رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل التاسع
كان يجلس أمام صديقه وهو يغلى بداخله ... يريد أن يفهم كل شىء .... لماذا يشعر أن هناك حلقه مفقوده
كان زين يشعر بقلق صديقه ولكنه ينتظر أن يسأل ليجيبه
وقف أيمن وهو يقول بعصبيه
- أنت مقولتليش كل حاجه تخص أختى مش كده .
ليقف زين أمامه بطوله الفارع وبروده المعتاد وقال
- أنا قولتلك إللى أنت عايز تعرفه .... سبت شوية تفاصيل صحيح لكن كنت فاكر أنك أعقل من كده .
ليهدر به بصوت عالى وهو يقول
- عايزنى أعمل أيه بعد ما عرفت أنه جوزها للجارد بتاعه بالطريقه دى لا فرح ولا أى حاجه ... عايزنى أفكر إزاى ... وعايزنى أصلاً أشوف الجارد بتاع راجى إزاى ملاك
ليلتفت زين إلى الجهه الأخرى ليقف أمام النافذة وهو يقول
- هعرفك كل حاجه عنه .
ثم نظر لأيمن بشر وهو يقول
- بس أقسم بالله يا أيمن تأذيه هتلاقينى أنا فى وشك
لينظر له أيمن بتحدى وهو يجلس ويضع قدم فوق الأخرى
ليتحدث زين منذ بداية طلب راجى لحراسه خاصه ... وكلمات سفيان عن عدم ارتياحه للعمل هناك ... واندهاشه لاستمراره رغم ضيقه ... ومعرفته بعد ذلك زواجه من ابنة الراجى وتركه العمل لديه .... و أيضاً رفضه التام أن تكون زوجته محور حديث بينه وبين أى شخص مهما كان قربه منه
لينظر أيمن له بتركيز بعد أن هدأت ثورته قائلاً
- وليه من الأول مقولتليش كل ده .
ليجلس زين أمامه هو الأخر ويضع قدم فوق الآخرى وهو يقول
- أولا كل شىء جه بسرعه ... ثانياً قولت أديك فرصه تستوعب أنت هتعمل أيه علشان تنتقم من راجى ... لأن الشهاوى راجل مش سهل
ليخيم الصمت لبعض الوقت على الأصدقاء فى نفس الوقت الذى كانت فيه حرب العيون دائره
مر يومان ليجد أيمن أتصال من زين يخبره أنه وصل لجاسوس راجى ليجد نفسه بعد ربع ساعه يقف أمام شاب صغير فى السن ... بسيط ... وبمجرد تهديد بسيط أخبرهم كل شىء
لينظر كل منهم إلى الأخر حين أخرج أيمن هاتف رؤوف وقال له
- هتكلمه وتقوله إللى هقولك عليه
لينفذ رؤوف كل شئ بخضوع .
ليمسك زين يد أيمن ويبتعد به مسافه حتى لا يسمعه ذلك الجالس أرضا بهدوء حزر وقال
- أنت مش هتحتاجه فى حاجه تانى سيبه يمشى .
لينظر له أيمن بشر وهو يقول
- ولما يروح يعرف راجى كل حاجه
ليقول له زين بتحدى
- ده على أساس أنك بتتعامل مع عيل صغير مش كده
ليضع أيمن يديه حول خصره وهو يقول
- تمام ... ماشى .
وغادر أيمن سريعاً ليقف زين أمام رؤوف قائلاً
- هنخرج دلوقتى وهتروح لسفيان تعرفه إللى حصل ما بينك و بين راجى .... وحسك عينك تجيب سيرة إللى حصل هنا ....
لينظر له بشر قائلاً بصوت مخيف
- مفهوم
ليهز الآخر رأسه بنعم
وبالفعل نفذ كلمات زين دون زياده
كان يجلس أمام الشهاوى بأسلوبه المتعالى الحاد يضع قدم فوق الأخرى وهو يقول
- خلال يومين راجى هيكون هنا بس .
ليقف الشهاوى سريعاً وهو يقول
- لا من غير بس
ليخرج أيمن ورقه من جيب الجاكيت وقال
- أمضى على دى ... وخلال يومين مجموعة الكاشف هتكون بتاعتك.
ليمسك الورقه سريعاً وهو يوقع عليها دون أن يقرأها وأعادها إلى أيمن الذى طواها وأعادها إلى جيبه وهو ينظر له بكره لم يلاحظه الواقف أمامه
ليقول الشهاوى
- بس هى ورقة أيه دى .
ليقول أيمن وهو يقف على قدميه وهو يقول
- دى لضمان الحقوق يا رشاد بيه .
وغادر دون كلمه أخرى ... تارك خلفه شخص يحلم بانتصار قريب .
وقفت جودى أمام باب مكتب حذيفه بتوتر تحاول استجماع شجاعتها ... وتجاهل لألم قلبها
طرقت الباب لتسمع صوته يسمح لها بالدخول
دلفت إلى الداخل وقالت ببرود
- حضرتك طلبتنى يا دكتور
لينظر لها بشر وهو يقول
- هو أنا طلبتك بشكل رسمى علشان تقوليلى يا دكتور أنا متصل بخطيبتى وطلبت منها تجيلى مكتبى يعنى المفروض تقولى حذيفه على طول على فكره
لتظل صامته دون رد ليقف على قدميه ويتحرك من خلف مكتبه ليقف أمامها ثم أشار لها أن تجلس وهو يقول
- اقعدى يا جودى ... كنت عايز أتكلم معاكى فى حاجه كده
لتقطب جبينها وهى تقول
- أواب كويس ... حصله حاجه
ليهز رأسه بلا وقال
- لأ أواب كويس .. وبعدين هو أحنى مفيش بنا مواضيع غير أواب
لتهز كتفيها للأعلى وهى تقول
- أعتقد كده .. لأن هو أساس ارتبطنا ولا نسيت .
ليشعر بالحنق من تكرارها أن زواجهم إتفاق من أجل أواب
أغمض عينيه لثوانى ثم فتحها لينظر لها وقال
-أواب كويس ومش هو السبب الى خلانى أتصل بيكى واطلبك تجيلى هنا
لتقطب جبينها باستفهام ليقول بشئ من العصبيه
- مين الشاب إللى قعد جمبك النهارده فى المحاضره
لتقطب جبينها بحيره ثم ظهرت على وجهها علامات الغضب وهى تقول
- هى الكليه والمدرج ورثى من أبويا علشان أمنع الناس تقعد فيه ... وبعدين أنا مش فاهمه أصلاً أيه سبب السؤال الغريب ده
ليشعر بالغضب يندلع بداخله وهو يحاول السيطره عليه وقال
- السؤال الغريب ده من حقى علشان أنا خطيبك .. ولازم تحترمى ده
لتقف على قدميها وهى تقول ببرود
- أنا محترمه ده كويس .. وكمان محترمه الأتفاق إللى ما بينا يا دكتور
وغادرت المكتب بهدوء
ليجلس بعد أن غادرت يفكر لماذا يتعامل معها بتلك الطريقه كلما فكر بالتقرب منها يظهر الجزء الجليدى الذى تمسك به لفتره طويله فأصبح جزء منه
كانت جالسه مع والديها تتناول وجبه العشاء بهدوء حين قالت فرح بمرحها المعتاد
- وحدوه .. كان طيب وابن حلال
ليبتسم والدها وهو يقول
- هو أنتِ مش هتعقلى ابداً
لتجيبه بنفس المرح قائله
- طيب بذمتك يا أبو حميد أنا ينفع أكون عاقله .
لتضرب والدتها كف بكف وهى تقول
- عليه العوض ومنه العوض ... يا بنتى أهدى كده أنتِ كبرتى خلاص يا فرح ... يعنى يا ربى ده منظر بنت ممكن تتجوز وتفتح بيت
لتقطب فرح حاجبيها بطريقه مصتنعه وهى تقول
- مين دى إللى تتجوز ... أنا .. لالالالا صعب اوى الكلام ده يا أمينه ... أنا ...
لتقف وهى تشير لنفسها بغرور
- أنا إللى هيتجوزنى ده لازم يكون ملاك حنين طيب حبوب كده ودمه خفيف ... يضرب معايا كشرى فى كيس ... ويقعد معايا على الكورنيش وياكل ذره وترمس .... شاب كده بيئه طحن .
كانت مع كل كلمه تقولها تشهق والدتها بصوت عالى وتتسع إبتسامة أبيها .
لتنظر لهم بتمعن وهى تقول
- أنا فلتة زمانى واللى اتجوزه لازم يكون فلته هو كمان ..... عن إذنكم عايزه أنام علشان عندى بكره جرد وحاجه نيله ...
ثم قبلت رأس والدها بأحترام وكف والدتها بتقديس ثم غادرت إلى غرفتها وهى تقول بصوت عالى وصل إلى من يجلسوا على طاولة الطعام لتعلوا أصوات ضحكهم
- قال اتجوز قال هى الدنيا ناقصه عاهات .... الله يكون فى عونك يالى هتقع فيا .
مر يومان كان أيمن يسيطر فيهم تماما على عقل الشهاوى وكان الاثنان ينتظران وصول راجى الكاشف فى أى وقت .
كان يجلس معه فى مكتبه فى القصر الخاص به حين رن هاتفه ليعرف منه بوصول راجى الكاشف وأنه فى طريقه إلى قصر الشهاوى
فى خلال نصف ساعه كان الكاشف يقف داخل قصر الشهاوى وكان أيمن يشعر باقتراب انتقامه وتحقيق حلمه ...ولكن حضور سفيان قلب كل ما خطط له وأنهى الأمر مع الشهاوى فى دقائق وأخذ راجى ورحل
ليقف أيمن أمام الشهاوى بغضب ليجد الأخر يبتسم بسماجه وهو يلوح بالأوراق التى فى يده .... وقال
- مجموعة الكاشف خلاص بقت بأسمى
لتظل نظرات أيمن غاضبه وساخطه .... ولكنه لم يقل شىء وتحرك سريعاً ليغادر قصر الشهاوى
كان يقف فى مكان خالى نسبياً من الناس ... يشعر أنه يغلى غضباً ....سوف يقتله بيده ... مؤكد هو من أخبره لماذا يفعل كل ذلك .
وصل زين بسيارته ليقف أمامه ونظر له من النافذة وقال
- حلو المكان ده .. عرفته منين يا شقى .
ليفتح أيمن باب السياره ليمسك زين من قميصه ويخرجه من السياره وهو يقول
- هو أنت بتساعدنى .. ولا بتساعد راجى ... ولا أنت سفيان عندك أهم من وعدك ليا بالانتقام لامى .
لتتوحش نظرات زين وهو يمسك يد أيمن بقوه ليبعدها عن ملابسه وهو يقول
- سفيان صاحبى من أيام الدراسه ... أعرفه زى ما أنا عارف نفسى بالظبط ..... راجى الكاشف لا يعنينى فى شىء لكن أكيد هيعنى لبنته إللى عاشت معاه عمرها كله .... وأنت عندى مهم أهم من الإنتقام نفسه .
ليقول أيمن بغل واضح
- هقتله وأخلص منه وهنفذ انتقامى فى راجى وهاخد أختى ونبعد عن هنا خالص .
لتكون تلك المره من نصيب زين ليمسك أيمن من مقدمة ملابسه وهو يقول
- أقسم بالله لكسحك لو لمست سفيان .
لتظل حرب العيون بينهم لوقت حتى قطعها صوت هاتف أيمن ليخرجه من جيبه بعد أن ترك زين ملابسه
ليجده الشهاوى اجابه ببرود وظل صامت يستمع إليه ثم نظر لزين بعيون متسعه وهمهم ببعض كلمات وأغلق الهاتف لينظر له زين بشك وهو يقول
- فى أيه ؟
خرج حذيفه يبحث عنها لم يراها منذ كانت معه فى مكتبه مر أكثر من يومان ليجدها تجلس داخل المكتبه تقرأ فى كتاب خاص بالهندسة .... حين جلس أمامها قائلاً بخفوت
- أخبارك يا جودى ؟
لتنظر له بدهشه وهى تقول
- الحمد لله يا دكتور
لينفخ بضيق وهو يقول
- جودى من فضلك ادينا فرصه نقرب لبعض أنتِ على طول رافضه أنى أجى أزورك فى البيت .... فعلى الأقل خلينا نقرب هنا
ضمت يدها إلى صدرها وهى تقول
- مش محتاجين نقرب ... جوازنا علشان أواب ... فمعتقدش أننا محتاجين نقرب ونعمل حركات المخطوبين عن حب دى .
لينظر لها بغضب ويشعر أن قلبه يشتعل داخل صدره وهو يقول
- صح مش لازم حركات مايعه ملهاش طعم أنا غلطان أنى بحاول أقرب منك وأخليكى تقربى ليا ... أنتِ حره .. انا مش هضايقك تانى .... بس آسف النهارده هتشوفينى تانى لأن سفيان عازمنى عنده على الغدا
ووقف على قدميه بعد أن نظر لها بشده وغادر سريعاً
كانت الدموع تملئ عينيها وتشعر بألم فى قلبها .. هو لم يقل كلمه واحده تريح قلبها .. هو يريد الاقتراب فقط ... هو لم يقل أحبك او حتى يريد أن يحبها ... وهو لا يفعل سوى جرح قلبها حتى أصبح لا مكان فى قلبها لجرح جديد
كان جالساً يتابعها وهى تتحرك فى كل الاتجاهات وكأنها لأول مره تستقبل أحد فى بيتها تنهد بعدم راحه أنها مازالت تشعر بالخجل منه تشعر دائماً بالنقص دائماً تتعامل بحدود شديده لا تتدخل بشئ يخص أمه او أخته رغم حبهم الكبير لها و حبها لهم ولكن حين يحدث كلام أمامها فى أى أمر يخصهم تتحجج بأى شىء حتى لا تستمع او تشارك فى الحديث ... وحين يسألها أحد رأيها لا تتكلم براحتها دائماً تقول « حقيقى مش عارفه »
كم يشعر بالألم لأجلها كم يتمنى أن تطلق روحها وتتمتع بقرب عائلته لها واليوم لن يأتى أحد غريب فقط أمه و أخته وحذيفه و أواب وهى منذ استيقظت وهى ترتب البيت تعد الطعام وتطلب منه بخجل أن يتذوقه وأقسم لها أكثر من مره أن الطعام جيد ولكنها لا تقتنع .... نفخ بصوت عالى ووقف على قدميه مقرراً أن يجعلها تهدء قليلاً ولكن ما حدث اوقفه مكانه لا يعرف ماذا يقول او يفعل
وجدها تخرج من الغرفه بيدها هاتفها قائله بخجل يألم قلبه
- سفيان لو سمحت شوف الفيديو ده كده
ليمسك هاتفها ليرى فيديو دعائى لحذاء أحدهم ذات كعب أكبر وقبل أن يستوعب ما يراه قالت
- هلبس عليه بناطيل وكده مش هتكون محرج بسببى وبسبب عرجى
ليشعر بألم قوى فى صدره ولكن ما قالته بعدها جعل قلبه يتوقف
- تعرف ساعات كنت بتمنى أن رجلى كانت تكون مقطوعه واركب الطرف الصناعى على الأقل مكنش حد هيحس أنى عارجه ولا حد يبصلى بشفقه ولا أنت كنت هتتكسف منى
ليصرخ بها وهو يمسك كتفيها قائلاً
- اخرسى أيه إللى بتقوليه ده بعيد الشر عنك ... يا مهيره بالله عليكى ما تقولى كلام يوجع قلبى ... مين قال أنى بتكسف منك و من الأساس مين قالك أن عرج رجلك مسبب ليا أى مشكله ... يا مهيره حرام عليكى ليه بتوجعى قلبى ليه
كانت عيونها ممتلئه بالدموع وهى تقول
- أنا آسفه .... بس والله أنت تستاهل أحسن واحده فى الدنيا أنا ديماً بفكر أنت بتحبنى على أيه ومش لاقيه سبب
ليقطب جبينه وهو يقول بشئ من العصبيه
- مسمحلكيش تقللى من نفسك بالشكل ده ... ولو أنتِ شايفه نفسك قليله اوى عليا .... فأنا شايفك الدنيا كلها ... وكتير اووووى عليا .... أنتِ حبيبتى وبنتى واختى ... أنتِ حلم زمان حلمته و مكنتش أحلم احققه ... مهيره ارجوكى حبينى وثقى فيا ... متشغليش نفسك بحاجات أنا عمرى ما فكرت فيها ولا هفكر ... أنتِ غاليه اووووى اووووى .
لتظل تنظر إليه بإمتنان ولكنها سعيده حقاً بكلماته وتتمنى أن تسعده هى الأخرى
حضرت كل من جودى والسيده نوال لتستقبلهم مهيره بأبتسامه خجله وقلقه استشعرتها نوال لتقول لها حتى تطمئنها
- تسلم إيدك يا مرات ابنى .... ريحة الأكل تجنن
لتضحك براحه وهى تقول - يارب يعجبك يا ماما .
لتنظر لجودى تجدها سارحه فقالت
- سرحانه فى أيه يا جودى .
لتبتسم جودى بخجل وهى تقول
-ابداً ولا حاجه ... لسه راجعه من الجامعه وتعبانه بس .
لتشير لهم بالجلوس فى نفس اللحظه الذى خرج سفيان من غرفته مرحبا بهم فى نفس اللحظه الذى سمعا صوت الباب ليتحرك سفيان ليفتح لصديقه
حين دخل أواب على كرسيه المدولب ينادى على جودى لتقف سريعاً تحتضنه كان يتابعها بعينيه ومشاعره بداخله مختلطه
مر الوقت بينهم بين مناغشات سفيان لمهيره ... وصمت تام من جانب حذيفه .. وكلمات جودى الدائمه مع أواب
كان سفيان ينظر إلى أخته وصديقه وقرر من داخله أنه حان موعد تدخله بينهم .
الفصل العاشر .
كان يجلس أمام الشهاوى يستمع إلى ما يقوله ببرود ظاهرى ... ولكن هناك بداخله طفل يرتعد مهما كان نار انتقامه لا تصل للقتل
كان زين يستمع هو الآخر لكلمات الشهاوى عبر الأتصال المفتوح بينه وبين أيمن
همس لأيمن بصوت هامس
- قوله أن الموضوع عندك وأنت هتحله .
ليسقط قلب أيمن أسفل قدميه خوفاً ... ولكنه نفذ ما قاله زين وخرج من مكتب الشهاوى لا يعرف ماذا عليه أن يفعل .
ركب سيارته ليذهب إلى شقته الذى ينتظره بها زين
وحين دلف إلى الداخل هدر بصوت عالى قائلاً
- هعمل أنا أيه دلوقتى .... أنت خلتنى أوافق على كلامه ... ده عايزنى اقتله .
ليقف زين أمامه بثقه وشموخ قائلاً
- سفيان صاحبى وافديه بعمرى .... لكن كمان أنت صاحبى وأحب أنك تكمل انتقامك للآخر ... وعلشان كده سيب موضوع سفيان عليا .
مر أكثر من يومان على حديثهم فى المكتبه .. واحساسه بتباعدها .. كان يظن أنه يستطيع أن يجذبها إليه .. أن تراه بعين إمرأه ... تنظر إلى رجل بعين الحب والعشق ولكن من الواضح أنه مازال لديها مجرد أخ برتبة صديق .
خرج من مكتبه سيبحث عنها سيعترف لها بكل ما بداخله ولها حق القرار تقبل بحبه الكبير كبر سنين عمرها .. او ترفضه فيبتعد عنها ... ليجدها تجلس بجانب رفيقتها على إحدى المقاعد المنتشره بالجامعه اقترب منها ولكنه وقف مكانه حين استمع لحديثهم لم يرد أن يقطع ذلك الحديث وقف مكانه ينتظر ولكن صوتها المحبب وصل إليه
حيث سألتها جودى قائله
- أخبارك أيه يا شاديه ... لسه صهيب بيقولك كلام حب ... ولا الشريط سف
لتتنهد زهره بحب حقيقى وهى تقول
- أهو كل يوم بحال ... حساه بيحارب نفسه علشانى ... ده بيسعدنى جدا وبيخوفنى عليه ... أول مره من يومين يعترف أنه حبيبى .... تعرفى أنه عرض عليا يجى يساعدنى فى المذاكرة
لتصمت لثوانى وهى تتذكر زيارته لها أمس حين جلس معها فى غرفتها حتى يساعدها فى المذاكره ولكنها كانت فى مكان آخر تسرح فى جمال عينيه حركه شفاهه وهو يتكلم نقر أصابعه على مكتبها .... النغمه الرتيبه التى يحدثها بطرقه المستمر بقدمه على الأرض
ظل يتحدث معها ولكنها لا تجيبه ليفرقع بأصابعه فى الهواء قائلاً
- سرحانه فى أيه ؟
لتمسك يده بأصابع مرتعشه وهى تقول
- تعرف أن صوابعك شكلها حلو .
ليرفع حاجبيه باندهاش وهو يقول
- صوابع أيه يا زهره ... أنتِ بتقولى أيه ؟
لتضحك بمرح وهى تقول
- حقيقى يا صهيب صوابع إيدك شكلها حلو والعروق إلى ماليه إيدك .. حتى شعر إيدك ... يجنن .
ليضحك باندهاش وهو يقول
- عليه العوض ومنه العوض .. أنتِ الهندسه لحست مخك على الآخر
لتقول هى بتقرير .. وكأنها لم تستمع لكلماته المستهزئه
- تعرف حتى رجليك ... عامله زى رجلين الأطفال ... ناعمه جداً .
ليصمت دون أن تغادر ملامحه معالم الاندهاش لتكمل هى
- المره إللى فاتت وأنا بدلكهالك .... كان نفسى ابوسهم
ليقطب جبينه وهو يقول
-زهره أيه إللى أنتِ بتقوليه ده .
لتبتسم وهى ترفع يده تقربها من فمها وتقبل أصابعه قائله
- صهيب ... أنا بحبك .
ليقبض على يدها بقوه ويقربها إليه وهو يضعها على قلبه بعد أن قبلها قبله طويله .... قائلاً
- قلبى هيوقف سامعه دقاته ... ارحمينى ارجوكى .
لتشاغبه قائله
- مش عايزنى ادلكلك رجلك يا سيدى
ليفهم ما ترمى إليه .. وما تريده ليقول لها بمشاغبه
- لا يا ستى مش عايز وبعدين أنا ليا واحده
لتقطب جبينها وهى تسأل
- ليك واحده يعنى أيه
ليقف على قدميه ثم يبعد الكرسى من خلفه لينحنى على ركبتيه أمامها .. كانت تنظر له باندهاش ولكنه مد يده ليمسك بقدمها الصغيره قائلاً
- أنتِ دلكتيلى رجلى مره ... وأنا مردتهاش .. وبعدين أنا مش بحب أكون مديون لحد
لتسحب قدمها سريعاً من يده ثم تجثوا أمامه على ركبتيها أيضاً وهى تقول
- مكانك مش هنا .. مكانك على عرش كبير وعظيم ... وأنا وكل ما فيا نكون تحت رجليك وملك يمينك .
ليقول بحب صادق ... و بإحساس ملتاع
- أنتِ أنا يا زهره ... أنتِ أنا .
لتفيق من ذكرياتها على كلمات صديقتها
- حافظى عليه يا زهره ... صهيب بيحبك بجد ... اتمسكى بيه بكل قوتك
لتنتبه زهره إلى حال صديقتها وقالت
- طيب وأنتِ يا جودى أخبارك أيه مع دكتور حذيفه
لتبتسم بشحوب وهى تقول
- أنا مش فى باله... ولا هكون ... يظهر أنى عشت وهم الحب السنين دى كلها .... حب من طرف واحد ... ومن الواضح أنى لازم أقتل الحب ده جوايا علشان أقدر أعيش
لتظهر علامات الدهشه على ملامح من يستمع لتلك الكلمات التى قالتها ملكة قلبه ... ليكتشف كم هو أعمى القلب .. كيف لم يشعر بها.... كيف لم يشعر بها قلبه الملتاع بحبها ... كيف لم يفسر نظراتها بكائها يوم سفره .... كيف لم يفهم نظراتها يوم ألتقاها لأول مره بعد رجوعه .... كيف لم يرى سبب رفضها الحقيقى له .. كيف لم يرى الألم الساكن بعيونها حين يجلس معها ... ورغبتها فى جعل الكلام بينهم لا يتخطى أواب وفقط .... لم يشعر بنفسه إلا وهو
يتصل بصديقه قائلاً
- سفيان أنا طلعت حمار .
ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول
- أنت لسه مكتشف الموضوع ده دلوقتى .. ده من زمان يا صاحبى
ليقول حذيفه باستفهام
- أنت كنت عارف صح .
ليجيبه سفيان بتقرير
- كانت حاسس بيك ... وأكيد فاهم أختى
ليتوسله حذيفه قائلاً
- ساعدنى يا صاحبى ...نفسى افرحها
ليطلب منه الحضور إليه فى المكتب ليرتب كل شىء
وبالفعل ... أنجز له لوحه كبيره بكلمات معبره .. وذهب معه ليشترى خاتم زواج مبهر لأخته ... واحضر كميه لا بأس بها من البالونات ... وأتصل بمهيره ليخبرها ... أن تنتظره بالأسفل هى وأمه .
وبعدها أتصل على شقيقته حتى يعرف موعد وصولها
وبالفعل تم كل شئ كما تمنى هو وحذيفه ويرى الأن فرحة أخته باعتراف حذيفه المجنون أمام بنايتها والشارع أجمع
كان يقف بعيد يراقب كل ما يحدث ... عز عليه أن يقلب كل تلك السعاده الذى يراها أمامه إلى حزن ولكن هو يعرف ماذا يفعل .. ولا يضمن موقف الشهاوى
ليخرج سلاحه ... ويضع كاتم الصوت ... ويوجهه إلى كتف سفيان الذى فى لحظه أصبح ملقى على الأرض واسفله بركه من الدماء ... أخرج زين هاتفه ليخبر أيمن ولكن بعد أن أتصل بسياره الإسعاف
كان يجلس أمامه مطقطق الرأس .. هو يحترمه ويقدره .. هو ذكرى والده الراحل ... يعلم عنه كل شىء
شعر عادل أن ما بداخل أيمن ليس مطمئن ابداً فحثه على الكلام قائلاً
- يا ابنى ما تفهمنى فى أيه ...أنا بدأت أقلق .
ليتنهد أيمن بصوت عالى وهو يقول
أنا هحكيلك على كل حاجه
وبدء فى سرد ما حدث كله .. حتى وصل لطلب الشهاوى بقتل سفيان .
ليقف عادل على قدميه بغضب وهو يمسك أيمن من ملابسه هادراً بصوت عالى
- سفيان راجل بجد .. وبيحب أختك .. لو حصله حاجه أنا هبلغ عنك .... أنا شفت مهيره واتعاملت معاه .. سفيان يفدى مهيره بعمره .... مهيره شافت كتير يا أيمن كتير جداً .. واتعذبت كتير .... سفيان ليها حضن وبيت وعيله اتحرمت منها عمرها كله ... حرام تحرق قلبها عليه حرام ترجع للعذاب تانى
قبل أن يجيبه بشئ كان صوت هاتفه المضئ بأسم زين يعلو ليصمت الاثنان فى ترقب
**********************************
وصلا إليه فى المكان الذى حدده زين لأيمن فى الهاتف وقف أمامه وهو ينظر له بتركيز وخلفه عادل ينتظر أن يسمع ما حدث بترقب وقلق شديد .
حين أخبرهم زين بما فعل وأوضح أيضاً أسبابه
لم يستطع أى منهم الحديث ظل الثلاثه ينظرون إلى بعضهم البعض بصمت ... مرت عدة دقائق حين قطع عادل ذلك الصمت وقال
- أنا هروح أخد مريم وأروح البيت عند سفيان ... وبعدها هروح على المستشفى .... وهبقا أكلمك يا أيمن
ثم ألقى نظره على زين لم يفهمها زين بوقتها .. ولكنه لم يشعر بها لوم او عتاب .
تنهد زين بصوت عالى وقال
- أنا رايح المستشفى ... سلام
كان الجميع يجلس أمام باب غرفة العمليات فى نفس اللحظه الذى اقترب فيها زين من السيده نوال وجثى على ركبتيه أمامها وقال
-متقلقيش يا أمى سفيان قوى وان شاء الله بسيطه .
لتنظر له بكل ذلك الألم الذى يسكن عينيها ليشعر به وكأنه طعنه سكين حاده تنغرس بقلبه وزاده ألم صوتها الباكى وهى تقول
- يارب يا ابنى يارب
ربت على ركبتيها ثم انحنى ليطبع قبله عليها وهو يقول
- سامحينى .
لتضع يدها على رأسه المنحنيه أمامها وقالت
- وأنت ذنبك أيه بس يا ابنى ... منه لله إللى كان السبب
ظل ينظر إليها كثيراً ... وهى تبكى وتدعوا الله حتى ينجى صديقه ثم وقف على قدميه وغادر سريعاً ليقف بمدخل المستشفى يتنفس بصعوبة ثم اقترب من الحائط وظل يلكمه بيده المجردة مره بعد مره بعد مره .وهو يقول
- حقير سافل ندل وجبان ... آسف يا صاحبى آسف .. أنا كنت بحميك من الغدر ... أنا أرحم من أعدائك يا سفيان أنا أرحم
بدأت يده فى النزف بغذاره وتجمع حوله مجموعه من الأطباء و الممرضين وكبلوه بصعوبه وادخلوه إلى غرفة الطوارئ حتى يداو جرح يده
بعد ذلك حدث كل شئ بسرعه كبيره بعد أن أخبر أيمن الشهاوى بحاله سفيان .. واتصاله براجى لتشفى فيه والضغط عليه حتى يتنازل عن القصر
وبين إختفاء مهيره بعد رؤيتها لسفيان ...... فى نفس اللحظه الذى ذهب فيها أيمن إلى راجى ... تحرك زين بعد أن تلقى علاج مناسب ليده إلى قصر الشهاوى .
كان يقف أمام أبيه ينظر إليه بحقد وغل وكراهيه
هذا هو الرجل الذى دمر أمه وأضاع سنوات عمرها هبائا ... هذا هو من ظلم أخته ... الأن يعلم ما حدث لمهيره وأمها ... أخته طالها ما طاله ولكن هو حظه أوفر حيث توفر له صدر أب حنون أحسن تربيته كحسام ... وأيضاً كان دائماً يجد حضن أمه وقتما احتاجه .
كان الآخر ينظر إلى ذلك الشاب .... الذى يساعد عدوه فى تدميره ..... يا له من شاب وسيم ذو بنيه قويه .. مؤكد والده فخور به
قطع حرب النظرات تلك أيمن حين تحرك بخيلاء واقترب منه حتى لم يعد يفصل بينهم سوا خطوه واحده ومد يده فى صمت ليضع راجى فيها الأوراق ملكية القصر والتنازل عنه دون كلم ليتفقد أيمن الأوراق ثم تحرك ليجلس على اقرب كرسى ووضع قدم فوق الأخرى وقال
- أقعد يا راجى علشان فى كلام كتير لازم يتقال
ليقطب راجى حاجبيه قائلاً
- أنت إزاى
ليقاطعه أيمن بصوت عالى قائلاً
- أنا مش عايز كلام كتير ... النهارده أنت هتسمع وبس ... النهارده أنت هتتحاسب على كل حاجه عملتها زمان ..
ليقف على قدميه واقترب منه كثيراَ حتى أصبح فمه أمام أذنه وقال
- النهارده هتقوم قيامتك على الأرض .
لينظر له الكاشف بخوف حقيقى .
كان يدور حول القصر عيناه غائمه بحقد وغل .. وقف قليلاً أمام حارس البوابه الخلفيه وقال بهدوء لا يشعر به
-حلو القصر ده صاحبه مش بيفكر يبيعه
ليجيبه الحارس قائلاً
- لا البيه بتاعنا عمره ما يفكر يبيعه .
ليظل زين ينظر فى كل الاتجاهات ثم قال للرجل
- ممكن كبايه مايه ساقعه أصل المايه إللى عندك دى بارده اوووى .
ليتحرك الرجل سريعاً إلى الداخل وفى ثوانى كان زين داخل أسوار القصر
أختفى قليلاً بين الأشجار حين عاد الحارس ولم يجده ليتلفت يبحث عنه وحين لم يجده شرب هو كوب الماء وجلس مكانه من جديد
وبعد قليل من الوقت تحرك زين ليقترب من القصر بهدوء وبسرعه أيضاً حين وجد نافذه مفتوحه ليخرج القداحه من جيبه .. واشعلها وقربها من إحدى الستائر لتشتعل سريعاً وهى تمدت إلى باقى الستائر وتحرك قليلاً ليجد بعض من المواسير تسلقها سريعاً ليصعد إلى الدور الثانى ليفعل ما فعله بالأسفل
لتشتعل النار داخل القصر وتعلو الصرخات ظل ينظر إلى النار المشتعله الخارجه من النوافذ
من خلف تلك الشجيرات
وبعد لحظات كان يخرج من البوابه الكبير
فى نفس اللحظه الذى تجمع فيها جميع الحراس لمحاولة إنقاذ من بالداخل
صعد إلى سيارته وظل ينظر إلى القصر الذى تخرج من جميع نوافذه ألسنة اللهب قرر أن يغادر وقبل أن يدير السياره استمع لصوت صراخات عاليه لينظر إلى القصر ليجد جسد تلفه النار يسقط من النافذه .
كان يقود سيارته بجنون ذلك الجسد الذى سقط من النافذه وهو يحترق ... لا يغادر عقله .. يراه أمام عينيه .. هو الأن انتقم .. ليس فقط لصديقه هو ليس ذلك الشخص الملائكى .. هو يعرف جيداً أين أصاب صديقه .. ويعلم أنه بخير ... وأيضاً أيمن الأن يحصد نتيجة انتقامه ممن أزا والدته ... لكنه أراد الإنتقام إلى نفسه قبل الجميع ...
...
أوقف السياره على جانب الطريق حين ظهرت أمام عينيه لمحات من ماضيه الأسود حين كان يعمل بكل جهده لإيقاف أكبر شحنة أسلحة .... وفى حين اجتمعت كل الأدله فى يده ..وكافة المعلومات .... وعلم من هو الرأس المدبره وردت إليه مكالمه فيديو على هاتفه ليستقبلها ليجد أمه مخدره ومكبله بالحبال فى مخزن قديم .. وصوت غير واضح المعالم .. يهدد بقتلها إذا ما ترك تلك القضيه
وحين فارت مشاعره خوفاً على أمه وغيره وخوفاً على بلده قرر أن ينهى كل القضيه بضربه قاضيه
ولكن جائت إليه هى تلك القاضيه بفيديو جديد ليرى أمه تذبح أمام عينيه مع رساله أخيره مضمونها
- لا أحد يقف أمامى ... أنا الطوفان
آفاق من ذكرياته وهو يتذكر اسم الرأس الكبيره
رشاد الشهاوى .