحد ولو هو اتبهدل باقي الشهر.


شوفت بعيني اللي عمله في عيد ميلادها الأخير ؛الليلة اللي خلاها تبكي من الفرح.


أنا شوفت كل ده، وشهدت عليه، وساعات كنت بقول في سري: هو بيعمل كده ليه؟ هو مش عارف إنه بيغرق في حب مستحيل؟ بس عمره ما وقف، وعمره ما زهق.


ليه واحدة زي ياقوت ترفض حب بالشكل ده؟

هو الحب بقى رخيص قوي كده؟

الماديات بتعمي العين للدرجه دي؟ ولا القلوب ممكن تتعمى عن الحقيقه من نفسها؟.


أول مره أشوف ياقوت بالصوره دي.

من برّه لسه جميله في عيني ، يمكن أجمل من أي وقت، بس من جوه؟ قاسيه لحد الصدمه.


إيه اللي ممكن يخليها تسيب عمران بكل الحب ده وتمسك فيا أنا! إيه؟

عشان الفلوس؟

طب وأنا لو صحيت بكرا لقيت كل اللي معايا راح، لو اتفقرت هتسيبني وتدور على واحد أغنى؟.


حسيت إن أنا واقع دلوقت بين صراع مفيش ليه مخرج قلبي بيقولي “هي بتحبك وخلاص”، بس عقلي بيهمس “اللي باعت عمران، ممكن بكرا تبيعك انت كمان ”.


والمنطق؟ المنطق كان واقف يتفرج عليا ساكت مش عايز يحكم وكإنه كان عارف إنه حكمه هيزعله .


-إيه تعريف الحب بالنسبه ليكي يا ياقوت ؟.

-بص يا عمر أنا عمري ما شُفت حاجه اسمها حب نضيف أنا اتربيت إن مفيش حاجه في الدنيا دي بتيجي كده ببلاش والحب بالنسبالي دايمًا مربوط بحاجة يا إما وراه مصلحة، شغل من تحت لتحت، فلوس ،يعني باختصار، الحب مش شعور، الحب معامله!.

-يعني عمرك ما صدقتي في مشاعر حد؟.

-المشاعر؟ المشاعر دي يا عمر أضعف حاجه في الدنيا بابا دايمًا كان يقولّي إن الحب مشاعر مرهفه ملهاش أي قيمه الحب الحقيقي هو حب التملك؛ إنك تبقى عايز الحاجه عندك، ليك، محدش يقربلها الحب هو إنك تعيش مبسوط حتى لو سعادتك دي على حساب اللي حواليك!.


--بس كده يبقى أنانية مش حب.

-ما هو يا عمر إنت عايز إيه غير كده؟ مش كل واحد في الآخر بيدور على اللي يرضيه؟ إيه الفرق لما أرضي نفسي حتى لو غيري اتظلم؟ الدنيا كده يا إما تبقى فوق، يا إما تفضل تحت رجل الناس.

-طب وعمران؟ ده كان بيحبك بجد، وفضل سنين يحاول يرضيكي!.

-عمران كان بيحبني بطريقته، بس طريقته مش كفايه ،هو حبني عشان أنا أنا ؛بس أنا كنت عايزه حد يثبتلي إن الدنيا كلها مش صعبه عليّا. وهو مقدرش ، هنقعد نتكلم عن عمران طول الليل بقى ونسيب الحفله !.

-أنا صدعت وعاوز اروح هتيجي معايا أروحك ؟.

-اممم معنديش مشكله يلا حبيبي .


كان بقالي سنه بالظبط أعرف ياقوت مِن ورا عمران ، قدرت اوصل ليها وأقنعها تكون معايا ، والموضوع محدش مني ايام كتير وفعلا ياقوت فضّلتني على عمران .


مش قادر الحقيقه أعرف هل أنا اللي وحش ولا ياقوت ؟. 

ياقوت اللي رفضت تصدني وسمحت ليا اقرب مِنها ؟ ولا أنا اللي استكرتها على صاحبي !.


خرجنا سوا من الحفله قربنا وركبنا العربيه بتاعتي المرسيدس الجديده لسه مغيرها بعد ما خدت عِلاوه كبيره في البنك ، لفت نّظري وقتها وهِيا بِتمد إيدها تفتح شاشة العربيه إنها لسه لابسه الخاتم اللي عمران جابه ليها .


معقوله تكون ممكن لسه بتفكر فيه وبتخبي تفكيرها ده ورا كلامها القاسي ؟ 

ورا مشاعر مزيفه عاوزاني اصدقها ؟ ليه لسه محتفظه بالخاتم وهيا قررت تنهي العلاقه دي !.


|| وقابلنا أنا وانت في مشوارنا ..

حاجات كتير جرحت غيرنا ..

الغيرة وظنونها واللي بيجرى منها..

في يوم ما قربت منا بعدها حبنا عنها..||.


أول ما سمعت المقطع ده، وقفت عند كلمة “الغيرة”.

يا ترى العندليب وقتها كان قصده إيه؟ غيرته على حبيبته من عيون الناس؟ ولا غيرته من الظروف اللي دايمًا بتاخد الحلم وتسيبه ناقص؟


ممكن يكون قصده على الغيرة اللي بتاكل القلب لما تحس إن في حد أقرب منها منك، حتى لو مش موجود فعلًا. 


وممكن يكون قصده غيرة الظروف، غيرة القدر اللي دايمًا بيرسم فواصل بين اتنين بيحبوا بعض!.


هو أنا كنت ناقص إيه؟.

كنت ناقص إيه عشان أخون صاحبي اللي عمره ما خانني؟

عمران كان أجدع من أي حد، كان سند وأنا حتى عمري ما ساندته كان ضهري وأنا بقيت طعنة في ضهره!.


يمكن أنا خدت ياقوت عشان أعوض النقص اللي جوايا بس الغريبة إني كل ما أقعد معاها بحس بالنقص أكبر. 


بحس إني مش كسبت، لأ ده أنا خسرت مرتين: خسرت صاحبي، وخسرت نفسي!.


لكن الصعب اللي وقعت فيه إني فعلا كنت عارف إني بحب ياقوت بجد .

بس هل اكتر من صاحبي ؟ 

ملقتش جوايا إجابه واضحه للسؤال ده .


••••••••••••••••••••••••••••••


-مسهمه كِده لِيه يا بنتي من ساعة ما جيتي ؟ حصل حاجه ؟.


القلوب ما بتستأذنش، ولا بتتساق زي ما إحنا عايزين؛ بنحب ناس مش شايفانا، وبيحبّونا ناس عمرها ما جات على بالنا وكأن الحب ساحة مالناش فيها حُكم غير إننا نرضى… أو نتوجع.


عمران كان أول راجل شُفته في حياتي، أول ملامح للونس اللي اتشكلت في طفولتي بيه.


كان صاحبي الوحيد، وأخويا اللي عمري ما عرفت غيره. ظلّي اللي بيشاركني كل لحظة؛ لعبنا سوا، خروجنا سوا، حتى اللقمة كنّا بنقسمها مع بعض.


والأجمل من ده كله إن أبويا وأبوه كانوا زي الإخوات بجد، علاقة مافيهاش شبهها في الدنيا.


كبرنا والسنين خدتنا.

وبعد ما والده توفى، ملامحه اتغيّرت، البُعد بقى يزيد، والحدود اللي بينا اتبنت من غير ما نفهم ليه. 


لحد ما في يوم، بالصدفة، سمعت جملة كسرتني سمعتُه وهو بيقول لبابا إنه بيحب واحدة.


اللحظة دي قلبي اتفتّت، حسيت إني بتساقط حتة ورا التانية.


عمران كان حب طفولتي، بل حياتي كلها، بس ماكنش ليا أي حق أعاتبه أو حتى أسأله. أنا مش مراته، ولا خطيبته، ولا حتى قريبة ليه أنا مجرد صاحبة طفولته.


ومن يومها، حبيت بصمت.

خبّيت مشاعري جوايا، ورضيت أعيش بحب من طرف واحد.


وده أصعب أنواع الحب إن قلبك يبقى مليان لحد آخره، ومع ذلك لسانك مربوط وماينفعش تنطق بحاجة.


أوقات كتير بكلم نفسي وأقول:

يمكن الحب الحقيقي مش لازم دايمًا يتقابلوا فيه الاتنين في نص الطريق ساعات بيبقى كفاية إنك تقدر تحب حد من غير ما تاخد منه حاجة.


أنا حبيت عمران، ولسه بحبه، ويمكن أفضل أحبه طول عمري حتى لو ماكنش ليا يمكن ده امتحان، ويمكن كمان ده المعنى الحقيقي للتضحية.


بس اللي لازم أستوعبه:

مش كل حب مكتوب له يكمل.

ويمكن الحكمة في كده إننا نتعلم إن في حب بيحيينا حتى لو ما اكتملش.


الحب مش دايمًا امتلاك ساعات بيبقى مجرد ذكرى جميلة، بتخلينا نحس إن قلوبنا لسه بتعرف تحب.


-الواد عمران قال ليكي حاجه زعلتك يا بت ؟.

-عمران دايما مزعلني يا ماما .

-الناس مش دايمًا بيزعلونا وهما قاصدين، ساعات بيزعلونا عشان هما نفسهم مش واخدين بالهم يا مسك!.

-بس يا ماما هو مش شايفني، مش حاسس بيا وأنا طول عمري شايفاه!.

-شوفي يا مسك، القلب ساعات بيختار طريق يمشي لوحده فيه، حتى لو مالهوش آخر وده مش ضعف ده دليل إن قلبك لسه عايش ولسه قادر يحب!.

-يعني أفضّل أحب في صمت كده من غير ما آخد منه حاجة؟.


-الحب يا بنتي مش دايمًا معناه إننا نمتلك، ساعات معناه إننا ندي من غير ما نستنى مقابل. مش كل حب بكتمل بزواج ولا بقرابة في حب بيبقى رزق لروحك بس، يعلّمك، يطهّرك، يخليكي تعرفي قيمة نفسك.

-بس أنا تعبت يا ماما تعبت من إن قلبي موجوع وهو شايفه بيحب غيري !.

-وده الطبيعي، اللي بيحب من قلبه بيتوجع بس خلي بالك الحب ماينفعش يتحول لسجن إوعي تحبسي نفسك في وجعك خدي منه اللي يحييكي وسيبي الباقي على ربنا.

-يعني أسيب قلبي كده؟

-لأ يا بنتي سيبيه يحب زي ما هو عايز، بس إوعي تسيبيه يكسرك خليكي فاكرة إنك أغلى من أي وجع، وإن اللي مكتوبلك هييجي مهما طال ويلا قومي تعالي ابوكي طلع وعاوز يتعشى .

-لا أنا مش هتعشى اتعشوا انتوا .


ماما عندها حق.

يمكن الحب مش دايمًا بيتحقق، يمكن هو مجرد رزق للروح مش شرط يبقى نصيب في الحياة.


بس أنا قلبي موجوع ؛موجوع من حب عايشة بيه لوحدي. من وانا طفلة وأنا شايلة عمران جوايا، كبرت وحبه كبر معايا وهو لحد النهارده ما شافنيش.


يمكن ده قدري إني أحب من بعيد وأسكت، وأرضى بالقليل اللي بيوصلني منه يمكن ربنا كاتبلي أعيشه كده من طرف واحد.


خرجت للبلكونه بتاعتي اشم هوا نسمة هوا بارده فجأه طيرت شعري ورا ، رفعت عيني للسما كان القمر وحيد بي منور السما كلها، بس هو نفسه غارق في الوحدة.


|| حبيب عينيّ حبيب أحلامي..

حبيب دموعي وهنا أيامي.. 

أهون عليك أسهر بألامي ..

وتوه نجوم الليل في ظلامي..||.


-يا سلام شكل الغزاله رايقه على الأخر !.

-عمران ! إنت طلعت إمته ؟.

-طلعت على صوت نّجاه طول عمرك بتحبي تسمعي الاغاني ، الأفلام ، المسلسلات ، بصوت عالي .

-يا سلام ! ده انت واخد بالك بقى على كده ؟.

-يا بنتي ما أنتي كنتي مقيمه عندنا في الشقه اربعه وعشرين ساعه أمي الله يرحمها كانت بتسمع بودن وبودن لا بسببك !.


ضحكت ؛ كان عنده حق ، كنت دايما بحب اسمع صوت الأفلام والأغاني لدرجه عاليه وكان عندي اعتقاد إن كده محدش هيقدر يقطع إنسجامي مع الفيلم او المسلسل لكن واضح إن كان لكل قاعده شواذ .

صوت عمران كان اعلى مِن آي صوت أحب اسمعه في الدنيا.


-إشمعنا نّجاه اللي بتحبي تسمعيها ؟ بقالي فتره بسمعك بتشغليها !.

-أصل صوتها بيطبطب على الروح بتحس إن كلامها خارج من قلب موجوع زي قلبنا.

-قصدك قصدك قلبك موجوع يا مسك؟.

-كل القلوب يا عمران موجوعه بس في وجع بيخلّينا أرقّ، يعلّمنا نحب بصمت ونجاة بتغني عشان كده .

-طب وإيه أكتر أغنية بتحسيها قريبة منك؟.

-يمكن “أنا بستناك”عشان فيها انتظار، وأنا عمري كله انتظار.

-انتظار لإيه؟.

-إنت هتاخد عليا ولا إيه ؟ روح شوف وراك إيه !.


-طول عمرك فصيله والله الحق عليا إني قولت اطلع أفضفض معاكي .

-ليه ؟ وهيا ست الهانم بتاعتك مش فاضيه تسمعك ! على ودنها نقش الحنه !.

-انتي وابوكي عندكم مصطلحات غريبه اوي بس على العموم أنا وهيا سيبنا بعض .

-احلف ! قول وحياة امك !.

-في إيه يا جدعان هو أنا كنت مرتبط بأم رجل مسلوخه !.

-إنت مش فاهم حاجه الحمد لله دعواتي استجابات .

-دعواتك ؟ دعوة إيه ؟. 

-ربنا يبعد عنك ولاد الحرام .


ضحك ؛ كانت دي اول مره من زمان اشوف ضحكته بالشكل ده ، رغم إنه كان مبهدل في نفسه ، دقنه طويله وكأنه في حداد . شعره معدي رقبته ومنكوش حواليه ، عيونه تحتها هالات سوده تعبر عن قد إيه هو تعبان .


بس كان جميل ؛ جميل بشكل يجنن !.


|| يا رايح للي فايت لي عيوني سهرانة ولا داري..

أمانة أوصف له دمع عيوني طول ليلي ونهاري..

اه مني آه منك..

كل ده وقلبي اللي حبك لسه بيسميك حبيب..||.


-تصدقي دي اول مره من زمان اضحك بالشكل ده ؟.

-طول عمري أنا الوحيده اللي كنت بعرف أضحكك فاكر لما عمو كان يزعق ليك ويمنعك تنزل تلعب في الشارع ونقعد أنا وانت كده ونقعد نتكلم ونضحك !.

-وهِي دي آيام تتنسى ! دي كانت اجمل وأرق فتره في حياتي كلها ياريت الإنسان مننا يفضل صغير دايما .

-زعلان إنك سيبتها ؟.

-مش عارف ! في حاجات جوايا كتير متلخبطه يمكن زعلان على العشره اللي كانت ما بينا ، زعلان على اللي عملته عشانها ، ومتخبط إن يكون في حاجه حصلت أنا مخدتش بالي منها !.

-حاجة إيه ؟.

-إنها تكون حبت واحد غيري .


-تبقى غبيه .

-يا سلام ؟ 

-مش مصدقني ؟ طب والله تبقى غبيه اللي تسيب راجل زيك ، حنين ، طيب ، ناجح وشاطر ، وعنده ضحكه جميله زيك.

-كل دي مميزات فيا إنتي شيفاها ؟ طب بصي للعيوب .

-بالنسبه ليا إنت مفيش فيك عيوب يا عمران .

-بجد ؟.

-عيوب إيه اللي عاوزني أشوفك فيها ؟ مبتشتغلش وفيها إيه ؟ نص شباب البلد عاطل ، حتى اللي فاتح عيادة او صيدليه او حتى مصنع فين وفين على ما ربنا بيبعت ليه رزقه ، مزعل نفسك ليه ؟. 

-هيا مشافتنيش كده .

-عشان محبتكش اللي بيحب بجد مبيشوفش في حبيبه عيوب .

-يعني أنا حبيبك !. 

-هتخليني اندم إني بتكلم معاك ! اتلم .


-خلاص خلاص فعلا إنتي عندك حق على العموم الله يسامحها ويصلح ليها حالها بعيد عني .

-هتروح الانترفيو بكره ؟.

-إنتي عرفتي منين ؟.

-بابا مييخبيش عني حاجه انت عارف .

-عم نعيم ده مبيسترش أبدا ، ان شاء الله هروح .

-ابقى طمني لما ترجع وعرفني عملت إيه .

-يهمك ؟.

-لا طبعاً بس اكيد بابا يهمه .

-كدابه بس هعديها بمزاجي !.

-عــمــران!.

-حاضر حاضر عالم تصبحي على خير .


ضحك وهو بيلف وشه وبيبعد عني ويدخل تاني اوضته ، ضحكت ، فرحت ، اتبسطت، حسيت وكأن ربنا بيقولي جاتلك فرصه لحد عندك أهو استغليها صح !.

عمران فاضي محتاج اللي يملى قلبه .

خليكي مِسك ليه ؛ مِسك يزيل عنه كل حاجه وحشه.


دخل عمران وابتسامه غريبه مرسومه على وشه ، قعد على طرف السرير يفكر لثواني لحد ما افتكر حاجه وهنا قام بسرعه ، جاب الاب توب بتاعه ، فتحه ، دخل على برنامج غريب ، كتب شفرات ورموز ومحدش يعرفها غيرها .


ثواني واتفتحت قدامه صفحه بيضه مليانه ارقام تانيه ومواقع فأبتسم بهدوء وقال :-


-خلينا نشوف في حاجه بينكم ولا لا واطمن قلبي .

الفصل التاسع من هنا

تعليقات