رواية حب مرصع بالاشواك الفصل التاسع 9 بقلم مريم جمال


 رواية حب مرصع بالاشواك الفصل التاسع بقلم مريم جمال


في الصباح الباكر استيقظت سما يحمول شديد وهي تشعر انها اخيرا عادت اليها السعادة كما مضي قبل هذا الزواج البائس، ارتدت خفها وذهبت لتوقظ خالتها وجدتها تتحدث هي وفارس . كانت ستفتح عليهما الباب قبل ان تسمع جزء من الحديث فقد كانت تقول خالتها :

یا فارس انا معرفتش انام طول الليل يابني يفكر في الموضوع

ود بجديه : طيب وايه رايك

صفيه : انا هكلمك بصراحه يابني سما دي بنت اختي حته مني وزعلت اوي من اللي حصلها بس فرحت انك جبتلها حقها وطردت رشدي وامه الحربايه دي

تنهد فارس وقال: ادخلي في صلب الموضوع علي طول يا امي عايزه تقولي ايه

ردت صفيه متلجلجه بصراحه انا عايزاك تتجوز بنت تكون انت اول حظها وهي أول حظك . وسما انشاء الله ربنا هيعوضها خير وهبيعتلها ابن الحلال اللي يستاهلها، ويكون بنفس ظروفها

مطلق او ارمل

وقف فارس وتحدث بعصبيه بطريقه أفزعتها وقال: انا بجد مصدوم فيكي يا أمي انتي اللي بتقولي كده اللي هو المفروض والتي حالتها ويتقولي كده امال سبتي ايه للاغراب ، بجد با خساره ان ده تفكيرك

صفيه : لا يابني والله مقصد اللي انت فهمته ده انا عايزه مصلحتك يا حبيبي

فارس بضيق وانا عارف مصلحتي كويس يا امي وجوازي من سما هو مصلحتي ، آخر كلمتين هقولهملك يا امي قبل ما انزل عشان اتأخرت علي شغلي انا هتجوز سما حتي لو انتي رافضه يا امي ... لكن لو فكرتي كويس ووافقتي انا هكون اسعد مخلوق على وجه الارض

ثم قبل يديها وقال : سلام يا امي

ردت بصوت منخفض : الله يسلمك ياحبيبي في حفظ الله.

عند انتهاء حديثهم ركضت سما حافية القدمين إلى غرفتها قبل أن يراها احد ، جلست على سريرها وظلت تبكي بكاء مكتوم وندمت انها تلصصت عليهم من باب الفضول ، وظلت تسأل نفسها لماذا شعرت بالسعادة عندما علمت بطلب فارس الزواج منها وشعرت ايضا بالالم والحزن

الشديد عندما علمت موقف خالتها من هذا الزواج ؟!

لم تفتح لخالتها عندما انت لتوقظها وتحججت انها مرهقه وتريد النوم فقط ، وظلت تبكي علي وسادتها حتى عليها النعاس لتهرب من هذا الواقع المؤلم .

اتصلت صفيه في وقت الظهيرة بالحج عرفان احد اعمام سما الأكبر وعندما رد عليها قالت له :

ايوه يا حج عرفان الآخرت ليه ده كله ده انا مكلماك من امبارح وانت قولتلي مش هتتأخر

و متاخذ اول قطر هيجي القاهره

عرفان ايوه انا علي وصول خلاص كلها ساعتين واكون عنديكم

صفيه : طيب كويس وانا مستنياك

وبعد وقت ليس بكثير كان قد وصل الحج عرفان الى الشقه القاطنة بها صفيه بعد تساؤلات كثيره ليعرف المكان بالتحديد فهو لم يأتي اليهم من قبل سوي مره واحده عند وفاه والده سما . فتحت صفيه له بسرعه وقالت له مبتسمه

حمد الله على السلامه يا حج تورت
عرفان : ده بنورك يا ام فارس

قامت صفيه بضيافته على أكمل وجه ثم جلسا سويا في غرفه استقبال الضيوف وكان هو اول من بدأ الحديث وقال : انا برضك مفهمتش حاجه واصل من كلامك عشيه يا ام فارس ، كيف اطلعت سما بعد ايام من يوم دخلتها

ردت بصوت مبحوح والله يا حج ده نصيب هو اللي مطلعش راجل زي ماكنا فاكرينه ، بس يلا هتعمل ايه حكمه ربنا يقي

رد عرفان بضيق : ايوه يعني دلوجتي هنعمل ايه في المصيبه الكبيره دي

صفيه : هو يا حج عرفان اذا كان ممكن مكلمكش خالص و متعرفش بس انا قولت انتوا اهلها ولازم تعرفوا وعيب أن انتوا متعرفوش لحد دلوقتي

قام عرفان من مكانه وقال عابسا : عندك حج يا ام فارس ده لحمنا واحنا اولي بيه ودلوج خلي سما تجهز عشان هخودها معاي

ردت صفيه يقلق وتوتر : مش هينفع دلوقتي ياحج طالما فارس مش موجود في البيت

رد بعصبيه: كيف يعني استني لما يجي ولدك الا مستعجل وعندي مصالح كه اكده

ردت برجاء : يعني يرضيك ياحج فارس يرجع ويعمل معايا مشكله

زفر عرفان بضيق وقال : لا ميرضنيش مجعد استناه وامري الله

بعد ثلاث ساعات وصل فارس الي المنزل وفتح الباب بمفتاحه الخاص ، وصاح علي والدته التحضر له الطعام لانه جائع فجاءت اليه مهروله وقالت:

وطي صوتك يا فارس عندنا ضيوف جوه

رفع فارس حاجبيه وقال: ضيوف | ضيوف میں ؟!

صفيه : ده عم سما من البلد جي النهارده يزورنا تعالي بقي عشان منسبش الراجل قاعد لوحده دو گله

دخلا صفيه وفارس الى غرفه الضيوف وتفاجئ بوجود هذا الرجل الغريب فقال : اهلا وسهلا يا حج عرفان نورت

رد عليه عرفان بهدوء: ده بنورك يا ولدي ، دلوجتي من غير كلام كثير علي القاضي .... اذا عرفت كل اللي حصل مع بت اخوي واحنا متشكرين جوي على معروفك ورد الحجوج لاصحابها

رد بضيق : العفو بس على ايه دي سما من لحمي وده الطبيعي يعني

رد عرفان بجديه طيب دلوجتي انا عاوز اعاود البلد ويت اخوي معاي ايه جولك

رد فارس عليه بعصبيه: نعم تاخدها معاك ازاي يعني؟ وايه الاسباب ؟!

عرفان : ما هو بصريح العبارة اكده مهينفعش تعيشوا سوازی زمان ده حرام ولا يجوز، انت دلوج كبرت وقوت شغلك في السويس وتجلت اهني .... والبت زينه ومتعلمه ومهيقعش تجعد

اهني بعد اكده هتيجي مطمع للناس وانا مهرضهاش ليها ولا لينا

حاول فارس أن يمسك اعصابه بقدر الامكان وقال بهدوء عكس ما بداخله : انا مستعد اتجوز سما دلوقتي حالا بس للاسف مش هينفع قبل عدتها ما تخلص

رد عرفان عابسا : يبجي تشوفها رضيت كان بها مارضيتش هدلي بيها على الصعيد

فارس : طيب ثواني هدخل اخذ رأيها ومرجع

عرفان : لا تجيبها بنفسها تجول الكلام ده جدامي عشان اصدجك

فارس : ماشي

طرق على باب غرفه سما عدد طرقات حتى فتحت له ودخل اليها وقال: سما دلوقتي عمك جي

من الصعيد وعايز ياخدك معاه وانا طبعا مش موافق ..

ثم تابع حديثه وهو ينظر إلى عيناها و ممسكا بزراعيها وقال:

سما انا عارف أن اللي انا هقولهولك دلوقتي صعب عليكي وكنت همهدلك الموضوع لكن لازم اقوله حالا

ردت عليه بهدوء قول يا فارس انا سمعاك

فارس بصوت مبحوح : سما انا عاوز الجوزك

ردت عليه ضاحكه بسخريه وقالت عاوز تتجوزني شفقه يعني وكده

رد عليها بلهفه : لا طبعا عشان انا بحبك وانتي اكيد حاسه بكده حتى لو انا مقولتهاش، صحيح

كنت غبي ومفهمتش اني بحبك غير متأخر بس

قاطعت حديثه بسرعه وقالت:

وانا كمان بحبك يا فارس بس زي اخويا عمري ماحسيت احساس تجاهك غير احساس الاخود ويس

شده من امساكه الزراعيها وقال بصوت اجش لا ياسما انا مش مصدقك انتي كذابه

فاهمه... كذابه حتى لو حلفتي مليون مره انك مش بتحبيني زي ما يحبك

نزعت يديه عنها وادرات له ظهرها وقالت : دي يقي مشكلتك يا فارس مش مشكلتي.. وبعدين

مين قالك اني مش همشي مع عمي

ادارها اليه وقربها منه بشده وقال : نعم ! يعني انتي كمان عايزه تمشي معاه

سما : اه یا فارس همشی معاه وبعدين دول اهلي وهما احق بيا اكيد وانت لو عايز اني اقعد ف الاكيد اني مقعد غصب عني مش بإرادتي خالص لو كنت عايز كده فانا موافقه اني اقعد

فارس : لا متن هغضيك على حاجه يا سما واللي انتي عاوزه تعمليه اعمليه انا برضه في النهايه فارس

ثم تابع حديثه بسخريه وقال: اخوكي زي ما يتقولي اي وقت حابه ترجعي فيه كلميني وانا مكون عندك فورا

ردت مبتسمه وقالت : طبعا با فارس

ثم قبل حبيتها وقال : خلي بالك من نفسك يا حبيبتي

سما: وانت كمان

لم يتحمل فارس فإذا ظل دقيقه اخرى سيبكي بالتأكيد وهو لا يريد أن يظهر بهذا الضعف امامها.... فغادر من الشقه بأكملها .. فعندما لا يجدها سيرحم نفسه من الالم أكثر من الذي يشعر به الان .

وبعد القليل من الوقت احضرت سما حقيبتها وغادرت مع عمها بجسدها وتركت روحها وقلبها هنا

كان (عامر) والد سليم يصنع الوجبه المفضله لولده في المطبخ وهو يستمع الي اغاني شاديه وهو يدندن معها وهو مبتسما ..... وكان في انتظاره سليم ليأكل معه في فتره الاستراحه للعمل

وقال له ضاحكا: ايوه بقى اخيرا بقالى كثير مكنتش من ايديك يا

عامر، فين ايام زمان لما كنت مدلعني

عامر بابتسامه : والله انت في ايديك تيجي تاكل كل يوم عندي لو عايز

تنهد سليم وقال : والله ياريت بس انت عارف مواعيدي مش مظبوطه خالص وسفر وحفلات يدوب برجع اكل وانام

رد عامر بحيق : سفر و حفلات بس والستات الحلوه اللي داخله وخارجه من شقتك دي ايه ؟! فعلا تعب عليك والله

رد ضاحكا : والله انت ظالمني يا عامر انا بجيب ستات ، اما عجایب صحيح

عامر : اضحك علي ابوك ياواد بكلمتين وانا ايه هيخليني ابقي معاك في نفس العمارة وكل واحد في شقه ... غير انك بتتسر مح وانا ميعجبنيش الحال المايل

سليم : الله يسامحك هما عشان مرتين ثلاثه خلاص بقيت بتسرمح

عامر : والله المره عندي زي الف ، ويلا بقي حضر السفره عشان مطلع الاكل ... اما اذا عملك

طاجن مكرونه باللحمه هتاكل ايدك كلها وراه

رد ضاحكا : ماشي يا عامر وهاكل رجلي لو حبيت

وبالفعل جلسا الاثنان سويا ليتناولا هذه الوجبه الشهيه للغايه باستمتاع شديد... في التأكيد (عامر أوالد سليم طباخ جيد وسليم ورث عنه هذا .......

وبعد القليل من الوقت استعد سليم للنزول وقال له : تسلم ايديك الاكل كان يجنن .... عن اذنك

بقي عشان اتأخرت جدا ، تحب اجبلك حاجه بليل وانا جي

رد عامر مبتسما : لا يا بني سكه السلامه خد الباب في ايدك وانت نازل

سليم بابتسامه : انت تؤمر يا عامر .. سلام

عامر : سلام

عاد سليم الى مكتبه سريعا وقد مر علي مكتب ذهب في طريقه وقال لها : استعدي مقابل عميل في كافيه *** بعد ساعه من دلوقتي وهخدك معايا متسجلی ای ملاحظه مهمه

ردت ذهب بابتسامه وقالت : حاضر مستعد بس خطيبتك جوه مستنيه حضرتك بقالها أكثر من ساعة

سليم : تمام انا هدخلها

عندما دخل الى مكتبه وجد نسرین تهز جسدها سريعا والنيران تخرج من عينيها فقال لها : اهدي

اهدي كل ده عشان اتأخرت شويه

ردت بعصبيه : لا متأخرتش شويه با سليم انت متأخر بقالك ساعه عن ما قولتلي انك هتيجي

المكتب ، ما لو مش جي كنت قولتلي بدل مانا مستنياك ده كله

قبض كفه على فكيها بقسوه وقال لها بعصبيه : انا مش قولتلك مليون مره صوتك ده ميعلاش عليا ، انتي عارفه اسلوبي وطبعي من البدايه ولو كنتي عايزه عيل فرفور علي ابوكي ينقيلك واحد اعتقد دي اسهل حاجه عنده

ردت عليه بصوت باكي مزيف انا اسفه يا سليم مكنتش اقصد انت عارف لساني ساعات بيفلت مني

تنهد وقال بضيق: بيفلت على طول مش ساعات بس على العموم هعديهالك المرد دي كمان بس دی آخر مره

ردت عليه بفرحه وقالت : بجد يا حبيبي ربنا يخليك ليا ، يلا بقي نخرج زي ماكنت وعدتني

سليم : للاسف ورايا معاد مع عميل مهم بعد ساعه ، معوضهالك بكره

ردت به ابتسامه : خلاص يا حبيبي موافقه

بعد القليل من الوقت غادرت نسرين المكتب وفي اثناء خروجها نظرت الى ذهب من الاسفل الى الأعلى باحتقار فقط لانها راتها اجمل من (علياء) السكرتيره السابقة وكذلك لانها تعلم سليم عينيه زائفه على النساء الجميلات ولذلك وضعتها في رأسها ولن يهدأ لها بال حتى تجعل سليم يقوم بطردها ...

جاء موعد نزول سليم وذهب للقاء العميل فذهبا سويا وجلسا في انتظاره .... ولكنه تأخر عن الموعد المحدد مما ادي الي غضب سليم وقال : ربع ساعه ولو مجاش هنمشي

ردت دهب بهدوء : ممكن يكون حصل مشكله السببت في تأخيره ولا حاجه

رد سليم بضيق حتى لو حصل كان المفروض يحترمني ويكلمني يعتزر

ذهب : اه فعلا

هذا سليم من اعصابه قليلا وقال لها : تحيي تاكلي ايه او تشربي ايه ذهب : لا شكرا اكلت النهاردة في الاستراحه

سليم : طيب انا هطلب قهوه وهطليلك انتي تشيز كيك شيكولاته احلى مكان بيعمله هنا

ردت بابتسامه : طيب اللي تشوفه

طلب سليم من النادل طلبهم، وبعد دقائق الى بالطلب لهم فأخدت دهب التشيز كيك التأكل فكانت تأكل بالقطعه الصغيرة جدا خجلا من سليم لانه ينظر اليها بطريقه غريبه، اما سليم فأخد قهوته ليشربها وهو ينظر إلى ذهب مستمتعا برقتها وهي تأكل وبعد القليل من الوقت جاء النادل ليأخذ الفارغ ، وعندما تركهم نظر سليم الى ذهب واشار اليها انه يوجد آثار شيكولاته على

شفتيها .... فقامت بالفعل بمسحها ولكن ليس جيدا

وقالت ضاحكه : خلاص المسحت .... بيجد طعمه يجنن فعلا خساره انك ما اكلتش منه

رد مبتسما : لا لسه متمسحتش

ثم قام من مكانه وجلس بجانبها على الاريكه ووضع ايهامه على شفتيها واخذ يحركه يسارا ويمينا .... ويمينا ويسارا وهو ينظر الى شفتيها وهو يبتلع لعابه ... اما عن ذهب فقد كانت كالمخموره .. كالمسحوره وهي تنظر اليه ثانهه ولم تردعه وكأنها لا تريده أن يتوقف عن هذه الحركة وكان قلبها يخفق بعنف شديد وكأنه سيخرج من مكانه .... وبعد دقائق عادت الى رشدها

وقامت بسرعه من مكانها ووقفت وقالت له لامته انا مدخل الحمام ومرجع

دلفت الى المرحاض واسندت زراعيها على الرخام ووضعت يدها على قلبها لعل وعسى ان يهدا قليلا... اما هو فحينما دخلت في لعق بقايا الشيكولاته من اصبعه باستمتاع شديد وهو شاردا

وفي ذلك الوقت اتصل العميل واعتذر عن عدم قدرته عن المجئ

وعندما خرجت وانت اليه قال لها بجديه : العميل اعتزر ومش هيجي ، والا دفعت الحساب ... يلا بينا عشان اتأخرنا على المكتتب.

لم تنظر اليه وكانت تنظر الى الاسفل بخجل شديد وقالت بارتباك : تمام يلا

في آخر الليل كانت ذهب تتقلب على سريرها تحاول ان تمام ولم تعرف فقد كانت تؤلب نفسها بشده علي ما حدث وتشعر بالضيق الشديد من مجرد تخيلها بماذا سيفكر بها سليم لانها تركته يضع اصبعه على شفتيها ولم تردعه .... فكانت الافكار تشتعل في رأسها هل شعر بشئ كما شعرت هي ؟ .

هل اعتبرها فتاه سهله المثال وضيعه

ام ماذا 

وهكذا قضت ليلتها حتى صباح اليوم التالي....

تعليقات