رواية أسيرة أحلامي الفصل الثامن بقلم اسماء علي
_ يا ولاد *****
قالتها بعصبية، وأنا بحاول أسيطر علي حركه العربية..
بعد ما خبطتني العربية اللي ورايا..
هديت السرعة، وإتحكمت في العربية،
خطفت نظرة للعربية اللي ورايا، لقيتها وقفت..
وقفت العربية فجأة...
إتنطر جسم عائشة لقدام، لأنها مكنتش حاطه حزام الأمان..
مسکتها بلهفه وورجعتها لورا..
_ هتموتنا يا اللي منك لله! مش كفاية الرُعب اللي إحنا فيه.
قالتها بعصيبة ونرفزة،
ضحكت عليها وعلي ملامحها..
لا الموقف ولا الزمن محتاج ردت فعلي.. بس إعمل إيه؟
شکلها..
وملامحها..
وخضتتها..
وکلامها..
قلب الموازين..
_ إنت بتضحك علي يا غيث؟!
معندكاش من الأحمر خالص؟
_ الصراحه لا!
قلتها وأنا بتحكم في ضحكاتي،
بصيتلي بضيق، ومردتش..
خطفت نظرة للعربية اللي روايا،
لسه واقفة..
حلو أوي..
أوي..
أوي..
حركت نظري لعائشة، وقلتلها بتحذير مُخيف:
_ أنا هنزل من العربية، وهسيبك هنا.. مش عايزك تتحركِ من مکانك يا عائشة، عشان لو إتحركتِ المکان هيتقلب مجزرة.. مفهوم؟
بصيتلي بريبة وخوف،
وهي بتبلع ريقها بصعوبة.
عدلت طرف حجابها بتوتر واضح،
وهزت رأسها ب " ماشي ".
_ حلو أوي!
هقفل باب العربية، ومتخافيش أنا مش هبعد عن هنا.. ولو سمعت أي صوت متتحركيش عائشة.
هزت رأسه بسرعه،
قربت منها وبوستها من جِبهتها..
سمعت صوت رصاصه تانية،
وإرتعاش جسم عائشة بخوف..
غمضت عيني بهدوء" الهدوء اللي ما قبل العاصفة. "
فتحت عيني بغصب وقلت:
_ ثواني يا عائشة وهجيلك!
فتحت باب العربية بغضب،
وقفلته بغضب أکبر.
قربت من المكان اللي فيه العربية،
لمحت شخصين واقفين قدامها..
_ Welcome, Welcome Ghayth.
" أهلا، أهلا غيث. "
قالها واحد منهم بمرح وهو بيقرب مني..
قربت منه، وبدون إنذار ضربته بالبوكس بقوة..
_ أوووه!
کانت شديدة يا أحمق.
" الحوار مترجم "
قالها بألم وهو بيرجع لورا..
حسيت براحه لما عملت كده،
عدلت من وقفتي، وقلت ببرود:
_ هذا ما کنت أريده أنطوان.
_ اللعنه عليك غيث!
_ وعليك يا حبيب قلب غيث.
_ ماذا تقول يا رجل؟
بحقك لا تُكلمني بهذا اللغة التي لا أفهمها.
ضحكت، وقلت:
_ أقول وعليك اللعنة أنطوان.
_ أيها الحقير!
_ ده إنت!
_ مجدداً!
الرحمه!
سمعت صوت ضحكات الشاب التاني،
وقال بمرح:
_ أنتم لا تتغيران أبداً!
_ يا رجل كيف تطيق هذا الوباء؟
ضحك وقال:
_ کما قلت أنه وباء، ويحتاج دواء.. وللأسف إلي الآن لم أعثر علي الدواء.
_ صهيب! أيها الخائن الحقير، سأقتلك.. أقسم أنني سأقتلك عندما تُتَاح لي الفرصة.
ضحكت أنا وصهيب علي أنطوان،
کان وشه أحمر من كتر الغضب والعصبية.
_ وإيه اللي فكركم بيا يا صهيب؟
_ إخص يا غيث! هو إحنا مش صحاب ولا إيه؟!
_ ده إحنا عِشرة شهر ياض..
وعارفين بعض في حوار كمان.
ضحك وقال:
_ ما هيا الصداقة بتبدأ من هِنا يا صاحبي!
_ ده مين اللي علمك كده؟
أكيد اللي ما يسمي أنطوان.
ضحك صهيب بصوت عالي،
سمعت انطوان بيقول بصوت عالي:
_ کنتم تتحدثون عني أليس کذلك؟
لقد ذكرتم إسمي.
_ کُنا بنتكلم عن المشالله يعني.
زاد صهيب من ضحكاته،
خلت الدم يجري في نفوخ أنطوان..
_ صهيب! أيها الاحمق.. علي ما تتضحك؟ ماذا يقول هذا الرجل اللعين عني؟
_ لا شئ أنطوان، لا شئ.
_ حقاً!
قلتها بسخرية وأنا ببص لصهيب.
_ عايزني أترجمله اللي إنت بتقوله ده إزاي؟
_ زي الناس يا صهيب مش دي شغلتك.
_ کانت شغلانه سودة.. ومن يوم ما عرفت أنطوان وهي کل مدي ما بتسود أكتر.
ضحكت جامد وانا شايفة بيتكلم بحسرة،
بصيت لانطوان اللي کان ساند علي العربية بغضب وعنيه بطلع شرار.
_ عشان تعرف إن کل نصيبه بيكون وراها أنطوان.
_ مجدداً! ذكرتم إسمي مجدداً!
ماذا تقولون يا حمقي؟ أريد أن أفهم؟
_ وإنت من إمتي وإنت بتفهم يا أنطوان؟
_ لا أعلم!
قالها بقله حيلة،
وعدم فهم.
_ بسم الله مشاء الله ومعترف.
_ ماذا يقول هذا الرجل يا صهيب؟ ألست تتحدث هذة اللغه؟ أخبرني ماذا يقول؟
_ يقول أنك مُعترف!
_ مُعترف بماذا؟
_ بخبتك!
قلتها بإستفزاز،
ضحك صهيب ومردش عليه.
_ ماذا قلت يا أبليٰ؟
_ ما تلم روحك يا أنطوان بدل ما أجيب من شعرك المسبسب ده!
_ ماذا تعني؟
_ روح ربي عيالك، روح.. أنا مش فاضيلك.
_ ماذا تقصد بهذة الحركه؟
_ غور، يعني غور!
بصيلي بشرار عشان قلتها بزعيق،
وصهيب من ساعت ما إتكلمنا وهو بيضحك علي آخره..
_ علي ما تتضحك يا هذا؟ أقسم إنني سأتعلم هذة اللغه وسأُريكم أيها الحمقي ماذا سأفعل بكم.
_ طب بس يا حبيبي، روح إلعب بعيد.
ضحك صهيب،
وقال بجدية:
_ لنتحدث فيما جِئنا من أجله؟
_ جِئتم من أجل ماهذا؟
_ مهمه جديدة يا صاح!
قالها أنطوان بتسلية،
إبتسمت بعبث وقلت:
_ وما هي يا تري؟! وأين؟
_ هنا ستجد کل الأسئلة التي تحتاجها.. ولكن هذة المهمه ليست کسبقها!
قالها صهيب ببرود وهدوء،
وهو بيمد إيده ليا بظرف أسود
مطوي بإهتمام ورقي.
خطفت نظرة للظرف،
وحركت نظري علي أنطوان وصهيب، وقلت بتسلية مُرعبة:
_ لا يُهم.. المهم أننا سنستمتع في هذة الرحلة.
_ كثيراً يا صاح!
قالها أنطوان بتسلية كبيرة،
ونظرات مُرعبه..
_ إذا متي سنبدأ؟
_ کل ما نملكه سبعة أيام لا أكثر!
_ سنغادر بعد أسبوع صهيب؟
_ نعم غيث.. فكُن علي إستعداد دوماً.
_ ومن متي ولا يکون " الشيطان " مُستعداً.
_ أووووه!
أُنظر يا صهيب إلي كم هذا الغرور الذي يملكه هذا " الغيث اللعين ".
_ تلاشاني أنطوان!
_ وإلا؟
قالها ببرود وثقة..
_ سأقتلك في أقرب فرصة تُقدم لي!
_ يا لك من ندل حقير!
أتقتل صديقك الذي ترك حياته وعائلته وبلاده وجاء معك إلي هُنا؟
_ ده علي أساس أن هما مطردوکاش، وأنا جايبك معايا شفقة.
ضحك صهيب جامد وهو بيرجع بجسمه لورا،
خطفت نظرة لأنطوان المستغرب،
وإبتسمت علي ملامحه.
_ ماذا قلت لي ليضحك صهيب هكذا؟
_ لا اعلم! أنا لم أَقُل شيئا.
_ حقاً!
_ حقاً، حقاً.. أنا سأذهب الآن، ولا أريد أن أري وجوهوكم هذة مجدداً.
_ ترانا سنموت علي رؤية وجهك أيها القيبح؟
_ نعم أري ذلك أيها المعتوه!
قلت جملتي ولفيت عشان إمشي،
سمعت انطوان بيقول بغضب:
_ أنا لست معتوهاً أيها الوقح.
ضحكت عليه، وكملت طريقي..
فتحت العربية،
لقيت عائشة مغمضة عيونها،
وحطه السمعات علي ودنها.
_ عايشة ولا هممها حاجه خالص.
قربت منها وحطيت إيدي علي كتفها،
إتنفضت من مکانها، وقالت بخضة:
_ سلاماً قولاً من ربا رحيم!
منك لله يا شيخ!
ضحكت جامد وأنا بعدل نفسي علي الكرسي..
مسخرة..
ملامحها..
ولا وشها اللي قلب طماطم..
ولا نظراتها المخيفة..
آااااه هنتنفخ.
_ ليك نفس تضحك.. يا شيخ حرام عليك، قلبي کان هيقف.
_ سلامة قلبك يا إيشو.
_ بلا إيشو، بلا زفت بقي.. وبعدين مين دول.. هااا؟
مين دول؟
_ صحابي؟
_ قطيعه!
ضحكت بقوة، وقلت:
_ لي يا عائشة؟
_ لي؟ إنت بتسألني لي؟ وکانوا عايزين إيه صحابك؟!
_ کانوا عايزين يقولولي حاجه مهمه.
_ بالطريقة دي؟
_ حَلاليف يا إيشو، حَلاليف.
_ يا صــبر أيــوب!
إتنفست بغضب، وكملت:
_ بس يا غيث أنا لا سمعت رصاصه طايرة ولا صراخ في المکان ولا حاجه من دي؟
_ أصلهم قالولي أخبار فرحتني!
_ أخبار إيه؟ فرحنا معاك؟
_ تؤ تؤ تؤ.. هذة الأخبار لن يتحملها قلبك الجميل!
بصيتلي بريبة وعدم فهم، وقالت بهدوء:
_ إنتوا ناويين علي إيه؟
عدلت قعدتي وشغلت العربية،
ووجهت نظري للطريق وهمست بفحيح بلكنه أجنبية، مع إبتسامه تسلية:
" Solo una semplice esplosione in uno del paese, farà tremare l'intero mondo ."