رواية الشبح العاشق الفصل الثامن 8 بقلم رباب حسين


 رواية الشبح العاشق الفصل الثامن 

في ليلة ممتلئة بزخات المطر.... تعلن السماء عن غضبها بصواعقها.... في مناخ قارس البرودة..... لتهدأ الأمطار ويظهر قمر الليل بكامل استدارته وفي لحظة فلكية نادرة حيث اصطفت المجموعة الشمسية في خط واحد أمام الشمس.... تنام هذه السيدة تتألم من المخاض.... تصرخ لتلد ابنتها ويظهر بجوارها سيدة ترتدي رداء أبيض تطاير أطرافه في الهواء بشعرها الفضي الطويل وبشرة ناصعة البياض وعينين يكسو عليهما اللون الأزق ليعطيها طالة فريدة من نوعها تعبر عن شخصيتها.... هي العرابة..... تنظر إلى الفتاة التي خرجت من رحم أمها توًا وتبتسم ابتسامة مشرقة والسعادة تشع من وجهها وهي تحملها ثم التفتت إلى أمها وقالت : إنتي أم المختارة.... جات اللي هتحررنا كلنا..... السيف اللي هيظهر الحق وينتصر بيه
ثم عادت النظر إلى الفتاة بيدها وقالت : (ليان) 
الوقت الحالي
في مشهد يقشعر له الأبدان..... من تجمع عدد من الأشباح تقف وتنظر إلى ليان في غضب ليلاحظ وئام نظراتها خلفه والخوف الذي جعل جسدها يرتعش وعلامات التعجب التي ظهرت على وجهه عندما رأى شبح جنة ولاحظ نقطة حمراء داخل صدرها تشع كأنذار حيث يهدأ وهجها ويقوى فجأة..... تعجب حيث أن جسدها الضئيل يطير بالهواء بخفة لا تلامس الأرض ويشع بضوء فريد وهي تنظر له لتعلنه قائد عليهم لتتحرك من أمامه وتقف بجوار ليان التي لازال نظرها يتركز على هؤلاء الأشباح لينظر وئام خلفه ليراهم.... فيخطو إلى الخلف في ذعر ويلاحظ خوف ليان أيضًا وعدم تفوهها بكلمة واحدة ليلاحظ وجود أثر حرق بثيابها في نفس الموضع التي وضعت جنة يدها عليها عندها صدرها فشعر بالقلق واقترب منها ونظر إلى الآثر وقال في ذعر : ليان.... فيه حرق في جسمك؟!.... بصي هنا
لتنظر إليه بعين غائرة وكأنها تعلم أن هذا ليس إلا مجرد كابوس فنظرت إلى ثيابها لتدخل يدها في أعلى ملابسها لتخرج من رقبتها سلسال طويل ينتهي بحجر غريب الشكل يبدو وكأنه صاعقة سوداء وعندما نظرت إلى السلسال وأمسكته بيدها عادت لها ذاكرة مفقودة قد دُفنت داخل عقلها وهي ذات الأربعة أعوام لصورة إمها وهي تنظر إليها بحب وتقول : فلاش باك
ليان.... إنتي مميزة.... جبتلك السلسلة ديه عشان إنتي مميزة جدًا.... لو قلعتيها هتبقي زينا كلنا.... بصي أنا لابسة زيها.... ماما لبستني السلسلة ديه وأنا صغيرة وعمري ما قلعتها.... إوعى تقلعيها
عودة من الفلاش باك
نظرت ليان إلى السلسال المتهشم بيدها ويصعد منه دخان بسيط ثم نظرت إلى وئام وقالت : السلسلة.... اتحرقت
جنة : كان لازم اكسرها..... كان لازم أشيل الحاجز اللي بينا وبينك..... كان لازم تعرفي الحقيقة وتعرفي إنتي مين..... دلوقتي شفتينا كلنا مش وئام بس
ليان : ليه عايزاني أشوفكم...... عايزين مني إيه؟
جنة : عايزة أخد حقي من اللي قتلوني.... ولما عرفت إنك بتكلمي شبح وئام عرفت إنك منهم
عقد وئام حاجبيه وقال : من مين؟!
جنة : بنات القمر.... ليان هى أخر بنت للقمر وهي الوحيدة اللي تقدر تساعدنا
وئام : تساعدكو إزاي؟!
وضعت جنة يدها على جبهته ليفتح وئام عينيه في صدمة ليرى كل ماضيه
فلاش باك
يدخل وئام غرفة صادق بغضب ووقف أمامه وقال : الكلام اللي بسمعه في المستشفى ده حقيقي؟! 
صادق : سمعت إيه؟! 
وئام : اللي دكتور باسم شاكك فيه.... ليه المريض لما بيموت بيتغسل ويترفض إن أهله يدخلو الغسل؟
صادق في ارتباك : أكيد مفيش سبب زي ما أنت متخيل يعني.... هو.... هو بس الستات بيدخلو ويصوتو وأصواتهم بتبقى عالية والمرضى اشتكو من الصوت
وئام في غضب : أوضة الغسل بعيدة عن المرضى نهائي وده كان طلب بابا الله يرحمه من زمان عشان يتفادى مشكلة زي ديه.... عمي لو الحكاية ديه اتكررت تاني هدخل الغسل بنفسي وهعرف إيه السبب ورا الموضوع ده.... أنا سايبك تدير المستشفى عشان مش فاضي لكن أي تجاوزات مش هسمح بيها
تركه وئام وذهب في غضب ودخل شادي الغرفة ليجد صادق يجلس في توتر على مكتبه فقال : فيه إيه يا دكتور؟ 
صادق : اللي كنت خايف منه حصل.... وئام وصله كلام باسم..... لازم أشوف حل.... الجماعة برا مش هيسكتو لو قولتلهم إني مش هديهم الأعضاء
شادي : لا طبعًا.... إنت عايزنا نخسر الملايين اللي بتجيلنا..... لازم وئام يبعد عن المستشفى
صادق : وديه نعملها إزاي؟.... ما أنت عارف إنه صاحبها وأنا يدوب شريك بحاجة بسيطة وبديرها وبس
شادي : يبقى نبعده عن الدنيا كلها
وفي ذات الليلة كان وئام يقود سيارته عائدًا إلى منزله لينظر حوله في ذعر عندما اكتشف خلل بالفرام وتزداد سرعة السيارة ليفقد السيطرة عليها وترطم بأحد الأشجار بقوة
عودة من الفلاش باك
نزعت يدها وقالت : دلوقتي عرفت ليه عمك مخليك نايم بالشكل ده
وئام : بيتاجر في الأعضاء.... كنت عارف بس كنت بكدب نفسي..... طيب إنتي منعتيني أرجع لجسمي ليه؟!.... خليني أرجع عشان أوقف اللي عمي بيعمله
جنة : إنت أقوى شبح فينا.... وجودك معانا هيفيدنا لكن لو رجعت لجسمك مش هتقدر تشوفنا ولا تساعدنا
ليان : ليه هو أقوى منكم؟
نظرت جنة إلى جسده المستلقي بالفراش وقالت : عشان جسمه لسه عايش.... جسمه مديله قوة.... يقدر يتحرك ويمسك كل حاجة بإيده.... إحنا لا.... إنت شبح عالق بين عالمين وواخد قوة الأتنين.... الحي والميت..... هتفضل معانا لحد ما ناخد حقنا
ليان : فيه قانون يجيب حقكم..... سيبوه يرجع ويظهر الحقيقة
جنة : الحقيقة لو ظهرت هتنقذ اللي جي لكن إحنا خلاص حقنا مش هيرجع بالقانون.... الغل اللي جوانا مش هيهدى غير لما ناخد حقنا وإنتي اللي هتجيبيه
ليان في تعجب : أنا؟!
جنة : إنتي تقدري تشوفينا وعشان كده نقدر نتواصل معاكي.... إنتي فاكرة إن وئام بس اللي يقدر يدخل جسمك؟.... كلنا نقدر وعشان كده فتحت عينيكي وشيلت السلسلة ديه عشان مجرد ما تتواصلي معانا نقدر نتواصل معاكي
طارت ليان بالهواء وتجمع حولها باقي الأشباح وقالت بقوة : ودلوقتي عليكي تنفذي أول مهمة.... نجيب حقنا وحقي أنا بالذات من اللي قتلني
ليان : مين قتلك؟!
جنة : لؤي
فلاش باك
ذهب لؤي إلى غرفة جنة بعد أن طلبت منه ليان فحصها ثم تلقى رسالة من صادق : "خلصت؟" 
أرسل له لؤي : "قربت خلاص" 
ثم اقترب منها لؤي ووضع عقار بالمحلول الذي بيدها وخرج من الغرفة سريعًا
كان صادق بمكتبه مع شادي فقال : يعني خلاص هناخد الكلى النهاردة؟!.... الناس برا مستعجلة
صادق : اه.... لؤي بيخلص..... أول ما الموضوع يخلص تجهز أوضة الغسل وتخليك جوا ومتنساش غطي وشك عشان محدش ياخد باله
شادي : طيب أنا هقوم استعد.... كويس إني مخلصتش عليها بدري أهوه جسمها نفعنا وكمان ناخدها حجة نطرد بيها ليان
عودة من الفلاش باك
جنة : ودلوقتي الدور عليه
طارت جنة لتدخل داخل جسدها فنظر لها وئام وقال : إنتي بتعملي إيه يا جنة؟!.... أخرجي
ليان : هاخد بطاري.... وزي ما قتلني هقتله
حاول وئام لمس جسد ليان ولكن قوة منعته لتدفعه بعيدًا ثم أخذت ليان جسد وئام وعادت به إلي غرفته ويلحق بها جميع الأشباح وذهب وئام خلفهم ثم وضعته ليان بغرفته وقامت بتوصيل المحلول بيده مرة أخرى الذي يحتوي على المادة التي تطيل من عمر غيبوبته والممرض لازال نائمًا محله ثم غادرت الغرفة ونظرت ليان التي تتحكم بجسدها جنة الآن وقالت : وئام.... هتساعدني ولا لا
وئام : جنة اللي إنتي بتعمليه ده غلط..... أخرجي من جسمها
جنة : أنا عارفة إنك بتحبها يا دكتور.... بس مش هسيب الجسم ده غير لما أخد بطاري
ذهبت وخلفها الأشباح يتبعوها بكل مكان ووئام ينظر إليها في يأس وخوف لا يعلم كيف يمنع هذا الشئ من الحدوث.... ذهبت ليان إلى قسم الإستقبال وقالت : لو سمحت.... دكتور لؤي فين؟!
العامل : دكتور لؤي أجازته النهاردة
نظرت ليان بعيدًا في يأس وخرجت من المشفى ولحق بها وئام وهو يقول : جنة..... طيب خلينا نفكر في حل تاني
جنة : مفيش حلول
وئام : طيب خدي حقك منه من غير ليان... إنتي كده بتأذيها.... لو حصله حاجة والشرطة عرفت إنها السبب هتروح في داهية
جنة : هي الأمل الوحيد لينا.... الوحيدة اللي تقدر تتواصل معانا
وئام : ليه؟!
جنة : عشان هي الوحيدة اللي بتشوفنا وطالما عندها قدرة لده فهي بتتواصل معانا.... ده قدرها ولازم تنفذه
ذهبت ليان إلى منزل لؤي ولم تجده ظلت تجوب بالشوارع تبحث عنه حتى حل الليل ولمحته يقود سيارته عائدًا إلى منزله فوقفت ليان بجانب الطريق ووئام يرى ما يحدث وينظر إليها في خوف.... لقد عزمت جنة الأمر بقتل لؤي بيد ليان..... تجمع الأشباح بجوارها واصطفو وأمسكو بيد ليان ثم طارت الأشباح ودخلت داخل السيارة تنظر إلى لؤي بعيون غاضبة..... شعر لؤي بقشعريرة اجتاحت جسده وبرودة قوية لا تناسب هذا المناخ الصيفي فأغلق النوافذ ثم وجد مقود السيارة عالق حيث قامت الأشباح بالتشبث به بقوة وليان تقف على جانب الطريق تتحكم بالأشباح وكأنها قائدة لهم.... انخفضت سرعة السيارة وظل لؤي يحاول تحريك المقود.... رفعت ليان يدها لتقوم الأشباح بخنق لؤي بقوة ولاحظ وئام أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة فوقف أمام ليان ليحجب الرؤية عنها وأخذ يصيح بقوة والدموع تنساب على وجهه : ليان..... أنا عارفة إنك موجودة.... اتحكمي في جسمك.... وقفي اللي بتعمليه ده.... هيموت.... هيموت يا ليان
أشاحت ليان بيدها ليطير جسد وئام من أمامها ولكن توقف وعاد أمامها في لحظة فمسكت رقبته وأخذت تضغط عليها حتى شعر بأن صورته تبدأ بالتلاشي والأجهزة حول جسده تصدر أصواتًا مرتفعة ليقف الممرض في حيرة من أمره ويركض خارج الغرفة ليبلغ صادق بالأمر
نظر وئام لها في رجاء وقال بصوت متقطع : ليان.... أنا حبيبك يا ليان..... أنا وئام.... حبيبتي.... أرجوكي فوقي
رفعت ليان يدها الأخرى وضغطت بقوة ليختنق لؤي ويموت ثم عادت النظر إلى وئام وقالت : يا معانا.... يا علينا
وفجأة تلتف أوشحة بيضاء حول جسد ليان وتقيدها بقوة فتركت وئام وتركت الأشباح يدها ثم ظهرت بالهواء العرابة لتقف أمام ليان ووئام ينظر لها في ذعر ويضع يده على عنقه فنظرت لها جنة وقالت : مش هتقدرى تعملي حاجة
العرابة : ليان..... إنتي سمعاني..... دوري على قوتك.... خرجيها من جسمك..... إنتي تقدري
أغلقت ليان عينيها بقوة لتدفع بشبح جنة خارج جسدها وتقع أرضًا في ضعف فوقفت العرابة بجوارها واقترب وئام منها وقال في قلق : ليان.... حبيبتي إنتي كويسة؟
نظرت له ليان في ضعف والدموع تنساب على وجهها وهي تنظر إلى رقبته بندم فقال : أنا كويس يا حبيبتي..... متخافيش عليا
صدر صوت قوي.... فنظرو جميعًا إلى مصدر الصوت ليخرج دخان أسود اللون ويظهر بداخله وجه لؤي ولكن أكثر رعبًا.... بعيون حمراء ونظرة غضب لينظر إلى ليان وكاد أن يقترب ولكن وقفت أمامه العرابة فنظر لها في غضب وطار بالهواء فالتفتت العرابة إلى ليان وقالت : أسوء نوع..... شبح الشر..... وإنتي عدوته..... بدأتي الحرب بدري أوي يا ليان
ليان في ضعف : إنتي مين؟!
العرابة : أنا العرابة بتاعتك..... وإنتي المختارة


تعليقات