رواية علي ناصيه الحب الفصل التاسع 9 بقلم حبيبه محمد


رواية علي ناصيه الحب الفصل التاسع بقلم حبيبه محمد


-شايف نّفسك فِين بَعد خمس سنين يا عّمران ؟.


عارف يا صاحبي الحياة دي عامله زي الشطرنج بالظبط، مره تبقى إنت اللي كاسب، ومره تانيه فجأه تلاقيها بتقولك “كش ملك”، ومش بيدك غير إنك تبدأ من أول وجديد وتتعلم من اللي فات.


النهارده كان أول يوم أصحى فيه من النوم وانا حاسس إني مبسوط بجد ،حاسس إن قلبي خفيف، إن في حاجة مستنياني.


إن النهارده مش زي أي يوم فات لأ، النهارده يوم ربنا كاتبه مخصوص عشان أحقق فيه حاجة كنت مستنيها بقالها سنين. 


يمكن الأحلام بتطول وبتوجعنا وإحنا مستنينها، بس في الآخر بتتحقق هي عاوزه مننا بس سعي وصبر، مش أكتر.

عاوزه قلب مؤمن بيها وعمره ما يخسر إيمانه ده ابداً.


صحيت من النوم على صوت جرس الباب بيرن الساعة كانت تسعة بالظبط! استغربت، مين اللي ممكن ييجي في وقت زي ده؟ .


فتحت الباب، لقيت مسك واقفة، مبتسمة كده بهدوء بيطمن القلب، وقالتلي إنها جايه تاخد البدلة عشان تكويها لإنها عارفاني و“أكيد نسيت أكويها”!.


وكانت دي دايما عادتي من وانا صغير بنسى اقول لماما تكوي ليا طقم المدرسه واروح بيه مكرمش ، حتى لما وصلت الجامعه اوقات كتير كنت بروح الجامعه بالقميص مكرمش كل ده لإن عمري ما عرفت أستخدم المكوه صح .


يا كنت بحرق الهدوم يا هِيا اللي كانت بتحرقني .


ساعتها لأول مرة من زمان حسيت إني مش لوحدي، حسيت إن في حد شايفني، واخد باله مني ومن أدق التفاصيل اللي يمكن أنا بنساها. 


أنا يمكن فقدت عيلتي من سنين.. بس ربنا عوضني بعيلة تانية من غير ما أطلب دخلت بسرعة، جبت بدلة سودة شيك كانت بدلة تخرجي، وناولتها ليها وقلت ليها وانا بهزر وبرجع حبال النكش بِينا مِن جديد.


-أوعي تحرقيها، محلتيش غيرها!.

-إنت فاكر إن اسمي عمران ولا إيه؟ أنا مش زيك بحرق القمصان كل يوم.

-احم، قصفتي جبهتي.

-أعيش وأقصفها يا معلم يلا ادخل احلق دقنك وظبط نفسك، وقبل ما تنزل عدي علينا ماما عاملة ليك فطار، ولا كلمه.

-بطاطس شيبسي؟.

-وقرص بجبنه وفول مشطشط.


ضحكت، وابتسمت معاها من قلبي. 

فضلت أراقبها وهي ماشية بعيد عني بفستانها الأصفر اللي مليان ورد كانت شبه اسمها فعلًا، مسك طلعت في حياتي عشان تطيب كل وجع فات.


دخلت وسمعت كلامها، حلقت دقني، قصيت شعري، أخدت دش محترم كأني ما استحمتش من سنين. 


صليت الصبح، ولما خلصت لقيت الجرس بيرن تاني المرة دي جريت على الباب ووشي كله لهفة لكن أملي طلع على بشوش وانا بفتحه .


لقيت عم نعيم واقف شايل البدلة على كتفه كأنها كيس رمل، وبيضحك من قلبه ومن غير أي مقدمات، زقني ودخل وهو بيقول:


-يلا يا واد خليني ألبسك وأربطلك الكرافتة.

-إيه يا عمي، هو أنا هتجوز ومش واخد بالي؟

-لأ يا خويا تتجوز إيه؟ دي البدلة دي هتنور زي الكشاف، واللي يشوفك يقول ده وزير الداخلية بنفسه!.

-وزير الداخلية؟ طب ما تزودها وتقول رئيس الجمهورية.

-ماشي يا ريس، بس أهم حاجة ما تنساش الشعب الغلبان اللي قاعد قدامك.


ضحكت، وهو بدأ يلبسني الجاكت لمحت ملامحه معكوسه في المرايا اللي قدامي ، شوفت في عيونه لمعة حب حقيقيه مش حب مزيف ! عم نعيم كان بيعوضني كتير عن كل حاجه خسرتها في حياتي .


ساعات مكنتش بحس إني يتيم ! 

يمكن أن بابا وماما راحوا بس وجود عم نعيم وطنط ناني في حياتي كان مخليني دايما مش قادر احس بمشاعر الوحده دي !.


-عارف يا واد يا عمران ، الكرافتة دي زي الست لو شديت عليها جامد هتخنقك، ولو سيبتها سايبة هتفضحك الوسط حلو في كل حاجه يا بني.

-يا ساتر! إيه الفلسفة دي يا عم نعيم؟ دي كرافتة مش معادلة كيمياء!.

-ما هي الحياة كلها كرافتة يا واد، لو ما عرفتش تربطها صح هتتشل من رقبتك.


قعدت أضحك وأنا ببصله وهو بيشد الكرافتة كأنه بيربط فيها عقدة عمره كله واول ما خلص قالي :


-إيه رأيك في نفسك دلوقتي؟.


بصيت في المراية، لقيتني مختلف بجد حسيت إني واقف على أول سطر جديد في حياتي. ابتسمت وقلت:


-رأيي إني بقيت شبه البني آدمين أخيرًا.


خلصنا ، خدني مِن إيده زي العيل الصغير ، روحنا الشقه ودخلنا اوضة السفره ، طمطم ناني كانت اشطر ست في المنطقه نفسها حلو في الاكل ، دخلت مسك وهيا شايله طبق الفول في إيديها وبتضحك ليها كانت جميله .


جميله بشكل يجنن وانا اول مره اخد بالي منها وسألت نفسي ازاي يكون عندي بستان ورد زي ده وأجري ادور على ورده بعيده عنه !.

ورده ملهاش ريحه .


قعدنا فطرنا سوا ، حسيت إني رجعت لنفسي ، حسيت إن بجد دي هي حياتي مهما حاولت اغير فيها ، بسيطه ، هاديه ، جميله ، بعيده عن دوشة الدنيا وتعقيدتها الغريبه ، دي هي الحياه اللي أنا عاوزاها وعمري ما أفكر أغيرها او اخرج عنها .


-خد المفاتيح دي يا واد .

-معقوله ! هتديني سونه بذات نفسها ؟ .

-متغلاش عليك يا ابن الغالي بس والله لو رجعت ليا فيها خدش يا ابن ناصر لتكون بايت في الشارع فاهم ولا لا ؟.

-ربنا يخليك ليا يا عم نعيم مش عارف اودي جمايلك دي كلها عليا فين ؟.

-تجيب ليا علبة هريسه بالمكسرات اللي بحبها ده حق الجمايل دي .

-يا سلام بس كده ! احلى علبة هريسه تكون عندك يا راجل يا اصيل .

-اوعى تنسنى التبتوب بتاعك وورق السيسف.

-سي في يا عم نعيم الله يكرمك ضيعت اللغه .

-تصدق أنا غلطان هات المفاتيح كده.

-متبقاش قموص بقى كده اومال !.


سونه ؛ عربية عم نعيم مبتطلعش في المناسبات الكبيره جدا ، ساعات كمان مبتطلعش غير في الأفراح وبس ، كانت عربيه من قبل الألفينات ، لونها ازرق ، صغيره على قد الإستعمال بس بالنسبه ليا كانت كنز .

كانت ارحم الف مره من بهدلة المواصلات .


ركبتها وخرجت بيها من المنطقه اللي قاعد فيها وكل ما كان حد يقابلني ازمر ليه كإني عيل صغيره لسه بتعلم السواقه لأول مره ، طلعت الكارت وحفظت العنوان ومشيت ناحيته .


وصلت لمكان الشركه كانت في المهندسين ، كان باين عليها إنها صغيره مِش كبيره ، بس كانت فرصه ليا ، فرصه اشتغل في مجال بحبه من زمان ونفسي فيه .


وصلت لمكان الإستقبال ، عرفتهم بيا وبإن في معاد بين وبين ضياء بيه طلبوا مني استريح شويه ، قعدت وانا متوتر وكأن دي اول مره ليا اعمل فيها انترفيو.


ربع ساعه وخرجت السكرتيره وبلغتني إن ضياء بيه مستنيني ، قومت بسرعه ودخلت المكتب ، كان بسيط باللون البني ، لا واسع ولا صغير ، قابلني راجل في بداية الأربعين ، ملامحه في بشاشه وقبول وده نوعاً ما طمني !.


-اشتغلت فين قبل كده يا عمران ؟.

-كنت شغال في شركة **** لكن للأسف دخلت في آزمه ماليه فمشيت منها ، وبعدين إشتغلت في بنك ***بس مشيت منه لأسباب شخصيه ، آخر شغل ليا كان في شركة *** ومشيت منها لإن المدير اتغير وكان عاوز موظفين هو اللي يختارهم .

-السي في بتاعك كويس اوي يا عمران ماشاء الله ، معاك اربع لغات إنجليزي ، فرنساوي، الماني، إيطالي ، ده كويس اوي ، بس إنت خريج كلية تجاره ليه كل الكورسات بتاعتك اللي قدامي في مجال البرمجه والنيتوركس!.

-الصراحه كان حلمي ادخل ذكاء إصطناعي أو حسابات لكن للأسف يعني مجموعي مخدمنيش فرضيت بنصيبي واجتهدت في الكليه اللي كنت فيها ورتبت عليها وفضلت محافظ على حلمي كمان .


-هايل يا عمران هايل ، الأستاذ نعيم قالي إنك بتصمم برامج زي الهكر وكده ممكن توريني برنامج مِن تصميمك !.

-طبعا إتفضل دي فلاشه كنت جايبها معايا احتياط لسؤال حضرتك هتلاقي عليها آخر برنامج أنا صممته اتمنى يعجبك .


داتا فلوكس.

برنامج صممته بخبرتي الواسعه ، بدل ما المستخدم يدخل بياناته في جداول عادية (Excel أو Database)، البرنامج يحول البيانات دي أوتوماتيك لكود برمجي جاهز (Python – SQL – JavaScript) يقدر يشتغل بيه.


يربط البيانات ببعض زي شبكة (Graph) ويوريك العلاقات بينها بشكل بصري ذكي يقدر يتوقع أنسب شكل برمجي للبيانات: هل تتحول لـ API؟ هل تبقى جدول علاقات؟ هل تتحول لبرنامج صغير؟.


فيه ميزة التفسير الصوتي إن المستخدم يتكلم صوتيًا ويحدد هل هو عايز جدول فيه الموظفين ورواتبهم ويتحسب أوتوماتيك برنامج بالشكل ده يوفر وقت كبير ، ينظم البيانات وخليها مترابطه ، يقلل من مجهود الموظفين .


-معقوله ؟ معقوله دماغ ومهاره زي مهارتك كده مهدوره في البلد بالشكل ده ؟ إنت عبقري يا ابني والله .

-ده مدح افتخر بيه مِن حضرتك يا ضياء بيه عجبك ؟.

-عجبني بس ! ده أنا هشتريه منك كمان وأطوره وهسجله بإسمك ده نجاح مبهر ليك ولينا كمان وهيساعد من تطور الشركه ، انت موهب يا ابني وانا نقطة ضعفي الشباب الموهوبه مِن إنهارده إنت مدير قسم تطوير البرمجيات .

-مدير ! انت بتهزر صح ؟.


-اهزر ليه ؟ أنا بستغلك صح وبحطك في المكان اللي متأكد إنك هتبدع فيه .

-أنا …أنا مش مصدق ده مش مقلب صح ؟. 

-إنت مستخف باللي عملته ؟ إنت قدمت ليا إنجاز يا عمران مش أنا لوحدي اللي اقدر استفاد مِنه ده شركات مصر كلها هتعرض عليا تشتري برنامج بالشكل ده يوفر ليها وقت في تطوير حاجات تاني ؛ في سوق البيزنس يا عمران الثانيه تفرق وانت وفرت لينا ساعات مش ثواني !.

-يعني ..يعني أنا بدأت شغل من انهارده .

-انت موظف عندنا هنا من اول ما دخلت من الباب يا عمران .


اللحظة دي كانت أكبر منّي بكتير وأنا واقف قدّامه بسمع الكلام اللي بيقوله، قلبي كان بيدق بسرعة كأني أول مرة أكتشف إني عايش. 


حسيت بدفا غريب بيغمرني من جوا كأني طول حياتي كنت في حتة ضلمة، وفجأة باب نور اتفتحلي وسحبني ليه، لوهلة حسيت كأني مولود من جديد.


جوايا مكنش في كلمة بتتكرر غير: “إن مع العسر يُسرا، إن مع العسر يُسرا.”


جملة كنت بقراها دايمًا بعين تعبانة، لكن المرة دي سمعتها بقلبي شُفت معناها قدامي شُفتها متجسده في الرزق اللي جه من حيث لا أحتسب.


مين كان يصدق؟ مين كان يتخيل إن بعد كل وجع، وكل خيبات، وكل ليالي كنت بنام وأنا مش متأكد إذا كان في بكرة ولا لأ ربنا يفتحلي باب واسع بالشكل ده؟


مين كان يتخيل إن شاب بسيط زيي، عاش حياته على حلم صغير، الحلم ده نفسه يبقى سبب إنه يثبت نفسه ويبان وسط الكبار؟.


وقفت أبصله وهو بيتكلم بثقة عن إن اللي عملته مش إنجاز عادي لأ، ده إنجاز يخلي الوقت نفسه ينحني ليا وهنا سألت نفسي سؤال فلسفي يمكن عمري ما لقيتله إجابة كاملة!.


هل النجاح هو اللي بيدور علينا ولا إحنا اللي بنلف وراه؟.


يمكن الحقيقة إننا بنمشي في طريق طويل كله عثرات، بس كل عثرة بتبني جواك قوة، وكل انكسار بيحط جواك معنى لحد ما ييجي اليوم اللي تكتشف فيه إنك كنت ماشي للنجاح وهو كمان كان ماشي عليك.


عرفت وقتها إن نجاحي ده كله بسبب الغصن الاخضر الصغير والبسيط اللي اختارته واتخليت عن الغصن الكبير المّورد . 

ساعات كتير لازم يتقرص علينا في حياتنا ونتوجع ان ربنا يعوضنا باللي يقدر يريح قلوبنا .


••••••••••••••••••••••••••••••


-أفف ياربي مش عارفه التلفون معلق ليه ومش راضي يفتح مِن الصبح !.

-اقفليه وافتحيه تاني .

-مش راضي يا عمر مش راضي مش عارفه حصل ليه إيه دي اول مره يعمل كِده .

-خلاص سيبيه يا ستي وركزي معايا ده أنا حتى طالع الرحله دي عشانك !.


شيء جوايا مِن امبارح مخليني حاسه بقلق غريب مش قادره أفسره !.

وكإن كان عندي حاسه سادسه بتقولي إن في حاجه هتحصل ممكن تبوظ كل حاجه أنا برتب ليها .


سفريه جِديده لدهب قررت أطلعها مَع صحابي البنات والشباب ، في العاده مكنتش بعرف اطلع السفريات دي عشان عمران كان بيرفض يطلع معاهم لوحدي لكن دلوقت عمر وافق وقرر يطلع معايا .


فِرحت ، اتبسطت ، كانت دي اول مره اجرب فيها إنك تطلع سفريه مع حبيبك ، هل عمر كان فعلا حبيبي ؟ مكنتش عارفه بس اللي كنت متأكده مِنه إني مرتاحه وانا معاه وبعمل كل حاجه زي ما أنا عاوزه بدون إعتراض أو تحكمات.


-مبسوطه ؟.

-عشان إنت معايا ؟ اكيد مبسوطه اول مره اطلع رحله ومحسش إني لوحدي !.

-لوحدك ؟ وصحابك دول إيه !.

-صحابي دول كل واحده مرتبطه بواحد اول ما بنوصل الفندق كل واحده بيكون معاها حبيبها ونصها التاني ، بيضحكوا ، بيخرجوا ، بيرقصوا سوا وانا بكون لوحدي مفيش حد أتجنن معاه ، تعرف دي اول مره اطلع فيها رحله من زمان دايما كنت بكره شعور الوحده ده .

-للدرجه دي ؟ وعمران ليه مفكرش يطلع معاكي ولا مره !.


-مكنش فاضي ، بيدور على شغل جديد ، مكنش ليه في جو الشلل والصحاب ، كان هادي جداً على عكسي بحب أغامر وأجرّب كل حاجه جديده ، ويمكن كان خايف ميقدرش يكفيني ويكفي نفسه .

-يعني بجد مبسوطه إني معاكِ ؟.

-الحقيقه إني مرتاحه ، يمكن عشان إنت شبهي أوي فمرتاحه جنبك ، عارف يا عمر إنت عامل زي الفرصه التانيه .

-فرصه تانيه ؟. 

-فرصه بتيجي للإنسان وتعرفه إنه كان غلطان إنه ضيع كتير في الفرصه الاولى .

-طب بلاش الكبير ده وخلينا نقوم نرقص ونهيص مع صحابك إحنا جايين نقعد !.


عمر كان شبهي في كل حاجه يمكن علشان كده إرتحت ليه بسرعه وقررت أختاره على حساب إي حاجه تانيه ، رغم إني كنت عارفه أن عمر هوائي المشاعر ، كان عمران بيحكيلي دايماً أن عمر دنجوان زمانه من وهما في الجامعه مفيش حاجه تصعب عليه وآي ست عاوزها يقدر ياخدها بسهوله .


هل ده خوفني ؟

خالص ، كنت عارفه إني مبحبش عمر ، لكني مرتاحه في وجوده ، كإنه بيست فريند ليا أو اكتر بس كحبيب حبيب ! مش نفس المشاعر اللي ساعات كنت بحسها ناحية عمران . 


كنت حابه المغامره معاه ، كانت حاجه جديده في حياتي ، تخيل معايا كده ترتبطي بواحد وبعدين ترتبطي بصاحبه !.

حكايه شيقه ، مليانه اكشن ، مليانه حوارات ، مش حياه روتينيه ممله إنتي متعوده عليها .


بصيت حواليا في الإتوبيس ولقيت كله مهيص وبيرقص ، عمر كان قريب مني بس كان بيرقص مع شلة بنات عرفاهم ، قربت منه ودخلت وسطهم وهنا هو شدني ناحيته وبدأنا نرقص سوا .


اعتقد الرحله دي هتكون حاجه جديده ومميزه تضاف لحياتي ، حياه بعيده عن الملل والزهق . 

عمر كان بيعيشني زي ما أنا عاوزه بالظبط ويمكن اكتر .


•••••••••••••••••••••••••••


-كَانت بّتخوني؟ كَان بيّخوني ! للدرجه دي أنا كنت مغفل اوي كده ؟.


قّفلت الاب توب وأنا مِش مصدق اللي شوفته بِعيني !

شات كَامل بين ياقوت وعمر وهِي بتعترف ليه إنها عاوزاه هّو ومِش عاوزاني أوي وهو بكل سهوله وافق ، وافق يبيع صاحب عمره ويطمع في حبيبته !.


يااه للدرجه دِي كُنت مّغفل !.

كل السنين دي ومقدرتش اعرفك كويس يا عمر ! مقدرش أشوف غيرتك مِني في عيونك ؟ إزاي مخدتش بالي وانت دايماً كنت بتحاول تبعدني عنها ؟ 


كل مره كنت بتقلل من قيمتي قصاد نفسي ! كل مره كنت تبين ليا الفروقات اللي كنت معمي عنها بمزاجي ! كل مره كنت بشتكي ليه فِيها وتقنعني إني لازم أسيبها ! .

أسيبها عشان إنت تاخدها .


غمضت عيني وسندت راسي على المكتب ، يااه قد إيه الإنسان بيكون مغفل أوي وهو بيحب ، سهل ينخدع ، سهل ينضحك عليه ، سهل يتوجع ، وسهل يتّخان .


-أستاذ عمران حضرتك كويس !.

-كويس يا نصير كويس .

-ده معاد الإنصراف قولت اعرف حضرتك لو حابب تمشي .

-تسلم يا نصير أتفضل إنت عشان متتأخرش .


مِشيت ، حسيت لأول مره وانا ماشي إني مش زعلان عليها لا ، زعلان من نفسي ، مشمئز مِنها ، قرفان كوني كنت بحب واحده زيها ! 

واحده خانتني وباعتني في اقرب فرصه جديده اتقدمت ليها .


ركبت العربيه وسوقتها وانا بفكر يا ترا هعمل معاهم إيه ؟ 

هواجهم؟ هعرفهم إن عمران المغفل خدّ باله ! 

هقولهم إني خلاص كشفتهم ؟ ولا افضل ساكت واشوف هيعملوا اي ؟ 

عمر هيواجهني ويعرفني ولا هيفضل ساكت ومخبي.


وصلت اخيراً للمنطقه ، وكنت العربيه تحت البيت وانا قررت إني مش هعرفهم حاجه هفضل متابعهم واشوف اخرتهم إيه .


-واد يا عمران تعالى اشرب شاي .

-عم نعيم مش عادتك تنزل القهوه بدري كده !.

-حسيت إنك هترجع بدري قولت انزل استناك ها قولي عملت ايه في الانفريو؟.

-إنترفيو إسمه إنترفيو بس ما علينا الحمد لله اتعينت وبقيت مدير قسم كمان !.

-الله وأكبر اللهم صلي على النبي واد يا رضا قهوه وشاي وشربات مش للناس اللي قاعده هنا بس لا ده على المنطقه قولها على حس المشهندس عمران يا واد .

-كل ده عشاني ! مكنتش اعرف إنك بتحبني اوي كده ؟. 


-احبك ؟ يا واد ده أنت اول ما الأيد شالت والقلب حضن ، ربنا رزقني بيك وبمسك وقولت الحمد لله رضا على كده ، إنت مش ابن صاحب عمري وبس إنت ابني كمان يا واد ! مسك وناني هيفرحوا اوي لما يعرفو!.

-أنا بحبكم اوي يا عم نعيم مش عارف من غيركم كنتوا هتعملوا إيه ؟.

-كنت هتفضل حتت عيل وحيد وحيران حكم اللي ملوش عيله وسند زي اللي ملوش ضهر .


ابتسمت ، كان عنده حق ، أنا فعلا من غيرهم مليش لازمه ! .


تلفوني رن برقم غريب فأستغربت إستأذنت منه وقومت ارد بعيد عن الدوشه لحد ما سمعت صوتها .


-ها طمني يا عمران عملت إيه ؟.

-مسك جبتي رقمي منين ؟.

-خدته من تلفون بابا المهم بس طمني وقولي عملت إيه ؟.

-معاكي المشبهندس عمران رئيس قسم البرمجه في شركة ***.

-احلف بالله ! قول والله ! مبتضحكش عليا يا عمران !.

-والله يا بنتي هكدب عليكي ليه .

-الحمد لله ، الحمد لله بجد شوفت ربنا كرمك ازاي ؟ شوفت إن مكنش في حاجه مستاهله زعلك !.


-الحمد لله بمناسبة الحدث السعيد ده تيجي نخرج ؟.

-أنا وانت!.

-أنا وانتي هتيجي ؟. 

-هقول لبابا الاول .

-هستأذن أنا ليكي منه بس يلا البسي بسرعه وسونه معايا قبل ما يسحبها مني.

-عشر دقايق وهكون عندك .


تفتكرو في حياتنا ممكن يكون لينا حظ في فُرص تانيه ؟ .

ممكن ..!

جايز ..

لازم ولابُدّ .


الحياة مش خط مستقيم، ولا كتاب بيتقفل على أول صفحة، هي دايمًا بتديك ورق أبيض جديد تكتب عليه. 


يمكن تتعثر، يمكن تقع، يمكن تخسر كل اللي حواليك بس ربنا عمره ما بيحبس عنّا باب الفُرص. أوقات الفرصة بتيجي في صورة مشكلة.


وأوقات بتيجي في هيئة إنسان، وأوقات تانية بتتجلى جواك إنت كقوة عمرك ما كنت عارف إنها موجودة.

الفصل العاشر من هنا


تعليقات