رواية زهور بنت سلسبيل الفصل التسعون
الجد: ارفع راسك أنت حفيد عبدالرحيم الغمراوي اللي عمره ما طاطا راسه لحد واسمعونى كلكم مهما حصل ودارت عليكم الدنيا اوعو تحنو راسكم غير لله عز وجل، متكبروش على حد ولا تنزلوا لحد كل اللى عليكم إعملوا بما يرضى الله
كلكم هنا احفادى مش ناقص غير سيسيليا كنت أتمنى تكون موجودة ما بينكم دلوقتي، تسمع الكلام اللي هقوله.
الحمدلله ان ربنا جمعنا النهاردة في المكان ده لحكمه عنده إمكن أنا لو كنت قاصد انها تترتب ما كنتش هنجح وعشان كده هقولكم كلمتين تحطوهم حلقة في ودنكم ، انتم الكل واحد عندى مافيش واحد أفضل من واحد عندى، زاهر زي زين هو هو حمزة وحازم غادير هي زهروان وسيسيليا حتى باقي أحفادى بما فيهم نيرة مفيش حد أغلى من حد لكن إنتم
الستة حاجه تانيه انتم عمدان العائلة فضلتم مع بعض ويد واحدة فأنتم بأمان والعائلة كلها بأمان إن واحد فيكم بعد أو قال نفسي كل العائلة ضاعت ما هو استحالة السقف هيفضل مكانه وفي عمود من اللي رفعه مال، أنا ان كنت إسيت عليكم وانتم صغيرين عشان تكونوا رجالة وتعرفوا تعيشوا في عالم القوى يأكل الضعيف حتى أقرب الناس ليه مش بيسم عليه وقت ما تديله قدرته انه يخلص عليه وشفتم بنفسكم نهال بنت أخويا اللي أنا ربتها زي ولادى وبسببها اتحرمت من ابني اول ما تفرعنت عملت ايه.
يسحب نفس عميق يحاول أن يجلى صوته: من الساعة دى مدوا ايديكم عهدوني كلكم تبقوا ايد وحده محدش يطمع في حق أخوه وعمتكم وبناتهم متجوش عليهم ولا على حقهم في يوم من الأيام، أنا والبنات هنرجع للقاهرة وأول ما الدنيا تهدى هترجعوا انتم كمان، بس ياريت حضراتكم تلتزموا بالبيت ومتخرجوش برة كتير وتحتكوا بالناس ، انتم دلوقتي تعتبروا شخصيات عامة وصوركم أكيد في السوشل ميديا و خصوصا البرامج إياها اللي بتعرض القضايا وبتجمع الرأي العام با لشو اللي بتعمله، الأمر ما يسلمش حد من البلد يتعرف عليكم يضيع كل اللي بنعمله
حافظوا على روحكم لحد ما الموضوع ينتهى والقضية تتحل، والكلام متوجه ليك يا دكتور زاهر يا جراح ياعظيم وانت يا باشمهندس زين يا مثقف تقدروا تقولولى معناه ايه اللي شفته وسمعته عنكم النهاردة واحد شغال دكتور بيطرى وواقف بيكشف على طيور ومواشى وياترى يا دكتور يا عظيم دى هواية ولا فراغ بتحاول تشغل نفسك بحاجه لحد مترجع وتسافر وسيادتك يا بشمهندس مش مكسوف من نفسك وايه حكاية الجنية اللي طيرت عقلك.
تخرج ضحكه من حازم وحمزه تلاها تعنيف من الجد لهم جميعا ليقف زاهر بعصبية يحدثهم بعصبيه.
الجد: انطق يا دكتور ايه اللي انا شفته ده معناه ايه.
زاهر: عجبكم اوى الكلام وبتضحكوا، مش كله منك يا سي زين انت والجنية بتاعتك واختها المجنونه.
الجد: زاهر كلمنى هنا وفهمنى زين دخله ايه بالموضوع.
زاهر بضيق يقص على الجد ما حدث من وقت قدومهم للبلدة وما حدث لحازم و المشادة بينه وبين الأختين ليفيقو اليوم التالى على تجمع لأهل القرية بطيورهم ومواشيهم امام المنزل وتلك الفتاة تشير لهم على زاهر وتخبرهم بأنه طبيب بيطرى.
زاهر: وطبعا كله بفضل زين باشا والعمدة اللي صدق على كلامها وقال انى دكتور بيطرى.
زين مقاطعة: ماهو ليه حق يا زاهر اللى انت عملته فيه مكنش يصح بردة نسيت كلامك واستهزائك بها وتقليلك منها.
زاهر بحده: زين بلاش انت تتكلم فى موضوع الشيطانه دى خالص، انت نفسك أهو منين ما بيروحوا انت وراهم معرفش عملولك ايه كأنهم سحرولك.
الجد: ممكن تسكتوا انتم الاتنين، اللي حصل حصل وخلاص انا هتكلم مع العمدة واخليه يبعد أهل البلد ويقول اي عزر للأهالي انك مشيت من البلد او اي حاجه الأهم متخرجش الفترة دي نهائى، وانت يا زين نفس الكلام بلاش تخرج ولا البنات دول تتعامل معاهم من تاني، ونفس الكلام ينطبق عليك يا حمزة انت وحازم.
زين يقف من مكانه يحدث جده بصوت هادئ: جدو بعد إذن حضرتك أنا حابب العيشة هنا واللى بعمله سعيد جداً بيه أسف ياجدوا أنا لقيت نفسي هنا ولاول مرة في حياتي اكون سعيد وأنا بعمل حاجه من نفسي لا انا خايف أفشل ولا في قيد مقيدني، بالعكس أنا حاسي انى حر طليق بعمل اللى انا عاوزة براحتى وبمزاجي في الوقت اللي احدده وجنة وأختها ملهمش دخل في اختياري بالعكس جنات حاولت كتير معايا اليومين اللي فاتو تبعدنى عن الأرض والزراعة لكن رفضت وياريت حضرتك تقدر اختيارى ورغبتى إني أعيش زي ما أنا عايز وأوعدك مش عاوز أي حاجة من الشركات كل اللي طالبة انك توفقى يا زهروان وتبيعيلى البيت ده أجهزة و أعيش فيه.
الجد: زين ايه الكلام اللي بتقولة ده بقى انا بقول تكونوا يد وحده ومتتفرقوش حضرتك بتقول تعيش هنا وتشتغل هتشتغل ايه ونوران حضرتك نسيتها و ولدك وولدتك ايه لغيتهم من حياتك والمجموعة.
زين بمرارة: لا منستش يا جدو لا نسيت أمي ولا أبويا وبالاخص نورين أكتر حد هيرتاح بالقرار جدو، بعتذر لحضرتك انا طلقت نورين من أكتر من سنة بناء على طلبها وإلححها.
عم السكون للحظات الجميع ينظرون لبعضهما فجاءةً صدح صوت شاهقة وبكاء مكتوم، لتقف غادير وتقترب من شقيقها الذي وقف يضمها ويربت على ظهرة ويحدثها بحزن، تبتعد عنه وتعاود الجلوس مكانها مع حديث الجد.
زين: غادير بلاش عياط صدقنى أنا سعيد جداً بالحصل، امسحى دموعك دي واوعدك هحكيلك على حاجه هتفرحك جداً جداً.
الجد بصدمه: غادير ارجعي مكانك خلينا نفهم الجنان اللى أخوكي بيقوله!؟ وحضرتك انت والهانم كنتم ناوين تقولنا امتى؟ وياريت بعد اذن سيادتك تعرفنا ايه سبب الطلاق ومين تانى يعرف بموضوع الطلاق، وبالمرة كده ياريت كل واحد فيكم يتفضل يحكي اللي عنده، واللي مخبيه.
زين بحسرة: أنا كل اللي عندي قلته، ونورين طلبت معرفش العائلة لحد هى ما تلاقى الوقت والاجواء المناسبة، وتقريبا محدش عرف لان الكل تفاجأ زي ما حضرتك شايف، والسبب معروف ياجدو مفيش نصيب الجواز مش بالغصب، متفقناش عمر الحب من طرف واحد ما نجح العلاقة والحمدلله انا مقصرتش بس مقدرتش أخليها تحبني زي ما حبتها وعلى العموم أنا معنديش حاجة مخبيها.
ليصمت قليلا ويعاود الجلوس مكانه يهز رأسه ويلتف لجده يحدثه بسعادة: جدو في حاجه كمان كنت هأجل الكلام فيها بس بما حضرتك هنا فا ليه لا.
الجد بسخرية: اشجنى يا كبير احفادى يا عاقل يا رزين، مخبي عليا ايه تاني!؟
زين ببتسامة: لا أنا قلت كل اللي عندى، جدو بما انك هنا وتقريبا نص العائلة واعضائها المهمين هنا فأنا عاوز حضرتك والكل نروح نتقدم ونطلب إيد جنه.
الجميع بما فيهم زهور: ايههههه.
زين: زى ما سمعتم أنا منجذب لجنة وعايز اتقدم اطلب ايديها للجواز.
الجد يضرب كف بالأخر: انت اتجننت يا بني تطلع مين دى اللى عايز تخطبها، انت ونورين هترجعوا لبعض من تاني ده اول حاجه هعملها اول ما ترجع انت واخواتك للقصر.
زين بحدة: جدو بعد إذنك دى حياتي وأنا مش هخلي حد يدخل فيها كفاية طول عمري بنفذ أوامرك انت وبابا وعمى من غير نقاش، ضيعت سنين من عمرى وأنا مستني كلمة من نورين وانها توافق على تحديد الفرح واليوم اللي طلبت نتقابل ونتكلم لوحدنا بعيد عن الكل،
ضحك بسخرية هه طلبت اننا ننفصل ونطلق وياريتها اكتفت بده لا عرتني قدام نفسي اني ضعيف الشخصية وماليش حتى الحق اخد قرار يخصني وياريتها اكتفت بده، لالسانها كان كرباج بينزل على قلبي يسيب علامة وترجع من اول وجديد تنزل بالضربة التانيه، لحد ما نزلت بالقضيا، وإعترفتلي بحبها لواحد تانى بعد كل ده عايزني ارجع ليها مرة تانية، وضعى هيكون ايه وازاي هرفع عيني فيها وانا بالنسبلها هكون ايه غير انسان عديم الشخصية وتبيع وتشترى فيا، أنا آسف يا جدو لاول مرة من تلاتة وعشرين سنة أعارض أمر من أوامرك.
يحل الصمت مرة إخرى الجميع ينظرون لزين بعطف.
الجد اصطبغ وجه بحمرة شديدة، هب واقفا وقبل أن يتحدث قطعته زهور.
زهور محمحما: بعد اذن حضرتك ممكن تهدأ وتسمعنى في الأول وياريت انت كمان يا باشمهندس زين تسمعني.
الجد يومئ برأسه ويجلس وكذلك زين الذي أشار لها بالتحدث.
زين: اتفضلي يا زهروان وانا زين او أبية زين زي غادير والبنات ما بينادولي.
زهور تنظر لجدها تتحدث و فجأة تتحدث بحدة طفيفة بعد اندمجها بالحديث: حضرتك من شوية اتكلمت عن العائلة والتماسك والواحد يبقى الكل وان العائلة قائمة على أعمدتها الستة اللي هم احنا، طيب حضرتك مسألتش نفسك ده هيكون ازاي والأساس نفسه فيه خلل انا مش هكلم عن حد كل واحد فيهم يتكلم عن نفسه، أنا هتكلم عن نفسي وزين اتكلم عن نفسه بس في حاجه بسيطه هكلمه فيها الاول واسأله سؤال وياريت الكل يسأل نفسه السؤال ده.
زين: اتفضلي.
زهور: انت عاوز ايه بالضبط وده السؤال ليكم كلكم ياريت تفكروا كويس قبل ما تردوا، وده ليك انت يا زين هل فعلا مرتاح هنا ولقيت نفسك ولا بتهرب من عبايت جدك والعائلة ولا بتهرب من نفسك وشعور بالنقص قدام نورين ولا ايه فكر كويس قبل ما ترد بعد اذنك،
تقف تسير بالمنزل مبتعدة عدة خطوات تنظر للجميع توزع نظرها فيما بينهم وتثبت عينها على الجد وتكمل كلامها: حضرتك جبت الثقة منين اني هوافق أكون من أعمدتها الستة سبق وقلتلك أنا لو بساعدكم فده عشان وصية والدي وأنا بنفذها اكرامًا ليه لسببين اولهم وصية المتوفي وجبة النفاذ طالما مفيهاش حاجه تضر او تأذي حد او تخالف شرع ربنا والدين.
وثانيا إعتذار مني ليه عن سنين بتهمة والعنه فيهم بإنه سبني ورماني وهو مظلوم زى زيه الفرق هو ميت ومدفون تحت التراب وأنا عايشة ميته والتراب فوقي، أنا مش بقول الكلام ده عشان اقلل من كلام حضرتك و حبك لعائلتك ولا عشان عطف من حد.
لا أنا فعلا بكلم عشان سمعت عن تضحياتك الكتير وظلمك لنفسك عشان عائلتك، بس موقفتش حضرتك في مرة وقلت كفاية كده كل واحد لازم يعيش لنفسه واختياراته شوية بما فيهم انت، كفاية بقي الكل يضحى ويسند في أساس ضعيف
عاوز يترمم عشان يقف على رجليه لكام سنه وبعد كده يضعف على الأخر وينهار ويقع لان طاقة كل واحد بتنفذ وهيجي وقت والبطاريات مش هيكون فيها شحن عشان تقدر بس تقوم نفسها،
ليه متسبش الكل يختاروا هم عايزين ايه ويحبوا يكملوا حياتهم ازاي امكن بسؤالك ده تلحق ترمم الأساس قبل ما عمود من الاعمدة الحمل يكون عليه ويختل ويضعف وينهار وتضيع باقي الاعمدة والسقف كله ينهار.
واحب اقول لحضرتك دلوقتي قبل أي حد أنا مش موافقة أكون جو مبنى ضعيف وهش وأساسه واهن من اول ريح بانت أثاثاته ومع الوقت هينهار ويقع على رأسي أنا قبل الكل، وقبل ما حضرتك كنت بنيت اماليك اننا هنوافق على كلامك كنت احتويت الكل وحاولت ترمم فراغات كتير كانت أولى وأهم ان حضرتك تهتم بها، كلام حضرتك بالنسبالي أنا مفرقش معايا كتير لا تأثرت ولا أحب أكون جواه لكن أنا على اللى قدامى قاعدين بيبصوا لبعض في عنيهم كلام كتير وجواهم بيتمنوا يتكلموا بس مش قادرين عارف ليه حضرتك لانهم اتعودوا يثور في السر اتعودوا يا اما يخضعوا لى رغباتك وأوامرك ياما يعاندوا وينفذوا رغبتهم لكن بعيد عن حضرتك .
فياريت الكل يتكلم ويقول اللي جوه منه، لأن بعد كده مش هتكون هناك فرصة للتراجع أي تراجع أو تخاذل هيوقع العائلة كلها فالأفضل تكلموا وحددوا انتم عاوزين ايه وطموحاتكم ايه وكل واحد فيكم يدي نفسه فرصة مفتوحة يشوف هيقدر يبعد ويعيش بعيد عن العائلة ولا لا والكلام ليك يا زين السؤال ده تسألوه بدل المره مليون انت فعلا معجب بالبنت اللي بتقول عليها ولا بتحاول تثبت لحد معين انك مش واقف عليه، وزي ما هو حب غيرك انت كمان حبيت بس لازم تعرف إن وقت ما ترتبط بالبنت دي هتكون زين بس مش زين الغمراوي هتكون زين الانسان اللي اختار حياة تانية بعيد عن حياته هتعيش في مستوها لانك هتعيش هنا مش هي اللي هتعيش في مستواك لانك بردة هتعيش بيها هنا وفي الحالتين انت بالنسبة لناس معينه مهزوم هربت منهم وحبك ليهم لسه جواك بدليل انك بعدت وارتبط بحد أقل منهم، فكر كويس بنات الناس مش لعبة ولا تسلية ولا احتياطي وبديل تداوي بيه جرح انت نفسك سبب قوي فيه.
تلتف تجاه جدها تحدثة بحيرة ولهفة وفضول شديد.
سؤال أخير هو حضرتك جيت هنا النهاردة ليه وحضرتك عارف انها مجازفة كبيرةجداً!؟ وضرر للكل بما فيهم وائل!
الجد عالت أنفاسه يتهرب بعينه من زهور وينظر تجاه أحفاده الجالسين ينظرون له منتظرين بتلهف إجابته على سؤال زهور ليطرق باب المنزل تنهد الجد براحة وهو يحمد الله لعل من باب ينقذه من إجابة سؤال زهور أمام الجميع، يفتح حمزة باب المنزل مع زيادة الطرقات ودخول شخص يحمل صينية كبيرة بها طعام ويتجه للطاولة ويضعها عليها وهو يحدث حمزة .
الشخص: ايدك معايا يا فندى ساعدنى انزل الصينية على الطربيزة وبعد مساعدة حمزة له التفت تجاه الجميع وتحدث عوافي عليكم العمدة باعت الغداء وبيعتذر على التأخير، يلزم خدمة قبل ما أمشي يا بهوات العمدة مأكد عليا قبل ما أمشي أشوف طلبتكم ايه وانفذها طوالى ينهى كلامه ويرحل بعد أن تحدث الجد يشكرة ويطلب منه الجلوس لتناول الطعام معهم ليشكره الشخص ويرحل سريعا.
الجد يشير للجميع بعد رحيل ذلك الشخص لتناول الطعام .
الجد: العمدة وائل جمايلة كتيرة علينا ربنا يقدرني وأرد هاله.
يمي بطرف عينيه تجاه أحفاده يلا تعالوا سموا الله وكلوا وبعدين نكمل كلم.
يتقدم حازم وحمزة يرفعون الغطاء من على الطعام ويطلق حازم صفير صغير يعبر به عن ما يراه من طعام.
حازم: بسم الله ماشاء الله دى وليمة والله العمدة ده كريم، كل مرة يبعت أكل يقضينا ويزيد من كترة وجمال الاكل ريحته عمرى ما دوقتها فى حياتى.
الجد: بطل كلام ويلا قدموا كلوا قبل الاكل ما يبرد تعالى يا غادير انتي وزهور جنبي هنا انتم ماكلتوش من بدرى وخصوصًا زهور.
تستجيب الفتايات وتجلس زهور بجوار الجد وغادير بجوارها وقبل أن يجلس حمزة جوار غادير أسرع زاهر يجلس بجوارها بعد ابعاد حمزة وفعل زين ذلك وأسرع بالجلوس جواره لينفث حمزه بضيق وهو يجلس بجوار حازم ليرفع عينه و ابتسامة ارتسمت على ثغره وتحدث بمرح، وعينه على زهور الجالسة امامة لترفع عينها تقابل عينه تنظر له بعدم فهم ليطول النظر هو بعينها وابتسامة.
حمزة: سبحان الله كلهم هربوا من القعاد جنب حازم، واقعد أنا عشان نفسي تتفتح وانا قاعد قدام احلى بنت احمم بنات مصر كلهم دودو حبيبة أخوها يا سلام يا دود القعدة قدامك تسوى الدنيا وما فيها.
غادير: بضحكة على أساس دى اول مرة نقعد في وش بعض كده.
حمزة: ها أيوه عارف بس المرة دى غير اصلك متعرفيش انا كنت هتجنن ازاى واطمن عليكى قصدى عليكم كلكم يعني، وقد ايه قلبي كان مشغول ومن وقت ما وصلت هنا، وانا اتعلقت بكم أوى، ومتعرفيش قد ايه فرحت اول ما شفتك اول ما وصلتي قلبي كان طاير من السعادة أخيرا شفتك و اطمنت عليكى.
زهور تهمس لنفسها وتتحدث بحزن كم تمنت أن تعيش بجو عائلى، وحولها اشقائها ووالديها كم حسدت غادير على تلك الكلمات التي تسمعها من شقيقها، ترفع رأسها برويه حتى لا يشعر بها أحد توزع نظرها بين غادير وحمزة لتلتقي عينهم وتتسع إبتسامة حمزة ويكمل حديثة وهى على نفس حالتها، تحيد بنظرها بعد قليل بعد أن تحدث حازم وهو يسعل وطلب من حمزة كوب ماء ليجز حمزة على أنيابه ويقف يحضر له وهو يسب ويلعن به.
بعد لحظات أحضر حمزة قنية مياه وكوب، ووضعهم على الطاولة وجلس مكانه ينظر لزهور التي تنظر بطبقها ممسكة بقطعة خبز بيدها تقطعها قطع صغيرة ولم تقرب الطعام شاردة لا تحرك عينها لأي اتجاه، حمحم وسعل عدة مرات لم يلقى أي استجابة منها.
يتمتم بكلمات ويعاود سب حازم الذي نظر عليه وجدة يتناول طعامه بنهم غير عابئ بأحد، يعاود النظر لزهور يجدها على نفس حالتها، نغزه قلبه عليها يفكر كيف يخرجها من شرودها ، ينظر تجاه غادير يحاول أن يشير لها ويجذب انتباهها لوضع زهور، يبتر كلمته بفاه وهو يراها تتحدث بهمس لزاهر تحاول تخليص يدها منه، ليبتسم، على حركات زاهر ورفضه ترك يدها
ينظر لزين في محاولة منه يجعل زاهر ترك يد شقيقته دون أن يناله غضب زاهر لمرة أخرى، ويجعل زهور تخرج من شرودها، ليصدم من حال شقيقه ينظر له بذهول و شروده وهو ممسك بالملعقة يرفعها بيده قرب فمه و غارق في تفكيره ، يجز على أنيابه ويكشر وجهه يتنهد بضيق فلا يريد أن يتواجه بالحديث مع جده ، ينظر لزهور مرة أخرى وجدها على حالتها ليحسم أمره ويلجأ لجدة يلتفت تجاهه لتجظ عينه فالجد غارق في تفكيرة يحرك الطعام أمامه دون أن يتناوله.
حمزة: هو في ايه جدو مهموم كده ومتوتر بالشكل ده ،وفعلا محتار من مجيه هنا وزي زهروان ما سالته ليه جه وهو عارف الوضع مش آمن.
طيب والباقي مالهم في ايه زاهر وهو بيحاول يعوض نفسه وغادير عن غبائه السنين اللي فاتت، وزين وعارف اللي شغله ياترى يا زهروان ايه اللي شاغل بالك بتفكرى فى ايه شغلك عن الكل حتى الاكل، تعمل ايه يا حمزة تخليها تاكل تعمل ايه من غير ماحد ياخد باله منك وانك مركز معها مفيش غير المفجوع حازم لينظر له يفتح فاهه ببلاه وهو يرى حازم دموعه تسيل على وجنتيه وينظر لطعام أمامه ولا يلمسه يهز رأسة بحيرة فهو منذ قليل كان يأكل بنهم ماذا حل به هو الأخر.
حمزة ينفث بضيق يحسم أمره لاخراج الجميع من شرودة يتحدث بحدة طفيفة ويخبط بيده على الطاوله.
حمزة: في ايه يا حازم مالك يا بني من دقيقة واحدة كنت بتأكل ومبسوط وعال العال حصل ايه خلاك كده.
صوت حمزة وخبطتاته على الطاوله أعاد الجميع للواقع ينظر الجميع تجاه حازم الذي هب واقفا يحدث جده ويحنى خصره مقبلا يد جدة ويعتذر له ليربت الجد على كتفه ويتحدث لأول مرة منذ صغره بفائض من الحنان ويجذبه لصدرة يضمه وسط ذهول الجميع الذين تمنوا أن يكونوا موضع حازم.
حازم: جدو أنا آسف لحضرتك ولزهروان أنا السبب في اللي احنا فيه لولي استهتاري وثقتي في ناس متستهلش مكناش وصلنا للي احنا فيه واوعدك يا زهروان هرجعلك حقك والفندق لو اخر يوم ليا فى الدنيا كلها.
الجد: وهو يجذب حازم له يضمه اهدى يا حازم، انت ملكش ذنب في اللي حصل دى لعبة مدروسة من سنين، الحمد لله جزء كبير منها قرب يتحل كام قضية بتوع الغش والتهرب الضريبي و صالة القمار، ومحامي الشركة شغال عليهم كام يوم والدنيا تهدى وهترجعوا من تاني للبيت والشركة.
يربت على كتف حازم ويطلب منه أن يرفع نفسه ويجلس مكانه ويلتفت للجميع يجوب بعينه عليهم يحدثهم بصوت غلبه الوجع.
الجد: مش اول مرة تسمعوا الكلام ده مني امكن زهروان بس اللي مسمعتهوش، أنا عارف اني كنت شديد عليكم وفرضت عليكم كل حاجه التعليم وحتى جواز زين وزاهر من غادير ونورين، لكن حب زين لنورين وهو طلب يدها مني هو اللي شجعني على جواز غادير وزاهر مع اني كنت خايف جدا بس ده كان الحل الوحيد اللي اخلي زاهر يرجع للبيت،
لثقتي في حب غادير وحنانها وطيبتها هتقدر تخليه يرجع، لكن زاهر وارث العند مني فضل سنين بيكابر وبيعاند لكن أنا متأكد من انه سلم واعترف بحبه بينه وبين نفسه لغادير ولعايلته وبدليل انه كان عنده فرصه يسافر لندن على طول ببسبورة فيزته المفتوحه وشغله في المستشفى الملكي لكن فضل يبق مع اخواته إيد بإيد وكتف بكتف.
أنا قبل كده حكتلكم حكايتى وليه اتمسكت بتعليمهم ودرستكم للهندسة، حتى البنات صممت الكل يدرس ويتخصص في كل مجال خاص بالهندسة من مدني لعمارة وديكور عشان تفهموا وتشتغلوا وتمسكوا شركات العائلة عن فهم ودراية، حتى الحسابات ودراسة الجدوى علمت زين وعرفته كل كبيرة وصغيرة وأخذت وعد منه هيعلمكم كلكم، زهروان انا عملت كده عشان.
ليقص عليها كل قصته من طفولته حتى يومه هذا وسط صمت الجميع الذين يسمعون بعض الموضوعات لأول مرة وخاصة زاهر وحمزة لسفرهم ودراستهم بالخارج ، لينهى الجد كلامه ويعم الصمت على المكان يقطع الصمت، صوت رنات هاتف الجد.
يبتعد قليلا عنهم يفتح الاتصال يتحدث بصوت منخفض، يختل توازنه وارتجفت يده وكاد الهاتف يقع من يده يتمالك نفسه ويستند على باب الغرفة يلتفت لأحفاده وعينيه مغروه بالدموع ينهى الإتصال ويقف مكانه يحاول أن يهدئ من روعه يلتقط أنفاسه أغمض عينه ليترك عبراته تتدحرج سريعا يزيحها بيده تنهمر بلا توقف بعد عدة دقائق خطى تجاه أحفاده يستمع للجدل بينهم، ارتسمت ابتسامة حزينة على وجهه فكم تمنى أن يعيش تلك اللحظات بين عائلته بجو عائلى مرح، يتجاذبون أطراف الحديث بحياتهم بعيد عن العمل ومشاكله، يستمع للجدال بين زهور وزاهر والذي يكاد يفتك بها، تتسع إبتسامته وهو يرى ثبات زهور وهى تتحدث، ليتقدم منهم ويصدق على كلامها وينفذه.
بعد ابتعاد الجد يتحدث في الهاتف تثائب زين عدة مرات ورجع للخلف يفرد ظهره ويتحدث بإرهاق شديد.
زين: أنا مرهق اوى ومش قادر افتح عنيا وجسمى مكسر ومحتاج أنام كام ساعة عشان افوق، بس محرج من جدو أنام وهو جى يقضي اليوم معانا.
حمزة: اكيد لازم تتعب من قبل الفجر وانت في الأرض بتروي وبتزرع ورايح جاى تحول سماد وتشيل على كتفك، فلازم تتعب.
زين: أنا مش فايق ارد عليك أريح شويه لان فعلا مش قادر أفتح عنيا وبعدين أشوف موضوع تركيزك معايا ده، يلا هقوم أستأذن من جدو واروح انام.
حازم: هتنام فين يا زين وانت بتنام هنا على الكنبة.
زين: هنام على السرير جوة وأمرى لله مش قادر أفتح عينى يدوب أصلى المغرب العشاء وأنام على طول.
حمزة: هو السرير اللي جوة ده هتعرف تنام عليه دا أنا وحازم بينام مقرفصين ومش وبردة قصير، انت هتنام إزاى عليه.
زين بتثاؤب : هنام على السرير فى الأوضة التانية اللي بينام فيها زاهر وخلاص.
زاهر بجدية وحده: لا طبعا.
زين: هو اللي لا انت كده كده سهران وبعدين السرير كبير ويأخذ اتنين انت بتنام عليه انت لوحدك.
حمزة: عندى فكرة زين وحازم يناموا في الأوضة الكبيرة وانت يا زاهر نام في الاوضة الصغيرة وانا هنام هنا على الكنبة كده كده انا بسهر للصبح مش بنام بدرى.
تنظر لهم بتعجب تجز على أسنانها وتهز رأسها مع ضحكه
ساخرة تضرب يدها ببعضهما تنظر تجاه غادير وتشير بيدها ، تتحدث بحدة بكلمات لاذعة وحاسمه .
زهور: استغفر الله العظيم يارب، شايفه وسامعه كلامهم يا غادير بقى بذمتك يعتمد عليهم في حاجه دول لا بيشوفوا ولا بيقدروا، مش واخدين بالكم يا باشمهندس منك ليه ليه ليه له
إن الوقت إتاخر ولسه جدكم ما كملش كلامه، وفي بنتين معاكم هنا هيناموا فين ولا جدكم نستوه هو راخر.
زين بإحراج من حديثها: مجاش في بالنا ان جدو وانتم هتباتو هنا، أنا قلت هتمشوا بعد ما الدنيا تليل علشان محدش يأخد باله منكم.
زهور بنفس حدتها: عذر أقبح من ذنب فعلا لما كل غلطه او عدم انتباه أو بمعنى أصح عدم تقدير، تلقيلها رد ومبرر، فأكيد مش هتقدر تتطور من نفسك ولا تقنع حد بشخصيتك ولا تبق مؤثر فيه لان ببساطه بتلاقي شماعة لأخطائه وقلة تقديرك للأمور، وكلكم زى بعض بالظبط ، مفيش واحد فيكم فكر يسأل جدكم وغادير جم هنا ليه وإزاي وهنفضل هنا لأمته حتى بينه وبين نفسه.
زاهر بحدة: لو سمحتى يا أنسة زهروان، بلاش اسلوبك ده لو فاكرة بصوت العالى وحدتك او بأدق بلسانك الطويل ده هتفضلى تهني فينا وتقلى منا ومحدش يرد فده أدبا مش خوف زى ما انتى فاكرة لا يا أنسة انتي غلطانه، لو واحد فينا ساكت احتراما لجدو وبنفس الوقت إحتراما ان احنا في بيتك وممكن يكون عندك حق في بعض الكلام، لكن زين وضح في كلامة السبب.
زهور بسخرية: ههه إسمع يا دكتور زاهر، كلامك ده ولا فرق معايا عارف ليه لان انا قبل ما اكلمت قريت شخصية كل واحد فيكم وكلامك ده مش هنكر أنه في بعض الصحة، بس بلاش تدارى سوء تصرفك بمحاولة تلبيس الغلط لغيرك
ودي نصيحه بلاش تدارى عجزك او غلطك أو سوء تصرفك بعصبيتك وكلامك الدبش، والشويتين دول مش تعملهم عليا أنا لأن أنا ياما شفت وعشت فبلاش تجى في ملعبي وتلعب مبروم على مبروم مش بيلف يا ابن عمى، وأخر الكلام انا وغادير هنام فى الاوضة الكبيرة وحضرتكم كلكم كده بربطة المعلم هتناموا في الأوضة التانية.
الجميع بصوت واحد مع ضحكات غادير التى تحاول كتمها: نعم هو ازاي كلنا هنام فى أوضه واحده.
زاهر: لا ده جنان دا لو اللي بيكلم مجنون فالمستمع عاقل، ازاي كلنا هنام على سرير واحد وجدوا معانا.
غادير بهدوء وتعقل: ممكن تهدوا شويه بعد إذنكم، وانتى يا زهروان اهدى ونتكلم بالعقل ازاي خمسة ينتموا على سرير واحد وانتي سمعتي حمزة بيقول هو حازم بيناموا مقرفصين.
زهور تسحب نفس وتخرجه سريعا: أكيد أنا عارفة ان الاوضة مفهاش غير سرير واحد يدوب اتنين يناموا عليه وكمان طفلين صغيرين مش بسم الله ماشاء الله احجام كده، لو صبر القاتل كانوا فهموا لو سابوني اكمل كلامى هنا أربع كنبات لو دخلوا تلاته هيناموا مرتاحين اتنين على السرير وتلاته على الكنب.
زين باستسلام لم يعد يقوى على فتح عينه أنا موافق على كلامك كده كده بنام على الكنبه بس نخلص من الحوار ده انا بقالي كام يوم مانمتش ساعتين على بعض وفعلا مرهق وتعبان جداً.
حمزة: إدخل انت يا زين نام وبعد جدو ما يخلص مكالمة التليفون هنفهم منه هيبات ولا لا وبعدها نشوف نظام النوم، مع اني مش شايف انه ليه لازمه الجدل والكلام ده كله زين وجدوا يناموا في الاوضة وأنا وحازم وزاهر ننام هنا على الكنب.
حازم سريعا و ببلاهه: أنا مبعرفش أنام على الكنبة نهائي.
زهور: محدش هينام هنا في الصالة.
حمزة: ليه بقى محدش هينام احنا بنحل مشكلة النوم بدل الدوشة دي.
زاهر: بسخرية: ليه ان شآء الله الفرمان ده حضرتك.
غادير: زهروان هم حلو المشكلة، ليه بتعندى معاهم.
حازم: فعلا زهروان بتعاند لمجرد العند.
زهور بغيظ: أنا مش بعاند، لان ببساطة الصالة هنا مجروحة في طريق الحمام وأظن ميصحش حد ينام هنا في الصاله.
زاهر: غادير مراتى والباقي اخوتها فعادى إنتى اللي مكبرة الموضوع.
زهور بمرارة: انت قلت بنفسك غادير مراتك والباقي اخوتها لكن أنا لا.
الجد من الخلف: زهروان عندها حق ميصحش حد ينام هنا في الصالة، لو انتم لوحدكم عادى لكن وجود غادير و زهروان ميصحش تناموا هنا يلا قوموا شيلوا الاكل و